المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11/06/2009, 12:53 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
اخترت لكـــــــم 1

المبحث الخامس: أنواع الرقى


أ – أنواع الرقى من جهة دواعي قراءتها:


أولًا: تُقرأ الرقية لدفع البلاء قبل وقوعه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي يعوِّذ الحسن والحسين ويقول: إنَّ أباكما كان يعوِّذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) [رواه البخاري، (3371)].


وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء) [رواه الترمذي، (3716)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (3388)].


وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) [متفق عليه، رواه البخاري، (5009)، ومسلم، (1916)].


وتقدم حديث مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن نزل منزلًا أن يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) [سبق تخريجه].


ثانيًا: تُقرأ الرقية لرفع البلاء بعد وقوعه: قد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعة الصحيحة في هذا المعنى عن عائشة رضي الله عنها في رقية جبريل النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مرضه وشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه في وضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءة ونحوها؛ مما يستدل به من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ورقيته لنفسه، ورقيته صلى الله عليه وسلم لغيره، ورقية غيره له صلى الله عليه وسلم، وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ووصيته لمن وجد ألمًا أو نزل به بلاء [راجع ما تم ذكره في موضع مشروعية الرقية].


ب – أنواع الرقى من جهة ما يُقرأ به:


أولًا ـ الرقية بالقرآن الكريم:


ثبت فيما تقدم ذكره قراءة سورة "الفاتحة"، كما في حديث النفر الذين انطلقوا في سفرة، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للراقي قراءة سورة "الفاتحة" وإنها رقية.


وثبت كذلك أن سورة "البقرة" رقية نافعة كما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ... اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلةُ) [رواه مسلم، (1910)].


وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم، (1860)].


وثبت كذلك أن قراءة "آية الكرسي" من الرقى النافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين كان يحرس الصدقة، وجاءه شيطان في صورة رجل يسرق الطعام ...، فقال الشيطان لأبي هريرة: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي [الله لا إله إلا هو الحي القيوم] حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح) [رواه البخاري، (3275)]، وفيه إقرار النبي أنها رقية.


وثبت كذلك أن قراءةَ "المعوذات" من الرقى النافعة، وقد تقدم ذكرُ النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله، ومن فعل غيره له [راجع ما ورد من نصوص في مشروعية الرقية].


ثانيًا: الرقية بالأدعية والأذكار:


وقد ثبت ذلك كما في أحاديث وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره ووصيته لأصحابه وقد تقدم ذكر طائفة لا بأس بها منها [راجع ما ورد من نصوص في مشروعية الرقية].


د - حكم رقى الجاهلية وأهل الكتاب:


ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله أن الربيع قال: (سألت الشافعي عن الرقية؟ فقال: لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يُعرف من ذكر الله، قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم، إذا رقوا بما يُعرف من كتاب الله وبذكر الله).


ثم قال الحافظ: (وفي الموطَّأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة: ارقيها بكتاب الله) [تقدم تخريج أثر أبي بكر].


وقال الحافظ أيضًا: (وقال المازري: اختُلف في استرقاء أهل الكتاب، فأجازها قومٌ، وكرهها مالك؛ لئلا يكون مما بدلوه، وأجاب من أجاز؛ بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه [كذا في سائر طبعات الفتح، ولعل الصواب: (يبدلوه)، يؤكده السياق، والله أعلم]، وهو كالطب، سواء أكان غير الحاذق لا يحسن أن يقول [لعل هذا المقطع: (وهو كالطب ... لا يحسن أن يقول)؛ فيه شيء من السقط، والله أعلم]، والحاذق يأنف أن يبدِّل؛ حرصًا على استمرار وصفه بالحذق؛ لترويج صناعته، والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص الأحوال) [فتح الباري، ابن حجر، (10/197)].


ويقول الدكتور علي بن نفيع العلياني: (وفي قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (ارقيها بكتاب الله)؛ يعني: ارقيها بكتاب الله بما في التوراة، وفي هذا دلالة على أن اليهود إنما يغيرون الأحكام والعقائد، وأما الرقى؛ فإنهم لم يغيروها حفاظًا على فائدتها؛ فإنها إذا غُيرت لا تنفع، هذا الذي يظهرُ، والله أعلم، وإلا؛ لو كانت "الرقية" مما دخله التحريف؛ لما أمنها أبو بكر الصديق على الرقية) [انظر: الرقى على ضوء عقيدة أهل السنَّة والجماعة، علي بن نفيع العلياني، ص(8)].
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11/06/2009, 12:55 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
إن الله يأمر بالعدل

العدل قيمة عظيمة حرص عليها الإسلام ودعا أتباعه إليها، وقد أمر سبحانه وتعالى نبيه عليه السلام بالعدل بقوله: {وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} [الشورى: 15]، وأمر بالعدل مطلقًا كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90]، وأمر به في باب الحكم بين الناس كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58]، وأمر به في الأقوال كما في قوله: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام: 152]، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [المائدة: 8]، وكذا التي تشبهها في سورة النساء [الآية: 135]، يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال، على القريب والبعيد، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد، في كل وقت، وفي كل حال).


ويرتقي الإسلام بأتباعه درجة عالية عندما يأمرهم بالعدل مع أعدائهم، سواء كانت العداوة بسبب الدنيا، أو كانت بسبب الدين، وسواء كانت مما يمكن أن يقع بين المسلمين أو كانت مع الكافرين، قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، قال الطبري: (يقول: ولا يحملنكم عداوةُ قوم على ألا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم وبينهم من العداوة)، وقال السعدي: (كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرًا أو مبتدعًا، فإنه يجب العدل فيه وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق).


وكما أمر سبحانه بالعدل فقد نهى في المقابل عن نقيضه وهو الظلم، قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وفي الحديث القدسي يقول تعالى: (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تَظالموا)، وقال عليه السلام: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).


وبرغم وضوح ما سبق، فمن المؤسف أن نرى المظالم قد انتشرت في كثير من مجتمعات المسلمين اليوم، فهناك ظلم الولاة للرعية؛ بالتضييق عليهم، وهضم حقوقهم، والاستبداد بمصائرهم، والتفريط في مصالح البلاد، وغير ذلك، وهناك ظلم الرعية للولاة؛ بعدم طاعتهم في المعروف، وغيبتهم، ونشر مساوئهم، والدعاء عليهم، وغير ذلك، وهناك أيضًا ظلم الرجل لزوجه وأبنائه، وظلم المرأة لزوجها وأبنائها؛ وهناك مظالم بين الأخوة فيما بينهم، ومظالم بين الجيران، وهناك ظلم الكفلاء لمن يعملون عندهم، والقائمة تطول!


إن هذا الذي نراه اليوم في بلاد المسلمين من مظاهر الظلم؛ لا يؤذن بخير فعاقبة الظلم دمار وبوار، ومنقلب أهله إلى النقص والخسار، قال ابن تيمية رحمه الله: (الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يُروى: الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وان كانت مؤمنة)، وهذا له في الواقع شواهد عبر التاريخ، وهو يبين أن نشر العدل ورفع الظلم خطوة لابد منها في طريق تحقيق النهضة الشاملة للأمة، ويشهد لهذا قوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]، قال ابن كثير رحمه الله: (الصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم) ثم نقل وصية أبي بكر عند موته وفيها: (إني استخلفت عليكم عُمَر بن الخطاب، فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه، وإن يَجُر ويبدل فلا أعلم الغيب، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]، فلا يبعد أن يكون منقلب السوء في الدنيا، بتسلط الأعداء، وأنواع الابتلاءات، فضلًا عن منقلب السوء في الآخرة.


وإذا كان الظلم بكل صوره وأشكاله خطيرًا، فإن أشد أنواعه وأخطرها هو ظلم أولياء الله تعالى من العلماء العاملين والعُبَّاد والدعاة إلى الله؛ بملاحقتهم ومحاربتهم وسجنهم، أو بما يقوم به العلمانيون والمنافقون في بعض الصحف ووسائل الإعلام، من مهاجمتهم وطعنهم والسخرية منهم والافتراء عليهم؛ لتنفير الناس منهم، وتتجلى خطورة الأمر بكون هذه الحرب في الحقيقة ليست حربًا على أشخاص هؤلاء الأولياء، لكنها حرب على ما يحملونه من علم ودين، أي أنها في خاتمة المطاف حرب لله رب العالمين، فيُخشى إن لم يؤخذ على أيدي هؤلاء السفهاء ويكف شرهم أن يصيبهم ومن سكت عنهم ما توعد الله به أعداء أوليائه كما في حديث: (إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب)، فمن يطيق حرب الله عز وجل!


إن هؤلاء الذين يحاربون أولياء الله يخوضون معركة خاسرة، فقد وعد الله بنصر عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقال عز من قائل: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]، والنصر في الدنيا قد يكون نصرًا ماديًا، وقد يكون معنويًا، قال السعدي رحمه الله: (أي: بالحجة والبرهان؛ والنصر في الآخرة بالحكم لهم ولأتباعهم بالثواب، ولمن حاربهم بشدة العقاب).


وفي الختام لابد من تصحيح مفهوم خاطئ حول العدل والظلم، يحاول العلمانيون ومن لف لفهم نشره، حيث يجعلون العدل مرادفًا للمساواة، فيلزم من العدل عندهم أن يُسَوَّى في الأحكام بين الناس؛ مسلمهم وكافرهم، وذكرهم وأنثاهم، فلا يفرق بينهم في شيء وإلا كان هذا من الظلم؛ ومما لاشك فيه أن هناك كثيرًا من الأحكام يُسَوَّى فيها بين المسلم والكافر من أهل الذمة والعهد، فدمه وماله ـ مثلًا ـ محترمان كدم المسلم وماله، وعرضه مصون فلا يسمح لأحد بالاعتداء عليه، إلى غير ذلك من أمثال هذه الأحكام، إلا أن هناك أحكامًا لا يمكن التسوية فيها بينهما، فلا يسمح للكافر بنشر دينه بين المسلمين، ولا بإظهار شعائر هذه الدين خارج البيع والكنائس، ولا يسمح له بالزواج من مسلمة، فكيف تكون التسوية في هذه الأحكام عدلًا؟ بل إن هذه التسوية ظلم؛ بين لأنها تعطي من لا يستحق، قال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35-36].

وهذا إن كان في الثواب والجزاء يوم القيامة، فأحكام الدنيا ملحقة به، ولهذا جعل الصغار على من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: (جُعِلَ رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري)، وهو مصداق قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، فجعل أداء الجزية مع الصغار منتهى قتال أهل الكتاب.
وأما التسوية بين الذكر والأنثى فظلم كذلك، لأنها تسوية بين مختلفين، قال تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: 36]، وهؤلاء الذين يريدون مثل هذه التسوية يظلمون أول ما يظلمون المرأة، إذ يجب ـ إن أرادوا التسوية ـ أن يلزموا المرأة بمشاركة الرجل في النفقة على البيت والأولاد، والقيام بأعباء البيت والعمل الشاقة كالرجل، إلى غير ذلك مما تأباه فطرة المرأة السوية.


فالعقول الصحيحة إن كانت تهتدي لحسن العدل وقبح الظلم بالجملة، وإن كانت تهتدي لبعض تفصيلاتهما، إلا أنها تبقى في كثير من الأحيان بحاجة لدليل خارجي يبين لها حسن وقبح تفصيلات أخرى كثيرة، وهذا الدليل الهادي هو شرع الله عز وجل، الذي هو عدل كله لا ظلم فيه البتة، علم هذه الحقيقة من علمها ممن طهر قلبه، وجهلها من جهلها من أهل الأهواء {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11/06/2009, 12:58 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
لتوكل

إن "التوكل على الله" تعالى شأنه، شُعبة عظيمة من شُعَب الإيمان، ومقام رفيع من مقامات الربَّانيين، وقد حث عليه القرآن الكريم بأساليب شتَّى، وصور متنوعة، وكذلك السُنَّة النبوية المشرفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجاً للمؤمن "المتوكل" على ربه حق توكله.


ولما كانت هذه الشعبة، أو هذا المقام أو الخُلُق الربَّاني، من المقامات التي دخل عليها خلط وخبط، وسوء فهم عريض، حتى التبس التوكل بالتواكل وطرح الأسباب، ورويت في ذلك حكايات عن بعض الصوفية، فيها مبالغات تخرج عن منهج الوسطية التي جاء بها الإسلام، كما تخرج عن نظام السنن التي أقام الله عليها هذا الخَلْق، وربطها بشبكة الأسباب والمسببات.


ولذا يطل علينا (الدكتور يوسف) القرضاوي بكتابه القيم، ودراسته الماتعة (التوكل) ، وقد وضع فيه ما يضيء لنا السبيل، ويساعدنا على أن نثق بربنا، ونتوكل عليه، ويعلمنا الاجتهاد في رعاية الأسباب المشروعة، كما أمرنا الله، وأن ندع النتائج إلى مسبب الأسباب، ورب الأرباب، فالكون كله بيده، والمرجع إليه وحده.


وقد قسم الدكتور القرضاوي الكتاب إلى ( ثمانية فصول) كما سيأتي:


الفصل الأول: فضل التوكل


وفيه بين لنا فضيلة الدكتور أن التوكل إنما هو عبادة من أفضل عبادات القلوب، وخُلُق من أعظم أخلاق الإيمان، وهو ـ كما قال الإمام الغزالي ـ منزل من منازل الدين، ومقام من مقامات الموقنين، بل هو من معالي درجات المقرَّبين، بل هو كما قال الإمام ابن القيم: (التوكل نصف الدين، والنصف الآخر الإنابة)، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود: 88].


الحاجة إلى التوكل


وحاجة المسلم ـ السالك لطريق الله ـ إلى التوكل حاجة شديدة، وخصوصاً في قضية "الرزق" الذي شغل عقول الناس وقلوبهم، وأورث كثيراً منهم - بل أكثرهم - تعب البدن، وهم النفس، وأرق الليل، وعناء النهار.


وربما قبل أحدهم أن يذل نفسه، ويحني رأسه، ويبذل كرامته، من أجل لقمة العيش التي يحسبها أنها في يد مخلوق مثله، إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، فحياته وحياة أولاده في قبضته، فهو قادر ـ في نظره ـ أن يحيي ويميت كما قال "نمرود" في محاجة الخليل إبراهيم عليه السلام.


بل ربما زاد أحدهم على ذلك، فأفتى نفسه بأكل السحت، وأخذ الرشوة، واستباحة الربا، وأكل المال بالباطل، خوفاً على نفسه إذا شاخ بعد الشباب، أو مرض بعد الصحة، أو تعطل بعد العمل، أو خشية على ذرية ضعفاء من بعده. وقد قال الإمام عبد الله بن المبارك: من أكل فلساً من حرام فليس بمتوكل، والمخرج من هذا كله هو الاعتصام بالتوكل على الله تعالى.


ثم تبين لنا هناك أن أحوج ما يكون المسلم إلى التوكل، إذا كان صاحب دعوة، وحامل رسالة، وطالب إصلاح، فهو يجد في التوكل ركناً ركيناً، وحصناً حصيناً، يلوذ به في مواجهة طواغيت الكفر، و "فراعنة" الظلم، و قوارين" البغي، و "هوامين" الفساد، فهو ينتصر بالله، ويستعز بالله، ومن انتصر بالله فلن يغلب أبداً، ومن استغنى به فلن يفتقر أبداً، ومن استعزَّ بالله فلن يذل أبداً.


ثم أشار فضيلته إلى أن القرآن الكريم عني بالتوكل، أمراً به، وثناءً على أهله وبياناً لفضله وآثاره في الدنيا والآخرة، مبينًا أن القرآن قد أكد لنا أن "التوكل" كان خلق رسل الله جميعاً، منذ نوح شيخ المرسلين إلى محمد خاتمهم، صلوات الله عليهم جميعاً.


يقول تعالى على لسان الرسل جميعاً: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم: 12].


أما عن أثر التوكل فقد قال تعالى في بيان أثره: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، فجعل نفسه تعالى جزاء للمتوكل وأنه كافيه وحسبه، وكفى بهذا فضلاً، فقد قال في السورة نفسها: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، فجعل لها جزاءً معلوماً، وجعل نفسه تعالى حسب المتوكل وكافيه.


وفي سنة المصطفى نجد النبي الأمين صلى الله عليه وسلم يخبر في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب من هذه الأمة، بأنهم وُصِفوا كالتالي: (هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون) [رواه البخاري، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، (5705)، ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، (547)].


الفصل الثاني: حقيقة التوكل:


وهنا يوضح لنا الدكتور القرضاوي أنه إذا كان للتوكل كل هذا الفضل، ولأهله كل هذا الحمد والثناء من الله ورسوله كما ذكر في ثنايا كتابه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما حقيقة هذا التوكل، وما حده وما معناه؟


وفي بيان حقيقة التوكل، عرض الكاتب لأقوال جمهرة من السلف والخلف، غير أنه توقف عند تعريف الغزالي رحمه الله ليخلص منه إلى أن التوكل: (التوكل: مشتق من "الوكالة"، يقال: وكَّل أمره إلى فلان، أي فوَّضه إليه، واعتمد عليه فيه.


ويسمى الموكول إليه "وكيلاً"، ويسمى المفوِّض إليه متكلاً عليه، ومتوكِّلاً عليه، مهما اطمأنت إليه نفسه، ووثق به، ولم يتهمه فيه بتقصير، ولم يعتقد فيه عجزاً وقصوراً، فالتوكل: عبارة عن اعتماد القلب على الوكيل وحده.


وبهذا نتبين أن التوكل، كسائر أبواب الإيمان ومقامات الارتقاء الروحي ـ تشتمل على جوانب ثلاثة: الجانب المعرفي الإدراكي، والجانب الوجداني العاطفي الذي يُعبر عنه بـ "الحال"، الجانب الإرادي السلوكي الذي يُعبر عنه بالعمل).


ومن كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الصدد الحث على أهمية: (رسوخ القلب في مقام التوحيد: فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده، بل حقيقة التوكل: توحيد القلب، فما دامت فيه علائق الشرك، فتوكله معلول مدخول، وعلى قدر تجريد التوحيد: تكون صحة التوكل، فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شُعبة من شُعَبِ قلبه، فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشُعْبة).


الفصل الثالث: مجال التوكل ومتعلقه:


وهنا بين لنا الدكتور أن مجال التوكل واسع، ومتعلقه شامل لكل ما يطلبه الخلق ويحرصون عليه، من أُمور الدنيا، ومطالب الدين، فمنه التوكل في أمر الرزق، فقد قال ربنا جل في علاه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 60].


ولذا لما جهل عرب الجاهلية هذا الأمر، اقترفوا أشنع جريمة: قتلوا أولادهم بأيديهم شر قتلة، بأخبث دافع: من أجل إملاق (فقر) واقع، أو خشية إملاق متوقع، أي مخافة أن يطعموا معهم، ويزاحموهم في رزقهم، غافلين عن أن رزقهم يأتي معهم.


ولكن الجاهلية المعاصرة كما أوضح الدكتور القرضاوي ـ جاهلية القرن العشرين ـ طفقت تحيي بعض ما مات من الجاهلية القديمة، وتُخوِّف الناس من أمر الرزق، وتحرضهم على الإجهاض، إجهاض أطفالهم مخافة أن يطعموا معهم كما رأينا ذلك في أوراق مؤتمر السكان العالمي الذي انعقد في القاهرة (سبتمبر1994م).


أما المسلمون الأوائل، فقد أنسوا إلى وعد الله تعالى، وأيقنوا بصدقه، واطمأنوا إلى ضمانه، فلم يبخلوا ببذل الأموال، ولم يضنوا ببذل الأرواح، في سبيل الله.


ورغم أهمية أمر الرزق لدى أكثر الناس، فهو ليس كل ما يطلب الناس من أمر الدنيا، فهناك من يطلب الزوجة، وهي من أهم ما يُطلب من دنيا الناس، وهناك من يطلب الذُرِّية التي تكون له قُرَّة عين، وترثه من بعده، وهو مطلب مشروع دعا به الأنبياء والصالحون، ولذا كان التوكل في أمور الدنيا والآخرة.


فالمؤمن يتوكل على ربه أن يرزقه الزوجة الصالحة، والأولاد الصالحين، كما دعا بذلك عباد الرحمن: {الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعينٍ واجعلنا للمتقين إماماً} [الفرقان: 74]، كما يتوكل عليه حتى يمنحه العافية، وينصره على ظالمه.


وهنا تبين لنا أن أعظم مراتب التوكل هي: مرتبة من يتوكل على الله تعالى في إعلاء كلمته، ونصرة دعوته، وتأييد شريعته، وتبليغ رسالته، وجهاد أعدائه، والتمكين لدينه في الأرض، حتى يحق الحق، ويبطل الباطل، ويقوم العدل، وينقشع الظلم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، وبذلك لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.


الفصل الرابع: التوكل ورعاية الأسباب:


وفي هذا الفصل، يطل علينا الدكتور القرضاوي؛ ليوضح لنا أن التوكل ـ الذي أمر به القرآن والسُنَّة ـ لا ينافي رعاية الأسباب، التي أقام الله عليها نظام هذا الكون، وأجرى عليها سُنَّته، ومضت بها أقداره وحكم بها شرعه.


يقول الأستاذ أبو القاسم القشيري: واعلم أن التوكل محل القلب، والحركة بالظاهر لا تنافي التوكل بالقلب، بعد ما تحقق العبد أن التقدير من قِبَل الله تعالى، فإذا تعسَّر شيء فبتقديره، وإن اتفق فبتيسيره"، واستدل لذلك بالحديث المشهور عن أنس بن مالك قال: جاء رجل على ناقة له، فقال: يا رسول الله؛ أدعها وأتوكل؟ أو أرسلها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل) [رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب اعقلها وتوكل، (2707)، وحسنه الألباني في في صحيح سنن الترمذي، (2517)].


