"الأَمْنُ" تلك الكلمة السحرية التي يفتش عنها الجميع؛ صغاراً وكباراً، أفراداً ومجتمعات, على تنوع أساليبهم في التعبير عنها، واختلاف أديانهم وأفكارهم، فهو:الراحة النفسية والطمأنينة وضمان المستقبل والرخاء والسعادة ، فالهدف من المال والزواج والجمال والمنصب والعِلم والعمل .. ليس إلا تحصيل الأَمْنُ والسعادة, بل هو من أهم الأهداف الدنيوية والأخروية.
مع تزايُد الأخطار والأضرار التي تنتج عن التجارب والكشوفات العلمية التي أخذت موقعها بقوة في حياتنا - مع تزايد تلك الأخطار تزايَد الإقبال على طلب "الأمن النفسي" واستُحْدِثت لذلك وسائل كان منها "التأمين" أو "السَّوكرة"، ثم لجأت شركات التأمين إلى إعادة التأمين في شركات عملاقة... واختلفت أشكاله بين تعاوني وتجاري بحسب التركيبات الاجتماعية التي تفرزها الخَلفيات العقائدية.او
يلاحظ المراقب - بِغَضّ النظر عن الحُكم الشرعي للتأمين وهل يحقق "الأمْن النفسي" للفرد أم لا؟! - أن النَّزعة المادِّية غَلَبتْ في حياتنا حتى كِدْنا ننسى خالق الكون ومُسَيِّرَه ومنظِّم قوانين المادّة "الله" جَلَّ جلالُه، الذي عَلَّمنا في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أنْ نأخذ بالأسباب المادية ونراعِيَ سننه في الكون، فنُخطط على ضوء المُعطَيات المادّية وندبِّر ونُقوِّم ونُسدِّد - حتى أن من لم يأخذ بالأسباب مُهْمِل آثم - لكن دون أن ننسى أولاً وآخِراً أن الأمورَ كلَّها بيد الله، فنرفع أيدينا إلى السماء ندعوه بالتيسير والنجاح، ونشكره على نعمائه ونصبر على بلائه. وعندها وحدها يمكن أن نحصِّل أعلى درجات "الأمن النفسي", فالله لا يُخلف وَعْدَه, ولا تَنْفَد خزائنُه, فلا خوفَ مِن إفلاس ولا إخلاف. وقد أرشدنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى نماذج متنوعة من "عقود التأمين المجّانية" التي يمكن أن نُجْرِيَها مع الله سبحانه، دون أن نحتاج إلى أن يكفلنا أحد، أو أن يكون لنا أيّ رصيد إلا رصيد الإيمان بالله واليقين بوعده. وإليك نماذجَ من تلك العقود الشاملة والجزئية:
*عقد التأمين العام الشامل على الحياة وغيرها : قال أَبَانُ بنُ عُثْمانَ: سَمِعْتُ عُثْمانَ بنَ عَفَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ قال:َ "بِسْمِ الله الذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قالَها حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ) . رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. وفي روايته: ( لم يَضرَّه شيءٌ ) . قال: فأَصَابَ أَبَانَ بنَ عُثْمانَ الْفَالِجُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فقَالَ لَهُ: ما لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ؟! فَوَالَّلهِ ما كَذَبْتُ عَلَى عُثْمانَ ولا كَذَبَ عُثْمانُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولكنَّ اليومَ الذي أصابني فيه ما أصابني غضبتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا". وكَانَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ إحدى بناته فَيَقُولُ: ( قُولِي حِينَ تُصْبِحِينَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، لا قُوَّةَ إِلاَّ بالله، ما شَاءَ الله كَانَ, وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، أَعْلَمُ أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءِ قَدِيرٌ, وَأنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ؛ فإِنَّهُ مَن قالَهُنَّ حِيَنَ يُصْبِحُ حُفِظَ حتَّى يُمْسِي، وَمَن قالَهُنَّ حِينَ يُمْسِي حُفِظَ حتَّى يُصْبِحَ ). رواه أبو داود.
* عقد التأمين الصحي من لَدْغة العَقْرب والأفاعي والحشرات: عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللّه ِصلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( إِذَا نَزَل أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ: "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ؛ فَإِنه لاَ يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ ) . رواه مسلم. وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فشكا الأوجاعَ التي لَقِيَها مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْه الْبَارِحَةَ. فقَالَ صلى الله عليه وسلم: ( أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ" لَمْ تَضُرَّكَ ) . رواه مسلم.
* عقد التأمين على تغطية الديون وإزالة الهموم: عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: "دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ! مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟ قالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رسولَ الله! قالَ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَماً إِذَا أنت قُلْتَهُ أذْهَبَ الله هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟! قال: قُلْتُ: بَلَى يَا رسولَ الله. قال: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ". قالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ الله هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي) . رواه أبو داود, وهو حديث حسن.
* عقد التأمين على الرضى والراحة النفسية والطمأنينة: قال رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: ( رَضِينَا بالله رَباًّ وَبالإسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً إِلاَّ كَانَ حَقاًّ عَلَى الله أَنْ يُرْضِيَهُ ) . رواه أبو داود, ونحوه عند الترمذي وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
* عقد التأمين من الأعداء (الشيطان وأعوانه): عن أَبِي عَيَّاشٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ قالَ إِذَا أَصْبَحَ: ( اجن(لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ - أي من الأجر كأنه حَرَّر عبداً لِوجه الله - وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ, وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكانَ في حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ. وَإِنْ قالَهَا إِذَا أَمُسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذلِك حَتَّى يُصْبِحَ ) . رواه أبو داود، وهو حديث صحيح.
* عقد التأمين على الجنة: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ة؟!!يَا أَبَا سَعِيدٍ! مَنْ رَضِيَ بِاللّه رَبّاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) . فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللّهِ! فَفَعَلَصلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وعن شداد بن أوس رضيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سيدُ الاستغفارِ أن يقولَ: "اللهمَّ أنتَ ربِّي لا إِلهَ إلا أنت، خَلَقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووَعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بك مِن شرِّ مَا صنعتُ، أَبُوءُ لك بنعمتكَ عليَّ، وأبُوءُ لك بِذَنبي، فاغَفِرْ لي، فإنه لا يَغفرُ الذنوبَ إلا أنت) . قال: ( ومن قالها من النهارِ مُوقِناً بها فماتَ من يومهِ قبل أن يمسي فهو من أهلِ الجَنة، ومن قالها من الليلِ وهو موقِنٌ بها فماتَ قبلَ أن يصبحَ فهو من أهل الجنة ) . رواه البخاري.
* تأمين من الحريق في نار جهنم: عنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِي: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ الله, لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، أَعْتَقَ الله رُبعه مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قالَهَا مَرَّتَينِ أَعْتَقَ الله نِصْفَهُ، وَمَنْ قالَهَا ثَلاَثاً أَعْتَقَ الله ثَلاَثَةَ أَرْبَاعِهِ، فإِنْ قَالَهَا أَرْبَعاً اعْتَقَهُ الله مِنَ النَّارِ ). رواه أبو داود, وهو حديث حسن.
هذه النصوص نماذجُ مِن تشكيل الإسلام لشخصية أتباعه على الثقة بالله والتفاؤل والأمل عَبْر ما يسمى عند التربويين بِـ "الإيحاء الإيجابي"، والاستعانةِ على ترسيخ ذلك بأن يتلفظ المسلم والمسلمة بكلمات مختصرة واضحة رائعة يُسْمِع بها نفسَه، وبتكرارها - وهذا أسلوب نبويّ لتمكين الأهداف التربوية - وهو ليس دعوة إلى الإهمال، بل ضَمانة للنجاح تُساعد على امتلاك المعنويات المرتفعة عند التخطيط للأعمال أو أدائها. فهلا انتفعنا من "عقود التَّأْمِين النبويَّة المجَّانيَّة" لترسيخ عقيدتنا وتحقيق سعادتنا في الدنيا والآخرة؟ ولماذا لا زال بعض المسلمين ينام ويستيقظ على السِّباب والأغاني الماجنة؟
بحمد الله تم الانتهاء من مشروع رفع القران الكريم كاملاً على اليوتيوب ومن خلال مقطع واحد بلغت مدته 22 ساعة ليعد من اطول المقاطع الموجود على الموقع العملاق يوتيوب .
الرياض – الوئام : قال الدكتور عائض القرني فى مقال له اليوم بجريدة الشرق الأوسط أن كل من يقيم على تراب الوطن ويتفيأ ظلاله وينتفع بخيراته فهو مسؤول عن أمنه، وأمن الوطن واجب مقدس ورسالة سامية وواجب شرعي؛ لأن هذا الأمن هو في صالحك أولا، فبالأمن تأمن على نفسك وعرضك ومالك ومجتمعك وكسبك ومجدك، والأمن من أعظم النعم حتى امتن الله بها على خلقه فقال: «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف». ولا حياة بلا أمن؛ فإن الأمن ركن أصيل من أركان السعادة والفلاح والنجاح، حتى قال رسولنا، صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، حتى سأل إبراهيم، عليه السلام، ربه الأمن في الوطن، فقال: «رب اجعل هذا بلدا آمنا». وأضاف “كل منا مسؤول عن الأمن، فالراعي عليه واجب حفظ البلاد والدفاع عنها وتأمين أهلها والعدل بين أبنائها، كما قال الهرمزان لعمر بن الخطاب، وقد رآه نائما تحت شجرة بلا حراسة: «حكمت فعدلت، فأمنت، فنمت»، والأمن مسؤولية العالم والداعية والأستاذ والمثقف والكاتب والشاعر، فليتقوا الله في نتاجهم ليكون على منهج الاعتدال والوسطية، فليس عندنا مكان للفكر الإلحادي المنحرف، وأيضا ليس عندنا مكان للفكر الضال البدعي الخرافي، فإن الله أمرنا بلزوم الوسطية والاعتدال في الأمور وتجنب الإفراط والتفريط، كما قال تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا»، والإعلام مسؤول عن الأمن، سواء المقروء أو المسموع أو المشاهَد، فليحرص على الفكرة الراشدة والرأي السديد وجمع الشمل، وتوحيد الأمة والمحافظة على قدسية الرسالة الخالدة، وأمن الوطن، وتأليف القلوب، وكل فرد من أفراد الوطن تقع عليه الأمانة من موظف وتاجر وطبيب ومهندس وجندي وفلاح.. إلى آخر التخصصات والمواهب؛ لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصف المجتمع بالسفينة؛ فكلنا مسؤول عن أمن السفينة، وإذا تركنا سفيها يخرق في السفينة غرقت السفينة وغرقنا جميعا، نحن عندنا مشروع إسلامي حضاري تجديدي ينبغي أن نحافظ عليه وأن نصفيه ونجتهد في حراسته؛ لأننا كنا قبل مشروع التوحيد والوحدة قبائل متناحرة متقاتلة يعمها النهب والسلب والفتك والسفك، ولا نريد أن نعود لمرحلة القطيعة والعداوات والتمزق والتفرق، قال سبحانه: «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم»، وأول مهمة للدولة هي حماية الدين الصحيح بلا غلو ولا جفاء؛ لأن أول إعلان للدولة أنها دولة مسلمة على كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فلنلتزم جميعا بهذا الميثاق المقدس والعهد الوثيق؛ لأن الإسلام قدرنا وحظنا بين الأمم ورسالتنا بين الشعوب وفخرنا في أنحاء العالم، وهي رسالة سوف نسقيها بالدم متى دعت الحاجة ونادى الواجب، وسوف نقدم لها الجماجم عند الطلب، لا خيار لنا إلا ما شرفنا الله به، حيث جعلنا مهبط الوحي ومهد الرسالة وقبلة العالم ومنطلق النور وأرض محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم. وأكد القرنى أنه بالأمن تقوم التنمية والعلم والمعرفة والبناء والازدهار والإنتاج والعمل الجاد المثمر، وإذا ذهب الأمن انتهت الحياة الكريمة والعيش الرغيد والمجتمع المرحوم المتكافل، فهيا نسهم جميعا في حياة آمنة مستقرة تبنى على المحبة والإخاء والمشاركة ورفع المظالم وإعطاء الحقوق والقيام بالواجبات والاشتراك في المغانم والمغارم، «واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا».
مع نفسك أيها الإنسان وحاسبها جيدا على تقصيرها في حق خالقها وقل لها
يا نفس لله توبي ... كفى يا نفس ما كان كفاك هوى وعصيانا ...!!
ممنوع الدوران
أيها المسلم ... إنطلق في طريقك إلى الله عز وجل بالتوبة والعمل الصالح
ولا ترجع إلى الوراء وتنتكس بعد الهداية بل اسأل الله التوبة والثبات وحسن
الإستقامة وردد دائما (( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك )) .
ممنوع الدخول
لا تدخل أي مكان يكون سببا لمعصية الله عز وجل ولا تذهب بقدمك إلى
معصية خالقك ..
امامك دوار
الأيام تدور والسنين تمضي ... فاحرص على استغلال وقتك في الخيرات
والطاعات والقربات إلى رب الأرض والسماوات وأكثر من قراءة القرآن قبل
أن تكون تاريخا لمن بعدك لا يذكرون إلا اسمك ويقولون ( الله يرحمه )...!!
