المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11/06/2009, 12:53 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
اخترت لكـــــــم 1

المبحث الخامس: أنواع الرقى


أ – أنواع الرقى من جهة دواعي قراءتها:


أولًا: تُقرأ الرقية لدفع البلاء قبل وقوعه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي يعوِّذ الحسن والحسين ويقول: إنَّ أباكما كان يعوِّذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) [رواه البخاري، (3371)].


وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء) [رواه الترمذي، (3716)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (3388)].


وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) [متفق عليه، رواه البخاري، (5009)، ومسلم، (1916)].


وتقدم حديث مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن نزل منزلًا أن يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) [سبق تخريجه].


ثانيًا: تُقرأ الرقية لرفع البلاء بعد وقوعه: قد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعة الصحيحة في هذا المعنى عن عائشة رضي الله عنها في رقية جبريل النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مرضه وشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه في وضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءة ونحوها؛ مما يستدل به من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ورقيته لنفسه، ورقيته صلى الله عليه وسلم لغيره، ورقية غيره له صلى الله عليه وسلم، وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ووصيته لمن وجد ألمًا أو نزل به بلاء [راجع ما تم ذكره في موضع مشروعية الرقية].


ب – أنواع الرقى من جهة ما يُقرأ به:


أولًا ـ الرقية بالقرآن الكريم:


ثبت فيما تقدم ذكره قراءة سورة "الفاتحة"، كما في حديث النفر الذين انطلقوا في سفرة، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للراقي قراءة سورة "الفاتحة" وإنها رقية.


وثبت كذلك أن سورة "البقرة" رقية نافعة كما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ... اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلةُ) [رواه مسلم، (1910)].


وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم، (1860)].


وثبت كذلك أن قراءة "آية الكرسي" من الرقى النافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين كان يحرس الصدقة، وجاءه شيطان في صورة رجل يسرق الطعام ...، فقال الشيطان لأبي هريرة: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي [الله لا إله إلا هو الحي القيوم] حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح) [رواه البخاري، (3275)]، وفيه إقرار النبي أنها رقية.


وثبت كذلك أن قراءةَ "المعوذات" من الرقى النافعة، وقد تقدم ذكرُ النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله، ومن فعل غيره له [راجع ما ورد من نصوص في مشروعية الرقية].


ثانيًا: الرقية بالأدعية والأذكار:


وقد ثبت ذلك كما في أحاديث وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره ووصيته لأصحابه وقد تقدم ذكر طائفة لا بأس بها منها [راجع ما ورد من نصوص في مشروعية الرقية].


د - حكم رقى الجاهلية وأهل الكتاب:


ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله أن الربيع قال: (سألت الشافعي عن الرقية؟ فقال: لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يُعرف من ذكر الله، قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم، إذا رقوا بما يُعرف من كتاب الله وبذكر الله).


ثم قال الحافظ: (وفي الموطَّأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة: ارقيها بكتاب الله) [تقدم تخريج أثر أبي بكر].


وقال الحافظ أيضًا: (وقال المازري: اختُلف في استرقاء أهل الكتاب، فأجازها قومٌ، وكرهها مالك؛ لئلا يكون مما بدلوه، وأجاب من أجاز؛ بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه [كذا في سائر طبعات الفتح، ولعل الصواب: (يبدلوه)، يؤكده السياق، والله أعلم]، وهو كالطب، سواء أكان غير الحاذق لا يحسن أن يقول [لعل هذا المقطع: (وهو كالطب ... لا يحسن أن يقول)؛ فيه شيء من السقط، والله أعلم]، والحاذق يأنف أن يبدِّل؛ حرصًا على استمرار وصفه بالحذق؛ لترويج صناعته، والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص الأحوال) [فتح الباري، ابن حجر، (10/197)].


ويقول الدكتور علي بن نفيع العلياني: (وفي قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (ارقيها بكتاب الله)؛ يعني: ارقيها بكتاب الله بما في التوراة، وفي هذا دلالة على أن اليهود إنما يغيرون الأحكام والعقائد، وأما الرقى؛ فإنهم لم يغيروها حفاظًا على فائدتها؛ فإنها إذا غُيرت لا تنفع، هذا الذي يظهرُ، والله أعلم، وإلا؛ لو كانت "الرقية" مما دخله التحريف؛ لما أمنها أبو بكر الصديق على الرقية) [انظر: الرقى على ضوء عقيدة أهل السنَّة والجماعة، علي بن نفيع العلياني، ص(8)].
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11/06/2009, 12:55 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
إن الله يأمر بالعدل

العدل قيمة عظيمة حرص عليها الإسلام ودعا أتباعه إليها، وقد أمر سبحانه وتعالى نبيه عليه السلام بالعدل بقوله: {وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} [الشورى: 15]، وأمر بالعدل مطلقًا كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90]، وأمر به في باب الحكم بين الناس كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58]، وأمر به في الأقوال كما في قوله: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام: 152]، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [المائدة: 8]، وكذا التي تشبهها في سورة النساء [الآية: 135]، يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال، على القريب والبعيد، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد، في كل وقت، وفي كل حال).


ويرتقي الإسلام بأتباعه درجة عالية عندما يأمرهم بالعدل مع أعدائهم، سواء كانت العداوة بسبب الدنيا، أو كانت بسبب الدين، وسواء كانت مما يمكن أن يقع بين المسلمين أو كانت مع الكافرين، قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، قال الطبري: (يقول: ولا يحملنكم عداوةُ قوم على ألا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم وبينهم من العداوة)، وقال السعدي: (كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرًا أو مبتدعًا، فإنه يجب العدل فيه وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق).


