بسم الله الرحمن الرحيم
للهلال كان مدرسة ، و في الهلال كان جيل مدرب على فنون الكرة على أعلى المستويات ، ومن الهلال خرج أفذاذ كانوا أحد العناصر التي وصلنا بها للعالمية ، و إلي الهلال هذه الرسالة و هذه الكلمات.
أتابع منذ فترة قناة نادي إنتر ميلان الايطالي على الشوتايم ، و مما شد إنتباهي و أبهرني هو الطاقات و الامكانات الاعلامية لدى هذا النادي ، إمكانات جعلت منه أحد الأندية ذائعة الصيت في كل أصقاع المعمورة.
و مما أبهرني كذلك ثقتهم العالية عندما يعرضون تمارينهم على الهواء مباشرة للملأ.
فعندما تبدأ هذه القناة بالبث يقوم المذيع بقراءة أخبار النادي و المستجدات على الساحة و كذلك عناوين الصحف المحلية. يتبعها بلقاءات مع لاعبي النادي و مؤتمرات للجهاز الفني و الاداري و بعض اللاعبين. ثم ينتقل بك الي ساحة التمرين حيث تشاهد أغلى نجوم العالم يتمرنون و على رأسهم البرازيلي رونالدو.
الحقيقة أنا لست بصدد الحديث عن هذه القناة و إنما أنا بصدد الحديث عن تمارينهم و بعض مما رأيت. فالتركيز كبير جدا على التمارين اللياقية المتنوعه و التي لا نراها عندما نزور أحد التمارين في أنديتنا الكبيرة ، من الجري و المراوغة بدون كرة الي القفز فوق الحواجز المتتابعة كذلك بدون كرة ، و كيفية التحرك السريع و العودة السريعة و تغيير الاتجاهات بين الحواجز القائمة.
وصولا الي التمرين على الكرة بأنواعه من استلام و تسليم و تمويه بالجسم و الحركة بدون كرة.
و لفت إنتباهي الفرق الشاسع بين تمارينهم و طريقتهم بالتدريب و التجهيز عن الطرق المعمول بها عندنا، أضف الي ذلك أن التدريب يبدأ في الصباح الباكر و لعدة ساعات تليها الراحة و استكمال التدريب في آخر النهار. في المقابل لا يتعدى التدريب عندنا 3 - 4 ساعات يوميا.
لا تقوم القناة بنقل ما يدور في التمرين الأساسي للفريق قبل أية مباراة لأسباب فنية خاصة بالمدربين ولكنهم يعرضون عوضا عنها تمارين الأشبال و مبارياتهم و كذلك المناورات التي يقومون بها.
و الحق يقال بأني تفاجأت للمستوى الذي يقدمه البراعم من إنتشار سليم في الملعب الي دقة نقل الكرة و التحرك السليم و كذلك اللياقة و المهارة العالية اضافة الي تنفيذهم لتكتيك و خطة باسلوب دقيق جدا و بمنتهى الجمال و الفكر الكروي العالي.
بصراحة إفتقدنا رؤية هذه الأمور هنا ، و كل ما يهمني هو الهلال و الهلال فقط ، لذلك أنا دائما من المؤيدين و المطالبن بعودة مدرسة الهلال ، فللهلال خصوصية قديمة أوصلته لأن يصبح أفضل نادي في آسيا متغلبا على أندية سبقته بالتأسيس.
تعليم فنون الكرة لا بد منه ، و صقل المواهب الكروية منذ الصغر شيء مهم جدا جدا ... و لنرى هذا الموضوع من رؤية تجارية إذا رغبنا ، فالأندية تخرج المواهب المحترفة لتنتقل الي أندية أخرى في صورة معبرة جدا لأحد أهداف الأحتراف الكروي ، و لنكون فعلا فريق لديه قاعدة صلبة لا تعتمد على الغير بل تمد الأندية باللاعبين.
و من الأمور المضحكة أن صناعة تصدير اللاعبين في البرازيل انخفضت مؤخرا مقارنة بالدول المجاورة لها و السبب يعود الي تدني مستوى التخطيط عما كان عليه في السابق و كذلك لانخفاض مستوى منتخباتها مما أدى الي تشويه سمعتها كواحدة من أكبر الدول انتاجا للمواهب
أحبابي .. مدرسة الهلال أنجبت جيل لن ننساه ... و للأسف نحن نعاني حاليا بسبب إغلاق المدرسة الكثير ... مبالغ تدفع لشراء اللاعبين و التعاقد مع محترفين من الخارج. معاناة مع السماسرة. معاناة لكسب ولاء بعض اللاعبين بدفع مبالغ طائلة لإبقائهم في النادي.
صالح النعيمة
فهد المصيبيح
يوسف الثنيان
سامي الجابر
حسين البيشي
حسين الحبشي
عبدالرحمن التخيفي
و غيرهم الكثير
من أبناء النادي الذين كان ولائهم للهلال و الهلال فقط...
لن ننساهم أبدا.....
و السلام ختام