احذر
فإن الشيطان يزين لك الطريق حتى تزلق فيه وتسقط إلى الهاوية فاستعن بالله وتعوذ من الشيطان الرجيم وارجمه بالآيات الزواجر إن كيد الشيطان كان ضعيفا ...!!
هاتف
كن دائم الإتصال مع الله عز وجل بالصلاة و الذكر و الدعاء ... و كل ما يوثق
الإتصال بالله تبارك وتعالى وإذا همك أي أمر فاستعن بالله عز وجل فإنه
خير معين .
أمامك إشارات
قف قبل البدء بأي عمل واسأل نفسك ... هل هذا العمل يرضي الله عز وجل ؟
وهل هو خالصا لله عز وجل ؟ أم للبشر نصيب من حركاتك وسكناتك ...
أمامك طريق ضيق
هذا الطريق لا يسع إلا لشخص واحد بكفنه فاسأل الله أن تكون ممن يوسع
مقامهم وتغسل خطاياهم بالماء والثلج والبرد واعمل لذلك واستعذ بالله من
الظلمة والضيق وما لها وأعمل لذلك الضيق حتى يوسع لك ..
محطة وقود
تزود بالوقود ... فإن الطريق طويل ... والنهاية إما إلى الجنة وإما إلى النار ...
طريق للمشاه
اختر صاحبك في رحلتك بهذه الدنيا واعلم بأن الأخلاء بعضلهم
لبعض عدو إلا المتقين
هل سألت نفسك ذات يوم لماذا نكرر الفاتحة في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلاة؟
سبع عشرة ركعة هن عدد ركعات الصلاة، وفي كل ركعة يجب أن نقرأ الفاتحة، لماذا؟
ولماذا افتتح الله بها كتابه الكريم فشرّفها بأن
تكون أول سورة يبدأ بها المصحف؟ ولماذا سمّهاها أم الكتاب؟
هل تعلم أن العلماء يقولون إن كل معاني القرآن من كلام عن صفات الله وعن الدار الآخرة وعن قصص الأمم السابقة كلها مجتمعة في الفاتحة التي لو تدبّرناها لوجدناها فعلا رائعة؛ ولاستمتعنا حقا كلّما قرأناها؟
ستزداد حبا في الفاتحة عندما تعلم أن فيها أدب كيفية الدخول بين يدي الله ليقبلك، ليقبل دعاءك، ليقبل توبتك، وليقبل عبوديتك. وعندما تعلم أيضا فضل الفاتحة بهذا الحديث، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل في حديثه القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، فإذا قَال الْعَبْدُ "الْحَمْدُ لله رَبّ الْعَالَمِينَ" قَال حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَال "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قَالَ الَّلهُ تَعَالَى "أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي"، وَإِذَا قَالَ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، قَالَ "مَجَّدَنِي عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قَالَ "هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم ولا الضَّالِّينَ" قَالَ "هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سأَلَ". و"الصلاة" في الحديث القدسي تعني الفاتحة.
فتخيّل أنك كلمّا قرأت الفاتحة صباحاً أو مساءً في سنَّة أو فرض يرد عليك ملك الملوك.
إذن هناك سر في هذه الآيات التي لها خصوصية عند ملك الملوك، نعم إنه يعلمنا كيف ندخل بين يديه بأدب. فبدأت السورة ب.... "بسم الله الرحمن الرحيم". يعني أبدأ في الدخول عليك يا رب باسمك أنت؛ فقد جئتك لأنك أنت الرحمن الرحيم الذي ينظر لعباده نظرة الرحمة لا نظرة الانتقام على ذنوبهم وتقصيرهم، لأن السورة لو كانت أول آيه فيها "بسم الله المنتقم الجبار" لخفنا ونحن ندخل عليه بهذه السورة، لكنها كانت "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ لتكون برداً وسلاما على قلوب من قصّر في حق الله أو عصاه. فأنا جئتك لأنك الرحمن الرحيم.
ثم يقول العبد بعدها، "الحمد لله رب العالمين". يبدأ العبد في الكلام مع الله بحمده والاعتراف بفضله عليه، وكلمة "الحمد لله" من أعظم الكلمات التي يحبها الله؛ فهي أول كلمة قالها الإنسان لمّا دخلت الروح في جسم سيدنا آدم، عطس فقالت له الملائكة "فلتحمد ربك"، فقال "الحمد لله"، فقالت له الملائكة "يرحمك ربك". فأول كلمة قالها الإنسان "الحمد لله"، فالله يحب الحمد ويعطي عليه ثواباً لا حدود له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... والحمد لله تملأ الميزان"، أي تملأ ميزان الحسنات بجبال الحسنات بمجرد كلمة "الحمد لله" التي فيها اعتراف بفضل الله علينا وأننا غارقون في نعمه علينا حينئذٍ يقول الله: "حمدني عبدي". "الرحمن الرحيم"، نعم يارب أنت رب العالمين، والرب هو الذي يُربِّي ويرعى وأنت يارب.. رب العالمين.. برحمتك وحلمك علينا، ترانا في المعصية وتصبر علينا، وترانا مقصرين وتقبل القليل، وترانا ننساك كثيراً وأنت لا تنسى رزقنا ولا حفظنا. فما أعظمك يارب العالمين يا أرحم الراحمين، حينئذ يقول الله: "أثنى عليّ عبدي". هل تلاحظون هذا الأدب في الدخول على الله، إننا جئناك يا رحيم نعترف بفضلك علينا وأنك تعاملنا برحمتك. ثم يقول العبد "مالك يوم الدين"، يعني يا رب أعترف باليوم الآَخِر، و"يوم الدين" يعني يوم الجزاء يوم لا ينفع وقتها إلا الدين فمن أتى بغير دين وتديُّن لن يفرح ولن ينجو هذا اليوم. فأنا أعترف يا رب بيوم القيامة، وبالبعث، وأنك أنت مالكه كما أنك يارب أنت مالك الدنيا؛ فمصيرنا بين يديك دنيا وآخرة. تخيل واحد يدخل بين يدي الله يقول له جئتك يارب لأنك أنت الرحمن الرحيم، وأبدأ كلامي معك أني أعترف بنعمتك عليّ وأنك يارب مالك يوم الدين، يوم الحساب والجزاء، وأنا أعترف بذلك، وعندها يقول الله: "مجدني عبدي".. ثم يقول العبد "إياك نعبد وإياك نستعين" يعني يا رب ليس لي رب سواك أعبده وأطيعه وأطلب حاجاتي منه وأعتمد عليه وأتوكل عليه، فأعِنّي يا رب حتى أستطيع أن أعبدك، أعِنّي وساعدني لأني أعبدك وأستعينك، عندها يقول الله: "هذا بيني وبين عبدي". ثم يدعو العبد الدعاء الذي هو طلب العبد من ربه في هذه السورة الكريمة.. لكن انظر متى يطلب العبد من ربه يطلب بعد أن يدخل بأدب، بعد أن يحمد الله ويثني عليه ويعترف بفضله ويتذل له، يعترف أنه لن يستطع أن يفعل أي شيء إلا بعد الاستعانة بالله عز وجل. ثم يقول العبد "اهدنا الصراط المستقيم"..
