المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 16/01/2002, 11:44 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
مقالات في القصّاص

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم:اما بعد

اقدم بين ايديكم اخواني هذا المقال وذلك لما عمت به البلوى

لكثرة هؤلاء الدعاة القصّاص والتفاف الناس حولهم والادهى من ذلك حبهم

وموالاتهم ومعادات من يحذر منهم ولا حول ولا قوة الاّ بالله .

1ـالقصاص والوضع

الاحاديث الشائعة بين عامة الناس كثيرة مختلفة المراتب،فمنها ما هو حق صحيح ،ومنها ما هو باطل مكذوب.وللباطل المكذوب روافد عدة ، ويبدو ان اكبر هذه الروافد ما سمعه الناس من القصاص، ذلك ان الناس هم السواد الاعظم الذين يولعون بسماع القصاص، ويتهافتون على مجالسهم، ويتلقون عنهم.

وان اكبر عامل من عوامل انحراف ظاهرة القصص ان عددا كبيرا من الناس اتخذها مهنة له يعيش من ورائها، ولم يكن خوف الله هو الدافع لها، ولذلك تراه يسارع في ابتغاء مرضات العامه فهو حريص على رضاهم وليس حريصا على تقويمهم ولا تعليمهم(وحريص على تكثير سوادهم) حتى اضحى القاص كالمغني

ان هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم ان يستحوذوا على اعجاب السامعين ولما كان الناس يتطلعون دائما الى ان يسمعوا الغريب الجديد كان هذا دافعا يحمل هؤلاء القصاص الذين لايخافون الله على الكذب والاختراع حتى يظفروا بمطلبهم. وقال ابن الجوزي..معظم البلاء في وضع الحديث انما يجري من القصاص،لانهم يريدون احاديث ترقق وتنفق، والصحاح تقل في هذا) (1)

قال ابن قتيبة في" تأويل مختلف الحديث"

(والوجه الثاني القصّاص، فانهم يميلون وجه العوام اليهم ،ويستدرون ماعندهم بالمناكير والاكاذيب من الاحاديث ومن شأن العوام القعود عند القاص ما كان حديثه عجيبا خارجا عن نظر العقول ، او كان رقيقا يحزن القلوب ويستفزز العيون ،فاذا ذكر الجنة

قال: "فيها الحوراء من مسك او زعفران ، وعجيزتها ميل في ميل ،ويبوّىء الله وليه قصرا من لؤلؤة بيضاء فيه سبعون الف مقصورة، في كل مقصورة سبعون الف قبه ، في كل قبة سبعون الف فراش..."فلا يزال هكذا في السبعين الفا لا يتحول منها)

2ـروى ابن الجوزي في الموضوعات ان احمد بن حنبل ويحيى بن معين صليا في مسجد الرّصافة فقام بين ايديهم قاص فقال:

حدثنا احمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا:حدثنا ........... ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:...................ثم ذهب يكذب على حديث رسول الله وعليهما فلما فرغ من قصصه واخذ العطيات قالا له انا يحيى بن معين وهذا احمد بن حنبل فقال:لم ازل اسمع ان يحيى بن معين احمق ،ما تحققت هذا الاّ الساعة!!كأنّ ليس في الدنيا يحيى بن معين واحمد بن حنبل غيركما!!وقد كتبت عن سبعة عشر احمد بن حنبل ويحيى بن معين

3ـوروى الطرطوشي في كتابه الحوادث والبدع ان الأعمش لمل دخل البصرة نظر الى قاص يقص في المسجد،فقال حدثنا الأعمش

عن ابي اسحاق عن ابي وائل..فتوسط الأعمش الحلقة،وجعل ينتف شعر ابطه،فقال له القاص :يا شيخ!الا تستحي؟نحن في علم وانت تفعل هذا؟! فقال له الأعمش الذي انا فيه خير من الذي انت فيه.
قال كيف ذلك؟ قال: لاني في سنة وانت في كذب ،انا الأعمش وما حدثتك مما تقول شيئا.

4ـولقد سارع عدد من العلماء الى افراد هذا الموضوع بالتأليف منهم الامام ابن الجوزي الذي الف كتاب القصاص والمذكرين وصدّر كتابه الموضوعات بفصول واسعه عن القصاص واكاذيبهم ومنهم الحافظ العراقي في كتابه " الباعث على الخلاص من حوادث القصاص " ومنهم الحافظ السيوطي الذي الف كتابا سماه " تحذير الخواص من اكاذيب القصاص" وهو كتاب نافع وقد كتب في الاسرار المرفوعة " العلامة ملاّ علي القاري فصولا في القصاص وخطرهم .أ.ه(من المرجع ادناه)

قلت والذي ينظرفي زمننا هذا وما احدث هؤلاء القوم من مناكير يرى العجب العجاب وترى ذلك جليا حتى في اشكالهم بل وفي ملابسهم وهم يزعمون انهم على السنه هذا يخفف لحيته وهذا يحلقها ويرتدي زي الافرنجي فهم ليسوا امناء على السنة في انفسهم

فكيف يكونون امناء في تبليغها

واطالب كل طالب علم ان يدلو بدلوه في هذا الموضوع ليكتمل البحث ويكون ذو فائده مرجوّه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من مقدمة كتاب أحاديث القصّاص لشيخ الاسلام ابن تيميه
بتحقيق محمد الصباغ(من مقدمة المحقق بتصرف )
--------------------------------------------------------------------------------
1) الموضوعات 1/44
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19/01/2002, 10:42 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اراء عدد من الصحابة والتابعين والعلماء في القصاص :
عمر بن الخطاب : رضي الله عنه
أورد ابن الجوزي وغيره أخبارآ عن عمر رضي الله عنه تدل على أنه لم يكن يستريح الى القصص . فمن ذلك خبر ه مع تميم الداري وخبره مع الحارث بن معاوية الكندي فقد خوفه عمر من أن يكون القصص سببآ للعجب حتى يقوده ذلك
الى الهلاك . قال :
"أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك , ثم تقص فترتفع , حتى يخيل اليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله عزوجل
تحت أ قدامهم يوم القيامة بقدر ذلك ".

علي بن أبي طالب :رضي الله عنه
مر علي رضي الله عنه على قاص فقا ل له : هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا . قال :هل تعرف المحكم من المتشابه ؟
قال : لا . قال : هل تعرف الزجر من الأ مر ؟ قال :لا .
فأ خذ بيده فرفعها و قال : اعرفوني . اعرفوني .
ومر على قاص آ خرفسأله : علمت الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا . قال : هلكت وأ هلكت .

عبدالله بن عمر : رضي الله عنه
روى عبد الرزاق عن معمر الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه كان يخرج من المسجد يقول :
" ما أخرجني الآ القّصّاص , ولولاهم ما خرجت .
وروى الطبراني أن ابن عمر رأى قاصآ يقص في المسجد الحرام , وكان معه ابن له .فقال له ابنه :
أي شيء يقول هذا ؟ فقال : يقول اعرفوني . اعرفوني.
واخرج ابن ابي شيبة ان ابن عمر جاء فوجد قاصّا يقص في المسجد فوجه الى صاحب الشرطة:ان اخرجه من المسجد . فاخرجه.

عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
روى الطبراني ان عبدالله بن مسعود وقف على عمر بن زرارة وهو يقص. فقال: ياعمر لقد ابتدعت بدعة ضلالة او لانّك اهدى من محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه.
وروى عنه انه كان يقول :اذا سمعتم السائل يحدّث باحاديث الجاهلية يوم الجمعة فاضربوه بالحصى.

عبدالله بن عباس رضي الله عنه
روي عنه خبر مشابه لخبر علي رضي الله عنهم.

صلة بن الحارث رضي الله عنه
روى الطبراني ان صلة بن الحارث رأى قاصا يقص على الناس وهو قائم فقال :" والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا ارحامنا حتى قمت انت واصحابك بين أظهرنا ".

عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها
اخرج ابن سعد في" الطبقات" عن عطاء قال: دخلت انا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت من هذا ؟ فقال: انا عبيد بن عمير .
قالت : قاص اهل مكة ؟ قال: نعم. قالت: خففّ فانّ الذكر ثقيل .

ام الدرداء رضي الله عنها
اخرج ابن ابي شيبة والمروزي عن جبير انّ ام الدرداء بعثته الى نوف ابن فلان وقاصّ معه يقصان في المسجد. فقالت : قل لهما فليتقيا الله وتكون موعظتهما للناس لانفسهما .

