بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذ الموضوع طويل جدا وهو من اجل المعرفة والتفكر في حياة الرسل اولي العزم ولاأعلم ان كان كتب من قبل في المنتدى ولكن اجتهادأ مني سأضع الموضوع كاملاَ بإذن الله وسيكون على حلقات ونبدأ بنوح عليه الصلاة والسلام [اول الرسل من اولي العزم]:
نوح عليه السلام نبأه الله تعالى بعد ((إدريس))عليهما السلام وهو أول (نذير لأهل الأرض من الشرك) وأول(نبي نسخت شريعته شريعة آدم) وهو أول(نبي عذبت امته بدعوته),(وورد ذكره في القرآن الكريم ثلاثاُ وأربعين مرة).
ذكر الشيخ محمد بن علي الصابوني: لقد عاش طويلاُ وعمّر كثيراً. وكان عليه السلام أطول الأنبياء عمراُ وأكثرهم جهاداُ. فقد تحمل من الأذى مالم يتحمله أحد من الرسل. فدعا قومه ليلاً ونهاراً. وسراً وجهراً. وأقام فيهم(950) تسعمائة وخمسين عاماً. يذكرهم ويعظهم. ويدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولكنه لم يلق منهم إلأ كل تكذيب واضطهاد وصدود وإعراض. فقد كانت قلوبهم أشدّ من الحجارة. وعقولهم أصلب من الحديد. فقد كانوا يضربونه بالعصي والنهال ويقذفونه بالحجارة, ومع طول المدة التي أقامها بينهم لم يؤمن برسالته إلأ قليل.
كما قال الله تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}.
وقد ذكر بعض المفسرين أن عدد الذين آمنوا معه كانوا((عشرة)) وهم الذين ركبوا معه في السفينة وقيل ((اربعين)) والصحيح ماأورده ابن عباس أنهم كانوا (ثمانين) نفساً معهم نساؤهم وهم الذين أنجاهم الله من الغرق.
لما يأس عليه الصلاة والسلام من إيمان قومه بعد هذه الفترة الطويلة.كما قال الله تعالى:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }.
عند ذلك التجأ إلى ربه بالدعاء على قومه بالهلاك والدمار فاستجاب الله دعاءه.
وأعلمه أنه سيهلكهم بالطوفان. وأوحى إليه أن يصنع الفلك(السفينة)ولم يكن هو ولا غيره يعرف كيف تصنع. قال تعالى:
{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }.
وبدأ عليه الصلاة والسلام يصنع الفلك تحت أمر الله ووحيه. وجعل قومه يمرون عليه ويسخرون ويقولون له: يانوح قد كنت بالأمس نبياً واليوم صرت نجاراً ويجتمعون عليه وهم يضحكون. وهو جاد في عمله قال تعالى:
{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ }.
لما انتهى عليه الصلاة والسلام من صنعها. أمره سبحانه وتعالى. أن يحمل معه أهله وجماعته المؤمنين. وأن يحمل فيها من الحيوانات من كل صنف زوجين(ذكر وأنثى)اثنين ومن سائر مافيه روح من المأكولات وغيرها لبقاء نسلها. ثم جعل له علامة وهي(فوران التنور)- المراد على رأي المفسرين وجه الأرض أ، تنبع الأرض من سائر أرجائها.
فلما ظهرت العلامة ركبوا في السفينة وأرسل الله من السماء مطرأ. لم تعهده الأرض قبله ولاتمطره بعده. كان كأفواه القرب. وأمر الله الأرض فنبعت من جميع فجاجها وسائر أرجائها. كما قال تعالى:
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ{10} فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ{12} وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ{13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ{14}}
وارتفع الماء على أعلى جبل بالأرض خمسة عشر ذراعاَ. وعم حميع الأرض طولها وعرضها وسهلها وحزنها جبالها وقفارها. ولم يبق على وجه الأرض من كان بها أحياء. فقد غمرهم الماء وجرفهم الطوفان. ولم ينح إلا ركاب السفينة فقط... لهذا يسمى ((نوح)) عليه الصلاة والسلام ((أبو البشر)) الثاني. لأن حميع أهل الأرض بعد الطوفان هم من نسل أهل السفينة.. حتى ابن ((نوح)) الذي لم يؤمن لأبيه لم يركب معه في كان من الهالكين.. قال تعالى:
{وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{41} وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ{42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ{43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{44}}.