لم يبالغ الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد حينما قال :
كل شيء سعره في إرتفاع إلا المواطن التعيس ..

فعلاً هذا هو الواقع حالياً وإن كنا نعاني منه منذ فتره إلا أن الغلاء
( إستفحل ) حالياً بشكل لايطاق فسأعقد مقارنه بسيطه لكم وعليها قيسو ..

في أمريكا تم تدارك أوضاع غلاء الأسعار العالميه بعرض مغري
يعوض المواطنين عن الخسائر التي تكبدوها في الفتره السابقه
فقرأت عن عرض للسيارات محتواه :

( إشتري سياره وخذ الأخرى مجانا ً )

في حين أن سعر الكماليات من الشوكولاته وغيرها لدينا
( جالكسي + مارس + سنيكرس وبقيه الشله )

في إزدياد فما بالكم ببقيه الضروريات

قرأت قصه قديماً تقول : بأن هناك فتاه غرمت بأخ صديقتها لان الثانيه كانت
تحكي لها باستمرار عن أخيها وتطور الحال بها إلى أن أضحت أخت الشاب
وسيطاً بينهم فأعجب الأخ بها وقرر خطبتها ولكن كانت والدته هي العائق لأنها
تريد أن تختار له شريكه حياته ( على ذوقها ) لمّح أخينا لامه بأنه يريد فتاه
بعينها ولكنه لم يفلح بإفهامها مغزاه وأقترحت عليه ( عروسة المستقبل )
أن يأخذ أمه للحج وأتفق معها وإستطاع التنسيق بحيث يتواجدون بنفس الحمله
ليضمن تواجد أمه مع الفتاه وحينما جاء الموعد المنتظر أخذت الفتاه( المسكينه )
بشحن كل قواها حتى تستطيع لفت نظر ( حماة المستقبل ) وأخذت تساعد
العجوز في كل شيء تقرأ الأدعيه وتساعدها في قراءة القرآن فأضحت
أختنا للعجوز كظلها ولم تقتصر جهداً في إظهار جميع مفاتنها ومحاسنها
اللفظيه والفعليه علها تظفر ( بصك الرضى) من الحماة ..
وعند عودتهم من الحج وحينما سُئلت العجوز عن الحج وأموره من قبل
بناتها أردفت قائله وهي متذمره : ( والله يابناتي إن الحج زين لولا ذيك البنت
النشبه إللي وقفتلي على كل شيء كان أنا بخير ) ..

لا تستعجلي النصيب فكل ميسر لما خٌلق له وكل رزق مكتوب في اللوح
المحفوظ ينتظر فقد أمر الرب لتنفيذه ولا تكوني كمن نصبت لفظة
( ابغى عريس؟ بالله دورولي على عريس في المجالس تطلقها
( بداعي وبدون داعي ) فأضحت مستنكرة الأفعال من الجميع ولا تنسي
الحياء شعبه من شعب الإيمان فتمسكي به تكسبي إحترام الجميع ..
وأعلمي بأن يكرهك الناس وأنتِ تثقين بنفسك أهون في بعض الأحيان
من أن يحبوكِ وأنت في المقابل تكرهين نفسك ولاتثقين بها ..

( تصدقين يا فلانه أن شنطتي من جوتشي وعطري من شانيل والله كلفتني
كثير بس ماعليه الغالي سعري فيه ) ..
على وقع هذه الحروف تتحدث متباهيه بمرض أصيبت به
( عفانا الله وإياكم ) يُدعى بــ ( هوس ) الماركات ..

مسكينه هي هذه السخيفه فقط أهدرت حياتها وهي تلاحق هذه الماركات ووضعتها
هدفها الأول والأوحد فأضحت نُصب عينيها فلا يقنعها سواها ولا
( يملأ عينها إلا الغالي )
متناسيه أو جاهله بأن جمال الروح أسمى من جمال الهندام وأن مايحمله المرء
بين أضلاع صدره في صندوقه الأحمر ( قلبه ) خير من ( ماركات الدنيا ) جميعها
وأن ألإنسان يُحكم عليه من خلال تصرفاته التي تعكس مدى فكره وثقافته لا هندامه ..

تقول ( نوال السباعي ) في كتاب ( خواطر في زمن المحنه )
* كل دمعة لها نهاية ، ونهاية الدمعة بسمة ، وكل بسمة لها نهاية ، ونهاية
البسمة دمعة ، والحياة بداية ونهاية ، وبسمة ودمعة ، فلا تفرح كثيرا ،
ولا تحزن كثيرا إذا أصابتك إحداهما ؛ فنصيبك من الأخرى مخبوء في
صفحة القدر ...

وأنا أقول الحياه ألوان وفي كل يوم ترينا لوناً من ألوانها فإن أحزنتك
اليوم فثق بأنها تحمل لك الفرح في الغد وإن أشقتك في إحدى الليالي
فأعلم بأنها تحتضن لك السعاده بين جنباتها في ليالي أخرى ..

والذكي هو من يعرف كيف يتأقلم مع تقلبات الحياه بكل
أطيافها ليضمن أقل الخسائر خلال الفتره التي سيقضيها على قيدها ..

@ ومضه @
إلعن الظلام لن يجدي أن تشعل شمعه !!