
30/03/2004, 12:00 PM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 13/07/2003 المكان: السعودية - الرياض
مشاركات: 189
| |

وُيِـَحـكَ أتـَدريٌ مَا الـٌلَـه ؟ [ALIGN=CENTER]  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد اقـرأ لـكـي تـعـبـد الـلـه كـأنـك تـراه لتعلم أن من الأمور العظيمة المهمة لك معرفة صفات وأسماء الله وأفعال الرب جل وجلاله... كما وردت في الكتاب والسنة... وبعد معرفتها... عليك تذكرها باستمرار... حتى تصير لقلبك بمنزلة المرئي... فتحقق بذلك مرتبة الإحسان... فتعبد الله كأنك تراه... فإن لم تكن تراه فإنه يراك. بهذا تحيي القلوب الميتة... وتنقشع الغفلة... وتنشرح الصدور بنور ا لتوحيد.
والرسل كلهم عرفوا بالله سبحانه من خلال التعريف: بأسمائه... وصفاته... وأفعاله تعريفا ً نفصلا ً ... حتى كأن العباد يشاهدونه سبحانه وينظرون إليه: وقد استوى على عرشه... فوق سماواته... عال على خلقه... قاهرا لكل شيء... يدبر أمر مملكته... آمرا ناهيا... باعثا لرسله... منزلاً لكتبه، فينزل الأمر من عنده بتدبير مملكته... فيكلم عبده جبريل، ويرسله إلى من يشاء بما يشاء... ملائكته يخافونه من فوقهم، وينفذون أوامره في أقطاع ملكه... تصعد الأمور إليه وتعرض عليه ... له الأمر وليس لأحد معه من شيء بل الأمر كله له، معبود... مطاع... لا شريك له ولا مثيل ولا عدل... موصوف بصفات الكمال... منعوت الجلال... منزه عن العيوب والنقائض. قائما بالملك والتدبير... فلا حركة ولا سكون... ولا نفع ولا ضر... ولا عطاء ولا منع... ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره، فقيام الكون كله به... وقيامه سبحانه بنفسه فهو القائم بنفسه... المقيم لكل ما سواه، قال الله تعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (1) يقول صلى الله عليه وسلم: مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا... وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير (2) وهو يتكلم سبحانه وتعالى... ويأمر وينهي... ويتأذى ويفرح، ويسمع ويبصر... ويرضي ويغضب... ويحب ويسخط... ويجيب دعوة المضطر من عباده... ويغيث ملهوفهم... ويميت ويحي... ويمنع ويعطي، ويثيب ويعاقب... ويذل من يشاء... بيده الخير... وهو على كل شيء قدير، قال الله تعالى: إنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (3) كـل يـوم هـو فـي شـأن يغفر ذنباً... ويفرج كربا... ويفك عانيا... وينصر مظلوما... ويقصم ظالما، ويرحم مسكينا... ويغيث ملهوفا... ويسوق الأقدار إلى مواقيتها، ويجريها على نظامها... ويقدم ما يشاء تقديمه... ويؤخر ما يشاء تأخيره... فأزمة الأمور كلها بيده... ومدار تدبير الممالك كلها إليه... فله الجلال والجمال والكمال والعزة والسلطان. يرحم إذا استرحم... ويغفر إذا استغفر... ويعطي إذا سئل... ويجيب إذا دعى... ويقبل إذا استقبل... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر... فيقول: أنا الملك، أنا الملك... من يدعوني فأستجيب له...من يسألني فأعطيه... من يستغفر فأغفر له (4) هو سبحانه وتعالى أكبر من كل شي... وأعظم من كل شيء، وأعز من كل شيء... وأقدر من كل شيء... وأعلم من كل شيء، وأحكم من كل شيء... بصير بحركات العالم علوميه وسفليه، وأشخاصه وذواته... سميع لأصواتهم... رقيب على ضمائرهم وأسرارهم... ويرى أفعالهم وحركاتهم... ويشاهد بواظنهم كما يشاهد ظواهرهم... قال الله تعالى: يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (5) سميع يسمع ضجيج الأصوات، باختلاف اللغات... على تنوع الحاجات... فلا يشغله سمع عن سمع... ولا تغلطه المسائل... ولا يتبرم بإلحاح الملحين... سواء عنده من أسر القول ومن جهز به، فالسر عنده علانية... والغيب عنده شهادة... يرى ويسمع دبيب النملة السوداء... على الصخرة الصماء... في الليلة الظلماء... ويرى ويسمع نبض عروقها... ومجاري الطعام في أعضائها. الى هنا والغد نكمل ما بدأنا به ان شاء الله تعالى مع فائق احترامنا لشخصكم الكريم - الشمري[/ALIGN] </normalfont></normalfont></normalfont>
هوامش
(1) سورة الأنعام - آية رقم 59
(2) رواه البخاري
(3) سورة يَس - آية رقم 82
(4) رواه البخاري ومسلم
(5) سورة المجادلة - آية رقم 7 |