04/11/2010, 04:32 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 08/03/2010 المكان: الشرقيهـ
مشاركات: 3,693
| |
8- وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري - رضي الله عنه- قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُقاتل شجاعة، ويقاتل حميَّة، ويقاتل رياءً: أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله))(35) [متفق عليه] . وفي لفظ للحديث : ((ويقاتل ليرى مكانه؛ أي ذلك في سبيل الله قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)). قوله: ((من قاتل لتكون)) في هذا إخلاص النية لله - عز وجل- وهذا الذي ساق المؤلف الحديث من أجله؛ إخلاص النية. فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الذي يقاتل على أحد الوجوه الثلاثة! شجاعة، وحمية، وليرى مكانه. أما الذي يقاتل شجاعة: فمعناه أنه رجل شجاع، يحب القتال؛ لأن الرجل الشجاع متصفٌ بالشجاعة، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه، فتجد الشجاع يحب أن الله يُيَسرَ له قتالاً ويُظهر شجاعته، فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال. الثاني: يقاتل حَمِيَّةً: حَمية على قوميته، حَمية على قبيلته، حَمية على وطنه، حَمية لأي عصبيةٍ كانت. الثالث: يقاتل ليُرى مكانه: أي ليراه الناس ويعرفوا أنه شجاع ، فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال كلمة موجزة ميزاناً للقتال فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)). وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة؛ ليكون أعم وأشمل؛ لأن الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان، يقاتل من أجل أن يحصل على امرأة يسْبيها من هؤلاء القوم، والنيات لا حدَّ لها، لكن هذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام وعدل، ومن هنا نعلم أنه يجب أن تُعدَّل اللهجة التي يتفوَّه بها اليوم كثير من الناس. لهجة قوم يقاتلون للقومية, القومية العربية, والقتال للقومية العربية قتال جاهلي, من قُتِل فيه فليس شهيدًا, فَقَدَ الدنيا وخسر الآخرة, لأن ذلك ليس في سبيل الله, القتال لأجل القومية العربية هو قتال جاهلي لا يفيد الإنسان شيئا , ولذلك؛ على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً، فاليهود استولَوا على بلادنا، ونحن تفككنا، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار؛ من النصارى وغير النصارى، وخرج منها قوم مسلمون من غير العرب ، فخسرنا ملايين العالم، ملايين الناس؛ من أجل هذه القومية، ودخل فيها قوم لا خير فيهم، قوم إذا دخلوا في شيء كُتب عليه الخذلان والخسارة. واللهجة الثانية: قوم يقاتلون للوطن، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن؛ لم يكن هناك فرق بين قتالنا وبين قتال الكافر عن وطنه. حتى الكافر يقاتل عن وطنه ويدافع عن وطنه. والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن - فقط- ليس بشهيد. ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي- ولله الحمد- ونسأل الله أن يثبتنا على ذلك، الواجب أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، وانتبه للفرق ؛ نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا، ونحمي الإسلام، لو كنا في أقصى الشرق أو الغرب. لو كانت بلادنا في أقصى الشرق أو الغرب قاتلنا للإسلام وليس لوطننا فقط فيجب أن تصحح هذه اللهجة , فيقال : نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا لأنه إسلامي؛ ندافع عن الإسلام الذي فيه. |