بالدعاء عليه فَ يدعو عليه بالشر ..’ فَ يقول اللهم اصبه بالامراض والاوجاع ولا تُسلمه هذاغير مستحب فَ هذا تَصرف مذموم لإنَ المظلوم يدعو
على الظالم حتى يُكافأه. ثم يبقى للظالم عنده فضله يوم القيامةإى يضل الظالم يدعو ويدعو فَ الله - عز وجل -
يعوضك عما ظُلمت فيه فَ يكون للظالم هذا فضله فى انك تدعو
عليه اكثر من اللازم..’
الظلم وآضح وَبَينْ ..
وليس بين المظلوم وخآلقُه حجاب لكن لاتدعو على الظالم
فإنظلمه اسرع اليه من دعائك عليه
إى ان الذى يظلمُك ..’ ظلمه اسرع اليه فى الضرر من دعائك عليه
فَانت تُريد ان تقتص منه إذاً اتركه لله -عز وجل -
يقتص منه وياخذ لك حقك ويعوضك يوم القيامة فَ
يوم القيامة يدخل هولاء الذين صبروا على ظلمه فى الدنيا
بدون حساب بمعني يذهبوا من ارض المحشر من قبورهم الى الجنة فَ يقول لهم رضوان خازن الجنة : كيف تدخلون الجنة ولم ينشر لكم ديوان ولم ينصب لكم ميزان ولم تنتظروا الحساب فَ يقولون
للرضوان..ويسألونه : أمآ قرات القران؟؟! فَيقول :
وما فى القران!! فَ يقولون : قال عز وجل: ( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) يقول لهم : كيف كان صبركم ..! يقولون : نحن كُنا اذا أُسىءَالينا غَفرنْا.. واذا جُهل علينا حَلمنْا.. واذا اُبتُلينا صَبرنا.. واذا اُعطينا شَكرنا .. فَ يقول لهم : ادخلوا الجنة لاخوف عليكم ولاانتم تحزنون ..’ هولاء هم اهل الصبر هولاء هم الذين يصبرون على اذى الناس وظلمهم
وهَذه بعض النصآئح للصبر علي أبتلآء البشر لك ..’
1- عليك ان تصبر على ماابتُليتَ به من البشر
وجزاء الصابرين دخول الجنة بغير حساب
2- دائماً زين لسانك بذكر الله تعالى صباحا ومساء
3-احذر من الشيطان فَ انه عدوك الاشد قال الله تعالى :
( انالشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً )
4- ان تعلم ان المؤمن ليس بالطعّان ولااللعّان.. كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام
5- ان تعود لسانك علي ذكر الكلمات الطيبة والكلمات الحسنه
لا تنشر .. لأنك لن تؤجر
بقلم د. عبد الرحمن ذاكر الهاشمي
جميعنا يعلم انه في الآونة الأخيرة انتشرت الرسائل التي عنوانها " انشر ولك الأجر" والذي اصبح صندوقي الوارد يحتاج الى فورمات بسبب امتلائه بهذه الرسائل التي لا يعرف مصدرها والبعض منا بل الأغلب ينشر ولا يعلم مصدر هذه الرسالة او مصداقيتها او اين تصب مصلحتها فنتيجة لذلك قمت باخذ جميع الرسائل التي بصندوقي الوارد وجمع بعض الرسائل من بريد الأصدقاء وعملت لها "فلترة" او بالأحرى تأكيد مصداقية كل رسالة فوجدت نتيجة لبحثي هذا ان أغلب هذه الرسائل او مايمثل نسبة 85% منها تحمل احاديث كاذبة او احاديث ضعيفة ونحن نقوم بنشرها من دون ان نعلم مامدى صحتها.
لاتعتبر هذه الرسائل مصدر معلومة مالم يرفق مصدرها او تثبت صحتها او تعلم انت بصحتها بطريقة او بأخرى.
ناهيك عن رسائل التبرعات بالأموال وبغيرها مع اننا بتنا نعرف الآن اين كانت تذهب تبرعاتنا في الأزمنة الماضية وفي اي مجال كانت تصرف تلك التبرعات وكذلك رسائل ( الترقيم ) سواءا تبرع بدم للأخت فلانه وهذا رقم الجوال او طفل مفقود ومن يحصل عليه يتصل بهذا الرقم كلها خزعبلات وهدفها اللعب والـ(ترقيم)..
ملخص حديثي :
نحن العرب تكونت علينا الكثير من علامات الأستفهام التي انشئناها بانفسنا واحد هذه العلامات:
كيف تقوم بنشر شئ لم تعرف مصداقيته
(ليس المهم ان تنشر المهم ان تتأكد من صحة مانشرت )
أحاديث وادعيه ضعيفه ومكذوبه منتشره على رسايل الجوال وعلى الأيميلات
* هذا الدعاء: من قاله مرة واحدة سخر الله له 70 ألف ملك يستغفرون له يوم القيامة؟
الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته . الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته .
الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لعزّته . الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه .
(الحديث ضعيف منكر ) . الشيخ عبد الرحمن السحيم
كلمات اتعبت الملائكة في كتابة الاجر فشكو الي ربهم ماذا يفعلون ؟
فقال سبحانه (( اطووها بصحائفها وضعوها تحت عرشي فتبقى حسناتها الى يوم القيامه ))
(( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )) ( حديث ضعيف )
الشيخ عبد الرحمن السحيم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة
كان له أمان من الفقر و من وحشة القبر و استجلب به الغنى و استقرع به باب الجنة " رواه مسلم
هذا الحديث ( مكذوب ) منسوب إلى صحيح مسلم
الشيخ / عبدالله بن محمد زُقَـيْـل
* قال الرسول صلى الله علية وسلم :- عشرة تمنع عشر
سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله
سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامه
سورة الدخان ... تنمع أهوال يوم القيامة
سورة الواقعة ... تمنع الفقر
سورة الملك ... تمنع عذاب القبر
سورة الكوثر .... تمنع الخصومة
سورة الكافرون .... تمنع الكفر عند الموت
سورة الإخلاص ... تمنع النفاق
سورة الفلق ... تتمنع الحسد
سورة الناس ... تمنع الوسواس
فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
كما زعم هذا الكاذب عشرة تمنع عشرة الفاتحة تمنع غضب الرب الى آخره وهذا أيضا حديث (مكذوب )على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
* عقوبة تارك الصلاة
روى عن الرسول صلي الله عليه وسلم
من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة .
ستة منها في الدنيا .وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر
آما الستة التي تصيبه في الدنيا .... فهي
ينزع الله البركة من عمره ..
يمسح الله سم الصالحين من....... إلخ "
هذا الحديث (موضوع مكذوب) على النبي
صلى الله عليه وسلم
الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين
أحاديث أخرى مكذوبة
* حديث (يحشرقوم من أمتي يوم القيامه على منابر من نور يمرون على الصراط كالبرق الخاطف نورهم تشخص منه الابصار لاهم بالأنبياء ولاهم بصديقين ولاشهداء.إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس. حديث شريف.. )
فإنا لم نعثر على حديث بهذا اللفظ، إلا أنه ثبتت عدة أحاديث في فضل السعي في حوائج المسلمين، ( مركز الفتوى )
* حديث " يا علي لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي : قراءة القرآن الكريم كله ، التصدق بأربعة ألاف درهم ، حفظ مكانك في الجنة ، إرضاء الخصوم .
فقال علي : وكيف يارسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : أما تعلم يا علي أنك :
إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله ؟ وإذا قرأت ( سورة الفاتحة ) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة الأف درهم ؟ وإذا قلت " لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير " عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة ؟ وإذا قلت " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " عشر مرات فقد أرضيت الخصوم ؟
ثم يختمونه بقولهم : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علماء اللجنة الدائمة عن هذا الحديث :
هذا الحديث لا أصل له ، بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الكذابين كما نبَّه على ذلك أئمَّة الحديث .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 462 ، 463 ) .
وقد سئل عنه الشيخ بن محمد بن صالح العثيمين فقال - رحمه الله - :
هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا : كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم ،
* اذا قرأها الكافر اسلم...فقرأها انت يا مسلم......
يقول الله تعالى: اني لاجدني استحي من عبدي يرفع يدية ويقول يارب يارب
فاردهما فتقول الملأئكة :انة ليس اهلأ لتغفر لة فاقول :ولكني اهل التقوى واهل المغفرة أشهدكم اني قد غفرت لعبدي
جاء في الحديث :انة اذا رفع العبد يدية للسماء وهو عاصي فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها يارب
فتحجب الملائكة صوتة فيكررها في الرابعة .......الخ
(لا يصح من ذلك شيء )الشيخ عبد الرحمن السحيم
* دعاء الحروف الأبجديه
دعاء بكل الحروف
اللهم ارزقـنـا
بــالألــف ألـفـة
و بـالـبــاء بـركة
هذا خِلاف هَدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
وكان مِن هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء الـبُعْد عن التكلّف .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
* كلمات بسيطه تقولها بعد كل صلاة مغرب...
وبإذن الله يوم الحساب تقول جهنم لرب العالمين :
( اللهم إنه كان يستجيرك مني بعد كل صلاة مغرب إني لاأريده )
الدعـــــــاء هو :
ان تقول : ((( اللهم أجرني من النار ))) ..,, سبع مرات
وبعدها تقووول: ((( اللهم صلي وسلم على نبينا محمد ))) ,,, ايضا سبع مرااات
(( اللهم اجرنا من النار ومن عذاب القبر إن امرك محصور بين حرفي الكاف
والنون فإنما تقول له كن فيكون وأمر اللهم بأن نكون من أصحاب اليمين
أنك فعال لما تريد))....
هذا الموضوع غير صحيح ، والحديث الوارد فيه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( الشيخ محمد العويد )
* الدعاء الذي هز السماء
الحديث طويل ومنه ( يا ودود يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد،
يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي
ملأ أركان عرشك ان تصلي على نبينا وحبيبنا وحبيبك سيدنا محمد
عليه الصلاة والسلام ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع
خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت،
يا مغيث أغثني، ثلاث مرات
هذا الحديث موضوع ولوائح الوضع والصنع عليه ظاهره (الشيخ / الألباني رحمه الله
(ليس فيه ما نُسِب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ) الشيخ عبد الرحمن السحيم
* دعاء مكتوب على جناح جبريل عليه السلام
عندما رفع عيسى عليه السلام إلى السماء :
اللهم إني أدعوك بإسمك الواحد الأعز ؛ و أدعوك اللهم بإسمك الصمد ؛ و أدعوك
بإسمك العظيم الوتر ؛ و أدعوك بإسمك الكبير المتعال ......الخ
هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يجوز تناقله ولا يجوز نشْرُه
ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( الشيخ عبد الرحمن السحيم )
* الدعاء الذى يستغيث منه الشيطان
ان يدعوا فيقول
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم -- ا
للهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتكوقنطه منا كما قنطـته من عـفوك
وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك .....الخ
(هذه القصة مكذوبة لم تقع والدعاء المذكور فيها لم يرد ) الشيخ محمد الفايز
* لو دعي بهذا الدعاء على مجنون لأفاق
اللهم انت الله انت الرحمن انت الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز
القرآن الكريم هو هدية السماء إلى أهل الأرض. هو الوحي المتجدد الذي لا يبلى على الدهر. وهو الهدى والنور، والشفاء لما في الصدور. فمن اعتقد أنه أوتي نعمة خيرًا من القرآن فقد استهان بما عظم الله.
قال سفيان بن عيينة: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن، فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: ((ولقد ءاتيناك سبعًا من المثاني والقرءان العظيم. لا تمدن عينيك إلى ما متعنابه أزواجًا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين. وقل إني أنا النذير المبين)) سورة الحجر: الآيات 87، 88، 89، أي ما رزقك الله من القرآن خير وأبقى مما رزقهم من الدنيا.
ومن هنا كان حقًا على حامل القرآن الكريم أن يعلم أنه حامل راية الإسلام وأن ما يحفظه بين جوانح أغلى من كنوز الدنيا كلها وزخارفها الزائلة. فلا يرخص نفسه ولا يرخص ما يحمل في قلبه من هدى وضياء وذكر للعالمين شاكرًا لربه مؤديًا لحقه، محاذرًا أن يتخذه مرقاة لنيل المناصب وحساب الرواتب، ((فلا يجتمع فهم القرآن والاشتغال بالحطام في قلب مؤمن أبدًا)) قاله سفيان الثوري.
بل يجعل همه الآخرة والرغبة فيما عند الله، مجانبًا للذنب، محاسبًا للنفس، ذا سكينة ووقار يعرف القرآن في سمته وخلقه.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون)).
إن حامل كتاب الله مسلم رباني ووارث محمدي عليه مسحة من نبوة. فقد أخرج الحاكم وغيره من حديث عبد الله بن عمرو: (من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه).
وهو من عرفاء أهل الجنة في الجنة. أخرج الطبراني من حديث أنس رضي الله عنه: (حملة القرآن عرفاء أهل الجنة).
ومن أهل الله وخاصته، كما أخرج النسائي وابن ماجه والحاكم من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله عز وجل أهلين من الناس) قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: (أهل القرآن: أهل الله وخاصته). رواه أحمد.
كما أنه من أهل الحظوة والجدارة والجاه: فعن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن ابزي، قال: ومن ابن أبزي؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قاريء لكتاب الله وعالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين). أخرجه مسلم.
وصاحب القرآن في الدرجات العلا عند الله : فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). أخرجه أبو داود والترمذي.
وإن من إجلال الله إجلال حامل القرآن: روي البيهقي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبو داود في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه.
فجمعوا بين الإيمان المقتضي لأعماله الصالحة، والدعاء لربهم بالمغفرة والرحمة، والتوسل إليه بربوبيته، ومنته عليهم بالإيمان، والإخبار بسعة رحمته، وعموم إحسانه، وفي ضمنه، ما يدل على خضوعهم وخشوعهم، وانكسارهم لربهم، وخوفهم ورجائهم.
فهؤلاء سادات الناس وفضلائهم، { فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ } أيها الكفرة الأنذال ناقصو العقول والأحلام { سِخْرِيًّا } تهزءون بهم وتحتقرونهم، حتى اشتغلتم بذلك السفه.
{ حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ } وهذا الذي أوجب لهم نسيان الذكر، اشتغالهم بالاستهزاء بهم، كما أن نسيانهم للذكر، يحثهم على الاستهزاء، فكل من الأمرين يمد الآخر، فهل فوق هذه الجراءة جراءة؟!
وَقَالُوا } مقترحين على اللّه بعقولهم الفاسدة: { لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } أي: معظم عندهم، مبجل من أهل مكة، أو أهل الطائف، كالوليد بن المغيرة ونحوه، ممن هو عندهم عظيم.
قال اللّه ردا لاقتراحهم: { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ }أي: أهم الخزان لرحمة اللّه، وبيدهم تدبيرها، فيعطون النبوة والرسالة من يشاءون، ويمنعونها ممن يشاءون؟
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }أي: في الحياة الدنيا، والحال أن رَحْمَةَ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ من الدنيا.
فإذا كانت معايش العباد وأرزاقهم الدنيوية بيد اللّه تعالى، وهو الذي يقسمها بين عباده، فيبسط الرزق على من يشاء، ويضيقه على من يشاء، بحسب حكمته، فرحمته الدينية، التي أعلاها النبوة والرسالة، أولى وأحرى أن تكون بيد اللّه تعالى، فاللّه أعلم حيث يجعل رسالته.
فعلم أن اقتراحهم ساقط لاغ، وأن التدبير للأمور كلها، دينيها ودنيويها، بيد اللّه وحده. هذا إقناع لهم، من جهة غلطهم في الاقتراح، الذي ليس في أيديهم منه شيء، إن هو إلا ظلم منهم ورد للحق.
وقولهم:{ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } لو عرفوا حقائق الرجال، والصفات التي بها يعرف علو قدر الرجل، وعظم منزلته عند اللّه وعند خلقه، لعلموا أن محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب صلى اللّه عليه وسلم، هو أعظم الرجال قدرا، وأعلاهم فخرا، وأكملهم عقلا، وأغزرهم علما، وأجلهم رأيا وعزما وحزما، وأ كملهم خلقا، وأوسعهم رحمة، وأشدهم شفقة، وأهداهم وأتقاهم.
وهو قطب دائرة الكمال، وإليه المنتهى في أوصاف الرجال، ألا وهو رجل العالم على الإطلاق، يعرف ذلك أولياؤه وأعداؤه، فكيف يفضل عليه المشركون من لم يشم مثقال ذرة من كماله؟!، ومن جرمه ومنتهى حمقه أن جعل إلهه الذي يعبده ويدعوه ويتقرب إليه صنما، أو شجرا، أو حجرا، لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، وهو كل على مولاه، يحتاج لمن يقوم بمصالحه، فهل هذا إلا من فعل السفهاء والمجانين؟
فكيف يجعل مثل هذا عظيما؟ أم كيف يفضل على خاتم الرسل وسيد ولد آدم صلى اللّه عليه وسلم؟ ولكن الذين كفروا لا يعقلون.
وفي هذه الآية تنبيه على حكمة اللّه تعالى في تفضيل اللّه بعض العباد على بعض في الدنيا { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا }أي: ليسخر بعضهم بعضا، في الأعمال والحرف والصنائع.
فلو تساوى الناس في الغنى، ولم يحتج بعضهم إلى بعض، لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم.
والله أخواتي لقد قرأت هذه الايه من قبل على أنها سخريه أي السخرية من بعضهم البعض ...
ثم وقفت وقلت لنفسي حاش الله أن يقصد هذا واتضحت لي السورة بعد معرفه الفرق بين الكلمة في حال الكسر والضم ..
فرق عظيم سبحان الله ما اعظمه وادق كتابه ...
المرجع / لمسات بيانيه الدكتور فاضل سامرائي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين من اليهود والنصارى والمنافقين
آمين آمين آمين.
آيات شيطانية جديدة تسمى (الفرقان الحق) توزع في الكويت
رجاءً الحاضر يعلّم الغائب،
اللهم فاشهد، أمانة على كل من سمع أو قرأ هذا الكلام أن يبلّغ به أكبر عدد ممكن من المسلمين.. اللهم فاشهد، اللهم فاشهد!
مجلة الفرقان الكويتية
سلطت الضوء على مصحف مزعوم هو تحريف للقرآن يوزع في الكويت، ووصفته بالآيات الشيطانية.
إنها حقاً آيات شيطانية ، فهي تحرض على الشرك بالله وتعمل على تخريب عقيدة أبناء المسلمين.
وذكرت المجلة التي جعلت من الموضوع عنواناً لغلافها:
تمخضت دارا النشر الأمريكيتان
Omega 2001 و wine Press
فقذفتا لنا أخيراً، آيات شيطانية أسمياها (الفرقان الحق).
وهو ليس سوى الكتاب المقدس للقرن الحادي والعشرين!
أو سمه إن شئت كتاب السلام! أو مصحف الأديان الثلاثة!!
قدم له عضواً اللجنة المشرفة على تدوينه وترجمته ونشره المدعوان الصفي و المهدي – كما ورد في مقدمته - وذكرا بأنه للأمة العربية خصوصا وإلى العالم الإسلامي عموماً.
مصحف (الفرقان الحق) المزعوم يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط ومترجم إلى اللغتين العربية والإنجليزية..ويوزع حالياً في الكويت ، خاصة على المتفوقين من الطلبة في المدارس الأجنبية الخاصة، التي أصبحت مرتعاً خصباً للمنصرين، للتأثير على فلذات أكبادنا وبث ثقافة الاستسلام في أذهان الأجيال القادمة من أبنائنا وبناتنا، حتى يردوهم عن دينهم الإسلامي الحنيف، لاسيما أن الشباب يمثلون طموح الأمة وقادة المستقبل..
فها هي أصابع التغيير وجهود التنصير ومخاطر حقبة السلام تتسلل إلى عقول أبنائنا وتعبث بمعتقداتهم وقيمهم وأفكارهم.
إنها حرب باردة خفية تدور على أبنائنا في ظل غفلتنا وانشغالنا بأعباء الحياة وتكالب الأعداء على أمتنا الإسلامية!..
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي ، عليه من ربه الصلاه والسلام وهذا هو المشهور وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياُ وإنما كان رجلاً وحكماً مقسطاً عادلاً وتوقف ابن جرير فى ذلك فالله أعلم ..
وروي ابن جرير وابن أبي نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً ..
وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيه أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل ..
وروي ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال : لما كبر اليسع قال : لو
أني استخلفت رجلاً علي الناس يعمل عليهم في حياتي ، حتي أنظر كيف يعمل .؟ فجمع الناس فقال : من يتكفل لي بثلاث أستخلفه , يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب قال : فقام رجل تزدريه العين , فقال : أنا ، فقال :
أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب .؟ قال : نعم , فردهم ذلك اليوم وقال مثلها في اليوم الآخر فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال : أنا فاستخلفه ..
قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان فأعياهم ذلك , فقال : دعوني وإياه في ضورة شيخ كبير فقير وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة فدق الباب : من هذا .؟ قال : شيخ كبير مظلوم ، قال : فقام بفتح الباب فجعل يقص عليه ، فقال : إن بيني وبين قومي خصومة وإنهم لموني وفعلوا بي وفعلوا حتي حضر الرواح وذهبت القائلة : ، وقال :إذا رحت فأتني آخذ لك بحقك ، فانطلق وراح فكان في مجلسه فجعل ينظر هل يري الشيخ فلم يره فقام يتبعه فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه فلما رجع إلي القائلة فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب ، فقال : من هذ ا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم ، ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فائتني .. فقال : إنهم أخبث قوم ، إذا عرفوا إنك قاعد قالوا نحن نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني . قال : فانطلق فإذا رحت
فائتني . قال : ففاتته القائلة فراح فجعل ينتظر فلا يراه ، وشق عليه النعاس ، فقال لبعض أهله : لا تدعن أحداً يقرب من هذا الباب حتي أنام ، فإني قد شق عليه النوم فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل : وراءك وراءك ..فقال : إني قد أتيته أمس فذكرت له أمري ..فقال : لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها فإذا هو في البيت وإذا هو يدق من داخل قال : فاستيقظ يارجل ، فقال : يافلان ألم آمرك .؟ قال : أما من قبلي والله فلم تؤت فانظر من أين أتيت .؟ قال : فقام إلي الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه وإذا الرجل معه فى البيت فعرفه ، فقال : أعدوا الله .؟ قال : نعم ، اعييتني فى كل شئ ففعلت ماتري لأغضبك فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفي به ..
وقد روي ابن ابي حاتم أيضاً عن ابن عباس قريباً من هذا السياق وهكذا روي عن عبدالله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر ، وغيرهم من السلف نحو هذا ..
وقال بن ابي حاتم : حدثنا أبي أبو الجماهر ، وأنبأنا سعيد بن بشير ، حدثنا قتادة عن كنانة بن الأخس وقال : سمعت الأشعري يعني أبا موسي رضي الله عنه وهو علي هذا المنبر يقول : ماكان ذو الكفل نبياَ ولكن رجلاَ صالحاً يصلي كل يوم مائة صلاة فتكفل له ذو الكفل من بعده فكان يصلي كل يوم مائة صلاة فسمي ذا الكفل ..
ورواه ابن جري من طريق عبدالرازق عن معمر عن قتادة قال : قال أبو موسي الأشعري فذكره منقطعاً فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن عبدالله بن عبدالله عن سعد مولي طلحة عن ابن عمر قال : سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتي عد سبع مرات ، لم أحدث به ولكني قد سمعته أكثر من ذلك : " كان الكفل من بني لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً علي أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من إمرأته أرعدت وبكت .. فقال : مايبكيك .؟ أأكرهتك ..؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم اعمله قط .. وإنما حملتني عليه الحاجة .. قال : فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ثم نزل وقال : اذهبي الدنانير لك ، ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبداً ، فمات من ليلته فأصبح مكتوباً علي بابه : " قد غفر الله للكفل " .
ورواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال : حسن وذكر أن بعضهم رواه فوقفه علي ابن عمر فهو حديث غريب جداً وفي إسناده نظر فإن سعدا هذا ق أبو حاتم : لا أعرفه إلا بحديث واحد ووثقه ابن حبان ولم يرو عنه سوي عبدالله بن عبدالله الرازي هذا ، فالله أعلم ..
وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث " الكفل " من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور فى القرآن فالله تعالي أعلم ...
جعله الله نفعاً للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ....
قال البخاري :حدثنا أيوب بن النجار عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" حاج موسي آدم عليهما السلام فقال له : أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم . قال آدم : ياموسي أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني علي أمر قد كتبه الله علي من قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني .؟ " قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" فحج آدم موسي ...
وقد رواه مسلم عن عمرو الناقد والنسائي عن محمد بن عبدالله بن يزيد عن أيوب النجار به قال أبو السعود الدمشقي ." ولم يخرجا عنه فى الصحيحين سواه "
وقد رواه أحمد عن عبدالرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبدالرزاق به ..
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" إحتج آدم موسي ، فقال له موسي : أنت الذي أخرجتك خطيئتك من الجنه .؟ فقال له آدالم : وأنت وموسي الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه تلومني علي أمر قدر علي قبل أن أخلق .؟ " ..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" فحج آدم موسي " مرتين
قلت : وقد روي هذا الحديث البخاري ومسلم من حديث الزهري عن حميد عبدالرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم بنحوه ..
وقال الأمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " احتج آدم وموسي ، فقال موسي : يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحك أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة " ..
قال : " فقال آدم له : ياموسي أنت الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني علي عمل أعمله كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض .؟ " قال : فحج آدم موسي ..
وقد رولح عن أياه الترمذي والنسائي جميعاً عن يحيي بن حبيب بن عدي عن معمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش به : قال الترمذي : وهو غريب من حديث سليمان التيمي عن الأعمش .قال : وقد رواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ..
وقال : هكذا رواه الحافظ ابو بكر البراز فى مسنده عن محمد بن المثني عن معاذ بن أسد عن الفضل بن موسي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ..
ورواه البراز أيضاً : حدثنا عمرو بن علي الفلاس حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو أبي سعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم فذكر نحوه ..
وقال أحمد : حدثنا سفيان عن عمرو سمع طاووساً سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" احتج آدم وموسي ، فقال موسي : يا آدم انت أبونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة . قال له آدم : ياموسي أنت الذي اصطفاك الله بكلامه وقال مرة برسالته وخط لك بيده أتلومني علي أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ".. قال :"حج آدم موسي ، حج آدم موسي ، حج آدم موسي ..
هكذا رواه البخاري عن علي بن المديني عن سفيان قال : حفظناه عن عمرو عن طاووس قال : سمعت أبا هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " احتج آدم موسي ، فقال موسي : يا آدم أبونا أنت خيبتنا وأخرجتنا من الجنة .. فقال له ىدم : ياموسي اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني علي أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة .؟ فحج آدم موسي فحج آدم موسي فحج آدم موسي هكذا ثلاثاً ..
وقال سفيان : حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم مثله ..
وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجة من عشر طرق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبدالله بن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم بنحوه ..
وقال أحمد : حدثنا عبدالرحمن حدثنا حماد عن عمارعن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" لقي آدم موسي ، فقال : أنت آدم الذي خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته وأسكنك الجنة ثم فعلت ما فعلت .؟ فقال : أنت موسي الذي كلمك الله واصطفاك برسالته وأنزل عليك التوراة أنا أقدم أم أم الذكر .؟ قال : لا بل الذكر .. فحج آدم موسي ..
قال الحارث : وحدثني عبدالرحم بن هرمز بذلك عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ورواه مسلم عن اسحاق بن موسي الأنصاري عن أتس بن عياض عن الحارث بن عبدالرحمن بن أبي ذباب عن يزيد بن هرمو والأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم بنحوه ..
وقال أحمد : حدثنا عبدالرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" احتج آدم وموسي فقال موسي لآدم يا آدم أنت الذي أدخلت ذريتك النار .فقال آدم : ياموسي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه وانزل عليك التوراة ، فهل وجدت أني أهبط .؟ قال : نعم ، قال : فحجة آدم " وهذا علي شرطهما ولم يخرجاه من هذا الوجه وفي قوله :" أدخلت ذريتك النار نكارة .
فهذا طرق هذا الحديث عن أبي هريرة رواه عنه حميد بن عبدالرحمن وذكوان أبو صالح السمان وطاووس بن كيسان وعبدالرحمن بن هرمز الأعرج وعمار بن أبي عمار ومحمد بن سيرين وهمام بن منبه ويزيد بن هرمز وأبو سلمة بن عبدالرحمن ...
قال أبو يعلي : وحدثنا بن المثني حدثنا عبدالملك بن الصباح المسمعي حدثنا عمران عن الرديني عن أبي مجل عن يحيي بن يعمر عن أبن عمر عن عمر قال أبو محمد : أكبر ظني أنه رفعه قال :" التقي آدم وموسي فقال موسي لآدم : أنت أبو البشر أسكنك الله جنته واسجد لك ملائكته قال آدم : ياموسي أما تجده علي مكتوباً .؟ قال : فحج آدم موسي فحج آدم موسي فحج آدم موسي وهذا الإسناد أيضاً لا بأس به والله أعلم وقد تقدم رواية الفضل بن موسي لهذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ورواية الإمام أحمد له عن عفان عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن رجل قال حماد : أظنه جندب بن عبدالله البجلي عن النبي صلي الله عليه وسلم :" لقي آدم موسي فذكر معناه "
وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث :
فردة قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق واحتج بع قوم من الجبرية وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال : " فحج آدم موسي " لما احتج عليه بتقديم كتابه وسيأتي الجواب عن هذا ..
وقال آخرون : إنما حجة لأنه علي ذنب قد تاب منه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وقيل انما حجة لأنه أكبر منه وأقدم وقيل :لأنه أبوه وقيل لأنه في شريعتين متغايرتين وقيل لأنهما فى دار البرزخ وقد انقطع التكليف فيما يزعمونه ..
والتحقيق : ان هذا الحديث روي بألفاظ كثيرة بعضها مروي بالمعني وفيه نظر ..
ومدار معظمها فى الصحيحين وغيرهما علي أنه لامه علي إخراجة نفسه وذريته من الجنه فقال له آدم : أنا لم أخرجكم وإنما أخرجكم الذي رتب الإخراج علي أكلي من الشجرة والذي رتب ذلك قدره وكتبه قبل أن أخلق هو الله عز وجل فأنت تلومني علي أمر ليس له نسبة إلي أكثر من أني انهيت عن الأكل من شجرة فأكلت منها وكون الإخراج مترتباً علي ذلك ليس من فعلي فأنا لم أخرجكم ولا نفسي من الجنة وإنما كان هذا من قدر الله وصنعه وله الحكمة فى ذلك فلهذا حج آدم موسي ..
ومن كذب بهذا الحديث فمعاند لأنه متواتر عن أبي هريرة رضي الله عنه وناهيك به عدالة وحفظاً واتقاناً ثم هو مروي عن غيره من الصحابة كما ذكرنا ..
ومن تأوله بتلك التأويلات المذكورة آنفاً فهو بعيد عن اللفظ والمعني وما فيهم من هو أقوي مسلكاً من الجبرية وفيما قالوه نظر من وجوه :
أحدهما : أن موسي عليه السلام لا يلوم علي أمر قد تاب عنه فاعله ..
الثاني : أنه قد قتل نفساً لم يؤمر بقتلها وقد سأل الله فى ذلك بقوله :" رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " ..القصص:16 ..
الثالث : أنه لو كان الجواب عن اللوم علي الذنب بالقدر المتقدم كتابته علي العبد لانفتح هذا لكل من ليم علي أمر قد فعله فيحتج بالقدر السابق فينسد باب القصاص والحدود ولو كان القدر حجة لاحتج به كل أمر الذي ارتكبه في الأمور الكبار والصغار وهذا يفضي إلي لوازم فظيعة فلهذا قال من قال من العلماء بأن جواب آدم إنما كان احتجاجاً بالقدر علي المصيبة لا المعصية والله تعالي أعلم ....