--------------------------------------------------------------------------------
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى .... كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا
ومن يجعل الضرغام صيدا لبازه .... تصيده الضرغام فيما تصيدا
ولكن تفوق الناس رأيا وحكمة .... كما فقتهم حالا ونفسا ومحتدا
أزل حسد الحساد عني بكبتهم .... فأنت الذي صيرتهم لي حسدا
ودع كل صوت غير صوتي فإنني .... أنا الطائر المحكي والآخر الصدى
وما الدهر إلا من رواة قصائدي .... إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
سامي بن عبدالله الجابر...... يعتزل .... يترجل .... ينأى عن عشقه الأبدي ويودع قميصه الأخضر تميهدا لوداع كبير...!
في البداية.... أنا واثق أن دموعكم ملأت المقل وفاضت على الخدود بحرقة وألم ؛ المودع ( أرطبون ) والوداع مر وصعب : ودع .... سامي إن الركب مرتحل ؟ لانطيق وداعا أيها الرجل !!
ليلة وليال وأيام سامرت فيها الدمع أردها إلى جفني فتعود مترقرقة في تيارها الساخن إلى عينها الأم لتزيد الهم وتوطد الألم0 سامي أحبك بل نحبك جميعنا ، يحبك من عرف قدرك وقدر مكانتك ولامس معدنك الطيب الأصيل .. كنت نجما في القلوب ونجما في الملاعب فأنت الأبيض الأزرق المحبوب ؛ كيف تودعنا وكيف نتحمل فراق ( الذئب ) آه كرة القدم ليتك تعرفين أن الأساطير تبقى، وأن دهاة الملاعب من وزن ( الأرطبون ) يحفرون في ذاكرة الملاعب الخضراء سير الأبطال ، وملاحم الرجال ..!
في ألمانيا وأمام العالم يتهادى سامي الجابر إلى خط التماس وفي عينيه وداع كل عشاقه ، وحب كل متيميه ، وجمال كل أخلاقه ، وروعة فروسيته ، وكمال همته ، مشى إلى خط التماس ... فأبكى الناس ...! لوح بيده وعانق في لحظة الوداع مجده !! فذاك اليوم مثله في الورى، كما كان في الملاعب الأوحدا ..! سامي كنت الضرغام تصيدوك فصدتهم بكمالك ووطنيتك.. زادوك حسدا ولاحقوك حقدا مسموما وبغيضا فزدتهم نشوة بعظمتك ونبلك0 هكذا الفرسان يكثر حسادهم من الرعاع ، وتكثر مناقبهم من النبل وفضائل الأصل ، لم ترد سامي بالتصريحات ولا بالتلميحات ، كان ردك بهيا جليا كسهم اخترق كبود حسادك يوم جاوزت المحلية والقارية إلى العالمية ، جاورت بيليه إنجازا فصار تأريخك لمن بعد إعجازا وحلما بعيد المنال! أما الصغار من المرجفين في المدينة فقد تراجعوا إلى الوراء السحيق الذي جاءوا منه ! فمكانهم حفر ومكانتك القمة0
سامي أنت فوق غثائهم وأحقادهم فما أجهلهم ؟ ... أنت عود زاده الإحراق طيبا ، وأنت روضة حمت في أكنافها ثمار الوطنية اليانعة، بدأت شبلا وسموت ذئبا وودعت أسدا وحاميا للعرين ، ليس لك في الكون ند أو قرين ، هيهيات أن يشبهوك... ! أنت الذي صيرت الناس لي حسدا فأزل حسدهم عني !
ولكن أنت الطائر المحكي وغيرك الصدى ، وما الدهر إلا من رواة قصائدي ، عش ساميا كما أنت فستظل شامخا في هلال وطنك برغم أنوف حسادك ومبغضيك !!!
البغض سنة الجهلة، والحقد سبيل العاجزين والقادرين على التمام ، سامي الجابر في لحظة وداعك تلاقت تلابيب مجدك بعهدك الذهبي الخالد فبيكت أنا وأبكيت من هاتفني ! فالوداع صعب أيها السامي النبيل؛ وعلى المدى وإلى الأبد منحتك لقبي ( الأرطبون ) بمعنى الداهية في لغة قياصرة الروم ، وأنت داهية في كل شيء حتى في يوم وداعك ؟ لم تنتظر أن تلفظك الملاعب كما فعلت مع غيرك لكن الكبير والداهية يعرف كيف يحترم تأريخه ويودع أحبابه ولو كان به خصاصة !!
لحظة فراق لن أنساها ما حييت ، وأعدك وأعد عشاقك بكتابة مؤلف باسم
( الأرطبون الأزرق .... سامي الجابر) وسأعكف على جمع معلوماته لأقدمه هدية لمحبيك الذين غطوا عين الشمس ، أما حسادك فهم أقل من أن نلتفت إليهم ولو بنظرة !!
أنت الأرطبون .... وستبقى الأسطورة برغم أنف كل حاقد لم يستح ففعل ماشاء ؟ حتى في يوم وداعك ( حاربوك) .... ياإلهي كم أنت كبير أيها الفارس ... في تلك البرهة تذكرت المهلهل بن ربيعة حين قيل له إنهم يزدرون فروسيتك فقال : ما أسهل الكلام لكن الرجال تجيد الفعل ....!
أجدت الفعل وتركت لهم الكلام غير المباح ففي الصباح تجلت الشمس وتوراى الظلام0
يالهم من جهلة ومرضى ... يشككون في إخلاصك ووطنيك وهم الذين يشبعون من وراء نقدك ويسترزقون من وراء هلالك ... شيدوا القنوات بالهلال وحينما شبعوا طعنوا الأزرق في نجومه فتبا لمن علمهم ( الوطنية) وتبا لمن سار في ركب جهلهم وتموج في سخف منهجهم !! هم كالزبد لاينفع الناس ، وهم كسراب بقيعة ، أما أنت سامي الجابر فالحقيقة وشم على محياك ، والمجد مطوي في صفحاتك ، والنبل خالد في هامتك0
والآن وبرغم البكاء لفراقك أيها العزيز الكبير ... سنكفكف الدموع ونبدأ كتابة مآثرك لعل الأجيال من بعدك تفهم معنى كلمة ( الأسطورة) فالأساطير لا تتكرر والملاعب تعجز أياما وأياما طويلة عن إنجاب نجم مثل ( سامي بن عبدالله الجابر)
** هل نسيت شيئا ..... لا كيف أنسى ؟
لا تنسوا أن ترددوا معي سيبقى سامي شامخا في هلال وطنه وقلوب محبيه برغم أنوف حساده ومبغضيه !!
واهتفوا معي ويدا بيد :
سيبقى الهلال شامخا في عريجائه برغم أنوف حساده ومبغضيه !!!
وختاما : أنا أحبكم0
[email protected]