ايضاً وبالنسبه لبعض العقليات والمفاهيم المغلوطه :
لنتحدث عن الحكمه الشهيرة : القناعه كنز لا يفنى.
..
أكثر ما يحبطك هو منظر لشاب قابع في مكان معين او وظيفه معينه – مكانك سر ، والمحبط اكثر هو ان يكون ذات الشاب صديقاً عزيزاً على قلبك.
..
.. عندما توجهت قبل فترة ليست بالبعيده لزياره صديقي بالمكتب حيث يعمل بوظيفه " متواضعه جداً رغم مؤهلاته " .. وتفاجأت عندما بادرته متسائلاً بحكم الميانه / هل هذه الوظيفه أقصى طموحك في الحياة .؟
..
وبعد جدل ونقاش كاد ان يحتدم اكثر .. تجد إبتسامته وهي تمتص إشكاليات الموضوع وتهدئته بالقول : ياعزيزي .. القناعه كنز لا يفنى ( ولا يتسع المجال لتفسير ابتسامته تلك وصدقها من عدمه ).
..
هل اصبحت قناعه البعض ان ( يركن نفسه ) بمعزل عن العالم .. في ارشيف وزاره او إداره حكوميه .. او حتى مجرد كاتب . ؟ هل اصبحت قناعه البعض في توقيع كشف الحضور والانصراف في مواعيدها .؟ اسئله عديده جالت في نفسي ولم اجد لها جواباً ..
..
أشفق كثيراً على مثل هؤلاء ممن وضعوا ( هذا المثل ) سبباً من ضمن أسباب ساهمت في تأخرهم وثبات اماكنهم على ماهي عليه .. لدرجه تدفعني للتفكير .. ترى ماهو اقصى ما سيمكن بلوغه بالنسبه اليهم بعد عشر سنوات .. ؟
..
والشاب بطبيعته ان لم يستغل ( فتره شبابه ) وتخطى الخامسه والثلاثين .. هل سيمكن وقتها ان ( يغير من مستوى تفكيره ) ويفكر بمستقبله .. ؟ هل يتبقّى وقتها مستقبل اصلاً ... !
دعوه للجميع في تدارك الامر .. فالشباب لا يعود ان ذهب .. وان رضخنا لقاعده القناعه كنز لا يفنى فصدقوني لن نتمكن من تطوير انفسنا .. وسيقذف بنا الحال ان كنا موظفين ( لراتب تقاعد ) دون اية بصمه تسجل لنا في حياتنا ..
..
قد يعارضني البعض بالقول / من لا يقنع لا يشبع
...
فقصدت في عدم الاقتناع والتمرد على الواقع في الامور ( الماديه الملموسه ) .. مثلاً كوظيفه .. او مشروع او غيرها .. بينما سأكون متعاطفاً قدر الإمكان مع ( الاقتناع الذاتي ) الخاص مثلاً بالشخصيه او بالأمور الخارجه عن سيطرتنا والتي لايمكن تغييرها.