المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 30/04/2010, 08:02 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 22/10/2006
المكان: تـ ائـ هـ .. حينما أستقر ) سـ أخبركم (
مشاركات: 915
مُذكرات , صريحة جداً ..

السلامُ عليكم ,
لكُلٍ منا أسرارهـ , التي يخشى دائماً أن تنكشف , أو أن يبوح بها .

الكثيرُ منا , قطع على نفسه عهداً أن يموت وتموت تلك الأسرار بموته , والبعض الآخر فضل أن يبوح بتلك الأسرار.

بعض تلك الأسرار , تأبى على نفسها الخروج , والبعض الآخر يسابق فمك ليخرج.


في النهاية ,الأمر كلُه يعتمد على ماهية تلك الأسرار.

ما سيكتُب هنا , ليست أسراراً بمعنى الكلمة , ولكنها مذكرات , قد تكون أسراراً لم يعلم بها أحدٌ من قبل , وقد تكون مجرد ذكرياتٍ عابرة .

إعذروني إن قرأتم شيئاً لم يرق لذواتكم , كما قلت سابقاً
هي عبارةٌ عن ذكريات , سأنقلها كما هي .

أحببتُ أن أشارككُم تلك المذكرات , وليكون هذا المجلس أول من يحتضن تلك الكلمات والذكريات ,,

~ لصفاء قلوبكم ..
خالد
__________________________________________
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/04/2010, 08:27 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 22/10/2006
المكان: تـ ائـ هـ .. حينما أستقر ) سـ أخبركم (
مشاركات: 915
كنت أكره التدخين , وأحتقر من يضع ذلك السم الهاري بين شفتيه ,

حتى صادفت يوماً في إحدى المقاهي ذلك الهرِم , الذي رسم الزمن على وجهه جميع ملامح وتعرجات المشاعر التي ستجدها في أي وجه , إلا مشاعر السعادة !

أكاد أجزم أنه لم يشعر بطعم السعادة طوال حياته !


اعتقدت في بداية الأمر أن به جنون , على الأقل تدل على ذلك حركاته وتصرفاته وطريقة كلامه , وطريقة وضع السيجارة في فمه , قلتُ لهُ مداعباً , أو بلهجتنا ( قاط !) :

يا عمي حرام عليك , تحط هالدخان في فمك , بكره اذا طقيت الثانية وش بتقول البنت بالله ؟


رمقني "العم" بنظرة مفادها ( مسوي أسلوب يعني ؟ ) , وقال :
ي ولدي , أنت اذا طفشت وش تسوي ؟ , تروح تشكي على أحد .أنا زيك , أشكي وأسولف لهالدخان, لي 28 سنة محد فاهمني في هالحياة الا هو !



عندها , تأكدت أن براد الشاهي ( أبو أربع ) فارغ تماماً إلا من بقايا ورق الشاي وأغلقت التلفاز القابع في زاوية الجلسة وأغنية المرحوم طلال ( وترحل , صرختي تذبل .. في وآآآآدي لا صدى يوصل, ولا باقي أنييييين !! وترحل .. ) , وجمعت أغراضي المتناثرة,

وأوراق مادة علم الأمراض التي جلبتها معي , أخذاً بنصيحة أحد الأطباء عند ما نصحني مداعباً ( أحسن وقت للمذاكرة , وانتا تعسل ! )

بالمناسبة لم أرى ما تحويه تلك الأوراق من أول مرةٍ جلبتها معي لتلك الجلسة, أتوقع أن السبب أني لم أعمل بالنصيحة كما يجب, بالعامي (ما عسلت !).

جمعت أشيائي وقفلت عائداً الى صومعتي في منزل الوالد , فبعد تلك الجملة لم أستطع النظر في عيني ذلك الرجل ...

/
\
/
\


عندما أصلُ إلى جلستي المعتادة في قلب أحد المقاهي الواقعة خارج مدينة الرياض , التي أعتدتُ أن أزورها بين الحين والآخر , حتى أصبحت كالروتين المعتاد خلال الأسبوع .

عندما يلمُ بي أمر ما , عندما أقع في مشكلة , أو أحمل هماً , مباشرة أتوجه إلى مكاني المفضل .
كنتُ أراهم , جميعاًُ ( يعسلون ) , كنتُ كالغريب في ذاك المكان .
فقط آتي لأحتسي شاهي ( أبو أربع ) ثم أعود أدراجي !
ذلك الإبريق دائما ما يكون كفيلاً بإعادتي إلى مودي الطبيعي !
لا أعلم أين يكمن السر , هل هي نوعية الشاهي ؟ أم شطارة من أعده ( العم سراج ) ؟
أم المكان برمته , أم ( رائحة المعسل ! ) , أعتقد أن السبب
هو جو الرياض الرائع الذي إن كنت محظوظاً وابتسم لك الحظ
فستعود بحالة متوسطة من ضيق في التنفس, مع سعال شديد,
( وعيونك تدَمع! ) خصوصاً أن جلستي المفضلة تقبع بعيداً
جداً عن أقرب صالة أو جلسة مغلقة .. هناك بالخارج في الغبار
الطلق , في أغلب الأحوال كانت ستدمع حتى لو كنت خارج
الرياض , الأمر يستحق : ) .
المهم, أنني أحببت ذلك المكان , وأحبني بدوره , أو كما أعتقد !
\
/
\
/

عندما أسند ظهري إلى تلك المسندة الموضوعة على طرف جدارٍ
قد بانت فيه معالم الشيخوخة , كأنما أزحت جميع الهموم عن
كاهلي , ووضعتها بجانبي , هي أيضاً متكئة على نفس المسندة وعلى نفس الجدار ..

غالباً ومع أول رشفة من شاهي العم سراج , الشاهي المذكور
آنفاً .. يبدأ شريط ذكرياتي بالعودة إلى الخلف , والخلف جداً ..
ذكريات قديمة رائعة , وأخرى حزينة , وأخرى ( حزينة جداً ) .

لا تهم نوعية الذكريات , إن كانت جميعها محتواةُ في كلمة ( البراءة ) .
يا الله , كم كنتُ مختلفاً جداً !

عندما كان يحلُ علينا فصل الصيف , الأجواء الصيفية رائعة جداً
في مدينة الرياض , الجو حار جاف ليلاً , حار (جداً) جاف
صباحاً , مع أشعة الشمس التي تأبى دائماً إلى أن تتسلط على
شريط ( أبو نورة ) , الذي كنتُ أخبئه أسفل خزان المياه القابع
في سطح المنزل !

فحسب قانون المنزل, لم يكن مسموحٌ لنا باقتناء تلك الأشياء , كانت أشبه باقتناء سلاح أبيض مع محاولة الاعتداء والتهديد العام لشخصٍ ما !


ذلك الشريط الذي كان إهداءً من عمتي ( بيني وبينكم , سرقته من درجها ) , كنتُ أحفظ كل حرفٍ
في كل أغنية , كل وصلة وكل لحن , وحتى الوقفات التي
يتوقفها أبو نورة لالتقاط أنفاسه كنتُ أعلم أين سيقف بالضبط .
قصة عشقٍ بيني وبين أغنية ( يا أبو فهد ) ....
قفلة :
(( يا رب من له حبيب , لا تحرمه من حبيبه ... ))

يتبع ..
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/04/2010, 08:31 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مـوت ومـيـلآد !
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 22/12/2008
المكان: روما البدايات وآخر ساحل ومينا *
مشاركات: 5,084
ممكن تتآإبع الكتآإبه !!

يعجبني اسسسسسلوب المذكره اللي مثل كذآإ فيها فصحى وعاميه واقرب للوآإقع ! والاحلى انه فيه بيت ششعر !

وااصل أخووي !

متآإبعين لك !
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30/04/2010, 09:28 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ اموره تلعب كوره
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 30/06/2008
المكان: ...
مشاركات: 1,599
أهلن أخ خــالـد ..

جمييل ماطرحته لنا فاأسلوبك رائع والأروع مشآء الله مآطرحته لنآ من المذكرات ..

تآبع فنحنآ معك ..

تحياتي لك ..
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30/04/2010, 09:35 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/11/2004
مشاركات: 421
مآشآء الله كتآبه موفقه ورآئعه ..
احب هالنوع من الكتآبآت يجيك مفهوم بسهوله للي مثلي ..
يعطيك العافيه ..
نحن هنآ ! بشوق ننتظر البقيه ..
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30/04/2010, 09:47 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سيناتور هلالي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/03/2009
مشاركات: 4,659
كاتب رائع وذكريات تحويها مذكراتك تدل على جمال في نفسك ..

ذكرياتك لها طعم آخر ألذ من نكهة شاي عم سراج..<< شوقتني أشرب شاهي ياشيخ..

ننتظر القادم من مذكراتك الرائعة..

جدا رائع ماتملكه من أسلوب..

تحياتي
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30/04/2010, 11:16 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 05/12/2006
المكان: كول سنتر - موبايلي 1100
مشاركات: 1,213
عَوداً حَمِيداً يـَ خَالدْ
وأهلا ً بِكَ مُجَدَدَاً
<- مُتَابِعْ
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30/04/2010, 11:22 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الهنوووف
عضو استشاري للمجلس العام
وعضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 18/01/2005
المكان: زاوية ارى الناس ولايروني
مشاركات: 11,542
-


عودا حميدا د خالد

جميله تلك الحروف الي ترسم لنا ملامح ذكريات اسعدتنا وقد ابكتنا ايضا
اسال الله لذلك العم وجميع من ابتلى بهذا السم سرعه الاقلاع والشفاء

وانا مثل سنياتور ابيك تعزمنا على بياله شاهي احسه حلو

إقتباس
(( يا رب من له حبيب , لا تحرمه من حبيبه ... ))

اللهم امين

\

/
متابعين

الى عوده مجدده ود يليق بقلمك

الهنوووف
كانت
هنا
ورحلت
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01/05/2010, 03:25 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ام متعب التميمي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 18/10/2007
المكان: في ــ♥ــه
مشاركات: 2,247
راق لي حديثك....اسلوب سلس متناغم

سأبحر في ذكرياتك لأستفيد وأستمتع بما تكتب

تـــابع ... في أنتظاركـ

إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الهنوووف

وانا مثل سنياتور ابيك تعزمنا على بياله شاهي احسه حلو



عبدالعزيز حتى هنو مثلي ماجابت نكك صح

هنو واصلي واحنا معاكي

تحياتي
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01/05/2010, 01:42 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مدريدي جداً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/05/2005
المكان: !!! I Dont Know Yet
مشاركات: 2,307
د.خالد...

مرحباً بك مجدداً...

كأنك عندما تضع
أناملك على لوحة
المفاتيح فهي تعمل من تلقاء
نفسها...

فذكرياتك على طريقة
السهل الممتنع...


متابع...




تحياتـ ي ـــ
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 01/05/2010, 01:39 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ طفلة خانها التعبير
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/01/2008
المكان: بين جرحي وإبتسامتي
مشاركات: 1,831
عوداً حميدا ً دكتور خالد
من المعجبات باأقلامك ..

والحمدلله على عودتها بعد انقطاع اشبه بانقطاع المطر ..
ولعودته بالهطول يفرح الجميع لاشتياقهم للرويان والاستمتاع به..

اتمنى ان لايتوقف ابداعك..

دمت ودام بوحك الرائع..




اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01/05/2010, 01:56 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Hilaly Madridi
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/11/2008
المكان: ] [ . . . . https://twitter.com/Abdulmohsn10 . . . . ] [
مشاركات: 5,702
.. .. ..
.. ..
..





متابع بصمت ...




.. .. ..
.. ..
..
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01/05/2010, 03:10 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 21/08/2009
المكان: الرياض
مشاركات: 2,438
يــــــــاالله كلماتك جمييييييلة جـــــــــــدا

تستحق تلك الحروف التي كتبتها ان تحفر على صفــائح من ذهب

وااااااااصل ونحن متابعين
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02/05/2010, 02:38 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 22/10/2006
المكان: تـ ائـ هـ .. حينما أستقر ) سـ أخبركم (
مشاركات: 915
لكل من منحني من وقته القليل لقراءة م كتبت
شكراً ,
ولكل من وضع رداً , أتمنى أن أكون دائماً كما هي تطلعاتكم
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02/05/2010, 04:13 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 22/10/2006
المكان: تـ ائـ هـ .. حينما أستقر ) سـ أخبركم (
مشاركات: 915
سأبوح لكُم بأحد الأسرار التي لطالما حاولت كتمانها, فكما كنتُ أعتقد ( عيب أحد يدري ! ) .




أتذكر , عندما وضعت قدمي وخطيت أول خطوةٍ على أرض كليتي كلية الطب البشري , كنت أحمل هماً وأعتبره من الأسباب الرئيسية التي دعتني لدخول كيلة الطب البشري , ولو أني لم أكن أرغب بها في بداية الأمر ,
لا عليكم ...
الأمر هو , أن أجد لأطفالي البيئة المناسبة للعيش , والدراسة ,إن رزقتُ بأطفالٍ في المستقبل .. مبكر جداً هاه ؟

السبب وراء ذلك الهم وتلك الرغبة الملحة , هو معاناتي (الأليمة والأليمة جداً )

عندما كنتُ طفلاً ! .




عندما كنتُ في الثامنة من عمري , كنتُ كأي طفل طبيعي , مرح جداً , نشيط , ذكي دراسياً .. أصلا لم أكن أتنازل عن المركز الأول أبداً , يعني ( كنت دافور ) , ما كان يميزني حينها, ما حباني الله به من الجمال والوسامة في تلك المرحلة العمرية , حتى أني كنتُ أتلقى المدائح من أقربائي وأهلي , وكلمة ( ما شاء الله) .


كنتُ أحب ذلك المنزل الذي كنا نعيش فيه , وأكره ذلك الحي الذي يقع فيه منزلنا .

كانت سمعته سيئة ولا زالت , كان التواصل الاجتماعي في ذلك الحي معدومة تماماً , خلال 3 سنوات عشناها في ذلك المنزل لم نعرف جارنا الذي بجانبنا !


المُهم ,

أحد الأيام لم يكن الوالد متواجداً بالمنزل , وقد حذرني من الذهاب للمسجد بمفردي .

أمرني إن لم يكن متواجداً أن أكتفي بالصلاة في المنزل .
ذلك اليوم ,
قررتُ أن أذهب بمفردي




( الله وأكبر يعني لي سنة ما صار شيء وبيصير في هاليوم ! ) .


خرجتُ من المنزل لصلاة العصر .
عندما انتصف بي الطريق ,


فجأةً أحسستُ بسيارةٍ قادمةٍ من الخلف , لكن كأنها كانت قريبةً جداً !

فصوتُ محركها يبدو بجانبي تماماً , لم أعر الأمر أي اهتمام , إلا أني تمنيت لو كنت بالمنزل !


توقفت تلك السيارة فجأةً , نزل شابُ من السيارة , توجه نحوي , وقفت مذهولاً
أمسك بثوبي من الخلف , وجرني من خلف رقبتي !

بالضبط كما يُجر الخروف !

واركبني بالغصب في تلك السيارة !

حاولت تفادي الأمر والصراخ , لكن ( وييييين , ما عندي أحد ) , فقد كان الشارع خالياً تماماً لحظتها , حاولت فتح الباب والنزول , ولكن في كُل مرةٍ كنتُ أتلقى صفعة من أحدهم على وجهي !

( إسكت ولا كلمة , ترى بذبحك ! ) , كانت تلك الجملة هي جل ما أسمعه طوال الطريق .

مضى السائق , لم أعلم أين كنا سنذهب , كان الشخص الذي بجانبي واضعاً يده على فمي , محاولاً إسكاتي , والآخر ممسكاً بكلتا يداي .


بكيت , واستجديتهم لإنزالي , ولكن كان أحدهم يدخن ! والأخر يضحك !.
فعلاً ( قلوب من حجر ) .


المُبكي في الموضوع , هي تلك الكلمة التي كُل مرةٍ أتذكرها أتيقن فعلاً من حجم برائتي ومن حجم قساوة قلوبِهم .

طوال الطريق كنتُ أقول لهم ( والله لا أعلم الله عليكم ! ) , وكانوا ينظرون لي وبكل إستهزاء ( علمه بسرعة ) !


توقفت السيارة , وصلنا إلى منزلٍ غريب , ترجل السائق وفتح الباب ,أدخلوني بسرعة , ذلك الشخص لا يزال واضعاً يده على فمي .


منزلٌ غريب , مهجورٌ نسبياً ,

عددٌ من النخل , دراجة طفلٍ بالية , الغبار يغطي كامل الفناء , مدفأة مهشمة في زاوية الفناء , وبقايا رماد قد اختلط بالماء , كرة قدمٍ قاومت عوامل التعرية حتى استسلمت للأمر الواقع ( وماتت ) , لم يعد فيها هواء , تحول لونها للأسود بسبب أشعة الشمس .

كانت نبضات قلبي قد وصلت للحد الأعلى منذ ولادتي , كنتُ أحس بالنبض في أذني من شدته .

( وين نوديه ؟ ) , ( حطه في الملحق ! )

أدخلوني غرفةً جانبية في الفناء , كانت كمستودعٍ أو شيءٍ كذلك , كان عددهم أربعة , أغلقوا علي الباب وتركوني بمفردي, بعد أن حذروني (ولا كلمة , تفهم يا كلب !؟) .

أخذتُ أدعوا الله ,
والله , في كل مرة أتذكر الدعاء الذي كنت أدعوه , أدخل في موجة من الضحك , كنتُ أٌقول
( تكفى يا رب , الله يخليك يا رب ) وكل مرةٍ أحاول إكمال الدعاء تأخذني الغصة , طفل , لم أكن أعلم أن يا رب هي نفسها يا الله .

المُهم ,

حتى تلك اللحظة , لم أفهم ما هو الخطاء الذي اقترفته , ولم أكن أعلم ماذا يريدون بالضبط .

( سمع الله لمن حمده ) , كنتُ أسمع إماماً يصلي , ليس ببعيد , فصوته قريب جداً .
هل أصرخ ؟
لكن, سيقتلونني لا محالة ..
لم أتوقف عن البكاء ( الصامت ) , كان الباب مغلق من الخارج ,
جلست في زاوية الغرفة منتظراً وكل ألم الدنيا يعتصرني .

ما هي إلا دقائق حتى دخل شخصٌ منهم , وبيده سكين !


فعلاً إنها سكين حقيقية , هل سيقتلني أم ماذا ؟

لن أستطيع أن أصف لكم مشاعر الخوف والهلع والألم النفسي تلك اللحظة , لكم تمنيت أن تبتلعني الأرض لحظتها أو أن يسقط ذلك المنزل ونموت جميعاً , أو أن أستيقظ فجأةً وأجدني استيقظت لتوي من أحد تلك الكوابيس المرعبة ,


( شفت هالسكين , قسم بالله لو أسمع صوت واحد , قسم بالله لا أقطع رقبتك )

قالها ويده اليسرى على رقبتي من الخلف , والأخرى ممسكاً بها السكين على رقبتي من الأمام .


( أي شيء أٌقوله لك تسويه وأنت ساكت , ولا نفس أسمع , فاهم ؟ )
لم أستطع أن أجيب بسبب البكاء , ( فاهم ولا لا !؟ ) ..
لم أجب ..
ضغط على السكين حتى أحسست أنه قد قطع رقبتي فعلاً من شدة الألم ,

(إيه فاهم ) خرجت من فمي بعد عناء ..



قفلة :

(
وتذكر يوم كنا صغار !؟ ..
وتذكر يوم أصرح لك ,
أبي أكبر ... بصير انسان متعلم ,
أبي أكبر ... اببني مدرسة اطفال , عشان الناس تتعلم
وكنت أحلم وكنت أحلم .. أبي أكبر ... أببني بيت وبتزوج !
وتذكر يوم أقول اني ابتزوج ؟
ترى من جدي بتزوج , هذاك الوقت يا ظافر !
كبرنا وكبرت الأيام , وتعلمنا وتغيرنا , وتحقق كل كلامي صدق , إلا أني ابتزوج !
يا خوك شلون بتزوج ؟
اجل اسمع بقول لك سر ,
وتكفى اسمعه وانساهـ ,
أنا ياخوك , من سنتين
غلطت , وقادني جرحي , لأكبر جرح في الدنيا ..
تعرف الي بلحظة, قال : وشو ذا الحب بجرب ,
أبي أعرف صحيح الي يحب .. يموت متعذب !
أنا حبيت يا ظافر
وتعذبت , وعرفت شلون ... تشوف الدنيا بس بعين !
)


من إحدى كتاباتي, فلربما أخرجتكم من جو القصة قليلاً

to be continued
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:59 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube