بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على محمد – المبعوث رحمه للعالمين.
سؤال بالخـط العـريض /
لماذا نغضب عندما – نوصف دوماً بأننا ( دول العالم الثالث ) او الدول النائيه او لنقل الناميه كي لا نجرح شعور العاطفيين منا .. ؟
ولماذا يخاف البعض من قول كلمه الحق .. ويعترف بواقع الحال المحبط .؟
..
ماهو المقياس الذي يجعلنا نحكم على أن هذه الدوله او هذا الشعب ( متقدّم ومتطوّر ) .. وأن تلك الدوله او ذاك الشعب ( متخلّف ورجعي ) .. ؟
..
إنه ( الفكر ) ولاسواه ..
صحيح بأن الوضع في السعوديه قد تغيّر خلال السنوات القليله الماضيه وأصبحت الحريّه الفكريه متاحه بشكل ( جيد بالنسبه لدوله ناميه ) .. لكن المصيبه ، أن الأمواج والمشارب الفكريه – تعرّجت لتأخذ منحنى الصدام المباشر مع الغير ومع الطرف الآخر .. ومع من يختلفون ثقافياً عنا.
..
لا توجد نقطه تفاهم ( مشتركه حتى الساعه ) .. وماتحدث به الملك عبد الله ذات يوم مع الأسف الشديد لا يزال واقعاً ( هذا علماني وهذا ليبرالي وهذا اسلامي متشدد .. الخ ) .
على أية حال ماذكر أعلاه ليس بموضوعي الرئيس ( وإن كان يدور حول نفس المعنى ).
..
وإلحاقاً لما سبق حول تفكيرنا الرجعي والمتخلّف لا بأس من الحديث عن نقطه – المفاهيم المغلوطه في واقعنا المعاصر.
..
بالبدايه ..
مدري بصراحه : هل اكون على حق عندما أُشير إلى اننا أكثر شعوب أهل الارض إستخداماً وفهماً للأمثال المغلوطه.. ؟ أم أن تلك النظريه الخاصه ليست سوى هلوسات غير دقيقه بتاتاً.
..
ودعكم من ذلك .. فما أنا بصدد الحديث عنه هو نتاج تجربه ذاتيه ، وأجزم وأبصم بأن كثيرين سيشاطرونني الرأي بل وسيتفقون معي.
.؟.
نبدأ من أساس المشكله ..
وهي ترسّب كثير من هذه المعتقدات في ( اللحظات الاولى ) لنضوج العقل .. وتتدرج معنا لتصبح ( قاعده لا يمكن تغييرها ) ابداً .. خصوصاًَ إن جاءت من ( معلم جاهل – او سلبي التفكير .. او حتى من شخص أكبر منا سناً
وبالمناسبه .. فالاخيره نعاني منها بشكل يومي .. ولدينامع الاسف الشديد مسأله تقديس الاكبر عمراً لدرجه تحولها لفوبيا حتى وان كان كل مايقوله خاطئاً.. وقتها لانمتلك سوى ترديد كلمه سمعاً وطاعه
.؟.
اصل المصيبه هي المدرسه .. وبإعتقاد شخصي فإني ضد مقوله ان المدرسه والبيت مكملان لبعضهما .. لاوالله .. ليس صحيحاً .. اقول ذلك استناداً الى عديد النماذج التي مرت علي من المدرسين شخصيا
طبعا قاعدتي هذه قد لاتنطبق على الكل لكنها تنطبق على اغلبيه عظمى لا يمكن انكارها .؟.
في المنزل ربما تتعلم شيء معين ثم تذهب للمدرسه لتجد ( النقيض من ذلك تماماً ) هنا لست ( مهتماً ) بمعرفه من المصيب ومن المخطئ بقدر اسفي على ان الدور المناط بالمدرسه والمدرسين هشاً وركيكاً ولم يبلغ يوماً دوره المفترض
ان سألتموني لماذا هذا الانتقاد للمدرسه فسأجيبكم ..
فيها تعلمنا كيف نقرأ ونكتب وفيها تعلمنا الصفات المكتسبه من جهه مسؤوله و ملزمه على فعل ذلك..
.؟.
في البيت ربما تكون الصفات الذاتيه مكتسبه من مجرد فعل او تصرّف الاب او الام .. دون تلقين مباشر.. في بعض الحالات وليس كتربيه عامه.. أي اننا نحن المحك الرئيس لهذا الفعل او ذاك وتنفيذه على عكس سياسه الإرغام.. أي انه في المدرسه .. ان لم تفعل كذا او ان لم تحفظ فسترسب او تعاقب
.؟.
الصياغه النهائيه .. اننا نفعل ذلك ليس حباً في مدرسه او تعليم بقدر ماهو خوف من نتيجه على عكس الصفات الممنوحه في المنزل ذاتيه الاكتساب.. ولاحظوا بأنني قد وضحت بأن كلامي لا ينطبق على الكل
.؟.
لازلنا نمارس سياسه التكديس والحشو في رؤوس الاطفال الى يومنا هذا .. بأسلوب اشبه بالإجبار .. بالتالي ( إغتصاب ) كافه اشكال ابداعاتهم وهواياتهم وقتلها في المهد متى يشعر المدرس بأن من اهم واجباته تنميه الثقافه العامه والتفكير السليم للطالب خصوصاً في المراحل الاوليه .. لماذا لاتكون اساساً هناك ماده تربويه تناقش الثقافه دون تخصص معين لها
.؟.
أي اننا نترك الادب للشعر.. والبلاغه لقواعد اللغه والحساب للرياضيات .. والثقافه دون تحديد ونجعلها هكذا مفتوحه .
.؟.
أليس جميلاً .. ان انشأنا ماده يمارس فيها المعلم نقاشاً حياً مع الطلاب حتى وان كانت هذه الماده غير مدرجه ضمن المواد الالزاميه أي لا تعتمد على تحديد هوية نجاح الطالب من عدمه بقدر ما يكون لها مندرجات اضافيه تمنح للطالب تحفيزاً ومكافئةً؟
.؟.
عن نفسي يشهد الله بأني احاول بين فتره واخرى محاوله استرجاع شيئاً مما تعلمت فلم اجد من حسنات سوى تعلّمي القراءه والكتابه فقط .. !
.؟.
بغض النظر عن المواد الدينيه.. بل اعني الثقافه على وجه الخصوص
للأسف تخبطات وطيش يدفع ثمنه الطالب عند تخرجه .. صحيح قد يحصل على الشهاده الثانويه بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف .. لكن على الصعيد الثقافي صفر مكعّب..
.؟.
وعندما يكون التخرج .. تأتي لتسأل الطالب عن طموحه وأين ستكون وجهته المقبله .. ؟ في جامعه .. كليه ؟ وأي تخصص .. ؟ تجده متلعثماً لا يستطيع حتى أن يناقشك بجملتين مفيده .. !! إذن الأمر اصبح مأساوياً حتى على صعيد الشخصيه العامه .. في وقت انشغلت الوزاره الموقره .. في إنشاء مواد لا تغني ولا تسمن من جوع .. كماده التربيه الوطنيه التي الى يومنا هذا لا اعلم ماهو سبب إنشائها .. ؟
.؟.
بل انه حتى هذه الماده الشكليه ( والتي لا اعلم هل مازات تدرّس ام لا ) اقول حتى هي .. لم تنجح ( في ترسيخ ) الإنتماء .. وحب الوطن في قلب أي طالب
.؟.
ثقافه الموت
وبالمناسبه هذه النقطه الحاقيه للنقطه الاولى حول المفاهيم المغلوطه المدمره .. والتي قد تعصف بمستقبل أي منا
..
في وقت سابق.. تسنت لي الفرصه لحضور محاضره في احد المراكز – وكان عنوان المحاضره يدور حول المجتمع واحوال الناس في هذا الزمن
.؟.
تطرق المحاضر في اهم جزء من المحاضره والتي كانت سبباً في تواجد هذه السطور .. الى وضع كثير من البسطاء خصوصا من الشباب .. حول امنياتهم للحصول على افضل الوظائف .. وآخر موديلات السيارات .. والزواج والفيلا .. الخ ردد بعد ذكر هذه المغريات :: ولكن لا يعلم كثيراً من هؤلاء بأن جميع اغنياء الارض لن يأخذوا معهم سياراتهم وقصورهم واموالهم بعد وفاتهم الى قبور لا تتجاوز المترين × متر
.؟.
قالها مبتسماً وكأنه يحرّض على ثقافه الزهد – والاعتكاف الأبدي دون محاوله للبحث عن الرزق والعمل وتحسين الدخل
.؟.
ومن منا لا يتمنى ان يصبح حاله ميسوراً الى ابعد حد ممكن دون هم لمديونيات وقروض واقساط وخلافه ؟
.؟.
ثم ماذنبي انا .؟ هل بحثي عن مصادر دخل كشخص عليه التزامات او حتى عاطل عن العمل حراماً .. ؟ ولماذا زياده إحباطي احباطاً عبر اشاعه مفاهيم ترك الحياة والزهد بها.. والنظر فقط للآخره ومايمكن تقديمه لها .. ؟ غير ذلك فإن العمر الذي اعطاني إياه الله هو وحده القادرعلى أخذه مني .. فلماذا يلجأ كثير من هؤلاء لإستخدام هذا الاسلوب في النصيحه .. ؟
.؟.
ان الموت حق لا يمكن انكاره .. وجميعنا سنموت إن عاجلاً أو آجلاً.. لماذا المزايده من قبل بعض – المحاضرين والضرب على هذا الوتر الحساس اياً كان هدفهم – حتى وان كان نصحاً وارشاداً .. لكن حتماً ليس بهذه الطريقه
.؟.
بهذا الاسلوب تماماً يُقتل بضم الياء – طموحي كشاب لازلت على اولى – درجات الحياة .. وتكبر الازمه والمصيبه في حاله كوني – من فئه العاطلين عن العمل
.؟.
لاشك بأن الارشاد والتذكير والنصح من الامور المحبب الاستماع اليها على الدوام .. لكن ان وجد – لها الشخص المناسب – المثقف والواسع الاطلاع بتجارب الحياة
.؟.
اما ان يأتيني شخص في – خريف العمر .. ويعاملني من منطلق رؤيته الشخصيه للحياة.. او حتى من خلال يأسه منها .. فهذا لا يمكن تقبله إطلاقاً .. في أي موضوع يكونالزهد بالحياة او غيرها
.؟.
مانحتاجه خصوصاًممن يضع نفسه ناصحاً او مرشداً .. ان يراعي ( مفهوم الوسطيه ) وعدم التركيز على جانب دون ( آخر ) .. عليه ان يمسك ( العصى ) من المنتصف تماماً .. لا ( إفراط ولا تفريط ) .. حتى الله عز وجل في عديد الآيات يربط مابين الشدة واللين في آية واحده
** { أن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم } **