
17/08/2002, 09:58 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
| |
( بُكره نكبر ونعقل ) !! هل أخفق منتخبنا لكرة القدم في كأس العالم ؟
هكذا كان الغالبية يردد ويبني على هذا السؤال بمعزل عن الآخر الذي نريد منافسته ، والذي هو من يحدد لنا إن أخفقنا أم لا ، وحين يغيب عنا الآخر ، هذا الآخر الذي نريد أن ننافسه ونتغلب عليه ·· وأعني غياب المعلومة عن الآخر ـ مدى قوته ـ إمكاناته ـ نقاط ضعفه ـ كيف يعمل ؟ ، ما هي الطرق الجديدة التي ابتكرها لتطوير الجانب اللياقي ، المهاري ، العضلي ···· إلخ ·
تبدأ الأحلام تسري في رؤوسنا ·· فنحقق الإنجازات قبل المشاركة ، نتأهل قبل أن نبدأ ·!!
فيأتي الألمان ليوقظونا من الحلم بفظاظة ·· يأتي الواقع ليصفعنا دائماً ·!!
تأتي الإجابة نعم أخفقنا بقراءة الواقع ·· بقراءة الأسباب (الحواجز) التي تقف عائقاً في طريقنا للمنافسة على كؤوس العالم.
لهذا سأهرب من هذا السؤال المخاتل والمخادع ·· وأعيد صياغة السؤال ، الذي أجد أنه من المفترض أن يأتي هكذا :
ما هي الفروقات بيننا وبين الآخر (بطل العالم) ؟
الجانب البدني :
جرعات التدريب (خلال الموسم الواحد) لصالحه ، عدد متوسط جرعات التدريب لديه 3-4 ساعات في اليوم .
نحن من 1:30 ـ 2 ساعة ·
وحسب تقسيم الإعداد التدريبي لأغلب الألعاب الجماعية ، 30% للياقة (قوة التحمل) ، 30% للجانب المهاري (التكنيك) ، 40% لطرق اللعب (التكتيك) ·
نجد أن الآخر (بطل العالم) يتفوق علينا في الجانب اللياقي/القوة ـ المهارة ـ الخططي.
الجانب المعرفي :
وأعني (الثقافة الرياضية) ·· يتفوق الآخر في هذا المجال ، لأنه يؤمن أن تعليم القدرات المعرفية يعتبر جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في مراحل تعلم الرياضة ، لهذا يجب على اللاعب تعلم (المصطلحات) المستخدمة في مجال لعبته ، يجب أن يلم اللاعب بكافة تعديلات القانون التي تحدث تباعاً ·
فاللاعب لن يصل إلى المستويات العليا دون تطوير النواحي العقلية له ·· والمعرفة تساعد على (الفهم) الذي يجعل (التطبيق) متقناً ، ومن ثم يدفع اللاعب إلى (التحليل) أي تجزئة الكل إلى أجزاء ، ثم تركيبها من جديد بطرق مبتكرة جديدة ، في النهاية توصل المعرفة اللاعب إلى (التقويم) الصحيح له وللآخر الذي سينازله ·
لهذا يقدم (الآخر) لأبنائه المعرفة (الثقافة الرياضية) في جميع المراحل ·· المدرسة ـ النادي ـ الإعلام ·
فيما نحن، يجلس اللاعب (الطالب) لدينا 12عاماً في المدرسة دون أن تتعطف وزارة المعارف بتقديم المعرفة في مجال الرياضة لهذا اللاعب المقيم لديها 12 عاماً ، النادي كذلك لا يملك أن يقدم هذه المعرفة لأن جل من يعمل بالنادي أشخاص ميزتهم الوحيدة أنه يحب النادي ، وهذا حسنا لكن مكانه في المدرج يشجع من يحب .
أما الإعلام الرياضي لدينا فهو مشغول بقضايا أهم من (المعرفة) ، مشغول بالبحث عن ماذا قال أبو خالد (حش مين) ، الإعلام الرياضي لدينا مشغول بكتابة مقالات ليس لها لون ولا طعم ·· لكن لها رائحة التعصب .
