
09/03/2008, 06:29 PM
|
نبض المجلس العام وعضو سابق باللجنه الإعلامية | | تاريخ التسجيل: 29/08/2001 المكان: بين أوراق مبعثره ..
مشاركات: 2,732
| |
صورة من صور العقوق !
وما أكثر النماذج !
ابتداءً بالأُف ! إلى حيث لا انتهاء !
اللهم لا تحرمنا برّهم !
فقط لتكتمل الصورة في أذهاننا أحضرت لكم اقصوصه تذكرتها عند قراءة موضوعك ..
وكأن ما كتبت هو استكمال لما سبق و قرأت ..
واقع قرأته بقلم يحيى السليم ( قد ) ينتهي بمستقبل مخيف بقلم الهاوي .. عجباً .. ! يركلها .. فتزداد له حباً بعد مشقّة دوام يومٍ كامل ؛
يقضيه [ محمد ] بين مرضاه ومراجعيه في عيادته ،
يعود إلى بيته منهكاً متعباً قد هدّه العمل بجدٍ وجهدٍ وإخلاص ،
ليجد زوجه [ رزان ] شاحبة الوجه كئيبة النفس تغالب دمعتها ألاّ تسقط …!
كانت [ رزان ] لـ[ محمد ] إنساناً واحداً يساوي كل الدنيا ،
ولكنها لم تعد كذلك منذ خمسة أشهر ؛
إذ أصبحت تمثل له إنسانين اثنين وليس إنساناً واحداً فقط ،
هي أولاً ثم ذاك الجنين في بطنها …
.
. >>> الأحــداث <<<
.
.
يطرقُ محمدُ باب بيته قبل أن يدخله ؛
تأسياً بسنة الحبيب – صلى الله عليه وسلم – ؛
فقد كان من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ؛
إعلام أهله بقدومه قبل الدخول عليهم …
ثم يدخل بيته بخطىً متثاقلةٍ بعد مناوبته في المستشفى 24 ساعة ،
ويتجه نحو صالة البيت وليتمدد على أريكته وهو ينادي :
رزان .. رزان .. رزان !! رزان !!
فيجيبه صوت متقطع متألم حزين ؛
من غرفة نومه :
محمد .. أنا هنا
يفزع محمد ويطير عنه الخمول والتعب ،
ويتجه نحو غرفته :
رزان .. رزان
خير إن شاء الله .. عسى ما شر ؟!
يفتح باب الغرفة ،
فيجدها متكورة على فراشها مستعبرة ،
قد أوشك مطر عينيها أن يهطل ليبوح بمكنونها …: محمد ..!!
محمد ..!!
جنيني اليوم ما تحرّك .. من الصبح ما تحرّك
أخاف يكون فيه شيء ..!!
ثم تنطلق باكية متألمة متوجّعة لا يدري ماذا تقول ؛
كل ما أدركه كلماتٍ ترددها :
ابني .. حبيبي .. تعبان .. فيه شيء .. بسرعة .. دكتور
يا رب احفظه .. يا رب ساعدني
يتماسك محمد ويعود إليه نشاطه من جديد ،
ويمسك بيد زوجته ويحملها :
قومي البسي عباتك بسرعة خلينا نروح للدكتورة ،
إن شاء الله خير .. إن شاء الله خير
ينزل محمد إلى الشارع ويحضر سيّارته ويقف أمام الباب منتظراً ،
ثم تركب زوجته بجانبه وينطلقا سوياً نحو أحد المستشفيات ،
والتي وإن كان بعيداً إلا أنه يستحق عناء الطريق ،
فمن سيكشف على زوجته طبيبة مثلها ولن يمسّها الرجال !!!
وفي منتصف الطريق ،
تتنهد رزان وهي تتألم وتتأوه : آآآآآه .. آآآآآح
آآآآآي
محمد .. محمد
تحرّك .. تحرّك
أحس رجله تتحرك
ثم تضع يدها على بطنها وتحركها قليلاً قليلاً مداعبة صغيرها ،
وقد بلّت وجنتيها من دمعات فرح .. تقول :
وراك يا وليدي اليوم كذا ؟!
وراك يا وليدي ما تمغطت ؟!
حتى لو إنه يوجعني بس ما يخالف ،
طمنّي عليك وخذ راحتك ..
يذهبان إلى الطبيبة ليطمئنّا على صحة الجنين ،
وفي طريق العودة يقول محمد ممازحاً لزوجه وقد تنفّس الصعداء :
سبحان الله .. يركلك بقدمه فتزدادين له حباً ،
وتشتاقين إلى تلك الركلة مرات ومرات ؟!!
.
. وبعد أسبوعين …
وفي إحدى الدور التي تحضرها رزان لحفظ القرآن ،
وبينما هي تسمع الوِرد للسيدة أم عبد الله ؛
تتوقف عن القراءة وتستند إلى جدار ،
ويقشعرّ وجهها ألماً وتتعرق قليلاً ثم تحرّك يدها على بطنها بخفة ،
ثم تتبع ذلك بابتسامة سعادة ؛
فتبادرها أم عبد الله :
أكيد أنتي حامل يا رزان .. صح ؟!
فتنظر إليها بتعجّب :
صحيح ما شاء الله عليك ..
وش درّاك يا أم عبد الله ؟!
فتبتسم أم عبد الله :
منتي أول وحدة تحمل يا رزان ،
أنا حملت بأربعة قبلك وأعرف وش تحسين فيه ،
أكيد تحرّك طفلك أو ضربك بمرفقه …
فتأخذ رزان نفساً عميقاً :
والله يا أم عبد الله إن أجمل اللحظات التي أعيشها ؛
لمّا يكون الجنين يتحرّك ،
كذا .. أحسّه يلكمني ويرفسني ويضربني بمرفقه ،
صحيح هي توجع شوي ،
لكنه تزيدني حباً لطفلي الذي يتغذّى من أحشائي …
ثم تواصل تسميعها لما تيسّر لأم عبد الله …!
.
. وبعد ثلاثة أشهر …
تزداد شدّة التقلصات في الرحم منذرة بقرب موعد الولادة ،
فيطير زوجها بها نحو طبيبتها ،
لتكتشف أن لا بد من تسريع الولادة وإلاّ فإن صحة جنينها في خطر !!!
فتصرخ قائلة :
وش تنتظرون ؟!!
بسرعة ولدوني لا يجي وليدي شيء …!
فينقلونها إلى غرفة الولادة ،
وتبدأ مرحلة المخاض والطلق الأليم الموجع المنهك المتعب ،
تصيح وتولول وتتقطع ألماً ليخرج طفلها الجميل من أحشائها ،
آلام شداد قاسية وكأنها فيها تنازع روحها أن تخرج من جوفها !
وما إن يخرج ذلك الصغير …
حتى تصيح بهم وهي في نصف حالة إفاقة : أروني إياه ..!!
أروني إياه ..!!
فتحمله وتضمه إلى صدرها بعد كل هذا الألم ،
وتطبع قبلة كمصافحة أولى لصغيرها …
تأخذه الممرضات للعناية به .. ولكن ؛
بعد كل خمس دقائق تضرب الجرس تناديهم :
أروني إياه ..!!
أروني طفلي الصغير ..!!
أحضروه إلي لأشمّه وأضمّه ..!!
.
.
تعودُ وإياه إلى بيت أبيه ،
تحمله وتنقله وتنظفه وتطعمه وتكسوه ،
وتستمتع ببكائه في جوف الليل حين يوقظها ،
ولو نام ليلة ولم يرهقها ببكائه لخشيت عليه …!
ثمـ…
ليكمل كلٌ منكم قصّته بنفسه ،
وليرَ كيف هو قد ردّ هذا المعروف لتلك الغالية ! شكراً الهاوي ،،
حفظك الله و وفقك دنيا وآخرة .. |