الحسن البصري رحمه الله تعالى
روي عنه قوله "القصص بدعة ونعمت البدعة . كم من دعاء مستجاب واخ مستفاد.

محمد بن سيرين رحمة الله عليه
سأل رجل محمد بن سيرين عن القصص . قال : بدعة. ان اول ما احدث الحرورية القصص.

غضيف بن الحارث:
روى احمد عن الغضيف بن الحارث انه قال : بعث اليّ عبدالملك بن مروان قال: يا ابا اسماء انّا جمعنا الناس على امرين .فقال وما هما ؟ قال : رفع الايدي على المنابر يوم الجمعة ،والقصص بعد الصبح والعصر .
فقال :اما انها افضل بدعكم ولست بمجيبكم الى شيء منهما . قال : ولما ؟ قال : لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما احدث قوما بدعة الاّ رفع من السنة مثلها " فتمسك بسنة خير من احداث بدعة.

مالك بن انس رحمة الله عليه
روي عنه كراهية القصص. ذكر ذلك ابن الحاج في"المدخل "

سفيان الثوري رحمة الله عليه
كان مذهب سفيان الاّ يستقبلوا القصّاص بوجوههم بل عليهم ان يولّوا البدع ظهورهم واصحابها ايضا.

قال ابن قتيبة
ان الحديث يدخله الفساد من وجوه الزنادقة واحتيالهم للاسلام وتهجينه بدس الاحايث المستبشعة والمستحيلة والقصّاص فانهم يميّلون وجوه العوام اليهم ويستدرون ما عندهم بالمناكير والغرائب من الاحاديث ، ومن شأن العوام ملازمة القاصّ ما دام يأتي بالعجائب الخارجة عن نظر العقول .

ابن حبان رحمه الله
علق على قصة احمد ويحيى مع القاص الذي كذب عليهما فقال: (فاذا كان مثل هؤلاء يجسرون على احمد ويحيى حتى يضعوا الحديث بين ايديهم من غير مبالاة بهم ، كانوا اذا حلّوا بمساجد الجماعات ومحافل القبائل مع العوام والرعاع اكثر جسارة في الوضع.

الغزالي :
قال في الاحياء :" اما القصص فهي بدعة وقد ورد نهي السلف عن الجلوس الى القصاص وقالوا : لم يكن ذلك في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا زمن ابي بكر ولا عمر حتى ظهرت الفتنة وظهر القصاص .
وقال : قال ابن عون : دخلت على ابن سيرين .فقال ما كان اليوم من خبر ؟ فقلت نهى الامير القصاص ان يقصوا .فقال : وفق للصواب.
وقال : قال احمد : اكثر الناس كذبا القصاص والسؤال.
وقال : (ومنها كلام القصّاص والوعاظ الذين يمزجون كلامهم بالبدعة ، فالقاصّ ان كان يكذب في اخباره فهو فاسق ، والانكار عليه واجب . وكذا الوعظ المبتدع يجب منعه ، ولا يجوز حضور مجاسه الأّ على قصد اظهار الرد عليه ، اما للكافة ان قدر عليه ، او لبعض الحاضرين حواليه ، فان لم يقدر فلا يجوز سماع البدع.
وقال : ومهما كان الواعظ شابا متزينا للنساء في ثيابه وهيئته كثير الاشعار والاشارات والحركات وقد حضر مجلسه النساء ، فهذا منكر يجب المنع منه ، فان الفساد فيه اكثر من الصلاح.

الحافظ الذهبي :
في ترجمة عبدالمنعم بن ادريس قال: (قصاص . ليس يعتمد عليه تركه غير واحد.
وقال الوعظ فن بذاته يحتاج الى مشاركة جيدة في العلم ، ويستدعي معرفة حسنة في التفسير والاكثار من حكايات الصالحين الفقهاء والفقراء والزهاد وعدته التقوى والزهادة ،فاذا رايت الواعظ راغبا في الدنيا قليل الدين فاعلم ان وعظه لا يتجاوز الاسماع ، وكم من واعظ مفوّه قد ابكى واثر في الحاضرين في تلك الساعة ثم قاموا كما قعدوا.

الحافظ ابن تيميه:
قال: (قال الامام احمد : اكذب الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤّال والقصاص . فيجب منع من يكذب مطلقا . فكيف اذا كان يكذب ويسأل ويتخطّى ؟ وكيف من يكذب على رؤوس الناس في مثل يوم الحمعة؟ فنهي من يكذب من اعظم الواجبات . بل ونهي من روى ما لا يعرف أصدق ام كذب.

ابن عقيل :
قال : ما اخوفني على من كانت الدنيا اكبر همه ان تكون غاية حظه.
قال : وسئل عن قوم يجتمعون حول رجل يقرا عليهم احاديث وهوغير فقيه . فقال : هذا وبال على الشرع. او نحو ذلك

ابن مفلح :
عقد ابن مفلح في كتابه " الآداب الشرعية " فصلا مطولا عن القصاص جمع فيها آراء العلماء في القصاص.

الحافظ العراقي :
ويدلك على موقفه منهم عنوان كتابه "الباعث على الخلاص من حوادث القصاص " فلقد كان ذامّا لهم ، كاشفا لعيوبهم ، مبينا غلطاتهم .

السيوطي :
فهو يقف من القصاص موقفا معارضا مبينا انهم قوم كذابون وانك لترى ذلك واضحا من عنوان الكتاب " تحذير الخواص من اكاذيب القصّاص.

وقال ابن الجوزي..معظم البلاء في وضع الحديث انما يجري من القصاص،لانهم يريدون احاديث ترقق وتنفق، والصحاح تقل في هذا.

والسلام عليكم

من كتاب ( القصّاص والمذكرين لابن الجوزي
من مقدمة المحقق.)
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22/01/2002, 09:24 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقال ابن الجوزي : " وكره بعض السلف القصص لأحد ستة اشياء " :

1- لأن القصص بدعة لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2- لندرة صحة اخبار المتقدمين .

3- لأن القصص يشغل عن قراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين .

4- لأن في القرآن والسنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لم يصح .

5- لأن القصص في واقعه أفسد قلوب العوام .

6- لأن معظم القصاص لا يتحرون الصواب .

وقــال : وأنما ذم القصّاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ،ثم غالبهم يخلط فيما يورده . وربما اعتمد على ما أكثره محال .

وقــال : كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء ،وقد حضر مجلس عبيد بن عمير عبدالله بن عمر وكان عمر بن عبدالعزيز يحضر مجلس القاص . ثم خست هذه الصناعة فتعرض لها الجهال ، فبعد عن الحضور عندهم المميزون من الناس ، وتعلق بهم العوام والنساء فلم يتشاغلوا بالعلم واقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة ، وتنوعت البدع في هذا الفن .

مــن آفاتهــم :

فمن ذلك ان قوما منهم يضعون احاديث الترغيب والترهيب ، ولبّس عليهم ابليس باننا نقصد حث الناس على الخير ، وكفهم عن الشر وهذا أفتئات منهم على الشريعة ، لأنها عندهم – على هذا الفعل – ناقصة تحتاج الى تتمة، ثم قد نسوا قوله صلى الله عليه وسلم : " من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".

ومــن ذلك انهم تلمحوا ما يزعج النفوس ويطرب القلوب ، فنوّعوا فيه الكلام ، فتراهم ينشدون الاشعار الرائقة الغزلية في العشق ، ولبس عليهم باننا نقصد الاشارة الى محبة الله عز وجل ، ومعلوم ان عامة من يحضرهم العوام الذين بواطنهم مشحونة بحب الهوى ، فيضل القاص ويضل .

ومــن ذلك من يظهر من التواجد والتخاشع زيادة على ما في قلبه ، وكثرة الجمع توجب زيادة تعمّل ، فتسمع الناس بفضل بكاء وخشوع . فمن كان منهم كاذبا فقد خسر الاخرة ومن كان صادقا لم يسلم صدقه من رياء يخالطه .

ومنهــم من يتحرك الحركات التي يوقع بها على قراءة الالحان ، والالحان التي اخرجوها اليوم مشابهة للغناء ، فهي الى التحريم اقرب منها الى الكراهة . والقارىء يطرب ، والقاص ينشد الغزل مع التصفيق بيديه ، وايقاع برجليه فتشبه السكر ، ويوجب ذلك تحريك الطباع وتهييج النفوس ، وصياح الرجال والنساء ،وتمزيق الثياب ، لما في النفوس من دفائن الهوى ، ثم يخرجون فيقولون كان المجلس طيبا ، ويشيرون بالطيبة الى ما لا يجوز.

ومنهــم من ينشد الاشعار على الموتى ويصف ما يجري لهم من البلاء ويذكر الغربة ومن مات غريبا ، فيبكي بها النساء ويصير المكان كالمأتم ، وانما ينبغي ان يذكر الصبر على فقد الاحباب لا ما يوجب الفزع .

ومنهــم من يتكلم في دقائق الزهد ومحبة الحق سبحانه ، فلبس عليه ابليس انك من ضمن الموصوفين بذلك ، لأنك لم تقدر على الوصف حتى عرفت ما تصف وسلكت الطريق . وكشف هذا التلبيس ان الوصف علم والسلوك غير العلم .

ومنهــم من يتكلم بالطامات والشطح الخارج عن الشرع ويستشهد باشعار العشق . وغرضه ان يكثر في مجلسه الصياح ولو على كلام فاسد . وكم منهم يزوق عبارة لا معنى لها.

واكثر كلامهم اليوم في موسى والجبل ، وزليخا ويوسف ، ولا يكادون يذكرون الفرائض ولا ينهون عن ذنب. فمتى يرجع صاحب الزنا ومستعمل الربا ؟ وتعرف المرأة حق زوجها ؟ وتحفظ صلاتها ؟
هيهات !! هؤلاء تركوا الشرع وراء ظهورهم ولهذا نفقت سلعهم لأن الحق ثقيل والباطل خفيف.

ومنهــم من يحث على قيام الليل ، ولا يبين للعامة المقصود ، فربما تاب الرجل منهم وانقطع الى زاوية ، او خرج الى جبل فبقيت عائلته لا شيئ لهم .

ومنهــم من يتكلم في الرجاء والطمع من غير ان يمزج ذلك بما يوجب الخوف والحذر فيزيد الناس جرأة على المعاصي . ثم يقوى ما ذكر بميله الى الدنيا من المراكب الفارهة ، والملابس الفاخرة ، فيفسد القلوب بقوله وفعله .

ومنهــم من اشرب الرئاسة قلبه مع الزمان ، فيحب ان يعظم ، وعلامته انه اذا ظهر واعظ ينوب عنه او يعينه كره ذلك . ولو صح قصده لم يكره ان يعينه.

ومنهــم من يخلط في مجلسه الرجال والنساء ، وترى النساء يكثرن الصياح وجدا على زعمهن ، فلا ينكر ذلك عليهن جمعا للقلوب عليه . ولقد ظهر في زماننا هذا من القصّاص ما لا يدخل في التلبيس لانه امر صريح من كونهم جعلوا القصص معاشا يستمنحون به الامراء والظلمة ، والاخذ من اصحاب المكوس ، والتكسب به في البلدان .

ومنهــم قوم شق عليهم الحفظ ... وربما رأوا ان الحفظ معروف فأتوا بما يغرب مما يحصّل مقصودهم فهولاء قسمان :

احدهما القصاص ، ومعظم البلاء منهم يجري لأنهم يريدون احاديث تنفق وترقق ، والصحاح تقل في هذا ...

والقسم الثاني الشحاذون فمنهم القصاص ومنهم غير قصاص.

وقــال : لقد ادخل المتزهدون في الدين ما ينفر الناس منه ، حتى انهم يرون افعالهم فيستبعدون الطريق . واكثر ادلة هذه الطريق القصاص ، فان العامي اذا دخل مجلسهم وهو لا يحسن الوضوء كلموه بدقائق الجنيد ن واشارات الشبلي ، فراى ذلك العامي ان الطريق الواضح لزوم زاوية ، وترك الكسب للعائلة ، ومناجاة الحق في خلوة على زعمه ، مع كونه لا يعرف اركان الصلاة ولا ادب العلم ، ولا قوّم اخلاقه شيء من مخالطة العلماء ، فلا يستفيد من خلوته الاّ كما يستفيد الحمار من الاصطبل ، فان امتد عليه الزمان في تقلله زاد يبسه ، فربما خايلت له ( الماليخوليا (ضرب من الجنون )..) اشباحا يظنهم الملائكة ثم يطأطىء راسه ويمد يده للتقبيل .

والسلام عليكم

المصدر السابق
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:22 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube