مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/08/2011, 04:03 AM
بقايا قلم بقايا قلم غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 24/11/2010
مشاركات: 43
خط 110 وخط 220 بين الواقع والخيال

خط 110 وخط 220 بين الواقع والخيال

في خضم السباق المحموم بين المسلسلات الكوميدية التي تتهافت عليها القنوات في هذا الشهر ، تجد هناك حلقات قليلة فقط تستحق أن تقف عندها فبينما أنظار الكثير مشدودة لطاش إذا بالمالكي يفجرها بأقوى الحقات وتطرقه لموضوع حساس يصيب جوهر الإنسان والمجتمع وفكره وثقافته .
التفاخر بالأنساب الموضوع الجديد القديم ، الموضوع يفضله الكثير ويعيفه الكثير والمفضل لهذا الموضوع لا يقل شأن عن العايف .
النسب دلالة الإنسان ومصدر فخره وعزته لا خلاف ، ولكن كيف يمكن الجمع بين الفخر بالنسب والتواضع فيه .
معادلة صعبة جدا لا يستطيع كسرها إلا قلة ، والقلة هنا تكاد تصيب المثل القائل نقطة من بحر .
كرمنا الله بهذا الدين وأعزنا بعد إن كنا أذلة صاغرين وأتى لنا بقواعد ونصوص تسير حياتنا وتحفظ كرامتنا وتصون أعراضنا ولكنا عنها أمام النسب لغافلون .
فالعادات والتقاليد أصبحت بمثابة مصدر التشريع الأول في حياة الكثيرين فسيطر العرف على حياتنا واستظلت تحته حلول المشاكل وأمور الناس .
وعادت بنا حماقاتنا إلى زمن السيد والعبد فالسيد سيد ايّن كان تافه – مقفل – ساذج – عاصي – فهو سيد والعبد عبد ايّن كان – دكتور – مهندس – طيار – عالم . معادلة تُرى بوضوح بأعين أهلها .
لماذا لا نجعل رسول الله قدوتنا وهو الذي قال (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب) وقال عليه الصلاة والسلام (لا تطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم، إنّما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله )
أم إن اكبر همنا أصبح أنا أبن من وإلى من أرجع وللمتحدث أقول من أنت وإلى من ترجع .
خط 110 يعرف انه خط اقل قوة وطاقة بالتيار الكهربائي بعكس خط 220 الصاعق شديد القوة ، فهكذا نشبه أنفسنا وغيرنا ونركض بشدة لنلحق بخط 220 ونتمسك به بغض النظر عن الإضرار التي قد يسببها إذا ما أسيء استخدامه فضرره اكبر وتدميره أفتك بكثير من غريمة الهادئ قليل الخطورة أوهل جعلنا في أماكننا لا نبرحها غير سوء الاستخدام لهذا الغرض.
نعم يفضل الكثير هذه التسميات وينسب نفسه لأقواها وكأني به هو الذي أختار أمه وأباه عشيرته وأعزاه. يفاخر بنسبه ولا يفتخر فالفخر غير المفاخرة كلمتان تتقاربان في النطق وتتباعدان في المعنى فالزيادة في المبنى يتبعها زياده في المعنى
قاعدة لو فهمنا معناها لجعلنا الفخر بالنسب قبل التفاخر به .
فديينا ساوى بيننا في الحقوق والواجبات وجعل عزتنا في طاعته وأفضلنا الذي يتقيه .
وقد روى ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوادع فقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم. رواه البيهقي، وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره .
أفبعد هذا نعتقد أن الله عز وجل في يوم الحشر يعزل أهل 110 عن أهل 220
ويحاسبهم كلاً حسب طاقته.
(إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)


تحياتي لكم
بقايا قلم
اضافة رد مع اقتباس