الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ,
’ ’ ’
يجلس المُقدم على كرسيٍّ دوّارٍ ظخم , خلف طاولةٍ ذات فخامةٍ ولونٍ بهيٍّ , ملأ المقعد مهابةً , وسكب على محياه المثالية والرتابة , عن يمينهِ رجلٌ يعلو الوقار محياه وهندامه , ينعته المقدم بالإسلامي الداعية , وعن يساره رجلٌ رتب الهيئة مصطبغُ الوجه ومسكسكـ اللحية , موصوفًا بالمفكر ممتثلاً الحداثة , يبدأ حوارهما بالمصافحة وبقفشات باسمةٍ ترقرق قلب المتابع وتُكسب وده , على هذا الحال وذلكم الوضع إلى أن تزلّ قدمٌ بعد ثبوتها , وينجرف لسانٌ بعد طول تقيّة , فيحتد النقاش , وتنتفخ الأوداج , وتتعالى الأصوات لكسب الود ولتحقيق النصر ,, فيحين وقت البيّنة القاطعة والحجة الدامغة لفصل الرأي عن كل خطيب , بدليلٍ يشفي الغليل ويلقم الفاه الفاغر حجرًا يخرجه مطأطئ الرأس منكس الراية ,
ولكن : أين منجم الذهب ومكمن الكنز الذي يجد فيه ذلكم الدليل القاطع الذي لا أمت فيه ولا عوجا ؟!
الواقع المرير يجيب بـ :
أنها في طيات الصحف وبين دفات الكتب , ما أثر من كلام المغفور له إن شاء الله الراحل , أوما نطق به حفظه الله الحاكم .
واقعنا هذا يدفعني لأن أقول :
مَرْجِعِيَّتُنَا لِمَن ؟! ومُـشَـرِّعُـنَــا من ؟!
لستُ حداثيًا ولا سلفيًّا ولا خارجًا عن الطاعة مفارقًا الجماعة , إنما أنا مسلم آخذ النصّ القرآني وأقدس ما جاء به ولا أؤول كلامه المحكم , أتتبع ماصح من الحديث وأُسلّم به , أخدم وطني وأمتثل أمر حاكمي وأدعو له .
جميل ماتحدثت عنه , وهو مايحدث به البعض ويساله عنه .. وتختلف الاجوبه ..
ولكن يجب ان يكون جوابنا واحد , مادمنا موحدين , مرجعيتنا الكتاب والسنه ..
بغض النظر عن من ذكرنا بها , سواء انسان سوي مستقيم ام رجل يمثل الحداثه ..
من يذكرها يستحق ان نشيد به ,ونشير له بالبنان .. ونختاره لنستمع له ..
يبدو لدي أنك كتبت الموضوع على استحياء أو أنني لم أجيد القراءة
فكرة موضوعك لا يتم تناولها في بضع سطور ومن ثم تترك لنا تساؤل وتمضي دون ان تحدد بشكل واضح ماذا تريد ان تقول في موضوعك ؟
لا أخفيك سر .. قرأت موضوعك ورسمت لي ملامح صورة معينة ثم فكرت قليلا ووجدت نفسي اقول لعله يقصد أمر ثان ثم فكرت قليلا وقلت لعل عبدالله يقصد أمر ثالث .. ثم اردت ان افكر رابعا فقلت : لا .. كفاية
أتمنى منك يا غالي أن تتناول المسألة التي أشكلت عليك بشكل واضح ومحدد .. وجميل اذا قرنتها بحالة يمكن القياس عليها .. ودعنا يا صديقي نحاول ان نشترك في التفكير سوية والأحبة الأعضاء
ردي رح يكون حسب فهمي المتواضع للموضوع ..واتمنى تعذري اذا شطحت ..
لااخفيك ان الحليم اصبح حيرانا في هذا الزمان وتشابهت الامور وتشاكلت ..
ولكن طالما ان الجميع متفق على الاصول العقدية , فلا مانع من الاستماع للجميع , واتباع من وافق منهم ادلته الكتاب وما صح من السنة ..
وكلن يؤخذ من قوله ويرد الا الرسول صلى الله عليه وسلم ..
كما اود التذكير بهذا الحديث ..
أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) ، فقال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وصيام رمضان ) ، قال : هل علي غيره ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة ، قال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفلح إن صدق ) . نسأل الله ان يبصرنا في ديننا , وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..
