لطالما رددنا بعد كل فوز هلالي وبعد كل بطولة هلالية ... ( على نياتكم ... ترزقون ) ... لأن الآخرين كانوا يتآمرون ويخططون !!

لكن المخطط هذه المرة جاء ( بغير قصد ) ... من الداخل ... ساءت النوايا ... فحصدنا سوءا .. على سوء !!

أعتقد أننا اليوم أحوج مانكون للبكاء طويلا على اللبن المسكوب !! وإن كنت تغافلت كثيرا فيما سبق عن بعض الأمور بل وكنت من دعاة التجاوز عنها وتركها لما بعد نهاية الموسم .. فإن الموعد قد حان .. والمصلحة تقتضي أن نعلق الجرس وأن نقرعه طويلا حتى يسمع السامعون .. ويتحرك الرجال للحفاظ على ماتبقى من هيبة الزعيم التي أريقت دماؤها على مذبح استاد الملك فهد .. في مساء الجمعة الحزين !!

ولعل الحديث تركز بعد الخسارة على معسكر العين ومشاركة فلان وعدم مشاركة فلنتان .. وهي أسباب قد يكون لها دور في خسارة مباراة .. لا خسارة سمعة وكرامة .. مثلما حدث البارحة .. فمن لي باختراع يمسح به المرء من ذاكرته لحظات لا يرغب بتذكرها ... كدقائق الشوط الثاني وأواخر الشوط الأول !!!

إلا أن الشق أكبر من الرقعة ... والمأساة أكبر من أن يتحملها معسكر أو لاعب ... وقتل الهلال وكرامته .. مخطط لم يبدأ البارحة .. مخطط قامت ببطولته ( دون قصد ) إدارة الهلال .. جهلا .. ارتجالا .. تهورا .. عنادا .. وإن لم يكن قتل الهلال هدفا مقصودا من قبلها .. فإنها قامت بكل جدارة بكل ما يكفل تحقيق هذا الهدف غير المقصود !!!!

ولعل البداية كانت قبل حتى أن يبدأ الموسم ... حين قرر الرئيس أن يستمر وهو يعلم أنه لم يعد يملك مفاتيح نجاحه السابق .. حين كان الحماس سلاحه وصانع معجزاته ... حماس للإنجاز والنجاح يدعمه ضخ مالي مميز يساعد أي عمل على النجاح ... إلا أن الرئيس قرر الاستمرار وهو يعلم أن حماسه فتر ... وأن الدعم المالي قد نضب ... وأن عوامل النجاح قد تقلصت كثيرا !!!

استمر الرئيس .. وتم التوقيع مع البرتغالي بيسيرو وأقيم معسكر تونس بلاعبين معظمهم لم ير النور بعد ذلك المعسكر .. ليتساءل الكثيرون كيف أعد الفريق لموسم مزدحم .. بمعسكر جل لاعبوه لن يتمكنوا من المشاركة في المنافسات ؟!!

وقبل المعسكر كانت قد برزت مشكلة ملعب النادي وحاجته للصيانة بعد معاناة اللاعبين وشكواهم من العام الماضي .. واستبشر الجمهور خيرا عندما شاهد الفريق الأولمبي يتدرب على ملعب إعداد القادة بحجة خضوع ملعب النادي للصيانة لمدة تقارب الشهرين ... ليكتشف الجميع وبكل أسف أن هذه المشكلة الخطيرة قد تم التعامل معها من قبل إدارة الهلال بإهمال شديد حين اتضح للاعبين بعد عودتهم لملعب النادي أن الصيانة المعلنة لم تكن سوى ( ترقيع ) لبعض أجزاء الملعب وانها صيانة زادت الطين بلة وردد البعض ... ليتنا من حجنا سالمين !!!

جاءت بطولة الخليج وخرج الفريق من دورها الأول دون أي مكاسب .. فلا هو الذي شارك بنجومه وانتزع التأهل وكسب استمراريته بالمنافسة .. ولا هو الذي أشرك العناصر الشابة ليكسب المستقبل حتى لو خسر التأهل .. بل شاهدنا تركي الصويلح والجمعان والهليل وخليل .. فقال العقلاء .. بطولة للنسيان .. ولعل القادم أفضل !!!

فعلا .. كان القادم أفضل وقدم الفريق مع بيسيرو نتائج جيدة في كأس الأمير فيصل و الدوري وخاصة الأخير ... واستطاع أن يحصد النقاط رغم تعثر مباراة الوحدة .. إلا أنه انطلق بعدها لينهي الدور الأول متصدرا وبنتائج رائعة وقياسية .. وبدأ الفريق الدور الثاني بداية سيئة حين تعادل مع الخليج والوحدة وخسر من الحزم ... وتعرض الفريق حينها لانتقادات حادة وكنت مع من انتقد إصرار المدرب على إشراك بعض العناصر في غير محلها كالهليل في المحور كما انتقدت تجاهل المدرب للصف الثاني ... إلا أني كنت ضد اي تلويح بإقالته فلكل مدرب أخطاؤه التي يجب مناقشته فيها دون تلويح بإقالة وهز لاستقرار الفريق وعمل شرخ في ثقة اللاعبين بمدربهم ... إلا ان قرار الإقالة قد خرج بحجة عدم قبوله للمناقشة وعدم التفاته للصف الثاني ..!!

وبدلا من أن يكون البديل جاهزا ليستغل توقف الدوري .. وليستثمر مباريات كأس فيصل في التعرف على الفريق .. جلس الفريق لأكثر من شهر بمدرب لياقة .. ثم جاء سيريزو .. دون أن نتمكن من معرفة .. كيف جاء .. وعلى أي أساس تم اختياره ؟! ليكتشف من أحضره أنه يحمل نفس سلبيات بيسيرو فشاهدنا الهليل في المحور ... وشاهدنا استمرار إهمال الصف الثاني .. إلا اننا افتقدنا على الأقل لهيبة الفريق التي تمكن من صنعها البرتغالي بيسيرو ... لنكتشف أننا أقلنا الإيجابيات وأبقينا على السلبيات !!!

لم تتعلم الإدارة من أخطائها ... فواصلت سياسة الاقتلاع دون أن يكون البديل جاهزا ومدروسا !!! فاقتلع رودريقو ( السمكة ) من قائمة الفريق واستبشرنا خيرا بأن الإدارة لم تبعد السمكة إلا لأنها تجهز لإحضار قرش يبتلع الخصوم ... لنكتشف أنها توقع بتوصية من سيريزو وفي آخر ساعات الفترة الاحترافية بسياسة ( مجبر أخاك لابطل ) مع رودريجاو ألفن .. الذي اتضح مع الوقت ... أنه أقل من أن يكون ... علبة تونة !!!!! وكان من الأفضل الإبقاء على المجتهد والحيوي رودريجو ( السمكة ) مالم تكن الإدارة قد ملأت يدها من بديل تتأكد أنه ( أفضل ) !! حتى عندما تم إبعاد السمكة .. استمر عقده .. واستمرت ورواتبه سارية ... ورفضت الإدارة عروض عدة أندية ممتازة .. ويبدو أن الإدارة فضلت أن تدفع للاعب عاطل على أن يذهب لناد آخر ويقدم شيئا يحرج به إدارة الهلال !!!!


عودة لسيريزو الذي لم يبق في منصبه سوى شهر ونصف وتم طرده بأسلوب لا يتناسب مع سمعة الهلال عندما تم إرسال أحد عمال النادي ليخبره بلغة : ( خلاص صديق انته بكرة مافيه يجي شغل ) !!!!!! وللمعلومية لازالت لسيريزو مبالغ لم تدفع تصل لمائة ألف دولار .. و الخوف أن ينفذ صبر الرجل ويصعد القضية للفيفا !!!

ذهب سيريزو وجاء باكيتا بطريقة ( المسيار ) ... فرغم أن الإدارة الهلالية تعلم أنه قد أنهى اتفاقا ملزما مع الغرافة القطري وأنه قد أمن مستقبله ... إلا أنها وقعت عقدا ملخصه أن باكيتا كاسب في كل الأحوال ... فهو قد أمن لنفسه رواتب للشهرين الذين يفصلانه عن عقد الغرافة ... وحصل على بند يكسبه مئات الآلاف من الريالات إذا حقق بطولة ... فهو كاسب على أي حال ولن يخسر شيئا ... لتسلم الإدارة رقبة الفريق لرجل ... لاشيء يخسره !!!!

تصدر الفريق الدور التمهيدي ليضمن اللعب على النهائي .. وكانت فرصة لعلاج المصابين وإراحة المرهقين ولترتيب أوراق الفريق .. إلا أن العكس هو الذي حصل !!! فكيف يمكن أن تعالج مصابين بجهاز طبي يرأسه ( أخصائي علاج طبيعي ) أصبح مثل ( حلاقين زمان ) ... وإن كان حلاق زمان يحلق ويحجم ويكوي ويطهر مواليد ويقلع ضروس ... ففرناندو في الهلال يشخص ويعالج ويدلك ويمرن .. ويضع البرامج العلاجية ويشرف عليها ... و غالبا ماينهي اللاعب برنامجه العلاجي فيكتشف أن الإصابة لم تتحسن .. بل زادت ... كما حدث للشلهوب في نهاية الدوري !!!!! كيف يمكن لناد كبير مثل الهلال أن يدار جهازه الطبي .. بواسطة أخصائي علاج طبيعي ؟!!! هل كثير على الزعيم أن يستقطب خبرات طبية ( متفرغة ) لتشرف على علاج اللاعبين ... وهل الصرف على هذا الجانب الهام ... إسرافا ... بينما لابأس في تبديل المدربين ودفع الشروط الجزائية لهم بمئات الآلاف من الدولارات ؟!! ولا بأس بدفع رواتب لاعب .. لا يلعب .. كما حدث مع السمكة ؟!!!!

كيف يمكن ذلك .. وأنت تدفع بلاعبين لمباراة مصيرية دون أن تدفع رواتبهم لأكثر من خمسة أشهر ؟!!!!

كيف يمكن ذلك .. وأنت تعلن عن مكافآت في الإعلام ... ولا تلتزم سوى باٌقل من نصفها ؟!!

كيف يمكن ذلك .. وأنت تدخل المباراة بعنصر مهم هو عمر الغامدي ... لم يتم حتى الآن مخاطبته لتجديد العقد ... رغم كل الأكاذيب التي تروج في الصحافة ... نعم ... الغامدي لم يتم مخاطبته رسميا لتجديد العقد ... ورحيله لن يكون مفاجأة ... مالم يتدخل الرجال !!

وكيف يمكن أن تريح المرهقين وأنت تنهكهم بالسفر لدولة خليجية قبل النهائي بأيام وتعيدهم للرياض منتصف الليل وتقدم لهم وجبة العشاء الأخيرة قرب أذان الفجر ؟!!!


أعتقد أن استقالة الرئيس البارحة ... شجاعة تحسب له ... مالم يتراجع فالرئيس على مايبدو خسر كثيرا من أسلحة النجاح !!!

والفريق الآن بحاجة ماسة إلى وقفة جماعية من رجال الهلال ... وقد أكتب قريبا جدا بإذن الله .. مقالا عن الأمور التي يحتاجها الفريق ليعود ... زعيما !!!




خاتمة :

مبدأ لن أتخلى عنه مهما كانت الخسائر .... ( الهلال .. أولا ) !!!