[ قهوة الثلاثاء - 12 ] .. حديـث في فنون الحـب ،،، - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

هلالي من ارض اليمن · #1 08/02/2011, 10:40 AM

هل افتقدنا في حياة كل منا الى ( ليلى ) التي تستفز مشاعرنا المرهفة لكي ننثر لأجل عينيها عبارات الحب والغرام ! .. وهل افتقدت حواء في حياتنا الى ( قيس ) الذي يرضي كيانها ويهيض الاحساس والعشق فيها ! .. وهل تحولت مشاعرنا الى سلعة يمارس عليها اقتصاديات العرض والطلب ؟! .. والى لغة رقمية نحصي من خلالها عدد المرات التي تبادلنا من خلالها مفردة ( أحبك ) لكي نسجلها على الحساب ونطالب بسدادها مع مرتب آخر الشهر ؟! .. هل خان كل منا التعبير عن مشاعره او حسن التقدير في تفهم حال من ينشده أو الحب الذي يبدو انه قرر الرحيل عندما التمس الصحراء في نفوسنا ! .. هل القحط او الجفاف او المشاعر الجدباء او ما شئت أو شئتي من الصفات والأسماء هي الرسالة التي نعانق من خلالها الاخلاء ! .. من حولنا هنالك ألم .. هنالك بعاد .. هنالك حزن ينشد كل منا ان يلقي نفسه اليه فرارا من الأمل ! يبقى السؤال : هل نضبت مشاعرنا واصبحت معان الحب بين كل منا كما الموءودة في عصر الظلام !

كثيرون اصبحوا يتحدثوا عن علاقة زوجيه اساسها الواجب فقط ! .. هذا الرجل مع تلك المرأة يجمعهما سقف واحد لأن تكاليف الزواج قد ارهقته وبالتالي هو يقبلها في حياته نظير التكلفة التي دفعها ! .. وتلك المرأة مع هذا الرجل لأنها لا تريد ان تقابل المجتمع بمفردة ( مطلقة ) وبالتالي تقبل على مضض العدو الذي ليس من مصاحبته بد ! .. وآخر مع أخرى لمجرد ان الاطفال الذين رزق بهم منها لن تقبل بهم إمرأة أخرى ! .. وأخرى ارتضت حياتها مع الآخر لأن لسان حالها كما في الرواية الحجازية : ارضى بقردك لا يجيك اللي أقرد منه ! .. ويبقى السؤال : طالما ارتضينا هذا الواجب .. فلماذا لا نغلفها بقليل من الحب ؟!

تأتي في مجالس بعض الرجال .. يتحدثون امامك بما يعتقدون انه بطولاتهم العظيمة التي صنعوها على ظهور النساء ! .. فهذا يتحدث عن شجاعته وهو يضرب زوجته ! .. وذلك يتحدث عن فصاحته وهو يكيل الشتائم نحوها ! .. وآخر يتحدث عن هيبته وهو يحبسها بين جدران البيت الاربع ! .. ورابع يتحدث عن نصره المبين عندما ضاقت زوجته به ذرعا ورحلت الى بيت اهلها وتركها حسب قوله ( معلقه ) ! .. وخامس يعبث بلحيته الكريمه في هيئة من يبدو عليه عمق التأمل وحكمة التفكير وهو يتسائل عن السبب الذي لم يجعل رسول الرحمة المهداة يأمر المرأة بالسجود لزوجها ! .. وآخر يلتقي زوجه كمن يدخل الحمام وانتم بكرامه حيث لا هيئة حسنة ولا رائحة حسنة ولا فعل حسن ! .. ويبقى الأمر كما يقول أهل اليمن : ما كلف الله عليكم ؟! .. كناية عن لماذا كل هذا العبث ؟! .. ولماذا كل هذه الرغبة المحمومة نحو البحث عن صناعة الضغينة والأحقاد بين زوج وزوجه وصفهما رب الرحمة ان كل منهما سكن للآخر ؟!

في كثير من المشكلات التي تجمع بين الأزواج هنالك صوت نشاز قادم من آخرون على شكل نصائح وتوجيهات كان نتاجها التفريق وليس الجمع .. والكراهية وليس الحب .. والمنافسة وليس التعاون ! .. مما يجعل الحليم في تساؤل : هل هذه نصائح أم كوارث ؟! .. فذلك ينصح احدهم ان لا تكون ( رخوة ! ) وتبث زوجك مشاعر الحب نحوها فتتعالى عليك فتفقد هيبتك فلا تتمكن بعد ذلك من احكام السيطرة عليها ! .. وتلك تنصح احداهن بأن لا تكون ( حمقاء ! ) بتلبية احتياجات زوجها فتصبح قائمة مطالباته لا تنتهي ! .. ونصيحة من آخر مفادها ان تطلب من زوجك قطيعة اهلها حتى تعتاد عليك في ثقافة تظن ان قائلها تاجر في سوق الحمير وانتم بكرامة حيث يتم وضع الحمار الجديد فترة من الزمن في الحظيرة حتى يألف صاحبه والمكان الجديد ! .. ونصيحة من أخرى مفادها عليك الفرار من عمتك ( حماتك ) كفرار احدهم من الموت ! .. وكثيرون غيرهم يرسمون ويصنعون من اعتقاداتهم وافكارهم الجاهلة والقاصرة طرق الشقاء والألم بين زوجين يفترض ان تكون الصورة امامهم أمل بروازه الحب ،،،

الحياة اجمالا ليست دائما حديقة غناء .. والعلاقة بين زوجين من الطبيعي جدا ان يكتنفها من وقت الى آخر خلاف او سوء تقدير .. ويبقى من الجميل ان نبحث دوما عن تلك الحديقة في حياتنا .. كما من الجميل ايضا ان لا ينسى كلا الزوجين في خضم الخلاف او سوء التقدير ان هنالك حب قد سكن قلبي كل منهما في وقت مضى وفي زمن آت .. ومن الجميل ان لا نجعل هذا الحب الذي يتملكنا حبيس انفسنا حين الصفاء .. ومن الجميل ان لا ننسى حقيقته في قلوبنا حين الخلاف ،،،

ودمتـم في خيـر