وكما أمر سبحانه بالعدل فقد نهى في المقابل عن نقيضه وهو الظلم، قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وفي الحديث القدسي يقول تعالى: (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تَظالموا)، وقال عليه السلام: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).


وبرغم وضوح ما سبق، فمن المؤسف أن نرى المظالم قد انتشرت في كثير من مجتمعات المسلمين اليوم، فهناك ظلم الولاة للرعية؛ بالتضييق عليهم، وهضم حقوقهم، والاستبداد بمصائرهم، والتفريط في مصالح البلاد، وغير ذلك، وهناك ظلم الرعية للولاة؛ بعدم طاعتهم في المعروف، وغيبتهم، ونشر مساوئهم، والدعاء عليهم، وغير ذلك، وهناك أيضًا ظلم الرجل لزوجه وأبنائه، وظلم المرأة لزوجها وأبنائها؛ وهناك مظالم بين الأخوة فيما بينهم، ومظالم بين الجيران، وهناك ظلم الكفلاء لمن يعملون عندهم، والقائمة تطول!


إن هذا الذي نراه اليوم في بلاد المسلمين من مظاهر الظلم؛ لا يؤذن بخير فعاقبة الظلم دمار وبوار، ومنقلب أهله إلى النقص والخسار، قال ابن تيمية رحمه الله: (الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يُروى: الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وان كانت مؤمنة)، وهذا له في الواقع شواهد عبر التاريخ، وهو يبين أن نشر العدل ورفع الظلم خطوة لابد منها في طريق تحقيق النهضة الشاملة للأمة، ويشهد لهذا قوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]، قال ابن كثير رحمه الله: (الصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم) ثم نقل وصية أبي بكر عند موته وفيها: (إني استخلفت عليكم عُمَر بن الخطاب، فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه، وإن يَجُر ويبدل فلا أعلم الغيب، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]، فلا يبعد أن يكون منقلب السوء في الدنيا، بتسلط الأعداء، وأنواع الابتلاءات، فضلًا عن منقلب السوء في الآخرة.


وإذا كان الظلم بكل صوره وأشكاله خطيرًا، فإن أشد أنواعه وأخطرها هو ظلم أولياء الله تعالى من العلماء العاملين والعُبَّاد والدعاة إلى الله؛ بملاحقتهم ومحاربتهم وسجنهم، أو بما يقوم به العلمانيون والمنافقون في بعض الصحف ووسائل الإعلام، من مهاجمتهم وطعنهم والسخرية منهم والافتراء عليهم؛ لتنفير الناس منهم، وتتجلى خطورة الأمر بكون هذه الحرب في الحقيقة ليست حربًا على أشخاص هؤلاء الأولياء، لكنها حرب على ما يحملونه من علم ودين، أي أنها في خاتمة المطاف حرب لله رب العالمين، فيُخشى إن لم يؤخذ على أيدي هؤلاء السفهاء ويكف شرهم أن يصيبهم ومن سكت عنهم ما توعد الله به أعداء أوليائه كما في حديث: (إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب)، فمن يطيق حرب الله عز وجل!


إن هؤلاء الذين يحاربون أولياء الله يخوضون معركة خاسرة، فقد وعد الله بنصر عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقال عز من قائل: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]، والنصر في الدنيا قد يكون نصرًا ماديًا، وقد يكون معنويًا، قال السعدي رحمه الله: (أي: بالحجة والبرهان؛ والنصر في الآخرة بالحكم لهم ولأتباعهم بالثواب، ولمن حاربهم بشدة العقاب).


وفي الختام لابد من تصحيح مفهوم خاطئ حول العدل والظلم، يحاول العلمانيون ومن لف لفهم نشره، حيث يجعلون العدل مرادفًا للمساواة، فيلزم من العدل عندهم أن يُسَوَّى في الأحكام بين الناس؛ مسلمهم وكافرهم، وذكرهم وأنثاهم، فلا يفرق بينهم في شيء وإلا كان هذا من الظلم؛ ومما لاشك فيه أن هناك كثيرًا من الأحكام يُسَوَّى فيها بين المسلم والكافر من أهل الذمة والعهد، فدمه وماله ـ مثلًا ـ محترمان كدم المسلم وماله، وعرضه مصون فلا يسمح لأحد بالاعتداء عليه، إلى غير ذلك من أمثال هذه الأحكام، إلا أن هناك أحكامًا لا يمكن التسوية فيها بينهما، فلا يسمح للكافر بنشر دينه بين المسلمين، ولا بإظهار شعائر هذه الدين خارج البيع والكنائس، ولا يسمح له بالزواج من مسلمة، فكيف تكون التسوية في هذه الأحكام عدلًا؟ بل إن هذه التسوية ظلم؛ بين لأنها تعطي من لا يستحق، قال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35-36].

وهذا إن كان في الثواب والجزاء يوم القيامة، فأحكام الدنيا ملحقة به، ولهذا جعل الصغار على من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: (جُعِلَ رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري)، وهو مصداق قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، فجعل أداء الجزية مع الصغار منتهى قتال أهل الكتاب.
وأما التسوية بين الذكر والأنثى فظلم كذلك، لأنها تسوية بين مختلفين، قال تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: 36]، وهؤلاء الذين يريدون مثل هذه التسوية يظلمون أول ما يظلمون المرأة، إذ يجب ـ إن أرادوا التسوية ـ أن يلزموا المرأة بمشاركة الرجل في النفقة على البيت والأولاد، والقيام بأعباء البيت والعمل الشاقة كالرجل، إلى غير ذلك مما تأباه فطرة المرأة السوية.


فالعقول الصحيحة إن كانت تهتدي لحسن العدل وقبح الظلم بالجملة، وإن كانت تهتدي لبعض تفصيلاتهما، إلا أنها تبقى في كثير من الأحيان بحاجة لدليل خارجي يبين لها حسن وقبح تفصيلات أخرى كثيرة، وهذا الدليل الهادي هو شرع الله عز وجل، الذي هو عدل كله لا ظلم فيه البتة، علم هذه الحقيقة من علمها ممن طهر قلبه، وجهلها من جهلها من أهل الأهواء {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11/06/2009, 12:58 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
لتوكل

إن "التوكل على الله" تعالى شأنه، شُعبة عظيمة من شُعَب الإيمان، ومقام رفيع من مقامات الربَّانيين، وقد حث عليه القرآن الكريم بأساليب شتَّى، وصور متنوعة، وكذلك السُنَّة النبوية المشرفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجاً للمؤمن "المتوكل" على ربه حق توكله.


ولما كانت هذه الشعبة، أو هذا المقام أو الخُلُق الربَّاني، من المقامات التي دخل عليها خلط وخبط، وسوء فهم عريض، حتى التبس التوكل بالتواكل وطرح الأسباب، ورويت في ذلك حكايات عن بعض الصوفية، فيها مبالغات تخرج عن منهج الوسطية التي جاء بها الإسلام، كما تخرج عن نظام السنن التي أقام الله عليها هذا الخَلْق، وربطها بشبكة الأسباب والمسببات.


ولذا يطل علينا (الدكتور يوسف) القرضاوي بكتابه القيم، ودراسته الماتعة (التوكل) ، وقد وضع فيه ما يضيء لنا السبيل، ويساعدنا على أن نثق بربنا، ونتوكل عليه، ويعلمنا الاجتهاد في رعاية الأسباب المشروعة، كما أمرنا الله، وأن ندع النتائج إلى مسبب الأسباب، ورب الأرباب، فالكون كله بيده، والمرجع إليه وحده.


وقد قسم الدكتور القرضاوي الكتاب إلى ( ثمانية فصول) كما سيأتي:


الفصل الأول: فضل التوكل


وفيه بين لنا فضيلة الدكتور أن التوكل إنما هو عبادة من أفضل عبادات القلوب، وخُلُق من أعظم أخلاق الإيمان، وهو ـ كما قال الإمام الغزالي ـ منزل من منازل الدين، ومقام من مقامات الموقنين، بل هو من معالي درجات المقرَّبين، بل هو كما قال الإمام ابن القيم: (التوكل نصف الدين، والنصف الآخر الإنابة)، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود: 88].


الحاجة إلى التوكل


وحاجة المسلم ـ السالك لطريق الله ـ إلى التوكل حاجة شديدة، وخصوصاً في قضية "الرزق" الذي شغل عقول الناس وقلوبهم، وأورث كثيراً منهم - بل أكثرهم - تعب البدن، وهم النفس، وأرق الليل، وعناء النهار.


وربما قبل أحدهم أن يذل نفسه، ويحني رأسه، ويبذل كرامته، من أجل لقمة العيش التي يحسبها أنها في يد مخلوق مثله، إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، فحياته وحياة أولاده في قبضته، فهو قادر ـ في نظره ـ أن يحيي ويميت كما قال "نمرود" في محاجة الخليل إبراهيم عليه السلام.


بل ربما زاد أحدهم على ذلك، فأفتى نفسه بأكل السحت، وأخذ الرشوة، واستباحة الربا، وأكل المال بالباطل، خوفاً على نفسه إذا شاخ بعد الشباب، أو مرض بعد الصحة، أو تعطل بعد العمل، أو خشية على ذرية ضعفاء من بعده. وقد قال الإمام عبد الله بن المبارك: من أكل فلساً من حرام فليس بمتوكل، والمخرج من هذا كله هو الاعتصام بالتوكل على الله تعالى.


ثم تبين لنا هناك أن أحوج ما يكون المسلم إلى التوكل، إذا كان صاحب دعوة، وحامل رسالة، وطالب إصلاح، فهو يجد في التوكل ركناً ركيناً، وحصناً حصيناً، يلوذ به في مواجهة طواغيت الكفر، و "فراعنة" الظلم، و قوارين" البغي، و "هوامين" الفساد، فهو ينتصر بالله، ويستعز بالله، ومن انتصر بالله فلن يغلب أبداً، ومن استغنى به فلن يفتقر أبداً، ومن استعزَّ بالله فلن يذل أبداً.


ثم أشار فضيلته إلى أن القرآن الكريم عني بالتوكل، أمراً به، وثناءً على أهله وبياناً لفضله وآثاره في الدنيا والآخرة، مبينًا أن القرآن قد أكد لنا أن "التوكل" كان خلق رسل الله جميعاً، منذ نوح شيخ المرسلين إلى محمد خاتمهم، صلوات الله عليهم جميعاً.


يقول تعالى على لسان الرسل جميعاً: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم: 12].


أما عن أثر التوكل فقد قال تعالى في بيان أثره: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، فجعل نفسه تعالى جزاء للمتوكل وأنه كافيه وحسبه، وكفى بهذا فضلاً، فقد قال في السورة نفسها: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، فجعل لها جزاءً معلوماً، وجعل نفسه تعالى حسب المتوكل وكافيه.