يكون الغموض أحيانًا مطلب ملح على الكاتب أن ينهجه , خصوصًا إذا وضع ( الحاير ) نصب عينيه واستشعر عيونًا ترقب حراكـ مقلتيه , وهذا ما امتثلته هنا وسرت على نهجه عنوةً وقصدًا لا حياءً ولا عجزًا
ولكن نزولاً عند رغبة الأعزاء ولكي لا يفهم لغير مقصده أو يحور دون موضعه , ولتتعدد المشاركة ونتبادل الرأي والمشورة أوضحه بالتالي :
يضطرمعظم المتصارعين في الحوارات الفكرية التي تعج بها قنواتنا , وأغلب الكتاب الذين يسطرون في الصحف أعمدةً ومقالات , للإستدلال على صواب رأيه وصدق سريرته وطيب معتقده فيلتمس الدليل ويتحرى القاطع والدامغ بالحجة يسّلم به المناظر ويذعن له الإنقياد والخضوع فلا يجد لذلكـ ملجأ إلا ما أثر من كلام المغفور له بإذن الملكـ المؤسس عبدالعزيز , أو ما جاء في خطابٍ للملكـ الباني عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وحماه , بينما يغيب الإذعان ويظهر التأويل والإنزال لغير ما وردت عليه آيات القرآن الحكيم , والأحاديث الصحيحة تضعف أو يقدم على تحريفها , فغيب المشرّع الأول والسايس للحكم وما سنّ عليه دستور دولتنا ,
فعلى هذا من أشد خشية في قلوب أولئكـ وأكثر قداسة وأدعى للإنقياد وامتثال الأمر ؟!
وكل هذا لا يغيب عن كل متابع يمعن النظر ويمحص المقال , ولكن من باب الاستدلال والأدعى للأخذ والإقناع : عندما ألف ذلكم الدعي روايةً جاء فيها بـ أن الله والشيطان وجهان لعملةً واحدة ( تعالى الله وتقدس ) , هل يتجرأ بوصف ملكـ من ملوكـ الدنيا بهذا الوصف ؟! وذلكم البغيض عندما وصف حديثٌ صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كلامٌ متوحش , هل يقدر على وصف كلام أمير دنيا بهذا الوصف المشين ؟! مثل ذلكـ كثير ينبي عمن هو أشد خشية وأكثر قداسة وأدعى للإنقياد وامتثال الطاعة لديهم ,
هذا الامر لم يسلم منه أحد حتى الدعاة الذين يناصرون السنة وينافحون عن السلفية ساروا على هذا النهج وانجرفوا لذلكم المنزلق , عافان الله إياهم وهدى الجميع .
لا تخاف يا صديقي فالحائر يعج بكثيرا من الصحبة فأن بقيت هنا انتفعنا بك وان ذهبت اليهم التقيت بهم و انضممت الى ركب الاخوة ...
أنا بدون مجاملة و تلميع للمفردات أحيانا أدخلها في طور النفاق و احيانا أدخله في طور المذاهب المخرفة و أحيانا ادخله في حب السلطان و حب ما معه ...
لا عجب ان سورة كاملة نزلت باسم المنافقين و لا عجب ان سورة البقرة تكلمت عن المنافقين أكثر مما تكلمت عن الكفار ... و ايضا لا عجب أن المنافين استطاعوا بذالك الزمن من فتنة يقتل بها عثمان رضي الله عنه و فتنة يتقاتل بها المسلمون أن لا يستطيعون بهذا الوقت الهجوم العنيف ببعض الوسائل و اللالفاظ و الحمدلله انهم في طور الكلام ولم يصلوا الى الحرب و القتال ..
انسان مسلم يتطاول على حديث نبينا صلى الله عليه وسلم و يستهزاء به جاهرا نهار فلا يخرج عن جاهل يربى و يعلم او مرتد يجب ان يحاكم ...
عثمان بن عفان رضي الله عنه قال ان الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرأن ... المعنى انه يوجد أناس ليس القران مرجعهم و لا يوثر بهم و لا يقفون عند حدوده و خطوطه لكن يوثر بهم السلطان و يتاثرون بكلامه و يقيمون حدوده و خطوطه ..
لهذا الحاكم و وولي الامر هو انسان له دور فعال في المجتمعات و في حفظ الدين ,,, ليس لقوته و سطوته فقط بل لانه يعتبر مرجعية شاملة للكثيرين الدينية منها و العقادية و الحياتية ...