23/01/2016, 06:25 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/09/2008 المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
| |
صحيفة الرياض : رفع العقوبات عن إيران يشجعها على تنفيذ مخططاتها الخبيثة بتاريخ 18 يناير 2016 تقرير- أحمد بن حامد شكل إعلان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بدء تنفيذ الاتفاق النووي الموقع مع إيران، ورفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على طهران، صدمة قوية للدوائر السياسية وللشارع الخليجي والعربي الذي يعرف جيدا مخططات وأهداف نظام الملالي الخبيثة الذي سيمضي قدما في مشروعاته الإرهابية بعد هذا الدعم الغريب من المحور الغربي الذي يرسم سياسات ستخل بتوازنات القوى الإقليمية والدولية وستجعل سلاح الردع النووي في أيدي قوى تضمر الشر إلى دول جوارها.
ويخشى مراقبون للشأن الإيراني من أن تستخدم طهران الأرصدة التي سيتم رفع التجميد عنها للمزيد من التدخل السافر في دول المنطقة وتأجيج الفتن والحروب، وتقديم المزيد من الدعم لنظام الأسد لمنع سقوطه واستمراره في ارتكاب المجازر الإرهابية بحق الشعب السوري كما سيعطي إيران زخما اقتصاديا ويوفر لها المزيد من الأموال لدعم ميليشياتها الإرهابية في المنطقة وينذر بالمزيد من المشاكل على يد تلك الميليشيات، إذا ما تم دعمها وتسليحها من قبل إيران وبالتالي ستخدم عملية رفع العقوبات، المشروع التوسعي الإيراني من خلال الإنفاق على أدواته بشكل أكبر في المنطقة.
ويحتاج النظام الإيراني الذي يئن منذ سنوات إلى عصب المال حيث ان العقوبات تضغط على البرنامج النووي وتعطل تقدمه فطهران تريد أن تخفف من وطأة العقوبات وهذا ما تحقق لها, فروحاني يريد أن يؤمن الجبهة الداخلية أولا بتخفيف العقوبات والحصار الدولي ومن ثم يحاول أن يعظم استفادته من النفط لأن استفادته تراجعت بسبب تراجع الأسعار وصعوبة التصدير كذلك هو يريد أن يكسب مزيدا من الوقت لتحقيق انجازات في البرنامج النووي تجعله لا يتراجع عن تحقيق حلم نظام الملالي.
إن تاريخ دولة الولي الفقيه مليء بالمراوغة والتضليل للرأي العام الدولي من خلال الادعاء بمشاركتها في الحرب على الإرهاب بينما هي ترعى المجموعات الإرهابية عن طريق نظام الأسد مثل تنظيم «داعش» وميليشيا حزب الله الإرهابي وعصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس.
وفي الجانب السياسي يكمن الخطر في رفع العقوبات على إيران وهو احتمال إطلاق يدها في المنطقة من جهة والضغط على الجهات الرافضة أو المناهضة للتوسع الإيراني من قبل بعض الدول الغربية من جهة أخرى, لكن هذا الأمر يعتمد على الدور الذي ستلعبه الدول الخليجية والعربية والإسلامية في استخدام أدواتها وأوراقها الكبيرة والمؤثرة للدفاع عن نفسها من خلال توسيع التحالف العربي الخليجي والاسلامي واتخاذ خطوات جريئة على غرار «عاصفة الحزم» في حال تعرضها لأي ضرر من جراء برنامج إيران النووي الإرهابي.
وتعد النظرة الغربية قاصرة في تعاملها مع البرنامج النووي الإيراني نظرا لوجود عقبات فنية حيث ان الدولة إذا امتلكت البنية التحتية أو برنامج نووي يعمل على الأرض فلا أحد يضمن تحويل هذا البرنامج من سلمي إلى عسكري في أي وقت لأن الفارق التقني بين المدني والعسكري ضئيل للغاية.
وقد بات واضحا بأن المجتمع الدولي عاجز عن أن يمنع إيران من هذا الأمر لأن العالم ترك طهران لكي تصل إلى مستوى أصبحت بموجبه قادرة على التضليل والإخفاء والسرية فهناك مستوى معين إذا تخطته الدولة تكون إمكانية الرجوع مستحيلة وهي نقطة «اللاعودة», فالتطور والأموال التي أنفقت والمستوى التقني الذي وصلت إليه إيران ذاتيا يعجز المجتمع الدولي التصرف تجاهها فقد وصلت لمستوى من التعقيد الفني لا يمكن ايقافه إلا بالمفاوضات والتراضي.
ويوحي قرار رفع العقوبات عن إيران بمحاولة القوى الكبرى خلق عدو جديد للعرب والمتمثل في إيران والإسلام الشيعي بمعنى اصطفاف سني يضم المملكة باكستان تركيا والدول العربية في مواجهة اصطفاف آخر شيعي تقوده إيران مع ميليشيات شيعية مسلحة في كل مكان في المنطقة رغبة في أن ينصرف العرب عن معاداة إسرائيل ويصبح هناك عدو آخر أخطر فواشنطن تفكر في نقل مركز الاستراتيجية من الشرق الأوسط إلى شرق آسيا حيث الصين وإلى وروسيا وتريد أن يكون هناك وكلاء لها يقومون بدور الشرطي في المنطقة, ويتضح ذلك من خلال إعطاء واشنطن لطهران الضوء الأخضر للتمدد في العواصم العربية أمام فهم خليجي واضح للسياسة الأميركية في المنطقة مما أنتج لنا تحالفا جديدا تقوده المملكة مع أشقائها في عاصفة الحزم وآخر إسلامي لمكافحة الإرهاب.
ويعتبر قرار رفع العقوبات عن إيران خطيرا للغاية للشارع الخليجي الذي سيكون جارا لدولة «نووية» ستصبح أشد خطرا بعد الوصول إلى هدفها الخبيث الإرهابي.
ويشكل قرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منحنى خطيرا في رسم التحالفات في منطقة الشرق الأوسط والتي تغير مسارها في الفترة الماضية خصوصا مع تجاهل الولايات المتحدة للدور الخليجي في الملف الإيراني والذي أعطى لطهران دورا إقليميا أكبر في المنطقة وأحدث شرخا كبيرا في التوازنات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
ويأمل الشارع الخليجي بأن تتوحد سياسات دول الخليج في تعاملها مع طهران وفي ملف الاتفاق النووي وأن لا تتخذ أي دولة مواقف أو اتجاهات في حراكها مع إيران دون الرجوع والتشاور مع دول مجلس التعاون للوصول إلى رؤية موحدة خصوصا وأن الخطر الإيراني لا يهدد دولة دون غيرها بل هو يهدد جميع كيانات المجلس ولعل الجميع يتذكر لغة التهديد التي كان يمارسها الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد على دول الخليج. |