08/07/2006, 10:00 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
| |
لماذا الدعيع؟! بقلم صالح السليمان
اطلعت على ردّ (مصدر مسؤول في لجنة المنتخبات) تعليقاً على خلفية المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة (الجزيرة) مع عميد لاعبي العالم وحارس القرن الآسيوي محمد الدعيع!.. لهجة التقريع والتوبيخ التي حفل بها التعليق لا يليق توجيهها نحو لاعب هو الأكثر مواكبة للإنجازات السعودية الكروية.. واقترن اسمه بها وتشرَّف بتقديم خدمات جليلة وكبيرة لمنتخب بلده بما يفوق أي لاعب آخر..
* سبق لكثير من اللاعبين، وبعضهم من المغمورين ومن لا تاريخ لهم مع المنتخب، أن انتقدوا مدربي المنتخب وأيضاً المسؤولين على خلفية عدم الضم لقائمة المنتخب أو بسبب الاستبعاد منه أو عدم المشاركة في القائمة الأساسية.. ولم نجد مَن يرد عليهم ويعنفهم!.
* المصدر المسؤول برَّر عدم تكريم الدعيع بمناسبة حصوله على عمادة لاعبي العالم بقوله: (لو تم تكريمه لظنَّ البعض أن سبب مشاركته مع المنتخب هو من أجل تكريمه وليس من أجل مستواه الفني، علماً بأن التكريم الأهم هو تمثيل الوطن). وهذا التبرير فيه تكريس للمقولات التعصبية التي صدرت من تلك الأقلام الصفراء التي تهجمت على ضم الدعيع للمنتخب وطالبت باستبعاده.
* والدعيع فرض نفسه بمستواه وتاريخه الكروي العريق.. والدليل أنه لم يُضمّ إلا بعد النتائج المخيبة للمنتخب في كأس الخليج بقطر وبطولة آسيا المقامة بالصين.. أما تكريمه لو حدث فهو بحد ذاته تكريم للكرة السعودية في هذا المحفل العالمي؛ ليعلموا أن عميدهم لاعب سعودي.. وكان سيعتبر خير دعاية للرياضة السعودية، ولكن!..
* أما انتقاد الدعيع كونه قال إنه سيبتعد عن المنتخب في حالة وجود باكيتا!!.. فهو رأي قاله في لحظة انفعال، ولا يعدو كونه شيئاً من التنفيس وتعبيراً عن عدم ارتياح نفسي لهذا المدرب.. والدعيع لاعب الإنجازات السعودية الكروية الأول لو استدعي للمنتخب سيكون أول مَن يلبِّي نداء الوطن وسيضع كل شيء جانباً.. لكن هذه المرارة في حديثه توضح أن هناك أمراً ما حدث في الخفاء.. وأن وراء الأكمة ما وراءها.. فالمدرب اعتمد على الدعيع في المباريات الإعدادية، وكان الأكثر مشاركة في المعسكرات.. ومن حرص باكيتا عليه منعه من مشاركة ناديه الهلال في مباراة الاتحاد بحجة إراحته وخوفاً عليه من الإصابة!!.
* فما هو الداعي لهذا التهميش المفاجئ، وخصوصاً بعد أن أصبحت مباراة إسبانيا تحصيل حاصل ومنحت الفرصة للكثير من العناصر البديلة للمشاركة.. توقَّع المحللون والخبراء منح مبروك زايد راحة.. لأن إشراكه أمام إسبانيا مغامرة غير مأمونة العواقب وقد تقضي على مستقبله لو حدث ولو لم تسعفه ظروف المباراة وأخفق كما حدث أمام أوكرانيا.
* يقول المصدر: (منتخبنا لا يتوقف عند موهبة أو نجم واحد). نعم، المنتخب لا يتوقف على لاعب مهما كان حجمه.. لكن لا يليق أن يقال هذا الكلام بعد اقتراب اللاعب من ختام حياته الرياضية، ورحيله عن المنتخب أمر متوقع.. وبعد أن أفنى حياته الرياضية في الدفاع عن مرمى منتخب بلده كأكثر لاعب سعودي يخدم المنتخب ويقوده للبطولات والإنجازات نأتي لنقول: (أنت مثلك مثل أي لاعب آخر).. مثل هذه التعبيرات فيها نوع من الجحود ولا تمت للوفاء والتقدير بصلة.
* يقول المصدر تعليقاً على انتقاده للطريقة الفنية التي ينتهجها باكيتا: (إن كافة البرامج التي أعدتها لجنة المنتخبات من معسكرات ومباريات ودية دولية كانت على أفضل مستوى بشهادة المحايدين من الفيفا ومن خلال التقارير الرياضية الدولية)!!.. لم يكن هناك داعٍ للتطرق لبرامج اللجنة.. وأشعر أن هذا التعليق أقحم عنوةً في رد المصدر!.. فالدعيع لم ينتقد برامج الإعداد ولا المعسكرات ولم يتطرق لها مطلقاً.. بل انتقد فقط الطريقة الفنية التي يطبقها المدرب داخل الملعب.. وانتقدها كثير من النقاد والخبراء وليس الدعيع فقط.. أما الحُكْم على برامج اللجنة والمعسكرات ومدى نجاحها فتحدده (نتائج المنتخب).. أما تقارير الفيفا فلا تخلو من المجاملة ومراعاة المشاعر والعلاقات العامة!.
* يقول المصدر: (إن لجنة المنتخبات ترحب دائماً بجميع المقترحات والآراء والانتقادات البناءة التي تأتي في وقتها المناسب وليست مبنية على أهداف شخصية).. ومن يحدِّد الوقت المناسب..؟ هل الوقت المناسب الحديث خلال منافسات المونديال أم بعده..؟ لو تحدث أثناء المونديال لخرج المصدر وقال: إن هذه الآراء تثير البلبلة وتؤثر على استعدادات المنتخب وتأتي في وقت حرج وفي معمعة المباريات!.. أما كونها (أهداف شخصية) فلو كان مراده هدفاً شخصياً بحتاً لتحدث خلال مباريات المونديال وليس الآن.. ولو رحل المدرب وتحدث الدعيع لقيل: أين شجاعته عندما كان المدرب موجوداً؟!.. وليت المصدر انتبه لنقطة مهمة، هي أن اللاعب لم يبادر بالحديث بل كان يجيب عن أسئلة صحفية. |