وفي سنة المصطفى نجد النبي الأمين صلى الله عليه وسلم يخبر في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب من هذه الأمة، بأنهم وُصِفوا كالتالي: (هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون) [رواه البخاري، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، (5705)، ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، (547)].


الفصل الثاني: حقيقة التوكل:


وهنا يوضح لنا الدكتور القرضاوي أنه إذا كان للتوكل كل هذا الفضل، ولأهله كل هذا الحمد والثناء من الله ورسوله كما ذكر في ثنايا كتابه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما حقيقة هذا التوكل، وما حده وما معناه؟


وفي بيان حقيقة التوكل، عرض الكاتب لأقوال جمهرة من السلف والخلف، غير أنه توقف عند تعريف الغزالي رحمه الله ليخلص منه إلى أن التوكل: (التوكل: مشتق من "الوكالة"، يقال: وكَّل أمره إلى فلان، أي فوَّضه إليه، واعتمد عليه فيه.


ويسمى الموكول إليه "وكيلاً"، ويسمى المفوِّض إليه متكلاً عليه، ومتوكِّلاً عليه، مهما اطمأنت إليه نفسه، ووثق به، ولم يتهمه فيه بتقصير، ولم يعتقد فيه عجزاً وقصوراً، فالتوكل: عبارة عن اعتماد القلب على الوكيل وحده.


وبهذا نتبين أن التوكل، كسائر أبواب الإيمان ومقامات الارتقاء الروحي ـ تشتمل على جوانب ثلاثة: الجانب المعرفي الإدراكي، والجانب الوجداني العاطفي الذي يُعبر عنه بـ "الحال"، الجانب الإرادي السلوكي الذي يُعبر عنه بالعمل).


ومن كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الصدد الحث على أهمية: (رسوخ القلب في مقام التوحيد: فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده، بل حقيقة التوكل: توحيد القلب، فما دامت فيه علائق الشرك، فتوكله معلول مدخول، وعلى قدر تجريد التوحيد: تكون صحة التوكل، فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شُعبة من شُعَبِ قلبه، فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشُعْبة).


الفصل الثالث: مجال التوكل ومتعلقه:


وهنا بين لنا الدكتور أن مجال التوكل واسع، ومتعلقه شامل لكل ما يطلبه الخلق ويحرصون عليه، من أُمور الدنيا، ومطالب الدين، فمنه التوكل في أمر الرزق، فقد قال ربنا جل في علاه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 60].


ولذا لما جهل عرب الجاهلية هذا الأمر، اقترفوا أشنع جريمة: قتلوا أولادهم بأيديهم شر قتلة، بأخبث دافع: من أجل إملاق (فقر) واقع، أو خشية إملاق متوقع، أي مخافة أن يطعموا معهم، ويزاحموهم في رزقهم، غافلين عن أن رزقهم يأتي معهم.


ولكن الجاهلية المعاصرة كما أوضح الدكتور القرضاوي ـ جاهلية القرن العشرين ـ طفقت تحيي بعض ما مات من الجاهلية القديمة، وتُخوِّف الناس من أمر الرزق، وتحرضهم على الإجهاض، إجهاض أطفالهم مخافة أن يطعموا معهم كما رأينا ذلك في أوراق مؤتمر السكان العالمي الذي انعقد في القاهرة (سبتمبر1994م).


أما المسلمون الأوائل، فقد أنسوا إلى وعد الله تعالى، وأيقنوا بصدقه، واطمأنوا إلى ضمانه، فلم يبخلوا ببذل الأموال، ولم يضنوا ببذل الأرواح، في سبيل الله.


ورغم أهمية أمر الرزق لدى أكثر الناس، فهو ليس كل ما يطلب الناس من أمر الدنيا، فهناك من يطلب الزوجة، وهي من أهم ما يُطلب من دنيا الناس، وهناك من يطلب الذُرِّية التي تكون له قُرَّة عين، وترثه من بعده، وهو مطلب مشروع دعا به الأنبياء والصالحون، ولذا كان التوكل في أمور الدنيا والآخرة.


فالمؤمن يتوكل على ربه أن يرزقه الزوجة الصالحة، والأولاد الصالحين، كما دعا بذلك عباد الرحمن: {الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعينٍ واجعلنا للمتقين إماماً} [الفرقان: 74]، كما يتوكل عليه حتى يمنحه العافية، وينصره على ظالمه.


وهنا تبين لنا أن أعظم مراتب التوكل هي: مرتبة من يتوكل على الله تعالى في إعلاء كلمته، ونصرة دعوته، وتأييد شريعته، وتبليغ رسالته، وجهاد أعدائه، والتمكين لدينه في الأرض، حتى يحق الحق، ويبطل الباطل، ويقوم العدل، وينقشع الظلم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، وبذلك لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.


الفصل الرابع: التوكل ورعاية الأسباب:


وفي هذا الفصل، يطل علينا الدكتور القرضاوي؛ ليوضح لنا أن التوكل ـ الذي أمر به القرآن والسُنَّة ـ لا ينافي رعاية الأسباب، التي أقام الله عليها نظام هذا الكون، وأجرى عليها سُنَّته، ومضت بها أقداره وحكم بها شرعه.


يقول الأستاذ أبو القاسم القشيري: واعلم أن التوكل محل القلب، والحركة بالظاهر لا تنافي التوكل بالقلب، بعد ما تحقق العبد أن التقدير من قِبَل الله تعالى، فإذا تعسَّر شيء فبتقديره، وإن اتفق فبتيسيره"، واستدل لذلك بالحديث المشهور عن أنس بن مالك قال: جاء رجل على ناقة له، فقال: يا رسول الله؛ أدعها وأتوكل؟ أو أرسلها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل) [رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب اعقلها وتوكل، (2707)، وحسنه الألباني في في صحيح سنن الترمذي، (2517)].


ومع ذلك روى القشيري رحمه الله حكايات كثيرة عن عدد من مشايخ الصوفية، تركوا الأسباب، بل رفضوها عمداً، ودخلوا البادية المقفرة من غير زاد، متوكلين على الله تعالى، منكرين على مَن يتعلق بسبب، في أي وجه، وأية صورة.


وهنا تعجب الدكتور من حالهم، وهو يذكر حال أحدهم حينما قال: (دخلت البادية مرة بغير زاد، فأصابتني فاقة، فرأيت المرحلة "القرية أو محطة الاستراحة" من بعيد فسررتُ بأني قد وصلت، ثم فكرت في نفسي: أني سكنت واتكلت على غيره تعالى، فآليت ألا أدخل المرحلة، حتى أُحمَل إليها. فحفرت لنفسي في الرمل حفرة، وواريت جسدي فيها إلى صدري! فسمعوا صوتاً في نصف الليل عالياً يقول: يا أهل البادية؛ إن لله تعالى ولياً حبس نفسه في هذا الرمل فالحقوه، فجاءني جماعة فأخرجوني وحملوني إلى القرية)!


وبعد ذكر حالهم، وطرفًا من أقوالهم، عقب الشيخ بأن العارفين الراسخين ـ على غير ذلك ـ فهم يعلمون أن السُنَّة على خلاف ما يحكى عن هؤلاء.


وذلك أن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ القولية والعملية والتقريرية ـ الأخذ بالأسباب، والدعوة إلى مراعاتها، مع تعلق القلب بالله تعالى، مسبب الأسباب، وصاحب الخلق والأمر.


أما معطلو الأسباب بالكلية، فقد ذكر الدكتور رد المحققين عليهم، مبينًا التالي (الحق أن المعرضين عن الأسباب بالكلية لا سند لهم من قرآن ولا سُنَّة، ولا من عمل الصحابة وتابعيهم بإحسان، وهم في حاجة إلى الاعتذار عنهم مما ارتكبوه، لا التأسِّي لهم فيما فعلوه!).


ولو أن المسلمين في خير القرون ساروا على هذا النهج، ما انتصر لهم دين ولا قامت لهم دولة، ولا تأسست لهم حضارة، ولا مُكِّن لهم في الأرض، فإن هذا التوجه السلبي غريب على العقل الإسلامي، والروح الإسلامي، والنهج الإسلامي، الذي يعمل لتكوين الفرد الصالح، والأسرة الصالحة، والمجتمع الصالح، والأمة الصالحة، والدولة الصالحة.


الفصل الخامس: التداوي والتوكل:


وها هنا تعرفنا على أن من معتركات النزاع في باب التوكل: قضية الطب والتداوي، فالغالب على الصوفية الإعراض عن التداوي، وعن الرجوع إلى الأطباء، اتكالاً على الله تعالى، ورضاً بما قضاه وقدَّره، وربما استدلوا في ذلك بحديث: (السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب)، أما الفقهاء فهم يعارضون غلاة الصوفية في أمر التداوي وسؤال الأطباء، بناء على قاعدة الأسباب الثابتة بحكم سنن الله الكونية، وأحكامه الشرعية جميعاً، واتباعاً لما صحَّت به سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، ونطقت به سيرته، وأفصحت عنه الأدلة المحكمة الناصعة، ولهذا خصصت مصنفات الحديث المؤلَّفة على الموضوعات كتاباً خاصاً للطب. كما في الصحيحين والسنن وغيرها.


أما عن ترك بعض الصحابة وكبار السلف للتداوي، فتبين لنا أنه هذا ربما يكون لأسباب عدة منها: الأول: أن يكون المريض غلب على ظنه أنه انتهى أجله وأن الدواء لا ينفعه، ويكون ذلك عنده تارة برؤيا صادقة، وتارة بحدس وظن، وتارة بكشف محقق.


أو للسبب الثاني وهو: أن يكون المريض مشغولاً بحاله، وبخوف عاقبته، واطلاع الله تعالى عليه، فينسيه ذلك ألم المرض، فلا يتفرَّغ قلبه للتداوي، شغلاً بحاله.


أما الثالث: أن يقصد العبد بترك التداوي استبقاء المرض؛ لينال ثواب المرض بحسن الصبر على بلاء الله تعالى، أو ليجرِّب نفسه في القدرة على الصبر، فقد ورد في ثواب المرض ما يكثر ذكره.


الفصل السادس: من ثمار التوكل على الله:


وهنا تبدو لنا الثمار اليانعة، والقطوف الدانية، فالتوكل على الله تعالى: شجرة طيبة، لا تؤتي إلا ثماراً طيبة، في النفس وفي الحياة: حياة الفرد، وحياة الجماعة من خلاله، ومن هذه الثمار السكينة والطمأنينة: سكينة النفس، وطمأنينة القلب، التي يشعر بها المتوكل على ربه، ويحس بها تملأ أقطار نفسه، فلا يحس إلا الأمن إذا خاف الناس، والسكون إذا اضطرب الناس، واليقين إذا شك الناس، والثبات إذا قلق الناس، والأمل إذا يئس الناس، والرضا إذا سخط الناس، إنه أشبه بجندي أوى إلى حصن حصين، فيه فراشه وطعامه، وذخائره وسلاحه، يرى منه ما يرى، ويَرمي ولا يرمى، فلا يهمه ما يدور في الخارج من صخب الألسنة، أو اشتجار الأسنة.


ومن هذه الثمار: القوة التي يحس بها المتوكل على الله. وهى قوة نفسية روحية تصغر أمامها القوة المادية، قوة السلاح، وقوة المال، وقوة الرجال.


ومن ثمار التوكل: العزة، التي يحس بها المتوكل، فترفعه مكاناً علياً، وتمنحه ملكاً كبيراً، بغير عرش ولا تاج، وهي قبس من عزة المتوكَّل عليه، كما قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [الشعراء: 217]، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 49].


ومن ثمرات التوكل على الله: "الرضا" الذي ينشرح به الصدر، وينفسح له القلب، قال بعضهم: (متى رضيت بالله وكيلاً، وجدت إلى كل خير سبيلاً)، وبعضهم جعل "الرضا" جزءاً من ماهية التوكل، أو درجة من درجاته، قال بعضهم: "التوكل هو الرضا بالمقدور"، وهذه الثمرات التي ذكرت ها هنا قليل من فيض جم كثير.


الفصل السابع: من بواعث التوكل:


إن لكل عمل ـ من أعمال القلوب أو الجوارح ـ بواعث تدفع إليه، وتحض عليه، ومما يبعث على التوكل، ويعين عليه جملة أمور:


أولها: حُسن معرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، فمن عرف ربه رحماناً رحيماً، عزيزاً حكيماً، سميعاً عليماً، حياً قيوماً، غنياً حميداً، خبيراً بصيراً، قهاراً قديراً، رزاقاً ذا قوة متيناً، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء، فعالاً لما يريد، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وجد نفسه مدفوعاً إلى الاستناد إليه، والتوكل عليه.


ثانيها: الثقة به عز وجل، وهي ثمرة المعرفة، فإذا عرف الله حق معرفته وثق به ثقة مطلقة، تسكن إليها نفسه ويطمئن بها قلبه، ومن ذلك: الثقة بشمول علمه، وكمال حكمته، وسعة رحمته، وعموم قدرته، وطلاقة مشيئته، وأنه أرحم بعباده من الوالدة بولدها، بل أبر بهم من أنفسهم.


الفصل الثامن: عوائق التوكل:



وهنا تناول الشيخ، مسألة جد هامة، ألا وهي عوائق التوكل، موضحًا أنه إذا ما عرفنا بواعث التوكل، سهل علينا أن نعرف عوائقه، فبضدها تتميز الأشياء، ولا بأس أن أشير إلى أبرز المعوقات:


وأولها من غير شك: الجهل بمقام الألوهية، فمن لم يعرف رب الناس، ملك الناس، إله الناس، وما له سبحانه من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، لا يتصور منه أن يتوكل عليه جل جلاله .


من لم يعرف الله غنياً له ما في السموات وما في الأرض ملكاً وملكاً، يحتاج إليه كل ما سواه، ولا يحتاج إلى أحد مما سواه.


ومن العوائق كذلك: إعجاب المرء بنفسه، بل هو من المهلكات كما جاء في الحديث: (ثلاث مهلكات: شحٌ مطاع، وهوىً متبع، وإعجاب المرء بنفسه) [رواه البيهقي في شعب الإيمان، (764)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، (3039)].


والمعجب بنفسه، المغرور بشبابه وبقوته، أو بماله وثروته، أو بجاهه ومنصبه، أو بأنصاره وعصبته، أو بغير ذلك مما يعتز به الناس، لا يشعر بحاجته وافتقاره إلى الله، حتى يعتمد عليه، ويستند إليه، بل هو محجوب بنفسه عن ربه.


ومن موانع التوكل: الركون إلى الخلق، والاعتماد عليهم في قضاء الحاجات، والنصرة في الملمات، وتدبير الأمور، وتذليل الصعاب، ناسياً قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف: 194]، وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: 17].


ولا يفيق هذا الصنف من سكرته إلا إذا تغير حال من اعتمد عليهم، فمات الملك، أو تغير الأمير، أو عزل الرئيس، أو أقيل الوزير، أو سقط الحزب الحاكم، أو ضعف القوي، أو افتقر الغني وأفلس المليونير، الذي كان يركن إليه، ويتوكأ عليه، ولهذا قال ابن عطاء الله في "حكمه": (إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى، فلا تستعزن بعز يفنى)، ولذلك قيل:


اجعل بربك شأن عز ... ك يستقر ويثبت


فإن اعتززت بمن يمو ... ت فإن عزك ميت


وأخيرًا ...


