المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 22/03/2003, 09:33 AM
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/12/2001
المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
تـعليق للعوده على الحدث......

تعليق للشيخ الفاضل سلمان بن فهد العوده بعد بداية العدوان الامريكي الغاشم.....

الحمد لله رب العالمين
مع قسوة المعاناة التي يعيشها المسلم في ظل هذا العدوان الأرعن ، المغرور بقوته وعنفوانه . ومع تفاقم الشعور بالمرارة والقهر ؛ إلا أن ثقة المسلم بربه لا تضعف أبداً ، ولا تزيده الأحداث إلا إيماناً وتسليماً ؛ كما قال سبحانه : (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب:22) .
إنني على ثقة أن دخول الإدارة الأمريكية في هذه الحرب الغاشمة خطأ كبير غير محسوب ، وأنه سوف يضرّ بمصالحها على المدى الطويل ، وما انفرط عقد ما كانت تسميه ب " التحالف ضد الإرهاب " إلا نتيجة أولية لهذا .
والذين قرروا خوض هذه الحرب ربما أخذتهم شهوة القصف ونعرة الكبرياء ، ووجدوا أنفسهم منساقين مع تيار التطرف وحزب الاستعمار ممن يسمون بالصقور ، وما هم كذلك !
وأعتقد أن لهذه الحرب أهدافها التي تتجاوز العراق ونزع أسلحته , وتغيير نظامه إلى إعادة صياغة المنطقة كلها , وبالذات فيما يتعلق بـ :
1- إبرام صفقة سلام مع اليهود , وفق شروطهم ومفصلة على قياسهم , والقضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرهما .

2- القضاء على جميع ألوان الاستقلال , بالإرادة والقرار , أو العمل والتخطيط , أو التصنيع وامتلاك القوة في المنطقة الإسلامية كلها , وزحزحة المشاريع القائمة التي تشكل خطراً مستقبليا على الوجود الغربي واليهودي في المنطقة .
3- إجراء تغييرات جوهرية في البناء السياسي , والثقافي , والشرعي لدول الخليج والجزيرة على وجه الخصوص ؛ كالسعودية واليمن وقطر والكويت وغيرها , من خلال ضغوط مباشرة تعتقد الإدارة الأمريكية أنه قد آن الأوان لها فيما يتعلق بالتعليم الشرعي , وفي قضية المرأة وحقوقها , وحقوق الأقليات والحريات الدينية , كما يعبرون ويصطلحون , وسيتم تفعيل ملف حقوق الإنسان, وملف الحريات , ولكن بصورة انتقائية كالمعتاد لتمرير الأنموذج الذي يريدون .
هذا كله( إن استطاعوا) .
ولكن سنة الله هي المدافعة ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ )(البقرة: من الآية251)
وربما كان من أقوى الضغوط إقامة نظام نموذجي في العراق , يكون قدوة لجيرانه كما ذكرناه مراراً, نظام يحقق الرفاهية لشعبه , ويعيد تأهيل البنية التحتية بصورة معقولة , ويربط الشعب العراقي بالعالم , وينفق بسخاء من أرصدته لمثل هذه المشاريع .

نظام يحقق صورة مقبولة من الديموقراطية ، ولكن مفصلة حسب المصلحة الأمريكية .
وهنا يتم توسيع نطاق الحريات الشخصية والأخلاقية ، وإقامة المراقص والملاهي وبرامج السياحة ، مع ضبط المشاركة السياسية لئلا تخرج عن الهدف.
نظام يشارك بفعالية في المهمات التجسسية والاستخباراتية في المستقبل ، وتنطلق منه ومن غيره الحملات الحربية القادمة ضد هذا البلد أو ذاك .
ومع كل هذا فأهل البلاد أطول نفساً ، وأصبر وأقدر على التضحية والفداء ، ولا زالت ذكريات الحرب على الاستعمار السابق ماثلة في الأذهان ، أو ظاهرة للعيان ، وما الاحتلال الجديد عنه ببعيد ...
قل للفرنسيس إذا جئته مقالة من ناصح بر فصـيح
دار ابن لقمان على حالها والقيد باق...والطواشي صبيح
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)

سلمان بن فهد العودة
الخميس 17 محرم 1424هـ
==============
عن موقع الاسلام اليوم
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22/03/2003, 10:26 AM
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/12/2001
المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
كلـمة عن الجهاد... للشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي

عرض (موقع الاسلام اليوم) هذا السؤال المتكرر عن فرضية الجهاد الآن على صاحب الفضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي وتفضل بالجواب التالي

----------------------------------------------------------------------------------------------
إن المعركة بينا وبين أهل الكتاب وأعداء هذا الدين مستمرة، لم تهدأ ولم تنقطع، وربما تكون لها أولويات في مكان دون آخر، ولكنها مستمرة إلى أن تقوم الساعة.
فلا ترتبط قضية الواجب بأن يحدث العدو عدواناً جديداًَ، أو يهاجم بلداً أو عاصمة إسلامية كما قد نظن.
إن الأمر أوسع من أن يكون محصوراً في حدين: إما فرض عين فلا يجوز لأحد من المسلمين صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى أن يتخلى عنه، وإما أنه لا حرج عليك من أن لا تبالي بأي قضية ولا تفعل فيها شيئاً ولا ترفع بها رأساً.
فليست الأمور دائماً بهذه الحدة التي قد تؤدي إلى نفرة بين قطبين.
إن المعركة شاملة الميادين، معركة في الميدان الثقافي، وفي الميدان الإعلامي، والميدان الاجتماعي والاقتصادي وكل ميدان يخدم بعضاً من هذه الميادين ويرتبط به.
وإن من الخطأ الشديد حصر المعركة في ميدان واحد، أو حصر واجبنا في حمل السلاح وننطلق به إلى بلد ما وإلا فلا نفعل شيئاً أو كأننا لم نفعل شيئاً.
وما دمنا نعلم أن العدو بهذه الشراسة، والمعركة بهذه السعة، فعلينا أن ننظر لكل هذه المجالات.
ولننظر إلى مثال واحد من حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول له ربه جل وعز:"يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم..." فمعاركه العسكرية مع الكفار معلومة محدودة الأيام، ولكنه كان في كل وقته يجاهدهم وليس فقط عندما تلتحم السيوف يوماً أو يومين كل سنة أو سنتين.
وكذلك المنافقون جاهدهم النبي –صلى الله عليه وسلم- وهم داخل المجتمع المسلم فكيف كان جهاد الكفار، وكيف كان جهاد المنافقين الذي قال الله فيه: "واغلظ عليهم".
وحقيقة الجهاد التي تؤثر وتؤدي للنكاية بالعدو هي التي نأخذها مباشرة من سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وسيرته.
إن الأوضاع في العراق لا بد أن تتكشف عن أمور وأحداث غير متوقعة، وعلى كل واحد منا أن يهيئ نفسه لأن ينصر إخوانه بما يستطيع.
ولننظر إلى الإعلام الآن، كيف يتظاهر ويحتج الملايين في العالم ونحن أو كثير منا في غفلة، هذا السؤال مهم جداً أن يطرح ولا يعني أن نتظاهر نحن، المهم أن نعبر عن رفضنا ونعبر عن شعورنا وواجبنا نحو إخواننا، ونوصل للغربيين والحكومات الموالية لهم رسالة واضحة، بأننا ضد هذا العدوان كل منا باجتهاده ولا يفرض أحد منا اجتهاده على الآخر.
وكذلك ما يتعلق بالناحية الإعلامية ، أي توعية الدعاة وتوعية الأمة وغرس الثقة والثبات والتوكل على الله ورسم المنهج الشرعي في التعامل مع الأزمات والأحداث.
وهكذا يجب أن تهيئ الأمة إعلامياً ونفسياً للمعركة التي هي معركة طويلة الأمد ومتعددة الميادين دون أن يفرط أي منا في موقعه الذي هو فيه.
علينا أن نعي أن من أهداف العدو في مثل هذه الأزمات:
أن يفقدنا توازننا، بحيث نترك مواقعنا الدعوية أو العلمية، أو مواقعنا المهمة في الأمة التي لو تركناها لما استطعنا أن نقاومه ولا أن نعود إليها فيما بعد، وربما نضيعها دون أن ننفع إخواننا هناك.
إن الأحداث سوف تكشف بنفسها عن أمور كثيرة وفي كل وقت يمكن أن يقال عملياً وبشكل مباشر ما يناسبه، لكن يجب أن تعرف الآن أن كل المجتمعات مستهدفة، وأنه يجب أن يكون لنا دور إيجابي في الأحداث من خلال ما يمكن عمله، وما يمكن أن نجد من الوسائل والآلية لتحقيقه، وأؤكد على الشورى المستمرة عند كل حدث يستجد، فيتشاور أهل البلد الواحد وأهل المنطقة الواحدة وأهل المدينة الواحدة في كل الأزمات والأوضاع التي تستدعي وحدة النظر والرأي، وهذه أمور لا بد أن تكون حية وظاهرة.
أما مبدأ" أفعل كذا و لا تشاور أحداً" ا فهو ليس من المبادئ الإسلامية التي علمنا إياها القران والسنة والخلفاء الراشدون وقادة الإسلام في العلم والجهاد على مر القرون , فنحن أمة شعارها الشورى في كل مسألة وهو أمر أمره الله تبارك وتعالى به رسوله الكريم الذي هو أعظم الناس حكمة وعقلا وصواب رأي فقال له " وشاورهم في الأمر" وقال عن الأمة " وأمرهم شورى بينهم" .
إن علينا أخذ العبرة من الأحداث السابقة لا سيما في ما يتعلق بوحدة الصف واجتماع الكلمة فمن الخطأ البالغ محاولة استقطاب الشباب إلي اجتهاد معين ونبذ الاجتهاد الآخر بإطلاق . فالميدان كله ميدان اجتهاد ونظر , والآراء قابلة للتغير بطبيعتها لا سيما مع تتابع الأحداث وماتتضمنه من عناصر مفاجئة أحيانا .
إن الحرب ليست صراع أبدان بل هي أساساً صراع إرادات وعقول , وإن تشخيص الإرادة الإسلامية في مظهر رد الفعل أو الاندفاع الآني هو الذي يعطي العدو - داخليا أو خارجيا- الفرصة للتلاعب بمصير الأمة وإدارة الصراع من موقع المتحكم . ونقيض هذا مالو تمثلت إرادة الأمة في عمل صامت دؤوب وتخطيط بعيد المدى يقوم على تصنيف وترتيب المواقف والأشخاص والأحداث بوعي ودراسة ليوضع كل شيء في موضعه المناسب ضمن منهج بناء متكامل لتجديد هذا الدين تتوازى فيه كل الجهود المخلصة، وتتلاءم فيه كل الاجتهادات الصائبة وتكون المفاسد والخسائر أقل في حدود الإمكان والطاقة البشرية .
أخيرا : أعيد القول بأن النصر هو لهذه الأمة كما وعدها الله وسيأتي في وقته الذي لا تؤخره إرادة العدو ولا تقدمه عجلتنا.
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
18/1/1424
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23/03/2003, 01:48 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 29/03/2002
مشاركات: 320
يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم..."

