بسم الله الرحمن الرحيم
..
في البداية ألقي عليكم أحبتي تحية الإسلام الخالدة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
..
أسعد الله أوقاتكم بالمسرات ..
..
وبعد ,,
..
في الفترة الماضية حاولت أن أنقل لكم بعض المواقف التي تصادفني في حياتي , بعضها للتذكير , والبعض الآخر للنقاش .
ولكم أن تضيفوا هذا الموضوع إلى الموضوع السابق من المسؤول ؟ ولكم أيضا أن تسموها سلسلة نقاشات من واقع الحياة . .. مابين أيديكم ألآن موضوع لم أستطع تصديقه , بل كذبت من تحدث به , إلى أن رأيته بأم عيني .
..
الموضوع يحمل من الغرابة الشيء الكثير , وأنا متأكد أن بعضكم لن يصدق ما جاء فيه , وهو بالتأكيد معذور , فهكذا موضوع لا يدخل العقل !!
..
أسميت هذا الموضوع " المحروم " والمحروم لقب أُطلق على شخص وإليكم حكاية هذا الشخص : -
..
المحروم رجل أكل عليه الدهر وشرب , هو في العقد الخامس من العمر , يعمل فراشاً في مدرسة بنين في إحدى مدن المملكة , في نهاية الدوام الدراسي يخرج إلى بيته , وهو في الطريق يجمع ما يجده نافعاً في سلال القمامة _ كرمكم الله _ .
..
بعد وصوله إلى بيته يعاين ما جمعه في الطريق , فما كان ينفع للأكل أكله , وما كان ينفع للاستخدام أستخدمه , وما كان ينفع للبيع باعه .
..
وقبيل صلاة العصر يذهب إلى المسجد الجامع الذي يقع بجانب المقبرة ويصلي فيه العصر , وبعد الصلاة يقف عند باب المقبرة , وعندما يجد جنازة يشارك أهل المتوفى بالدفن , وإذا ذهب أهل الميت إلى البيت يذهب معهم , ويعزيهم في فقيدهم , ويشرب القهوة عندهم , ولا يخرج إلا بالقوة من البيت , ولا يخرج إلا بعد أن يطلب من أهل الميت أن يتصدقوا عليه وأن يحتسبوا الثواب للميت , وبعد أن يأخذ المقسوم " الصدقة " يخرج وما كاد أن يفعل .
..
في الشارع يجلس وقت طويل وهو يطلب من الناس تقله إلى منزله مجاناً , وعندما يتكرم عليه شخص وينقله وقبل وصوله إلى البيت يطلب من قائد السيارة صدقة ويحتج بأنه لا يملك ما يأكله هو وأولاده في هذا الوقت المتأخر من الليل , قائد المركبة بكل عطف ورحمة يخرج من جيبه مالاً ويعطيه إياه .
..
.:. وبعد هذه النبذة إليكم الخلاصة .:.
..
حكى لي أحد الأقارب وهو مدرس في تلك المدرسة التي يعمل فيها المحروم فراشاً وقال :
في يوم من الأيام كنا نتلكم في المدرسة أنا وباقي المدرسين عن الأسهم وأسعارها وأمور تتعلق بها , ونحن في حديثنا دخل علينا الفراش ومعه الشاي والقهوة .
..
وبعدما انتهينا من حديثنا وذهب كل مدرس إلى درسه بقيت أنا وحيداً في غرفة المدرسين , دخل علي الفراش وأغلق الباب وقال لي : يا أستاذ { ... } سمعتكم تتكلمون عن الأسهم اليوم !!
قلت له : وما الغرابة في ذلك ؟ فكل الناس الآن شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد الأسهم ..
قال : لا يوجد ما يدعو إلى الغرابة لكن أريد أن أسألك عن الأسهم ..
قلت له : وهل في نيتك الدخول فيها ؟
قال الفراش : أنا أمتلك بعض الأسهم _ ولكن لا أحد يعلم _
يقول قريبي : وعندما سمعت ما قاله ذُهلت !! ليس من المعقول أن يمتلك أسهم
وأضاف قريبي : قطع الفراش ذهولي ,
وأكمل قائلاً : " كم سعر سهم الراجحي , وكم سعر سهم ينساب ؟ "
قلت : وماذا تريد فيهما ؟
قال : أنا أملك في الراجحي 250.000 سهم " مائتان وخمسون ألف سهم ", وأملك في ينساب عدد من الأسهم أيضاً .
يقول قريبي : عندما سمعت تلك الأعداد صُعقت , كيف يمكن لشخص مثله أن يملك ذلك العدد في الراجحي ؟
..
هنا انتهى الحوار الدائر بين ذلك القريب وبين الفراش ..
..
خرج قريبي وذلك الكلام الذي سمعه يدور في رأسه , والأسئلة تملئ مخيلته , ولكن لا إجابات موجودة
..
في المساء أخبر قريبي أحد أصدقائه عن الموضوع , ووعده ذلك الصديق أن يأتي له بخبر عنه .
وفي الصباح أتصل ذلك الصديق على قريبي وأخبره أن ذلك الفراش يمتلك في أحد البنوك ما يزيد عن المليونين ريال سعودي .
..
هنا انتهت حكاية المحروم ؛ لكن أسئلتي لم تنتهي وأود مشاركتكم بالإجابة عليها .
..
س 1 / هل يوجد محروم غير ذلك ؟ أم أنه حالة لا يمكن تكرارها ؟
..
س 2 / حكم بعض الاشخاص أنه يستحق الزكاة لدخوله في قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } , ماحكمك أنت تجاهه ؟
..
س 3 / لو أسند الأمر إليك ما حكمك عليه وعلى أمواله ؟
دمتم بعافية