المعلومة :
يتداول الآخر (بطل العالم) المعلومات بسهولة ويسر ، فعلى سبيل المثال : اللاعب الذي يريد تطوير جانب القفز (الوثب العمودي) لديه ، يخبره الباحث (آدمز) : أن التدريب المنتظم لعضلة (الساق) باستخدام الأثقال الحديدية لمدة ستة أسابيع يؤدي إلى زيادة ارتفاع الوثب العمودي من الثبات بمقدار 3,3 سم ، والتدريب (البلايومتري) لنفس المدة يزيد المعدل بمقدار 3,8 سم ، أما التدريب المركب بين الطريقتين ولنفس المدة يؤدي إلى زيادة مقدارها 10,7 سم ·
فيما اللاعب لدينا لا يبحث عن المعلومة وإن بحث سيجد كتبا في الجامعات مترجمة قبل عشر سنوات مع ملاحظة (أن الدراسات التي تقدم في جامعات ألماني في مجال الرياضة فقط 60 دراسة يومية) .
ـــــــــــــــــــ
من هذا المنظور يلد السؤال السابق (ما هي الفروقات بيننا وبين الآخر؟) سؤالا حادا ·· لماذا كل هذه الفروقات ·· وكيف نتجاوزها ·؟
قبل أن نشرع في البحث عن إجابة ·· أتمنى أن نقتل مقولة تدفعنا عنوة لليأس ·· وهي (سبقونا) ·· ولنضع نقطة أمام هذه المقولة الكرية ·· وسألقي بالأسئلة علنا نجد أنتم وأنا إجابات أولية :
إلى أي مدى نتعامل كمجتمع مع (الرياضة) ··؟
ما هو مفهومنا للرياضة ·· ؟
كيف نرى الرياضة ·· ؟
وكيف يرى الآخر الرياضة ·؟
الآخر يعبر عن مفهومه للرياضة أحد مفكريهم قائلا : (ليس من حق أي مواطن أن يتخذ التدريب هواية ، فإن من واجبه كمواطن أن يصر على لياقته البدنية ، وأن يكون مستعدا لخدمة وطنه في أية لحظة ، فما أقل حيلة الدولة عند تعرضها للخطر أو الحرب إذا كان شبابها قد أسيء إعدادهم )·
هكذا يرى (الآخر) الرياضة ·
ولكن كيف نرى نحن (كمجتمع) الرياضة ·؟
أليس هناك خلط لدينا في تفسير (الرياضة) ·· ألا نربطها بكلمة (لعب) ، التي توصلنا إلى كلمة (لهو) ·· هذه الكلمة غير المحببة في ثقافتنا ·؟!
لهذا تجد ولي الأمر يعارض ابنه ولا يدفعه لممارسة الرياضة ·· تجد مدير مدرسة يضرب أربعة طلاب في المتوسط لأنهم ذهبوا إلى مكة يوم الأربعاء، ولا يشفع لهم أمام المدير (الجاهل) موافقة أولياء أمورهم وموافقة رعاية الشباب المستندة على قرار مجلس الوزراء لمشاركة أقرانهم في تصفيات المملكة لكرة اليد ·
ألا نسمع دائما هذه الجملة ( بُكره يكبر ويعقل) لمن يمارس الرياضة ·· أي أن ممارس الرياضة شخص قاصر ·· لم يكتمل عقله ·
أليس هذا المفهوم الغامض للرياضة يدفعنا للتعامل معها على أنها مرحلة (طيش وعبث) عابرة ·
ألا نحتاج إلى تغيير وتوضيح مفهوم (الرياضة) لدينا ·· لنتعامل معها بجد أكثر .. إن كنا نبحث عن منافسة الآخر ؟
أخيرا ·· أتمنى ألا يعتقد أحد أنني أطالب باستجلاب مفهوم الآخر للرياضة ·· بل تعريف (الرياضة) من خلال ثقافتنا الإسلامية ، علنا نلغي هذا المفهوم الخاطئ للرياضة ·
وربما لا أجد باحثاً في هذا المجال يعمل بجهد مشكور عليه سوى الأخ العزيز (تركي ناصر السديري) الذي يحاول ما استطاع أن يحاول وحيدا ، تنبيهنا إلى أن الثقافة الإسلامية اهتمت بهذا الجانب · |