ارجو من من لديه علم تفسير هذه الأيه ...

وهل مجاهدة الكفار والمنافقين في هذه الأيه مثل جهاد النفس؟؟

افيدونا جزاكم الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/04/2003, 08:19 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
أولاً تفسير بن كثير
==========
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ

أَمَرَ تَعَالَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِهَادِ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَالْغِلْظَة عَلَيْهِمْ كَمَا أَمَرَهُ بِأَنْ يُخْفِض جَنَاحه لِمَنْ اِتَّبَعَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَأَخْبَرَهُ أَنَّ مَصِير الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ إِلَى النَّار فِي الدَّار الْآخِرَة وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب أَنَّهُ قَالَ : بُعِثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَسْيَاف : سَيْف لِلْمُشْرِكِينَ " فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ " وَسَيْف لِكُفَّارِ أَهْل الْكِتَاب " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ " وَسَيْف لِلْمُنَافِقِينَ " جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " وَسَيْف لِلْبُغَاةِ " فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه " وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُمْ يُجَاهَدُونَ بِالسُّيُوفِ إِذَا أَظْهَرُوا النِّفَاق وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير وَقَالَ اِبْن مَسْعُود فِي قَوْله " جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " قَالَ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَكْفَهِرّ فِي وَجْهه . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَمَرَهُ اللَّه تَعَالَى بِجِهَادِ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ وَالْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ وَأَذْهَبَ الرِّفْق عَنْهُمْ , وَقَالَ الضَّحَّاك جَاهِدْ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ وَاغْلُظْ عَلَى الْمُنَافِقِينَ بِالْكَلَامِ وَهُوَ مُجَاهَدَتهمْ , وَعَنْ مُقَاتِل وَالرَّبِيع مِثْله : وَقَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَمُجَاهِد : مُجَاهَدَتهمْ إِقَامَة الْحُدُود عَلَيْهِمْ وَقَدْ يُقَال إِنَّهُ لَا مُنَافَاة بَيْن هَذِهِ الْأَقْوَال لِأَنَّهُ تَارَة يُؤَاخِذهُمْ بِهَذَا وَتَارَة بِهَذَا بِحَسَبِ الْأَحْوَال وَاَللَّه أَعْلَم .
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01/04/2003, 08:21 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
ثانياً تفسير الطبري
==========
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ وَالسِّلَاح وَالْمُنَافِقِينَ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي صِفَة الْجِهَاد الَّذِي أَمَرَ اللَّه نَبِيّه بِهِ فِي الْمُنَافِقِينَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : أَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ بِالْيَدِ وَاللِّسَان , وَبِكُلِّ مَا أَطَاقَ جِهَادهمْ بِهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13184 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَيَحْيَى بْن آدَم , عَنْ حَسَن بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ بْن الْأَقْمَر , عَنْ عَمْرو بْن جُنْدُب , عَنْ اِبْن مَسْعُود , فِي قَوْله تَعَالَى : { جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ } قَالَ : بِيَدِهِ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَكْفَهِرْ فِي وَجْهه. وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ أَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ بِاللِّسَانِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13185 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } فَأَمَرَهُ اللَّه بِجِهَادِ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ وَالْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ , وَأَذْهَبَ الرِّفْق عَنْهُمْ . 13186 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثني الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : { جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ } قَالَ : الْكُفَّار بِالْقِتَالِ , وَالْمُنَافِقِينَ : أَنْ تَغْلُظ عَلَيْهِمْ بِالْكَلَامِ . 13187 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن بْن الْفَرَج , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } يَقُول : جَاهِدْ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ , وَأَغْلِظْ عَلَى الْمُنَافِقِينَ بِالْكَلَامِ ; وَهُوَ مُجَاهَدَتهمْ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ أَمَرَهُ بِإِقَامَةِ الْحُدُود عَلَيْهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13188 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن : { جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ } قَالَ : جَاهِدْ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ , وَالْمُنَافِقِينَ بِالْحُدُودِ , أَقِمْ عَلَيْهِمْ حُدُود اللَّه . 13189 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } قَالَ : أَمَرَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَاهِد الْكُفَّار بِالسَّيْفِ , وَيُغْلِظ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فِي الْحُدُود . قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي تَأْوِيل ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ مَا قَالَ اِبْن مَسْعُود , مِنْ أَنَّ اللَّه أَمَرَ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِهَاد الْمُنَافِقِينَ , بِنَحْوِ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ مِنْ جِهَاد الْمُشْرِكِينَ . فَإِنْ قَالَ قَائِل : فَكَيْف تَرَكَهُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقِيمِينَ بَيْن أَظْهُر أَصْحَابه مَعَ عِلْمه بِهِمْ ؟ قِيلَ : إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذَكَرَهُ إِنَّمَا أَمَرَ بِقِتَالِ مَنْ أَظْهَرَ مِنْهُمْ كَلِمَة الْكُفْر , ثُمَّ أَقَامَ عَلَى إِظْهَاره مَا أَظْهَرَ مِنْ ذَلِكَ . وَأَمَّا مَنْ إِذَا اِطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الْكُفْر وَأَخَذَ بِهَا , أَنْكَرَهَا وَرَجَعَ عَنْهَا وَقَالَ : إِنِّي مُسْلِم , فَإِنَّ حُكْم اللَّه فِي كُلّ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَام بِلِسَانِهِ , أَنْ يُحْقَن بِذَلِكَ لَهُ دَمه وَمَاله وَإِنْ كَانَ مُعْتَقِدًا غَيْر ذَلِكَ , وَتَوَكَّلَ هُوَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِسَرَائِرِهِمْ , وَلَمْ يَجْعَل لِلْخَلْقِ الْبَحْث عَنْ السَّرَائِر ; فَلِذَلِكَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عِلْمه بِهِمْ وَاطِّلَاع اللَّه إِيَّاهُ عَلَى ضَمَائِرهمْ وَاعْتِقَاد صُدُورهمْ , كَانَ يُقِرّهُمْ بَيْن أَظْهُر الصَّحَابَة , وَلَا يَسْلُك بِجِهَادِهِمْ مَسْلَك جِهَاد مَنْ قَدْ نَاصَبَهُ الْحَرْب عَلَى الشِّرْك بِاَللَّهِ ; لِأَنَّ أَحَدهمْ كَانَ إِذَا اِطَّلَعَ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ قَالَ قَوْلًا كَفَرَ فِيهِ بِاَللَّهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ أَنْكَرَهُ , وَأَظْهَرَ الْإِسْلَام بِلِسَانِهِ , فَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذهُ إِلَّا بِمَا أَظْهَرَ لَهُ مِنْ قَوْله عِنْد حُضُوره إِيَّاهُ وَعَزْمه عَلَى إِمْضَاء الْحُكْم فِيهِ , دُون مَا سَلَفَ مِنْ قَوْل كَانَ نَطَقَ بِهِ قَبْل ذَلِكَ , وَدُون اِعْتِقَاد ضَمِيره الَّذِي لَمْ يُبِحْ اللَّه لِأَحَدٍ الْأَخْذ بِهِ فِي الْحُكْم وَتَوَلَّى الْأَخْذ بِهِ هُوَ دُون خَلْقه . وَقَوْله : { وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَاشْدُدْ عَلَيْهِمْ بِالْجِهَادِ وَالْقِتَال وَالْإِرْهَاب.
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01/04/2003, 08:23 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
ثالثاً تفسير القرطبي
===========
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ

الْخِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَدْخُل فِيهِ أُمَّته مِنْ بَعْده . قِيلَ : الْمُرَاد جَاهِدْ بِالْمُؤْمِنِينَ الْكُفَّار . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : أُمِرَ بِالْجِهَادِ مَعَ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ , وَمَعَ الْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ وَشِدَّة الزَّجْر وَالتَّغْلِيظ . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ : جَاهِدْ الْمُنَافِقِينَ بِيَدِك , فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِك , فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاكْفَهِرَّ فِي وُجُوههمْ . وَقَالَ الْحَسَن : جَاهِدْ الْمُنَافِقِينَ بِإِقَامَةِ الْحُدُود عَلَيْهِمْ وَبِاللِّسَانِ - وَاخْتَارَ قَتَادَة - وَكَانُوا أَكْثَر مَنْ يُصِيب الْحُدُود . اِبْن الْعَرَبِيّ : أَمَّا إِقَامَة الْحُجَّة بِاللِّسَانِ فَكَانَتْ دَائِمَة وَأَمَّا بِالْحُدُودِ لِأَنَّ أَكْثَر إِصَابَة الْحُدُود كَانَتْ عِنْدهمْ فَدَعْوَى لَا بُرْهَان عَلَيْهَا وَلَيْسَ الْعَاصِي بِمُنَافِقٍ إِنَّمَا الْمُنَافِق بِمَا يَكُون فِي قَلْبه مِنْ النِّفَاق كَامِنًا لَا بِمَا تَتَلَبَّس بِهِ الْجَوَارِح ظَاهِرًا وَأَخْبَار الْمَحْدُودِينَ يَشْهَد سِيَاقهَا أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ .

وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ

الْغِلَظ : نَقِيض الرَّأْفَة , وَهِيَ شِدَّة الْقَلْب عَلَى إِحْلَال الْأَمْر بِصَاحِبِهِ . وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي اللِّسَان ; فَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا زَنَتْ أَمَة أَحَدكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدّ وَلَا يُثَرِّب عَلَيْهَا ) . وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " وَلَوْ كُنْت فَظًّا غَلِيظ الْقَلْب لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلك " [ آل عِمْرَان : 159 ] . وَمِنْهُ قَوْل النِّسْوَة لِعُمَر : أَنْتَ أَفَظّ وَأَغْلَظ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْنَى الْغِلَظ خُشُونَة الْجَانِب . فَهِيَ ضِدّ قَوْله تَعَالَى : " وَاخْفِضْ جَنَاحك لِمَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْمُؤْمِنِينَ " [ الشُّعَرَاء : 215 ] . " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاح الذُّلّ مِنْ الرَّحْمَة " [ الْإِسْرَاء : 24 ] . وَهَذِهِ الْآيَة نَسَخَتْ كُلّ شَيْء مِنْ الْعَفْو وَالصُّلْح وَالصَّفْح .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:04 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube