تأهلت اللجنة !!
- عادل التويجري - 08/05/1429هـ
[email protected]
يجافي الحقيقة من يشكك في جدارة الاتحاد وتأهله لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، عبر بوابة بطل الدوري والكأس، وأفضل الأندية السعودية هذا العام . يجافي الحقيقة من يعتقد أن الاتحاد لم يحسمها منذ الذهاب، حين استغل تهور المدرب الهلالي، وخروجه عن المألوف، علاوة على الحظ الذي انفتح (على الآخر) لعميد الأندية، وجملة الأخطاء التحكيمية في النزالين . لكن أيضاً يجافي الحقيقة من يرى أن الهلال لعب نزالي الاتحاد في أجواء عادلة خالية من المنغصات (الانضباطية).
عودوا معي لتفاصيل ما حدث، لتعلموا أن الأمور خلطت خلطاً عجيباً. اتخذت لجنة الانضباط (قراراتها السريعة) فور نهاية نزال الوحدة، ثم جاء التوجيه بتشكيل لجنة لتقصي حقائق نزال الهلال والوحدة! لأول مرة يحدث هذا فعلاً. كيف تستصدر القرارات وتقر العقوبات ولجنة تقصي الحقائق لم تشكل أصلاً. ثم ماذا عن توصيات هذه اللجنة، وماذا لو ظهرت على السطح أمور أخرى، ما هي العقوبات المنتظرة للوحدة أو للهلال، بعد أن نحر الهلال قبيل نزاله الأول أمام الاتحاد، نفسياً على الأقل. لا أجزم بذلك، لكنني أعتقد أن نزال قبل البارحة كان سيخرج بحلة أخرى لو أقيم في منطقة حياد على الأقل.
مشكلة الهلال، وميزته في آن واحد، أنه الكبير حتى في تطبيق العقوبات، وعليه تقبل هذا الواقع. تقتنع الفرق الأخرى لما ترى العقوبات تسري على الهلال أولاً، ثم جاءت هذه لاحقاً، لكن هذا ليس عدلاً. أما من قال، إن تساوي الظلم عدل، فذاك تفتيت لمعنى الظلم، وتحميله معاني أخرى. الظلم ظلم، ولا عدل في الظلم، قل ذاك الظلم أو كثر، عم ذاك الظلم أو أختص بفئة معينة. وبالتأكيد ليس للاتحاد ذنب في ذاك، لكنها الأخطاء القاتلة التي عادت ما تظهر في أوقات (غريبة). ومرة أخرى، لم أر المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي ورئيس لجنة الإعلام والإحصاءات الزميل مساعد العبدلي يخرج لنا ويوضح لنا الحقيقة. شاهدته في أول ظهور له على إحدى القنوات اللبنانية، وقال بالحرف الواحد، إن هذه اللجنة ستكون المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم، لتوضيح كل ما قد يخفى على الجمهور السعودي، لكنني إلى الآن لم ألمس لها حضوراً ملموساً. أدرك بأنها وبقية اللجان بحاجة إلى وقت للملمة وريقات العمل، وأعذرهم في ذلك، وسنعطيهم الوقت الكافي لتقديم ما يرونه مناسباً، لكن هذا لا يمنع من الخروج وتأدية المهام المنوطة.
ما أراه تحرك سريعا لتحقيق أفضل القرارات (العادلة) للجنة الانضباط، وهو ما يصب في النقد الجاد كما أراه، هو أن تعيد لجنة الانضباط ترتيب أمورها في أربعة أمور رئيسة . أولهما، بعض مواد لائحة العقوبات، وخصوصاً فقرة نقل النزالات، لأنها ستتسبب في أزمات حقيقية لو طبقت العام المقبل بذات النهج الذي طبق على الهلال. أرى أن تلغى تماماً فقرة نقل المباريات، ويكتفى في لعب النزالات دون جمهور، عند الحاجة، وبعد التحقق من ذلك، وليس العكس. ثانياً، قضية السرعة في اتخاذ القرارات وعدم غض الطرف عن أية مخالفات عن كائن من كان، كما حدث مع الحسن كيتا، وكيف تم (التغاضي) عن حركته ضد فيصل العبيلي. يحسب للجنة سرعة القرارات حالياً ، لكن مرد ذاك أننا في آخر الموسم، والنزالات قليلة، أما إذا كثرت النزالات، فستكثر الحالات، وهذا لا يعفيها من سرعة استصدار العقوبات. ثالثاً، لا أرى ثمة فائدة من بند ( الاكتفاء بنصف المدة) في العقوبات التي تستصدرها اللجنة وتكون لفترات قصيرة. قد يجدي هذا المبدأ في الحالات التي تتعرض لفترات طويلة، من ستة أشهر وما فوق، فهي فترة كافية لتحسيس المخطئ بفداحة خطئه، أما أن تفتح الأمور على عواهنها، كما رأينا مع كيتا، وحالات أخرى، فذاك لا يحقق المطلب النهائي. لقد (تأهلت) اللجنة، وباتت مليئة (بالمؤهلات) التي يجب علينا مساندتها، ودعمها، ولا يتعارض ذاك مع نقدها موضوعياً.
لعب الاتحاد نزالين تأهل من خلالهما لنهائي غدا، وسيتشرف هو والشباب بالسلام على راعي المباراة. أما الهلال، فأجزم أنه فعلاً حقق ما يصبو إليه، من خلال بطولتين، إحداهما الأقوى على الإطلاق، ولو خير أي هلالي أو غيره قبل بداية الموسم إلى أي البطولات يرنو، لقال الدوري بلا جدال.
عموماً، نهائي الأربعاء نهائي لنا جميعاً. أتوقعها شبابية، وأتمناها كرنفال رياضي يرتقي بالمناسبة وراعيها.
نوافذ
* الهلال هو الفريق الأميز والأفضل هذا العام، بدليل حصوله على بطولتين غاليتين، وتأهله للثالثة
الوضع العادي
