سأل أسامة بن زيدالرسول صلى الله عليه
وسلم( قلت يارسول الله لم أرك تصوم شهراًًمن الشهورماتصوم
من شعبان؟قال:ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان
وهوشهرترفع فيه الاعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع
عملي وأنا صائم ) رواه النسائي في السنن (2356) وحسنه
الالباني في الارواء(4/103) .
فوائد :
1/ في هذا الحديث دليل على أن أعمال العباد
ترفع الى الله في هذا الشهر وكان الرسول يحب أن يرفع عمله
وهو صائم 2/ تعود الانسان على الصيام فيكون له
تمرين كمقدمه للتعود على صيام شهر رمضان.
كان طلحة بن عبدالرحمن بن عوف
أجود قريش في زمانه فقالت له امرأته يوما :
ما رأيت قوما أشدّ لؤْما منْ إخوانك
قال :
ولم ذلك ؟
قالت :
أراهمْ إذا اغتنيت لزِمُوك ، وإِذا افتقرت تركوك !
فقال لها :
هذا والله من كرمِ أخلاقِهم ! يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم
، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بِحقِهم !
علّق على هذه القِصة الإمام الماوردي فقال :
انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فِعلهم حسنا
، و ظاهر غدرِهم وفاء ، وهذا والله يدل على ان سلامة الصدر
راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة .
نقل ابن القيم عن عبدالحق الإشبيلي قال:
[ولقد بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح، فلما أصبح
قيل له: أكُل هذا خوفًا من الذنوب؟
فأخذ تبنة من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذه،
وإنما أبكي خوفاً من الخاتمة..
وهذا من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخدعه ذنوبه
عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى..
وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء: أنه لما احتضر
جعل يغمى عليه، ثم يفيق ويقرأ [ونقلب أفئدتهم
وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم فى
طغيانهم يعمهون]،
فمن هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجاباً
بينهم وبين الخاتمة الحسنى.
قال الإشبيلي: واعلم أن سوء الخاتمة- أعاذنا الله
تعالى منها- لاتكون لمن استقام ظاهره وصَلُحَ باطنه،
ماسُمِعَ بهذا ولاعُلِمَ به ولله الحمد، وإنما تكون لمن له
فسادٌ في العقيدة أو إصرار على الكبائر، وإقدام على
العظائم، فربّما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموتُ قبل
التوبة، فيأخذه قبل إصلاح الطويّة، ويصطلِم قبل الإنابة،
فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك
الدهشة، والعياذ بالله]…