لا أدري لماذا يسيطر التطرف علينا .. تفاؤلا .. ثم تراه في غمضة عين .. قد سيطر تشاؤما .. وكأن منطقة الوسط بين الشعورين باتت محرمة .. رغم أنها المنطقة التي يفترض أن نتعامل معها دائما .. حتى لانقع بين سندان الإفراط .. ومطرقة التفريط !!

بالأمس فرط الزعيم بنقطتين .. أمام فريق يعيش سكرات الهبوط .. فريق لم يستطع أن يجمع قبل البارحة ومن 16 مباراة سوى خمس نقاط .. ورغم أن خسارة النقطتين كانت موجعة للهلاليين إلا أن ذلك ليس مبررا للهلاليين .. ليتحدثوا زرافات ووحدانا .. عن مهمة مستحيلة باتت تحجب عنهم رؤية كأس الدوري .. فالدوري بدأ اليوم .. وخمس مباريات تفصلنا عن الكأس .. الفوز بها يهدينا التتويج دونما انتظار وقفة من أحد .. ودون أن ننظر لمباريات أي فريق آخر .. فمنذ متى كان من سبيل المستحيل أن ينتصر الهلال في خمس مباريات وأن يخطف الدوري .. أمام نواظر منافسيه ؟!!

لا أتحدث هنا عن ثقتي بقدرات إدارية خارقة ستسهل مهمة الهلال .. أو عن اطمئنان لعبقرية مدرب جهبذ سيمنحنا الدوري ببساطة .. بل أتحدث هنا .. عن كاريزما البطولات التي يتمتع بها الزعيم .. والتي لطالما منحته الأفضلية على غيره حتى وهو يقبع تحت فراغ إداري ويديره أشباه المدربين .. وأتساءل .. ألم يفعلها الزعيم كثيرا ؟!! ألم يحقق بطولات أصعب .. بإدارات وبدون إدارات .. بمدربين وبأشباه مدربين .. بلاعبين وبأشباه لاعبين ؟!! لقد فعلها الهلال كثيرا .. وسيفعلها مجددا بإذن الله !!

حسابيا .. لازلنا نملك فرصة كبيرة في لقب الدوري .. فأمامنا خمس مباريات نحقق فيها الفوز .. دون أن نرجو من أحد أن يعرقل أحدا .. فتأديب الحزم في الرس وإفهامه أن الأندية مقامات .. ثم افتراس الاتفاق أمام جمهورنا في الشرقية .. وبعدها نلتهم الشباب .. في عز شبابه .. رايح جاي .. والحلا عند جمهورنا في جدة .. بالاتحاد لنأكله .. لقمة وحدة !!

أنا هنا .. لا أتحدث عن مستحيل .. وارجعوا للسطور الثلاثة السابقة لتتأكدوا أني لم أتحدث عن وجوب الفوز على ريال مدريد والتهام برشلونة وافتراس الميلان .. بل أتحدث عن خمس مباريات أمام فرق سعودية .. يجب أن تخضع لسيدها .. عندما تحضر هيبة الزعيم .. تلك الهيبة التي يجب أن تحضر حالا .. متى ماحضر أحد عشر رجلا يتشحون بالأزرق .. متحدين خصومهم .. وتقليعات مدربهم .. وكل لجان الاتحاد السعودي .. وقبل كل ذلك .. متحدين لأنفسهم !!

أعود وأقول .. لا تصدقوا أن الدوري طار !! ولا تعالجوا إفراطكم السابق بالتفاؤل وسكوتكم عن الأخطاء .. بإفراط معاكس بالتشاؤم .. فليس بنو هلال .. من يفقد الأمل في كأس .. لازال ثمنه خمسة انتصارات بأيديهم .. أما إن فرطوا .. وحولوها لأيد غيرهم .. فبأيديهم .. زالت !!


@@ بــــــــــــقـــــــــــايــــــــــا @@

** يجب على إدارة الهلال أن تعد الفريق بشكل عام واللاعبين بشكل خاص ( نفسيا ).. على أن الدوري بدأ الآن .. وأنه عبارة عن خمس مباريات بنظام خروج المغلوب !!

** مدرب الهلال كوزمين خبص تخبيص في مباراة القادسية لايمكن ان يبرر ..ففي مباراة دوري لاتحتمل فيه خسارة نقطة واحدة .. تغير 6 من التشكيلة الأساسية ؟!! أراد إراحة ياسر والتايب .. ثم أشركهم في الشوط الثاني ليدخلا في ضغط نفسي رهيب جعل مشاركتهما تعادل المشاركة في مباراتين !! فلا الهلال حصد النقاط الثلاث .. ولا ياسر والتايب .. نالا راحتهما !!!

** هناك فئة من اللاعبين ( تؤدي ) واجبها .. وهناك فئة نادرة ( تصنع الفارق ) .. أحمد الفريدي وباعتقادي الخاص من الفئة الأخيرة .. ورأيته مع المنتخب الأولمبي وفي عدة مباريات يشارك في آخر ثلث ساعة ويصنع الفارق .. فعلها حتى في اليابان وأمام الجمهور الياباني المرعب .. لكن كوزمين له رأي آخر .. حتى وهو يعطي الفرصة لمشعل الموري وسعد الذياب !!!

** اللي ماياكل بيده .. مايشبع .. والهلال لازالت اللقمة بيده .. فهل يتركها لغيره .. أم يشبع ويشبعنا معه !!!

** متى تفهم إدارة الهلال .. وتفهم كوزمين .. أن بطولة الدوري .. أهم عند الهلاليين .. من غيرها ؟!! أقول هذا وأنا أرى وأقرأ تبريرات الإدارة على تغييب ياسر والتايب لشوط كامل أمام القادسية في الدوري .. لإراحتهما لمباراة الشباب يوم الثلاثاء في كأس ولي العهد !!!

** كان من المفترض أن تعترض إدارة النادي على المواعيد الجديدة التي وضعتها اللجنة الفنية لمباراتي الشباب في الدوري منذ أن أعلنت اللجنة هذه المواعيد دون استشارة ولا مراعاة .. فالهلال أصبح عليه أن يختتم الدوري بأن يواجه الشباب مرتين والاتحاد مرة في 9 أيام فقط !!!

** قلت (( كان )) من المفترض أن تعترض .. في وقته !! أما الآن فيجب أن يخرج الهلاليون بكل شرائحهم من مصيدة الالتهاء والانشغال بمسلسلات لجان الاتحاد السعودي .. وأن يتفرغوا بالكامل لدعم فريقهم .. ليقتلعوا كل من يقف أمامهم .. ولو كان الاتحاد السعودي بكل لجانه !!!

** الظروف تزيد الأمور صعوبة على الهلال .. وكلما تكالبت الظروف وزادت الأمور صعوبة على الهلال .. اعتراني شعور غريب .. بأن البطولة اقتربت .. وهو شعور قلما خذلني فيه الزعيم .. وأرجو ألا يفعلها هذه المرة !!