
07/08/2007, 03:35 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
لميس أعتذر لك عن حزن حروفي ..
و لكن مثلك لا يقبل أن أبكي لوحدي !
هذه المقدمة اعتذار عن الحزن الماضي و حزن هذا الجزء الذي ( أعترف ) بأنني ( تفننت ) فيه لا لشيء و لكن هكذا هي حياة صاحبه كما كتبها و كما سمعتها منه .
@@@@@@@@@@@@
تغريد أنا سعيد بمتابعتك ..
المذكرة الثانية : سنة أولى لتركي بعد التخرج ( الجزء السادس )
خلال الرحلة أفكر في وضعنا بعد وفاة أبوي كيف بيكون وضعنا ؟
أخواني و خواتي الكبار من أبوي كلهم متزوجين ، باقي لي أخت وحدة شقيقة أصغر مني بثلاث سنوات ، أخواني و خواتي طيبين مع أمي و أختي .
بعض أخواني ما هي معجبته طريقتي مع خالد !!
أختي في عمر أخت خالد الصغيرة و كلهم يدرسون في جامعة الملك سعود في نفس الكلية و كلهم شاطرين بس أختي معتمدة على نفسها في كل شيء و أخت خالد معتمدة على نفسها و على غيرها ، كنت أشوف خالد لما يجيب لها معيدات بالجامعة !!
الوالد الله يرحمه كان يحب الوالدة و يحب أختي كثير ، عمري ما شلت هم أمي أو أختي في حياة الوالد ، غير إني بعيد عن أهلي و حياتي كلها مع خالد !
إلا أبوي ! كان وضعي معه استثنائي ، كنت قريب منه و كان يحكي لي عن أي شيء يتعبه سواءً من أهلي أو من أعمامي أو حتى غير كذا ، يمكن بعدي عن العائلة و لأن أبوي يعرف إن كلامه مستحيل يطلع مني مو لأني كتوم لكن لأن في حواجز بيني و بين أهلي .
صار لازم أتغير مع أختي و أمي بالذات ، أعوضهم عن أبوي !
التفت على خالد لقيته مركب السماعات و يسمع !
أخذت السماعة اللي في أذنه القريبة مني و لقيته يسمع أغنية محمد عبده
حياتي كلها صبر و جلادة @@ و غيري عايش عيشة سعادة
خالد !! هذا وقته ؟
خالد : وش أسوي ؟ قرآن ما معي ! قنوات شركة الطيران ما فيها إلا أغاني !
و لو ما سمعت شيء ممكن أنجن !!
رميت السماعة و رجعت أناظر جهة الشباك و لاحظت إن النور بدأ يشق الظلام و سألت نفسي ؟ ممكن يجي نور يشق الظلام اللي خلاني فيه أبوي ؟!
التفت على خالد لقيته شايل السماعات و مسترخي و مغمض عيونه !
أحياناً أتمنى إن خالد يستقصد يضايقني ! ما يعجبني فيه إنه دايم كل همه يرضيني !
هذا يخليني ما أدري أنا صح أو مو صح ؟؟
ما أدري إذا خالد غفى شوي أو لا لكن أنا أكيد إن عيني ما غمضت !
وصلنا لمطار الملك خالد و نزلنا من الطيارة و طلعنا من الصالة و ركبنا السيارة مع سواق خالد و لاحظت إنه تجاوز البيت و ناظرت خالد نظرة استفهام !
خالد : يبونا نجي للمسجد مباشرة يمكن يمدينا نشوف عمي و هم يغسلونه !!
خالد صاير يسوي أشياء كثيرة من وراي !!
سكت و لما وصلنا للمسجد وقفنا عند مغسلة الأموات نزلت و رجعت أسأل نفسي أول سؤال بعد ما سمعت الخبر !! أنا بحلم و لا بعلم ؟!
قابلونا أخواني و أنسابي ما عزيناهم و لا عزونا ! يمكن نسينا إن أبوي مات !
طبعاً أكيد حتى ما سلمنا عليهم و لا سملوا علينا سلام السفر !
ما أدري من اللي منهم قال الحمدلله لحقتوا عليه قبل ما نغطي وجهه إذا بتسلمون عليه !
دخلنا لقينا أبوي كأنه نايم !
أكتب الكلام هذا و صورة وجه أبوي خلفية للورقة !! و أناظر باب غرفتي يمكن يدخل علي ؟
شفنا وجهه ما شاء الله عليه !
أنا فاقد الإحساس ، فاقد التعبير ، متجمد المشاعر ، و على حد النعش وقفت و كأني جذع شجرة عاشت خمسين سنة قبل ما تموت من خمسين سنة !!
ما أدري دخلت عالم ثاني يمكن أرض تحت أرضنا !!
و رجعتني صرخة للحياة ! كانت صرخة خالد و هو رامي رأسه على صدر أبوي و يترجى و يتوسل الله يخليك لا ! الله يخليك لا !
خالد بدأ يرتفع صوته و يصارخ لحد ما مسكوه أخواني و كانوا يبعدونه بالقوة عن أبوي و هو بكل قوة يمتلكها يحاول الفكاك و العودة لأبوي و أسمعهم يقولون نبيك تهدي تركي و تزيده !!
مسكين خالد !
يبونه يتعامل و كأنه ما يعرف أبوي و دوره بس يهديني ! ما يدرون عن علاقة أمي أبوي بخالد .
تابعتهم بنظراتي و بعد دقيقة كانت الغرفة تضم واحد حي و واحد ميت !
تقدرون تقولون اثنين ميتين !!
يبه تكفى خذني معك !!
حبيت رأس أبوي نفس دهن العود و دمعتين في آخر لحظة مسحتها قبل لا يلمسون وجه أبوي دموعي ما تستاهل وجه أبوي .
طلعت لقيت خالد جالس على الرصيف و مسند رأسه للجدار و مغطي وجهه بيدينه !
مثل طفل صغير خايف وقفت جنب خالد و كأنه أبوي !!
دقايق و صاروا أخواني حولنا يقولون لازم تغيرون ملابسكم عشان الصلاة و شفت نسيبي شايل ثوبي في يده ، التفت على خالد و كأنه يقول هذا وقت عادات و تقاليد ؟؟
خالد فجأة قام و قال لاخوي بادخل أسلم على عمي و ما راح أسوي شيء ، وافق له أخوي بشرط يمسك نفسه .
دخل خالد و وقف أخوي عند الباب يرافقه ، من التعب و الإرهاق و الحر كنت تقريباً بيغمى علي !
بس خالد خذ الدور عني و أغمي عليه !
صجة و أصوات و رجال بسرعة يدخلون على أبوي و كأني سمعت اسم خالد يتردد !!
نسيت كل شيء و دخلت و لقيت خالد طايح على الأرض و حوله الرجال يرشون عليه مويه و يصحونه و ينادونه لكن خالد ما رد عليهم ! يمكن يبي يسوي مثل أبوي معه لما ما رد عليه !!
شالوا خالد للمستشفى و صرت بين نارين و صرت كل شوي أتصل بنسيبي اللي مع خالد أتطمن و صفينا للصلاة و استقبال اللي يعزون ، وقتها ما عرفت أحد إلا شخص واحد !
أبو خالد لما ضمني و قال أبشرك توني جاي من خالد و هو بخير و مصر يصلي على عمه الله يرحمه .
صلينا على أبوي الله يرحمه و ركبنا السيارة مع جثمان الوالد كنت انا أول من ركب أبي الفكة من السلام و ركبوا أبوي بعدي و صرت مركز نظري في كفن أعز الناس !
صح بيروح ويخليني بس والله أعز الناس .
انصك الباب الخلفي و تهيأت السيارة للتحرك و كلها ثواني إلا وأسمعهم ينادون أخوي اللي يسوق وقف وقف و ينفتح الباب الخلفي و يركب مين ؟!
خالد ركب ! خالد صلى على أبوي الحمدلله .
وصلنا للمقبرة و نزلنا أبوي بالقبر و كان ثلاثة من أخواني في القبر و أنا واقف على القبر و خالد جنبي مباشرة قبل ما يناديني أخوي الكبير بعد ما كشف وجه أبوي و يطلب مني أنزل مكان أخواني أودعه الوداع الأخير .
ناظرت خالد و لقيت نظرة تشجيع من شخص ميت لشخص ميت !
نزلت وشفت وجه أبوي !
يبه لا تخاف بارجع لما يروحون كلهم و أطلعك !!
خلاص يكفي اطلع يقول لي أخوي الكبير ..
يد خالد ممتدة مسكتها بيدي و طلعت من القبر و غبت في أحضان خالد و أنا ماسكه بكل قوتي و هو ضامني بيديه بكل قوته و كأننا كل واحد فينا يقول للثاني : ما بقى لي غيرك ! لا تروح و تخليني ! |