مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 03/09/2007, 10:00 PM
مجنون بـ كريستيانو مجنون بـ كريستيانو غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 27/04/2007
مشاركات: 78
نكمل لكم الحلقة الثالثة من سلسلة الرسل أولي العزم وهو موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام:
هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. (ثالث الرسل من أولي العزم)(ورد ذكره في القرآن الكريم مائة وستا وثلاثون مرة). قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً{51} وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً{52} }.
ذكر الشيخ الصابوني: أنه عليه الصلاة والسلام ولد في عهد الطاغية الأكبر (فرعون) عدو الله الذي اشتهر بالطغيان والجبروت.(ورد ذكر فرعون في القرآن الكريم أربعا وأربعين مرة) فنازع الله في ملكه وادعى الربوبية. وأعلن التمرد والعصيان. ورعم أنه الإله المعبود من دون الله. واسم ذلك الطاغية(الوليد بن مصعب) ولقبه فرعون. حكم هذا الفرعون بعد أخيه <<قابوس>> الذي سبق أن كفر بنبي الله (يوسف) عليه السلام.
قال تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{3} إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ{6} }.
استمر حكم (فرعون) هذا مدة تزيد على (400) سنة في بني إسرائيل وهو يسومهم سوء العذاب. ويسخرهم لأخس الأعمال وأحقرها وقد صنفهم أصنافا. فصنف يبنون. وصنف يحرثون. وصنف يتولون الأعمال القذرة. ومن لم يكن أهلاً للعمل فعليه دفع الجزية.
ولقد روى (الثعلبي) في كتابه قصص الأنبياء عن (السدي) أن فرعون رأى في منامه رؤيا أفزعته فاهتم لها واغتم.. رأى كأن ناراً قد اقبلت من بيت المقدس حتى وصلت إلى بلاد مصر, وأحاطت بدورها وبيوتها فأحرقتها وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل دون أذى. فدعا فرعون الكهنة والسحرة والمنجمين وسألهم عن هذه الرؤيا التي رآها في منامه. فأولوها له وقالوا: سيولد في بني إسرائيل (غلام) يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه ويكون ذهاب ملكك على يديه أيضاً. ويخرجك وقومك من بلدك, ويبدل دينك, وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه. فأمر فرعون الطاغية أ، يقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل وجمع القابلات وقال لهن: لايولد على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلأ قتلتنه. ووكل بهن وكلاء فكانت القابلة تنفذ أمر فرعون فتقتل كل مولود ذكر من أطفال بني إسرائيل خوفاً من فرعون وبطشه. أما الأناث فكن لايقتلن بل يبقين على قيد الحياة من أجل الخدمة والتسخير.. قال تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ }.
وأمر فرعون كذلك بقتل الغلمان الذين هم في وقته وبقتل من بعدهم. وأخذ جنوده يعذبون (الحبالى) من نساء بني إسرائيل حتى كانت المرأة تسقط حملها. وأسرع الموت في الشيوخ الكبار من بني إسرائيل فدخل رؤساء القبط على فرعون وقالوا له: إن الموت قد وقع في مشيخة بني إسرائيل وأنت تقتل صغارهم فيوشك أن يقع العمل علينا. ولايبقى أحد للخدمة غيرنا. فأمر أن يقتل الغلمان سنة, ويتركوا سنة حتى لايهلك جميع أبناء إسرائيل.
كانت ولادة (هارون) عليه السلام في السنة التي لايقتل فيها الغلمان إلا أن مشيئة الله وحكمته وتحدياً لهذا الطاغوت وإنفاذاً لمشيئته فقد ولد الغلام الذي كان يحذره في السنة التي يقتل فيها الغلمان. فولد (موسى) عليه الصلاة والسلام وحفظه الله تعالى بعينه التي لاتنام. فقد جعل الله تعالى نشأة هذا النبي الكريم وتربيته في عقر دار هذا الطاغية. قال تعالى:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ{7} فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ{8} وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{9} }.
نعم- هكذا كانت بداية هذا الرسول الجليل. المنقذ لبني إسرائيل والذي يبحث عنه فرعون. ويقتل الغلمان من أجله. وهو في قصره وتحت سمعه وبصره. وهو من الغافلين. لتنفذ مشيئة الله وحكمته. ولا راد لقضائه.
ثم تتوالى معجزات هذا الرسول الكريم. بعد أن اصطفاه ربه برسالته وكلمه تكليما بدون وحي. وأعطاه من الخوارق ماتعجز عنه علوم السحرة الذين كانت صناعتهم منتشرة في ذلك الزمان وشاء الله أن يكونوا هم من أول من يؤمن برب(موسى وهارون) ثم تظهر خوارقه الإلهية مع فرعون وقومه الكافرين وينزل الله عليهم على يدي رسوله من صنوف العذاب الحسي والمعنوي وهم يدادون عناداً وكفراً بعد أن يكونوا قد طلبوامنه رفع العذاب. ثم تكون نهايتهم الحتمية في إغراقهم أجمعين بعد مطاردتهم لهذا الرسول الكريم عندها يؤمن الطاغية بعد أن أيقن أنه هالك لامحالة. قال تعالى:
{حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{91} }.
فلم ينفعه إيمانه ولا توبته بل هلك مع الهالكين إلى جهنم وبئس المصير. وماكاد (موسى) عليه الصلاة والسلام ينتهي من عدو الله (فرعون) وينقذ الله بني إسرائيل على يديه. حتى بدأت مشاكل بني إسرائيل تترى فقد أكثر القرآن الكريم الحديث عن(بني إسرائيل) وأفاض في ذكر حوادثهم ووقائعهم مع النبي الذي نجاهم الله على يديه من العذاب المهين ومع باقي الأنبياء الذين أرسلوا بعده.. فقد أغدق الله سبحانه وتعالى عليهم من نعمه. فما كان منهم بعد هذا الجميل والاحسان إلا أن عبدوا العجل وتنكروا لدعوة نبيهم(موسى) عليه الصلاة والسلام . وقتلوا الأنبياء وسفكوا الدماء وفعلوا ماتقشعر منه الأبدان وكانت نهايتهم أن مسخهم الله قردة وخنازير وغضب الله عليهم ولعنهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }.
وقال تعالى:{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
ولم يقتصر إجرامهم وعصيانهم على انبيائهم. بل تعدوا على الذات الإلهية. فاتهموا الله عز وجل بأنواع الإتهامات الشنيعة, فقد اتهموه بالبخل والشح ورموه بالعجز والظلم. قال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}.
عاش عليه الصلاة والسلام (120) سنة. وقد توفى بعد أخيه ووزيره(هارون) عليه السلام بأحد عشر شهراً.
وروى الإمام البخاري رحمه الله في قصة وفاته: حديث ملك الموت الذي جاء ليقبض روحه الطاهرة. فصكه (موسى) ففقأ عينه.
وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:<<لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر قدر رمية حجر>>.
اضافة رد مع اقتباس