الأخ الكريم / دبل كيك , في ردٍ سابق للأخ abu_riman ذكر بعضاً من المعلوماتِ عن الروايه , أرجو أن تجد في هذا الرد إجابةً كافيه لسؤالك , و خصوصاً ما لُونَ بالأحمر .
إقتباس
الرواية تم البدء فيها منذ بدايات 2007 م ، و سبق أن ذكرت هي خيال لا يخلو من الواقع , أكثر شيء متعب في الرواية اختيار الأسماء ، و الكثير يتساءل عن سبب اختيار عبدالرحمن من بين الأسماء !! اختيار اسم عبدالرحمن كان فقط اسم و السلام على أن يتم تغييره بعد الانتهاء من الرواية ، بعد مرور أكثر من سنة على أحداث الرواية بعبدالرحمن كان من الصعب تغييره و لو على من عاش أحداثها فبقي الاسم دون تغيير ، الأسماء الأخرى تم اختيارها من دون أية أسباب . تمت كتابة أغلب أحداث الرواية على مكتبي المرتب الله يفشل العنا , بعضها تمت كتابته في اجتماعات عمل و بعضها خارج المملكة و بعضها خارج الرياض و بعضها في مطارات و أحد أجزائها و أقربها على خط الرياض الدمام و بعضها و أنا مع الأهل .
في البيت عزاء عمي و خالتي ، و هنا في المستشفى مياسم على سرير ..
على سرير أبي رمشها بس يتحرك ، حتى رمشها ما يتحرك .
الحزن يتناصفني !
نجلاء وصلت للمستشفى بالرغم من تعبها ، و مع إني كنت محتاج أشوفها عاتبتها على جيتها ، جلست معاي باقي اليوم ، جلستها خففت عني الكثير .
صارت نجلاء تمرني كل يوم ساعة ، و مع إنها استسمحت مني أول يوم لتعبها لكن شكلها غيرت رأيها و صارت تمر ، يمكن حست بحاجتي لها ، أمي كانت تمر كل يوم و تجلس معي من بعد العصر إلى الليل .
بعد ثلاثة أيام وصلت حنين ، وصلت حنين بعد ما درت عن اللي صار رجعت و من المطار جت للمستشفى مباشرة ، على الكرسي بجانب سرير مياسم و أمي في الاستراحة على سجادتها تصلي .
ميت على كرسي ، بجانب غالية ميتة على سرير ، ميت رأسه للأسفل و يناظر الأرض ، و سمعت صوت توقعته أمي ، رفعت الميت رأسه ..
أحيته حنين من بعد مماته ..
تفاجأت بوقفة حنين فوق رأسي ..
ضميتها يمكن تكسرت ضلوعها ، ضميتها و كنت أصرخ في داخلي ..
تكفين خذي مني همي و حزني ..
أنا خايف من الجاي ..
يا ليتك ما تعرفت على بنت تعلقت فيها و اليوم هي على فراش المرض ..
و يمكن إني مسئول عن تعبها !
حنين كأنها تسمعني .. و ردت علي " اذكر الله يا عبدالرحمن ، أمر الله ما نعترض عليه "
رجعت حنين و رجعت لي بعض الطمأنينية و سكنت ، صارت حنين ما تفارقني من الصباح إلى الليل و إذا كان هذا مو غريب منها تفاجأت بوقفة ولد عمي ، حبه لحنين جعل منه إنسان يعطي و يضحي .
في أحيان كثيرة نستعجل بحكمنا على بعض الناس !!
الكل كان يحاول يخفف عني ، لكن سلمت أمري لله اللي خلقني ، بيده يرجع مياسم لي ..
يا رب رجع مياسم لي ..
كان وجودهم يخفف عني ، و إذا جاء الليل و تركوني ، تركوني مع مستقبل ( فرحتي ) ، مستقبل فرحتي اللي ضاع قبل أوصله ، كان كل هم يحاوطني ، كان الحزن بيديه يضمني و أدفن رأسي في ظلاماته .
يا حزن ما أبيك ..
و لا أنت يا فرح ما أبيك ، كل اللي أبيه سلامة ( غاليتي ) ..
بعد أيام في وسط الليل و أنا نايم سمعت صوت ، فتحت عيوني في الظلام أنا أحلم أو هذا حقيقة ؟
هذا صوت مياسم !!
وقفت و صرت أناظر وجهها الملائكي ..
و لوهلة بغيت أقول ما يستاهل هالوجه ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أستغفر الله العظيم !.
ما جاني رد ، سكتت مياسم و رجعت لصمتها و لسكونها !
مثل بصيص أمل بوسط الظلام طل و مشى أو إن اللي ينتظره من اليأس انعمى ، سراب لحقته كل ما وصلته اختفى ، اليأس ذبحني و ما بيدي غير يا رب صبرني ، يا رب قوني في محنتي .
استدعيت الدكتور و استعرض بعض القراءات على شاشات الأجهزة و مسك معصم مياسم و بشرني إن هذي علامة خير .
ليه يا مياسم ؟! ترجعين لي و تتركيني بكل سهولة ؟!
أنا ما صدقت أسمع صوتك بعد غياب أيام تتركيني ثانية ؟!
طيب بترجعين لي مياسم ؟! باسمع صوتك ثانية ؟! معقول بافقدك مياسم ؟! كيف بتكون أيامي الجاية ؟!
أذان الفجر قطع أفكاري و تساؤلاتي ، الصلاة راحة المؤمن ، مسجد المستشفى يشهد دمعاتي و عبراتي و أشوف مياسم تمشي صورة على جدار المسجد ، يا رب أعترف لك إني ما قربت منك إلا في الشدة ، يا رب أنت أكرم و أرحم .
في اليوم التالي صحت مياسم و كان أول سؤال وجهته لي عن أمها و أبوها ، سألتني و هي موجهة نظرها لللسقف ، سألتني و كنت من جد أتمنى لو كنت ما أعرف الإجابة ، سألتني و نزلت دمعتها قبل الإجابة !
جاوبتها مياسم أنت في هالوقت مطلوب منك تفكرين في نفسك ، و حكم الله نافذ ما لنا فيه حيلة .
مياسم بصوت منحفض متقطع : " عبدالرحمن أنا كنت حاسة ، بس كنت أتمنى أكون معهم ، الحمدلله على كل حال ، الله يجمعني بهم في الجنة "
حسيت بالغربة ، مياسم تتكلم عن نفسها مع أمها و أبوها !!
و أنا يا مياسم ؟! و أنا اللي أحس فيني ألف سكين و ألف طعنة و ألف جرح ؟! خليني معكم .
مياسم : " قلت لكم خايفة ، حلمت حلم شين ، ليه ما صدقتوني ؟! ليه ما سمعتوني ؟! "
كانت تحكي و كنت في داخلي أبكي ، كانت تحكي و كنت في داخلي أقول أرجوك مياسم خلاص !
و أنا وش بيدي ؟! تكلمت مع عمي بأسلوب ما توقعت بيوم أتكلم به معه !!
وش كان المفروض أسوي أكثر ؟!
عبدالرحمن : " استغفري ربك مياسم ، ما يجوز "
صارت تبكي مياسم ، ما تنلام الواقع مر و كنت أنتظرها تنهار ، ناديت الطبيب و قبل ما يوصل انهارت مياسم ..
يا رب أنا وين أروح ؟!
مشت الأيام و تحسنت حالة مياسم بشكل بسيط ، و كانت ساعتها اللي تقضيها مع نجلاء و حنين ساعة حلوة بالنسبة لها ، ساعة تخفف عنها كثير ، مثلها لما يجون بنات خالاتها .
مياسم طلبت مني أعطي أمي و البنات هداياهم !!
أقرب خالات مياسم لهم كلمتني أكثر من مرة تبي ترافق مياسم ، و في البداية رفضت تماماً و بعد ما كررت خالتها الطلب فسرت طلبها إنها تشوف مرافقتي لمياسم إحراج أمام الناس و سبب يخلي الناس يتكلمون ، وافقت بشرط موافقة مياسم .
لكن ما رجعت تكلمني !! و أنا اعتبرت الموضوع منتهي .
كان الطبيب محدد لمياسم فحوصات بعد مرور شهر ، و في الموعد المحدد ما بقى قسم ما مريناه !
أشعة و دم و كل شيء .
بعد يوم من الفحوصات استدعاني الدكتور ، كنت أنتظر خبر يفتح النفس ..
الدكتور : " عبدالرحمن مياسم يمكن ما تقدر تمشي مرة ثانية !! و من باب أولى الحمل و الولادة لكن ما زال فيه أمل و كل شيء بيد الله "
يا ربي يا حبيبي رحمتك ..
اللهم لا اعتراض ، يا ربي قوني و ساعدني أصبر ..
شلت همي لحالي و طلبت من الدكتور ما يقول هذا الكلام لأي شخص .
بعد فترة كنت أبي مياسم تغير جو و أيدني الطبيب المشرف على علاجها ، طلعنا للسوق مع مياسم و أمي و نجلاء و حنين ، طبعاً بعد ما استأذنت من خالتها .
كانت كل الطلعة تعليق على نجلاء و حملها و تعبها ، حتى مياسم كانت تعلق عليها !!
مياسم تعلق على نجلاء و هي ما تدري إنها ما راح تقدر تمشي ثانية !!
أنا بس اللي أدري ! أنا بس اللي أموت مع كل ضحكة لمياسم قبل كل دمعة .
مياسم طلبت مني أوديها لجهاز الصرف الآلي ، لما كنا داخل الصراف كنت أنا واقف بجانب الصراف مقابل لمياسم و أراقبها ، وجهها أصفر و نقص وزنها كثير .
يا مياسم لو كنت في عافيتك ما أظن تسمحين لي أشوفك كذا !
لكن والله أحبك في كل حالاتك !! و أنت عندي أجمل ما خلق ربي في كل حالاتك .
كنت أراقبها و صدمتني دمعة مشت على خدها !!
ما كنت محتاج أسأل ! لأني سمعتها تتنهد و تقول " الله يرحمك يبه " .