ومع ذلك روى القشيري رحمه الله حكايات كثيرة عن عدد من مشايخ الصوفية، تركوا الأسباب، بل رفضوها عمداً، ودخلوا البادية المقفرة من غير زاد، متوكلين على الله تعالى، منكرين على مَن يتعلق بسبب، في أي وجه، وأية صورة.


وهنا تعجب الدكتور من حالهم، وهو يذكر حال أحدهم حينما قال: (دخلت البادية مرة بغير زاد، فأصابتني فاقة، فرأيت المرحلة "القرية أو محطة الاستراحة" من بعيد فسررتُ بأني قد وصلت، ثم فكرت في نفسي: أني سكنت واتكلت على غيره تعالى، فآليت ألا أدخل المرحلة، حتى أُحمَل إليها. فحفرت لنفسي في الرمل حفرة، وواريت جسدي فيها إلى صدري! فسمعوا صوتاً في نصف الليل عالياً يقول: يا أهل البادية؛ إن لله تعالى ولياً حبس نفسه في هذا الرمل فالحقوه، فجاءني جماعة فأخرجوني وحملوني إلى القرية)!


وبعد ذكر حالهم، وطرفًا من أقوالهم، عقب الشيخ بأن العارفين الراسخين ـ على غير ذلك ـ فهم يعلمون أن السُنَّة على خلاف ما يحكى عن هؤلاء.


وذلك أن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ القولية والعملية والتقريرية ـ الأخذ بالأسباب، والدعوة إلى مراعاتها، مع تعلق القلب بالله تعالى، مسبب الأسباب، وصاحب الخلق والأمر.


أما معطلو الأسباب بالكلية، فقد ذكر الدكتور رد المحققين عليهم، مبينًا التالي (الحق أن المعرضين عن الأسباب بالكلية لا سند لهم من قرآن ولا سُنَّة، ولا من عمل الصحابة وتابعيهم بإحسان، وهم في حاجة إلى الاعتذار عنهم مما ارتكبوه، لا التأسِّي لهم فيما فعلوه!).


ولو أن المسلمين في خير القرون ساروا على هذا النهج، ما انتصر لهم دين ولا قامت لهم دولة، ولا تأسست لهم حضارة، ولا مُكِّن لهم في الأرض، فإن هذا التوجه السلبي غريب على العقل الإسلامي، والروح الإسلامي، والنهج الإسلامي، الذي يعمل لتكوين الفرد الصالح، والأسرة الصالحة، والمجتمع الصالح، والأمة الصالحة، والدولة الصالحة.


الفصل الخامس: التداوي والتوكل:


وها هنا تعرفنا على أن من معتركات النزاع في باب التوكل: قضية الطب والتداوي، فالغالب على الصوفية الإعراض عن التداوي، وعن الرجوع إلى الأطباء، اتكالاً على الله تعالى، ورضاً بما قضاه وقدَّره، وربما استدلوا في ذلك بحديث: (السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب)، أما الفقهاء فهم يعارضون غلاة الصوفية في أمر التداوي وسؤال الأطباء، بناء على قاعدة الأسباب الثابتة بحكم سنن الله الكونية، وأحكامه الشرعية جميعاً، واتباعاً لما صحَّت به سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، ونطقت به سيرته، وأفصحت عنه الأدلة المحكمة الناصعة، ولهذا خصصت مصنفات الحديث المؤلَّفة على الموضوعات كتاباً خاصاً للطب. كما في الصحيحين والسنن وغيرها.


أما عن ترك بعض الصحابة وكبار السلف للتداوي، فتبين لنا أنه هذا ربما يكون لأسباب عدة منها: الأول: أن يكون المريض غلب على ظنه أنه انتهى أجله وأن الدواء لا ينفعه، ويكون ذلك عنده تارة برؤيا صادقة، وتارة بحدس وظن، وتارة بكشف محقق.


أو للسبب الثاني وهو: أن يكون المريض مشغولاً بحاله، وبخوف عاقبته، واطلاع الله تعالى عليه، فينسيه ذلك ألم المرض، فلا يتفرَّغ قلبه للتداوي، شغلاً بحاله.


أما الثالث: أن يقصد العبد بترك التداوي استبقاء المرض؛ لينال ثواب المرض بحسن الصبر على بلاء الله تعالى، أو ليجرِّب نفسه في القدرة على الصبر، فقد ورد في ثواب المرض ما يكثر ذكره.


الفصل السادس: من ثمار التوكل على الله:


وهنا تبدو لنا الثمار اليانعة، والقطوف الدانية، فالتوكل على الله تعالى: شجرة طيبة، لا تؤتي إلا ثماراً طيبة، في النفس وفي الحياة: حياة الفرد، وحياة الجماعة من خلاله، ومن هذه الثمار السكينة والطمأنينة: سكينة النفس، وطمأنينة القلب، التي يشعر بها المتوكل على ربه، ويحس بها تملأ أقطار نفسه، فلا يحس إلا الأمن إذا خاف الناس، والسكون إذا اضطرب الناس، واليقين إذا شك الناس، والثبات إذا قلق الناس، والأمل إذا يئس الناس، والرضا إذا سخط الناس، إنه أشبه بجندي أوى إلى حصن حصين، فيه فراشه وطعامه، وذخائره وسلاحه، يرى منه ما يرى، ويَرمي ولا يرمى، فلا يهمه ما يدور في الخارج من صخب الألسنة، أو اشتجار الأسنة.


ومن هذه الثمار: القوة التي يحس بها المتوكل على الله. وهى قوة نفسية روحية تصغر أمامها القوة المادية، قوة السلاح، وقوة المال، وقوة الرجال.


ومن ثمار التوكل: العزة، التي يحس بها المتوكل، فترفعه مكاناً علياً، وتمنحه ملكاً كبيراً، بغير عرش ولا تاج، وهي قبس من عزة المتوكَّل عليه، كما قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [الشعراء: 217]، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 49].


ومن ثمرات التوكل على الله: "الرضا" الذي ينشرح به الصدر، وينفسح له القلب، قال بعضهم: (متى رضيت بالله وكيلاً، وجدت إلى كل خير سبيلاً)، وبعضهم جعل "الرضا" جزءاً من ماهية التوكل، أو درجة من درجاته، قال بعضهم: "التوكل هو الرضا بالمقدور"، وهذه الثمرات التي ذكرت ها هنا قليل من فيض جم كثير.


الفصل السابع: من بواعث التوكل:


إن لكل عمل ـ من أعمال القلوب أو الجوارح ـ بواعث تدفع إليه، وتحض عليه، ومما يبعث على التوكل، ويعين عليه جملة أمور:


أولها: حُسن معرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، فمن عرف ربه رحماناً رحيماً، عزيزاً حكيماً، سميعاً عليماً، حياً قيوماً، غنياً حميداً، خبيراً بصيراً، قهاراً قديراً، رزاقاً ذا قوة متيناً، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء، فعالاً لما يريد، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وجد نفسه مدفوعاً إلى الاستناد إليه، والتوكل عليه.


ثانيها: الثقة به عز وجل، وهي ثمرة المعرفة، فإذا عرف الله حق معرفته وثق به ثقة مطلقة، تسكن إليها نفسه ويطمئن بها قلبه، ومن ذلك: الثقة بشمول علمه، وكمال حكمته، وسعة رحمته، وعموم قدرته، وطلاقة مشيئته، وأنه أرحم بعباده من الوالدة بولدها، بل أبر بهم من أنفسهم.


الفصل الثامن: عوائق التوكل:



وهنا تناول الشيخ، مسألة جد هامة، ألا وهي عوائق التوكل، موضحًا أنه إذا ما عرفنا بواعث التوكل، سهل علينا أن نعرف عوائقه، فبضدها تتميز الأشياء، ولا بأس أن أشير إلى أبرز المعوقات:


وأولها من غير شك: الجهل بمقام الألوهية، فمن لم يعرف رب الناس، ملك الناس، إله الناس، وما له سبحانه من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، لا يتصور منه أن يتوكل عليه جل جلاله .


من لم يعرف الله غنياً له ما في السموات وما في الأرض ملكاً وملكاً، يحتاج إليه كل ما سواه، ولا يحتاج إلى أحد مما سواه.


ومن العوائق كذلك: إعجاب المرء بنفسه، بل هو من المهلكات كما جاء في الحديث: (ثلاث مهلكات: شحٌ مطاع، وهوىً متبع، وإعجاب المرء بنفسه) [رواه البيهقي في شعب الإيمان، (764)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، (3039)].


والمعجب بنفسه، المغرور بشبابه وبقوته، أو بماله وثروته، أو بجاهه ومنصبه، أو بأنصاره وعصبته، أو بغير ذلك مما يعتز به الناس، لا يشعر بحاجته وافتقاره إلى الله، حتى يعتمد عليه، ويستند إليه، بل هو محجوب بنفسه عن ربه.


ومن موانع التوكل: الركون إلى الخلق، والاعتماد عليهم في قضاء الحاجات، والنصرة في الملمات، وتدبير الأمور، وتذليل الصعاب، ناسياً قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف: 194]، وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: 17].


ولا يفيق هذا الصنف من سكرته إلا إذا تغير حال من اعتمد عليهم، فمات الملك، أو تغير الأمير، أو عزل الرئيس، أو أقيل الوزير، أو سقط الحزب الحاكم، أو ضعف القوي، أو افتقر الغني وأفلس المليونير، الذي كان يركن إليه، ويتوكأ عليه، ولهذا قال ابن عطاء الله في "حكمه": (إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى، فلا تستعزن بعز يفنى)، ولذلك قيل:


اجعل بربك شأن عز ... ك يستقر ويثبت


فإن اعتززت بمن يمو ... ت فإن عزك ميت


وأخيرًا ...


فيا سعادة من انتصر على هذه العوائق في طريق المتوكلين، فعرف مقام ربه ذي الجلال والإكرام، وعرف فقر نفسه وفاقته الذاتية التي لا تفارقه ـ إلا إذا تحول من مخلوق إلى خالق! ـ وعرف ضعف الخلق وحاجتهم، وأنهم عباد أمثاله، لا يملكون لأنفسهم ـ ناهيك بغيرهم ـ ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، وعرف قيمة الدنيا التي يتهافت الناس عليها من حوله، وأنها إن لم تزل عنه زال هو عنها.. وتمكنت هذه المعرفة من قلبه حتى غدت يقيناً يغمره، ووجداناً يعيشه، وإرادة تحركه، وهنا يدخل في زمرة المؤمنين حقاً: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12/06/2009, 08:08 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
شجرة سقطت على الأرض فانطلقت مسرعاً إلى المسجد

شجرة سقطت على الأرض فانطلقت مسرعاً إلى المسجد
(: كشف الداعية الإسلامي الفرنسي( فريد) قصة إسلامه والجهود التي يقوم بها لنشر الدعوة إلى الله, مشيراً إلي أن المسلمين لم يقدروا النعمة التي يتمتعون بها بسبب الإسلام والفضل الذي أنعم الله عليهم من خلال هذا الدين .
وقال إنني قبل الإسلام كنت أعتقد مثلهم أنه لا إله إلا الله بالرغم من أنني كنت صديقاً لبعض الجماعات المسلمة التي تتحرك في منطقتنا بيد أنهم لم يتحدثوا معي عن الإسلام وكان أغلب كلامهم عن هذا الدين إنشائياً فقط ولا معني له عن حقيقة الدين .
وأوضح أن أهل التبليغ كانوا يقومون بجولات في منطقته ويهرب هو وأصدقائه المسلمين منهم ولم أسال نفسي عن سبب هذا الهروب إلى أن فكرت أن استمر إذا أتوا إلينا في اليوم التالي لأعرف سبب الهروب .
ويضيف :" في اليوم التالي طلب أحد رجال التبليغ حضورنا إلي المسجد وقررنا أن نذهب وألا نهرب هذه المرة والمسجد هذا عبارة عن مكان ضيق في أحد مواقف السيارات تحت الأرض وكان الوقت وقت صلاة المغرب وجلست متخوفاً لأني أول مرة أرى الصلاة علي حقيقتها ".
ويستمر في حديثه :"عقب انتهاء الصلاة قام أحد الدعاة بالتحدث عن عظمة الله باللغة الفرنسية وأحسست بشيء من الخشوع والرهبة وذهب فكري إلي خلق السموات والأرض والنجوم وما إلى ذلك إلى أن أخذني هذا التفكير العميق وبعد ثلاثة أيام مع الصراع الفكري والترقب ومحاولات الشيطان إبعادي عن معرفة الحقيقة قلت في نفسي إن كان هناك إله حقيقة كما يزعم المسلمون لابد أن أرى دلالة أو برهاناً ولابد أن يحدث شيء ما فوقعت شجرة كان الكثير من السكان المجاورين لنا يعتبرون أنها مباركة منذ 20 عاماً وكانوا يقدسونها وما إن خرت على الأرض حتى انطلقت إلى المسجد لأعلن إسلامي".
وتابع :"ب الطبع هذا الوضع الجديد وهو اعتناقي الإسلام لم يعجب أبي الذي كان يعنفني ويضربني حتى أعود إلى الإلحاد مرة أخري لكني قاومت بكل ما أوتيت من قوة وكنت أحس بقوة كأنني أستطيع أن أحرك الجبال" .ويضيف فريد :" من هنا سلكت طريق الإخوة أهل الدعوة والتبليغ وأسير معهم إلي أي مكان يذهبون إليه حتى ازددت يقيناً بالدين الإسلامي" .
ويقول إن الله عوضه خيراً بحب هؤلاء الدعاة له وفرحهم بإسلامه وترددت على المسجد إلى أن هداني الله إلي كتاب في المسجد يتحدث عن الدين الإسلامي بالعربية والفرنسية وبه بعض آيات من القرآن الكريم وسورة الفاتحة التي تعلمتها منه ومن ثم بدأت تعلم الصلاة وأحسست إحساساً مريحاً غير أنني كنت أخاف من والدي الذي كان يراقبني فكنت أهرب لأداء الصلاة في المسبح وأغلق الباب دونه .
ويؤكد أنه زار بلاداً كثيرة مع أهل الدعوة والتبليغ منها باكستان وبنجلاديش وتركيا والجزائر والمغرب وأمريكا ومن خلال هذه الجولات اعتنقت 20 أسرة غير فرنسية الإسلام كما تم افتتاح مسجد جديد في فرنسا وإسلام 3 فرنسيين .
وقال إن الإسلام دين الحق ودين السكينة والمسلمون لم يتعرفوا على القيم الحقيقية عن هذا الدين ولا يقدرونها "لكني أشعر بأن الله تعالى أكرمني بهذا الدين ووهبني بعد الإسلام زوجة مسلمة و3 من الأولاد والفتيات وهم محمد وجنة وسارة".
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/06/2009, 08:10 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
هذه شبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته

هذه شبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته
: استنكر الشيخ عبدالرحمن البراك رسماً كاريكاتيرياً نشرته إحدى الصحف أتى كما يقول في سياق السخرية بمن يفسر الكوارث الكونية من الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات بسبب ذنوب بني آدم ، يرسلها الله تخويفاً لقوم من عباده ، وعقوبة وابتلاء لآخرين ، وهو تفسير مستمد من الكتاب والسنة .
وقال البراك : " هذه شبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته في تدبيره ، ولا تصدر من المسلم إلا بسبب إعراضه عن تدبر القرآن والسنة ، وما بيّنه العلماء في مسائل الاعتقاد " .
وأضاف البراك : " إن حِكمُ الله في أقداره وتدبيره لا تحيط بها العقول ، ولا يعلم منها إلا ما عمله الله تعالى لعباده في الكتاب والسنة ، أو هداهم إليه بالتفكر في آياته " .
وفيما يلي تعليق الشيخ البراك كاملاً والذي عنونه بـ "الردّ على الرسام الساخر" :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد نشرت جريدة الوطن العدد 3166 في تاريخ 7/6/1430هـ رسما (كريكاتير) قال عنه الرسام خالد: بركان في أعماق المحيط، وبجواره صورة لرجل وامرأة أمام التلفاز، يقول الرجل: هذه آخرة معاصي الأسماك.
وواضح من التعليق أن الرسام يسخر بمن يفسر الكوارث الكونية من الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات بسبب ذنوب بني آدم يرسلها الله تخويفا لقوم من عباده، وعقوبة وابتلاء لآخرين، والتفسير مستمد من الكتاب والسنة ، قال تعالى: { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}، وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :« إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده». متفق عليه.
وكأن الرسام خالد يقول للمؤمنين بالله وبحكمته : ما سبب البراكين التي تكون في أعماق المحيط، أترونها بسبب معاص الأسماك ؟!
ومعلوم عند المؤمنين أن الأسماك لا ذنوب لها؛ بل هي مسبحة لربها، وتستغفر لمعلمي الناس الخير .
ومعنى هذا الرسم والتعليق لرسام خالد: أن البراكين في أعماق المحيط لا معنى لها إلا أنها أمور طبيعية، كذلك الزلازل والبراكين السطحية ونحوها من الكوارث أمور طبيعية ليس لها أسباب شرعية، ولا غايات وحكم إلهية !
وهذا التفسير الذي يدل عليه الرسم والتعليق قد سمعت معناه على لسان متحدث في إذاعة «لندن» قد يكون كافرا، وقد يكون مسلما جاهلا يستنكر على من يقول: إن الزلازل بسبب غضب الرب، مع أنه يحدث أحيانا في أعماق البحار.
وهذه الشبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته في تدبيره، ولا تصدر من المسلم إلا بسبب إعراضه عن تدبر القرآن والسنة وما بينه العلماء في مسائل الاعتقاد.
وحِكمُ الله في أقداره وتدبيره لا تحيط بها العقول، ولا تعلم منها إلا ما عمله الله تعالى لعباده في الكتاب والسنة، أو هداها إليه بالتفكر في آياته: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
فاستغفر ربك يا خالد، وتدبر كتاب ربك، نفعنا الله وإياك بما فيه من الآيات البينات، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين".
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12/06/2009, 08:14 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
فتوى تحرم على العراقيين الحج والعمرة والضحك !

أثارت فتوى مفكر إسلامي عراقي بتحريم الحج والعمرة والضحك على العراقيين ردود أفعال متباينة في أوساط الشارع العراقي خلال الأيام الماضية.
وكان الشيخ محمد حسين الفلاحي نشر دعوة في كتابه الجديد "المعادلة صفرية" قال فيها إن الحج والعمرة والضحك من المحرمات على العراقيين تحريما آنيا يرتبط بواقع الأمة ويزول بزوال أسبابه.

وأضاف الفلاحي أنه "تحريم مؤقت تتبناه قلوب ما زال فيها نبض من حياة وتحمل من فقه الواقع ما يدفع عنها الوقوع في حمأة البلاهة والسذاجة المفرطة.. لا تنسوا أن تلك الحمأة هي من أقوى أسلحة عدونا وهذه المحرمات الثلاث هي الحج والعمرة والضحك".

وتابع: "هذه الممارسات الثلاث يجب أن تتوقف حتى نحرر أنفسنا من العبودية ونحمي عقيدتنا من الازدراء والامتهان ونكشف عن أنفسنا غطاء الوهم ونوفِر على أنفسنا عناء اللهث وراء ممارسات سياسية ودينية وثالثة تدعي أنها جهادية خادعة مضللة".

ومضى بالقول: "سؤالي هو: كيف يفد الفارّ من الزحف الهارب من المعركة على الله سبحانه وتعالى في بيته المحرم وقد ترك خلفه في العراق أرضا محتلة ودماء مستباحة وأعراضا مهددة وكيف يشد الرحال إلى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في مسجده وهو يقف بين يديه وقد ترك خلفه أرضا للمسلمين قتل أهلها واستبيحت أعراضها من قبل الاحتلال".

وزاد بالقول: "وكيف يضحك المسلم ولديه مسلمون قتلوا وانتهكت أعراضهم ومزقت مصاحفهم واستبيحت أملاكهم ومن لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم..كيف يتقبل الله تعالى حجا أو عمرة في وقت ندفع فيه الجزية لأعدائنا ونحن صاغرون".

وقال الفلاحي في اتصال هاتفي مع صحيفة "العرب" القطرية نشر اليوم الخميس: "لا عودة إلى مربع البداية كما يصف بعض من استكانوا وهانت عليهم جراحات الأمة لأني ميزت في بداية كتابي بين الجهاد الحقيقي وبين من يتراوح بين الجهل والعمالة في قتاله وهناك جهاد علمي يبتعد عن التخريب وبالعكس سينتشل الأمة مما هي فيه وهو ما نقصده في حديثنا".

وأضاف الفلاحي ، الذي يحظى بشعبية واسعة بين أوساط العراقيين بعد كتابه الأخير المعادلة صفرية أن "المشاركة في صناعة التاريخ واجب ديني وأخلاقي وقومي ووطني أزلي وموقف الحياد هو عملية تخبط في دائرة الالتواء العقلي".

وتابع: "الجهاد ودفع العدو الصائل عن الأمة لم يكن في يوم من الأيام تخريبا أو إفسادا وإن المجاهدين الحقيقيين لم ولن يرتكبوا في يوم من الأيام أي جريمة أو عنف يمس العراقيين أو حياتهم".
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12/06/2009, 08:17 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
مشرف صفحة فنية يقارن بين الأفلام السينمائية وأفلام السيرة النبوية

وصف قبول الثانية ورفض الأولى "بالتخلف الأزلي"


(: أثار مشرف إحدى الصفحات الفنية بإحدى الصحف المحلية موجة كبيرة من الاستياء ، إثر كتابته لمقال افتتاحي لصفحته الأسبوعية ، شنّ فيه هجوماً عنيفاً على من وصفهم بالمتشددين ، ممن احتجوا على عرض فيلم (مناحي) في مدينة الرياض .
ولم يكن مصدر الاستياء وصفه للمعارضين بالمتشددين بقدر ماكان مقارنته بين الأفلام الفنية السينمائية ، والأفلام التي تعرض للسيرة النبوية ، أو سير الصحابة ، واصفاً قبول الثانية ورفض الأولى بـ"بالتخلف الفكري الأزلي" .
وتناقلت عدد من المواقع السعودية المقال ، مبرزة الجزئية المثيرة للجدل ، حيث قال الكاتب : " ما حدث عند افتتاح فيلم (مناحي) في الرياض أتوقع أن لا يحدث عند افتتاح فيلم وثائقي أو سيرة أحد الصحابة أو الرسالة النبوية كفيلم (الرسالة) أو معركة (القادسية) وغيرها , ربما يكون أمراً طبيعياً يفسّر ما نحن فيه من تخلف فكري وأعتقد أنه أزلي " .
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12/06/2009, 08:25 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
وشهـِـد شاهـــدٌ من أهلــها ....!!

((....هناك الليبرالي الذي ينادي بخروج المرأة واختلاطها بالرجل،مطالبة واقعية ومنطقية ومفرحة، لكن لنسأله: أين زوجتك أو زوجاتك؟ أين أخواتك؟ أين بناتك؟ هل يخرجن فعلا ويختلطن بالرجال لتكون أنت القدوة الأولى أمام مستمعيك؟ أين نساء عائلتك عن الندوات التي تعقدها مع غيرك من المثقفين، وعن تجمعاتكم الليبرالية المتحضرة؟
- ماذا؟ نسائي لم ولن يكشفن على مخلوق غيري.- لمن إذا ًتوجه دعوات التمرد؟ - إنها لنساء الغير، لزوجات الغير وبنات الغير؛فلتبق نساؤه خلف الأسوار محروسات تحت ظله تحميهن العادات والتقاليد التي يدافع عنها سرا ًويحاربها جهرا ً....))*

((.....لماذا تبقى المرأة في مثل هذه التيارات التقدمية محصورا دورها في النشاطات الاجتماعية فقط؟ فتكون حاضرة مع زوجها مثلا عندما يجتمع الناس لتنظيم حفل يدعم فلسطين أو لحضور أمسية شعرية أو فنية، بينما تستبعد تماماً عندما يكون الأمر يتعلق بصياغة خطاب «إنشائي» عن التضامن مع أطفال العراق أو لإدانة إجرام إسرائيل أو أي قضية بسيطة متفق عليها ولا مجال فيها لأي إبداع أو عبقرية، لماذا يحدث هذا الاستبعاد للمرأة وكأنها لا يمكن أن تكون صاحبة رأي أو صاحبة حكمة أو مفيدة في عمل ذهني وكأنها لا تستطيع حتى الكلام وإبداء المشورة....))**

بالنصين السابقين والمقتبسين حرفياً؛هاجمتا كاتباتهما شقائقهما من دعاة "تحرير المرأة" من الرجال بلهجة شديدة الاستنكار والعتاب لهذا التناقض الواضح بين النداءات والدعوات المنادية "بتحرير المرأة "عبر وسائلهم المختلفة,وبين التطبيق الفعلي الشخصي لأصحاب هذه الدعوات على أرض الواقع!!, وهن بهذا يسقطون القناع المزيف ــ من حيث يشعرون أولا يشعرون ــ ليظهر للجميع المؤيد والمعارض على حد ٍ سواء؛الوجه الحقيقي الخفي لهؤلاء الذين قد صموا آذاننا بشعاراتهم الصارخة,والذين ينسبون أنفسهم لتيارات وطوائف دخيلة,ويطلقون على أنفسهم مسميات عدة,وليتهم أخذوا من هذه المسميات جانبها المضيء,كما التقطوا منها للأسف جانبها المظلم بحذافيره,ولقد راق لي المسمى الذي أطلقه الكاتب المبدع في هذه الصحيفة الدكتور/صنهات العتيبي على هذه الفئة من الناس,في مقاله الأخير "أبو روغال وأحفاده الجدد.." , وقد نسبهم إلى "أبوروغال" الذي يعد أول خائن عربي لقومه عرفته العرب مقابل أجر معلوم,والذي أصبح قبره بعد وفاته مرجما ً للعرب,ولمن لا يعرف "أبوروغال" فليرجع لكتب التاريخ وبالتحديد قصة "أبرهة وهدم الكعبة" ليعرف مناسبة نسبة هذه الفئة من الناس لهذا الهالك.

نعم "بنوروغال" هؤلاء لن يرتضوكِ أيتها المتحررة ــ على حد زعمك و زعمهم ــ أ ُما ً,ولا أختا ً,ولا زوجة,ولا ندا ً لهم,هم يرتضونك زميلة عمل وصديقة دراسة,ودمية يتباهون بها في احتفالاتهم ومناسباتهم التافهة!!,كما أنك لست أهلاً عندهم للمشاركة في أي نشاط من نشاطاتهم الهامة,ورأيـُك ِلا وزن له عندهم,وأنا لم آتي بشيء من عند نفسي بل هي اعترافات صريحة من أتباعهن الناقمات على سياستهم المزدوجة !! .

أيتها المسكينة المـُغرر بكِ,اللاهثة خلف سراب "تحرير المرأة",مثلـُك عندهم كمثل ِ الطـُعم المثبت بسنارة الصيد ؛ يصطادون بك العذارى الساذجات من خدورهن,في حين أن نسائهم عزيزات كريمات "في الحفظ والصون",و يقفون كالليوث أمام العرين ليمزقوا من أراد بعرضهم شراً من العابثين أمثالهم شر ممزق!!... باختصارٍ شديد هم يرتضونك "جسدا ًفقط لا غير" بعد أن يـُشبـِعـُـوا منك رغباتهم وشهواتهم رموا بك على قارعة الطريق ؛ ثم يولون مهرولين للبحث عن فرائس ساذجة جديدة,بربكم أيُ تحرير وأيُ مساواة يدعون إليها,وتدعون إليها بعد كل هذا التهميش؟!,عجبي من هؤلاء النسوة أين ذهبت عقولهن!!!

أنتِ يا من تزينين لأخواتك المسلمات نبذ الحجاب والخروج إلى الطرقات للمطالبة بحقوقهن المزعومة؛وتطليق الحياء والفضيلة؛وقد انكشفت لكِ خيوط المؤامرة؛ألم يأن الآوان لتقفي مع نفسك وقفة محاسبة ؟!!!,وأنا متأكدة,بل على يقين بأنك إذا وقفت مع نفسك وقفة جادة وصادقة سائلة ربك أن ينير بصيرتك فسترين الحق ساطعاً مثل سطوع شمس النهار.
"ألم يأن ِللذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل ُ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فسقون" .

أما رسالتي لك ِأيتها العفيفة الطاهرة,المتمسكة بدينها وحجابها في زمن كثرت فيه المساومات الرخيصة,بل للأسف التنازلات المشينة عن الثوابت:
" فكما أن في الجسد مضغة إذا صلـُحت صلـُح سائر الجسد ؛ كذلك حال المرأة المسلمة إذا صلـُحت صلـُح سائر المجتمع؛ولعظم المسئولية الملقاة على عاتقك,ولخطورة المؤامرات التي تحاك بك من أعدائك الذين فطنوا لدورك المهم والبارز في رسوخ قواعد وأركان المجتمع المسلم أقول لك : كوني جبلاً شامخاً أمام رياح التغريب التي تعصف بك من كل جانب,ولا تسمحي للأعداء أن يقوضوا أركان المجتمع المسلم من قـِبلك,وخذي العظة والعبرة من الغير قبل أن تكوني عظةً وعبرة لغيرك في يومٍ من الأيام,فلا عزة لي ولا لكِ ولا للبشرية جمعاء إلا بالإسلام,ومن ابتغى العزة بغير دين الله أذله الله".

وأختم مقالي هذا كما بدأته بالاستشهاد, لكن هذه المرة بكلمات مغلفة بالندم والحسرة على ما فات؛أماطت اللثام لأولي الألباب عن حقيقة نوايا رافعي شعار "تحرير المرأة", كما حررتها إحدى العائدات إلى الله ـ أسأل الله لها وللجميع الثبات ـ من واقع تجربة ماضية لها مع الوسط المتحرر:
((اكتشفتُ حقيقة أمر من العلقم,الرجل تقدم وضمن رفاهيته وتملص من الحقوق والواجبات,حتى في جنونه جعل المرأة صالة عرض لكل ما خطر على خياله واخترع لها رقصات بكل الأشكال ,رقصت وهي واقفة وهي جالسة ونائمة ومقلوبة كما رقصت الراقصة كما اشتهاها العازف,اشتهاها ممثلة مثلت كل الأدوار التي تحاكي رغباته من اغتصاب وشذوذ ,أي دور وكل دور!,اشتهاها عارية على الشاطئ فتعرت!! اكتشفتُ الخديعة الكبرى في شعار حرية المرأة,فإذا نادى بها الرجل فهو الوصول إلى المرأة!!)) .... .

.................................................
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12/06/2009, 08:31 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
تحية إجلال وإكبار لأحرار جازان ...

في الأيام القليلة الماضية إمتلئت الصحف والمواقع الالكترونية , بتلك المساحات الدعائية : "الفيلم السعودي مناحي ثلاثة عروض يومية للشباب وعرض واحد للعوائل في مركز أوقات سعيدة الترفيهي بجازان"....... لقد كنت أقرأ هذه الإعلانات فتختلج نفسي بالكثير من مشاعر الحزن والخوف على وطني الغالي من هذا الباب الذي أُغلق لحقبة زمنية ليست بالقصيرة , وكيف أن أيدي العابثين بدأت بتحطيم أقفاله شيئا ً فشيئا ً تحت غطاء "التقدم والانفتاح على العالم ...." , كنت أتساءل في نفسي : لماذا منطقة جازان بالتحديد وهي التي كانت دائما ًفي ذيل القائمة؟! وهل هذه الخطوة تعني أن أبناء هذه المنطقة لديهم القابلية والجاهزية لاستقبال التحولات المفاجئة في الثوابت بكل أريحية وهدوء؟!
كنت أدعوا الله ليل نهار أن يهيئ لمملكتي من يقف سدا ًمنيعا ً أمام هذا التيار الجارف الذي لا يستطيع التمييز بين "التقدم والانحطاط" , بين "التحرير والتخدير", بين"القيادة والتبعية "وبين "التميز والتقليد".....
هذا الخلط في المفاهيم أنتج لنا هذا الفكر الذي دائما ً يهرف ُبما لا يعرف! ؛ نحن لا نعارض ولا نمانع ولا نقف في وجه أي وسيلة أيا ًكانت هذه الوسيلة من شأنها أن تخدم أمتنا ووطننا حتى ولو كانت "السينما" فهي سلاح ذو حدين , لكن بالله عليكم يا من تطلقون على أنفسكم "دعاة التغيير والإصلاح" أي حدي "السينما" استخدمتم؟!

هل ستعرضون لأبنائنا وبناتنا بواسطة" السينما" برامج تعليمية وتدريبية وتثقيفية وتوعوية من شأنها أن ترقى بمستوى تفكيرهم وشخصياتهم واهتمامتهم ؛ ومن ثم الارتقاء بمملكتنا لمصافي الدول المتقدمة؟! ..وهل ستقدمون لهم التسلية والترفيه بأعمال سينمائية ومسرحية تتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف ويكون طابعها الطـُهر والنزاهة ؟!.... أنا سأكفيكم الجواب لأنه لا يحتاج إلى ذكاء خارق : أنتم ستعرضون لنا فقط كل ساقط من الأعمال السينمائية التي لا تـُمثل واقعنا ومجتمعاتنا المحافظة لا من قريب ولا من بعيد , وستنقلون لنا ثقافة الغير(طبعا ًالغثيث منها) ليتبناها أبنائنا وبناتنا أفكارا ً وقيما ً تتعارض مع ما يعايشوه؛ومن ثم يدخلون في عراك فكري و ثقافي واجتماعي وسياسي مع واقعهم... ألم أقل لكم أيها "التنويريون كما تصفون أنفسكم" أنكم تفتقدون لأبسط مقومات المصداقية والتمييز في دعواتكم , وأنكم تزنون الأمور بميزان ذو كفة واحدة!! وتنظرون للحياة بعين ٍواحدة!! وتسمعون الأصوات بأذن ٍواحدة !! وهذا كفيل أن تكون نظرتكم لما حولكم قاصرة لا تتعدى أهدافكم ومصالحكم الشخصية.

ثم تأتي البشرى عبر نفس الصحف والمواقع الإلكترونية "إلغاء عرض فيلم مناحي في جازان قبل ساعات من عرضه " , حمدت ربي كثيرا ًأن أُغـلق هذا الباب بفضل ربي أولا ًثم بجهود رجال مخلصين حملوا على أكتافهم هم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لقد أثلج صدري موقفهم المشرف وحرصهم على منطقتهم .... لكم يا أحرار جازان عبر صحيفة سبق الموقرة تحية إجلال وإكبار وتقدير على كل الجهود التي بذلتموها ومازلتم تبذلونها من أجل حماية الوطن من أيدي العابثين , نعم لقد أوقفتم العرض ولكن نحن على ثقة من أنهم سيعيدون الكرة وسيواصلون ضغوطهم من أجل حفظ ماء وجوههم فواصلوا السير على نفس النهج ونحن من ورائكم , فإن كسبوا الجولة القادمة مستقبلاً - لا قدر الله - يكفيكم شرف محاولة حماية العرين. ودعوتي لبقية المناطق أن تحذوا حذو أحرار هذه المنطقة المباركة......

الآن أستطيع أن أقول وكلي ثقة : "اطمئن يا قلب فما زال في أمتك خيرا ...."
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12/06/2009, 08:35 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
لم , ولن أخجل ..!!

لم , ولن أخجل ..!!



بدأت فصول قصتي منذ لحظة انضمامي لركب الأحياء على هذه البسيطة , منذ أن اصطفاني خالقي لأكون من أفضل فصيل في فصيلة الكائنات الحية ؛ وهي فصيلة الإنسان والتي شرفها ربنا وفضلها على سائر المخلوقات بنعمة العقل , ثم شرفني ربي بأن اجتباني لأكون عربية مسلمة ,ثم زاداني شرفا ًوعزا ًبانتمائي لبلاد الحرمين الشريفين .

عشت ُ طفولتي كغيري من الأطفال,متنقلة بين الدراسة واللعب والضحك بعيدة كل البعد عن المنغصات والهموم والتي لم نكن نشعر بوجودها وان كانت محيطة بنا من كل حدب ٍ وصوب فقد شفعت لنا طفولتنا فعــُفـِينا بدون علمنا من مكابدة هذه المنغصات. على الرغم من صغر سني في هذه المرحلة إلا أنني كنت أشعر بأنني شيء غالي وثمين لابد من الاهتمام به والمحافظة عليه ؛ كنت ألتقط هذا من نظرات الكبار من حولي , من كلماتهم التي كنت أسمعها دائما ًعندما ندخل في مشاجرات مع أقراننا من الأولاد: لا تضرب أختك! لا تقسو عليها! لا تظلمها , ولا تستغل ضعفها ! فهي مكسورة الجناح!! هنا يشن الأولاد حملة احتجاجات مفادها :لماذا دائما ًتقفون في صف البنات؟!

في هذه اللحظة يبدأ الآباء والأمهات في سرد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في ضرورة الإحسان للبنات :

"استوصوا بالنساء خيرا ً" , "رفقا ًبالقوارير" , "اتقوا الله في نسائكم فإنهن عوانُ عندكم",,,,,,,,,الخ ؛ فينقلب الأولاد وقد استوعبوا الرسالة وعرفوا الغاية , أما نحن الصغيرات فكنا نسير ُونجري ونلعب ونحن نشعر بأننا جواهر مصونة ودُرر مكنونة تسير على الأرض.

انتهت الطفولة السعيدة وجاءت مرحلة المراهقة افتتحت هذه المرحلة المهمة بارتدائي أجمل لباس في حياتي ؛ لباس العفة والطهارة , لباس العزة والشرف , لباس الصفاء والنقاء ....إنه حجابي الساتر والذي بارتدائي له أكون مطيعة لربي ولرسولي محمد صلى الله عليه وسلم ,كانت لدي قناعة شخصية أصيلة بالمصالح العظمى لهذا الحجاب سواء على شخصي أو على مجتمعي .

كان من أبرز ثمار هذا اللباس الساتر والذي ألقى بظلاله علي هي نظرات الاحترام والتقدير ممن حولي , حتى ممن لا يعترفون بالحجاب الاسلامي الساتر كنت أشعر بأنني أنتزع نظرات الاحترام منهم انتزاعا ً وان كابروا !!!

في هذه المرحلة كنا نستقبل العديد من التوجيهات والنصائح من أمهاتنا والتي كان لها بالغ الأثر في تكوين شخصياتنا مستقبلا ً:

"صوتك يا ابنتي غالي وليس كل من هب ودب يجوز له سماعه"

" تجملي يا ابنتي بالحياء , فالحياء شـُعبة من شـُعب الإيمان"

"احذري يا ابنتي من الذئاب البشرية , لا تكوني فريسة من السهل اصطيادها ومن ثم سقوطها في شباك الرذيلة"

"حافظي يا ابنتي على حجابك , إذا قــُدمت لك حلوى مكشوفة وأخرى مـُغلفة أيهما تختارين؟"

مع كل هذه النصائح التي تشربناها منذ نعومة أظفارنا كان يزداد إيماني ويقيني بأنني شيء غالي تزداد أهميته يوما ً بعد يوم , فلا أملك إلا أن أحمد ربي أن كتب لي هذا الشرف والمكانة في الإسلام والتي لا تحظى بها كثير من نساء العالم.

ودعتُ مرحلة المراهقة لأستقبل مرحلة جديدة في حياتي مرحلة الشباب, بدأت بالانفتاح على العالم الخارجي من حولي شيئا ً فشيئا ً, ومع هذا الانفتاح الحذر تفاجأت بأنني بعد أن كنت أسمع أصواتا ً تدعو للحشمة والوقار والحياء بدأت أسمع أصواتا ًتنعـِقُ بالتفسخ والانحلال الفكري والأخلاقي والجسدي , تعالت الأصوات المنادية بتحرير المرأة من لباس الحداد الذي كُـتِب عليها من قبل رجال الدين الملتحين على حد زعمهم,والذين لا يملكون في قلوبهم ذرة رحمة أو شفقة!!! وشـُـنت حرب شرسة على الحجاب: مزقيه أيتها الحرة , حرقيه , ثم دوسيه واضربي عليه "بكعبك العالي" ليلتفت كل من حولك ثم ينتصب واقفاً معترفا ً بوجودك , معلنة ًبذلك الحرب على ثقافة البيئة التي تخجل من وجودك!!!

نادوا بضرورة فك الحصار عن المرأة السعودية , وطبلوا للاختلاط في المدارس وأماكن العمل, ونادوا بضرورة تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في كل مرافق الحياة,ونادوا بحق قيادة المرأة للسيارة,وغيرها الكثير من الدعوات المغرضة التي ما أنزل الله بها من سلطان .

ثم تخرج علينا شخصية تــُحسب علينا أنها سعودية,ومن بنات جلدتنا مع أن كتاباتها التي تخدش الحياء بشكل سافر تجعلني أتشكك في ذلك ؛ لتقول أنها اكتشفت معجزة غابت عن كثير من العلماء والمفكرين , فمن خلال أبحاثها ودراساتها المكوكية حول هذا المخلوق الغريب والذي يطلق عليه (امرأة) توصلت إلى أن:
" الأنوثة تــُعد بمثابة أعجوبة كونية تستحق العبادة والتقديس"!!!

وتبدي إعجابها بمن نحتوا أجساد النساء عراة في الطرقات والشوارع والكهوف.................ما هذا التفكير الخـرِف؟!

ألهذه الدرجة تــُختزل المرأة بما خلقها الله من مشاعر وأحاسيس لتكون جسدا ً فقط ليستمتع غيرها بالنظر إليه, فهل الله خلق المرأة لتكون جسدا ًفقط ؟ إنني أستطيع أن أطلق على هذا التفكير "عبودية الأجساد".

ثم تأتي هذه المأفونة لتـُعلن للعالم بانعدام حياء لا مثيل له : يحق للمرأة أن تتزوج أربعة رجال بواقع ست ساعات لكل واحد ٍ منهم يوميا ً( مـُعددة عادلة,,تعلموا العدل أيها الرجال) , أي تفكير أخرق قاد صاحبته إلى هذا الجنون !!!( أقترح لسعيدي الحظ أزواج هذه البائسة المستقبليين إن رزقوا بطفل أن يتقاسموه بالتساوي , فالعدالة مطلوبة!).
إنني أتساءل وكلي حيرة وأوجه سؤالي لهذه المتحذلقة "نادين بدير" :

من الذي نصبك متحدثة رسمية بألسنتنا ؟ ثم من الذي اشتكى إليك لتظهري على شاشات الفضائيات لتقولي أنه آن الآوان للتغيير والإصلاح في السعودية , وأنه يجب أن ترسو دعائم المساواة بين الرجل والمرأة؛فالمرأة في السعودية لا تعيش مثل غيرها من نساء العالم , وغير هذا كثير من الخزعبلات والأكاذيب والأباطيل التي تبثها سموما ًفي العديد من الصحف العربية والخليجية والتي تخجل العيون الطاهرة من قراءتها فضلا ًعن النفوس.

ما هي الحياة التي ترتضيها هذه المريضة لنا نحن السعوديات , هل الحياة البهيمية التي لا تعترف الا بالجسد ومتعته رمزا ًللتقدم والرقي هي الحياة التي ترتضيها لنا؟! إذا كنتِ قد أصبت ِبجرثومة في عقلك فما ذنبنا نحن لنتحمل غثائك !!!


ثم يأتي شخص لا أدري أين أضاع رجولته, أو على من أجرها ليقول :

"نادين بدير هي التي تـُمثل المرأة السعودية الحقيقية المثقفة الناضجة......"

وأنا هنا أرد عليه وعلى زمرته بأننا نحن السعوديات الشريفات لا نتشرف بهذا التمثيل ولا نعترف به , وليس مصدر فخر لنا على الإطلاق بل على العكس عند قراءتي لكتاباتها لا أملك إلا أن أحني الرأس خجلا ً وتعجـُبا ً من هذا الانسلاخ الفظيع من الدين والوطن والعروبة .....ثم إنني أجد ُ نفسي مضطرة أن أزف بشرى لهذا المسخ البشري الذي لو ارتدى الحجاب لكان خيرا ًله! بأنك ِستخيبين وسيخيب ممشاك بإذن الله, وسيرد الله كيدك في نحرك ثم سينتهي بك المطاف إن لم تعودي إلى صوابك في مزبلة التاريخ غير مأسوفٍ عليك ؛ فأنتي ومن على شاكلتك لا تمثلون أي نسبة تـُذكر في وطننا النزيه الطاهر, أنتم لستم إلا حـُثالة لا نقيم لها وزنا ً ولا قيمة, ولا تمتون لنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
وأنا هنا أنتهزها فرصة لأُقدم لكل من يقول أن المرأة مخلوق مسلوب الحقوق في المجتمع السعودي , ولكل من ينادي بإنقاذ هذا المخلوق من بين أيدي المتوحشين من رجال الدين أصحاب الفكر المتشدد ؛ أمثال هذه المرأة ومن وراءها من الليبراليين ولمن في عقله شيء ولو بسيط من هوس تحرير المرأة الخبر التالي:
"توصلت دراسة من مركز ستارش البريطاني للأبحاث العالمية إلى أن السعوديات هن أكثر البنات دلالا ًعلى مستوى العالم .
حيث تمت الدراسة بناءا ًعلى عدة أمور منها أن الفتاة السعودية تـُلبى طلباتها بدون عناء , وأن الفتاة السعودية دائما ًتــُخدم إضافة إلى أنها ليست بحاجة إلى عمل فمصروفها متوفر لها من أولياء أمورها دون الحاجة للعمل.
ووصف الباحث الفتيات السعوديات بـأنهن (ملكات العالم) ويقول أن الملكة لا تقود السيارة بل الخدم من يقوم بذلك فالفتاة السعودية مثل الملكات تماما ً.
وتمت الدراسة أيضا على الاعتناء بالرشاقة وحسن المظهر واهتمام الفتاة السعوديات بجمالها حيث يقول السيد كريستروفر جولايل أن السعوديات هن الأجمل على مستوى العالم ."

نعم هذه نظرة الغرب الذي يتمتع بالديمقراطية ويدعو للمساواة بين الرجل والمرأة ويعزف على أوتارها ليل نهار؛ نعم هم يعترفون بأننا نحن السعوديات نعيش كالملكات.....إذن لماذا يسعى العالم إلى تجريدنا من هذا النعيم الذي نعيشه!والذي لا أجد له تفسيرا ًسـُوى" حسدا ًمن عند أنفسهم ", لينقلنا من حياة الملكات إلى حياة النخاسين والرقيق؟!!
وفي ختام مقالي سأعلنها صريحة كما أعلنت هي عن فكرها المنحرف المنحل صراحة ً:
لم ,ولن أخجل من ديني الإسلام الذي اختارني خالقي من بين العالم لأكون تحت مظلته!

لم , ولن أخجل من قرأني الذي هو دستوري , ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي هي منهاجنا !

لم ,ولن أخجل من كوني سعودية بل أفخر بذلك ؛ فإن لم أفخر بأنني بنت بلاد الحرمين الشريفين فمن حــُق له الفخر !
لم , ولن أخجل من حجابي رمز عفتي وكرامتي وحيائي, وحافظي بعد ربي !

لم , ولن أخجل من عادات وتقاليد مجتمعي إن لم تكن مخالفة لديني بل سنظل نتوارثها جيلا ً بعد جيل !
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12/06/2009, 08:42 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
ردا على ليلى الوطن

ردا على ليلى الوطن

ليس هناك ظلما على المرأة السعودية يا عزيزتي!!!
قرأت ما كتبته الكاتبة ليلى الأحدب تحت عنوان " جناية الفقه المتشدد على المرأة وحاجتنا لفقيه شجاع" في عدد الوطن رقم 2922 وإن كانت الكاتبة قد عددت المواضيع وشتتها إلا إن لي بعض الوقفات مع ذلك المقال.

فلنبدأ بالعنوان "جناية الفقه المتشدد على المرأة وحاجتنا لفقيه شجاع" فما هو التشدد ؟ وما هو حدوده وعلاماته؟ فكلمة متشدد كلمة عامة قد يستغلها البعض ليجيرها لحساب الأهواء ونزوات النفس الأمارة. فليس لنا أن نأخذ من العالم أو الفقيه ما نريد ويوافق هوانا ونترك ما لا يوفقنا، ولو كان كذلك، لما احتجنا لفتاوى العلماء وأقوالهم.

أما الرسالة التي تلقتها الكاتبة من فتاة سعودية في التاسعة عشرة من عمرها التي أشارت فيها أنها تواجه مشكلة الأنوثة والكبت والاتهام والأذية، واتهمت الفتاة خلال رسالتها كتبنا بأنها رسمت الفتاة بالغواية أو الإغراء وأنها أي الكتب رأيا عقلياً تصفنا بالانتقاص. فلو صدقت الفتاة في رسالتها، فهل لنا أن نحكم على مجتمع كامل من خلال رسالة فردية لنحطم من خلال ذلك الحكم العشوائي الترابط الاجتماعي والتعاون الأسري الذي يتمثل به المجتمع السعودي، ونرسم من خلاله صورة مشوهة لقاريٍ خارج حدود بلادنا؟! نحن نعيش في مجتمعنا ولم نعاني ما تعانيه أختنا صاحبة الرسالة إلا من كانت تحمل هواء أو رغبات نفسية تخرج عن حدود القيم الدينية أو القوانين الرسمية فإن هذه الأهواء مردودة على صاحبها ذكر كان أو أنثى ، وأما الكتب التي أشارت إليها في رسالتها فنحن جميعا درسنها الكبير منا والصغير والذكر والأنثى فلم نرى إلا التأثير الإيجابي ، فلِما كان التأثير سلبيا على تلك الفتاة لوحدها من بين أفراد المجتمع ؟!

وتقول الكاتبة أن الفتاة كتبت لها باسم مستعار، وأولت الكاتبة ذلك إلى تشهير السلاح في وجه أي فتاة تفكر في استخدام اسمها المجرد ، وأعتقد أن ذلك الاستنتاج خاطئا لوجود احتمالات أخرى، فربما لا ترغب الفتاة في أظهار اسمها الصريح ، وربما لم تكن صادقة في معاناتها، وربما أيضا أنها حريصة على سمعة أسرتها، وهنالك الكثير من الكتاب الذكور يكتبون وراء أسماء مستعارة ، ثم تسأل الكاتبة فتقول " من المسئول عن النظرة الدونية للمرأة"؟ ثم تجاوب نفسها فتقول " المسئول هو ثقافة المجتمعات العربية عموما" فهذا رأيها الخاص ولكن الرأي العام يرى أن المرأة العربية خاصة والمسلمة عامة أكرم وأعز وأطهر من أي امرأة في العالم لكونها تحتمي بكنف رجال مقيدون بتعاليم دينية وأوامر إلهية تحول بينه وبين الظلم فتجعله يرع المرأة أبا ويتلطف لها أخا ويحن عليها زوجا ، ويدافع عنها السلطان ويغار عليها رجال مجتمعها. جند المعتصم جيشا كاملا وكان على رأسه من أجل امرأة، وقدم رجل مسلم نفسه للقتل دفاعا وحمية على عفة امرأة مسلمة فأي كرامة للمرأة المسلمة بعد هذا.!

وأما المرأة السعودية خاصة فقد أخذت مكانتها واحترامها وتقديرها من ولاة الأمر حفظهم الله والعلماء رعاهم الله ومن الآباء والأخوان والأزواج يتبادلون التقدير والاحترام. المرأة السعودية قد تختلف عن غيرها من نساء العالم الإسلامي ، فهي تعيش في أكناف بلاد الحرمين ومهبط الرسالة ونور الوحي، فوردت لمناهل علوم صافية نقية لم تلوثها حروب طائفية ولا أفكار سياسية ولا أيادي استعمارية فاستمرت في حشمتها وعفتها ومكانتها المرموقة .

وأنا لا أنكر وجود شواذ من الظلم والعنف الأسري تتلقاه بعض النساء في البيوتات السعودية ولكن من العيب والظلم أن نعمم الشواذ على العموم ونجعل القضية النادرة ظاهرة وما يحدث في بلادنا من العنف الأسري يعد قطرة في بحر مما يحدث في دول أخرى أقل سكانا وأصغر مساحة من بلادنا.

وأشارت الكاتبة بقولها الأحاديث الضعيفة ومثلت لذلك حديث: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة واعتراض عائشة عليه وهذا الحديث التي ضعفته الكاتبة هو من حديث أبي ذر، وأبي هريرة، وهو قول: أنس، والحسن، وابن عباس، وابن خزيمة، وابن حزم، ورواية عن أحمد اختارها شيخُ الإسلام، وابن القيم، والشوكاني، وعليه مشايخنا في هذا العصر: الألباني، وابن باز، وابن عثيمين، فكيف يكون ضعيفا بعد كل هذا؟. وأنا كنت أتمنى أن لا يكون صحيحا ولكن للأسف أنه صحيحا وجميع الأحاديث المناقضة له ضعيفة . وأما وضع عائشة رضي الله عنها مع صلاة الرسول عليه السلام فإنها لم تكن مارة وإنما كانت مضطجعة ولذلك لا يستنبط الأحكام إلا الفقهاء.

وأثنت الكاتبة على الشيخ سلمان العودة ووصفته بأنه مجتهدا بحق (وهو كذلك والله حسيبة) ولكن الثناء لم يطول حيث قالت " لكنه مازال يحتاج شجاعة أكثر في خروجه عن النسق" وأظن أن الجميع يوافقني أن الحكم على عمل ما أو شخص ما، يجب أن يكون الحُكُم (بضم الحاء والكاف) والحَكم ( بفتحهما) في دائرة تخصص المحكوم عليه لأنه الأعلم بظواهر وخفايا موضوع التحكيم، وليس للعامة ولا لأي شخص آخر مهما بلغ علمه في علوم الحياة أن يقيّم فقيها في فقهه أو عالما في علمه.

وأعجب من ثناء الكاتبة على ما يوافق موضوعها وفكرتها من كلام الشيخ والتقليل من شأن ما لم يوافق رائيها فقالت " لقد أصبح رأي الشيخ واضحا في هذا الأمر وهو أن المذاهب الفقهية مختلفة في ذلك، فبعضها أجاز كشف الوجه والكفين" ولكن لم يروق لها رأي الشيخ حينما أيد رأي تغطية الوجه والكفين فقالت:" ولكنه يرى أن الغطاء أفضل وهذا الرأي لا يخرج عن كون الرجل أبن بيئته" فقد اعترفت الكاتبة بأن العودة شيخا ، بل أشارت إلى أنه شيخها المفضل وصرحت في مقالها بأنه مجتهدا بحق ثم تسند ما لم يوافقها من رأيه إلى أثر البيئة التي كان شيخنا يعيشها. ولو تأملنا في كلام الشيخ لوجدناه يقول البعض أجاز كشف الوجه واليدين، والبعض يدل على القلة وإلا فالأصل هو التغطية والستر كما جاء في الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة فكيف نُسنِد رأي جمهور العلماء عبر العصور الإسلامية إلى بيئة الشيخ العودة وهو حفظه الله يؤيد رأيا للعلماء ولم يحدثه بنفسه . بل هناك من العلماء الذين يرون بالكشف يسترون نساءهم ولم يسمحوا لهن بنزع حجاب الوجه ومنهم العلامة الألباني رحمه الله.

وقد ذم الله تعالى من أهل الكتاب الذين يأخذون ما يوافق هواهم ويتركون مالا يوافقهم فقال تعالى:" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ... الآية" فعلى معنى هذه الآية ليس لنا أن نأخذ من كل عالم ما يوفقنا ونترك ما لا يوافق هوانا ، ولكن نقول سمعنا وأطعنا إذا قويت حجة الفقيه وبان دليله.

وتصوب الكاتبة الشيخ وتخطيه حينما أفتى لامرأة جزائرية بأن لا تخالط الرجال إلا لضرورة. وأفتى أيضا الشيخ لفتاة تدرس الطب بأن تواجدها في عيادة الدرس التعليمي السريري لوحدها مع الطبيب ليس خلوة ما دام الباب ممكناً فتحه لأي أحد من الخارج فتقول " أين أخطأ الشيخ العودة وأين أصاب؟ فهي ترى أن خطأ الشيخ في كونه يرى بالاختلاط للضرورة فقط فهي لا تريد كلمة ( للضرورة ) ونسيت أو تناست قول الرسول عليه السلام ( إياكم والدخول على النساء) وقال عليه السلام ما تركت فتنة بعدي هي أشد على الرجال من النساء) وحذرنا عليه السلام مما وقعت فيه الأمم السابقة فقال : ( كانت أول فتنة بني إسرائيل في النساء) وأمر الله تعالى للجنسين بغض البصر فكيف يكون غض البصر وكل منهما أمام الآخر ساعات طوال؟ ولذلك علق الشيخ إباحة الاختلاط بما دعت إليه الضرورة وهذا قول جمهور العلماء ليس رأي العودة لوحده.

وترى الكاتبة صواب الشيخ وشجاعته في فتواه بإباحة وجود طالبة الطب لوحدها مع الطبيب في غرفة مادام الباب ممكنا فتحه لأي أحد من الخارج. فإن حدثت فعلا هذه الفتوى من الشيخ فالذي يقومه بالصواب والخطأ هم أهل العلم والفقه والدراية لأنهم أهل تخصص وخبرة ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ولكن سأكتب ما يدور في داخلي وليس معارِضة للشيخ فلست أنا ولا الكاتبة من أهل التخصص. فإذا أيده الفقهاء فإصابته من الله ثم من علمه وفقه وإن أخطأ فإنما هي كبوة فارس، ودلالة ( كُلاّ يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله عليه السلام).

يقول صلى الله عليه وسلم ( ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وقال: ( إياكم والدخول على النساء) والنساء هنا يشمل الإفراد والجمع. فإذا الدخول على جماعة النساء خطرا فالدخول على المرأة الواحدة أشد خطرا. وإمكانية فتح الباب من الخارج لا يمنع الخلوة والدليل على ذلك أن يوسف عليه السلام وامرأة العزيز حينما همّ بها وهمت به كانت الأبواب مفتحة ويمكن فتحها من الخارج ولذلك قال تعالى ( فأغلقت الأبواب) والفاء تدل على الترتيب التعقيب أي حدوث الفكرة ثم الإغلاق.

والدليل الواضح على إتباع الكاتبة للمتشابه من القول : قولها :" كم تمنيت لو أن الشيخ ذكر لطالبة الطب مثال رفيدة الأسلمية التي كانت خيمتها بمثابة مستشفى عسكري متنقل وأمر عليه السلام أن يوضع سعد بن معاذ عندما أصيب بغزوة الخندق في خيمتها ليعوده من قريب؛ وعلى هذا فما كان بينها وبين سعد خلوة وإنما هي طبيبة تمرض مصابا."
فهذه دلالة على أن لنصوص لابد لها من فقيه يضعها مكانها الشرعي الصحيح ، فهم الذين يستنبطون الأحكام والأدلة الشرعية ولا يعتمدون على ظواهر النصوص. ولو تمعنت الكاتبة في القصة قليلا لاستنتجت أن رفيدة الأسلمية رضي الله عنها كانت مجاهدة تداوي المجاهدين فقط وليس عامة الناس كما يحدث في المستشفيات اليوم، وهذه مما دعت إليه الضرورة لانشغال الرجال في المعارك. ثانيا: رجل تنزف جراحه ومحمّل بطعان السيوف وضرب الرماح لا يكاد يحرك أطرافه، هل له نظرة في النساء. ثالثا: من الطبيعي أن الطبيبة تحتاج إلى مساعدات من النساء في عياداتهن كما هو الحال في زمننا الحاضر، فقد ورد في الآثار أن رفيدة لم تكن لوحدها وإنما كان معها ثلة من الصحابيات المساعدات لها وقد خُصّصت في القصة لأنها صاحبة الخيمة وهي المطببة فليس هناك خلوة.
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12/06/2009, 08:45 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
حكاية (السينما) و (المتشددين).

حكاية (السينما) و (المتشددين).

قد نكون مجتمعاً لا يفهم، ولا يقرأ، ومستوى الوعي لدينا في انخفاض مستمرّ، وربّما نكون مغفّلين وبلهاء ..

إلا أنه ما زال فينا شيء من فهم وإدراك، ولم يصل بنا الغباء والبلاهة إلى الحدّ الذي تمرّر علينا (المحرّمات) الشرعية الظاهرة لنتعامل معها بشكل طبيعي فلا يبقى منكر لها إلا كلّ متطرّف متشدد بمجرّد أن يكتب على هذا المحرم (وفق الضوابط الشرعية) وبما ( لا يتعارض مع الشريعة السمحة).

(جميلٌ) أن يعتني المرء بأمر الضوابط الشرعية ويجهر في وسائل الإعلام بتعظيمها ومراعاته لها، ومن (السيء )غير الجميل أن يقف الأمر عند هذا الحدّ، فتسير الأمور على ما هي عليه ولا يبقى من أمر الضوابط الشرعية إلا الصوت والحبر والورق!

قصّة (السينما) في هذه الأيام تبدو كنموذج مجهري لانكشاف حقيقة هذا العبث المستتر بالضوابط الشرعية، وتعرية متقنة للممارسة السلبية الخفيّة التي تنافق هذا المجتمع المبارك فلا تقدر على تمرير المحرّمات إلا عبر بوّابة التأكيد على الالتزام بقيود الشريعة السمحة.

حكايتها .. تبرز فئة وفعالاً تحسب أنّها بمجرّد ملفوظة (الضوابط الشرعية) قد أبيح لها انتهاك كلّ الأحكام الشرعية على شاكلة من يكتب على لحم الخنزير ذبح على الطريقة الشرعية، فالقيمة الحقيقية لهذه (الضوابط) أن يصكّ بها في وجه المنكرين الغيورين، وأما الواقع فلا يعرف أحد ما هو الضابط الشرعي الذي يجزم أنهم لن ينتهكوه!

تبرّج ظاهر، واختلاط، وتقارب غير محتشم، وموسيقى .. في حال لا يخفى تحريمها على مسلم، ولا يتصوّر أن يكون فيها خلاف بين العقلاء فضلاً عن العلماء ..

ومع ذلك .. فكلّ ما في هذه السينما هو بحسب (الضوابط الشرعية) ووفق (القيم الفاضلة) وبما فيه (خدمة المجتمع)!

ويطلع علينا بيان [روتانا] ليقرّر( سنحرص على تقديم ما يتناسب مع خصوصية مجتمعنا وعاداته وتقاليده وما يتناسب مع شريعتنا السمحة) كما هي سيرة قنوات روتانا دوماً!

ولا يعارض هذه (السينما) الشرعيّة حسب رؤية الكتّاب والصحفيين إلا فئة قليلة من (المتطرّفين المتشدّدين) الذين لا يفقهون الحكم الشرعي، ويعارضون (كلّ جديد) ويرفضون (التقدم والانفتاح العالمي) ويسعون لدفع المجتمع نحو (التخلّف والهمجية).

طبعاً .. ما ترونه هو أول آثام السينما، ومن طبيعة أول كلّ شيء أن يكون محافظاً متزناً مداهناً.. فإذا رأيتم في أول الأمر (تبرّجاً) و (اختلاطاً) و(فساداً) حسب الشريعة الإسلامية السمحة ووفق الرؤية المعتدلة فإن (روتانا) تعدكم أن تمضي بكم في طريق الوسطية والاعتدال إلى (الرقص) و (التفسّخ) و (تهييج الشهوات) و (إثارة الغرائز) المنضبطة –جدّاً- بالقيم والأصول الشرعية بما يشهد به كلّ معتدل وسطي ولا ينكره إلا كلّ متطرّف عنيد!

أن يقع المسلم في الخطأ وهو مقّر معترف هو أمر (هيّن) في مقابل من يقع في الخطأ ويأبى إلا أن يكون صواباً، ويسير بالدليل الشرعي ليكون موافقاً له ودالاً على صحّة فعله بقطعية لا يشكّ فيها إلا الغلاة الجفاة، فهذا ليس مجرّد خطأ أو فعل محرّم لا يسلم منه أحد، بل هو تعدٍ على الشرع وتلبيس وتدليس على عباد الله لا يجوز السكوت عنه.

وأربأ بأحد يعظّم النصوص الشرعيّة أن يدافع ويذبّ عن مثل هذا ولو كان في حقيقة نفسه يودّ أن توجد السينما، فليكن هذا في مسار السلوك والهوى لا في دائرة التلبيس والتحريف للحكم الشرعي.

أبت حكاية (السينما) إلا أن تضع كلّ من يحرّم سلوكياتها ضمن ساحة المتطرّفين المتشددين، وهم –أي المتطرّفين هؤلاء- فئة قليلة جدّاً ليس فيها إلا (عبد العزيز بن باز) و (محمد بن عثيمين) و(اللجنة الدائمة للإفتاء) و(هيئة كبار العلماء) و (طلّاب العلم ) و (المشايخ) و (الدعاة) و (القضاة) و(أساتذة الجامعات) و ( المتخصصين) في العلوم الشرعيّة ..

فقط هؤلاء القلّة هم الذين يحرّمون السينما المعاصرة .. وما نقموا من السينما وما حاربوها إلا لانحرافهم عن (طريق الوسطية والاعتدال) الذي قد مضى على جادّته كتّاب الزوايا الصحفية ونجوم قنوات (روتانا)!
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13/06/2009, 02:38 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
موقع مهم جدآ جدآ

لم ارى موقع للفتوى مثل هذا الموقع كل شي تبحث عنه من الفتوى تجده. فقط اضغط على الفتوى تسمعها كاملة من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله.
http://www.alandals.net/m/MobileSections.aspx




أنشر
لكي يكون لك نصيب من
الأجر
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:58 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube