المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06/03/2004, 10:59 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
"لأن يهدي الله على يديك رجلاً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس" حديث حسن

هذه الوصية الغالية، والكلمة الطيبة، من أهم ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً، وقد بعثه إلى اليمن معلماً ومرشداً، وفي الحقيقة فإنها وصية للأمة الإسلامية جمعاء، لأن هداية الخلق وإرشادهم هي غاية الشرع ومقصوده، والمراد بالهداية هنا هداية الإرشاد والتوجيه، أما هداية القلوب فلا يملكها إلا الله: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"1، "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".2

وحكم الدعوة إلى الله الوجوب العيني على من تعينت عليهم من العلماء وطلاب العلم: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"3، والوجوب الكفائي على غيرهم من عامة المسلمين حسب الطاقة.

ووسائل الدعوة كثيرة ومتنوعة ومختلفة باختلاف الداعين والمدعوين، فالدعوة إلى الله تكون بالقدوة الحسنة بالفعال والخصال قبل الأقوال، وباللسان والبنان، وبالمال والإحسان، وشروطها الصدق، والإخلاص، والعلم، والرفق، والتلطف، والحكمة: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".4

والدعوة إلى الله هي وظيفة الأنبياء والرسل وورثتهم من العلماء العاملين، لهذا فلا يحول بينهم وبين عملهم هذا حائل سوى الموت، لا يمنعهم من ذلك خوف، ولا مرض، ولا حبس، ولا غربة، فإن منعوا من الكلام، وعزلوا عن الأنام، وغربوا عن الأوطان، هرعوا إلى الكتابة، وإن حيل بينهم وبين أدواتها استعاضوا عن ذلك بما تيسر، ففي الفحم عوض عن القلم، وفي الرأس عوض عما في الكراس، وفي الحيطان والجدران عوض عن الدفاتر والليحان.

فرسولنا الكريم وإمامنا العظيم لم يمنعه خوفه من الرصد ومطاردة قريش له من أن يؤدي واجبه ويقوم برسالته، وذلك عندما التقى، وهو في طريق هجرته إلى المدينة، ببريدة بن الحصيب الأسلمي وقومه، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا5، وها هو نبي الله يوسف عليه السلام لم يمنعه الحبس والسجن من دعوة المسجونين إلى توحيد الله عز وجل، فقد استغل فرصة سؤال بعض المسجونين له عن تأويل رؤيا منامية قائلاً: "يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بهــا من سلطــان".6

وما فعله الرسل مارسه ورثتهم في الحبس، أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، وشمس الأئمة السرخسي، وغيرهما كثير، مما جعل شيخ الإسلام ابن تيمية يحول نقمة السجن إلى نعمة، حيث قال عندما أودع سجن القلعة بدمشق ظلماً وعدواناً: "وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"7، وحيث سخر من صنيع أعدائه به، (فقال عندما قال له بعض المشايخ: كل هذا يعملونه حتى توافقهم، وهم عاملون على قتلك، أونفيك، أوحبسك: "إن أنا قتِلتُ كانت لي شهادة، وإن نفيتُ كانت لي هجرة، ولو نفوني إلى قبرص دعوتُ أهلها إلى الله وأجابوني، وإن حبسوني كان لي معبداً، وأنا مثل الغنمة التي كيف تقلبت تقلبت على صوف"، فيئسوا منه وانصرفوا).8

عليك أخي الداعية بالوسيلة الباقية، بنشر العلم، وكتابته، وتدوينه.

العلم صيد، والكتابة قيد قيِّد صيودك بالحبال الواثقة

إذا أردت ألا ينقطع عملك، وأن تتصل دنياك بآخرتك: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وابن صالح يدعو له".9

لذلك فإن كثيراً من العلماء الربانيين حرصوا على الكتابة والتأليف، والفتوى والتدريس وهم في غياهب السجون، وقد منعوا من أسبابها، وحرموا من أدواتها، فجل رسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية خرجت من السجن، وكتبت بالفحم، ودونت على الجدران والحيطان، منها: منهاج السنة المحمدية، الإيمان، الاستقامة، تلبيس الجهمية، الفتاوى المصرية، الرد الكبير على من اعترض على رسالة الحلف بالطلاق، والرد على الإخنائي، وغيرها كثير.

(وأملى شمس الأئمة السرخسي كتابه "المبسوط" نحو خمسة عشر مجلداً، وهو في السجن بـ"أوزجند" كان محبوساً في الجب بسبب كلمة نصح بها الخاقان، وكان يملي من خاطره من غير مطالعة كتاب وهو في أدنى الجب وأصحابه في أعلى الجب، وقال عند فراغه من شرح العبادات: "هذا آخر العبادات، بأوضح المعاني وأوجز العبارات، أملاه المحبوس عن الجمع والجماعات"، وقال في آخر شرح الإقرار: "انتهى شرح الإقرار المشتمل من المعاني على ما هو من الأسرار، أملاه المحبوس في محبس الأشرار").10

على العلماء وطلاب العلم والدعاة الاقتداء بأمثال هؤلاء الرجال، والتأسي بسير الأخيار، والتشبه بمن سلف من الأبطال، فإن التشبه بالرجال فلاح، ومن سار على الدرب وصل، كل ذلك مع حسن النية وصدق الطوية، والله الموفق للخيرات، والمقيل للعثرات، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسالات، وعلى آله وصحبه السادات، وعلى التابعين لهم في الخيرات.
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06/03/2004, 11:00 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
ما أشد حاجة الدعاة إلى الله إلى الرفق!

ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين
الدعوة إلى الله هي وظيفة الرسل، والأنبياء، وأتباعهم، والصالحين، ومن تشبَّه بهم، فالتشبه بالرجال فلاح ونجاح.

قال صلى الله عليه وسلم لعليّ عندما بعثه إلى اليمن داعياً ومفقهاً لأهلها: "لئِن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النعم".

لقد قصر الله الخيرية في هذه الأمة على المؤمنين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فقال: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، وأوجب على طائفة من هذه الأمة التفرغ للدعوة: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، وقال: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".

والدعوة إلى الله واجبة حسب الطاقة في كل الظروف والملابسات، فيوسف عليه السلام عندما ألقي في السجن ظلماً وعدواناً باشر وظيفته رغم مشاق الحبس وظروفه: "يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عندما أودع سجن القلعة بدمشق، وعندما سجن كذلك ظلماً وعدواناً بالإسكندرية، لم يحل ذلك بينه وبين وظيفة الدعوة، فقد ظل يباشر الدعوة إلى الله وسط المسجونين، وقد استفادوا من وجوده الشيء الكثير، ولهذا عندما أدخل القلعة تلا قوله تعالى: "وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب".

الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل رسل الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

لقد أمر الله موسى وهارون عليهما السلام أن يرفقا بعدو الله وعدو نفسه فرعون، مع سابق علمه بكِبْره، وصلفه، وكفره، وعناده، قائلاً: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى. فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أويخشى".[1]

ما أمس حاجتنا معشر المسلمين، سيما الدعاة، إلى الرفق والتلطف في شأننا كله، في:

1. معاملتنا لأهلينا ومن نعول.

2. معاملتنا للآخرين.

3. تعليمنا للناس.

4. دعوتنا لهم.

5. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لقد مدح اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم بقوله: "ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"[2]، وشهد له بحسن الخلق فقال: "وإنك لعلى خلق عظيم"[3]، ووصفه بصفتين من صفاته العلا، فقال: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه من عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".[4]

وقال تعالى: "وقولوا للناس حسناً"[5]، أي خاطبوا جميع المخلوقين بالحسنى، وقال مخاطباً الأمة في شخص نبيها صلى الله عليه وسلم: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"[6]، جاء في تفسيرها: (هذه الآية نزلت بمكة في وقت الأمر بمهادنة قريش، وأمره أن يدعو إلى دين الله وشرعه بتلطف ولين، دون مخاشنة وتعنيف، وهكذا ينبغي أن يوعظ المسلمون إلى يوم القيامة، فهي محكمة في جهة العصاة من الموحدين، ومنسوخة بالقتال في حق الكافرين، وقد قيل إن من أمكنت معه هذه الأحوال من الكفار ورُجي إيمانه بها دون قتال فهي فيه محكمة، والله أعلم).[7]

لقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم والرفق والرفقاء، وبيَّن أن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، فقال لأشج عبد القيس رضي الله عنه: "إن فيك خَصلتين يحبهما الله: الحِلم والأناة".[8]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق كله".[9]

وفي رواية عنها لمسلم[10]: "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".

وعنها كذلك عند مسلم[11]: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".

وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "لا تكوني فاحشة، فإن الفحش لو كان رجلاً لكان رجل سوء".

قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "وقولوا للناس حسناً: (قال سفيان الثوري: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، أبو العالية: قولوا لهم الطيب من القول، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به، وهذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليناً، ووجهه منبسطاً طلقاً، مع البرِّ والفاجر، والسني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يُرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون: "فقولا له قولاً ليناً"، فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله باللين معه، وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجل فيَّ حدة، فأقول لهم بعض القول الغليظ؛ فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى: "وقولوا للناس حسناً"، فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى، فكيف بالحنفي؟!).[12]

قال يحيى بن معاذ رحمه الله في تفسير قوله: "فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أويخشى" مخاطباً ربه: (هذا رفقك بمن يقول أنا الإله، فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟!).

وقد قيل إن فرعون ركن إلى قول موسى لما دعاه، وشاور امرأته فآمنت وأشارت عليه بالإيمان، فشاور هامان، فقال: لا تفعل، بعد أن كنت ملكاً تصير مملوكاً، وبعد أن كنت رباً تصير مربوباً؟!

فويل لهامان من فرعون، وويل لفرعون من هامان، والويل ثم الويل لكل من اقتدى بفرعون وهامان من الحكام، والوزراء، والمستشارين، الذين يزينون الباطل ويصدون عن الحق.

وعلى العكس من ذلك فإن الغلظة، والفظاظة، والعنف، والشدة، والفحش، والتفحش لا تأتي بخير قط إلا مع الكفار المعاندين والمنافقين الجاحدين، كما قال تعالى: "إلا الذين ظلموا منهم"، بعد أن تستنفد معهم الوسائل اللينة.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:42 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube