مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #4  
قديم 03/03/2011, 09:46 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان العتيبي20
سلطان العتيبي20 سلطان العتيبي20 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 01/09/2010
مشاركات: 943
هتلر النازي الذي ارتبط به تاريخ ألمانيا








أدولف هتلر زعيم ألماني تناولته كتب التاريخ كأحد القادة العسكريين البارزين، حيث قاد ألمانيا في عدد من الحروب، وتمكن من النهوض بها مرة أخرى بعد السقوط الذي تعرضت له بعد الحرب العالمية الأولى، وتولى قيادتها في الحرب العالمية الثانية، تمتع هتلر بذكاء حاد وقدرة خطابية عالية وهو الأمر الذي أهله لتكوين إمبراطورية قوية، هذا على الرغم من الإخفاق الذي تعرض له في أخر الأمر وقيامه بالانتحار.





النشأة

ولد هتلر في 20 إبريل عام 1889م لوالدين ينتميان إلى الطبقة المتوسطة، كان والده يعمل كموظف صغير بالجمارك وكان على خلاف دائم مع هتلر ،وكان يعارض التحاقه بمدرسة الفنون، فكان والده يريده أن يصبح موظفاً حكومياً، و لم يعلمه والده بعد ذلك هو أن ولده لم يحقق كلا الأمرين حيث اختار لنفسه طريقاً ثالثاً ليس له أي علاقة بالفن أو بالوظيفة الحكومية، توفي والده في عام 1903 ومن بعده والدته في عام 1907، وبعد وفاتهما قرر هتلر الرحيل إلى فيينا من أجل دراسة الرسم هذه الهواية التي عشقها منذ الصغر، ولكن لم يتحقق له ما كان يرجوه حيث تم رفض طلبه للالتحاق بمدرسة فيينا للفنون الجميلة.

في الفترة التي قضاها هتلر في فيينا تأثر كثيراً بالفكر المعادي للسامية وذلك بسبب الوجود المكثف لليهود بالمدينة، فتنامت لديه مشاعر الكره والحقد عليهم لأقصى درجة.



هتلر والجيش


قام هتلر بالانتقال إلى مدينة ميونخ وذلك للهرب من التجنيد الإلزامي في الجيش ولكن تم إلقاء القبض عليه بواسطة الجيش النمساوي وبالكشف عليه أتضح أنه غير لائق صحياً.

وعلى الرغم من فرار هتلر السابق من الالتحاق بالجيش إلا أنه قرر التطوع في الجيش البافاري أثناء الحرب العالمية الأولى فعمل به كساعي بريد عسكري، وبذل هتلر الكثير من الجهد والتفاني في عمله ولكنه وعلى الرغم من تفانيه وتعرضه الدائم للخطر عند نقل الرسائل إلا أنه لم يحصل على أي ترقيات، حيث قيل عنه في أحد التحاليل النفسية انه "مضطرب عقلياً وغير مؤهل لقيادة جمع من الجنود" كان هتلر يؤمن دائماً بقوة الجيش الألماني كما عرف بوطنيته الشديدة وتحمسه للجيش الألماني لذلك لم يستوعب الهزيمة والاستسلام الذي تعرض له في الحرب العالمية الأولى، وكان هذا الخبر من أشد الأخبار التي وقعت عليه قسوة.

ظل هتلر جندي في الجيش الألماني ،وأصبح عمله متمثلاً في قمع الثورات الاشتراكية التي تتقد من آن لآخر في ألمانيا، قام بعد ذلك بالانضمام إلى دورات معدة من "إدارة التعليم والدعاية السياسية" وكانت المهمة الأساسية لهذه الإدارة هي الدراسة والتعرف على الأسباب التي أدت إلى هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وأدت هذه الدراسة في نهاية الأمر إلى إلقاء اللوم على كل من اليهود والشيوعيين وغيرهم.

وأصبح هتلر هو المسئول الرسمي عن إلقاء الخطب في الجنود والتي تحفزهم على كره اليهود وجعلهم سبب رئيسي في هزيمة ألمانيا في الحرب.



بداية جديدة

قام هتلر في عام 1919 بالالتحاق بحزب العمال الألماني الوطني، وفي العام التالي تم تسريحه من الجيش حيث تفرغ للعمل الحزبي، وظل هتلر يعمل بالحزب بمنتهى العزم والقوة حتى تمكن من رئاسته وقام بتغيير اسمه إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني، واتخذ الحزب الصليب المعقوف شعاراً له وللنازية.

بوصول هتلر إلى زعامة الحزب النازي وصل إلى قمة الهرم السياسي لألمانيا وقد وجد الدعم المباشر من أجهزة الإعلام التي أخذت على عاتقها مهمة الترويج للحزب، وذلك من اجل أن يحصد التأييد الشعبي لسياسته فتم التعامل معه كمنقذ لألمانيا من الكساد الاقتصادي التي تعرضت له بعد الحرب العالمية الأولى، وأيضاً كحامي للبلاد من الخطر اليهودي.

مما قاله في كرهه لليهود" يجب أن نقضي على الحقوق المتاحة لليهود بصورة قانونية مما سيؤدّي إلى إزالتهم من حولنا بلا رجعة".



الحاكم الجديد

تمكن هتلر بشكل أو بأخر من أحكام قبضته على مقاليد الحكم بالبلاد، وكان يعمل على فرض سياسته حتى وأن لاقى معارضة، فكانت سياسته تعتمد على قدر كبير من العنف والقوة من خلال الجستابو، وسياسة التهجير ومعسكرات الإبادة.

وبعد أن توفى رئيس الدولة هيندينبيرغ في الثاني من أغسطس 1934 قام هتلر بدمج مهامه السياسية كمستشار لألمانيا ورئيس للدولة، وبدأت مرحلة جديدة من التاريخ الألماني بعد أن تربع هتلر على كرسي السلطة وكانت البداية مع اليهود الذي حرمهم من حق المواطنة الألمانية، وفصلهم من أعمالهم الحكومية ومحلاتهم التجارية، بالإضافة لتميزهم عن طريق إجبار كل يهودي على وضع نجمة صفراء على ملابسه، وغادر من ألمانيا حوالي 180 ألف يهودي، وعلى الرغم من السياسات القاسية التي أتبعها هتلر إلا أن البلاد شهدت في عصره نهضة اقتصادية شاملة فقد التحق جميع الألمان بالعمل ولم يعد هناك وجود لأي عاطل، وتم بناء وتحديث السكك الحديدية والجسور والشوارع وغيرها العديد من الإصلاحات الأخرى.


بداية أم نهاية



هتلر وموسوليني


اتجه هتلر نحو إنشاء وبناء جيش قوي مدعم جواً وبحراً فقام بتجديد العمل بنظام التجنيد الإلزامي وضرب بمعاهدة فرساي عرض الحائط في عام 1935م، كما قام باحتلال أرضي الراين وهي المنطقة المنزوعة السلاح، وأرسل قوات ألمانية لأسبانيا من أجل مناصرة الثائر "فرانسيسكو فرانكو" على الحكومة الأسبانية، وعلى الرغم من هذه الانتهاكات المتوالية التي قام بها هتلر ضد معاهدة فرساي إلا أن كل من فرنسا وبريطانيا لم يحركوا ساكناً في بادئ الأمر.

وفي الخامس والعشرين من أكتوبر 1936م بدأ هتلر في التجهيز من أجل توسعة الرقعة الألمانية وفرض سيطرتها على العالم فعمل على عقد اتفاق تحالف مع الزعيم الإيطالي موسوليني، وضم هذا التحالف بعد ذلك اليابان وهنغاريا، رومانيا، بلغاريا، النمسا وعرف هذا التحالف باسم دول المحور، وفي الخامس من نوفمبر عام 1937م أعلن هتلر صراحة عن خطته في توسيع ألمانيا، وبالفعل وصل إلي قلب العاصمة التشيكية براغ في 10 مارس 1939م في تحدي جديد لكل من فرنسا وبريطانيا، ثم عقد اتفاقاً مع الاتحاد السوفيتي متمثلاً في الزعيم ستالين عرفت بمعاهدة "عدم الاعتداء" في 23 أغسطس 1939م، مستغلاً الخلاف الناشب بين كل من الاتحاد السوفيتي وكل من بريطانيا وفرنسا.

أعلن بعد ذلك كل من الجانب الإنجليزي والفرنسي الحرب على ألمانيا وبدأت الحرب العالمية الثانية والتي أذاقت العديد من الدول ويلاتها.

بدأ هتلر بعد ذلك حملته في التوسع فقام بغزو بولندا واكتسح كل من النرويج والدنمارك واحتل بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج ومعظم فرنسا ففي أقل من عام خضعت ثلاثة أرباع فرنسا للقوات الألمانية وذلك عام 1940م.

استمر الألمان في تقدمهم وإحراز الانتصارات المتوالية فقاموا بغزو كل يوغسلافيا واليونان، واتجه الجيش الألماني نحو شمال إفريقيا، امتدت أطماع هتلر بعد ذلك وتعاظمت حتى أنه قرر أن ينقض معاهدة " عدم الاعتداء" التي عقدها مع الإتحاد السوفيتي واتجه لغزو روسيا وبالفعل تمكن من فرض السيطرة الألمانية على جزء كبير من الأراضي الروسية، وبدأ في التوجه نحو العاصمة موسكو ولكن لم يتمكن الجيش الألماني من مواصلة التقدم نظراً للانخفاض الشديد في درجات الحرارة الأمر الذي أعاق الجيش من التقدم وكانت موقعة ستالينجراد أول هزيمة تكبدتها جيوش هتلر، ثم توالت الهزائم على الجيش الألماني حيث قامت القوات الإنجليزية بهزيمة الألمان في موقعة العلمين.

بعد الانتصارات المتوالية التي حققها هتلر من بداية الحرب إلا أن دوام الحال من المحال فقد توالت الهزائم وزحف الضعف إلى الجيش والاقتصاد الألماني على حد سواء وعلى الرغم من ظهور العديد من المؤشرات التي تدل على قرب الانهيار إلا أن هتلر أصر على المواصلة حتى النهاية، فأعلن الحرب أيضاً على الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1941م وهو الأمر الذي وضعه أمام كل من الاتحاد السوفيتي، وبريطانيا وأمريكا والتي كانت تشكل كل واحدة منهم قوة منفردة، فكان هتلر بهذا التحدي قد أعلن نهايته وهو ما حدث فعلاً فقد بدأ الحلفاء الزحف من أجل تحرير الأراضي الواقعة في القبضة الألمانية فتم إخلاء الأراضي الروسية من الألمان، وبدأت الانتصارات المتوالية للحلفاء وتقهقرت القوات الألمانية، ومع النهاية أمر هتلر بتدمير المصانع وخطوط المواصلات والاتصالات وقام بتعيين هينريك هملر زراعه اليمنى مستشاراً لألمانيا، ومع زحف القوات الروسية إلي برلين أقدم هتلر على الانتحار هو وعشيقته إيفا بيرون في الأول من مايو 1945م، وبذلك كانت النهاية لواحد من أشهر القادة العسكريين الذي سعى من أجل فرض سيطرته على العالم ولكن توج فشله بالانتحار في النهاية.



المؤلفات







صدر له كتاب بعنوان "كفاحي" والذي قام فيه بعرض آرائه ونظرياته في الاشتراكية وفي غيرها من الأمور، وكتاب أخر باسم "الكتاب الثاني" يقال إنه الجزء الثاني أو تكملة الكتاب الأول " كفاحي"، وهذا الكتاب الثاني لم يظهر إلا بعد وفاة هتلر على شكل مسودة وتم نشره في عام 1961م، كما كتب العديد من المقالات النازية لصحيفة الحزب النازي "فويكشر بأوباختر".



.................................................. .................................




الظاهر بيبرس








الظاهر بيبرس هو أحد الحكام الذين تمكنوا من سطر سيرتهم في التاريخ بخطوط بارزة، بما قاموا به من إنجازات عديدة، وعلى الرغم من بعض التحفظات في شخص هذا الحاكم إلا أنه كان صاحب الفضل في تغيير وجه مصر حيث قام بالعديد من الإنشاءات والتطورات التي ساهمت في رفع مكانة الدولة ومازال التاريخ يذكرها جيدا وينسب الفضل في وجودها إليه.

وما تزال العديد من المعالم الأثرية المتبقية من عصر الظاهر بيبرس واقفة لتشهد على مدى ازدهار عصره ومدى حرصه على النهضة بالبلاد، هذا على الرغم من البداية السيئة التي وصل بها للحكم بعد قيامه بالاتفاق مع عدد من الأمراء على قتل سلطان البلاد سيف الدين قطز فكان صاحب الضربة التي أودت بحياة السلطان ثم تم تنصيبه سلطاناً للبلاد خلفاً لقطز لتبدأ مرحلة جديدة من الحكم.


النشأة والتعريف به

اسمه بالكامل هو ركن الدين بيبرس البندقداري، من أصل تركي ولد تقريباً في عام 620هـ - 1223م بمنطقة القبجاج قريباً من نهر الفلوجا بوسط أسيا، وقد وقع بيبرس في الأسر من قبل المغول وتم أخذه من بلاده حيث بيع في دمشق لرجل يدعى " العماد الصايغ" ثم اشتري عن طريق الأمير علاء الدين أيدكين الملقب بالبندقداري والذي أخذ منه بيبرس لقبه بعد ذلك فأصبح "بيبرس البندقداري"، انتقل بيبرس بعد ذلك من الأمير علاء الدين إلى الملك نجم الدين أيوب الذي قام بمصادرة جميع أملاك الأمير علاء الدين والمماليك أيضاً، وانضم بيبرس إلى فرسان المماليك البحرية تحت قيادة الأمير أقطاي، وبدأ تفوق بيبرس كفارس يتجلى ويظهر بوضوح وخاصة في موقعة المنصورة والتي برز أداء بيبرس فيها كقائد في الوقوف في وجه الحملة الصليبية والقضاء عليها، وأسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، كما برز أدائه كفارس في العديد من الصراعات الداخلية التي أشترك فيها مع قائده أقطاي.



رحيل وعودة

بعد أن تولى عز الدين أيبك حكم البلاد خلفاً للسلطان نجم الدين أيوب كلف قائد فرسانه سيف الدين قطز بقتل الأمير فارس الدين أقطاي، مما أبدل حال بيبرس وفر هو ومن معه من المماليك إلى بلاد الشام وظل في حالة من التنقل بين البلاد فينزل بالشام تارة والكرك تارة أخرى، إلى أن تولى سيف الدين قطز مقاليد الحكم في البلاد، فأرسل له بيبرس يطلب منه الأمان والعودة مرة أخرى إلى مصر وهو ما قد كان، فعاد بيبرس مرة أخرى إلى البلاد حيث قابله قطز بالترحاب ولم يكتف بهذا بل أنزله دار الوزارة وأقطعه قليوب وما حولها، وأعطاه مكانته كفارس متميز، ولقد كان بيبرس بالفعل فارس متميز ظهرت براعته في العديد من المعارك، والتي تأتي على رأسها معركة عين جالوت وذلك في عام 658هـ - 1260م، والتي برز بها أدائه كفارس وكان واحداً من أبطالها.


بيبرس ما بين الغدر والحكم

بعد تحقيق النصر في معركة عين جالوت أتجه تفكير بيبرس إلى الملك والسلطة وأوغل قلبه العديد من المحيطين به نحو السلطان قطز مما أشعل نيران الحقد في قلبه، ومما زاد من اشتعال الموقف رفض قطز إعطاؤه ولاية حلب حيث اعتبر ذلك نوع من الإهانة له وتقليل من جهوده المبذولة في المعركة ضد التتار، فعقد العزم على تدبير مؤامرة هو وعدد من رفاقه من أجل اغتيال قطز، وقد كان فأقدم على طعن قطز طعنة أودت بحياته، وجاء من بعده ليتولى مقاليد الحكم في البلاد.


سلطان مصر

جلس بيبرس على عرش مصر ليخلف السلطان الراحل قطز وتم إطلاق لقب الملك الظاهر عليه، أخذ بيبرس على عاتقه مهمة تطوير البلاد وتحديثها وسعى من أجل ذلك كثيراً وبالفعل أصبحت مصر في عهده على درجة عالية من الاستقرار والحداثة، فعمل على تقريب الأمراء إليه ومنحهم الألقاب والإقطاعيات، ولم يقتصر هذا على الأمراء فقط بل قرب إليه عامة الشعب وخفف عنهم أعباء الضرائب التي كانت تثقل كاهلهم، وأطلق سراح العديد من المسجونين.

وعلى الرغم من سياسية اللين الذي أتبعها بيبرس إلا أنه كان ينتهج الشدة والحزم مع الأعداء الخارجيين، كما عمل على القضاء على الفتن والمؤامرات والثورات التي نشبت في البلاد عقب توليه الحكم، وكان أشد هذه الثورات اثنان نشبت الأولى في دمشق وكان على رأسها الأمير علم الدين سنجر الحلبي الذي أعلن التمرد ونادى بنفسه سلطاناً وتمكن بيبرس من السيطرة على الموقف حيث أرسل إليه جيشاً جلبه أسيراً إلى القاهرة.

أما محاولة التمرد والثورة الثانية جاءت في القاهرة من قبل أحد رجال الشيعة الذي حاول تجميع عدد من الشيعيين حوله من أجل القيام بمحاولة تمرد وثورة وقام هو ومن معه بالاستيلاء على الخيول والأسلحة وأقاموا الثورات ولكن لم تستمر هذه الثورة كثيراً حيث سارع بيبرس بالقضاء عليها وأمر بجلد قائدها هو ومن معه.


إنجازاته وانتصاراته







شهد عصر السلطان بيبرس العديد من الإنجازات والأعمال التي ارتبطت باسمه، والتي نذكر منها: تأسيسه للدولة المملوكية وقيامه بمحاولة إحياء الخلافة العباسية والتي أصابها الانهيار مع سقوط بغداد في يد هولاكو، فقام بإحضار " أبو العباس أحمد" وجعله خليفة للمسلمين وبايعه على العمل بكتاب الله وسنة نبيه وهكذا أصبح هناك خليفة للمسلمين مرة أخرى، وعلى الرغم من وجود الخليفة إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد بيبرس.

كما عمل بيبرس على مد نفوذه إلى العديد من البلدان حتى وصل إلى الحجاز، وقضى على أعدائه وأعداء الدولة المملوكية، وقضى على حاكم الكرك الملك "عمر بن العادل الأيوبي" والذي كان يناصب بيبرس العداء فاستولى بيبرس على الكرك وقام بتعيين والي عليها.

ومن الأمور الهامة التي قام بها بيبرس سعيه من أجل القضاء على ما تبقى من الصليبين والمغوليين المتربصين بالدولة الإسلامية، فعقد الاتفاقيات والمعاهدات، وتأكد من تماسك جبهته الداخلية وجهز الجيش من أجل الخروج لتأمين جبهته الخارجية أيضاً فبدأ في شن الغارات على الإمارات الصليبية ، كما عمل على استرداد ما في أيديهم من أراضي، وبالنسبة للمغول فقد قام بالتحالف مع " بركة خان" هذا الزعيم المغولي الذي أعلن إسلامه ووطد علاقته به من أجل أن يأمن جانبه ويتحالف معه ضد مغول هولاكو وأولاده واللذين كانوا يفرضون سيطرتهم على العراق وفارس.

عمل بيبرس على إعداد الجيش والأسطول وتجهيزهم بجميع المتطلبات اللازمة لهم من أسلحة وعتاد، فتمكن من تحقيق العديد من الانتصارات على الساحتين الصليبية والمغولية، ومن انتصاراته الصليبية نذكر فتحه لقيسارية، وأرسوف، قلعة صفد، يافا، واختتمت بفتح أنطاكية والتي كانت تعد الحصن الحصين للصليبيين فحقق انتصاراً باهراً بفتحه لهذه المدينة.

كما حقق انتصارات عديدة على المغول في موقعة البيرة وحران، ورد هجمات المغول المتتابعة على بلاده، إلي أن قضى عليهم نهائياً عند بلدة أبلستين وذلك في عام 675هـ ، وبذلك حقق بيبرس ما كان يبتغيه من تأمين لجبهته الخارجية وحدود دولته.


إنجازاته الداخلية

على المستوى الداخلي عمل بيبرس على تقوية دعائم البلاد والنهضة بها في كافة المجالات، فشهدت مصر في عهده عصر جديد من الازدهار خاصة وقد تمكن من تأمين حدودها الخارجية وقضى على الفتن والمؤامرات الداخلية، ومن الإصلاحات التي شهدتها مصر على يده قيامه بإدخال تعديلات على النظام القضائي فقام بتعيين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة ، كما أعاد للجامع الأزهر رونقه فشن عليه حملات من الترميم والتجميل حتى عاد له جماله ومكانته مرة أخرى، وعمل على إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية فأنشأ المدارس بمصر ودمشق وتعرف المدرسة المصرية باسم "المدرسة الظاهرية" وتضم المدارس المكتبات الضخمة التي تزخر بكميات هائلة من الكتب.

وفي القاهرة قام بإنشاء أحد الجوامع الهامة وهو جامع الظاهر بيبرس والذي مازال قائماً إلي اليوم، وتعرف المنطقة حوله باسم حي الظاهر، هذا بالإضافة للعديد من الآثار المتبقية والتي ظلت خالدة لتشهد على فترة زاهية عاشتها مصر، كما عمل بيبرس على إنشاء الجسور وحفر الترع وإنشاء القناطر، وأنشأ مقياس للنيل وغيرها العديد من الأعمال.

وفي خارج مصر قام بعدد من الإصلاحات في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، وقام بتجديد مسجد إبراهيم عليه السلام في الشام، كما قام بتجديد قبة الصخرة وبيت المقدس، وعمل على إقامة دار للعدل للفصل في القضايا والنظر في المظالم.


وفاة السلطان

جاءت وفاة بيبرس في الثامن والعشرين من محرم عام 676 هـ - والثاني من مايو 1277م ، بعد حياة حافلة قضى حوالي 17 عام منها في الحكم، تولى من بعده أكبر أولاده ناصر الدين الحكم، إلا أن أولاد بيبرس لم يدم لهم الحكم طويلاً وذلك نظراً لطمع المماليك في الحكم فتم قتل أولاده، وتولى الحكم أحد أمراء المماليك والذي عرف باسم سيف الدين قلاوون الألفي.
اضافة رد مع اقتباس