إنتقـــــال التميــــاط مابين زوار اللـــيل ...والمسطـــرة الخشبيـــة..... كثر الحديث في الآونة الاخيرة حول توقيع عقد نواف, وبدأت الاقوال والاشاعات تتناثر يمنة ويسرة مابين مراهن على بقائه لاعتبارات عاطفية صرفة ومابين مؤيد لرحيله لاعتبارات إحترافية صرفة كذلك..
ومابين هذه وتلك يقف المشجع حائراً ولا أستبعد أبداً أن نواف بنفسه قد قتلته الحيرة مابين راغب برد الجميل لناديه ومابين باحث عن مصدر رزقه..
حسناً دعونا نبسط الأمر بسطاً منهجياً وعملياً تقوم فيه الحجة على كل الأطراف المعنية( اللاعب-الإدارة-الجمهور).
في البدء أود التنويه على أن الاتكاء على العاطفة والميول لن تجدي أبداً, فالمتتبع لمداخلات الكثير من الاعضاء هو الجزم أن نواف لايمكن أن يغادر فهو هلالي الدم ...وتفتحت عيونه في أروقة النادي... وعائلته هلالية.. وهلم جرا من الكلام الإنشائي الذي أرى أنه لايسمن ولايغني من جوع بل أرى أن خطورة مثل هذا الطرح تكمن في التخدير للإدارة وللجماهير ومنعها من التحرك الايجابي المبكر, وللتأكيد على خطورة هذا الطرح يتضح في الرجوع للأيام التي سبقت توقيع الدوخي للاتحاد وكان الرهان على نفس المعطيات التي تساق حاليا لنواف, فالدوخي يعشق الأزرق.. والدوخي لايمكن أن يبيع الهلال... (للعلم وللتاريخ حينما هزم الهلال منذ عامين وبالخمسة من الاهلي, كان أكثر لاعب تأثر وبكى بكاء مراً هو الدوخي), فلم تمنعه هذه الدموع وهذا العشق لان نجده بعد أشهر و يقف أمام المدرج الاتحادي مؤديا التحية العسكرية لجماهير الاتحاد منتشياً وكأن حبله السري قد قطع في نادي الاتحاد...
إذا فليسقط الرهان العاطفي...
حسناً ما الحل؟
الحل يكمن ببساطة بأن نسمح نواف ولغيره من النجوم الراغبون بالانتقال أن يرحلوابعد أن يكفل النادي حقه كاملاً غير منقوص, وهو ماسمحت أنظمة الاحتراف لدينا به...
حتى تتضح الصورة, دعونا نستعرض حالة الدوخي وإستخلاص الأخطاء التي وقعنا بها وتفاديها بحالة نواف حتى نكون زعماء الاحتراف كما نحن زعماء المنصات...
في حالة الدوخي, كانت الإدارة تستجدي الدوخي بأن يوقع للنادي وهو يماطل ويسوف ووصل المبلغ الذي قدمه له الهلال ثلاثة ملايين ريال عداً ونقداً( بل أن أبو سلطان كثر الله خيره قد أحضرها كاش في أخر جلسة مع الدوخي) واللاعب يصر على التمنع,,
وكانت في لحظة غضب أن قامت الإدارة بالاتصال على رئيس الاتحاد في تونس وإعطائه الضوء الاخضر لاخذ الدوخي( أنا أجزم أن هذا العابث لم يكن بحاجة للضوء الاخضر من قبل الإدارة, فهو لايعترف بهذا التعامل الراقي, بل أجزم مرة أخرى بأنه كان خلف تقاعس الدوخي في موسم إنتقاله) وخطأ الإدارة أنها تعاملت مع الموقف بحسن نية زائدة سواء مع الدوخي أو مع رئيس الاتحاد...
والذي حدث أن اللاعب إنتقل بدراهم معدودة-أي نصيب النادي- فلقد كان نصيب النادي ماكفلته له المسطرة الخشبية المهترئة وهو مبلغ على حد علمي لم يلامس المليونين.. بينما اللاعب وللاسف بعقلية تفتقد للاحتراف الفعلي بل كان يحكمها الدرهم والدينار, قد تحصل على أضعاف ماتحصل عليه فريقه( وهو المفترض العكس تماما)
لقد كان بإمكان النادي أن يتحصل على سبعة ملايين ريال عداً ونقداً من إنتقال الدوخي, وهذا أمره بسيط بأن الاداره كان يفترض أن تحتسب المبلغ المعروض عليه(ثلاثة ملايين ريال) هي نسبته من إجمالي مبلغ الانتقال( أي أنها تمثل 30% من المبلغ) وهذا لن يتم الا يالتعامل مع الحالة بمهنية عالية متجاوزة حسن النية,,,
فلو أن الإدارة رفعت أوراق الدوخي- قبل إنتهاء عقده- للجنة الاحتراف متضمنة وضعه على قائمة الانتقال وموثقة عرض الثلاثة ملايين ريال, ففي هذه الحالة سيسقط في أيدي خفافيش الظلام فهم عليهم أن يدفعوا عشرة ملايين ريال لكي ينتقل الدوخي لهم( هذا في حال عدم رغبة الهلال باللاعب) وإلا فالهلال له الحق أن يدفع 30% للاعب من المبلغ المعروض سواء من الاتحاد أو حتى أرطاوي الرقاص ويبقي لاعبه لديه...
إننا نقول وللاسف أن حالة الدوخي كان يشم منها حالة تواطؤ بين اللاعب ونادي الاتحاد فالاخير كان يوعز لللاعب بالتقاعس وعدم التوقيع وتطويل أمد المناقشات حتى ينتهي عقده دون الرفع للجنة الاحتراف, ويكون المقابل مسطرة مهترئة ومعها دلقة لسان من صاحب المركاز...
وفي حالة نواف ( مع تباين العقلية الاحترافية بين اللاعبين) نأمل من الاداره أن تتعامل معها مستفيدة من أخطاء الماضي مع حفظ حق النادي دون المساس بحق اللاعب بالبحث عن مصدر رزقه..
تخيلوا لو أن الإدارة عرضت على نواف ثلاثة ونصف مليون ريال ورفض اللاعب, وقامت الإدارة بالرفع للجنة الاحتراف قبل إنتهاء عقده فمعناه أن النادي( الراغب بإنتقال اللاعب) عليه أن يدفع لكسب توقيعه أكثر من إحدى عشر مليون وستمائة ألف ريال.
ولو قالت الإدارة لنواف هذه أربعة ملايين ريال, وقال نواف لا, وبالإجراء المهني أعلاه, على من يرغب بنواف أن يدفع مبلغ لايقل عن ثلاثة عشر مليون وثلاثمائة الف ريال..(نصيب الهلال منها فقط تسعة ملايين وثلاثمائة ريال الف ريال وهي الــ70% من إجمالي المبلغ)..
أن هذه الالية يجب أن تطبق على جميع اللاعبين فالشلهوب وعزير وعنبر والصويلح والغنام وغيرهم من النجوم من المتوقع أن يتم إغرائهم ( لن أغضب كثيراً لو إنتقل الشلهوب كمثال لاي نادي بسبعة عشر مليون ريال-الــ30% هنا تمثل خمسة ملايين ريال- فالنادي له الحق بدفع خمسة ملايين ريال للاعب أو قبض إثني عشر مليون ريال ثمنا لانتقاله...) ولكن سأغضب لو إنتقل اللاعب وأحالونا الى مسخرة وليس مسطرة الاحتراف....
أرجو من البعض أن لايغضبه هذا الطرح, ولو كان بالأماني والعواطف لما رغبت أن ينتقل أي لاعب هلالي, ولكن نقول أن اللاعب الذي لايرغب بالبقاء فعلى الاقل لا نسمح له بالمغادرة دون حفظ حق النادي والاستفادة من عائدا مجزيا لانتقاله يبرد الكبد شوي ويعطي الفرصة بالتعويض بلاعب أخر... بشويش:
•لا أدري أين يكمن الخلل؟ فنحن نشتري اللاعبين بعشرات الملايين(الدعيع-الغنام-ياسر) ولاعبينا نستجدي بهم المسطرة البالية( ربما يقول قائل أن من إنتقل لنا هم دون الثمان والعشرين سنة فطبيعي أن تكون مبالغهم باهظة, ولكن نقول نحن مازال لدينا 70% من مبلغ الانتقال المعروض مع بقاء الخيار ببقاء اللاعب لدينا لو تعاملنا بمهنية عالية متجاوزين حسن النية حتى لو تجاوز لاعبينا الثمان والعشرين سنة).
•في زمن العبث وزوار الليل وطائرة الفليت فإن حسن النية يعد ضعفاً و الطيبة الزائدة تعد سذاجة..
•لا أدري بأي عقلية يقوم اللاعب وهو فرد في منظمة وله عقد رسمي, بالتواطؤ والتسويف لحين إنتهاء عقده من أجل أن يحظى بدراهم معدودة زيادة عن حقه الرسمي وهو يعلم أن ليس لناديه سوى الفتات, تأملو أن هذا اللاعب موظفاً في شركة والانتقال الى الشركة المنافسة حق له إذا ضمنت الشركة الاصلية حقها النظامي, ولكنه يتفق مع الشركة المنافسة بالخفاء طمعاً في زيادة نصيبه وليذهب حق شركته الى الجحيم, إنني أتسائل وبحرقة هل هذا يرى جواز عمله ؟ وهل يعد مادخل عليه من مال حلالا؟ إنني لا أفتي ولكنني أطرح أمراً يؤرقني, أملاً ممن يتحرى من اللاعبين المطعم الحلال بالسؤال عنها...
•مرة أخرى لماذا تعامل النصراويين مع لاعبهم ماطر بمهنية وبذكاء وعوضوه بــ30% من العرض وذلك منذ عدة سنوات ونحن تتكرر نفس الاسطوانة عند تجديد العقد للاعبينا.؟
•حينما يقول الريس( حالة الدوخي) بأن اللاعب إنتقل لنا رغبة في نادينا وليس طمعاً في دراهمنا, فعندها سجل عندك واحد كذاب, وإذا قال اللاعب المنتقل نفس الكلام فسجل عندك إثنين كذاب(هذا هروب من نسبة الــ70% والــ30%).
•هو يقول مبرراً المزايدة على ياسر بأنه كان يتمنى أن يرى لاعباً سعودياً يتجاوز مبلغه العشرين مليونا, ونحن نقول له يعني وقفت على ياسر؟ عندك الودعاني وأبو ربع كان أعطيتهم العشرين مليون وريحت بالك من زمان..!!
•أوسكار درب الهلال وبعد فترة درب الاتحاد, فقال لهم أريد خميس فأحضروا له خميس, ومن ثم يوردانيسكو درب الهلال وبعد فترة درب الاتحاد, فقال أريد الدوخي فأحضروا له الدوخي وبكل الحالتين يصفقوننا بالمسطرة إياها....والله يستر لايجيبون باكيتا بعد فترة ويقول ابي الشلهوب ويجيبون له الشلهوب...
•إن المؤمل من نواف وهو ذو العقلية الفذة بأن لاينتقل( في حال لاسمح الله عدم إتفاقه مع الإدارة) إلا بضوء الشمس وليؤسس منهجاً رائعا للانتقال يحرج من قبله من اللاعبين (أصحاب اتفاقات الظلام) وليكن نبراساً تسير عليه الإدارة من بعده...
•يقول الرائع صالح الحمادي بأن إنتقال العويران والدوخي لم يكن تحت مظلة الاحتراف, ولكن ماذا أقول(الكلام مازال لصالح) إذا كان رئيس نادي الهلال يرى أن للبلوي الحق في نقلهم حتى لو كانت بالطريقة التي إنتقلوا بها... |