26/07/2007, 05:12 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
|
مذكرات إنسان
إنسان عادي ، في الثلاثينات من عمره ، ينتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة ، ذات دخل جيد إلى ممتاز ، شهادة علمية جيدة ، يتمتع بعلاقات واسعة جيدة و قوية مع طبقات مختلفة من المجتمع .
أعزب ذو وظيفة جيدة و راتب مرتفع نسبياً و دون مسئوليات أو أعباء مالية و لهذا السبب كان قادراً على أن يعيش حياة شخصية مترفة ، تمكن من امتلاك سيارة أغلى و أكثر رفاهية من سيارات بقية أفراد عائلته ، كان في بعض إجازاته الخاصة يزور دولاً تكلفه المعيشة فيها مرتفعة بعكس عائلته التي دائماً ما تقضي إجازاتها في دول متوسطة التكلفة .
لا يحب المظاهر و يكره من يحبها و يمقت الغرور و أهله ، كان كثير التأمل و التفكير بحكم معايشته لنوعيات مختلفة من الناس .
وسطه و مجتمعه ، أبناء أعمامه و اخواله الذين ينتمون إلى طبقة متوسطة بشكل عام ..
بعض أصدقائه و معارفه الذين ينتمون إلى الطبقة المخملية ذوي الدخل المرتفع جداً و الذين كان يقضي بعض أوقاته معهم ..
نجاحه و تميزه في عمله حتى أصبح يشارك كبار الإداريين التنفيذيين في اجتماعاتهم خارج المملكة جعله يعلم بما يدور خلف الستار من صفقات جانبية يهندسها أكبر الإداريون التنفيذيون على طاولات مطاعم أشهر الفنادق العالمية بين قهقهات أعضاء الاجتماع و رشفات الكؤوس المليئة بالمشروبات ما بين ( الكوكا كولا ) و ( الواين ) و ( الويسكي ) و غير ذلك .
بعض أصدقاء الدراسة بمراحلها المختلفة و الذين ينتمون إلى طبقة أقل من المتوسطة و ذوي دخل محدود ..
كذلك هو على علاقة جيد مع بعض طلاب العلم و الأئمة المشهورين لغرض استفتائهم في نشاطاته و معاملاته إضافة إلى مساعدتهم لهم في صرف الزكاة و الصدقات ..
غير أنه وسيم جعلته وسامته في بعض الأحيان مطلباً لبعض شابات الطبقة المخملية و اللاتي يعتقدن أن بإمكانهن شراء ( رفقة ) أمثاله لبعض الوقت بالماديات .
قام بتجاوز بعض الخطوط الحمراء فقط من أجل معرفة كينونة ما خلف تلك الخطوط !
تنازل عن مبادئه ذات مرات فقط من أجل خوض التجربة ، و أساء لنفسه ذات مرات فقط ليرى نتيجة أفعاله و ما قد تؤول له تصرفاته !
ظهر بغير صورته الجميلة فأظهر صورة ( سيئة ) عنه ذات مرات ليعرف الفرق !
كان و ما زال يتحدث لي كثيراً عن ما يراه بين وقت و آخر من مواقف تثبت أشياء كثيرة مؤداها أن الدنيا ليست إلا مجرد ( سخافة ) ، و أنني قد أتلقى يوماً خبر ( جنونه ) ، و أن علي أن لا أتعجب إن قيل لي يوماً ( صديقك ترك وظيفته و هاجر ) !
و كنت أقول له أنت تدفع ثمن معايشتك لأكثر من وسط و احذر أن تعاني من أعراض كأعراض مرض انفصام الشخصية !
قال لي أنه كتب بعض المذكرات خلال سفراته الطويلة ، و أنه كتب أخرى قصيرة خلال اجتماعات طويلة !
يقول أن تلك المذكرات كانت تخفف معاناته و كانت تمنع إصابته بالجنون !
فتأكدت أنها مذكرات صادقة عفوية خاصة و أنها كتبها و لم يخيل له يوماً أن أحداً سيطلبها ! هذا إن كان هناك من يعلم بأمرها غيري !
فطلبت منه الاطلاع عليها ! تفاجأ بالطلب و بين لي بأنه لا يعلم أين هي فهو غير مهتم بأمرها و لا يتهم بالاحتفاظ بها فبعضها ما زال في حقائب سفر منذ عودته قبل أشهر ، و بعضها في مكتبه بين الأوراق و بعضها تحت سريره و بعضها على ظهر علبة المناديل ، و أغلبها بخط لا يكاد يُقرأ .
قال لي سأجمعها و أرتبها و أحضرها فرفضت تماماً ! و طلبتها كما هي أو أن ينسى أمرها .
قلت أريدها كما هي و لتعلم بأنني سأنشرها في المنتدى الذي أشارك فيه .
أبدى بعض الامتناع قبل الموافقة بعد أن وعدته بالاطلاع عليها بعد جمعها و قبل نشرها فاتفقنا على ذلك و فعلاً أحضرها ، خط رديء و أفكار متقطعة و محطات متفرقة و فقرات بالكامل يجب علي حذفها لأسباب لا بد و أنكم تعرفونها ، ترددت بعد كل هذا لأنني تخيلت أنها لن تظهر بالشكل المطلوب و لكني قررت أخيراً نشرها فليس هناك ماهو أجمل من الصدق و العفوية و الكتابة على ( السجية ) .
حتى أرى وجهة نظركم في هذه السطور سأكتب لكم هنا في نفس الموضوع ما احتوته مذكراته و بلهجته و سأحاول ما أمكني الابتعاد عن التصرف فيها .
لكم أحبتي أجمل و أحلى تحية بقدر ما أحمله لكم . |
.
.
الوضع العادي