بالله وش المفروض أسوي وقتها ؟!
أصلاً وش بيدي ؟!
وش أسوأ من إنك تشوف أغلى ناسك يعاني و أنت ما تملك إلا تتفرج .
جمعت قواي و مسكت نفسي و قررت أتكلم ، لكن لما ذكرت أبوي و ذكرت إني كنت بس أجامل كل اللي حاكوني ، أما كلامهم ما كان يقدم و لا يأخر .
تعشينا مع بعض و كان من أسعد أيام مياسم من بعد الحادث .
رغم كل اللي تمر فيه مياسم استمرت عزتها و استمر كبرياءها و كأنها تقول ما لأحد فضل علي ، أحب مياسم و هذا يحببني فيها أكثر و أكثر .
هلا ابو ريمان ورده .. يعني تبينا ننتظر بس .. ما طلبت شيء ..
احنا بالانتظار .. لكن انا عندي طلب .. انها لو كانت حسب ما فهمت انا " رواية " .. وكنت انت كاتبها .. فياليت انك توعدنا انك تحطها كاملة ..
لأني قبل 7 سنوات تقريبا .. قريت رواية وجلست متابعها اكثر من 5 شهور .. وانا انتظرها حلقة حلقة .. وبالاخير .. سحبت علينا صاحبة الرواية .. وآخر ما سمعت انها نزلت التكملة في كتاب .. والمشكلة انها ما نزلت الا 1000 نسخة بس ..
ادري اني شطحت شويتين .. بس ما ودي تعلقنا .. وبعدين تنزلها كتاب .. ولا ودي تفكني على وجهي بآخر الرواية ..
ليه صرنا نخاف نضحك ؟!
ليه لا جينا نتنفس فرح تخنقنا ضحكاتنا ؟!
ليه كل ابتسامة ثمنها سيــــل من الدموع ؟!
وكأنها إعلان مسبق لشيء أبعد ما يكون عن الفرح !
ميزان واقعنا يقول ان السعادة دايم بكفة خاسرة !
صحيح أعلى بس بالنهاية الهم أثقل !
مهما حاولنا و كابرنا .. القدر كاتب علينا ..
وحنا به نؤمن ونقبل !
نخسر و نكسب و نخسر !
في تقادير الحياة الدنيوية ..
هي حياة بيد من هو أعلم بالصدور !
ونبقى حنا ضعوف و هو أرحم في عباده !
ليه صرنا نخاف نضحك ؟!
ليه لا جينا نتنفس فرح تخنقنا ضحكاتنا ؟!
ليه كل ابتسامة ثمنها سيــــل من الدموع ؟!
وكأنها إعلان مسبق لشيء أبعد ما يكون عن الفرح !
ميزان واقعنا يقول ان السعادة دايم بكفة خاسرة !
صحيح أعلى بس بالنهاية الهم أثقل !
مهما حاولنا و كابرنا .. القدر كاتب علينا ..
وحنا به نؤمن ونقبل !
نخسر و نكسب و نخسر !
في تقادير الحياة الدنيوية ..
هي حياة بيد من هو أعلم بالصدور !
ونبقى حنا ضعوف و هو أرحم في عباده !
لين أقبلت فخف ..
ما زانت إلا و شانت ..
عبارات كان أبي رحمها الله يرددها ، يصف بها حال الدنيا .
يقول أبو البقاء الرندي
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ @@ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ @@ مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد @@ و لا يدوم على حالٍ لها شان يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ @@ إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
يقول خالد الفيصل
من بادي الوقت وهذا طبع الأيامي @@ عذبات الأيام ما تمدي لياليها
حلو الليالي توارى مثل الاحلامي @@ مخطور عني عجاج الوقت يخفيها
إلى صفالك زمانك عل ياظامي @@ اشرب قبل لا يحوس الطين صافيهاا
لوقت لو زان لك يا صاح ما دام @@ يا سرع ما تعترض دربك بلاويها
أيام مثقلة تُسلم أعناقنا عنوة للريح الفقد تغمس أحداقنا بملح الألم تستبد بنا الحياة لتغرس الحرمان بـ/أرواحنا بـ/أعماقنا وحتى عاطفتنا ويتمادى بنا ويتمادى ويتمادى حتى ينقش تباريحه على ذاكرتنا
. . . جزء استثنائي اعتبره (عقدة ) الرواية لأن الحرمان هُنا تجلى بأقسى مايكون (اللهم قدمني عليهم ) ولأن البطل سيتحمل أعباء تخفيف حزنها المضاعف سننتظر توهج الفرح بعيداً عن أمنيات المشاغب بأكشن حزين رغم أنني بصفه أميل وانجذب في كثير من الأحيان لعاطفة الحزن أبدع أبو ريمان في أن يعبر عن عمله بشيئ مبتكر (أقصد من خياله ) مع المساس بجذور واقعيتنا كما تذوقنا معه علاقات أخوة وزواج رائعة لابد أن نتذوق جزء من حزن وفقد وألم أبطال الرواية لأنها جزء من معانأة حقيقة . . أبو ريمان أنت مدهش