يكاد تصنيف البعض " لمدراء المدارس " أن ينحصر في فئتين ..


فئة المدير الشديد ..


وفئة أخرى تختلف حولها المسميات من ذلك تسميته هذا النوع بالمدير " الحليل " ..


فمن هو المدير الشديد ..


الواقع أنني وجدت أن المدير الشديد في نظر البعض ..


هو مدير يفعل الأنظمة ..


يطبق اللوائح ..


يتماشى مع الآليات ..


يتجاوب مع التعليمات ..


يجسدها في إدارته وتعامله مع من هم تحت إدارته ..


وبتأمل هذا النهج سنجد أن لهذه الشدة نتائج تترتب عليها ..


فالمدير الشديد وفق التصنيف القائم الآن يعنى بحق الطالب ..


يهتم بالوقت والالتزام به ..


غير متساهل في كل جانب به تأثير سلبي على طلاب مدرسته ..


حريص على الحد من نسبة غياب معلمي مدرسته ..


يضع حسبان في جدول الحصص لدروس الانتظار ..


لا يقف موقف المتفرج أمام الظروف الطارئة التي تستدعي غياب أحد معلميه ..


وبالمقابل فالمدير " الحليل " هو :


إنسان متساهل ..


ضعيف في تفعيل الأنظمة ..


مقصر في مسئولياته تجاه حقوق طلابه ..


تارك الحبل على الغارب في مدرسته ..


إن كان لدى المعلم حرص ذاتي قام بواجبه ..


وإن كان هذا المعلم ضعيف الهمة ضيع واجباته العملية ومعها ضاعت حقوق الطلاب ..


ما دعاني لكتابة هذا الموضوع تساؤلات كثيرة مرت على سمعي ..


تتناول قضية المدراء وشدة البعض منهم ..


فلم أجد من بين " المعايب " التي يصم بها البعض المدير الشديد إلا ما يعكس وفائه بواجباته ..


وقد قدمت لذلك ببعض المشاهد ..

لتبقى " معاناة " يثيرها البعض ..

وهي أن المعلم قد يذهب ضحية شدة مديره في ما يتعلق بتقويم أدائه الوظيفي ..

لكن هل ذنب المدير الشديد على حد تعبير البعض ..

هل ذنبه أنه كان " أميناً " في ما أنيط به من مسئوليات وواجبات ..

أم أن المسئولية في هذا تقع على عاتق المدير من فئة " الحليل " ..

والذي أعطى الدرجات في تقويم أداء معلميه بكرم حاتمي ..

من الذي أضر بالمعلم لدى المدير الشديد ..

شدة المدير الذي نصب ميزان العدل ..

أم تساهل المدير الحليل الذي قيم معلميه متخلياً عن كثير من الاعتبارات ..

بنظرة ثاقبة نجد أن المدير الشديد قيم الواقع وبنى عليه ..

بينما حضرت " المجاملة " في تقييم المدير الحليل ..

وبحضورها حلت " النكبة " وحدثت الكارثة ..

تلك التي قدمت الأقل استحقاقاً في عمليات المفاضلة على حساب الأجدر ..

وبالتالي فسنجد كيف أن المدير " الحليل " هو من يقف وراء بعض المغالطات ..

وهو من يسهم بتخليه عن بنود التقييم ..

في منح معلمي مدرسته أهلية غير مستحقة ..

تأتي على حساب من هم أكثر استحقاقاً في المدارس التي يفعل مديريها اللوائح ..