متزوج بواحدة فقط لا غير وله منها ولدان وبنتان ..
اسمر اللون، أشقر الشعر، كحيل العين (ويرتدي النظارات خوفا على النساء من الفتنة) وهوايته شتم مطربات الفيديو كليب والراقصات الشرقيات، وإلقاء الأحذية القديمة والشباشب على الفضائيات العربية .
بقلم / جعفر عبَّاس .
● يقول أبو الطيب ( المتنبي ) :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم ..
فماذا يقول أبو الجعافر عن نفسه ؟
أنا الذي نظرت روبي الى وجهي *** فصاحت: يالهوي أنت مفتحم
(يعني تشبه الفحم)
● جعفر عباس اسم لامع في عالم الصحافة العربية حدثنا عن بداياتك وتلك الرغبة التي دفعتك لترك التدريس والتوجه للمجال الإعلامي ؟
لست لامعا لأن سواد بشرتي ليس أبنوسيا.. المهم مثل كثيرين من الصحفيين العرب فإنني لم ادرس الاعلام ولكنني كنت أدمن القراءة وأعشق الكتابة، وكتبت في الصحف السودانيـة مقالات وأنا طالب في المرحلتين الثانوية والجامعية ولكنني عملت بالصحافة كمهنة "أكـل عيش" مصادفة، فبعد ان صارت لدي خبرة لا بأس بها في مجال الترجمة وجدت نفسـي انشر مقالات مترجمة في الصحف الخليجية (ولو كانت قوانين التجنيس في منطقة الخليـج تقوم على منطق لكنت اليوم احمل ست جوازات سفر دبلوماسية خليجية لأن وجودي فـي المنطقة سابق لقيام مجلس التعاون الخليجي وكصحفي غطيت اول قمة خليجية في ابو ظبـي وهي التي شهدت مولد مجلس التعاون الخليجي).. وشيئا فشيئا وجدت نفسي متفرغا للعمل الصحفي .
وهل تؤيد قول طوقان " إن المعلم لا يعيش طويلا " ..؟!
نعم فالتدريس يقصر العمر (وهذا طبعا تعبير مجازي لأن الأعمار بيد الله)
بمعنى ان التدريس يسبب السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب الجيوب الانفية والخرف المبكر كما أنه مهنة تضمن لك الفقر المزمن: فقر الدم وفقر الجيب .
● يقال أنَّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ..
ما هي الخطوة الأولى في مشوار جعفر عباس نحو النجاح ؟
هذا من أجمل الأمثال الصينية ولكننا لا نؤمن به في العالم العربي فالخريج الجديد يريد ان يكون رئيس قسم منذ اليوم الأول.. ولاعب الكرة الناشيء يحسب انه مؤهل ليصبح كابتن الفريق بعد تسجيله الهدف الثالث في مسيرته.. انظر كيف خسر مئات الآلاف من محدودي الدخل في منطقة الخليج "اللي قدامهم واللي وراهم" لأنهم تعجلوا تحقيق الثراء السهل السريع ودخلوا أسواق الأسهم ثم سفوا التراب وصار معظمهم من مستحقي الزكاة، ولو ادركوا ان مشوار الثراء قد يبدأ ببسطة لبيع الخس والبيض، أو باقتناء وقيادة سيارة تاكسي كخطوة اولى في مشوار الالف ميل لاقتناء اسطول من الليموزين لما تعرضوا للنكبات .
كانت هناك اكثر من "خطوة أولى".. يعني خطوت كثيرا في اتجاهات معينة ولكنني لم أوفق.. وأعدت المحاولة.. مثلا لم أجد لسنوات طويلة صحيفة تقتنع بي ككاتب..
حتى الصحيفة التي كنت اعمل بها لم تسمح لي إلا بمقال واحد في الأسبوع.. ولكنني ثابرت ولا أزعم انني "ناجح" ولكنني راض بما حققته وما زال في مشوار الف ميل
أميال كثيرة لم اقطعها .
● يقول فياض " النجاح : إلهام .. فـ فكرة .. فإبداع " فماذا يقول كاتبنا الرائع جعفر عباس حول النجاح والإبداع ..؟
هذا كلام جميل، فمن عادتنا ان نصف شخصا ما بأنه "حالم" من باب التبخيس من قدره، مع ان الافكار العظيمة تكون في بادئ الأمر حلما والهاما هلاميا، والناجحون هم من يترجمون تلك الاحلام الى رؤوس أقلام وأفكار محددة ثم يضعونها موضع التطبيق، وقد تصيب وقد تخيب، ولكن المبدع الموهوب يقول لنفسه عند الاخفاق:
صخرة أخرى على المجرى / ولكن المنابع / تلهم التيار مجرى آخر نحو مصبه،.. فالنهر الطامح الجامح لا يفرمل نفسه ويتوقف عند اعتراض صخرة لطريقه بل يأتيه "الالهام" بالالتفاف والبحث عن عن مجرى جديد .
● أحد الخريجين الجامعيين له طموح كبير يصل إلى حد كرسي الوزارة !
ولديه إمكانات هائلة إلى درجة إجادة سلق البيض !
لكنه لا يحسن التعامل مع الحاسب ولا يتقن اللغة الانجليزية !
فهل تتوقع له مستقبلا باهرا ؟
هناك من يبقى أميا حتى سن الأربعين ثم يتعلم القراءة والكتابة ويصبح روائيا.. هل تعرف ان الدكتور الشاعر والروائي والإداري الفذ غازي القصيبي لم يضع يده قط على كيبورد كمبيوتر بل ولا يعرف من استخدامات الهاتف الجوال سوى الرد على المكالمات.. وأجاد الانجليزية بعد التخرج من الجامعة بعد ابتعاثه الى امريكا .. لا أظن انني قرأت إعلانا صحيفا يقول: مطلوب وزير لشغل حقيبة كذا وكذا.. يحمل شهادة جامعية ويجيد استخدام الويندوز وإكسل وباور بوينت، ويتحدث الانجليزية أفضل من انتصار الشراح، وشاعرنا الكبير المتنبي يقول: إذا غامرت في شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم (والنجوم هنا ليس المقصود بها نانسي عقرب واخواتها بل "العلا والمجد")
● ما هي قصة عشقك الدفين للزوايا ؟ فمرة نجدك في زاوية منفرجة ومرة في زاوية حادة و أخرى قائمة أو حتى غائمة !
مثلاً هل لمدرس مادة الرياضيات في الماضي يداً في هذا العشق ؟
لم اسمع قط من مدرس رياضيات كلمة طيبة، فلأنني اتمتع بمناعة ضد الأرقام فقد نلت منهم ألقابا من شاكلة "حمار/ غبي/ بليد/ قِفل"، وسبب لي كل ذلك عقدة نفسية، ليس من الرياضيات فقط بل من بنت عمها التي هي "الرياضة"، وبدون فخر لا أجيد اي رياضة رغم انني حاولت ممارسة بعضها بجدية.. المهم.. عندما بدأت كتابة الأعمدة الصحفية اخترت لها اسماء ذات دلالات رياضية كرد اعتبار لنفسي وللإيحاء بأنني ذو تفكير رياضي، وذهني هندسي ومرتب .
● كأحد كتَاب المدرسة الساخرة من هم أبرز رواد هذه المدرسة وأفضلهم من الكتّاب ؟
وما رأيك في من ينتهج نهج ( المسخرة ) في مقالاته وأسلوب من ( شطح نطح ) لأنها الطريق الأسهل والأسرع للشهرة ؟
أنا لا أحب الخوض في أمور "الأفضل/والأميز" في اي مجال ابداعي، وضد الألقاب المجانية مثل امير الشعراء (طيب من هو ولي عهده؟)
وعميد الأدب (هل هناك عقيد او وكيل عريف للأدب) وشاعر النيل (وماذا شاعر الأمازون؟).. أشهر رواد هذه المدرسة هو الجاحظ، وفي التاريخ العربي المعاصر عبد القادر المازني.
نعم هناك خيط رفيع بين الكتابة الساخرة والمسخرة، كذلك الخيط الذي يفصل بين التواضع والضعة/الوضاعة، بمعنى ان الكتابة الساخرة ليست رخصة لاستخدام لغة مبتذلــة لتوصيل فكرة او النيل من اي شخص.. المهم ان كل من يكتب يعرف من تجربته الخاصة ان الكثير من القراء على درجة عالية من الذكاء وهم من يحدد اي كاتب يستحق النجاح وأيهم مجرد فقاعة تتوهج لبعض الوقت ثم تصبح هباء.. كأن لم تكن .
● سؤال يدور في عقل القارئ دائماً.. متى تنضب مخيلة الكاتب ؟ وهل يحس من مارس الكتابة كـ مهنة انه مجبور على الكتابة مما يسبب له في بعض الأحيان أزمة في كتابة مقال جديد ؟
لا أظن ان هناك من يستطيع ان يجيب على الشق الأول من السؤال، فكل كاتب يختلف في تكوينه عن الآخرين، من حيث سعة الخيال ووفرة "الموارد".. والموارد هنا هي المعلومات والثقافة العامة، ولكنني أجزم بأن الكاتب الذي لا يقرأ كثيرا يكون مثل المجرى المائي الموسمي.. يهدر ويندفع لبعض الوقت ثم يخبو و"يجف" .
بالتأكيد تمر بأي كاتب ظروف وحالات تجعله يعاني من قحط وتيبس في عضلات الدماغ.. يسمون هذه الحالة بالانجليزية writer's block يعني تقفل معاك وتعجز عن كتابة شيء مقنع.. ولأنني اكتب مقالا يوميا فإنني كثيرا ما أمر بتلك الحالة وأتغلب عليها بأن اتصيد لحظات الصفاء وأكتب خلالها عدة مقالات دفعة واحدة، وعادة أزود كل الصحف التي أتعامل معها بمقالات ما بين 3 الى 4 أعداد مقدما .
● اسم جعفر عباس له في محرك البحث Google مليون و480 ألف رابط !!
.. لهذه الدرجة وصلت شهرة كاتبنا القدير ؟
\أم أنها مجرد تشابه أسماء و جوجل يبالغ في بعض الأحيان ؟
وهل كانت لشهرتك ضريبة ؟
هناك تشابه اسماء محدود في تلك الروابط ومعظمها لملالي أيرانيين يحملون اسم جعفر عباس.. وسر ورود اسمي لأكثر من مليون مرة في غوغل هو انني لا اعترض على قيام اي موقع بنشر مقالاتي بإذن أو بدون إذن.. هل تعرف ان هناك مدرسة بنات في جدة اصدرت مجموعة من مقالاتي في كتاب بدون إذن مني وفرحت لذلك لأن المعلمة التي اشرفت على إصداره فعلت ذلك في إطار مشروع تربوي تعليمي .
● حبيبنا الأستاذ جعفر عباس تمتلك اسماً رناناً له وقع جذاب وموسيقى خاصة ..
أليس من الظلم أن يحترق هذا الاسم في مهنة المتاعب ؟
بدلاً من الركض في الملاعب .. كـ نجم كروي لا يشق له غبار ؟
نجم كروي حتة واحدة؟ هاتوا العرض وفيها أقبل وفيها أرفض.. وبالمناسبة فهذه اول مرة اسمع فيها ان لاسمي وقعا جذابا وموسيقى خاصة مع ان الكثيرين قالوا انه اسم يصلح مثلا في سياق "صالون جعفر عباس للحلاقة بدون أمواس"، حكاية ان الصحافة مهنة متاعب "إشاعة".. هي كذلك في البلدان التي يتسلح صحفيوها بالشجاعة ويجمعون الحقائق والمعلومات التي تسبب زلازل وقد تعرضهم وصحفهم للملاحقة القضائية فلا يتنازلون وينازلون من قاضاهم دفاعا عن الحقيقة.. الصحافة عندنا معظمها معلبات من وكالات اجنبية او ادارات العلاقات العامة بالوزارات والدوائر الحكومية، وهذا يجعل الصحفي العربي
"في السليم"، لا متاعب ولا بطيخ .
● يقول أحد الإعلاميين (( أنا من ضيع في " الإعلام " عمره )) !
من خلال عملك في المجال الإعلامي هل ترى أن إعلامنا العربي - إلا مارحم الله -
مضيعة للعمر والوقت ؟
نعم هو إعلام تعيس وبائس، ولكن نرجع الى مسألة ان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. فهناك مؤسسات إعلامية وصحفية تسعى جاهدة لتجويد الاداء والأمور - في تقديري - تسير نحو الأحسن، حتى في مجال الحريات الصحفية فان الرقيب صار يختشي على دمه ولا يستخدم المقص كثيرا لأنه بات يعرف ان الانترنت أقوى منه ومن كل القوانين المقيدة للحريات .
● كثير من المشاهير ذكوراً وإناثاً حينما نرى صورهم في الصحف وعلى الشاشات ننبهر بما يملكونه من أناقة وكريزما ساحرة !
لكن حينما نشاهدهم على الطبيعة نُصْعَق ونصدم بالواقع !
هل أبو الجعافر من هذا النوع ؟
إلى عهد قريب كنت اعتقد ان كاريزما مرض جلدي من فصيلة الإكزيما!! لا اعتقد ان لي صلة بالأناقة لأنني أعاني من عمى الألوان رغم انني اشتري ملابس من الماركات الإيطالية والفرنسية (بس من انتاج تايلند وتايوان).. شوف: ليس المهم هو ان يكون زيد او عبيد "ساحرا" على الشاشات او صفحات الجرائد بل المهم أن تكتشف عندما تلتقيه وتحادثه انه "منسجم" مع ارائه التي يعبر عنها من خلال وسائل الإعلام.. يعني لا يكون من الصنف المتعنتر الذي يصول ويجول ناقدا المسوؤلين وفاضحا اوجه تقصيرهم وتكتشف في موقف ما انه ينافق المسؤولين عندما يلتقي بهم وجها لوجه .
● أستاذ جعفر عباس من أول نظرة إليك يشعر الإنسان انه أمام شاعر فحل لهُ إحساس مرهف وقلب مفعم بالحب لكننا لم نرى اياً من مقطوعاتك الرومانسية وقصائدك الوردية !
فما سر إخفائها وهل تفكر بجمعها في ديوان مطبوع ؟
وهل لديك مشروع كتابة طور الإعداد ؟
كتبت كثيرا عن مدرس اللغة العربية الحاقد الذي قتل موهبتي عندما عرضت عليه مطلع قصيدة غزلية:
من نارك يا جافي ** أنا طالب المطافي
حيث ضربني بعصا الخيرزان على مؤخرتي حتى عجزت عن الجلوس على كرسي
طوال 3 أيام .
ولكن السياسة العربية الهمتني مؤخرا قصيدة سأورد فقط مطلعها لأن بقيتها ستوديني أنا وأنتم في داهية:
البوس أصدق أنباء من السيف ** في الخد أو في النعل على كيفي
● يقول شاعر المنفى والحرية أحمد مطر :
" عباس وراء المتراس،
يقظ منتبه حساس،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ... "
هل مازال عباس العربي يملك سيفاَ وشنباً ؟ وما رأيك بالشاعر أحمد مطر ؟
أكره أحمد مطر لأنه يسرق أفكاري ويصوغها بأسلوب يلقى الاستحسان الواسع..
نعم عباس ما زال يمتلك سيفا يستخدمه في العرضة، وشاربه ازداد طولا ولمعانا لأنه صار متحضرا ويستخدم "الجل" .
● في الماضي اشتهرت قمة الخرطوم لجامعة الدول العربية باللاءات الثلاث ..
وفي الوقت الحاضر لو حاولت استيعاب تلك اللاءات ستجدها ترمز
لـ" لا أسمع .. لا أرى .. لا أتكلم " !
هل الدنيا فعلاً هي الدوارة أم نحن الدائرون بلا وعي ؟
لا، الدنيا ما زالت تدور ولكننا واقفون وصامدون وجامدون..
تعرف أكبر مقلب في تاريخنا هو ان اجدادنا اخترعوا "الصفر"
ووقفنا نحن الأحفاد عند الصفر نحرسه .
● بين الكيف والأين و الـ لماذا .. لمَ نحنُ بنو عرب نائمين في سباتٍ عميق ؟!
لأننا نؤمن بقول الشاعر: ناموا ولا تستيقظوا ** ما فاز إلا النُّوَّمُ
توقفنا عن طرح الأسئلة لأن الخواجات ما يقصرون ويوفرون لنا الأجوبة على الأسئلة حتى قبل ان تخطر ببالنا وعموما فنحن نطبق حكم صلاة الجنازة في مجال العلوم والمعرفة والابتكار والابداع: إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين .
● لو تم اختيارك للمشاركة في برنامج الاتجاه المعاكس من سعيد الحظ الذي تتمنى مقابلته وما هو الموضوع الذي تريد طرحه ؟
أفضل ان يكون الطرف الآخر نانسي عقرب او أخواتها!!
والاجابة على سؤالك: ما هو الموضوع الذي تريد طرحه؟
الإجابة: اطرحهن أرضا وبالجزمة القديمة .
● فقر ..فرقه ..غلاء ..حروب ..اضطهاد ..جهل ..ظلم ..
إلى آخره من المفردات التي أصبحت مرادفة لواقعنا العربي !
هل يحمل قلبك الأمل مع كل هذا الألم ؟
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل،.. نعم في كثير من النواحي تسير أوضاعنا نحن الأسوأ، ولكنه مخاض فجر جديد وجيل جديد..
جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة/ المستميت على المبادئ مؤمنا/ المشرئب الى السماء لينتقي صدر النجوم لشعبنا .
● ما احساسك بعودة زميل المهنة ورفيق الوطن سامي الحاج إلى وطنه وأهله ليلة الخميس ؟؟
طبعا فرحت كثيرا لأنني اعرف سامي معرفة شخصية وفرحت للزولين الآخرين اللذين نالا حريتهما من ذلك المعتقل سيء السمعة.. تخيل ان تبقى في "مخفر" ست سنوات ونصف السنة بدون محاكمة ويكون المخفر عبارة عن اقفاص معدة لحفظ الحيوانات المتوحشة.. انها فرحة غامرة ان نرى سامي يحتضن ولده الذي لم يره إلا في اللفة .
● " القاهرة تكتب .. بيروت تطبع .. الخرطوم تقرأ " مقولة اشتهرت قديماً ..
ماذا تقول أنت عنها الآن ؟
وهل أمة اقرأ تقرأ في هذا الزمان ؟
كل هذا كان زمان.. عندما كنت اعمل في مجلة الدوحة في اول الثمانينات كانت سوق الخرطوم وحدها تستوعب نصف ما نطبعه من نسخ.. أما اليوم فإن معظم الناس يضعون آخر كتاب مدرسي جانبا وبعدها لا يتعاملون قط مع الكتاب.. وهذه ظاهرة في كل البلاد العربية.. ثم ان مكتباتنا أيضا تحولت الى بقالات لبيع القرطاسية ولا تجد في معظمها اكثر من كتابين يستحقان القراءة.. انظر كيف انهارت المجلات العربية الواحدة تلو الأخرى خلال السنوات العشر الأخيرة بينما كانت هناك في السبعينات نحو عشر مجلات محترمة تنفد من المكتبات فور وصولها اليها .
● ذات يوم خضت حرباً ضروساً ضد المطرب اللبناني راغب علامة ماذا أردت من تلك الهجمة والى ماذا توصلت ؟ وهل ما زالت الحرب قائمة ؟
أنا أحب الموسيقى ولكنني لا أحب سيرة المطربين والمطربات.. ويضايقني ان صحافتنا معنية بزواج سوسو وسفر زوزو.. راغب علامة اتهمني بانني عميل للموساد ..
يعني ما شاء الله عليه هو بطل العروبة.. مع انني عضو في البوساد وهو الجهاز العربي المكلف بإشباع الصهاينة بوسا حتى يرحلوا عن الأراضي المحتلة .
● مؤخراً تم اختيار الإعلامية حليمة بولند كملكة لجمال الإعلاميات 2008م !
ما رأيك بالجائزة ولو كنت ضمن أعضاء اللجنة من ترشح ؟
وهل من الممكن أن نرى ملك جمال للإعلاميين ؟
طالما هناك مسابقة لملك جمال التيوس والإبل والحمام فما المانع في أن تكون هناك ملكة جمال الإعلاميات.. بس السؤال هو: من هي الجهة التي تملك صلاحية تحديد من هو جميل ومن هو نص، نص.. مسابقات الجمال كلها استعباط في استهبال وينظمها سماسرة لا يملكون حسا جماليا .. ثم كيف ترضى امرأة لنفسها ان تخضع للفحص كما الخروف لتحديد ما إذا كانت مستوفية شروط الاختيار والفوز؟
● ما رأيك بما تردد عن أن الشعب السوداني بطبعه كسول ؟!
و بتجرّد هل هذا واقع أم مجرد افتراءات عربية مختلفة ؟!
بالتأكيد الشعب السوداني كسول بحكم ان بلاده عضو في الجامعة العربية!! أما إذا كان الأمر يتعلق بأنه أكثر كسلا من بقية الشعوب العربية فإنه لا يختلف عن الافتراءات عن غباء الصعايدة في مصر واهل حمص في سوريا واهل الخليل في فلسطين.. ضغوط المعيشة جعلت السوداني يعمل على الأقل 12 ساعة في اليوم.. وصار مألوفا عندنا تناول
وجبة الغداء في الخامسة عصرا وهو الوقت الذي كنا فيه في ما مضى نصحو من نومة القيلولة .
● يُلاحظ في الآونة الأخيرة قلَّة حضورك في الصحافة السودانية بشكلٍ عام..
ألا تفتقدها ؟
من عجائب الأمور ان مقالاتي في الصحف السودانية تعرضت للمقص والقص والمنع مرات اكثر مقارنة بمقالاتي في الصحف الخليجية التي تنشر لي يوميا.. والأمر الآخر هو انني تعلمت الصحافة في منطقة الخليج وارتبطت بوسائل الإعلام الخليجية وبالتالي عرفتني المنطقة كاتبا قبل ان يعرفني السودانيون، ومع هذا فإن مقالاتي القليلة في الصحف السودانية تعطيني إحساسا بالرضا لا أجده في مقالاتي الأخرى.. ربما لأنني وفي تلك المقالات أخوض في شؤون أعرفها وتهمني كثيرا واطرحها بقوة ووضوح، وربما لأنني لا أكون بحاجة الى شرح بعض المفردات والعبارات لكونها متداولة ومعروفة للقارئ السوداني ولأنني وبحكم عيشي في المهجر أحس وأنا اكتب للقارئ السوداني أنني أتونس مع اخوتي واصدقائي ولحمي ودمي .
● هناك طقوس لكل كاتب او شاعر عند الكتابة ماهي طقوس جعفر عباس أثناء كتابة مقالاته ؟
لا توجد عني لا طقوس لا بطيخ.. لو جاز لي ان استخدم كلمة طقوس في ما يتصل بما اكتب فهي تأتي قبل الكتابة، لأنني وعندما اقرأ اي مطبوعة تستوقفني واقعة او فكرة معينة فاسجلها في قصاصة او انتزعها من المطبوعة واجلس لدقائق اقلب الموضوع في رأسي.. بعبارة أخرى فإنني "أكتب" مدخل مقالي بل ومقاطع منه في الذاكرة قبل الشروع في الكتابة الفعلية بساعات وربما ايام .
● كتبت مقال رائع و ( متعوب عليه ) وقبل أن ترسله بالبريد الالكتروني للجريدة ((علق)) جهاز الكمبيوتر ولم تستوعب الوضع إلا وقد ذهب المقال أدراج الرياح ..!
ما هو شعورك في ذلك الوقت ؟
هذه تجربة تعرضت لها كثيرا في عصر ارسال المقالات بالفاكس: الفاكس عطلان.. الخطوط متشابكة.. قبل أيام كتبت 5 مقالات دفعة واحدة لأنني اعتزم السفر ولسبب لا أعرفه فإنني لا استطيع الكتابة إلا وأنا "مستقر" في بيتي او مكتبي ويبدو انني حركت ساقي برعونة فانقطع التيار الكهربائي عن الكمبيوتر ولم اكن قد "سيفت" اي حفظت المادة المكتوبة فضاعت، بعد ان فشلت كل جهودي في استردادها.. من فرط الزعل قررت عدم اعادة كتابة تلك المقالات.. وبعد ساعات تناولت موضوعا آخر ولم أوفق في كتابة اكثر من بضعة أسطر فيه .
● جماهير نادي الهلال جميعها تعترف بأن دمائها زرقاء !
فما هو لون دم أبو الجعافر وكيف هي معلوماته الرياضية بشكل عام ؟
ثقافتي الكروية لا تزيد على معرفة اسماء الأندية الكبرى في بعض البلدان.. ونادي الهلال في السودان أقوى جماهيريا من اي حزب سياسي وقد طرحت في الصحف السودانية فكرة ترك أمور الحكم لناديي المريخ والهلال لأن ولاء الجماهير لهما ثابت ولأن الوقائع أثبتت ان ادارات الأندية أكثر كفاءة من ادارة الوزارات واجهزة الحكم
● لو كنت لاعباً في نادي الهلال السعودي أين ترى مركزك المناسب ؟
وكم ستطالب كمقدم عقد احترافي لك ؟
زمان كانت هناك خانة اسمها هاف باك يعني نصف مدافع وكان النقاد يسمونها "مساعد دفاع".. هذه خانة تناسبني لأنه لو حصل تقصير فإن اللوم سيقع على الباك (المدافع) الكامل وليس الباك (الهاف/ النصف).. بالنسبة لشروطي للاحتراف في نادي الهلال ان يعطوني سيارة مع سائق فما من شيء أثقل على قلبي من قيادة السيارة .
● سؤال توقعت أن نسأله ولكن لم تجده .. وكيف كنت ستجاوب عليه ؟
سؤال حتى الآن يا مفتري وتحسب ان هناك سؤالا قد فاتك؟ 28
ختامــأً .. كلمة تهديها لرواد شبكة الزعيم " المجلس العام "
كلمتي لكم هي: كلما احسستم ب"الضيق"، عليكم بجرعات من الزوايا المنفرجة..
اي تسلحوا بالتفاؤل وبأن أجمل الشموس لم تشرق بعد وأجمل الأطفال لم يولدوا بعد واعتبروا ابو الجعافر واحدا منكم ولا تفرطوا في الزعامة التي نلتموها عن استحقاق
بالعرق والدموع .