المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 05/01/2011, 06:25 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 23/05/2010
مشاركات: 251
تأطير الوعي


تأطير الوعي


الوعي : هو المنتج النهائي لعمليات معقدة من التفكير والتحليل لمدخلات العقل ، لذا كان الأصل في مداه أن يكون واسعًا لا حد له ، ولكن أصل الخلقة والتربية والبيئة والطبيعة ومصادر التلقي تحجم من هذا المدى قدر المستطاع ، وهذه قراءة بسيطة ، ذكرتُ فيها أمورًا تؤطر الوعي وتقلص مساحته ، علها تكون سبيلًا من سبل زيادة المساحات للوعي وأهله !



الإطار الأول : الاكتفاء بالمعروض
عندما تكتفي بما يعرضه لك الآخرون فقط ، فقد وضعت نفسك في إطار قد حدد طوله وعرضه غيرك ، فأنت ترسم حقًا ولكن في إطارات الآخرين ، فتحرر واجعل الرسمة والإطار منك ولك .


الإطار الثاني : انتظار المعلومة
لا تنتظر من المعلومة الصحيحة أن تأتيك ، فالمعلومة الصحيحة مثقلة بالحق ؛ لذا سعيها بطيء نسبيًا ، بخلاف المعلومة المشوهة أو الباطلة : فخفتها تساعد على انتشارها ومن ثم خدمة التوصيل المنزلي لأمثالها متوفرة ، فشمّر عن ساعد البحث ، ونقب وفتّش فالكنوز دائًما مخبأة !


الإطار الثالث : القراءة الكسولة
نظرًا لقلة النشاط القرائي لدينا ، كانت لياقة الكثيرين ضعيفة في ميدان القراءة ، فنكتفي بكتاب أو كتابين ونظن أن الإدراك قد أناخ مطاياه عند أبواب فهمنا ، فالمعلومة البكر : محل الثقة والتسليم ، والتسليم لأول معلومة : إطار يحجم الوعي ، ولا يفك قيد هذا الإطار إلا مواصلة القراءة الجادة والبحث .


الإطار الرابع : الإعلام الموجّه
لن تجد وسيلة إعلامية على وجه هذه البسيطة : غير موجّهة ، فالحياد مخلوق لا وجود له ، وكل من خلف المقروء والمسموع والمشاهد : منحاز ، ولكنهم يتفاوتون في شدة الميل ، وبعض الميل أهون من بعض ، وحين يتكأ عقلك على تلقف ما يقذفه الإعلام : فقد وقع في التأطير باختياره ، ولن تجد المخرج منه إلا بتعدد المصادر وتنمية ملكة القراءة لما خلف الرسائل .


الإطار الخامس : الثقافة الشعبية
عندما تسند مَلَكة المثاقفة على مشافهة المجالس العامة فقط ، فقد أسرت نفسك في إطار الثقافة الشعبية ، وهذا الإطار يضيق ويتسع حسب ديانة وعلم ووعي الشعب الذي تعيش فيه ، وفي الجملة هذه الثقافة تتقصد التهويل والغرابة ، والتضخيم والإثارة : كي تلفت الإنتباه ، وحين تكون هذه دوافع ثقافتك : فقد حجزت لنفسك مكانًا على الهامش ، والعاقل لا يرضى أن يكون من أهل الهوامش .


الإطار السادس : البحث المسيّر
من الإشكالات التي تواجه الباحثين في المجال المعرفي : تداخل الموضوعي بالذاتي ، فحين يدخل هوى الإنسان في بحثه ؛ يجنح به عن جادة الحق ، فالهوى ما دخل أمرًا إلا شانه ، ولا نُزع من شيء إلا زانه ، فحين تستسلم لميول الهوى : فأنت تقفل على نفسك إطارًا مبرهجًا اسمه البحث المسيّر ! ، وأنا هنا لا أدعو إلى التجرد التام : فهذا محال ، ولكني أدعو إلى تحري الدقة ، والبحث عن الحق لذاته قدر الإمكان ، رزقنا الله وإيّاك الخلاص من هذا الإطار.


الإطار السابع : الرضى بالحال
عندما تختلط المفاهيم : تنتج السلوكيات الخاطئة ، ومما خلّط الناس فيه : القناعة بالحالة العقلية والعلمية ، دون الحالة المادية ، مع أن الشرع حث على الاثنين معًا ، وحين ترضى بالمستوى العقلي والعلمي الذي أنت فيه ؛ فقد قلصت المساحة التي يسعى فيها وعيك بإطار منتهي الصلاحية ، فالوعي إن لم تُنشّطه : فإنه سيترهل .


الإطار الثامن : الخضوع للطبائع
عندما يجتمع العقل والنفس والروح = يتشكل الإنسان ، ولكل جزء من هذه الأشياء حاجاته ومتطلباته ، وأي خلل أو نقص في المدخلات : سينتج مخرجات غير سوية ، والكمال البشري يكون بتكامل هذه الأجزاء لا بتقاطعها ، وعندما تكون الغلبة للطبائع : يتولد تحجيم الوعي ، فالوعي سيد نفسه ، وتأطيره لازم من لوازم الانقياد للطبع .


الإطار التاسع : القبول المطلق
عندما يعجبنا كاتب ما ، أو عالم ما ، أو مفكر ما ، أو خطيب ما ، أو معلم ما ، أو أي مصدر آخر = نجنح للثقة به على وجه العموم ، والمنطق يقول : إنّ حب الذات لا يستلزم القبول المطلق ، فأنا قد أحب فلانًا من الناس ، ولا يدفعني هذا الحب إلى قبول كل كلامه بإطلاق ، فالخطأ والزلل حتم لازم لكل إنسان ، وإذا جعلنا المحبة لازمة للقبول : فقد دخلنا بوابة التأطير قصدًا ، فلتكن المحبة في القلب لا تمس ، والقبول من عدمه من مهام الوعي دون تضييق.


الإطار العاشر : وهم المرجعية
عندما يجعلك من حولك مرجعًا ، وينصبك الإعلام معلمًا ، ويعدك الكثيرون مغنمًا ؛ فاحذر مغبة الوقوع في وهم المرجعية ، فهذا الوهم يجعل وعيك يسير في طرقات المعلومات : ظنًا منه أنها خالية إلا منه ، وحين يكون ذلك كذلك : فقد أدخلت نفسك في إطار : حدوده واسعة ، ودهاليزه خطرة ، ومعالمه صعبة ، وكان الله في عون من كان كذلك .


وهذه العشر ليست للحصر ، فالأطر أكثر من أن تؤطر بمقالة ، ولكنها نافذة لكل من أراد الإضافة ، وقد يكون في بعض ما ذكرت تداخلًا ، فالمسائل العقلية ليست مفصولة .



أورنجزيب
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:34 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube