مكالمة بعد منتصف الليل - صفحة رقم 2 - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

abu_riman · #1 14/04/2007, 04:39 PM

عيناي منهكة .. جفناي مثقلة .. بالكاد تسمح لعيناي أن تبصر .. لا يمكنني رفعها .. و كأنها بأطنان الهموم محملة ..
كل جزء من جسمي يؤلمني .. و كأنه الجزء الوحيد الذي يحمل بقية الأجزاء !!

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..

رنين الهاتف .. مكالمة قادمة .. في وقت متأخر تجاوز منتصف الليل .. ليس بغريب .. و لكن ليس بالأمر المعتاد أيضاً ..
استجابة .. صوت قادم من الطرف الآخر .. أعرفه متأكد أنني أعرفه .. لم أتمكن من تمييزه أو تحديده ..
به حشرجة .. أو كأن بصاحبته عبرة .. و ظني يحدثني بأن على خدها تسير في نفس اللحظة دمعة ..

أخيراً تمكنت من تحديد هوية الصوت .. و في نفس الوقت انتابني شعور سيء ..
هناك أمر ما يقلق صاحبة الصوت .. يزعجها .. يبدو أن ليلنا طويل ..

المقدمة المعتادة .. تلتها محاولة جس النبض .. في الحقيقة لم يكن لها داعي ..
جرفني سيل دموعها .. و شعرت بحرارة عبراتها .. دون شعور التفت لأتأكد من تشغيل المكيف !!

ماذا حصل ؟! لماذا ؟! و من السبب ؟! أسئلة أريد أجوبتها ..

كل أمر توقعته ..
كلمة جرحت إحساسها ! تصرف ضايقها ! شعور أحبطها ! أي شيء أي شيء ..

إلا أن تقول لماذا ما زال أخي مسجوناً ؟!

يا إلهي !
أي امتحان هذا و أي بلاء !

أي سؤال هذا ؟!

لو قال لي أحدكم بأن الوقت الذي مر بصمت الليل و سكونه بين نهاية سؤالها و أول حرف نطقته سنوات لما قلت لا !!

إنه دهر ..

دهر لأجد إجابة مناسبة لفتاة في عمر الزهور ! ربما بحكم عمرها لا يمكن أن تستوعب بعض الأمور ..

أخي في السجن منذ أكثر من خمس سنوات !

ماذا فعل ؟! و ما هي جريمته ؟! و إلى متى سيظل في السجن ؟!

غاليتي ..
هو هناك لحمايته من نفسه و من غيره ..
ثم هو كما تعلمين معزز مكرم لا ينقصه شيء !

" طيب خمس سنوات تكفي ! خلاص هو بيسوي اللي يبونه ! طيب متى بيطلعونه ! و ليه ما يعلمونه خطأه و يحاكمونه ليه بس مخلينه كذا ؟ "

صواعق و ليست أسئلة أو ملاحظات !!

" عندي اختبار بكره ! ما قدرت أذاكر ! ما قدرت أشيله من بالي ! ودي أروح عنده ! "

لحظة !
" أنت ليه اليوم بالذات شاغلك الموضوع ؟! " -----> هذا أفضل ما توصلت له !

" زرناه الصباح ! و من طلعت من عنده ما قدرت أشيله من بالي ! كان دايم ينتظر زيارتنا و يفرح إذا جيناه و يقول مبسوط و الحمدلله !

اليوم لا ! اليوم أخوي غير ..
يقول إلى متى ؟! طيب يحاكموني ! أنا مستعد أواجه أي حكم لكن ما يصير بس أجلس كذا ! "

تحدثت معها لمدة قاربت الساعتين .. و لكن لن أضع هنا كلمة من حديثي !

لأنني أنا نفسي لست مقتنعاً به !
مساجين لسنوات ..
لم توجه لهم أي تهمة ! و لم يتم تقديمهم للمحكمة ! و لم يتم اتخاذ أي حكم بشأنهم !
إلى متى ؟! ثم ماذا ؟!

الحساب مطلوب كذلك العقاب و هما مفيدان ، و لكن تجاوز العقاب حدود المعقول قد تنتج عنه آثاراً عكسية ..

فقط الآن أريد أن أنام قليلاً بعد أن شاركتكم همومي ..

ملاحظة : ربما تكون القصة خيالية ..

@@@@@@@@@@@@@

هل تبحث عن وظيفة ؟!