مرحبا بك أخي محمد وكل عام وأنت بخير ..

موضوع مهم .. وخصوصا أنه يتحدث عن أناس أُبتلي بهم مجتمعنا مع الأسف مع أن الناظر لهم يراهم أقل من خط الفقر ولكن الصحيح هو خلاف ذلك ..!!

فلا لقب يصلح لهم إلا (( المحروم )) كما قلت ..

قصة بصراحة تدمي القلب قبل العين !! فكيف له أن يرضى لنفسه الهوان والإهانة والذل وهو يملك هذه الأموال ؟!!

ولمن يجمعها ؟!!

ولماذا يقتر على نفسه بهذا الشكل الكبير ؟!!

لا حول ولا قوة إلا بالله ...والله المستعان ..!!

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة iq1399 س 1 / هل يوجد محروم غير ذلك ؟ أم أنه حالة لا يمكن تكرارها ؟ .. س 2 / حكم بعض الاشخاص أنه يستحق الزكاة لدخوله في قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } , ماحكمك أنت تجاهه ؟ .. س 3 / لو أسند الأمر إليك ما حكمك عليه وعلى أمواله ؟

1- نعم يوجد غيره !! وكثيراً ما سمعت بهم !!

فواحد يعمل (( حمَّـالي )) في أحد الأسواق وهو كبير في السن ، رث الثياب ، ضعيف النظر ، يرحمه من ليس بقلبة مثقال ذرة من رحمة إذا رأى شكلة ..!!

وعندما تبينت الأمور وُجد يملك من العمارات والمحلات ما الله به عليم ..!!!

وآخر ..مقتر على أولاده لا يملك إلا سيارة " داتسون " قدييييييمة مهترئة !! غمارة واحدة !! وإن أراد التنقل فمكان اولاده هو صندوق السيارة فلا يملك غيره ليضعهم فيه !!!

عندما توفي اتصل البنك على ابنه الأكبر ليقول له ماذا نعمل بالرصيد الذي لدينا ؟!! الابن في الأول حسبه دين على والده .. وعندما انكشف الستار وجدت ملايين لا تُحصى ..لم يعلم عنها أولاده إلا بعد وفاته !!

قيل لي أن أحداً من الناس طلب من الابن بناء مسجد لوالدهم بعد أن علموا أنهم من أصحاب الملايين ..فقال الابن : والله لن ادعو له حتى بالرحمة !!!! فقد كان قالباً حياتنا جحيم ودائما ما يتحجج بعدم المقدرة على جلب أقل متطلبات الحياة ..!!

فعلاً هم محرومون ربما حتى من دعوة أولادهم بعد مماتهم ..!!!!


2-حكم استحقاقه للزكاة ...لا ..!! لأنه ليس من أهل الزكاة الثمانية المنصوص عليهم في القرآن (( الفقراء ، المساكين ، في الرقاب ، الغارمين .... إلخ ))

أما قولك بأنه محروم فهذا صحيح ولكن المحروم الذي ذكر في الآية هو من يُحرم نفسه سؤال الناس تعففا أو حياءً .ولكنه فقير...أما هذا فهو من حرم نفسه بخلاً ..!!

وقد عملت بحثا بسيطاً عن تفسير تلك الآية (( والذين في أموالهم حق للسائل والمحروم ))

- ففي تفسير ابن كثير رحمه الله يقول عن السائل والمحروم : ذوي الحاجات .

ويتضح أن قوله المقصود بهم الفقراء فهذا لا حاجة له !!

- وفي تفسير ابن سعدي رحمه الله يقول :

‏{‏لِلسَّائِلِ‏}‏ الذي يتعرض للسؤال ‏{‏وَالْمَحْرُومِ‏}‏ وهو المسكين الذي لا يسال الناس فيعطوه، ولا يفطن له فيتصدق عليه‏.‏

- وفي فتاوى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وجدت التالي :

143 سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ ما معنى قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ فِي اَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ‏}‏‏؟‏

فاجاب فضيلته بقوله‏:‏ يمتدح الله سبحانه وتعالى هؤلاء القوم الذين جعلوا في اموالهم حقاً معلوماً للسائل والمحروم، والسائل‏:‏ الذي يسال ويقول‏:‏ اعطني كذا، وكان من هدي الرسول انه لا يرد سائلاً، وهذا غاية الكرم، حتى لو كان غنيًّا وساله، فان من مكارم الاخلاق ان تعطيه، لكن اذا اعطيته فانصحه، وقل له‏:‏ يا اخي لا تسال الناس، فان الرجل لا يزال يسال الناس حتى ياتي يوم القيامة وما في وجهة مزعة لحم، وروي بسند ضعيف ان رجلاً سال النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله اخبرني بعمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس‏"‏‏.‏

واما المحروم فهو هذا السائل الذي حرم من المال وهو الفقير، وليس المراد بالمحروم البخيل كما يفهمه الكثير من العامة، لان البخيل ليس له الحق في الاعطاء، انما المراد بالمحروم من حرم المال وهو الفقير‏.‏

وأظن الشيخ وضع كلاما فاصلاً في هذه المسألة .


3-بكل تأكيد لو توليت أمره لأخذت أمواله وأعطيتها لم يستحقها سواء أولاده أو أحد المسلمين ..!!


في الختام لا ننسى أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان يويما يستعيذ من البخل فكان يقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وضلع الدين وغلبة الرجال ))


شكرا لك أخي محمد على هذا الموضوع ..واعتذر منك ومن الأخوة عن الإطالة ولكن الشكوى لله الموضوع شدني كثيراً ..


تحياتي للجميع ،،،