فيا سعادة من انتصر على هذه العوائق في طريق المتوكلين، فعرف مقام ربه ذي الجلال والإكرام، وعرف فقر نفسه وفاقته الذاتية التي لا تفارقه ـ إلا إذا تحول من مخلوق إلى خالق! ـ وعرف ضعف الخلق وحاجتهم، وأنهم عباد أمثاله، لا يملكون لأنفسهم ـ ناهيك بغيرهم ـ ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، وعرف قيمة الدنيا التي يتهافت الناس عليها من حوله، وأنها إن لم تزل عنه زال هو عنها.. وتمكنت هذه المعرفة من قلبه حتى غدت يقيناً يغمره، ووجداناً يعيشه، وإرادة تحركه، وهنا يدخل في زمرة المؤمنين حقاً: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12/06/2009, 08:08 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
شجرة سقطت على الأرض فانطلقت مسرعاً إلى المسجد

شجرة سقطت على الأرض فانطلقت مسرعاً إلى المسجد
(: كشف الداعية الإسلامي الفرنسي( فريد) قصة إسلامه والجهود التي يقوم بها لنشر الدعوة إلى الله, مشيراً إلي أن المسلمين لم يقدروا النعمة التي يتمتعون بها بسبب الإسلام والفضل الذي أنعم الله عليهم من خلال هذا الدين .
وقال إنني قبل الإسلام كنت أعتقد مثلهم أنه لا إله إلا الله بالرغم من أنني كنت صديقاً لبعض الجماعات المسلمة التي تتحرك في منطقتنا بيد أنهم لم يتحدثوا معي عن الإسلام وكان أغلب كلامهم عن هذا الدين إنشائياً فقط ولا معني له عن حقيقة الدين .
وأوضح أن أهل التبليغ كانوا يقومون بجولات في منطقته ويهرب هو وأصدقائه المسلمين منهم ولم أسال نفسي عن سبب هذا الهروب إلى أن فكرت أن استمر إذا أتوا إلينا في اليوم التالي لأعرف سبب الهروب .
ويضيف :" في اليوم التالي طلب أحد رجال التبليغ حضورنا إلي المسجد وقررنا أن نذهب وألا نهرب هذه المرة والمسجد هذا عبارة عن مكان ضيق في أحد مواقف السيارات تحت الأرض وكان الوقت وقت صلاة المغرب وجلست متخوفاً لأني أول مرة أرى الصلاة علي حقيقتها ".
ويستمر في حديثه :"عقب انتهاء الصلاة قام أحد الدعاة بالتحدث عن عظمة الله باللغة الفرنسية وأحسست بشيء من الخشوع والرهبة وذهب فكري إلي خلق السموات والأرض والنجوم وما إلى ذلك إلى أن أخذني هذا التفكير العميق وبعد ثلاثة أيام مع الصراع الفكري والترقب ومحاولات الشيطان إبعادي عن معرفة الحقيقة قلت في نفسي إن كان هناك إله حقيقة كما يزعم المسلمون لابد أن أرى دلالة أو برهاناً ولابد أن يحدث شيء ما فوقعت شجرة كان الكثير من السكان المجاورين لنا يعتبرون أنها مباركة منذ 20 عاماً وكانوا يقدسونها وما إن خرت على الأرض حتى انطلقت إلى المسجد لأعلن إسلامي".
وتابع :"ب الطبع هذا الوضع الجديد وهو اعتناقي الإسلام لم يعجب أبي الذي كان يعنفني ويضربني حتى أعود إلى الإلحاد مرة أخري لكني قاومت بكل ما أوتيت من قوة وكنت أحس بقوة كأنني أستطيع أن أحرك الجبال" .ويضيف فريد :" من هنا سلكت طريق الإخوة أهل الدعوة والتبليغ وأسير معهم إلي أي مكان يذهبون إليه حتى ازددت يقيناً بالدين الإسلامي" .
ويقول إن الله عوضه خيراً بحب هؤلاء الدعاة له وفرحهم بإسلامه وترددت على المسجد إلى أن هداني الله إلي كتاب في المسجد يتحدث عن الدين الإسلامي بالعربية والفرنسية وبه بعض آيات من القرآن الكريم وسورة الفاتحة التي تعلمتها منه ومن ثم بدأت تعلم الصلاة وأحسست إحساساً مريحاً غير أنني كنت أخاف من والدي الذي كان يراقبني فكنت أهرب لأداء الصلاة في المسبح وأغلق الباب دونه .
ويؤكد أنه زار بلاداً كثيرة مع أهل الدعوة والتبليغ منها باكستان وبنجلاديش وتركيا والجزائر والمغرب وأمريكا ومن خلال هذه الجولات اعتنقت 20 أسرة غير فرنسية الإسلام كما تم افتتاح مسجد جديد في فرنسا وإسلام 3 فرنسيين .
وقال إن الإسلام دين الحق ودين السكينة والمسلمون لم يتعرفوا على القيم الحقيقية عن هذا الدين ولا يقدرونها "لكني أشعر بأن الله تعالى أكرمني بهذا الدين ووهبني بعد الإسلام زوجة مسلمة و3 من الأولاد والفتيات وهم محمد وجنة وسارة".
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/06/2009, 08:10 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
هذه شبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته

هذه شبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته
: استنكر الشيخ عبدالرحمن البراك رسماً كاريكاتيرياً نشرته إحدى الصحف أتى كما يقول في سياق السخرية بمن يفسر الكوارث الكونية من الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات بسبب ذنوب بني آدم ، يرسلها الله تخويفاً لقوم من عباده ، وعقوبة وابتلاء لآخرين ، وهو تفسير مستمد من الكتاب والسنة .
وقال البراك : " هذه شبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته في تدبيره ، ولا تصدر من المسلم إلا بسبب إعراضه عن تدبر القرآن والسنة ، وما بيّنه العلماء في مسائل الاعتقاد " .
وأضاف البراك : " إن حِكمُ الله في أقداره وتدبيره لا تحيط بها العقول ، ولا يعلم منها إلا ما عمله الله تعالى لعباده في الكتاب والسنة ، أو هداهم إليه بالتفكر في آياته " .
وفيما يلي تعليق الشيخ البراك كاملاً والذي عنونه بـ "الردّ على الرسام الساخر" :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد نشرت جريدة الوطن العدد 3166 في تاريخ 7/6/1430هـ رسما (كريكاتير) قال عنه الرسام خالد: بركان في أعماق المحيط، وبجواره صورة لرجل وامرأة أمام التلفاز، يقول الرجل: هذه آخرة معاصي الأسماك.
وواضح من التعليق أن الرسام يسخر بمن يفسر الكوارث الكونية من الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات بسبب ذنوب بني آدم يرسلها الله تخويفا لقوم من عباده، وعقوبة وابتلاء لآخرين، والتفسير مستمد من الكتاب والسنة ، قال تعالى: { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}، وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :« إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده». متفق عليه.
وكأن الرسام خالد يقول للمؤمنين بالله وبحكمته : ما سبب البراكين التي تكون في أعماق المحيط، أترونها بسبب معاص الأسماك ؟!
ومعلوم عند المؤمنين أن الأسماك لا ذنوب لها؛ بل هي مسبحة لربها، وتستغفر لمعلمي الناس الخير .
ومعنى هذا الرسم والتعليق لرسام خالد: أن البراكين في أعماق المحيط لا معنى لها إلا أنها أمور طبيعية، كذلك الزلازل والبراكين السطحية ونحوها من الكوارث أمور طبيعية ليس لها أسباب شرعية، ولا غايات وحكم إلهية !
وهذا التفسير الذي يدل عليه الرسم والتعليق قد سمعت معناه على لسان متحدث في إذاعة «لندن» قد يكون كافرا، وقد يكون مسلما جاهلا يستنكر على من يقول: إن الزلازل بسبب غضب الرب، مع أنه يحدث أحيانا في أعماق البحار.
وهذه الشبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته في تدبيره، ولا تصدر من المسلم إلا بسبب إعراضه عن تدبر القرآن والسنة وما بينه العلماء في مسائل الاعتقاد.
وحِكمُ الله في أقداره وتدبيره لا تحيط بها العقول، ولا تعلم منها إلا ما عمله الله تعالى لعباده في الكتاب والسنة، أو هداها إليه بالتفكر في آياته: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
فاستغفر ربك يا خالد، وتدبر كتاب ربك، نفعنا الله وإياك بما فيه من الآيات البينات، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين".
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12/06/2009, 08:14 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
فتوى تحرم على العراقيين الحج والعمرة والضحك !

أثارت فتوى مفكر إسلامي عراقي بتحريم الحج والعمرة والضحك على العراقيين ردود أفعال متباينة في أوساط الشارع العراقي خلال الأيام الماضية.
وكان الشيخ محمد حسين الفلاحي نشر دعوة في كتابه الجديد "المعادلة صفرية" قال فيها إن الحج والعمرة والضحك من المحرمات على العراقيين تحريما آنيا يرتبط بواقع الأمة ويزول بزوال أسبابه.

وأضاف الفلاحي أنه "تحريم مؤقت تتبناه قلوب ما زال فيها نبض من حياة وتحمل من فقه الواقع ما يدفع عنها الوقوع في حمأة البلاهة والسذاجة المفرطة.. لا تنسوا أن تلك الحمأة هي من أقوى أسلحة عدونا وهذه المحرمات الثلاث هي الحج والعمرة والضحك".

وتابع: "هذه الممارسات الثلاث يجب أن تتوقف حتى نحرر أنفسنا من العبودية ونحمي عقيدتنا من الازدراء والامتهان ونكشف عن أنفسنا غطاء الوهم ونوفِر على أنفسنا عناء اللهث وراء ممارسات سياسية ودينية وثالثة تدعي أنها جهادية خادعة مضللة".

ومضى بالقول: "سؤالي هو: كيف يفد الفارّ من الزحف الهارب من المعركة على الله سبحانه وتعالى في بيته المحرم وقد ترك خلفه في العراق أرضا محتلة ودماء مستباحة وأعراضا مهددة وكيف يشد الرحال إلى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في مسجده وهو يقف بين يديه وقد ترك خلفه أرضا للمسلمين قتل أهلها واستبيحت أعراضها من قبل الاحتلال".

وزاد بالقول: "وكيف يضحك المسلم ولديه مسلمون قتلوا وانتهكت أعراضهم ومزقت مصاحفهم واستبيحت أملاكهم ومن لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم..كيف يتقبل الله تعالى حجا أو عمرة في وقت ندفع فيه الجزية لأعدائنا ونحن صاغرون".

وقال الفلاحي في اتصال هاتفي مع صحيفة "العرب" القطرية نشر اليوم الخميس: "لا عودة إلى مربع البداية كما يصف بعض من استكانوا وهانت عليهم جراحات الأمة لأني ميزت في بداية كتابي بين الجهاد الحقيقي وبين من يتراوح بين الجهل والعمالة في قتاله وهناك جهاد علمي يبتعد عن التخريب وبالعكس سينتشل الأمة مما هي فيه وهو ما نقصده في حديثنا".

وأضاف الفلاحي ، الذي يحظى بشعبية واسعة بين أوساط العراقيين بعد كتابه الأخير المعادلة صفرية أن "المشاركة في صناعة التاريخ واجب ديني وأخلاقي وقومي ووطني أزلي وموقف الحياد هو عملية تخبط في دائرة الالتواء العقلي".

وتابع: "الجهاد ودفع العدو الصائل عن الأمة لم يكن في يوم من الأيام تخريبا أو إفسادا وإن المجاهدين الحقيقيين لم ولن يرتكبوا في يوم من الأيام أي جريمة أو عنف يمس العراقيين أو حياتهم".
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:26 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube