17/08/2007, 02:09 PM
|
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/12/2001 المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
| |
حي على الجهاد .
أتحدثُ عنْ بلدي ، السعوديةِ ، عندما أقولُ إنَّ الشبابَ لدينا همُ النسبةُ العظمى بينَ المواطنينَ. و همُ في الوقتِ ذاتهِ يشكلونَ نسبةً لا يستهانُ بها في جماعاتِ ما يسمى بــ "الجهادِ" في شتى بقاعِ الأرضِ.
عندما حدثَ ما حدثَ في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 و زعمَ المحققونَ أن أكثرَ من نصفِ منفذي الحادثِ كانوا سعوديينَ بل و شباباً أيضاً ، كتبَ الكثيرون و حللوا (ممن في قلبه مرضٌ فوجدها فرصة ، أو ناصحُ يريد الخيرَ) أن المشكلةَ تكمنُ في مناهجِ التعليمِ من جهةٍ و المنهجِ المتشددِ الوهابيِ (كما يحلو لمدعي الثقافةَ أن يسموه) من جهةٍ أخرى.
قد تكونُ مناهجُ التعليمِ لدينا تحتاجُ إلى مراجعةٍ و تطويرٍٍ ، و هذا أمرٌ واردٌ لأنَّ الجمودَ يقتلُ الإبداعَ و الماءُ إذا ركدَ أسنَ. أما أن تكونَ مناهجنا هي السببُ في تطرفِ بعضِ شبابنا و حماسهم غير المنضبطِ فهذا و الله من الجنايةِ و الظلم.
بل ما هو التفسير المنطقي لما نراه من شبابنا من تفريطٍ في المُثُل و القيم و اتباع كل ناعقٍ من الغربِ !!؟ اذهبوا إلى أي مجمعٍ تجاري لتروا العجب العجاب.
هؤلاء و أولئك هم نتاجٌ لعمليةٍ تعليميةٍ واحدةٍ. فكيف أصبح لدينا هذا المزيجُ غيرِ المتجانسِ من الإفراط و التفريط!؟
ألا ترون معي - يا أحبة - أنّ الحلَّ الجذريَ لهذهِ الظواهرِ المتناقضةِ يكمنُ في التربيةِ ، التربيةُ بجميع أشكالها و أنواعها. أنا أعلم أنني لم آتِ بجديدٍ فقد تناولَ الناسُ أمرَ التربيةِ و أهميتها منذ أن وعيتُ القراءة. لكننا و مع ذلك لازلنا أشد البعدَ عنها.
موضوعُ التربيةِ يحتاجُ إلى مناقشةٍ واعيةٍ وهادئةٍ من جميعِ الطبقاتِ ، على صعيد الأفرادِ و المجتمعِ و المؤسساتِ الخاصةِ ثم الحكوميةِ. ينبغي أن تستمرَ تهيئةُ و تطويرُ الوالدينِ على طرقِ التربيةِ الحديثةِ و ربطها بمباديءِ الإسلامِ و ثوابتهِ و العاداتِ العربيةِ الأصلية.
في رأيي ، أن من أهم ماينبغي تنشئةُ أبنائنا و تربية شبابنا عليه هو التالي:
1) قدرة اتخاذ القرارات السليمة.
2) الحوار الصريح و المفتوح.
3) حب القراءة.
4) احترام المخالف و أدب الخلاف.
الجهاد ذروة سنام الإسلام ، كما جاء في الحديث لكنْ ألا توجد معانٍ أخرى للجهاد إضافةً إلى حمل السلاح و مقارعة الأعداء؟! لنجعل التربية الحقة هدفاً سامياً نحاول جميعاً الحصول عليه.
أخوكم
|