
09/08/2008, 11:28 AM
|
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/12/2001 المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
| |
أريد أن أتوقع مثلما يفعل الأحبة قبلي لكنني من الفريق الذي يرى أن التوقع يسلب الرواية بعدها القصصي لتصبح شيئاً أشبه بلغزٍ يحتاج إلى حل. أسلوب الحبيبِ أبي ريمان في الرواية لم أره من قبل و لا أدري هل لو اعتنى به و حارب من أجله هل سيكتب تاريخ الأدب الروائي أن شاباً (أقولها مرغماً) في مطلع القرن الحادي و العشرين اخترع اسلوباً جديداً في رواية الأحداث.
أنا لست أديباً لكنني أكثر في قراءة الأدب و متأثر بثلاثةٍ أغدقوا علي من مخزون علمهم و أدبهم بطريقٍ مباشرٍ و غير مباشر. أولهم هو تاج رأسي أستاذنا ابراهيم الوهبي رفع الله قدره و أنسأ في أجله و ختم له بالحسنى ، تعلمتُ منه اللغة و الأدب و تجويد القرآن ، و الثاني هو الشيخ الجليل علي الطنطاوي رحمه الله رحمةً واسعة و جعل لكل حرفٍ كتبه درجةً في عليين و قد تتلمذت على برامجه في الرائي و في المذياع و على كتبه منذ أن دخلت الجامعة ، و الثالث هو أحد أشهر كتاب الساحة الجبل الأشم و أعرفه و لا يعرفني تعلمت منه الأدب حرفاً و عمقاً و أحتفظ باسمه فله مني جزيل الدعاء بأن يحفظه الله من بين يديه و من خلفه. لا أدري ما الذي ذكرني بهم الآن !! لكنني تذكرتهم و أحببت أن أدعو لهم و لم أجد أفضل من هذا موضوع حبيبنا أبي ريمان.
أسلوب الأستاذ أبي ريمان هنا يوصلك تارةً إلى الإسلوب القصصي التقليدي ثم ما يلبث أن يعود بك إلى أسلوبٍ ريمانيٍ جديدٍ في إيصال الأحداث إلى القلب لأنك تشعر بأن أبطالها حقيقيون. فمثلاً عندما يبتديء الجزء بكلام من أحد الأبطال موجهٌ للقراء أنه - أي البطل - سيصف الأحداث لأن الآخر مشغول ، ما الذي يخطر ببال القاريء في هذه اللحظة !؟ سيشعر أن البطل هو من لحمٍ و دمٍ و ليس من خيال الكاتب. هذا إسلوب إبداعي للحفاظ على نسق التشويق أغبط أبا ريمان عليه و أرجوه أن يحافظ عليه و يرعاه .
من جهةٍ أخرى ، كنت أفكر بيني و بين نفسي ، و قد شاركت هذا التفكير كريمتي العزيزة ، أن أسلوب الرواية في بدايتها بدت و كأنها تكرار لذات البعد النفسي لشخوص سابقتها لكنها خلت من الوصف العميق الذي امتازت به الأولى. أنا أعرف أن الكلام - مني هنا - سهلٌ لكن التطبيق عسير . و بطبيعة الحال فإن العمل الأول كان ذكرياتٍ من الواقع و هذا العمل كان مزيجاً من الإثنين الوقع و الخيال ، و هو ما يجعل إطلاق العنان للخيال في بعض الوصف الدقيق مناسبٌ أكثر.
الأستاذ كتب في أول هذا المشروع أنه خيال يقترب من الحقيقة أو حقيقة تقترب من الخيال أو أنها مزيجٌ من الأثنين و أنا أظن أن من أجمل ما تقرأ من قصصٍ أو من شعرٍ أو من نثرٍ هو ما كان ترجمةٍ لحوادث حقيقةٍ أو إلهام من حدثٍ واحدٍ و أكمل الباقي إبداع الكاتب. لذا أظن لو أن أبا ريمان خصص في أحد الأجزاء وصفاً لحياة الأبطال من خلال نظرةٍ متجردٍ عنهم - أي من الكاتب - لأكملت روايته التحليق في سماء التميز.
أقرر هنا أن هذه لا تعدو عن وجهة نظرِ متابعٍ من المتابعين لا أكثر و لا أقل.
أثناء ترددي المتواصل على هذا العمل شرعتُ ثلاث مراتٍ بكتابة ردٍ ثم عدت و توقفت و في إحدى المرات كان الرد قد تم ترتيبه و تنسيقه ، أما لماذا ؟ فلأن هذا العمل يهمني و يهمني أكثر و أكثر صاحب هذا العمل ، فلا أريد أن أخط حرفاً يسيء إليهما.
أخوكم |