المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 13/03/2004, 09:49 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
100 فكرة لتربية الأسرة ؟؟؟

االمقدمة
الحمد لله الهادي، من عليه اتكالي واعتمادي، وهو ملاذي عند الحادث العمم.
والصلاة والسلام على الرسول الأسوة والنبي القدوة.
وأشهد أن لا إله إلا الله، خلق الهداية، وقدر أسبابها، وخلق الغواية، وحذر طلابها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، دل على الهداية، وحث عليها، ورغب فيها، وأمر بطرق أبوابها، والبحث عن أسبابها، أما بعد..

فإن من أوجب الواجبات، وأعظم المسؤوليات، وأكبر الأمانات؛ أمانة تربية المسلم لأهل بيته مبتدئا بنفسه، ومثنيا بمن يعول.. أدناه فأدناه.

وهذا من معنى قول الله:﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاط شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ [التحريم: 6]. فهو مسؤول عنهم، ومحاسب عليهم، ومعاقب على تفريطه في تربيتهم؛ فالتربية ليست أمرا عارضا أو قضية هامشية أو فكرة عابرة، أو خاطرة سائرة؛ بل هي ضرورة ملحة، ومسألة لازمة،

وقضية تضرب بجذورها في الماضي الفائت، لتعبر الحاضر السائر، وتمتد إلى المستقبل الآتي.

وصلاح الأهل نعمة عظيمة، ومنة- من الله- كريمة، لا يشعر بها، ويعرف فضلها، ويقدر قدرها إلا من حرم منها، وتلوع قلبه بضدها، واكتوى فواده بنقيضها.

وكما أن لكل حرث زارع، ولكل مال جامع؛ فكذا الهداية لها أسباب وطرائق، وموانع وعوائق.

والواجب المتحتم على كل مسلم أن يبحث عن طرق الهداية ويغتنمها، ويتنكب سبل الضلال والغواية ويجتنبها.

وليعلم علم اليقين أن التربية تحتاج إلى جهد جهيد لا يعرف الكسل، وبذل لا يتوافق مع البخل، ومواصلة لا ترضى بالانقطاع، وهمة لا تقنع بالدون، وعزيمة لا تتناسب مع الخمول.

وحسبك من محامدها أن العبد يؤجر عليها ويثاب على ما بذل فيها حتى بعد موته وانتهاء عمره وانقطاع أثره وانبتات أمره.

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)) وبها ترفع في قدره، ويضاعف له في أجره، ويعقب بخير في أثره.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أني لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك)). ومنها أنها تجمعه بأحبته وقرابته في درجات الجنة، فضلاً من الله ومنة!
قال تعالى:﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين﴾ [الطور: 21]

وبها ترفع الرؤوس، وترضى النفوس، وتطيب الخواطر.

وبها تحفظ الأموال، وتصان الأجيال، وترتاح الضمائر.

وبها يقع الائتلاف، ويندفع الاختلاف، وتتحد العواطف والمشاعر.

فالهداية هدية من رب البرية، يعطيها من يستحقها، تفضلاً منه ونعمة، فيا نعمت العطية!

وهذه مائة فكرة لتربية الأسرة جمعتها من أرض الواقع تبصرة للمهتدي، وإعانة للمبتدي، وإرغاما للمعتدي، وتذكيرا لمن أضاع أمانته، وفرط في مسؤوليته، فهي بلسم نافع، ودواء ناجع لمن يرجو أن تقر عينه، ويسعد قلبه، وينشرح صدره بصلاح نفسه وأهله- بإذن الله-.

والله المسؤول- وهو خير مأمول- أن يكتب بها النفع ولها القبول، وأن يضاعف بها أجري، ويعلي بها ذكري، ويرفع بها قدري، ويشرح بها صدري، ويمحو بها وزري، وأن يجعلها ذخري يوم أن ألقى بها ربي.. وهو مولاي وحسبي!

وصلى الله وسلم على أكرم رسول وأعظم نبي.
مسلمات في طريق التربية

1- إن التربية عبادة يؤجر عليها العبد، ويثاب على إحسانه فيها.

ولابد فيها من إخلاص النية وتجريدها لله تعالى، فلا يتعب المسلم في التربية ليقال عنه إنه أحسن فيها، أو ليشار إليه بالبنان بأنه قد بذل الغاية في البحث عن سبل الهداية لأهل بيته، أو ليقال: يا له من مرب بارع! وتربوي ناجح!

قال تعالى: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾ [البينة: ه].

عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنما الأعمال بالنيات..)).

ولابد من الموافقة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فخير الهدي هديه، وأكمل الطرق طريقته، وأبلغ المسالك سنته.

فالمتابعة له صلى الله عليه وسلم في تربيته لأهل بيته أمر لازم لا خيار فيه ولا مصرف عنه، وثمراته حاصلة، ونتائجه عاجلة، ولا بأس من الاستفادة من أساليب التربية الحديثة بما يوافق ما كان عليه وما جاء به صلى الله عليه وسلم.

عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

وفي استقراء سنته صلى الله عليه وسلم ودراستها في كيفية تربيته لأسرته غنية عن غيرها، وكفاية عما سواها، فاقصد البحر، وخل القنوات، وفي تنفس الفجر في الصباح ما يغني عن لفح فتيل المصباح.

2- احتساب الأجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية،فهي شاقة لا راحة معها، وطويلة لا انتهاء لها، ومكلفة لا شحاحة فيها.

وليس للعامل من عمله إلا ما احتسب.

فأكرم الهم ما كان على الأهل، وأحب النفقة ما بذلت على القرابة، وأفضل الجهود ما عملت مع ثمرات القلوب.

عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله..)).

وعن أبي مسعود البدري- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة؛ وهو يحتسبها، كانت له صدقة)).

فالتربية كل الناس يمارسونها، وليس كل الناس يؤجرون عليها.. فتنبه!

3- إن الهداية- بمعنى خلق الإيمان والتوفيق له والثبات عليه- ليست في يدك، وإنما بيد من يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، وإنما عليك هداية الدلالة و الإرشاد والنصح والتوجيه، فلا تقصر فيها أو تغفل عنها.

قال تعالى:﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء﴾ [القصص: 56].

وقال تعالى: ﴿ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء﴾ [البقرة: 272].

عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل:... يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم)).

ومن بذل النصح لزوجته فما أرعوت أو اهتدت فليس عليه إلا أن يقلب دفتي كتاب ربه،فيقرأ فيه قوله سبحانه﴿ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين﴾ [التحريم:10].

فيا لها من سلوى وإن عظمت البلوى!

ومن بذل وسعه وعمل طاقته مع أبنائه فما زادهم إلا إصرارا وإعراضا، فليسمع- في أسى وأسف- إلى صرخة نوح النبي المبتلى الصابر- عليه السلام- في ابنه الكافر الفاجر: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ(42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ(43)وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(44)وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ(45)قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ ﴾

فأي تسرية عن القلب وتسلية للعقل أعظم من هذه؟!

ومن جهد جهده وبذل ما عنده لأبيه وأمه، فما رأى بارقة هداية أو علامة استجابة، فلا أقل من أن يقرأ قول إبراهيم الخليل- عليه السلام- إمام التوحيد والهداية لأبيه آزر زعيم الشرك والغواية: ﴿ يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَانِ عَصِيًّا(44)يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴾ :مريم 44- 45،.

فتسكن النفس المحزونة، ويهدأ الخاطر المكدود!

فهل آن للنفوس أن تأخذ من هذه الدروس؟!

4- أنت عبد فقير مسكين!

لا تملك لنفسك حولاً ولا طولاً، ولا تملكها لغيرك من باب أولى!

فلا تعتمد على نفسك، ولا تركن لقدرتك، ولا تثق بغير ربك، ففوض أمرك إليه، وتوكل عليه، واستعن به.

قال تعالى:﴿وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾ [المائدة: 23].

وقال تعالى:﴿وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه المصير﴾ [هود: 88]

وأكثر من دعائه ورجائه، واللجوء إليه، والتذلل بين يديه.

ولا تقل بذكائي ومعرفتي، وجهودي ونباهتي.. بل أنت-في كل الأحوال- فقير إليه، لا غنى لك عنه، ولا مهرب لك منه. والله لو وكلك الله إلى نفسك طرفة عين لهلكت فإنه إذا يكلك إلى خور وضعف وجهل وبلادة!

عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)).



5- لا يشك عاقل، أو يماري مجادل في أهمية القدوة الصالحة في كل ميدان، فنفسك ميدانك الأول، فإن قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر وعلى سواها أمكن، فابدأ بها فأصلحها، يصلح الله لك رعيتك، ومن هم تبع لك، فإنهم يوم يسمعون منك ما يناقض ما صدر عنك، يقع الخلل، ويعظم الزلل، ويصبح الدين عندهم شعارات براقة، وكلمات جوفاء ليس لها في حياتهم أثر، ولا في واقعهم وقع.

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم


قال تعالى: ﴿وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾ [هود: 88].



6- اللين كالسكين، يقطع دون وجع، والرفق نعمة عظيمة تؤثر في النفوس الكريمة ما لا تؤثر القسوة والغلظة!

قال الله تعالى ممتنا على نبيه الذي أرسله رحمة للعالمين: ﴿فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانقضوا من حولك﴾ [آل عمران: 159].

عن عبيد الله بن معمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلا ضرهم).

وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله : (ما يكون الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).



7- سعة البال، وعدم الاستعجال، وطول النفس في التربية قضايا مهمة، فبيت عشعش المنكر فيه لسنوات عديدة، وصفات تطبعت بها النفوس لأعوام مديدة، يصبح من العسير أن تزول جملة واحدة في يوم وليلة.

فلا بد من التدرج في التغيير، والبدء بالأهم فالمهم، وعدم استعجال النتائج، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، ومن سار على الدرب وصل، ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له!



8- لا تتأخر في التربية أو تؤجلها عن حينها، إلا لمسوغ شرعي ومصلحة متحققة؛ فالنفس تربي من أول يوم تبصر فيه الحقيقة، وتفيق على معالم الطريق.

والزوجة تبدأ تربيتها مع أول خطوة تخطوها في بيتها الجديد. والأبناء من أول يوم يستهلون فيه صارخين من بطون أمهاتهم.. لا تعجب!

فالابن الرضيع الذي تعود على البكاء ليحصل على رغبته، ينطبع هذا في ذهنه ويستقر في نفسه، فلا يحسن بعد ذلك إلا العويل والبكاء!



9- الحذر من فتنتهم في دينهم، وصدهم عن الحق والثبات عليه بما يجلب لهم من أسباب الضلال والانحراف فيما يقرؤون ويسمعون ويبصرون، فهم من جملة البشر ومن عداد الخلق،يشعرون ويحسون، ويتأثرون ويؤثرون، وأمر التربية يستلزم التخلية ثم التحلية، ويتطلب التطهير والنزع، ثم التأثير والوضع. ولكي تزرع الأرض البور، طهرها من الآفات، وامنع عنها المهلكات، ثم ازرع فيها ما تشاء، وطب نفسا بما تجني يوم الحصاد.



10- لا تسكت عليهم في منكر، ولا ترض لهم بمعصية، ولا تقرهم على خطيئة، فمن مقتضيات محبتهم، ومستلزمات مودتهم؛ حمايتهم من أنفسهم- وهي أول أعدائهم- وحمايتهم من أعدائهم الذين يتربصون بهم، ويكيدون لهم، ويريدون أن يستأصلوا شأفتهم.

وبيتك مملكتك، فكيف ترضى أن يعصي فيه ربك؟!

تأمل ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة- رضي الله عنها- وهي أحب الناس إليه وأقربهم منه، عندما دخل عليها فوجد في بيتها تصاوير .

فعن عائشة- رضي الله عنها- أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير،فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية. قالت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ قال: ((ما بال هذه النمرقة؟)). فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتتوسدها، فقال: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم)). وقال: ((إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة)).



11- الجد مطلوب، والاهتمام مرغوب، ولكن كلما زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، فالتشدد في غير موضعه، والقوة في غير حينها، والحرص المبالغ فيه، كل هذه الأمور لها آثار سلبية في النفوس؛ فهي تولد التمرد والعناد، وتكسب النفرة والبعاد.

ولكل شيء جعل الله قدرا؛ فالواقعية تخرج الإنسان من أزمة الوسوسة، فكل الناس خطاء، ومن أين لنا بمعصوم من الزلل، ومبرأ من الخلل بعد النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم؟!



12- نحن نحسن اللوم والتقريع، ونجيد التبكيت، والتوبيخ عند حدوث الأخطاء أو الخطايا.. ولكننا لا نحسن الثناء- بالحسنى- على المحسنين!

نتقن الحساب والعقاب، وربما نفشل في الجزاء والثواب! نجيد التعجيز ونسيئ في التحفيز!

حقيقة مؤلمة يشهد الواقع بها إلا عند من عرف لأهل الفضل فضلهم، فأولاهم ما يستحقون، وأعطاهم ما يلهب مشاعرهم، ويزكي عزائمهم، وينمي مواهبهم.

ولعلك عندما لمت متكاسلاً عن عمل أو متثاقلاً عن مهمة،قال لك في مرارة ظاهرة: أحسنت، وعملت، وبذلت فلم أجد من يكرمني! ولم أحصل على ما أستحق على بذلي وعملي.. تساويت مع غيري فلماذا أجهد نفسي؟!!

هل تأملت أين موطن الخلل؟! وأين يكمن الزلل؟!

فنحن مطالبون في بيوتنا- وغيرها- أن نحسن إلى المحسنين ونشكر العاملين، تثبيتا لهم وتحفيزا فهمة غيرهم..

عدلاً معهم.. فإن الله يأمر بالعدل.

وإحسانا لمن له سابقة الفضل..

و ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾ [الرحمن: 65].

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).



13- وثمة خلل آخر في موضوع الجوائز والحوافز ينبغي أن يتداركه من يهتمون بها- على قلتهم! وهو أن جوائزهم- في الغالب- مادية دنيوية، لمتاع زائل وعرض من الدنيا قليل، ولكن أين من يعطيهم هذه الجوائز- ولا بأس بها- مع الأصل الأصيل وهو تذكيرهم بالأجور الأخروية يوم القيامة، ويلفت أنظارهم ويستحث اهتمامهم إلى ما أعد الله من أجور كريمة وحسنات عظيمة لمن أصلح نفسه وقوم عوجه، ولزم الصلاح، وعمل خيرا يسعد به في الدار الآخرة.



مائة فكرة لتربية الأسرة

تنبيه مهم:



هذه مائة فكرة استقيتها من أرض الواقع، وأخذتها ممن جربها وأرسلت بها إليك؛ فخذ منها ما تقدر عليه، وما يغلب على ظنك نفعه، وما يوافق إمكاناتك، وما ينسجم مع ميول أهل بيتك، وما يوافق طابع حياتهم وقدراتهم.

فاستعن بالله، ولا تعجز!



أولاً: علمهم



قال تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ [المجادلة: 11].



1- عقد درس يومي أو أسبوعي- على الأقل- مع أهل البيت، ويستحب التنويع فيه؛ فمرة في السيرة، وأخرى في الفقه، وثالثة في العقيدة، ورابعة في الآداب والسلوك، وخامسة في المناقب والفضائل.

ومنه يتعلم الأهل الانضباط في الزمان والمكان، ويزيد علمهم، ويزكو عملهم، وتقوى صلتهم ببعضهم، وتزيد ثقتهم بولي أمرهم.

* وقت مقترح: بعد فجر الخميس لأنه يوم إجازة، أو بعد عصر الجمعة.



2- حفظ القرآن الكريم، وذلك بتحديد آية أو جملة آيات، تعطي كواجب صباحي لهم، ويتم تسميع المقطع فيما بينهم في وقت محدد متفق عليه بينهم.

عن بريدة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن).

قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرآت المحكم).

* يمكن استغلال الركوب الجماعي للسيارة للتسميع والمراجعة وتصحيح التلاوة، وسماع الآيات من القراء والمشايخ.



3- حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتقى لهم ما يناسبهم، وما تدعو إليه الحاجة.

وطريقته: بأن يكتب الحديث في ورقة صغيرة، وتصور بعدد من له القدرة على الحفظ، وتوزع في الصباح عليهم، ويتم التسميع في وقت محدد منضبط.

* يمكن الاستفادة من كتب الحديث كالصحيحين، والأربعين النووية ورياض الصالحين، وصحيح الكلم الطيب، وصحيح الترغيب والترهيب، وصحيح الجامع.

* يستحب- لربط النشاط ببعضه- تفسير الآيات المحفوظة وشرح الأحاديث في الدرس الأسبوعي.



4- إنشاء مكتبة مقروءة في البيت تناسب جميع المستويات، وتتوافق مع كل الأذواق المشروعة، لتصبح حديقة غناء، يدخل إليها من يريدها فيجد فيها بغيته؛ ففيها ما يناسب طالب العلم، والرجال والنساء والأطفال، والمتخصص، والمطلع.



5- إعداد مكتبة سمعية: تحتوي على أشرطة متنوعة تناسب جميع الأعمار والمستويات، وتتناول أكثر القضايا والموضوعات، وتتوافق مع الأذواق والرغبات المشروعة، للعلماء والمشايخ والدعاة، ويتم تحريك المكتبة، بعدة طرق منها:

- السماع للأشرطة. - تفريغها على الورق.

- تلخيص ما ورد فيها. - فهرسة موضوعاتها.

* يمكن تجهيز ركن في المكتبة للإهداء والدعوة.



6- القصص: وهي من جند الله تعالى، يحرك الله بها العقول، ويثبت بها القلوب، و تسنبط منها الدروس والعبر، ويمكن استخدامها كوسيلة دعوية من خلال سرد بعض القصص النبوية، وما ورد في كتب التاريخ على الأهل وخصوصا في حال التعب البدني والنفسي.

فما أجمل أن يسمع الشباب في المنزل قصة أصحاب الأخدود!

وما أفضل أن تسمع الزوجات قصة حديث أم زرع!

وما أعظم أن يسمع الكبار بعض قصص الأنبياء والمرسلين- صلى الله عليهم أجمعين!



7- الاشتراك في مجلات دورية ذات طابع ومنهج إسلامي منضبط، سواء كانت أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية، وفي ذلك دعم للمجلة لتستمر في العطاء، والأهم أن يوجد للأهل بديل إسلامي مبارك وسط هذا الزيف الإعلامي الذي ملئت به البيوت.

*يمكن أن تكون قسيمة الاشتراك في المجلة هدية ومكافأة جميلة لواحد من أهل البيت أجاد أو أفاد في عمل أو مناسبة.



8- التسجيل في دور وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، سواء للكبار في المساجد أو في دور الحافظات للنساء، وخصوصا التحافيظ التي بها نشاط دعوي مميز.

وهذه الفكرة من أعظم ما ينبغي أن يحرص عليه المسلم في تربيته لأهله؛ فالمرأة ستجد من الصالحات في هذه الدور ما يغنيها عن كثير من مريضات القلوب فارغات العقول.

*يوجد بكثير من دور التحافيظ روضة للأطفال يتعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة وبعض الآداب الإسلامية المناسبة لأعمارهم.



9- حضور المحاضرات العامة في المساجد و المناشط الدعوية كالدورات العلمية، وفي ذلك من الفائدة ما فيه من الأجور المترتبة عليه، وتكثير سواد الصالحين، والاستفادة مما يطرح من العلماء والدعاة وطلاب العلم.

عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنوكم)).

*للمحافظة على المعلومات المستقاة من المحاضرة أو الدرس يستحب طرح بعض الأسئلة عنها أو تلخيص ما ورد فيها.



10- طلب الزيارة للبيت من الدعاة وطلاب العلم وطرح القضايا التي يحتاجها البيت بالتلميح والتصريح حسبما يقتضيه الحال.

وخصوصا الداعيات، ومن عرفن ببذل الخير للغير، فيا له من أثر ما أبلغه! فالمرأة تتأثر بما ترى أكثر مما تسمع.



11- السبورة: ويتم ذلك بتعليق سبورة في أحد الجدر البارزة في البيت مما يقع عليه النظر كثيرا، يكتب فيها ما يستفيد منه الأهل كحكمة اليوم، وبعض الآيات والسور، وخصوصا الأذكار، فمع كثرة النظر إليها يعلق شيء منها بالعقل، وبشيء من التركيز عليها تحفظ عن آخرها.



12- المسابقات الثقافية: وتكون بإعداد جملة من الأسئلة المناسبة لقدرات ومهارات الموجودين، وعليها بعض الجوائز المناسبة، وأفضل أوقاتها الرحلات، والنزهات خارج المنزل لشغل الوقت بما ينفع، ولزرع روح التنافس - في الخير- فيما بينهم، وتوصيل بعض المعلومات إليهم من طرف خفي! عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت ورقها)) ((فوقع في نفسي النخلة، فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما خرجت مع أبي، قلت: يا أبتاه وقع نفسي النخلة. قال: ما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إلى من كذا وكذا.

* ليس المقصود من الأسئلة التعجيز، وإنما الهدف توصيل رسالة معينة عن طريق السؤال والجواب.



13- يسمع الرجال خطب الجمعة والمواعظ والدروس في المساجد وغيرها، فما نصيب أهل البيت منها؟!

إن من أعظم النفع لهم أن يلخص الرجل ما سمع منها في ذهنه أو في ورقة، لينقله إليهم حال رجوعه لهم، فيثبت ما سمع في ذهنه، ويستفيد منه من لم يسمعها.



14- إشراكهم في الشعائر التعبدية التي تحصل في المواسم الشرعية، كالمشاركة في عيد النحر بذبح الأضاحي، وتوزيع زكاة الفطر في رمضان على مستحقيها.



15- ينتقي بعض الكتب المفيدة، ويكلف أهل البيت كلهم أو بعضهم بتلخيص ما فيها من معلومات، وإعداد تقرير موجز عن الكتاب، ولا بأس من تكريمهم بجوائز كحوافز.



16- ربطهم بكبار العلماء وأهل العلم الأمناء، وذلك بإعداد قائمة بأسماء العلماء والمفتين، وأرقام هواتفهم، وأرقام مكاتب الدعوة والإفتاء، وتعليقها في مكان مناسب في البيت، ليتصل الأهل بالعلماء في كل قضية تعن لهم أو تقع عليهم، وليستقوا بدلوهم من مورد العلماء الرقراق بصفاء المعتقد ونقاء المنهج، والمتدفق بصلاح المسلك وصدق الديانة.



17- الحرص على السكن بجوار المساجد، ليسمع أهل البيت الأذان والخطب والمواعظ والدروس، وليشاركوا في الأنشطة الدعوية و الاغاثية التي تقام فيه.



18- استغلال الفسح والنزهات في إثراء معلوماتهم وزيادة تحصيلهم العلمي والمعرفي.

* رأيت في حديقة الحيوان من الزم أبناءه بورقة وقلم يكتبون المعلومات العلمية عن كل حيوان أو طائر يرونه.. ماذا يأكل ويشرب؟ وأين يعيش؟ وأين ورد ذكره في القرآن الكريم أو السنة النبوية؟ وهل هو مأكول اللحم أو أنه محرم والعلة في ذلك؟ وهل هو مستأنس أو أنه وحشي؟

وهم- في حرص شديد!- يتمتعون بما يرون، ويكتبون ما يسمعون، ويتعلمون وهم يلعبون.

فتحسرت على من يضيع وقته في الملاهي والمأكولات دون تزكية للنفس أو إثراء للمعلومات!



19- اقتناء الحاسب الآلي كبديل مناسب لقنوات التخريب، مع وجوب السيطرة عليه، وضبط ما يعرض فيه.

* توجد برامج إسلامية رائعة كبرنامج القرآن الكريم والحديث الشريف وبعض الكتب المستنسخة فيه، وأحسب أننا في زمن نحتاج فيه هذه الثورة العلمية فيما يعود على ديننا ودعوتنا وعلينا بصلاح وخير.

* ويمكن استخدام شبكة الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى، والذود عن حياض الدين ضد انتحال المبطلين وتحريف الغالين، مع وجوب الحذر منها والمراقبة لها.



20- استخدام الفيديو- لمن يدين لله تعالى بجوازه- كوسيلة تعليمية وتربوية وتثقيفية وترفيهية، وعرض البرامج الإسلامية المناسبة الخالية من المخالفات الشريعة.

* ينبغي تحديد وقت المطالعة فيه، ومراعاة الضوابط الطبية لاستخدامه.



21- الألعاب الترفيهية التي تنمي الذكاء وتقوي الذاكرة وتزيد في المعلومات، وتكسب بعض المهارات الفكرية والعقلية كالمكعبات وبعض الألعاب من غير المحرمات (الصور، القمار، التجسيم المحرم، المعازف، المعتقدات الفاسدة، الصلبان، الجرس، وبعض شعائر الديانات الباطلة..).



22- الاستماع لإذاعة القرآن الكريم، ومحاولة تمديد شبكة من المكبرات والسماعات دخل المنزل لسماع هذه الإذاعة المباركة، وخصوصا مكان تواجد الأسرة بكثرة مثل المطبخ وغرفة الجلوس.



23- تسجيل الأبناء والبنات في مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية أو الأهلية أو المعاهد العلمية الشريعة والكليات الشرعية التخصصية في الجامعات، وتشجيع البارزين منهم في ذلك بمواصلة الدراسة. للمستويات العليا.



24- استغلال وقت ركوب السيارة مع الأسرة لتنفيذ برنامج إلقائي منوع كهيئة الإذاعة، فهذا للتقديم وهذا للتقييم، وآخر يشارك بآية، وغيرها بتفسيرها والتعليق عليها، وآخر بحديث شريف، أو حكمة مفيدة أو قصة معبرة أو موقف مؤثر أو حداء جميل أو طرفة مباحة فهو برنامج متكامل منهم وإليهم.

* يمكن تكريم أفضل مشاركة في البرنامج- ولو بالثناء والإطراء-.



ثانياً: عملهم



قال تعالى:﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى﴾ [طه:132].



25- الأمر بالعبادة والإلزام بها، والتعويد عليها، مثل الأمر بالصلاة، والسؤال عنها، وتفقد من يقصر فيها، ومحاسبة ومعاقبة من يتهرب منها.

قال تعالى: ﴿وأمر أهلك بالصلاة﴾ [طه: 132].

عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع).

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)).

* يستحب ترغيبهم في النوافل كالوتر والضحى والسنن والرواتب وإعطائهم جوائز وحوافز عليها.



26- الصيام المشترك من أهل الدار جميعا، ليس في الفريضة فقط، بل حتى في النوافل، كصيام يومي الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وست من شوال، ويوم عاشوراء و تاسوعاء، ويوم عرفة لغير حاج، وصيام داود- عليه السلام-. عن الربيع بنت معوذ- رضي الله عنها- قالت: أرسل رسول

الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: "من كان أصبح صائما، فليتم صومه. ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه. فكنا، بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد. فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار". في رواية: "ونصنع لهم اللعبة من العهن، فنذهب بها معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم ".

* يمكن تكريمهم على هذا الصيام بجلب الطعام الذي يحبونه على مائدة الإفطار أو الخروج بهم في نزهة.



27- تفطير الصائمين في البيت والمسجد والحارات الشعبية للأسر الفقيرة، ويتم ذلك بمشاركة جميع الأهل، فالنساء للإعداد والطبخ، والرجال للتوزيع والتقديم.



28- السفر التعبدي للمسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، والمسجد الأقصى بالشام، قريبا- إن شاء الله- والمكث بجوارها لعدة أيام، وخصوصا في شهر رمضان المبارك.

* يستحب تذكيرهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومواقفه الشريفة، ومآثر صحابته الكرام وبذلهم وتضحياتهم من أجل دينهم في كل موقف وعند آية مناسبة، واستغلال البقاع للتذكير بالوقائع من غير تكلف أو إحداث.



29- بث روح التنافس بين الأبناء الذكور على المسابقة إلى المسجد والحرص على الصف الأول، وإعداد جدول لهم بذلك، لتكريم المثابر الفائز، ومحاسبة المقصر العاجز.

* يمكن التنسيق مع إمام المسجد للثناء على الفائز وتكريمه والدعاء له.



30- خروج الأهل للعبادات التي يشرع للجميع الخروج إليها كصلاة العيدين والاستسقاء، حتى وإن كانت النساء قد أصبن بالأعذار الشرعية كالحيض والنفاس ليدركن الخير مع الناس.

عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم- يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين)).



31- تدريبهم على الصدقة والبذل في سبيل الله تعالى وإعطاء الفقراء والمساكين من مال الله الذي آتاهم.

فعندما يرى الوالد مسكينا أو فقيرا، فإنه يعطي أحدا من أهل البيت مبلغا من المال، ويأمره أن يعطيه للفقير، ويحتسب الأجر وهكذا يربي فيهم حب البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله تعالى.

* الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث.



32- تجهيز صندوق خيري جميل المنظر لجمع المال للمشاركة في أفعال الخير، ويأمرهم بوضع المال فيه، ويوضع في مكان بارز ومناسب في البيت.

ويحتوي هذا الصندوق على عدة خانات، فمنها جزء للمشاركة في بناء المساجد، وآخر للدعوة إلى الله تعالى، وآخر لطباعة الكتب، وآخر لكفالة الأيتام ورعايتهم، وآخر لمجالات خيرية و دعوية مختلفة.

* يمكن للضيوف المشاركة والمساهمة فيه.

* يفتح الصندوق- بعد حين- بمحضر الجميع، ويشاركون جميعا في عد المال، وتوزيعه، ليتولد فيهم حب العمل الجماعي.



33- القيام بعمرة جماعية مع الأهل، وتعليمهم شعائر ومشاعر هذا النسك المبارك.

كانت أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- إذا مرت بالحجون، تقول: "صلى الله علي رسوله وسلم، لقد نزلنا هاهنا ونحن يومئذ خفاف الحقائب، قليل ظهرنا، قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان و فلان.. )).



34- الحج مع حملة مناسبة أو مع مجموعة مباركة تتميز بحسن الاستقامة، وجدية الالتزام ، مع أهمية التركيز على النشاط الدعوي في هذه الرحلة المباركة.

عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء، فقال: (من القوم) قالوا: المسلمون. فقالوا: من أنت؟ قال: (رسول الله! فرفعت إليه امرأة صبيا، فقالت: ألهذا حج؟ قال: (نعم، ولك أجر).



35- متابعتهم على الأذكار اليومية (الذكر المطلق- والذكر المقيد بزمان أو مكان أو عدد أو صفة) كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات والأحوال والمناسبات، وإشعارهم بأهميتها، وما يترتب عليها من حفظ وصيانة في الحياة الدنيا، وأجور عظيمة وحسنات كريمة في الدار الآخرة.

ويكون ذلك بالسؤال عنها، والتذكير بها، ولإيقاعها أمامهم، وبالمدح لمن فعلها، والثناء على من قام بها.



عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن جويرية- رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ((ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟! قالت: نعم.قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته)).



وعن علي- رضي الله عنه- أن فاطمة- رضي الله عنها- اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما: "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أن تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم)).



36- مشاركة الجيران في أفراحهم وأتراحهم00، بل حتى في الطعام والشراب، وطبعهم على هذا الخلق الجم، وهذه المشاركة الفعالة.

عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صنعت مرقة فاكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف ".



37- تحذيرهم من الحرام، والأخذ على يد مرتكبه، وتذكيرهم بالمراقبة الإلهية لهم، والمعاقبة الربانية على قبح فعلهم، ليستقر في نفوسهم شناعة الحرام، وقبح الإجرام، وسوء السيئات والآثام.

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: أخذ الحسن بن علي- رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كخ.. كخ، ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ".

وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا- تعني: قصيرة- فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتها ".



38- ترغيبهم في التصدق بما هو قديم ونافع كالملابس القديمة، والأواني المستخدمة، والأثاث المستعمل على المحتاجين لها والراغبين فيها، بدلا من إلقائها، والتخلص منها.



39- تحذيرهم من التبذير والإسراف في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم ومسكنهم وجميع شؤونهم.

* مثاله: أن يأكل كل واحد منهم ما يسقط منه من طعام طيب على سفرة الطعام حتى لا يرمى في القمامات.

عن جابر- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان .

* أو جمع ما يبقى من طعام لتأكله الحيوانات الأليفة المستأنسة أو الطيور كالحمام والدجاج، فـ" في كل كبد رطبة أجر".



40- متابعتهم على الأعمال الحميدة والأقوال المفيدة في مسلكهم اليومي، والحرص على تحليهم بالآداب الشرعية كآداب الطعام والشراب واللباس والنوم والاستئذان والدخول و الركوب.

ويشمل ذلك تعليمهم إياها، وتعويدهم عليها، وتذكيرهم بها، وترغيبهم فيها.

عن عمر بن أبي سلمة- رضي الله عنه- قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك .



41- الاستفادة من كل شيء يمكن أن يستغل قبل طرحه ونبذه، ليتعلم الأهل المحافظة على ما لديهم من ممتلكات، ويسلموا من التبذير والإسراف.

عن أبي حازم، قال: سألت سهل بن سعد- رضي الله عنه- فقلت: هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه، قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه ا فأكلناه " .

وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (أتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر عتيق، فجعل يفتشه، يخرج السوس منه).

وفي رواية: (كان يؤتي بالتمر فيه دود، فيفتشه، يخرج السوس منه).



42- حثهم على اقتطاع يومي أو أسبوعي- ولو كان قليلاً- من مصروفهم للمشاركة في أفعال الخير والإحسان، ويمكن تسميته بالتوفير الخيري مثلاً.



43- تعويدهم على النظافة العامة الداخلية والخارجية مع النفس ومع الآخرين في البيت وخارجه.

وليرفع شعار: (دع المكان أحسن مما كان، قدر الامكان، فإن لم يكن بالإمكان فكما كان).

* ما أجمل أن ترى رب أسرة مع أسرته يقومون بتنظيف حديقة عامة مما فيها من القاذورات بعد أن جلسوا فيها وتمتعوا بها!



44- أن يجعل لكل فرد في الأسرة دفتر (كشكول) للفوائد (كناشة معلومات متنوعة) يسجل فيها التجارب والمواقف والانطباعات والملاحظات، وما يقف عليه من حكم وأحكام، ومشاعر وأشعار، وسير وآثار، وقصص وأخبار؛ فالمعلومة صيد ، والكتابة قيد، فقيد صيودك بالحبال الواثقة.



45- تنمية مهاراتهم وهواياتهم المفيدة، وربطها بالشرع كالسباحة لتقوية الجسم على طاعة الله تعالى، وكالرمي لأنه من إعداد القوة على أعداء الله، وكالسباق للاستعانة به على طرد الخمول والكسل لتنشيط النفس إلى ما يقرب من الله تعالى.

عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان)). قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( ما لكم لا ترمون)) قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا فأنا معكم كلكم).



46- تنبيه الأهل على المحافظة على الحيوانات التي لا ضرر منها، ونهيهم عن التعدي عليها والإضرار بها.



فعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً، فأخذ رجل بيض حمرة، فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أيكم فجع هذه بيضتها؟! فقال رجل: يا رسول الله أنا، أخذت بيضتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اردده، رحمة لها).



47- تنبييهم إلى إتلاف المحرمات التي يرونها ويقعون فيها كطمس الصور المحرمة التي تأتي على المستهلكات اليومية، وكنقض الصلبان التي يرونها ويطلعون عليها.



عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب- رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى : (أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته، ولا صورا إلا طمستها).



48- غرس عظمة كتاب الله في قلوبهم وزرع محبته ورهبته في صدورهم، وتحذيرهم من امتهانه أو إهانته أو الاستهانة به، وتذكيرهم بآداب تلاوته، وأحكام قراءته وطرق صيانته والمحافظة عليه وعدم العبث به.



49- تعويدهم على الكرم والبذل عند حضور الأضياف، بالحرص على مشاركتهم في الترحيب بالضيوف وخدمتهم، ومد يد العون لهم والمشاركة في إعداد قراهم وإكرامهم والجلوس معهم للاستفادة منهم.



50- طبعهم على الشجاعة والبسالة والإقدام، وتحذيرهم من الخوف والجبن والخور والانهزام، والاعتراف بالحق ولو كان مرا ومضرا.



* يمكن إسقاط بعض العقوبات عن المخطئ- في بعض المرات- جزاء اعترافه بالحق وإقراره بالذنب.



51- تنبيههم إلى احترام ممتلكات الآخرين والحرص على المحافظة عليها، وعدم التعدي عليهم فيها، سواء في الأمور والأشياء المشاعة للجميع أو الخاصة بالأفراد.

عن أنس- رضي الله عنه- قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي عندها النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت؛ فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه)).



52- ترغيبهم في الدعاء لأنفسهم والدعاء لغيرهم مبتدئين بالوالدين و الأقربين، وخصوصا حال الملمات والنكبات، وتذكيرهم بأهمية الدعاء للإسلام والمسلمين في المشارق والمغارب، ليكون ذلك ديدنا لهم وطبعا فيهم.



53- تقسيم أعمال البيت بينهم، وتحديد المسؤوليات فيه، وتعويدهم على المشاركة في أعماله، والمساهمة في القيام بشؤونه، ومن عجز عن تقديم العون لغيره، فلا أقل من أن يقوم بشأن نفسه من ترتيب وتنظيف حتى لا يكون كلا على غيره معتمدا على سواه.

عن الأسود، قال: سألت عائشة- رضي الله عنها-: ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج ".



وقالت: ((يخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته))وفي رواية: قالت: ((ما يصنع أحدكم في بيته: يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخيط)). وفي رواية: ((كان بشرا من البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلب شاته)).



54- تعليم الأبناء فنون البيع والشراء وضوابطه وطرائقه، وإكسابهم الثقة في أنفسهم منذ الصغر عليه.



55- تعويدهم على النوم مبكرا، وتحذيرهم من السهر طويلاً، وطبعهم على الاستيقاظ المبكر قبل صلاة الفجر لصلاة الوتر والاستغفار؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده.



56- إشغالهم ببعض الأعمال الحرفية النافعة كالنجارة والسباكة والزراعة بالنسبة للذكور، وكالخياطة والحياكة والتطريز بالنسبة للإناث، وملء أوقات فراغهم بها.



57- تعليمهم الرقية الشرعية وضوابطها، فيتعلمون كيف يرقوا المريض نفسه، أو كيف يقرأ بالتعاويذ الشرعية من الكتاب والسنة على غيره.



عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليها بهن، وأمسح بيد نفسه لبركتها. وفي رواية: (فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به).

وعنها- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى، ويقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس ..)).

58- جمع الأوراق والدفاتر والكتب والجرائد التي يوجد بها آيات كريمة أو أحاديث نبوية لم تعد تصلح للاستعمال تمهيدا للتخلص منها بطريقة صحيحة كالحرق والدفن، وهذا العمل- على صغره يربي الأهل على احترام كلام الله وتقديسه، وعدم إهانته وتدنيسه.

*- يمكن استخدام قصاصة- فرامة- الورقة لهذه المهمة.

59- أن يعود أهل بيته على التواضع ولين الجانب كالأكل مع الخادم، والجلوس معه، والحديث إليه، وإدخال السرور عليه، والمشاركة له في أفراحه وأتراحه، وخصوصا حال مرضه وسقمه أو حنينه وحزنه.

عن أبي هريرة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين، فإنه ولي حره وعلاجه)).



ثالثا: مشاركتهم في الدعوة إلى الله تعالى



قال تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ [آل عمران: 104].

60- تشجيع الأهل على الدعوة إلى الله تعالى في أوساطهم التي يخالطون فيها غيرهم كالمدارس والقرابة والجيران والأصحاب، وينبغي مساعدتهم على ذلك بمدهم بالأشرطة والكتيبات والمطويات وإعلانات المحاضرات، وغيرها من السبل المشروعة للدعوة إلى الله تعالى.

عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي- رضي الله عنه يوم خيبر: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)).

61- حثهم على المشاركة في المجلات الإسلامية بالكتابة فيها، والنقد الهادف لها، وبالنصيحة المخلصة للقائمين عليها، وبالدعاية إليها، وغير ذلك من وجوه المشاركة فيها.

62- إشراكهم في البرامج الدعوية التي يقوم عليها رب الأسرة، ويمكن استغلال طاقاتهم في ذلك، وتربيتهم على المشاركة الفعالة في وجوه الأنشطة الدعوية، مثل: إعداد الرسائل وترتيب الأشرطة وفهرستها وتصنيف الكتب وترتيبها وتنظيم المكتبات والعناية بها.

63- تدريبهم على كتابة الردود الصحيحة على الأقلام القبيحة المفسدة التي تشذ عن الحق وتوغل في الباطل، وإرسال مقالاتهم- بعد تنقيحها- إلى الجرائد والمجلات التي تنشر ذلك الزيف أو غيرها ليعلو صوت الحق، ولتستبين سبيل المجرمين.

64- إرسال الرسائل الدعوية لهواة المراسلة الذين يظهرون في الجرائد والمجلات مع بعض الكتيبات و المطويات، وإعداد برنامج دعوي متكامل لهذه الوسيلة الدعوية الناجحة، كل بحسبه؛ الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء.

65- كتابة رسائل النصح والوعظ والتذكير لمن عرف عنه إشاعة المنكر بين الناس كالممثلين والممثلات والمطربين والمطربات وكتاب الشعر الرخيص المبتذل، فلعله ينجو بها ناج، ومعذرة إلى الله، ولعلهم يهتدون أو يرتدعون.

66- تشجيعهم على كتابة المقالات المفيدة المختصرة للمشاركة بها في مدارسهم كطابور الصباح والحفلات والأنشطة المدرسية.

67- غرس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلوبهم، وذلك بممارسته أمامهم، وترغيبهم فيه، وحثهم عليه عند حدوث ما يستدعيه.

قال تعالى: ﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور﴾ [لقمان:17]

* كم هو الأثر بالغ في قلب رجل مدخن عندما يأتي إليه طفل صغير يحذره منه وينهاه عنه!

* وكم هي الاستجابة من شابة غافلة تستمع للمعازف والأغاني عندما تأتيها طفلة صغيرة تذكر لها حرمته وتنذرها من خطورتها!

68- إشغالهم بأحوال العالم الإسلامي وقضاياه ومشاكله،حتى ينشغلوا بالعظائم والمهمات، ولا يلتفتوا إلى التوافه والمحقرات، وتتولد لديهم عاطفة إيمانية للمؤمنين وولاء قلبي للمسلمين.

فعلى قدر الهمم تكون الهموم، ومن حلق فوق النجوم فلن يقنع بما دونها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة- رضي الله عنها: ((يا عائشة! لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء)).



69- رصد سلبيات وإيجابيات المجتمع، وما يحدث في الواقع من أحداث ووقائع، وبعث نتائجها إلى العلماء والمشايخ ليكونوا على علم جامع بحقيقة الواقع، وحتى يكون حلهم أنفع وعلاجهم أنجع.

70- إعداد درس نسائي أسبوعي أو على الأقل شهري في البيت، فتدعى له الجارات والقريبات والمعارف، وتلقي فيهن إحدى الداعيات درسا فيما يخص النساء، ومهمة أهل البيت الإعداد له والاستفادة منه، فينمو لديهم الحس الدعوي، والحرص على بذلك الخير للغير.

71- تعويدهم على الخطابة وإلقاء المواعظ، وتنبيههم إلى آداب ووسائل مواجهة الناس والتأثير فيهم، من خلال تكليف أحدهم بإعداد موعظة قصيرة تلقى على الأهل، ويتم تقويم الموعظة وأسلوبها وإبداء السلبيات والإيجابيات عليها من الجميع.

* ينبغي التنبيه على أهمية رفع الروح المعنوية للملقي، وغرس الثقة في النفس، دون الوصول به إلى الغرور والإعجاب بالنفس.

72- توزيع الكتيبات و المطويات والأشرطة النافعة على الناس عند إشارات المرور، فحالما يقف الوالد بمركبته بجوار غيره، فإن أحد الأبناء يعطيه كتابا أو شريطا مع ابتسامة صادقة ولمسة حانية، ثم إذا تحركت المركبة فإن الوالد يدعو بالهداية لمن أخذ الهدية والأهل يؤمنون ليتعلم الأهل الدعاء مع الدعوة.

73- اعتاد القرابة والجيران والأصدقاء في زياراتهم لبعضهم في المناسبات وغيرها أخذ شيء من الهدايا كالمأكولات والمشروبات والملبوسات، وهذا حسن، والأحسن منه أن يربي الوالد أهل بيته في هذه الزيارات على أخذ جملة من الأشرطة والكتب كهدية مختلفة عما ألفه الناس، ليربي أهله على الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير بين أولى الناس بهم.

* يوجد بالتسجيلات والمكتبات الإسلامية الكثير من السلاسل العلمية التي أعدت بشكل جميل ومناسب للإهداء.



رابعا: تهذيب نفوسهم وتقويم سلوكهم



قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ [التحريم: 6].

74- زيارة الأسر الفقيرة، وتفقد أحوالهم، ومد يد المساعدة لهم.



وبهذه الزيارات تتحقق الصلات، وتقوى الروابط، وتنشأ المشاعر الوجدانية الإيمانية بين المجتمع الواحد، وينتج عنها أثر كبير في قلوب الأهل، فيعرفون نعم الله عليهم، ويقومون بشكرها، ويرضون بما قسم الله لهم منها، ويمدون يد العون لإخوانهم في الدين.



عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)).

75- زيارة المرضى في المستشفيات- إن أمنت الفتنة!- ودور النقاهة ومراكز الإعاقة، ليتعرف الأهل على فضل الله عليهم بما يشاهدون من مشاهد الحزن والألم التي يرونها بادية على وجوه أهل البلايا.

* يستحب أخذ بعض الهدايا للمرضى، وخصوصا من هم في مراكز الإعاقة ودور النقاهة لطول مكثهم فيها.

ولا أعني بالهدايا علب الحلوى وباقات الزهور، فالنفع منها قليل، ولكن أقصد الهدايا التي تحيي القلوب وتشرح الصدور، مثل الكتيبات و المطويات.

76- زيارة القبور- للذكور- وتشييع الجنائز، والسير معها إلى حيث توارى الثرى.

فإذا رأى الولد من أبنائه تقصيرا في طاعة الله أو تجرؤا على معصيته، فليأخذ بأيديهم إلى هناك، ويذكرهم بمآلهم بعد مفارقة الدنيا.

فيا لهذه الزيارة... ما أعظم أثرها! وما أكبر عبرها!

77- زيارة المدارس التي ينتسب لها الأبناء والبنات للوقوف على سلوكياتهم وسلوكياتهن، وأبرز مميزات شخصياتهم، والتعرف على مواطن الخلل والزلل في أفعالهم وأقوالهم عندما يشعرون بتغيب رقابة الوالدين عنهم.

78- عندما يخطئ أحدهم خطأ عظيما لا يغتفر.. فإن هناك أسلوبا نبويا للتربية، قد غاب عن كثير من المربين، وهو هجر المخطئ لمدة معينة من الزمن.

فبدلاً من القسوة في القول، والغلظة في الحديث، فلنتعلم أن نقسو عليهم بالكف عن الحديث، والامتناع عن المعاملة.

* راجع قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.

79- هل جربت أيها الوالد أن تكتب لابنك أو زوجتك أو لأحد من أهل بيتك رسالة؟!

قد تقولي لي: وما الداعي لذلك وهم معي لا يفارقونني؟! أقول: جرب هذا.. ولا تنس أن تدعو لي عندما ترى النتيجة الباهرة!

فعندما ترى من أحدهم سلوكا خاطئا لا ترتضيه منه، ونصحته فلم يأتمر ووعظته فلم ينزجر.. فاكتب له بيراع النصيحة رسالة مدبجة بعبارات المحبة والإشفاق، ثم اذكر بين ثناياها ما يأتي أو يذر من أمر، وستجني- بإذن الله- ثمرة الرضا بعد غرس بذرة النصيحة بالطريقة الصحيحة.

80- الرحلات المشتركة مع مجموعة من الأسر المحافظة على دينها، والمتوافقة في التزامها، والمتجانسة في استقامتها، ليشعر المسلم الملتزم بعدم الغربة في طريقه، ويجد من يعينه عليه، ومن يمضي معه فيه.

* يحسن إعداد برنامج دعوي متكامل خلال الرحلة، متزامنا ومتلازما مع جانب الترفيه والتسلية بالمباح.

81- استغلال الرحلات الترفيهية والنزهات البرية أو البحرية أو الجوية في تقوية الإيمان في قلوبهم، وذلك بربطهم بخالقهم في كل ما يرون ويسمعون ويعيشون، فيريهم الدنيا بمنظار الآخرة، فالجمال يذكر بالجنة وما فيها من نعيم وخيرات، والقبح والسوء يذكر بنار السموم وما فيها من آفات ومهلكات.

فالجبال تذكر بقوة الله- سبحانه- و السموات تخبر عن قدرته، والبحار تنبئ عن عظمته، والسحاب يومئ إلى رحمته، وهكذا يعيش المسلم مع أهله بقلب الحي المتيقظ.

يردد معهم دائما في تأمل وتدبر، وتذكر قوله تعالى: ﴿هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه﴾ [لقمان: 11].

والمعرض عن الله يعيش سبهللاً بحياة الغافل الجاهل البليد.

82- النصيحة الجماعية للأهل، ويتم ذلك بجمعهم ووعظهم وإسداء النصح لهم دون تخصيص لأحد منهم. وخصوصا للأمور التي يشتركون فيها جميعا، كالترغيب في الصدقة، والإحسان للآخرين، وبذل المعروف لهم، وكف الأذى عنهم، والتحذير من سوء المعتقدات والأقوال والأفعال.

83- النصيحة الفردية لأحد أفراد الأسرة، فعندما يرى رب الأسرة من أحدهم تقصيرا في حق ربه، أو خللاً في أخلاقه أو سوءا في معاملته؛ فإنه ينفرد به عن غيره، ويسدي له النصيحة مدبجة بأعذب الألفاظ وأرق العبارات وأخلص الكلمات.

تعمدني بنصحك في انفراد

وجنبني النصيحة في الجماعة




84- التربية من خلال الأحداث والوقائع السارة والضارة التي تحدث للأسرة.

فعندما يحصل للأسرة كلها أو لأحد من أفرادها ما يكره،فإنه يرجع ذلك للذنوب والسيئات والتقصير في حق الله تعالى. وعندما يحدث لهم ما يفرحهم، ويجلب السرور لهم، فإنه يحيل ذلك لكرم الله معهم وفضله عليهم، ولعل أحدهم أحدث طاعة لله تعالى كان من نتائجها توفيق الله لهم فيما يحبون وصرفه عنهم ما يكرهون.

وبذلك تتعلق القلوب بعلام الغيوب في نزول المكروه وحصول المحبوب.

85- تربية الأهل بالمواقف في الأزمات..كالصبر على المقدور، والرضا بالقضاء، والثبات حتى الممات حال الملمات.

فرب الأسرة قلبها ورأسها، فإن استقام القلب تبعه القالب،وإذا جزع وفزع في البلاء بالضراء، وطغى وبغى في البلاء بالسراء، فأهل البيت تبع له في أكثر الأحوال في الأقوال والأفعال، فهم يرونه بعين المقتدي، ويلمحونه ببصر المهتدي. فليتق الله كل مسؤول عن أسرته، فإنهم يقومون به، ويتأثرون بأقواله وأفعاله، ويقتفون بما يصدر منه ويؤثر عنه.

86- الهدايا مطايا المحبة، وبريد المودة، وسبيل التأثر، فكم هدية أرسلت من رب الأسرة لأحد أفرادها مشفوعة بنصيحة لطيفة في كتاب أو شريط أو رسالة أو كلام، فتح لها باب القبول، فالقلوب مجبولة على محبة من أكرمها بالعطاء وتفضل عليها بالبذل والإهداء.

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا).

87- فرض رسومات مالية كعقوبة على كل من يتكلم بباطل أو يتفوه بلغو حرام كسب وشتم ولعن وكذب وسخرية، وتوضع تلك الرسوم في صندوق معين، ويجمع ما فيه، ويتصدق بما فيه على الفقراء، بعد رضى الجميع، وقبولهم بالفكرة واقتناعهم بالطريقة.

88- قد ينشغل رب الأسرة عنهم في بعض الأحوال لمدة طويلة من الزمان، ويبتعد عنهم في المكان، وهنا يلزمه استغلال الهاتف للاتصال بهم والسؤال عنهم ومتابعة شؤونهم، وليشعرهم أنه ما زال مهتما بهم وحريصا عليهم ومتابعا لأقوالهم وأفعالهم.

89- تسجيل الأهل في المراكز الصيفية التي تقام في الإجازات لما فيها من تنمية للقدرات وتدريب على المهارات وإشغال للوقت بما يعود عليهم بالخير في دنياهم وأخراهم، ومع وجوب حسن اختيار القائمين عليها ومتابعتهم فيها.

90- الزيارة الجماعية للأقارب وذوي الأرحام والجيران، وتذكير الجميع بوجوب ذلك، وبيان الأجور المترتبة عليها لمن أخلص لله تعالى فيها.

91- اصطحاب الأب لأبنائه الذكور معه في الذهاب والإياب والمجالس المباركة والزيارات النافعة، ليتعلم الأبناء كيف يعاملون الناس ويجالسونهم ويستفيدون منهم ويتأثرون بهم ويؤثرون فيهم.

92- عندما يهتم أحد أفراد الأسرة بالسفر، فإنه يعطي بطاقة وصايا مغلفة، يكتب فيها بعض الوصايا والتنبيهات، وبعض المحاذير والمخالفات، مع عبارات رقيقة، لتكون له زادا مباركا في سفره، ليستعين بها على أمر دينه ودنياه.

مثل: احفظ الله يحفظك- اتق الله حيثما كنت- احفظ بصرك من المحرمات- احذر جليس السوء-... ونحوها، وحبذا لو عطفت بهدية مفيدة كمصحف صغير وكتاب أذكار وبعض الأشرطة المناسبة..

93- مداعبة الأهل بالمباح، وإدخال السرور عليهم بالحلال، ليعلموا أن في ديننا فسحة وفي شريعتنا سعادة وراحة.



عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلع لسانه للحسن بن علي، فيرى الصبي حمرة لسانه، فيهبش إليه)). وكسباق النبي صلى الله عليه وسلم- لعائشة- رضي الله عنها- في غزوتين من غزواته، وقولها لها: ((هذه بتلك السبقة)). وكإرساله البنات الجواري ليلعبن معها في بيته صلى الله عليه وسلم.

94- زيارة العلماء والدعاة وطلاب العلم وأهل الخير والصلاح في منازلهم وأماكن أنشطتهم الخيرية و الدعوية، للتعلم منهم، والاقتداء بهم، والتعاون معهم.

95- القدوة العملية ببر الوالدين والإحسان إليهم، والبذل لهم والرفق بهم والسماحة معهم- إن كانوا أحياء- لما لذلك من أثر إيجابي في تربيتهم.

96- تعليق السوط في مكان بارز في البيت، ليستشعر المخطئ والمفرط والمتعدي أن العقوبة له بالمرصاد إذا زل أو ضل.

عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم)).

97- ترغيب الأهل في الجلوس مع كبار السن للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الحياة، والوقوف على طبيعة حياتهم وشديد معاناتهم وتحملهم لشظف العيش، وخصوصا من عرف منهم بالحكمة والعقل والاتزان والدين والعلم.

عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((البركة مع أكابركم)).

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، فليس منا)).

98- عندما يشتري الوالد سلعة مغشوشة كالفاكهة، فإنه يجمع أهله ليريهم سوء هذه الصنيع ويقبحه في أنظارهم، ثم يدعو بالصفح والمغفرة لمن غشه من المسلمين، ويدعو له بالصلاح والهداية، وأهله يؤمنون على دعائه، فيتعلم الأهل منه الصفح والعفو لمن أساء إليهم أو أخطأ عليهم، ويستشعرون شناعة الغش وقباحة التدليس والتلبيس..

99- الخروج مع الأهل في ليلة مقمرة إلى فلاة مأمونة خارج نطاق العمران، ليريهم بديع صنيع الله في خلق السموات ونجومها وأفلاكها، ويذكرهم بظلمة القبور ووحشتها، وغير ذلك من المسائل التربوية التي ينبغي أن يوقفهم عليها ويريبهم بها.

100- تفريغ أحد المربين الصالحين لملازمة الأبناء وتربيتهم وتعليمهم القرآن وآدابه، والعلم الشرعي وأحكامه، وطبعهم على العادات الحميدة والأخلاق الكريمة، ويمكن إعداد برنامج مشترك لمجموعة من الأسر المتجانسة لكفالة هذا المربي للعناية بأبنائهم.



وأعتقد جازما أن توفير هذا المربي أولى وأنفع من جلب الخادمات في البيوت، فمتى ندرك أن قلوب وعقول أبنائنا أهم وأعظم من أجسادهم وقوالبهم؟!

الخاتمة



أيها الكريم:



هذه عصارة الفكر، وخلاصة التجربة، ونتيجة البحث والتلقي، تراها بين يديك بعد أن أرسلت إليك.



فما وجدت فيها من خير وصواب، فهو من توفيق الكريم الوهاب ﴿وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾ [هود: 88].



فعض عليها بالنواجذ، واقبض عليها بكف الحرص، وكن بها عالما، وبما فيها عاملاً، وإليها داعيا وعليها صابرا، وادع لأخيك بالقبول والثواب.



وما وجدته فيها من خطأ وخطيئة، فاطرحه جانبا، وانبذه قصيا، فالحق أحق أن يتبع، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، وادع لأخيك بالمغفرة لزلـله، والصفح عن خلله، واعلم أنها ذنوبه التي أركسته، ومعاصيه التي كبلته، وخطاياه حالت بينه وبين الحق، فكن له ناصحا، ومن المخالفة مخلصا، ولن تجد منه إلا آذانا صاغية، وأكفا داعية..



وسلام من الله عليك، ورحمة منه إليك- بفضله وكرمه- وهو ذو الفضل العظيم، وصلى الله على رسولنا الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين.



وكتبه : عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

اخر تعديل كان بواسطة » srabالهلال في يوم » 13/03/2004 عند الساعة » 10:10 AM
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13/03/2004, 10:33 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 13/07/2003
المكان: السعودية - الرياض
مشاركات: 189
[ALIGN=CENTER]





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخي الفاضل سراب الهلال - حفظه الله ورعاه - لقد سرد الاستاذ عبداللطيف بن هاجس الغامدي نقاط مهمه الا انني اجد تخلف بعض من الأسر وذلك بسبب ابتعادنا عن منهج الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع منهج حفدة القردة والخنازير، فاصبحنا ناكل اكلهم ونشرب شربهم ونلبس لباسهم ونحتفل حتى باعيادهم !! - الله المستعان - لكن ليعلم المسلمون انهم لن يعودوا لمجدهم العامر الا اذا دخلو في السلم كافة، سلم الاسلام لا سلم الصهاينة، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (1)


واخيراً وليس بآخر أسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحمنا نحن وياكم،اللهم ارزقنا ذرية صالحه، اللهم اجعل ذريتنا تخدم الاسلام، اللهم اجعل حروفنا وسطورنا وكل ما تكتب اناملنا اطراء مباركا، اللهم اجعلنا من سكان رياض جنانك، اللهم لا تحرمنا نعيم الجنان، اللهم يسر لنا الطريق إليك إنك على كل شيء قدير وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.



مع فائق احترامنا لشخصكم الكريم - الشمري[/ALIGN]


</normalfont></normalfont></normalfont></normalfont></normalfont></normalfont></normalfont></normalfont></normalfont></normalfont>


1- سورة الرعد آية رقم 11
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13/03/2004, 10:37 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أسرة بلا مشاكل

أزواجعلىطرفينقيض

[B]الوقايةخيرمنالعلاج
أخطاءيقعفيهابعضالأزواج
عشروصايالزوجةتريدأسرةبلامشاكل

وقفةمعكأيهاالزوجالوقايةخيرمنالعلاج[/B]

هناك أمور مهمة لا بد من مراعاتها قبل الزواج لوقاية الأسرة المسلمة من المشكلات التي ربما أوهنت جدارها، ومن هذه الأمور:



1- حسن الاختيار :

* على الرجل أن يتأكد من صلاح المرأة التي ستكون في المستقبل القريب زوجته وأم أطفاله وموضع سره، وليعلم المسلم أن تفريطه في التحقق من صفات مخطوبته سيعرضه إلى مشكلات عظيمة ومصائب جسيمة.

* إن من أهم الصفات التي ينبغي للمسلم الحرص عليها فيمن سيختارها لتكون شريكة له في بيته وحياته صفة التقوى والصلاح، وفي هذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع: لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" . قال الإمام النووي رحمه الله: "الصحيح في معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين"

* وما يقال عن المرأة يقال أيضاً عن الرجل، فلا بد من التأكد من صلاحه وتقواه والله عز وجل يقول: ﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم..﴾ النور، الآية: 32.

ويقول إمام الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

كما ينبغي سؤال أهل التقوى والصلاح واستشارتهم في أمر الزواج كما فعلت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها حيث قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا على عاتقه"، فرسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أحوال كلا الرجلين بين أن الأول، فقير، والثاني "ضراب للنساء" كما جاء في رواية لمسلم.

2- النظر:

كم من الأسر تفككت روابطها وهي في أشهرها الأولى لعدم الوئام القلبي بين الزوج والزوجة .. ودليل القلب وقائده وبريده النظر .. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمغيرة وقد خطب امرأة: " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". قال المغيرة رضي الله عنه: " فنظرت إليها، ثم تزوجتها، فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها". فانظر إلى من تريد خطبتها ثم اسأل قلبك بعد ذلك: هل أحببتها أو يمكن أن تحبها؟ واحذر (أو احذري) أن تخادع نفسك أو تستحيي أن تصارح أهلك!!

3-الشروط قيود فلا توافق إلاّ على ما تستطيع القيام به:

كثير من المشكلات التي تحدث بعد الزواج هي لإخلال الزوج ببعض الشروط التي وافق عليها عند العقد ولم يستطع الوفاء بها بعد الزواج، يوم أن ذهب الاندفاع والحماس العاطفي، وأحس بثقل تلك الشروط التي ألزم نفسه بها، و"المسلمون على شروطهم" .. وأحق الشروط وفاءً، ما استحللتم به الفروج فاحذر أن تلزم نفسك بشروط لا تستطيع الوفاء بها.




--------------------------------------------------------------------------------



أزواج على طرفي نقيض


الذي يدقق النظر في الواقع الذي تعيشه بعض الأسر اليوم في مجتمعنا، يجد أن هناك فئة من الأزواج على طرفي نقيض .. بين إفراط وتفريط في تعاملهم مع زوجاتهم...



* الطرف الأول: أهانوا الزوجة وتعدوا على حقوقها، وارتكبوا بحقها أخطاء منكرة .. لا تقرهم عليها الشريعة التي أعطت للمرأة كرامتها وأعلنت منزلتها .. وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على حسن التعامل معها في أكبر تجمع للمسلمين وذلك في حجة الوداع حيث يقول: "استوصوا بالنساء خيراً" ؛ بل الأمر بالعشرة الحسنة، والمعاملة بالمعروف للمرأة أكبر من أن يؤكد عليها برسالة فقط، فنزل القرآن آمراً بها ومخلداً لها إلى قيام الساعة .. قال الحق عز وجل : ﴿وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً﴾ النساء، الآية: 19 .



* أما الطرف الثاني: فقد أطلقوا لها الزمام وتركوا الحبل على الغارب .. فغرقت المرأة في بحر الشهوات وأهدرت كرامتها بيدها.. وهذا لا شك مخالف لمبدأ القوامة الذي أعطاه الله للرجال فقال عز وجل: ﴿وللرجال عليهن درجة﴾البقرة، الآية: 228 . لكي يمنع التسيب والتنصل من المسؤولية في الأسرة المسلمة.



لقد نتج عن هذا الطرف وذاك نتائج وخيمة أحدثت شرخاً في الأسرة المسلمة … ومن هذه النتائج على سبيل المثال:

* حالات الطلاق وما يترتب عليه من إضاعة للأولاد غالباً وتفكيك للأسرة بكاملها.

* كثرة المشكلات الزوجية التي لا تجعل من الأسرة محضناً تربوياً سليماً له الأثر الكبير على تربية الأجيال المسلمة.



* إن أخطاء بعض الرجال بحق المرأة، استغلت استغلالاً ماكراً من قبل أهل الأهواء من علمانيين وغيرهم .. وصاروا يضخمون هذه الأخطاء ويعممونها، ويغزون المرأة بكسر قيد الطاعة لزوجها بعبارات ظاهرها معسول وباطنها سم زعاف، كعبارة "تحرير المرأة ومساواتها بالرجل" وهذا ما يفعله بعض الذئاب البشرية اليوم، الذين يكتبون عن المرأة عبر المجلات النسوية، والتي ابتلي بعض المسلمين بشرائها ومتابعتها.. وقصارى القول ، فإن خطأ الرجل بحق زوجته ـ إفراطاً أو تفريطاً ـ ذنب سيسأل عنه أمام الله لقوله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. ، والرجل راع على أهل بيته".

وعند النسائي: "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته".


--------------------------------------------------------------------------------



أخطاء يقع فيها بعض الأزواج



سيتركز الحديث حول بعض الأخطاء المهمة التي يقع فيها الرجل "تجاه زوجته"، مع توضيح الصورة المشرقة الصحيحة لتعامل سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام مع زوجاته أمهات المؤمنين.

أولاً: عدم تعليم الزوجة تعاليم دينها.. وأحكام شريعتها..

فهناك من النساء من لا يعرفن كيف يصلين الصلاة الصحيحة!!

ومنهن من لا تعرف أحكام الحيض والنفاس !!

ومنهن من لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها معاملة شرعية!! أو كيف تربي أبناءها تربية إسلامية!!

بل قد يقع البعض منهن في الشرك والعياذ بالله وهن لا يشعرن .. كالنذر لغير الله، والسحر والكهانة.

ولكن وبالمقابل تجد كل همها أن تتعلم كيف تعمل الطبخة الفلانية وكيف تجهز الأكلة الفلانية لأن زوجها يسألها عن ذلك.

ولكن كيف تتوضأ للصلاة؟!

وكيف تؤديها؟!

هذا أمر لا يهتم به الزوج ولا يسأل عنه .. وهذا لا شك تضييع لمبدأ التعاون على البر والتقوى كما قال تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾ المائدة، الآية: 2، وإخلال بالمسؤولية التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهله" وحسبك أن تعلم أهمية العلم الشرعي للمرأة المسلمة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج امرأة لرجل وجعل صداقها شيئاً من كتاب الله. كما أنه صلى الله عليه وسلم خصص يوماً للنساء يعظهن فيه.

أيها الزوج الكريم: إن طرق وسائل تعليم المرأة أمور دينها كثيرة ـ ولله الحمد ـ نذكر لك بعضها:



1- تهديها كتباً عن الإسلام وأحكامه وتناقشها فيها.

2- تهديها شريطاً وتطلب منها أن تلخص لك ما ذكره المحاضر في محاضرته.

3- تحضرها إلى الدروس والندوات والمحاضرات التي يلقيها المشايخ وطلبة العلم في المساجد.

4- تتدارس معها كتاباً من الكتب مثل: رياض الصالحين أو كتاب التوحيد.

5- تخبرها كل جمعة عن موضوع الخطبة وتناقشها فيه.

6- تربطها بصحبة صالحة وتساعدها على حضور مجالس الذكر معهن.

7- تحرص على حضورها ـ إن أمكن ـ إلى المراكز النسائية التي تقوم على إدارتها الصالحات من النساء.

8- تكون في بيتك مكتبة فيها مجموعة من الكتب الإسلامية وتحثها على الإطلاع والقراءة.

9- تخصص هدية شهرية لها إن هي حفظت من كتاب الله بعض السور أو الآيات.

10- تحثها على استماع إذاعة القرآن الكريم.



ثانياً: تلمس الزلات وتتبع العثرات :

وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما يرويه جابر رضي الله عنه قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً". وذلك مخافة أن يتخونهم، أو يتلمس عثراتهم، ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره أو جوف بيته ؛ بل على الزوج أن يتحمل ويتغاضى عن تقصير زوجته في بعض حقوقه .. وتباطئها في تنفيذ بعض أوامره وأن لا يكثر من المحاسبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً".

والحديث فيه فوائد عديدة منها:

إن تقويم الاعوجاج يكون برفق حتى لا يكسر، ولا يترك فيستمر على عوجه .. خاصة إذا تعدى الاعوجاج من نقص هو في طبيعة المرأة إلى معصية بمباشرة منكر أو ترك واجب.

قال ابن حجر: وفي الحديث "سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمها فاته الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه ، فكأنه قال : الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها"

ثالثاً: الظلم بإيقاع العقوبات التي لا تتناسب مع الخطأ الذي وقعت فيه المرأة ومن صور ذلك:



* استخدام الضرب كأول خطوة للعلاج: والله عز وجل يقول: ﴿واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغـوا عليهنّ سبيلاً﴾ النساء، الآية: 34. فإذن الموعظة ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح. لقوله صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيراً، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن، فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضرباً غير مبرح"

* ومن الظلم في مبدأ العقوبات: إخراج الزوجة من بيتها بدون مسوغ شرعي يقتضي ذلك والله عز وجل يقول: (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه).الطلاق، الآية:1.

* ومن الظلم في مبدأ العقوبات: الضرب على الوجه والسب والتقبيح. جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ما حق المرأة على زوجها؟ فقال: "أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح ، ولا يهجر إلا في البيت".

ومن أخطاء الرجال في حق زوجاتهم:

رابعا:ً التقتير في النفقة:

إن نفقة الزوج على زوجته واجبة بالكتاب والسنة والإجماع. قال الله تعالى: ﴿وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف﴾ البقرة، الآية :233 ، والمعروف: المتعارف عليه في عرف الشرع من غير إفراط ولا تفريط .. وإنما استحقت الزوجة هذه النفقة لتمكينها له من الاستمتاع بها، وطاعتها له، والقرار في بيته وتدبير منزله، وحضانة أطفاله وتربية أولاده... فإذا ابتليت المرأة بزوج شحيح بخيل يمنعها حقها في النفقة بغير مسوغ شرعي فلها أن تأخذ من ماله ما يكفيها بالمعروف، وإن لم يعلم الزوج. قالت هند بنت عتبة: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم؟فقال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف".

أيها الزوج الكريم:

إن النفقة على زوجتك وأولادك صدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة".

ويقول أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام: "أفضل دينار: دينار ينفقه الرجل على عياله".



خامساً: الغلظة والرعونة وعدم التلطف مع الأهل:

وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم" .. وروى الترمذي بسند فيه انقطاع: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله" .. ومن التلطف إدخال السرور عليهم باللهو المباح، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كل شيء ليس من ذكر الله لهو أو سهو، إلا أن يكون أربع خصال: ومنها ملاعبة الرجل أهله". وقد قال صلى الله عليه وسلم لعائشة: "تعالي حتى أسابقك" قالت "فسابقني فسبقته" ومن الملاطفة أن تطعمها بيدك، يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك".

ومن التلطف مع الزوجة نداؤها بأسماء التدليل وأحياناً بالترخيم لزيادة المحبة والمودة. فقد كان عليه الصلاة والسلام ينادي عائشة رضي الله عنها فيقول :"يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم" وأحيانًا كان يناديها فيقول: "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام".



سادساً: استنكاف الرجل عن مساعدة زوجته في بعض شؤون البيت .. بل بعض الجهال يعده من خوارم الرجولة ... وهذا هو سيد الرجال عليه أفضل الصلاة والسلام تحدث عنه عائشة وقد سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يصنع في بيته؟! قالت : كان يكون في مهنة أهله "تعني في خدمة أهله" فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. كيف لا يكون كذلك وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم: "أنا خيركم لأهلي".



سابعاً: نشر أسرار زوجته وعيوبها. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها".



ثامناً: تسرع وتساهل بعض الأزواج في طلاق زوجاتهم.

أيها الزوج الكريم: إن الصلة بينك وبين زوجتك من أقدس الصلات وأوثقها، وليس أدل على قدسيتها من أن الله عز وجل سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ فقال: ﴿أخذن منكم ميثاقاً غليظاً﴾ النساء، الآية: 21 . ولذلك كان حل رابطة الزواج، وإنهاء العلاقة الزوجية أمراً بغيضاً في الإسلام لما يترتب عليه من تفكيك للأسرة وتشتيت لأفرادها. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق". فلا ينبغي للمسلم أن يقدم عليه دون مسوغ مقبول.



أيها الزوج الكريم: إن الطلاق لم يشرع في الإسلام ليكون سيفاً مصلتاً على رقبة المرأة كما يعتقد بعض الأزواج، ولا شرع ليكون يميناً تؤكد به الأخبار كما يفعل بعض الجهال، ولا ليكرم به الضيوف، ولا لحمل المخاطب على فعل شيء أو الامتناع عن شيء مثل ما اعتاد عليه بعض الناس حيث يقول مخاطباً صديقه: "عليّ الطلاق إلا ....." فهذا خطأ عظيم وانحراف كبير في استعمال هذا الأمر الشرعي...

أيها الزوج الحبيب: إن الإسلام لا يغفل عن الواقع، فقد ينشب الخلاف بين الزوجين، مما يؤدي إلى الطلاق، ولكن لا يجوز أن يكون الطلاق الخطوة الأولى في حسم خلافك مع زوجتك؛ بل لا بد من أن تلجأ إلى الكثير من الوسائل قبل الطلاق لعلاج هذا الخلاف. فلا تعجل ولا تتسرع بالطلاق فتندم بعد فوات الأوان.



همسة: يحرم عليك شرعاً أن تطلق زوجتك وهي حائض أو في طهر قد جامعتها فيه !! أو أن تطلقها ثلاثاً في مجلس واحد.!

تاسعاً: الإقدام على تعدد الزوجات دون مراعاة ضوابطه الشرعية:

لا ريب أن الزواج من الثانية والثالثة والرابعة أمر شرعه الله ؛ ولكن الملاحظ أن البعض ممن يرغب تطبيق هذه "السنة" أو ممن طبقها فعلاً لا يبالي بتقصيره في واجباته وإخلاله بكثير من مسؤولياته تجاه زوجته الأولى وأبنائه. والله عز وجل يقول: ﴿فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة﴾ النساء، الآية:3، وهذا التقصير والتفريط ليس من العدل الذي أمر الله به..



أيها الزوج الكريم إن التعدد حق ولكن .. إذا لم تحسن استخدامه، وتلتزم بشروطه ومسؤولياته فإنه يهدم البيوت ويشرد الأطفال، ويزيد في المشكلات الأسرية والاجتماعية .. فقدر التبعة وتدبر الأمور قبل الشروع فيه ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.

عاشراً: ضعف الغيرة ..

وله صور كثيرة: أن يسمح للرجال الأجانب بمصافحة زوجته أو مخالطتها، وهذا مما ابتليت به بعض الأسر التي جهلت أحكام الدين من ناحية وتأثرت بالفرنجة وأهل الأهواء من ناحية أخرى، فيترك زوجته تختلط مع أخيه (أي أخ الزوج) أو أبناء عمومته، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إياكم والدخول على النساء". فقال رجل من الأنصار : أرأيت الحمو؟ - أي أقارب الزوج من غير المحارم- قال: "الحمو الموت".

ومن صور ضعف الغيرة : - تركها مع السائق تجوب الأسواق والطرقات بالسيارة. وكم من المشكلات نشأت من هذا التفريط وكم من الأسر تفككت نتيجة لهذه المعاصي.




--------------------------------------------------------------------------------

عشر وصايا لزوجة تريد


عشر وصايا إلى المرأة ... إلى الزوجة .. إلى صاحبة البيت وأم الأولاد التي تريد أن تجعل من بيتها عشاً هادئاً ومكاناً آمناً تسوده المحبة والرحمة والسكينة والألفة.



يا أيتها المؤمنة:



عشر وصايا أضعها بين يديك، ترضين بها ربك، وتسعدين بها زوجك، وتحفظين بها عرشك.

الوصية الأولى: تقوى الله والبعد عن المعاصي:

إذا أردت أن تعشش التعاسة في بيتك، وتفرخ فاعصي الله !!

إن المعاصي تهلك الدول وتزلزل الممالك .. فلا تزلزلي بيتك بمعصية الله ولا تكوني كفلانة عصت الله .. فقالت نادمة باكية بعد أن طلقها زوجها: جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية.. يا أمة الله .. احفظي الله يحفظك ويحفظ لك زوجك وبيتك . إن الطاعة تجمع القلوب وتؤلف بينها والمعصية تمزق القلوب وتشتت شملها..

ولذلك كانت إحدى الصالحات إذا وجدت من زوجها غلظة ونفرة .. قالت: أستغفر الله .. ذلك بما كسبت يداي ويعفو عن كثير.

فالحذر الحذر أختي المسلمة من المعاصي وعلى الأخص:



* ترك الصلاة أو تأخيرها أو أداؤها على غير الوجه الصحيح.

* مجالس الغيبة والنميمة والرياء والسمعة.

* انتقاص الآخرين والسخرية منهم: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن﴾. الحجرات، الآية :11 .

* الخروج إلى الأسواق بغير ضرورة وبدون محرم "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".

* تربية الأطفال تربية غربية، أو ترك تربيتهم للخادمات والمربيات الكافرات.

* تقليد الكافرات، "فمن تشبه بقوم فهو منهم".

* مشاهدة الأفلام الخليعة واستماع الأغاني.

* قراءة المجلات الماجنة.

* دخول السائق والخادمة إلى المنزل بلا ضرورة.

* إهمال الزوج ومعصيته.

* مصاحبة الفاجرات والفاسقات "المرء على دين خليله".

* التبرج والسفور.



الأمر الثاني: التعرف على الزوج:



أن تتعرف المرأة على زوجها، تعرف ماذا يحب فتحاول أن تلبيه، وتعرف ماذا يكره فتحاول أن تجتنبه ما لم يكن في التلبية أو الاجتناب لأمر ما معصية لله فعندئذٍ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. واسمعي لهذه المرأة الحكيمة التي حاولت أن تتعرف على زوجها..

قال الزوج لصاحبه: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي...

فقال صاحبه متعجباً : وكيف ذلك...

قال الزوج: من أول ليلة دخلت على امرأتي، قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية .. كما أنت، ثم قالت: الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .. إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، ثم قالت: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.

قال الزوج لصاحبه: فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله وأصلي على النبي وآله وأسلم.

وبعد: فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك.. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.. وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها. فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟! قال: ما أحب أن يملني أصهاري .. ] يعني لا يريدها تكثر من الزيارة[ ..

فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ .. قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء...



قال الزوج لصاحبه: فبت معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب.. فلما كان رأس الحول.. جئت من عملي .. وإذا بأم الزوجة في بيتي .. فقالت (أم الزوجة) لي: كيف رأيت زوجتك.

قلت: خير زوجة .. قالت: يا أبا أمية .. والله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة .. فأدب ما شئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب .. قال الزوج : فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالماً"..

ما أسعدها من حياة .. والله لا أدري أأعجب من الزوجة وكياستها أم من الأم وتربيتها أم الزوج وحكمته .. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ثالثاً: الطاعة المبصرة للزوج وحسن المعاشرة.

إن حق الزوج على زوجته عظيم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحداً أٍن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". وأول هذه الحقوق الطاعة في غير معصية الله، وحسن عشرته وعدم معصيته قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع". ولذلك قالت عائشة أم المؤمنين تعظ النساء: "يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها".

أنت من خير النساء!!

بطاعتك لزوجك وحسن معاشرته تكونين بإذن الله من خير النساء، قيل يا رسول الله أي النساء خير؟ قال : "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره". واعلمي أنك من أهل الجنة بإذن الله … إن اتقيت الله وأطعت زوجك لقوله صلى الله عليه وسلم: "المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت".

رابعاً: القناعة:

نريد من المرأة المسلمة أن ترضى بما يقسم لها قل أو كثر .. فلا تطلب من زوجها مالا يستطيع عليه أو مالا تمس الحاجة إليه .. وقد ورد في الأثر : "أعظم النساء بركة" .. من هي يا ترى"! أهي التي تلبس أغلى الثياب ولو اقترض زوجها ثمنها من بعض الأصحاب؟ كلا .. والله .. "أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤنة".

وتأملي أختي المسلمة أدب نساء السلف رضي الله عنهن.. كانت إحداهن إذا هم زوجها بالخروج من البيت أوصته وصية .. ما هذه الوصية!! تقول له : "إياك وكسب الحرام ، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار" .. أما بعض نسائنا اليوم فبما ذا يوصين أزواجهن إذا هموا بالخروج من البيت؟ اترك الإجابة على هذا السؤال لأني على يقين أنك أعلم بالإجابة مني.

خامساً: حسن تدبير شؤون البيت:

ومن حسن التدبير: تربية الأولاد وعدم تركهم للخادمات، ونظافة البيت وحسن ترتيبه ، وإعداد الطعام في الوقت المناسب . ومن حسن التدبير: أن تضع المرأة مال زوجها في أحسن موضع .. فلا تسرف في الزينة والكماليات وتخل بالضروريات..

وتأملي حفظك الله في قصة هذه المرأة .. امرأة الحطاب ...

قالت : إن زوجي إذا خرج يحتطب (يجمع الحطب من الجبل) أحس العناء الذي لقيه في سبيل رزقنا، وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فأعد له الماء البارد حتى إذا ما قدم وجده، وقد نسقت و رتبت متاعي وأعددت له طعامه، ثم وقفت أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ما ولج الباب استقبلته كما تستقبل العروس عروسها الذي عشقته، مسلمة نفسها إليه .. فإذا أراد الراحة أعنته عليها، وإن أرداني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها..

سادساً: حسن معاشرة أهل الزوج وأقاربه:

وأخص بذلك أمه التي هي أقرب الناس إليه .. فيجب أن تتوددي إليها، وتتلطفي معها، وتظهري الاحترام لها، وتتحملي أخطاءها، وتنفذي في غير معصية الله ـ أوامرها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. كم من البيوت دخلها الشقاق والخلاف، بسبب سوء تصرف الزوجة تجاه أم زوجها .. وعدم رعايتها لحقها .. تذكري يا أمة الله أن التي سهرت وربت هذا الرجل الذي هو زوجك الآن .. هي هذه الأم .. فاحفظي لها جهدها وقدري عملها حفظك الله ورعاك .. ﴿هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان﴾.الرحمن، الآية:60 .



سابعاً: مشاركة الزوج في أحاسيسه ومشاعره ومقاسمته همومه وأحزانه.

إذا أردت أن تعيشي في قلب زوجك فعيشي همومه وأحزانه .. ولعلي أذكرك بامرأة ظلت تعيش في قلب زوجها حتى بعد موتها.. لم تنسه السنون حبها. .. ولم يمح تطاول الدهر أثرها في قلبه .. ظل يذكرها ... ويذكر مشاركتها له في محنته وشدته في ابتلائه وكربته.... ظل يحبها حباً غارت منه زوجته الثانية التي تزوجها بعدها.. فقالت ذات يوم: "ماغرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها".. وفي رواية .. "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها".. وذات مرة قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة: "كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول لها: إنها كانت وكانت" .. وجاءت رواية أحمد في مسنده لكي تفسر كانت وكانت فقال: "آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد".

إنها خديجة التي لا ينسى أحد تثبيتها للنبي صلى الله عليه وسلم، وتشجيعها إياه، ووضعها كل ما تملك تحت تصرفه من أجل تبليغ دين الله للعالمين..

لا ينسى أحد قولتها المشهورة التي جعلت النبي مطمئناً بعد اضطراب وفرحاً بعد اكتئاب، لما نزل عليه الوحي لأول مرة: "والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق". فكوني يا أختي المسلمة كخديجة ـ رضي الله عنها وعنا جميعاً ـ.

ثامناً: شكر الزوج على جميل صنيعه:

وعدم نسيان فضله.. من لم يشكر الناس لم يشكر الله .. فلا تكوني من اللاتي لو أحسن إليها زوجها الدهر كله ثم رأت منه شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط .. ولقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار! فقلن : يا رسول الله ولم ذلك؟ قال : تكثرن اللعن، وتكفرن العشير" وكفران العشير.. جحود فضل الزوج وعدم القيام بحقه.

أيتها الزوجة الكريمة: شكر الزوج يكون ببسمة على محياك تقع في قلبه فتهون عليه بعض ما يلقاه في عمله أو بكلمة حانية ساحرة تفيد حبك في قلبه غضاً طريا..ً أو بكلمة بإعذاره عن خطئه في حقك .. وأين هذا الخطأ في بحر فضله وإحسانه إليك...

همسة: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه".



تاسعاً: كتمان أسرار الزوج وستر عيوبه:

الزوجة موطن سر الزوج، وألصق الناس به وأعرفهم بخصائصه .. ولئن كان إفشاء السر من الصفات الذميمة من أي شخص كان، فهو من الزوجة أعظم وأقبح بكثير.

إن مجالس بعض النساء لا تخلو من كشف وفضح لعيوب الزوج أو بعض أسراره؛ وهذا خطره جسيم وإثمه عظيم؛ ولذلك عندما أفشت إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم سراً من أسراره جاء العقاب صارماً فقد آلى الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه ألا يقربها شهراً كاملاً.

وأنزل الحق عز وجل بهذا الحدث قرآناً فقال عز وجل: ﴿وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً، فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض﴾.التحريم، الآية: :3 .

وإبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما زار ابنه إسماعيل طرق عليه الباب، فلم يجده، فسأل امرأته عنه فقالت: "خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشر، نحن بضيق وشدة، فشكت إليه.. فقال إبراهيم عليه السلام: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه .. فعندما جاء إسماعيل وأخبرته زوجته بالذي حصل .. فقال إسماعيل: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، إلحقي بأهلك فطلقها" .. فإبراهيم عليه السلام رأى أن المرأة التي تكشف سر زوجها وتشتكي زوجها بهذه الصورة المتشائمة لا تليق أن تكون زوجة لنبي فأمره بطلاقها..

فحافظي أختي المسلمة على أسرار زوجك واستري عيوبه ولا تظهريها إلا لمصلحة شرعية كالتظلم عند القاضي أو المفتي أو من ترجين نصحه .. كما فعلت هند رضي الله عنها عند الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قالت: إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وأولادي .. أفآخذ من ماله بغير إذنه؟! فقال صلى الله عليه وسلم : "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف". وحسبك أختي المسلمة قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه".



وأخيراً: الفطنة والكياسة .. والحذر من الأخطاء ..



* فمن الأخطاء:

* وصف الزوجة لزوجها محاسن بعض النساء اللاتي تعرفهن .. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها".

* هل تعرفين لماذا؟



* ومن الأخطاء: ما تفعله كثير من الزوجات عند رجوع أزواجهن من العمل .. فما أن يجلس الزوج مستقراً حتى تذكره بما يحتاجه البيت من مطالب، وما يجب عليهم تسييره من الأمور، ومصاريف الأولاد .. والزوج لا يرفض الحديث في مثل هذه الأمور، ولكن يجب أن تتحين الزوجة الوقت المناسب لذلك..



* ومن الأخطاء: ارتداء أحسن الثياب والتحلي بأحسن الحلي عند الخروج من البيت، وأما عند الزوج .. فلا جمال ولا زينة .. إلى غيره من الأخطاء التي تنغص على الزوج متعته بزوجته، والزوجة الفطنة هي التي تجتنب ذلك كله .. وإليك وصية تلك الأم الحكيمة لابنتها وهي تعظها فقالت:

* أي بنية، إنك قد فارقت بيتك الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً يكون لك ذخراً:

* أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة.

* أما الثانية والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.

* وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت نومه وطعامه، فإن ثورات الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

* وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.

* وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.

* ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهموماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.


--------------------------------------------------------------------------------

وقفة معك أيها الزوج

* إن لك أن تعلم أن للمرأة هموماً وأحزاناً تفوق همومك وأحزانك، وأنها كائن حي رقيق تحتاج إلى من يطببها ويساعدها ويعطيها من وقته، فإذا كنت أنت ـ أيها الزوج الحنون ـ بعيداً عنها وعن مساعدتها ومداواتها، فإلى من تسعى؟ فهي لا ترتضي سواك صديقاً ولا ترتضى سواك طبيباً.

* واعلم أن جلوسها في البيت لا يعني شعورها بالراحة والهدوء، فإن لديها أبناء تتعامل معهم وتربيهم لتنشئهم نشأة صالحة، وكل هذا يحتاج منها إلى جهد نفسي وقلبي وجسدي أكبر من الجهد الذي تقوم به أنت في مكتبك أو مصنعك، ولو تبادلت معها الوظيفة لما استطعت عليها ساعة من نهار، كيف لا؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل وظيفتها بالجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام". ثم نذكرك كلما وقعت عيناك على تقصير من زوجتك تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر، أو قال غيره". واختم بهذه القصة ليتضح لك المقصود: "فقد روي أن رجلاً جاء إلى عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه – يشكو سوء خلق زوجته، فوقف على بابه ينتظر خروجه، فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه، وعمر ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل راجعاً، وقال إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين، فكيف حالي؟

وخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال: ما حاجتك أيها الرجل؟ فقال: يا أمير المؤمنين، جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي، فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته ، فكيف حالي؟ فقال عمر: يا أخي .. إني أحتملها لحقوق لها عليّ إنها لطباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، ويسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أحتملها لذلك.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين . .وكذلك زوجتي، قال عمر: فاحتملها يا أخي، فإنما هي مدة يسيرة".

فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيراً أو تفريطاً...


--------------------------------------------------------------------------------
الخاتمة
وبعد هذه الجولة نضع بين أيديكم حديثين عظيمين الأول : نهديه إلى الزوج الكريم حيث يقول عليه السلام:

"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر".

فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيراً أو تفريطاً .. وتذكر أن أولادك بحاجة إلى حنان أمهم وهم بحاجة إلى أن يروا أبويهما ينعمان بحب ووئام ... وتفاهم وانسجام ..

وأما الحديث الثاني فلك أنت يا أم الأولاد فاسمعي إلى ما يقوله عليه أفضل الصلاة والسلام : " ونساؤكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى".

فالمرأة المسلمة التقية لا تستطيع أن تنام وزوجها عليها غضبان، فهلمي حفظك الله ضعي يديك في يده وتعاهدا على "أسرة بلا مشكلات".

* همسة : لا تنسيا أن تقولا: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا".
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13/03/2004, 10:42 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أسهل الطرق إلى السعادة الزوجية

47 نصيحة للرجال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: كثير من الأزواج يشتكون ويكثرون الشكوى: لا نشعر بسعادة في حياتنا الزوجية.. زوجتي لا تبادلني الشعور بالحب.. زوجتي سريعة الغضب.. زوجتي لا تهتم بمظهرها أمامي.. زوجتي أنانية.. زوجتي كثيرة الطلبات.. زوجتي لا تهتم بالفرائض الدينية.. زوجتي ليست على قدر من العلم والثقافة.. زوجتي تفتعل المشكلات.. زوجتي كثيرة الشكوك والظنون.. زوجتي تتأخر في تلبية طلباتي.. زوجتي لا تهتم إلا بأبنائها.. زوجتي تكره عائلتي... وهكذا دواليك.. سلسلة من الأسباب التي يجعلها الأزواج سبباً في فشلهم وفقدانهم السعادة الزوجية التي كانوا ينشدونها..

ولو نظرنا في واقع الأمر لوجدنا أن الخطأ ابتدأً هو من الأزواج أنفسهم، إذ لم يحسنوا الاختيار ولم يدققوا في صفات من ستشاركهم حياتهم، وستتحمل مسئولية تنظيم حياتهم وتربية أبنائهم.

قال الشاعر:

إذا نشئوا بحضن الجاهلات؟!

فكيف نظن بالأبناء خيراً

إذا ارتضعوا ثديَّ الناقصات؟!

وهل يرجى لأطفال كمال


لا تصنع الأخطاء ولا تضخمها

* وقد تكون أخطاء الزوجة من صنع الزوج نفسه، بحيث يكون هو المتسبب في حدوث تلك الأخطاء وافتعال تلك المشكلات.

* وقد يكون الزوج من النوع الذي يضخم الأخطاء وينسى المحاسن، فيجعل من الحبة قبة، ويبني من التصرفات العادية تلالاً من الأوهام والظنون الفاسدة والشكوك المدمرة، وعلى من هذا حاله أن يعيد النظر في نفسه أولاً، ويقوم بإصلاحها وتقويمها حتى تكون جديرة بالحكم على الآخرين، فمن لم يستطع قيادة نفسه أنىّ له أن يتمكن من قيادة غيره!

* وعلى كل الأحوال فالصبر على أخطاء الزوجة وهفواتها أمر مطلوب، وكل إنسان معرض للخطأ والزلل والنسيان.

قال الشاعر:

ومن له الحسنى فقط؟

من ذا الذي ما ساء قط

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن النقص والاعوجاج من طبيعة المرأة، وأن المتعامل معها ينبغي ألا يجهل هذه الطبيعة فيحسن إليها مهما كانت تصرفاتها، قال صلى الله عليه وسلم : "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا" [متفق عليه].

وفي رواية لمسلم: "إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها،. وكسرها طلاقها".

قال النووي رحمه الله: وفي هذا الحديث: ملاطفة النساء، والإحسان إليهن، والصبر على عوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلا سبب، وأنه لا يطمع باستقامتها، والله أعلم. [شرح صحيح مسلم]

دليلك إلى السعادة الزوجية

كثير من الناس يشعرون أنهم كانوا في عزوبيتهم أسعد حالاً منهم بعد زواجهم، ويكفي أن نعرف أن زيجتين من كل ثلاث تبوء بالفشل، وذلك للأخطاء التي يرتكبها الزوجان قبل وبعد الزواج، وإن الزيادة المتنامية في نسب الطلاق- ناهيك عن الخيانات الزوجية- لتدل بوضوح على تعاظم هذه المشكلة وحاجتنا جميعاً- رجالاً ونساء- إلى أسس واضحة يقوم عليها بناء الحياة الزوجية.

وهذه بعض الخطوات العملية- أقدمها للأزواج- أرجو أن تكون معيناً لهم على نجاحهم في حياتهم الزوجية، هادياً لهم السعادة الزوجية التي طالما كانوا ينشدونها:-

قـبل الـزواج

(1) حدد هدفك من الزواج:

هناك فئات كثيرة تفهم الزواج فهما خاطئاً أو قاصراً، ولا تتصور الحكم العظيمة التي شرع من أجلها:

- فمنهم من يرى أنه متعة وشهوة جسدية فحسب.

- ومنهم من يرى أنه سبيل للإنجاب والتفاخر بكثرة الأولاد.

- ومنهم من يرى أنه فرصة للسيطرة والقيادة وبسط النفوذ.

- ومنهم من يرى أنه فرصة لإعفاف النفس وتكثير سواد المؤمنين.

- ومنهم من يرى أنه عادة توارثها الأبناء عن الآباء.

وقليل منهم من يرى أنه رسالة! ومسئولية عظمى، وتعاون مستمر، وتضحية دائمة في سبيل إسعاد البشرية وتوجيهها إلى الطريق السليم.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (13) سورة الحجرات

وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (21) سورة الروم

(2) اظفر بذات الدين:

* قال النبي صلى الله عليه وسلم:" تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " [متفق عليه].

* وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" [رواه مسلم].

* وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنئ. وأربع من الشقاء المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق " [رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني].

(3) الودود الولود العؤود:

* وقال صلى الله عليه وسلم :"ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود، التي إذا طلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى" [رواه الدارقطني والطبراني وحسنه الالباني].

(4) الهينة اللينة السهلة:

*قال صلى الله عليه وسلم : "ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ على كل هين لين، قريب سهل " [ أخرجه الترمذي وصححه الألباني ].

(5) العابدة المطيعة:

* قال صلى الله عليه وسلم : "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " [رواه ابن حبان وصححه الألباني].

(6) الطاهرة العفيفة:

قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أي النساء أفضل؟ فقالت: التي لا تعرف عيب المقال، ولا تهتدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها، ولإبقاء الصيانة على أهلها.

(7) إياك وهؤلاء:

قال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: لا أناّنّة، ولا مناّنة، ولا حنّانة ولا تنكحوا الحدّاقة، ولا البّراقة، ولا الشدّاقة.

*والأناّنّة: هي التي تكثر التشكي والأنين، وتعصب رأسها كل ساعة.

* المناّنة: التي تمن على زوجها فتقول: فعلت لأجلك كذا وكذا.

*والحنّانة: التي تحن إلى زوج آخر، أو ولدها من زوج آخر.

* و الحدّاقة: التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه، وتكلف الزوج شراءه.

* و البّراقة: تحتمل معنيين:

أحدهما: أن تمضي معظم وقتها في تصقيل وجهها وتزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع.

والثاني: أن تغضب على الطعام، فلا تأكل إلا وحدها، وتستقل نصيبها من كل شيء.

*و الشدّاقة: المتشدقة الكثيرة الكلام.

(8) حسنة الخلق صابرة:

عن ابن جعدبة قال: كان في قريش رجل في خلقه سوء، وفي يده سماح، وكان ذا مال، فكان لا يكاد يتزوج امرأة إلا فارقها لسوء خلقه وقلة احتمالها، فخطب امرأة من قريش جليلة القدر، وبلغها عنه سوء فلما انقطع ما بينهما من المهر قال لها يا هذه! إن فيَّ سوء خلق، فإن كان بك صبر، وإلا فلست أغرك بي. فقالت له أسوأ خلقاً منك لمن يحوجك إلى سوء الخلق، ثم تزوجته، فما جرى بينهما كلمة حتى فرق بينهما الموت.

(9) التكافؤ:

لا تتزوج امرأة ترى أنها تسدي إليك معروفاً بزواجها منك، واعلم أنك إذا فعلت ذلك فسوف تتحول حياتكما الزوجية إلى نكد دائم و تعاسة مستمرة. فإما أن ترضخ لزوجتك باعتبارها صاحبة المعروف والشريك الأعلى، وبذلك تفقد اعتبارك وإحساسك بالأهمية، وإما أن تطالب بحقك في القوامة والريادة والمسئولية، وعند ذلك لن تخضع لك شريكتك لأنها تنظر إليك على الدوام نظرة الشريك الأدنى، ففي كلا الحالين سوف تنشأ المشكلات، والسلامة ألا تقدم على مثل هذا الزواج.

(10) التقارب:

لا تتزوج امرأة على نقيضك تماماً في الذوق والمشارب والاهتمامات؛ لأن هذه الأشياء هي التي تكوّن حياتكما الزوجية متعتها فكلما كانت الشقة بينكما بعيدة كلما فقدت حياتكما الزوجية متعتها. وكلما تزايدت عاداتكما وصفاتكما واهتماماتكما المتشابهة كلما قويت سعادتكما وازدادت فرص نجاحكما.

(11) لا تخفي عيوبك عمن اخترتها أن تكون شريكه حياتك، بل أطلعها على عيوبك كلها، كحدة الطبع، وسرعة الغضب، وشدة الغيرة التي تجاوز الحد المحمود، والحرص الشديد، وغير ذلك، فإن رضيت بك على ذلك فهذا شأنها، وربما استطاعت أن تغير فيك هذه الصفات السلبية وتجعل عوضاً عنها صفات إيجابية. أما إذا لم تظهر سوى صفاتك الحميدة، وطباعك الرشيدة، وبالغت في كتمان العيوب، فسرعان ما سيتكشف أمرك بعد الزواج، وستظهر بصورة الكاذب المخادع أمام زوجتك، وهذا نذير بالخطر المحدق بحياتكما الزوجية.

(13) اتفقا على كل شيء قبل الزواج حتى لا تكثر بينكما الخلافات بعد الزواج، ومن الأشياء التي يجب الاتفاق بشأنها:

* طبيعة ومكان وأثاث منزل الزوجية

* كيفية الإنفاق.

* عمل الزوجة.

* خروج الزوجة.

* نظرتكما للمناسبات والعادات الاجتماعية.

* وقبل ذلك الاتفاق على هدفكما من الزواج، بل في الحياة كلها: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (56) سورة الذاريات

من صور الإتفاق:

روي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي!

قال له: وكيف ذلك؟

قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي رأيت فيها حسناً فاتناً، وجمالاً نادراً، قلت في نفسي: سوف أتطهر وأصلي ركعتين شكراً لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.

قال شريح: فأحوجتني- والله- يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد: فإنك قلت كلاماً إن ثبتي عليه يكن ذلك حظك، وإن تدّعيه يكن حجة عليك. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها.

فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟

قلت: ما أحب أن يملني أصهاري.

فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟

قلت: بنو فلان قوم صالحون، و بنو فلان قوم سوء.

قال شريح: فبِتُّ معها بأنعم ليلة، فمكثَتْ معي عشرين عاماً لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالماً.

بـعـد الـزواج:

(1) ارض بما قسم الله لك:

إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك، إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء بغضك لها وكرهك إياها إلا الحسرة و التعاسة والفشل في الحياة.

أين نحن من هؤلاء؟:

قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟

قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبى. فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها، وكان فقيراً فزوّجني منها، وفرح بذلك.

فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء، عرجاء مشومة!! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني الخروج فأقعد حفظا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئا. فبقيت هكذا خمس عشر حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها. [صيد الخاطر].

(2) اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك، فإذا كنت شخصاً متزناً عاقلاً خالياً من العقد النفسية، مستقيماً على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق الحياة وأرضاها.

(3) جدد حبك لزوجتك:

لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لزوجتك، فالحب هو الذي يصنع الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.

(4) اعلم أن زوجتك ليست أنت:

على الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينك وبين زوجتك، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عنك زوجتك من نقاط اختلاف فلا يمكن لاثنين يجتمعان في خلية زوجية أن يكونا متطابقين تماماً تطابق نصفي الكرة ولابد أن يكون كل منهما متفرداً بشخصية مميزة وذاتية محددة، تجعله بعيداً عن التماثل مع صاحبه.

(5) لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف:

قد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أي لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيأس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.

(6) حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك، وتستدعي غضبها، واجتنب القيام أمامها بعمل شيء تعرف سلفاً أنها لا ترضى عنه.

(7) لا تكن معارضاً لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك، فإن ذلك يؤلمها ويفقدها الإحساس بقيمتها عندك، مما يؤثر على سعادتكما الزوجية، وعليك- بدلاً من ذلك- أن تشجعها على إبداء رأيها، وتحمد الصواب من آرائها، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديها إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.

(8) اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً، ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة. [انظر الخلافات الزوجية في ضوء الكتاب والسنة].

(9) اعرف طبيعة زوجتك:

إن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل، وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة، والواجب عليك عندئذ ألا تقابل هذه الثورة العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان.

(10) أشعر نفسك بالرضا والسعادة:

لا تكن كهؤلاء الرجال الذين لا يرون ما عند زوجاتهم من الإيجابيات والفضائل ولا ينظرون إليهن إلا بعين التقصير والانتقاص

قال الشاعر:

كما أن عين السخط تبدي المساويا

وعين الرضا عن كل عيب كليلة


وقال آخر:

عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا

نظروا بعين عداوة لو أنها


(11) لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك:

قال ابن الجوزي: "أكثر شهوات الحسن النساء. وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها، فيمل ويطلب شيئاً آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل، أو لا محبة لها أو لا تدبير، فيفوِّت أكثر مما حصل!

وهذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش، لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم، وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة ثم ينتقلون إلى أخرى.

فليعلم العاقل أن لا سبيل إلى مراد تام كما يريد: ﴿ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ ﴾ (267) سورة البقرة وذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة وعيب الخلق معنى، فليقنع بما باطنه الدين وظاهره الستر والقناعة، فإنه يعيش مرفه السر طيب القلب. ومتى استكثر فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه "[صيد الخاطر].

(12) لا تفتش عن العيوب الخفية:

قال ابن الجوزي: "ينبغي للعاقل أن يكون له وقت معلوم يأمر زوجته بالتصنع له فيه، ثم يغمض عن التفتيش، ليطيب له عيشه، وينبغي لها أن تتفقد من نفسها هذا، فلا تحضره إلا على أحسن حال، وبمثل هذا يدوم العيش.

فأما إذا حصلت البذلة بانت بها العيوب، فنبت- أي نفرت- النفس وطلبت الاستبدال، ثم يقع في الثانية مثل ما يقع في الأولى.

وكذلك ينبغي أن يتصنع لها كتصنعها له ليدوم الود بحسن الائتلاف.

ومتى لم يجر الأمر على هذا في حق من له أنفة من شيء تنبو عنه النفس، وقع في أحد أمرين: إما الإعراض عنها، وإما الاستبدال بها.

ويحتاج في حالة الإعراض إلى صبر عن إعراضه. وفي حالة الاستبدال إلى فضل مؤنة، وكلاهما يؤذي.

ومتى لم يستعمل ما وصفنا لم يطب له عيش في متعة، ولم يقدر على دفع الزمان كما ينبغي.

(13) أسعد زوجتك تسعد:

أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت، لأنك إذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعاً لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.

ولإسعاد زوجتك:

* قم باستشارتها في أمورك.

* استخدم معها الأسلوب الرقيق.

* تلطف في الأوامر ولا تقرن أوامرك بالتعالي والتكبر.

*وفر لها ما يلزمها من نفقة وما تحتاجه من أجهزة منزلية.

* مازحها ولاعبها وضاحكها في بعض الأوقات.

* اجعل لها جزءاً من وقتك، ولا تجعل عملك يلهيك عن إيناسها.

* أعلمها بحبك لها وغيرتك عليها.

* قدم لها الهدايا.

*راع توترها صحياً ونفسياً واجتهد في حل مشكلاتها.

*تجاوز عن هفواتها ولا تكثر عليها الطلبات.

(14) اهتم بالنظافة:

من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة، وإن إهمال هذا الجانب يوجب نفور كل من الطرفين من الآخر، وقد نشأت خلافات زوجية ومشكلات أدت إلى الطلاق بسبب إهمال الرجل تنظيف فمه أو بدنه أو إبطه أو إصراره على التدخين، أو تركه تنظيف الحمام بعد قضاء حاجته، أو غير ذلك من الأمور التي تدل على عدم اكتراث الرجل بأمر النظافة.

الإسلام دين النظافة

قال ابن الجوزي: ((تلمحت على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم، فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال بعد الأكل، ومنهم من لا ينقي يديه بغسلهما من الزهم- رائحة اللحم والدهون- ومنهم من لا يكاد يستاك، وفيهم من لا يكتحل، ومنهم من لا يراعي الإبط إلى غير ذلك، فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا.

أما الدين، فإنه قد أمر المؤمن بالتنظف والاغتسال للجمعة لأجل اجتماعه بالناس،ونهى عن دخول المسجد إذا أكل الثوم، أمر الشرع بتنقية البراجم وقص الأظفار والسواك والاستحداد (حلق العانة) وغير ذلك ا لآداب.

و أما الدنيا(( فإني رأيت جماعة المهملين أنفسهم يتقدمون إلى السرار- المناجاة عن قرب- والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث عنهم، فإذا أخذوا في مناجاة السر يمكن أن أصدف عنهم، لأنهم يقصد السر، فألقى الشدائد من ريح أفواههم.

ثم يوجب مثل هذا نفور المرأة، وقد لا تستحسن ذكر ذلك الرجل، فيثمر ذلك التفاتها عنه.

وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أنظف الناس وأطيب الناس، وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة.

وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه قلّ همه، ومن طاب ريحه زاد عقله.

ثم إنه يقرب من قلوب الخلق، وتحبه النفوس لنظافته وطيبه.

ثم إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال، النساء شقائق الرجال، فكما أنه يكره الشيء منها، فكذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره وهي لا تصبر" [ صيد الخاطر باختصار ]

(15) تخلص من القلق:

القلق عدو السعادة وقاتلها، ومن عاش في أسر القلق النفسي لا ترجى له سعادة وكثير من الناس ينتابهم القلق خوفاً على حياتهم الزوجية من التصدع والانهيار فينبغي على هؤلاء أن يعلموا أن القلق لا يفيد شيئاً، ولا يحل مشكلة، بل إنه على العكس من ذلك يزيد المشكلات ويشل العقل عن التفكير في الحلول الصحيحة، ولأنه مشكلة في حد ذاته فينبغي علاجه أولاً ثم علاج باقي المشكلات بعد ذلك.

ويكون القلق المرتبط بالحياة الزوجية عادة بسبب ما يلي:

أ- الخوف من عدم القدرة على الإنفاق.

ب- الخوف من حدوث مشكلات مالية.

ج- الخوف من تغيير سلوك الزوجة وحدوث ما يوجب الشقاق.

د- الخوف من عدم القدرة على التوافق الجنسي وإشباع حاجة الزوجة في هذا الجانب.

هـ- الخوف من حدوث وفاة مفاجئة فتضيع الأسرة.

فهذا النوع من القلق لا داعي له وهو يصيب أولئك المذبذبين الذين يعتمدون على الأسباب ولا يتوكلون على مسبب الأسباب، فالواجب أن يعمل الإنسان ويترك النتائج على الله تعالى، وأن يرضى بالقضاء والقدر ولا بأس أن يأخذ بالأسباب، ويدفع القدر بالقدر، مع التوكل التام على الله واللجوء والتضرع إليه، وسؤاله العفو والعافية.

(16) لا تكن سريع الغضب:

إن التخلص من الغضب بالكلية أمر عسير، إلا أن العاقل لا يكون سريع الغضب بحيث يستفزه أي تصرف، وكذلك فإنه لا يسيطر عليه الغضب بحيث يصبح من سماته، فإنه إذا كان كذلك فقد السعادة، وامتلأت حياته بالنكد والأحزان، لأن الغضب إذا زاد عن حده خرج عن حدود العدل والرحمة والإنصاف، إلى الظلم والقسوة والإجحاف.

قال النبي صلى الله عليه : "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" [متفق عليه].

إن كثيراً من حالات الطلاق تقع تحت تأثير الغضب، ولذلك فإن الرجل إذا هدأت ثورة غضبه ندم على هذا التصرف الذي وقع منه وقد يكون طلاقاً بائناً فلا ينفع ندمه حينئذ ويخسر زوجته التي يحبها، ولا يمكن استدراك أمره إلا أن ينكحها رجل آخر وطلقها، وهذا من أشق الأمور على ذي الأنفة.

(17) لا تحتفظ بذكريات الآلام:

بعض الرجال يجعلون لأخطاء زوجاتهم وهفواتهن وسوء تصرفاتهن خزانة في صدورهم، ويظلون يجمعون هذه الأخطاء والهنات والكلمات المؤلمة خطأ خطأ وكلمة كلمة، حتى إذا وقع خلاف ما فتحوا تلك الخزانة وأخرجوا ما بداخلها من ذكريات الآلام مما يزيد حجم المشكلة ويوسع رقعة الخلاف.

ولا يمكن لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم الزوجية طالما أنهم يحتفظون بهذه الذكريات المؤلمة، والواجب عليهم أن يفتحوا تلك الخزانة ويلقوا ما بداخلها ولا يحتفظوا إلا بالذكريات السعيدة، والأيام الجميلة، والليالي الرائعة التي قضوها مع زوجاتهم،فالحر من راعى وداد لحظة!!

(18) ابتغ الأجر من الله:

ولكي تشعر بالسعادة الزوجية عليك أن تعرف ما ينتظرك من أجر وثواب على إحسانك لزوجتك ورفقك بها، ومحبتك لها؛ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أجراً في اللقاء بين الزوجين، فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" [رواه مسلم].

قال الإمام النووي: "وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه، أو إعفاف الزوجة، ومنعهما جميعاً من النظر إلى حرام أو الفكر فيه، أو الهم به، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة". وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "... ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة تجعلها في فيّ امرأتك " [متفق عليه].

(19) تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء:

بعض الرجال يعاملون زوجاتهم من خلال تصورات خاطئة توارثوها عن آبائهم، مثل اعتقاد البعض أن المرأة لا وفاء لها ولا أمان أو أنها تأخذ ولا تعطي، أو أنها تتمتع بقدر كبير من الحقد والكراهية، وتصور مثل هذه الأمور وجعلها مقياساً للتعامل بين الزوجين كفيل بإفساد الحياة الزوجية وإفشالها.

(30) لا تنتظر السآمة والفشل:

هناك أناس كان يمكنهم أن يكونوا في قمة السعادة مع زوجاتهم لولا اعتقاد خاطئ يملك عليهم تفكيرهم، وهو أنه سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه المشكلات من الوصول إلى هذه السعادة وتدميرها، وستحصل يومئذ السآمة والملل من هذه الحياة.

والحقيقة أنه ليس حتماً أن يأتي ذلك ليوم، فهناك نماذج كثيرة من البشر ظلت على سعادتها إلى أن فرق بينهما الموت، ولم يسمحوا لشيء ذي بال أن يعكر عليهم صفو حياتهم أو يفقدهم بريق سعادتهم.

(21) عليك بالصمت:

قد ينشأ بينك وبين زوجتك خلاف ما فيعلوا صوتكما وتلجآن إلى الصياح، ويضيع الحق وسط صراخكما، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون هناك حل لتلك المشكلة وحسم لذاك الخلاف، والحل الأمثل للخروج من هذه الورطة أن تقترح هذا الاقتراح:

لنحاول الصمت لحظة بدلاً من الاسترسال في هذا الصراخ. وسترى مفعول هذه اللحظات من الصمت، إنه مفعول عظيم، أما إذا استطعت أن تحول الصمت إلى ابتسام فتكون قد بلغت غاية الأمل.

إن الصمت علاج فعال يهيئ الإنسان للتفكير السليم والحكم الصحيح على الأحداث، وقد يكون سببا في اعتراف المخطئ بخطئه وإنهاء المشكلة قبل تطورها .

(22) اجتنب النقد العقيم:

هناك فرق بين النصح والإرشاد الذي تفوح منه رائحة المحبة والاحترام وبين النقد العقيم الذي هو نوع من التوبيخ والتعيير.

إن هذا النوع من النقد سهم قاتل للسعادة الزوجية إذا تكرر وانعدمت فيه اللباقة واللطف.

إن على الزوج أن يتحلى بالكياسة عند نصح زوجته وإرشادها إلى أمر ما، فمع أنها أقدر على تحمل أخطاء زوجها من الغير، إلا أنها إنسانة ذات مشاعر، فإذا ما نفر قلبها صعب رده إلى مكانه، وعندئذ تبدأ منغصات الحياة في العمل.

تقول الكاتبة دورتي ديكس الأخصائية في البحث وتقصي أسباب الطلاق: (إن أكثر من نصف الزوجات اللواتي يمكن أن يحظين بالسعادة يتحطمن في العادة على صخور محاكم الطلاق بسبب النقد وحده) وهي تعني النقد العقيم الذي يكسر القلب، ويذل النفس. [انظر كيف تكسب الأصدقاء دايل كارنيجي]

(23) لا تكن زوجاً جاهلاً:

إن الجاهل بالحياة الجنسية بين الزوجين يؤدي إلى النفور المتبادل بينهما، وقد يتعذر مع ذلك استمرار تلك الحياة الزوجية، فيلجأ الزوجان إلى الانفصال.

لقد أعلنت الدكتورة (كاترين ديفيز) السكرتيرة العامة لمكتب الصحة الاجتماعية أن أهم أسباب الطلاق في أمريكا هو عدم التوافق الجنسي بين الأزواج.

وقد بحث الدكتور "بول بوبينو" مدير معهد الصلات العائلية في لوس أنجلوس آلافاً من الزيجات، وخرج من بحثه الواسع بأربعة أسباب رئيسية للإخفاق في الزواج ؟ هي على هذا الترتيب:

أ- عدم التوافق الجنسي.

ب- تضارب الآراء والمشارب.

ج- المشكلات المادية.

د- الشذوذ العقلي، أو العاطفي، أو الجثماني.

فالناحية الجنسية- بلا شك- من أهم الأمور التي تجعل الزواج ناجحاً أو مائلاً إلى الفشل. فعلى الزوجين أن يدرسا الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الناحية، ولا يهملا كذلك الجوانب النفسية لهذه العلاقة حتى يسعدا في زواجهما ويظلل حياتهما المودة والرحمة.

(24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة:

إن الإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته، وزل منطقه ، وما أجمل هذه الحكاية التي يروى فيها أن زوجاً قبض على طائر صغير، وأخذ يتأمله مع زوجته، ثم قال: ما أجمل هذا العصفور! فأجابت الزوجة: عفواً إنها عصفورة.

فقال الزوج: عصفور.

فقالت الزوجة: عصفورة.

وتشبث كل منهما برأيه، واحتدم الجدال، وتحول إلى مناقشة، فمشاجرة لم تهدأ نارها إلا بعد وقت طويل.

وبعد مضي سنة تذكر الزوج هذه الحادثة فقال لزوجته ضاحكاً: أتذكرين تلك المشاجرة البلهاء بخصوص العصفور؟

قالت: نعم أذكر، وقد فكرت بالطلاق يومذاك، ولكنني أشكر الله على النهاية السعيدة، وأعترف لك يا عزيزي أنك كنت على خطأ في إحداث كل هذه الأزمة بسبب عصفورة.

فقال الزوج: عصفورة! ولكنه عصفور

قالت: كلا! بل عصفورة.

واحتدم القتال من جديد!!

كم هناك من عصفور وعصفورة وراء المشاجرات!

حاول ألا تفرض رأيك، وإذا رأيت عدم استعداد الطرف الآخر لقبوله فاسكت لتوفر على نفسك متاعب لا حاجة لك بها. [انظر الموسوعة النفسية].

(25) لا تغذ نفسك بالأفكار السوداء:

بعض الناس يجاهدون ضد السعادة كما يجاهد الغريق ضد من يسعى لإنقاذه.

لا تقل إن السعادة والتفاؤل ضرب من الوهم، بل قل: إن على عينيك غشاوة تمنعك من رؤية السرور حيث هو.

ارفع هذه الغشاوة، وثق بما يساعدك على رؤية ما هو جميل وجيد في نفسك وفي غيرك وفي العالم من حولك، ولا تسترسل وراء ضلالك وأوهامك. [الموسوعة النفسية].

(26) لمُ نفسك أولاً:

يعجبني قول أحد السلف رحمه الله : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وزوجتي.

وقال آخر: نظرت نظرة محرمة فنسيت القرآن بعد أربعين سنة!

إن هؤلاء العقلاء إذا رأوا تغيراً في حياتهم، وضيقاً في معيشتهم، وتعسيراً في أمورهم ألقوا باللوم على أنفسهم وحاسبوها محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ورأوا أنهم ما أوتوا إلا من قبل التفريط في طاعة الله وركوب معصيته.

ومن ذلك أنهم إذا رأوا تغييرا في سلوك زوجاتهم قاموا بإصلاح ما بينهم وبين ربهم، وطلبوا منه تعالى أن يصلح زوجاتهم وذرياتهم، وهؤلاء حقيقة هم السعداء في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

(37) اشترك مع زوجتك في الأعمال الخيرية:

إن اشتراكك مع زوجتك في أعمال خيرية تزيد المحبة بينكما، فالعطاء من الأمور الهامة التي تؤدي إلى مزيد من الترابط بين الزوجين، فعليكما أن تتناقشا بشأن يتيم تكفلونه، أو أسرة فقيرة تدعمونها، أو مشروع خيري كبناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو حفر بئر أو غير ذلك من المشروعات الخيرية التي يمكن أن تسهمون فيها معاً.

(38) شارك زوجتك متعتها:

إذا كان لزوجتك هواية من الهوايات كالعناية بالزهور وزراعتها، أو القراءة، أو رسم بعض اللوحات الجميلة، أو صناعة بعض التحف البسيطة، فمن الأفضل أن تشاركها في ذلك ولو لبعض الوقت، فإن ذلك يسعدها كثيراً ويقوي ثقتها فيك وفي نفسها.

وإذا اشتركتما في قراءة كتاب وتناقشتما حول قضاياه كان ذلك جيداً، وكذلك إذا اشتركتما في حفظ بعض سور القرآن وتسابقتما فيمن يسبق الآخر بالحفظ ازدادت سعادتكما، مع ما ستحصلان عليه من فائدة وأجر كبير.

(29) ثق بزوجتك:

إن أولى الناس بثقتك فيهم هي زوجتك لأنكما ترتبطان برباط قوي هو رباط الزوجية، فلا ينبغي عليك أن تترصد كل تصرفات زوجتك وترتاب في أفعالها، طالما أنها من أهل الصيانة والتدين ولم يصدر منها ما يخالف ذلك، فقد أساء كثير من الناس ظنونهم بزوجاتهم ولم يجنوا من وراء ذلك إلا نكد العيش والتعاسة المستمرة.

(30) كن متقبلاً للتغيير:

من المهم دائماً أن تقبل التغيير، وإذا نظرت حولك فسوف ترى أن كل شيء يتغير، أطفالك يكبرون، وآباؤك يموتون، وأنت نفسك تتغير، واهتماماتك تتغير بمرور الوقت، وهذا يساعدك على أن تتقبل تغيير كل سلوك سلبي لديك واستبداله بسلوك إيجابي ومن ذلك:

عادة التدخين التي ثبت ضررها صحياً وحرمتها دينياً، فلماذا لا تقبل تغيير هذه العادة القبيحة بممارسة الرياضة مثلا؟!

تذكر أنك كلما ازدادت قدرتك على تغيير عاداتك السلبية كلما ازدادت فرص سعادتك وراحتك النفسية ونجاحك في الحياة.

(21) مارس السعادة الزوجية:

إن معرفة كل شيء عن قيادة الطائرات لا يؤهل المرء لكي يقود طائرة، ولكن عليه أن يتدرب على ذلك ويطبق ما تعلمه نظرياً. كذلك الأمر في جانب السعادة الزوجية، حيث لا يكفي معرفة قوانين هذه السعادة في حصولها، والمفيد في ذلك لمن ينشد السعادة الزوجية أن يمارس بصورة فعلية هذه السعادة، وذلك بتطبيق قواعدها وتنفيذ قواعدها بصورة فعلية في حياته الزوجية.

(32) انظر إلى من هو أسفل منك:

إذا أردت أن تدوم عليك سعادتك الزوجية فانظر إلى من يعاني فقدان هذه السعادة بصورة دائمة.

- انظر إلى من يعيش في نكد دائم و تعاسة مستمرة.

- انظر إلى من لا يستطيع توفير ضرورات الحياة لزوجته وأولاده.

- انظر إلى أصحاب الأمراض المزمنة التي أفقدتهم الفرح والبهجة والاستمتاع بالحياة

- انظر إلى غيرك ممن تعدوا سن الزواج- رجالاً ونساء- ومع ذلك لم يجدوا طريقاً للزواج والاستقرار.

(33) تغيب قليلاً:

قد تحدث المشكلات بسبب وجود الرجل في البيت بصورة دائمة، فهو دائماً يرى امرأته وتراه، ويخالطها وتخالطه، مما ينتج في بعض الأحيان الملل والسآمة، فتفقد الحياة الزوجية بريقها نتيجة ذلك، ولكي ينجح الزوج في إعادة السعادة إلى حياته الزوجية يمكنه أن يتغيب عن زوجته ولو لعدة أيام، يسافر خلالها لأمور تجارية، أو يذهب إلى مكة لأداء العمرة، أو يترك زوجته عند أهلها يومين أو ثلاثة، فهذه الغيبة- بلا شك- سوف تشعره بالاشتياق إلى زوجته، وسوف تشتاق هي أيضاً إليه، وعندئذ سيكون اللقاء بينهما متجدداً، كأنه أول لقاء بينهما!!

(34) اجعل لك أهدافاً عليا في الحياة:

فإن صاحب الأهداف العليا والمقاصد السامية يعرف أن استقراره في الحياة هو السبيل الموصل لتلك الأهداف والمقاصد، وعندئذ يسعى جاهداً لكي يكون مستقراً وسعيداً في حياته.

(35) وأخيراً: كن دائم الاتصال بربك:

إن دوام الاتصال بالله تعالى كفيل بإسعادك، وإن انقطاع صلتك بالله عز وجل كفيل بشقائك، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 128]. ولكي تكون دائم الصلة بالله عز وجل:

أ- حافظ على الصلوات الخمس في جماعة .

ب- اجتهد في أداء النوافل.

ب- أكثر من ذكر الله عز وجل.

د- عليك بكثرة الدعاء والثناء والتضرع إلى الله.

هـ- أكثر من الاستغفار.

و- أكثر من تلاوة القرآن.

ز- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

ح- التزم التزاماً كلياً بأداء الفرائض وترك المحرمات.

ط- صاحب من يذكرك بالله.

ي- احضر مجالس العلم والذكر.

ك- طهر بيتك من المنكرات.

أسأل الله أن يرزقنا السعادة في الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13/03/2004, 10:49 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أخي في الله الشمري

جزاك الله عني خيرا ونفعنا الله بعلمك وجعل نصائحك في موازين حسناتك.
عهدتك حليم وحكيم وهذا من طبع الكرام .
واعلم انك شديد الغيرة على هذا الدين وهذا مازادني محبتا فيك.

واخيراً وليس بآخر أسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحمنا نحن وياكم،اللهم ارزقنا ذرية صالحه، اللهم اجعل ذريتنا تخدم الاسلام، اللهم اجعل حروفنا وسطورنا وكل ما تكتب اناملنا اطراء مباركا، اللهم اجعلنا من سكان رياض جنانك، اللهم لا تحرمنا نعيم الجنان، اللهم يسر لنا الطريق إليك إنك على كل شيء قدير وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.



مع فائق احترامنا لشخصكم الكريم - سراب الهلال
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13/03/2004, 11:32 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
الحوارات أسرية

المـــقـــدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه و على آله وصحبه و سلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد...

فالحوار من الأساليب التربوية المهمة؛ ذلك لأن الكلمات المؤمنة والأحاديث الطيبة لها أثر في النفوس، وتترك بصماتها في الأفئدة والعقول؛ ولهذا أمر الله تعالى نبيه بالحوار فقال: ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾النحل ، الآية : 125.فحاور عليه أفضل الصلاة و السلام وجادل بالحكمة والموعظة الحسنة؛ بل جعل الكلمة الطيبة التي هي وحدة بناء الحوار نوعاً من الصالحات، وضرباً من ضروب الطاعات والقربات، فقال صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة".

وقد عُني القرآن الكريم بالحوار عناية بالغة، حيث بلغ عدد المرات التي كررت فيها "قال" أكثر من خمسمائة مرة، وهذا أمر لا غرابة فيه ؛إذ إن الحوار هو الطريق الأمثل للإقناع، والإقناع هو أساس الإيمان الذي لا يمكن أن يفرض فرضاً، وإنما ينبع من داخل الإنسان؛ ومشكاة النبوة قد تضمنت أيضاً الكثير من الحوارات التي حاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بكلمات نورانية تأسر القلوب وتقنع العقول وتعظ النفوس. والأسرة المسلمة أولى المحاضن التربوية في الإفادة من أسلوب الحوار في غرس المفاهيم التربوية وتثبيت وتقوية الأسس العقدية وبناء الشخصية الإسلامية، والوقاية من نزغات الشيطان التي تطرأ على اللسان لا سيما وقد كثرت المشكلات الأسرية التي قد يكون من أسبابها في أحيان كثيرة، كلمة طائشة وعبارة نابية وحوار غاضب ولغ فيه الشيطان فكان بعد ذلك النزاع والخلاف والشقاق الذي انتهى بدوره إلى هجر وفراق؛بل ربما تحول إلى طلاق!!

والذي ينظر إلى حوارات السلف الصالح التي كانت تدور في بيوتهم يجد فيها نفائس إيمانية ولطائف تربوية ينبغي أن تكون منهجاً لنا في حواراتنا مع أهلينا، نقتبس من مشكاتها ونسير على ضوئها أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده.

وقد تضمنت هذه الرسالة عشرة حوارات في القرآن والسنة وبعض ما روي عن السلف مع ذكر بعض ما اشتملت عليه من لفتات تربوية ، وحرصت أن يكون الجانب الأكبر منها في موضوع العشرة الزوجية.

هذا والله أسأل أن ينفع بهذه الكلمات إخواني المسلمين، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن لا يحرمنا من دعوة أخ أو أخت لنا في ظهر الغيب أن يغفر الله لنا ذنوبنا، ويثبت على الحق أقدامنا، وأن يتوفانا مسلمين، ويلحقنا بالصالحين، وأن يسبغ علينا رحمته، ويدخلنا جنته مع السابقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


· معنى الحوار:

الحوار أصله من حار حوراً أي رجع.

قال في المعجم الوجيز: حديث يجري بين شخصين أو أكثر. وتحاوروا: تراجعوا الكلام بينهم، وتجادلوا..

وقال في لسان العرب: معنى الحوار، حاوره محاورة وحواراً : جاوبه. في كتاب الله: ﴿وقال له صاحبه وهو يحاوره الكهف﴾, الآية:37 . قال القرطبي: أي يراجعه في الكلام ويجاوبه، والمحاورة المجاوبة، والتحاور: التجاوب".ولقد وردت مادة الحوار في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وكلهاجاءت بمعنى مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين:

1- ﴿فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً﴾.الكهف ، الآية :34

2- ﴿وقال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب﴾.الكهف ، الآية: 37

﴿وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما﴾.المجادلة ،الآية :1

· آداب الحوار في الإسلام:

للحديث مع الغير في الإسلام أصول وآداب، ينبغي للمسلم مراعاتها حتى يكون المرء ملتزماً حدود الله، عاملاً في مرضاته، متجنباً مساخطه. فما أكثر عثرات اللسان حين يتكلم، وما أكثر مزالقه حين يتحدث.وقد قال الله تعالى: ﴿وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً﴾. الإسراء ، الآية :53 . فكم من حوار بين زوج وزوجته لم يراع فيه أصول الحوار وآدابه كانت نهايته الطلاق؟! وكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق؟ فمن آداب الحوار: 1- أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير: قال تعالى: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أن إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً﴾. النساء، الآية : 114 وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". 2- البعد عن الخوض في الباطل: والمراد بالباطل كل معصية.. فالحديث عن الأغاني وليالي الطرب على سبيل الإعجاب، هذا من الخوض في الباطل. والحديث في أحوال الممثلين والممثلات على سبيل التعلق بهم وإشاعة أفعالهم والدعوة للاقتداء بهم من الخوض بالباطل. والحديث عن عادات وتقليعات المرأة الغربية على سبيل الدعوة للتشبه بها وتقليدها من الخوض بالباطل. وأنواع الباطل كثيرة، كما قال الإمام الغزالي لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها.. 3- البعد عن المماراة والجدل: كم من القلوب تشتت بسبب الجدل الذي لا طائل تحته ولا فائدة من ورائه، ولا يقصد منه إلا إفحام الخصم .. أو التشهير به، وإظهار الخلل في كلامه أو فعله أو قصده، ولذا حثنا ورغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم في البعد عن المراء فقال : "أنا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً".

4- أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً: يخاطب الوالدين بالتوقير والإجلال، والرحمة وخفض الجانب لهما، قال تعالى: ﴿فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. الإسراء﴾، الآية : 23 قال عطاء: "أي ليناً لطيفاً، مثل يا أبتاه ويا أماه، من غير أن يسميهما أو يكنيهما، وقال أبو البداح: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: ﴿وقل لهما قولاً كريماً﴾ ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ". 5- البعد عن عبارات المدح للنفس أو للغير إلا لمصلحة وبالضوابط الشرعية: يكثر في مجالس النساء الحديث عن النفس وتزكيتها، فهناك بعض الأخوات لو أرادت أن تحصي عدد تكرارها لـ"أنا" في المجلس الواحد لما استطاعت أن تحصيه .. وهذه خصلة ممقوته منهي عنها. وقال تعالى: ﴿ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى﴾. النجم ، الآية : 32. وتزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فإن وجد ما يقتضي تزكية النفس إما للتعريف وإما لتوضيح الأمور المبهمة، وإما لدفع تهمة أو غيرها في الأمور المشروعة فإن التزكية جائزة .. . · أخطاء يكثر وقوعها في الحوارات الأسرية: ومن خلال الحوارات التي تجري داخل البيوت يجد المرء أخطاء كثيرة، تذهب بفائدة الحوار، وتبطل أثره في النفوس، بل وربما جلبت الشقاق والنزاع والخلاف وأورثت البغض والحقد والكراهية، ومن هذه الأخطاء: 1- الحوار في ظروف غير مناسبة: لكي يكون الحوار مؤثراً في النفوس، ومحققاً للأهداف التي يراد الوصول إليها، لا بد أن يتحين المرء الأوقات الملائمة، والأمكنة المناسبة، فلكل مقام مقال .. وعلى سبيل المثال: (一) تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة) مع زوجها وهو غضبان؛ ولذلك قال أحد الرجال قديما يوصي زوجته: خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب ولا تنقريني نقرك الدف مرة فإنك لا تدرين كيف المغيب ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ويأباك قلبي والقلوب تقلب فإني وجدت الحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب!


ولما دخل أبو الدرداء رضي الله عنه على زوجته قال لها: إذا رأيتني غضباناً فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لا نعيش بعد اليوم أبداً!! (ب ) تخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء تريدها عند دخوله للبيت بعد فترة غياب في العمل لا تدري كيف قضاها الزوج! ( ج ) يخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته أمام الأهل والأولاد والأقرباء. 2- الاستئثار بالكلام: هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه. وإما لاحتقار واستصغار للمقابل.. ويتولد عن هذا الخطأ: البغض أو الكره للزوج أو العزلة عنه أو عدم القناعة بما يمليه عليهم، فإذا حضر الزوج التزم أهل البيت – على مضض- بما يريد وإذا خرج عادوا إلى ما يريدون بعد أن يحمدوا الله على خروجه!! أخي الحبيب:

دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك، وأحط هذه الصراحة بسور من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام، وها هو سيد البشر صلى الله عليه وسلم يسمح لزوجاته أن يراجعنه في القول فتدلي كل واحدة منهن برأيها وتعبر عما في صدرها بل وتدافع عن نفسها، فليس هو وحده الذي يتكلم في البيت.

قالت زوجة عمر، وقد أنكر عليها عمر رضي الله عنه وعنها مراجعتها له بالحديث "إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه". 3- عدم ضبط النفس عند الحوار: وله مظاهر عديدة وصورة كثيرة منها: (一) بعض الأزواج ما إن تحاوره زوجته حتى يحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، ويعلو صوته حتى يسمعه الجيران فضلاً عن الأولاد، فصدره ضيق لا يتسع لأحد ولو كان أقرب الناس إليه .. ، فما أعظمها من وصية تلك التي أوصى لقمان بها ابنه وهو يقول: ﴿واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير﴾. لقمان،الآية : 19. وقد قيل قديماً : (إن كثرة صخب الرجل دليل على حماقته وقلة عقله". وإذا كان ارتفاع الصوت في غير موضعه من الرجال قبيحاً فهو من النساء أقبح وأشنع، ولذلك أغلظ أبو بكر لعائشة رضي الله عنهما عندما سمعها ترفع صوتها على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاء رضي الله عنه يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاذن له، فدخل . فقال: يا إبنة أم رومان!! وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها. قال: فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها – يترضاها -: ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك. قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها. قال: فأذن له، فدخل فقال له أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما". (二) الكلمات الجارحة والعبارات البذيئة: إن من الناس من لم تستقم ألسنتهم على هدي القرآن وسنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، فألسنتهم كالحصان الجموح، إذا تكلموا شتموا، وإذا تحدثوا سبوا، وإذا تحاوروا لعنو. ولعل للنساء من هذا حظاً كبيراً لا سيما إذا كان الطرف الآخر في الحوار أحد الأبناء فتسمع من اللعن والسب ما يصخ مسامعك، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم معللاً سبب كثرة النساء في النار بـ "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير". (جـ) الأحكام القاسية والعقوبات الجائرة: بعض الرجال ينهي حواره – أحياناً – بأحكام قاسية على زوجته وأبنائه، بل قد يصل به الحوار إلى الطلاق فيعض أصابع الندم حسرة على استعجاله بعد أن يرى بيته وقد تهدم بناؤه، وقوضت أركانه ... الأطفال مع أمهم أو عند جدتهم أو عند الخادمة!!.. والتي كانت زوجته بالأمس رحلت إلى بيت أهلها، وظل هو في بيته فلم يعد يسمع تلك الأصوات التي كانت تملأ البيت حياة وأنساً، والتي طالما استأنس بسماعها دون أن يشعر بقيمتها.. وكم رأيت من أمثال هؤلاء يقول الواحد منهم – بعد فوات الأوان – وهو يفرك يديه النادمة: هل لي من رجعة إلى زوجتي؟! أتبكي على لبنى وأنت قتلتها فقد ذهبت لبنى فما أنت فاعل وهناك من النساء من تسلك مثل هذا المسلك فتختم بعض حواراتها مع زوجها بـ".. وإلا سأذهب إلى بيت أهلي".. " .. وإلا طلقني!!" .. " .. وإلا سأ....".. يا أمة الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة". أيها الأزواج، طهروا حواراتكم من هذه االأساليب فإن عاقبتها مرة!!

4- عدم الاعتراف بالخطأ: الإنسان بشر يخطئ ويصيب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، وقد يعمل المرء عملاً يرى صوابه ثم يحاوره آخر فيتبين له خطأ ما فعل والمسلم أواب تواب، يرى أن الرجوع إلى الحق خير له من التمادي في الباطل، فلا تتحرج إذا حاورتك زوجتك في قضية ترى أن الحق لم يحالفك فيها أن تقول لها: لقد أخطأت!! فقد قالها عمر رضي الله عنه – إن صحت الرواية- : أصابت امرأة ، وأخطأ عمر. · نماذج لحوارات أسرية: لقد عرض القرآن الكريم عدة حوارات أسرية، تجلى فيها أدب الحوار الاسري، ومعالم الخطاب التربوي الذي يؤصل في النفوس حقيقة الإيمان وأخلاق القرآن، ولعلنا نقف مع نموذجين من هذه الحوارات. · الحوار الأول: بين الابن الصالح والأب الطالح: "حوار ابراهيم صلى الله عليه وسلم لأبيه في سورة مريم" قال ابراهيم "الابن" : ﴿يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً، يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً﴾. قال "الأب": ﴿أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجُمنك واهجرني ملياً﴾. قال "الابن": ﴿سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً، وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً﴾. وقد تضمن الحوار دروساً عدة منها: 1- الأدب في حديث الولد لوالده، وتودده إليه وتقديره له. فهو يبدأ حديثه بذكر تلك اللحمة العظيمة والرابطة الجليلة، انها وشيجة الأبوة.. فيناديه بها بأدب جم (يا أبت) ... وهكذا ينبغي أن يحدث الأبن أباه وأمه كما أمر الله تعالى بذلك فقال: وقل لهما قولاً كريماً ومن أكبر العقوق أن يخاطب الرجل أباه كما يخاطب السيد خادمه. 2- أهمية التوحيد في دعوة الرسل؛ فهي الأصل الأصيل والركن الركين الذي قامت عليه الرسالات، وهي الكلمة الأولى التي وجهها إبراهيم إلى والده يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً وما من رسول بعثه الله إلا كان أول ما دعا إليه قومه توحيد الله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون . 3- كثير من الآباء يأنف النصيحة من ابنه، استكباراً على الولد أو استصغاراً له، ولذا بين إبراهيم عليه السلام أنه إنما يستمد علمه في دعوته من مصدر علوي وليس من ذات نفسهإني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني. لذا ينبغي للأبناء إذا شعروا بعدم تقبل الوالدين للنصح منهم أن يلجأوا إلى بعض الأقارب لنصحهما, أو إلى شريط مسجل لبعض المشايخ يناقش ذلك الخلل أو الخطأ أو أي مصدر خارجي أو وسيلة تلقي قبولاً لدى الوالدين ليستجيبوا للنصح ويرجعوا عند سماعها للحق.. 4- من الأهمية بمكان أن يوضح المحاور "المتحدث" حرصه واهتمامه بمصلحة الطرف الآخر؛ ولذلك بين إبراهيم لأبيه خوفه عليه من اتباع الشيطان فيحق عليه عذاب الرحمن يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً. 5- الصبر على الوالدين وحسن صحبتهما وإن كانا مشركين، كما قال تعالى: ﴿وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً﴾. ولذا لم يفقد إبراهيم بره وعطفه وأدبه مع أبيه مع قسوة عباراته وجهالة كلماته .. ولم يزد إبراهيم على قوله سلا م عليك سأستغفر لك ربي .. . 6- ومع هذا الإحسان، فإنه لا يعني مشاركة الأب في منكراته، قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً، وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو بي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً. فحسن صحبة إبراهيم لأبيه لم يمنعه من اعتزال شركه وكفره.. 7- "ومن ترك شيئاً عوضه الله خيراً منه". فإبراهيم عندما اعتزل أباه وقومه وهجر أهله ودياره، ورحل إلى حيث يدعو ربه وحده لم يتركه الله وحيداً؛ بل عوضه أهلاً خيراً ممن ترك فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاً جعلنا نبياً. · الحوار الثاني: بين الأب الصالح والأبن الطالح: "حوار نوح عليه السلام مع ابنه في سورة هود" ﴿ونادى نوح ابنه وكان في معزل، يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين﴾. قال "الابن": ﴿سآوي إلى جبل يعصمني من الماء﴾. قال "الأب" : ﴿لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم﴾. ﴿وحال بينهما الموج فكان من المغرقين﴾. فهذا حوار أسري بين الأب وابنه يعكس أداباً آخرى من أدب الحوار الأسري: 1- الرحمة في الخطاب: فكما أن الصغير يؤمر بتوقير الكبير، فالكبير ايضاً ينبغي أن يرحم الصغير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا". وهكذا تجد خطاب نوح عليه السلام لابنه تفيض منه الرحمة والرأفة وهو يناديه بتلك الوشيجة "البنوة" : ﴿يابني اركب معنا﴾. 2- حرص الأنبياء على تربية ودعوة أبنائهم: إن من أكبر المسؤوليات وأعظم الآمانات في أعناق الآباء تربية أبنائهم، ودعوتهم لكل خير ونهيهم عن كل شر. و هاهو نبي الله نوح عليه السلام يؤدي هذه الأمانة، ويقوم بهذه التبعة فينادي ابنه نداء المشفق ويحاوره حوار المخلص: يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. وسار على نهجه إبراهيم عليه السلام: ﴿ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾. .البقرة ، الآية : 132 . ﴿واقتفى أثره يعقوب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعدبون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق .. ﴾ البقرة ، الآية: 133. وها هو خاتمهم صلى الله عليه وسلم يقول لابنته مشفقاً ومحذراً ومرشداً: "يافاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً". فهل قام الآباء بهذه الأمانة؟.. وهل اقتفوا هذه السنة التي تواتر عليها الأنبياء؟ . . إن الذي ينظر إلى تلك الفئام الكثيرة من الشباب الضائع الذين يقضون ساعات ليلهم وزهرة أعمارهم في مشاهدة الأفلام الخليعة وسماع الأغاني الماجنة وأخذوا يلهثون خلف حثالات الشرق والغرب ويقلدونهم في تقليعاتهم .. إن الذي ينظر إلى هذا الغشاء يدرك مدى تفريط الآباء في واجباتهم تجاه أبنائهم، ويحس بمقدار تضييع الأمهات لأماناتهن ومسؤولياتهن .. وإنهم لمسؤولون … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". · الحوار الثالث والرابع: بين الزوج وزوجته، وبين الأب وابنته: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار، إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذون من أدب نساء الأنصار، فصخبت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني... قالت : ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. فأفزعني ذلك فقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن. ثم جمعت علي ثيابي، فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، فقلت: قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي؟ لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شئ ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك ، ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم – يريد عائشة". وهذا الحوار فيه فوائد ودروس عدة ومنها: أولاً: قوله: "كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم" . فبين عمر رضي الله عنه أن معشر قريش أشد وطأة على النساء من معشر الأنصار، حيث الحكم الأول والأخير في معشر قريش للرجال، فلا مجال فيه للمرأة أن تدلي بدلوها، أما الأنصار فللنساء عندهم مجال كبير في إبداء الرأي بل ربما تأثر الرجال برأي زوجاتهم، قال الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى: "أي نحكم عليهن ولا يحكمن علينا، بخلاف الأنصار فكانوا بالعكس من ذلك". ثانياً: قوله رضي الله عنه: فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار". وهذا فيه فائدة .. إن المرأة شديدة التأثر بمن حولها، ولذلك فالصحبة لها أثرها الكبير، فهي تترك بصماتها على الإنسان بوضوح حتى قال عليه أفضل الصلاة والسلام : "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم ممن يخالل".

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي

فعلى المؤمن أن يحذر صحبة السوء، ويحذر أهله؛ بل ويمنعهم من صحبة من لا خلاق له. ثالثاً: قوله "فصخبت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه". وجود المشكلات الأسرية أمر طبيعي لم يسلم منه أحد حتى أفضل القرون مع تفاوت هذه المشكلات في الحجم والتأثير والنوع. رابعاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ بسيرة قومه في شدة الوطأة على النساء وعدم فتح الباب لهن بالمراجعة ؛بل عليه الصلاة والسلام فتح لهن الباب ليدلين بآرائهن ويدافعن عن أنفسهن ويفصحن عما في صدورهن، وهذا من رحمته عليه أفضل الصلاة والسلام .. كيف لا وقد قال "استوصوا بالنساء خيراً" , وقال: "خيركم خيركم لأهله". خامساً: الهجر بين الزوجين "إن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل". (أ )ينبغي أن لا يكون الهجر مجحفاً ؛بل بالقدر المشروع . ويكون لسان حال الزوج حين هجره زوجته، قول القائل: إني لأمنحك الصدود وإنني قسماً إليك مع الصدود لأميل

( ب ) قال عليه أفضل الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت : فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، فقالت عائشة: أجل، والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك". وهكذا ينبغي أن يكون الهجر بين الزوجين رفيقاً رقيقاً، القصد منه التأديب لا العقوبة. (ج ) وإذا حصل الهجر بين الزوجين في الكلام فينبغي أن لا يكون أكثر من ثلاثة أيام لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال". (د) ﴿واهجروهن في المضاجع. النساء﴾، الآية :34 فالهجر في المضاجع بمعنى أن الزوج ينام مع زوجته في الفراش ولكنه يدير ظهره عنها ويمتنع عن جماعها.. وهذا يعني أن الأولاد وبقية الأسرة لا يشعرون به ؛ لأن الغرض هو المعالجة لا التشهير وكشف الأسرار. سادساً: قول عمر "فأفزعني ذلك فقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن .. ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة". ** وهنا يبدأ الحوار الثاني بين الأب وابنته... قلت لها: أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ وهذا فيه فائدة للرجال ؛ بل للناس جميعاً ، التثبت من الأخبار، وعدم الحكم في قضية حتى نتثبت من أخبار رواتها ؛ ولذلك لم يأخذ عمر رضي الله عنه قول امرأته مسلماً حتى تأكد منه ؛ ولذا ينبغي للزوج أن يتأكد من ادعاء زوجته على أمه، وكذا أن يتأكد من ادعاء أمه على زوجته، فكم من البيوت قد تفرقت وتشتت شملها بسبب كذب أم الزوج على زوجة ابنها، أو كذب الزوجة على أم زوجها ؛ ولذا ينبغي للرجل التثبت من الأخبار قبل الحكم في القضية. سابعاً: قالت : نعم، فقلت: قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله فتهلكي؟ لا تستكثري منه: أي لا تطلبي منه الكثير. ولا تراجعيه في شئ: أي لا تراوديه في الكلام ولا تردي عليه القول. ولا تهجريه: أي ولو هجرك فلا تهجريه. هكذا وعظ الأب ابنته من أجل إصلاحها لزوجها .. لم يحرضها على زوجها كما تفعل بعض الأمهات مع بناتهن، تأتي الزوجة بعد خلاف بسيط بينها وبين زوجها، فتنفخ الأم فيه حتى تضرم في صدر ابنتها ناراً تأكل الأخضر واليابس. قال ابن حجر رحمه الله في التعليق على الحديث: "وفيه (أي من فوائد الحديث) تأديب الرجل لابنته وقرابته بالتقوى لأجل إصلاحها لزوجها". ثامناً: الحذر من الغرور ببعض أمور الدنيا من مال أو جمال.. والحذر مما يجره ذلك من استعلاء على الزوج وترفع عليه. "ولا يغرنك إن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم – يريد عائشة- " فحذرها رضي الله عنهما وأرضاهما من الغرور بمن حولها حتى لا تقع في المحذور. · الحوار الخامس والسادس: بين زوج وزوجته وبين الزوج وأم زوجته(حماته): قال الزوج لصاحبه: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي. فقال صاحبه متعجباً: وكيف ذلك. قال الزوج: من أول ليلة دخلت على امرأتي، قمت إليها فمددت يدي نحوها. فقالت: على رسلك يا ابا أمية .. كما أنت، ثم قالت: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فأتيه، وما تكره فأتركه. ثم قالت: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك. قال الزوج لصاحبه: فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع. فقلت: الحمد لله وأصلي على النبي وآله وأسلم. وبعد: فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك .. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.. ومارأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها. فقالت : كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري... (يعني لا يريدها تكثر من الزيارة) .. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء... قال الزوج لصاحبه: فبت معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب.. فلما كان رأس الحول .. جئت من عملي .. وإذا بأم الزوجة في بيتي.. ** وهنا يبدأ الحوار بين الزوج وحماته.. فقالت (أم الزوجة) لي : كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة .... قالت: يا أبا أمية.. والله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة فأدب ما شئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب.. قال الزوج: فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شئ إلا مرة وكنت لها ظالماً. والحواران فيهما فوائد عدة: أولاً : التكنية عند النداء "فالزوجة قالت لزوجها على رسلك يا ابا أمية". وهكذا ينبغي للمرأة أن تهتم بتكنية زوجها في النداء، سواء للتوقير أو للتدليل حسب ما يناسب المكان والزمان من الأسماء والصفات .. وكذلك ينبغي للرجل أن يفعل مع زوجته. فقد كان صلى الله عليه وسلم ينادي عائشة فيقول : "يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام". ثانياً: فقه هذه المرأة .. فقد علمت أهم الأسس التي تقوم عليها السعادة الزوجية، وهي: 1- الإيمان بالله عز وجل وحسن الاتصال به، وهذا واضح من بدئها بالحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله. 2- طاعتها لزوجها، وهذا جلي في خطابها له، وحرصها على موافقة زوجها فيما يحب ويرضى في طاعة الله. 3- معرفة الزوج، إذ كثير من النساء لا يعرفن أزواجهن معرفة تمكنهن من التسلل إلى قلوبهم، والذي يقرأ ويسمع حالات الطلاق يجد عبارة تتكرر كثيراً من المرأة والرجل على السواء "لم يفهمني ولم أفهمه". ثالثاً: الاستمرار في حسن العشرة .. قال الزوج: "فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك". ليؤكد لها أن حسن العشرة تحتاج منها إلى ثبات .. ليس في الشهر الأول فقط. رابعاً: ستر العيوب .. كان مما أشار إليه الزوج " ما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها". وستر العيوب من صفات المرأة الصالحة ؛ ولذا فسر بعض العلماء قول الله تعالى: ﴿ حافظات للغيب بما حفظ الله. النساء﴾، الآية :34 . أي: اللاتي لا يكشفن أسرار أزواجهن. يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "إن من شر الناس عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه". وإبراهيم عليه السلام أمر ابنه إسماعيل عليه السلام بطلاق زوجته، وذلك لعدم سترها لعيوب البيت، حيث إنه عندما مر بها وقال كيف أنت؟ قالت: بشر، نحن بكذا وكذا، وما تركت صفة من صفات الشر إلا وذكرتها..


خامساً: فقه الزوج واهتمامه بصحبة زوجته عندما سألته الزوجة عن الجيران الذين يحب أن يدخلوا داره بين لها قاعدة عامة وهي: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.. فالدخول أو عدمه يدور على قاعدة الصلاح والطلاح .. فمن كانت صالحة فأدخليها، ومن كانت طالحة فلا ... وهكذا ينبغي للمرأة ؛ بل للناس جميعاً في انتقاء أصحابهم، فيحرصوا على صحبة الصالحين، ويحذروا مجالسة الطالحين.


سادساً: أم الزوجة تنصح ابنتها بما فيه مصلحتها، وينبغي أن لا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في بيت ابنتها.. وما يقال عن أم الزوجة يقال أيضاً عن أم الزوج .. مع الفرق في المنزلة إذ أن أم الزوج لها من الحقوق على ابنها في بيته ما ليس لأم الزوجة في بيت ابنتها.


وإنما ذكرنا ذلك لأن هناك بعض الأمهات لا تترك شاردة ولا واردة في بيت ابنها أو ابنتها إلا وتتدخل فيها، بل ربما توغر صدر ابنتها على زوجها، أو توغر صدر ابنها على زوجته، فتتسبب في تشتيت أسرة وتفريق جمعها، وقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم ممن سعى للإفساد بين الرجل وزوجته فقال عليه أفضل الصلاة والسلام : "ليس منا من خبب امرأة على زوجها".


· الحوار السابع: بين الزوجة سعدى وزوجها طلحة:


عن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت:


دخلت يوماً على طلحة (تعني ابن عبيد الله) فرأيت منه ثقلاً، فقلت له: مالك لعلك رابك منا شئِ فنعتبك؟


قال: لا ، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت، ولكن اجتمع عندي مال، ولا أدري كيف أصنع به؟


قالت: وما يغمك منه؟ ادع قومك، فاقسمه بينهم.


فقال: يا غلام! علي بقومي.


قالت: فسألت الخازن كم قسم؟ قال: أربعمائة ألف.


وهذا الحوار فيه فوائد:


أولاً: تفقد الزوجة حاجات زوجها ومشاعره:


دخلت سعدى على زوجها فرأت على محياه سحابة هم لم تعرف سببها، وهكذا المرأة الصالحة تتفقد وتتحسس مشاعر زوجها، وتشعر بمعاناته وتعيش همومه وغمومه وأحزانه.. فتفرح لفرحه، وتحزن لحزنه.


ثانياً: اتهام النفس والمبادرة إلى المراجعة والتوبة والاعتذار:


فقالت له: "مالك؟ لعلك رابك منا شئ فنعتبك".


فهي لم تدعه في غمه، ولم تتركه في ألمه ؛ بل سارعت في البحث عن السبب وعجلت بالدواء، من أجل أن ترجع لذلك المحيا ابتسامته وتعيد لقلب زوجها سروره وسعادته.. ليس هذا فحسب؛ بل إنها قد ارتابت في نفسها أن تكون هي سبب همه، لعلي قصرت معك في واجب من الواجبات، فأرجع عن ذنبي، ولعلي فرطت في بعض المسؤوليات، فأعود عن إساءتي، وهكذا ينبغي للزوجة أن تكون، وفي المقابل، ينبغي للرجل أن يعتذر حال إساءته، ويبادر بالسؤال عند شعوره بتغير حال زوجته...


ثالثاً: مدح الزوج لزوجته بما فيها من صفات الخير طريق وأسلوب لزيادة الإلفة والمحبة بينه وبينها، "قال: لا ، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت" يالها من عبارة رقيقة .. حبيبة..


وياله من أسلوب آسر لقلب الزوجة حين تسمعه من أعز الناس عليها وأحبهم إليها.. أكاد أجزم أنها عبارة ظل صداها يتردد في قلب سعدى لسنوات طويلة، كلما وجدت في نفسها على زوجها شيئاً جاءت هذه العبارة فطهرته من تلك الأكدار فعاد قلبها كما كان محباً لهذا الرجل الذي أفضى إليها وأفضت إليه!!.


وهكذا ينبغي أن يكون الزوج .. يتذكر محاسن زوجته، ولا ينسى إحسانها إليه، فليس من العدل والإنصاف أن تحجب مثالب الزوجة عين الزوج عن رؤية محاسنها وجميل صفاتها ,أخلاقها .. قال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر".


ليس هذا فحسب؛ بل يمتدحها بما فيها من صفات حميدة وخصال طيبة كما فعل طلحة رضي الله عنه..


وينبغي للزوج أيضاً أن يضع في الحسبان عند خطأ زوجته وتقصيرها، ضعف المرأة ، وقلة حيلتها، وطبيعة فطرتها، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه".


رابعاً: كثرة ماله أهمه وأحزنه! فكيف سينفقه في سبيل الله.


وهذا هو ديدن السلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم ومن سار على نهجهم ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾. النور ، الآية :37


ما كانت تلهيهم كثرة الأموال؛ بل على العكس كانت تهمهم حتى ينفقونها في سبيل الله؛ ولذلك صلى عليه أفضل الصلاة والسلام العصر ثم عندما انفتل من صلاته خرج يتخطى صفوف الناس حتى تعجب القوم، ثم رجع بعد قليل، فقال: "لعلكم تعجبتم من سرعة انصرافي فإني تذكرت تبراً من الصدقة فكرهت أن أبقيه حتى صرفته في مواضعه".



خامساً: فقه المرأة الصالحة وزهدها:


تكشف سعدى عن خلة أخرى في نفسها حين حثت زوجها على الصدقة والإنفاق، فهي الزاهدة الصالحة التي تجاوزت حظوظ نفسها وتخطت لذائذ ذاتها في فستان جديد أو حلي جميل أو سفر مع الزوج الحبيب أو ... مما تفكر فيه الكثير من النساء اليوم .. إنها حملت هم أصحاب البطون الخاوية، والأقدام الحافية، والثياب البالية، فقالت دون تلجلج "ادع قومك، فاقسمه بينهم".


ولكي يكون الأجر مضاعفاً، أشارت على زوجها بقسمته على ذوي رحمه وأقربائه لأن "الصدقة على المسكين صدقة، والصدقة على ذي الرحم صدقة وصلة". فما أزهدها من امرأة، وما أفقهها من زوجة، وما أعظمها من نعمة أنعمها الله عز وجل على طلحة!!


سادساً: بث الزوج لزوجته بعض همومه وغمومه لتشعر المرأة بمنزلتها عند زوجها.


لم يدع طلحة (الزوج) زوجته تعيش على هامش حياته فبثها بعض همومه، وأسر إليها بعض خلجات نفسه؛ لأنه يعلم أن هذا البث وتلك الشكوى وهذه النجوى تحب أن تسمعها الزوجة من زوجها لأنها تشعر – عندئذ – أنها تعيش في فؤاده، وتغوص في أعماقه...


فبث الزوج لزوجته بعض همومه طريق وأسلوب يكسب به الزوج قلب زوجته؛ ولذلك كان عليه أفضل الصلاة والسلام يبث بعض همومه لأزواجه؛ دخل يوماً على أم سلمة في الحديبية فبث لها حزنه، ذلك أنه أمر اصحابه بالحلق فما قام منهم أحد .. فقالت: اخرج إليهم ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك، وتدعو حالقك، فخرج عليه أفضل الصلاة والسلام ففعل ذلك، فقام صحابته عندما رأوا ذلك فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً".


لقد حقق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بث زوجته بعض همومه مصالح منها:


1- أنه تقرب إلى زوجته ببث بعض همومه وأشعرها أنها قريبة من قلبه ولذلك خصها بهذا البث.


أنه أفاد عليه أفضل الصلاة والسلام من استشارة ام سلمة رضي الله عنها وأرضاها فعمل برأيها وكان رأياً صائباً حكيماً...


· الحوار الثامن: بين الأم وابنها عبد الله بن عامر:


عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي، فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعال أعطيك؟


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه؟

قالت: أعطيه تمراً.

قال صلى الله عليه وسلم:( أما إنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليك كذبة )".


هذا الحوار وقع بين الأم وابنها والرسول صلى الله عليه وسلم حاضر وفيه فوائد تربوية مهمة:


أولاً: أثر الوالدين في تربية الأولاد عظيم؛ ولذلك قال عليه أفضل الصلاة والسلام "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه".


فالوالدان إذا كانا صالحين قائمين على أبنائهما بالتربية الصالحة، والتوجيه القويم انعكس أثرهما على الأبناء فصلحوا واستقاموا ولذلك قال القائل:


الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق


ونظراً لأثر الأم على أولادها وجب حسن اختيارها حال الزواج، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".، لأن وراءها حملاً ثقيلاً وهو تربية هذا النشئ؛ ولذلك وجب حسن اختيارها ابتداء وحسن تربيتها بعد ذلك؛ ولذلك أراد عليه أفضل الصلاة والسلام أن يوجه هذه الام توجيهاً تربوياً فلفت انتباهها إلى ضرورة الصدق في الأقوال والأفعال حتى مع الصغار.


ثانياً: الترغيب والترهيب جانبان أساسيان في التربية، وهذا ما فعلته الأم، عندما قالت لابنها: تعال أعطيك، فالأم يمكن أن تربي أبناءها على كثير من الفضائل بأسلوب الترغيب والترهيب.


فإذا أردت أن يحفظ أبناؤك القرآن الكريم فاختاري على سبيل المثال سورة وقولي لهم: إذا حفظتم هذه السورة فلكم كذا وكذا، وأنجزي وعدك إذا تحقق الشرط، فالترغيب والترهيب أسلوبان جيدان لحمل الأبناء على الفضائل، وقيسي على ذلك الكثير من الأمور التي نريد أن نغرسها في قلوب أبنائنا وأهل بيتنا، كطاعة الوالدين والجد والعمل... إلخ، وكثير من الآباء قد يتبع هذا الاسلوب "الترغيب والترهيب" ولكن للأسف لا يتبعه إلا في الأمور المادية عندما ينكسر إناء في البيت، أو عندما يعبث الولد بحاجة من حاجات البيت، أو عندما يأتي الولد راسباً في فصله، أما عندما يـتأخر عن الصلاة وعندما يقصر في واجباته تجاه الله عز وجل فقليل من الآباء والأمهات من يسلك سبيل الترغيب والترهيب في ذلك.


ثالثاً: كثير من الأمهات لا تبالي بالكذب على أطفالها، وهذا يؤدي بدوره إلى ترسيخ وغرس هذه الصفة في الأطفال، وما يقال عن الكذب، يقال أيضاً عن بقية عثرات اللسان وسائر الصفات الذميمة. فالأم التي تكثر على سبيل المثال من اللعن، تجد أبناءها يكثرون من اللعن حتى تجده يردد اللعن وكأنه يردد السلام، والأم التي تسب وتشتم تجد أطفالها أيضاً لا يحسنون إلا هذه اللغة، وصدق من قال:


وينشأ ناشئ الفتيان فينا

على ما كان عوده أبوه


وقال آخر:


وهل يرجى لأطفال كمال

إذا ارتضعوا ثدي الناقصات


فالذي يرتضع في لبانه السب والكذب والشتم وغيرها من الصفات الرذيلة لا يتوقع أن ينطق بالصدق والفضيلة إلا أن يشاء الله!! فكونوا – أيها الأزواج – قدوة صالحة لأبنائكم..


رابعاً: إن على الأم مسؤولية كبرى، وأمانة عظمى في تربية أبنائها تربية إسلامية، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام في حديث ابن عمر "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها".

فالله الله يا أختي المسلمة .. أحسني تربية أبنائك على الإسلام، ونشئيهم على محبة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام.


· الحوار التاسع: رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب عائشة:


قالت عائشة رضي الله عنها: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وأنا خفيفة اللحم، فنزلنا منزلاً، فقال لأصحابه:


"تقدموا"، ثم قال لي: "تعالي حتى أسابقك" فسابقني، فسبقته، ثم خرجت معه في سفر آخر، وقدحملت اللحم فنزلنا منزلاً، فقال لأصحابه: "تقدموا". ثم قال لي: "تعالي اسابقك"، فسابقني، فسبقني، فقال : هذه بتلك...".


وقد تضمن الحوار فوائد عدة منها:


أولاً: كثير من الرجال يتشاغلون عن زوجاتهم طوال الاسبوع، ويعتذرون بكثرة مشاغلهم، وهذا هو قائد الأمة وسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام يجد في جدول أعماله المزدحم وقتاً يلاعب فيه أهله، ويضاحك فيه زوجته.. فمن هم دونه أولى بأن يخصصوا في جدول أعمالهم وقتاً لزوجاتهم وتربية أبنائهم.


ثانياً: للملاطفة والمداعبة بين الزوجين أثر في النفوس، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يذكر تلك المرة التي سبقته فيها عائشة على الرغم من طول العهد بها. فقال: "هذه بتلك!!، ولعل من أساليب إيقاظ المحبة في قلبي الزوجين، تذكر الأيام الماضية والمواقف السالفة التي كان لهم فيها أحاديث جميلة وأعمال سعيدة، وقد قال الله تعالى: ﴿ولا تنسوا الفضل بينكم ). البقرة ، الآية :237


ثالثاً: كان عليه أفضل الصلاة والسلام يحرص على ملاطفة وملاعبة الزوج لزوجته حتى قال لجابر رضي الله عنه وأرضاه: "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك".


بل إنه عليه أفضل الصلاة والسلام قال: "كل شيء ليس فيه ذكر الله لهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة".


رابعاً: الألعاب الرياضية التي تؤديها المرأة ينبغي أن تكون مناسبة لطبيعة المرأة وبعيدة عن الرجال ؛ وإنما ذكرت هذه الفائدة ؛لأن بعض العلمانيين يستشهدون بهذا الحديث على لعب المرأة في الألعاب الأولمبية وقد كشفت عن عورتها في مجامع الرجال !! فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يسابق زوجته عائشة؛ قال لأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم "تقدموا" فانفرد بزوجه عائشة فسابقها، ولذا فإن الألعاب الرياضية التي تمارسها المرأة ينبغي أن تنضبط بالضوابط الشرعية، ومن أهمها:


1- أن تكون في معزل عن الرجال.

2- أن لا تكون في أماكن مشبوهة لا تأمن المرأة فيها أن يطلع عليها الرجال من مكان خفي.

3- أن تكون المرأة ساترة لعورتها.

4- أن تكون هذه الألعاب مناسبة لطبيعة المرأة، ليس فيها تشبه بالرجال وليس فيها ضرر على أنوثتها.


وما دمنا نتكلم عن الملاعبة فإننا أيضاً ينبغي أن نتكلم عن المدارسة، فإن كثيراً من الرجال قد يلاعب زوجته ولكنه يغفل عن مسألة المدارسة؛ ولذا فإني أدعو نفسي وإياكم وجميع المسلمين أن يكون لكل أسرة حلقة من حلق الذكر في البيت في وقت من الأوقات المناسبة يتدارس أهل البيت فيها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الكتب السهلة الفهم، العظيمة النفع لأهل البيت جميعاً، والذي ينبغي لكل أسرة مسلمة أن تقتنيه كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله.


· الحوار العاشر بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها:


الحوار الأسري أسلوب لتقويم المخطئ والإنكار على المذنب بأسلوب حكيم ..



عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: "حسبك من صفية كذا وكذا".


فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".


وقالت عائشة رضي الله عنها في حوار آخر: "وحكيت له إنساناً".


فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "ما أحب أني حكيت إنساناً، وإن لي كذا وكذا".


والحوار فيه فوائد منها:


أولاً: عظم إثم الغيبة.. حتى شبهها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالنتن الذي لو خلط بماء البحر لأنتنه، وشبهها الله عزو وجل بصورة فظيعة شنيعة يقشعر منها البدن فقال: ﴿ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ). الحجرات ، الآية : 12


فالغيبة كبيرة من الكبائر ؛ ولذا ينبغي أن نطهر حواراتنا وأحاديثنا منها.


ثانياً: تعليمه عليه أفضل الصلاة والسلام لأهله العلم الشرعي، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ... وهذه من المسؤوليات التي ضيعها – للأسف – كثير من الأزواج فيرى أهل بيته أمام التلفاز .. يسمعون الأغنية الساقطة .. يشاهدون التمثيلية السافلة . ويراهم يطلعون على كثير من الأمور التي لا ترضي الله تبارك وتعالى، ولا ترضي رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يأمرهم بالمعروف ولا ينهاهم عن النكر... يخرج إلى الصلاة ويترك أبناءه في البيت لا يدعوهم إلى الصلاة .... ويترك أهل بيته يجوبون الأسواق بلا محرم، تدخل المرأة المحل وتخلوا بصاحبه وربما تكشف عن وجهها.. إلى آخر المنكرات التي عمت بيوتات المسلمين إلا من رحم الله بسبب تقصير أولياء الأمور في مسؤولياتهم تجاه أهليهم .. وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "الرجل راع على أهل بيته ومسؤول عن رعيته".

فهل أعددت لهذا السؤال جواباً، وهل سيكون جوابك صواباً؟


ثالثاً: الغيبة تحصل بالقدح في عرض الشخص الغائب لغير مصلحة شرعية .. وتكون بالأقوال والأفعال والإشارات. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة ذلك عندما قالت عن صفية ما قالت وعندما حكت له إنساناً، والله تعالى أعلم.

الخاتمة


إن الأسرة المسلمة يمكن أن تجني من الحوار منافع عظيمة وفوائد عديدة.

فبالحوار يمكن أن نغرس الإيمان بالله عز وجل، وصحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبالحوار يمكن أن نحل خلافاتنا ونتغلب على مشكلاتنا.

وبالحوار يمكن أن نعلم أولادنا الصدق في القول والأمانة في العمل.

وبالحوار يمكن أن نقوم الأخطاء ونصحح المسار.

وبالجملة فبالحوار يمكن أن ندعو لكل خير وننهى عن كل شر.



كتبه : مازن بن عبد الكريم الفريح
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13/03/2004, 11:48 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أربعون نصيحة لأصلاح البيوت

إن الحمد لله ، نحمده وستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ... أما بعد :
البيت نعمة
قال الله تعالى : ﴿ والله جعل لكم من بيوتكم سكناً ﴾ . سورة النحل الآية 80 .
قال ابن كثير – رحمه الله - : " يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده ، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع " . ماذا يمثل البيت لأحدنا ؟ أليس هو مكان أكله ونكاحه ونومه وراحته ؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده ؟ أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها ؟! قال تعالى : ﴿ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴾ سورة الأحزاب الآية : 33 وإذا تأملت أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ ، أو على أرصفة الشوارع ، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة ، عرفت نعمة البيت ، وإذا سمعت مضطربا يقول ليس لي مستقر ، ولا مكان ثابت ، أنام أحيانا في بيت فلان ، وأحيانا في المقهى ، أو الحديقة أو على شاطئ البحر ، ومستودع ثيابي في سيارتي ؛ إذن لعرفت معنى التشتت الناجم عن حرمان نعمة البيت . ولما انتقم الله من يهود بني النضير سلبهم هذه النعمة وشردهم من ديارهم فقال تعالى :﴿ هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر " . ثم قال : " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ﴾ . سورة الحشر ، الآية : 2 والدافع عند المؤمن للاهتمام بإصلاح بيته عدة أمور :
أولا : وقاية النفس والأهل نار جهنم ، والسلامة من عذاب الحريق : ﴿ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ﴾ سورة التحريم ، الآية : 6
ثانيا : عظم المسئولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب :
قال r : " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " .
ثالثا : أنه المكان لحفظ النفس ، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس ، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة :
قال r : " طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " . وقال r : " خمس من فعل واحد منهن كان على الله ، من عاد مريضا ، أو خرج غازيا ، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره ، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس " . وقال r : " سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته " . ويستطيع المسلم أن يلمس فائدة هذا الأمر في حال الغربة عندما لا يستطيع لكثير من المنكرات تغييرا ، فيكون لديه ملجأ إذا دخل فيه يحمي نفسه من العمل المحرم والنظر المحرم ، ويحمي أهله من التبرج والسفور ، ويحمي أولاده من قرناء السوء . رابعا : أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم في الغالب داخل بيوتهم ، وخصوصا في الحر الشديد والبرد الشديد والأمطار وأول النهار وآخره ، وعند الفراغ من العمل والدراسة ، ولا بد من صرف الأوقات في الطاعات ، وإلا ستضيع في المحرمات .
امسا : وهو أهمها ، أن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم ، فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لبناته ، والبيوت أحياء ، والأحياء مجتمع ، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا قويا بأحكام الله ، صامدا في وجه أعداء الله ، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر . فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه ؛ من الداعية القدوة ، وطالب العلم، والمجاهد الصادق ، والزوجة الصالحة ، والأم المربية ، وبقية المصلحين . فإذا كان الموضوع بهذه الأهمية ، وبيوتنا فيها منكرات كثيرة ، وتقصير كبير ، وإهمال وتفريط ؛ فهنا يأتي السؤال الكبير :
ما هي وسائل إصلاح البيوت ؟. وإليك أيها القارئ الكريم الجواب ، نصائح في هذا المجال عسى الله أن ينفع بها ، وأن يوجه جهود أبناء الإسلام لبعث رسالة البيت المسلم من جديد . وهذه النصائح تدور على أمرين : إما تحصيل مصالح ، وهو قيام بالمعروف ، أو درء مفاسد وهو إزالة للمنكر . وهذا أوان الشروع في المقصود .
تكوين البيت
نصيحة "1" : حسن اختيار الزوجة ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ﴾ سورة النور الآية 32
ينبغي على صاحب البيت انتقاء الزوجة الصالحة بالشروط التالية :
1. " تنكح المرأة لأربع : لمالها ،2. ولحسبها ،3. ولجملها ،4. ولدينها ،5. فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه .
6. "الدنيا كلها متاع ،7. وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم 1468
8. " ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ،9. ولسانا ذاكرا ،10. وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة " رواه أحمد " 5/282" والترمذي وابن ماجه عن ثوبان صحيح الجامع 5231
11. وفي رواية " وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس " رواه البيهقي صحيح الجامع 4285
12. " تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة " رواه أحمد و هو صحيح الإرواء 6/ 195
" عليكم بالأبكار فإنهن أنتق رحما ، وأعذب أفواها ، وأرضى باليسير " . وفي رواية " وأقل خبا " أي : خداعا رواه ابن ماجة السلسلة الصحيحة 623
وكما أن المرأة الصالحة واحدة من أربع من السعادة ، فالمرأة السوء واحدة من أربع من الشقاء ، كما جاء في الحديث الصحيح و فيه قوله : " فمن السعادة : المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، ومن السقاء : المرأة التي تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها و مالك " رواه ابن حبان وهو في السلسلة الصحيحة 282 وفي المقابل لابد من التبصر في حال الخاطب الذي يتقدم للمرأة المسلمة ، والموافقة عليه حسب الشروط التالية :
" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
ولابد في كل ما سبق من حسن السؤال وتدقيق البحث وجمع المعلومات والتوثق من المصادر والأخبار حتى لا يفسد البيت أو ينهدم . والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتا صالحا لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا .
نصيحة " 2 " السعي في إصلاح الزوجة
إذا كانت الزوجة صالحة فبها ونعمت وهذا من فضل الله ، وإن لم تكن بذاك الصلاح ، فإن من واجبات رب البيت السعي في إصلاحها . وقد يحدث هذا في حالات منها :
أن يتزوج الرجل امرأة غير متدينة أصلا ؛ لكونه لم يكن مهتما بموضوع التدين هو نفسه في مبدأ أمره ، أو أنه تزوجها على أمل أن يصلحها ، أو تحت ضغط أقربائه مثلا ، فهنا لابد من التشمير في عملية الإصلاح . ولابد أن يعلم الرجل أولا أن الهداية من الله ، والله هو الذي يصلح ، ومن منه على عبده زكريا قوله فيه:﴿ وأصلحنا له زوجه ﴾ سورة الأنبياء ، الآية 90 سواء كان إصلاحا بدنيا أو دينيا ، قال ابن عباس : كانت عاقرا لا تلد فولدت ، وقال عطاء : كان في لسانها طول فأصلحها الله ولاستصلاح الزوجة وسائل منها :
1. الاعتناء بتصحيح عبادتها لله بأنواعها على ما سيأتي تفصيله .
1. السعي لرفع إيمانها في مثل :
2. حضها على قيام الليل .
3. وتلاوة الكتاب العزيز .
4. وحفظ الأذكار والتذكير بأوقاتها ومناسباتها .
5. وحثها على الصدقة .
6. قراءة الكتب الإسلامية النافعة .
7. سماع الأشرطة الإسلامية المفيدة ؛ العلمية منها والإيمانية ومتابعة إمدادها بها .
8. اختيار صاحبات لها من أهل الدين تعقد معهن أواصر الاخوة ،9. وتتبادل معهن الأحاديث الطيبة والزيارات الهادفة .
10. درء الشر عنها وسد منافذه عليها ،11. بإبعادها عن قرينات السوء وأماكن السوء .
الإيمانيات في البيت
نصيحة " 3 " : اجعل البيت مكانا لذكر الله
قال r :" مثل البيت الذي يذكر الله فيه ،والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت " .
فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه ؛ سواء ذكر القلب ، وذكر اللسان ، أو الصلوات وقراءة القرآن ، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة . وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها ، كما جاء في الحديث ، بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء ، والغيبة والبهتان والنميمة ؟! وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات ، كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم ، أو الجيران الذين يدخلون البيت ؟!كيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله ؟!فأحيوا بيوتكم رحمكم الله بأنواع الذكر .
نصيحة " 4 " : اجعلوا بيوتكم قبلة
والمقصود اتخاذ البيت مكانا للعبادة . قال الله عز وجل : ﴿ وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ﴾ سورة يونس الآية 87 قال ابن عباس : أمروا أن يتخذوها مساجد . قال ابن كثير : " وكان هذا والله أعلم لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه ، وضيقوا عليهم ، أمروا بكثرة الصلاة كما قال الله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ﴾ سورة البقرة الآية 153 . وفي الحديث : " كان رسول الله r إذا حزبه أمر صلى " . وهذا يبين أهمية العبادة في البيوت وخصوصا في أوقات الاستضعاف ، وكذلك ما يحصل في بعض الأوضاع عندما لا يستطيع المسلمون إظهار صلاتهم أمام الكفار . ونتذكر في هذا المقام أيضا محراب مريم وهو مكان عبادتها الذي قال الله فيه : ﴿ كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ﴾ سورة آل عمران الآية 37 وكان الصحابة – رضي الله عنهم – يحرصون على الصلاة في البيوت – في غير الفريضة – وهذه قصة معبرة في ذلك : عن محمود بن الربيع الأنصاري ، أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب الرسول r ، وهو ممن شهدوا بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله r ، فقال : يا رسول الله ! قد أنكرت بصري وأنا اصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ، وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى ، قال : فقال رسول الله r : " سأفعل إن شاء الله " . قال عتبان : فغدا رسول الله r ، وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله r ، فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : " أين تحب أن أصلي في بيتك ؟ " قال : فأشرت له إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله r فكبر ، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم . رواه البخاري الفتح 1/519
نصيحة " 5 " : التربية الإيمانية لأهل البيت
عن عائشة – رضي الله عنها - قالت : " كان رسول r ، يصلي من الليل فإذا أوتر قال قومي فأوتري يا عائشة " . رواه مسلم ، مسلم بشرح النووي 6/23 وقال r : " رحم الله رجلا قام من الليل فصلى فأيقظ امرأته فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء " . رواه أحمد وأبو داود ، صحيح الجامع 3488 وترغيب النساء في البيت بالصدقة مما يزيد الإيمان ، وهو أمر عظيم حث عليه النبي r ، بقوله : " يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار " . رواه البخاري ، الفتح 1/405 ومن الأفكار المبتكرة وضع صندوق للتبرعات في البيت للفقراء والمساكين ، فيكون كل ما دخل فيه ملكا للمحتاجين ؛ لأنه وعاؤهم في بيت المسلم . وإذا رأى أهل البيت قدوة بينهم يصوم أيام البيض ، والاثنين والخميس ، وتاسوعاء ، وعاشوراء ، وعرفة ، وكثيرا من المحرم وشعبان ، فسيكون دافعا لهم على الاقتداء به .
نصيحة " 6 " : الاهتمام بالأذكار الشرعية والسنن المتعلقة بالبيوت
ومن أمثلة ذلك :
أذكار دخول المنزل
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله r قال : " إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا ، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال : أدركتم المبيت والعشاء " . رواه الإمام احمد ، المسند 346:3 ، و مسلم 1599:3
أذكار الخروج من المنزل
روى أبو داود في سننه أن رسول الله r ، قال : " إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فيقال له : حسبك قد هديت ، وكفيت ووقيت ، فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ؟ " . رواه أبو داود والترمذي ، وهو في صحيح الجامع رقم 499
السواك
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إذا دخل بيته بدأ بالسواك " رواه مسلم كتاب الطهارة باب 15 رقم 44
نصيحة " 7 " : مواصلة قراءة سورة البقرة في البيت لطرد الشيطان منه
وفي هذا عدة أحاديث ومنها :
فال رسول الله r : " لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم 1/539 وقال رسول الله r : " اقروا سورة البقرة في بيوتكم ، فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة " . رواه الحاكم في المستدرك 1/561 و هو في صحيح الجامع 1170 وعن فضل الآيتين الأخيرتين منها ، وأثر تلاوتهما في البيت قال r : " إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وهو عند العرش ، وأنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا يقرأن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان " رواه الإمام أحمد في المسند 4/274 و غيره و هو في صحيح الجامع 1799
العلم الشرعي في البيت
نصيحة " 8 " : تعليم أهل البيت
فريضة شرعية لابد أن يقوم بها رب الأسرة إنفاذا لأمره تعالى في الآية الكريمة : ﴿ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ﴾ سورة التحريم ، الآية :6 وهذه الآية أصل في تعليم أهل البيت وتربيتهم ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، وإليك أيها القارئ الكريم بعضا مما قاله المفسرون في هذه الآية ، بشأن ما يجب على رب الأسرة : قال قتادة : يأمرهم بطاعة الله ، وينهاهم عن معصيته ، وأن يقوم عليهم بأمر الله يأمرهم به ، ويساعدهم عليه . وقال الضحاك ومقاتل : حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه . وقال علي رضي الله عنه:علموهم وأدبوهم . و قال الكيا الطبري رحمه الله : فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير ، وما لا يستغنى عنه من الأدب . وإذا كان رسول الله r حث على تعليم الإماء وهن أرقاء ؛ فما بالك بأولادك وأهلك الأحرار . قال البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه : باب تعليم الرجل أمته وأهله . ثم ساق حديثه r : " ثلاثة لهم أجران .. ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها ، وعلمها فأحسن تعليمها ، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران " قال ابن حجر – رحمه الله – في شرح الحديث : مطابقة الحديث للترجمة – أي عنوان الباب – في الأمة بالنص ، وفي الأهل بالقياس ، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء .وفي غمرة مشاغل الرجل ووظيفته وارتباطاته قد يغفل عن تفريغ نفسه لتعليم أهله ، فمن الحلول لهذا أن يخصص يوما يجعله موعدا عاما لأهل البيت ، وحتى غيرهم من الأقرباء لعقد مجلس علم في البيت ، ويعلم الجميع بهذا الموعد ، فينضبط حضورهم فيه ، ويتشجعوا لإتيانه ، ويصبح ملزما أمامهم ، وعند نفسه بالحضور ، وإليك ما حصل منه r في هذا الشأن . قال البخاري رحمه الله : باب هل يجعل للنساء يوم على حده في العلم ، وساق حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قالت النساء للنبي r : " غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوما من نفسك ، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن " قال ابن حجر : ووقع في رواية سهل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بنحو هذه القصة فقال : " موعدكن بيت فلانة ، فأتاهن فحدثهن " . فتح الباري 1/195 ويؤخذ من الحديث تعليم النساء في البيوت ، وحرص نساء الصحابة على التعلم ، وأن توجيه الجهود إلى الرجال فقط دون النساء تقصير كبير من الدعاة وأرباب البيوت .وقد يقول بعض القراء : هب أننا خصصنا يوما ، وأخبرنا أهلينا بذلك ، فما الذي يقدم في هذه الجلسات ؟ وكيف نبدأ ؟ وجواباً لذلك أعرض عليك أخي القارئ الكريم اقتراحا في هذا الشأن يكون منهجا مبسطا ، لتدريس أهل البيت عموما ، وللنساء خصوصا . تفسير العلامة ابن سعدي المسمى : " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " . ويقع في سبعة مجلدات مفصل بأسلوب ميسر ، تقرا أو تقدم منه سور ومقاطع . رياض الصالحين مع تناول أحاديثه بشيء من التعليقات والعظات ، والفوائد المستنبطة منها ، ويمكن الرجوع في هذا إلى كتاب : نزهة المتقين . " حسن الأسوة بما ثبت عن الله ورسوله في النسوة " للعلامة صديق حسن خان . كما أن من المهم أن تعلم المرأة بعض الأحكام الفقهية ، كأحكام الطهارة ، والدماء الطبيعية ، وأحكام الصلاة والزكاة ، والصيام والحج إذا استطاعته ، وبعض أحكام الأطعمة والأشربة ، واللباس والزينة ، وسنن الفطرة والمحارم ، وحكم الغناء والتصوير وغيرها ، ومن المصادر المهمة في هذا : فتاوى أهل العلم كمجموعة فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز ( رحمه الله ) ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين ، و غيرهما من أهل العلم ، سواء المكتوب منها أو المسجل في الأشرطة .ومما يتضمن جدول تعليم المرأة وأهل البيت تذكيرهم بالدروس والمحاضرات العامة التي يستطيعون حضورها للعلماء ، أو طلبة العلم الثقات ، لإيجاد عدة مصادر جيدة ومتنوعة للتعليم ، ولا ينسى في هذا المجال الاستماع إلى كثير من أنشطة إذاعة القرآن الكريم ، وتوجيه الاهتمام إليها ، ويدخل في إطار توفير وسائل التعليم أيضا : تذكير أهل البيت بالأيام المخصصة لحضور النساء في معارض الكتاب الإسلامي ، والذهاب بهن إليها بالشروط الشرعية .
نصيحة " 9 " : اصنع نواة لمكتبة إسلامية في بيتك
مما يساعد في تعليم أهل البيت ، وإتاحة المجال لتفقههم في الدين وإعانتهم على الالتزام بأحكام الشريعة ؛ عمل مكتبة إسلامية في البيت . ليس بالضرورة أن تكون كبيرة ، ولكن العبرة بانتقاء الكتب المهمة ، ووضعها في مكان يسهل تناولها وحث أهل البيت على قراءتها. ركن في مجلس البيت الداخلي نظيف ومرتب ، ومكان مناسب لشيء من الكتب ، في غرفة نوم ، وفي مجلس الضيوف ، يتيح المجال للفرد في البيت كي يقرأ باستمرار . ومن إتقان المكتبة – والله يحب الإتقان – أن تحتوي على مراجع تصلح لبحث المسائل المختلفة ، وتنفع الأولاد في المدارس ، وأن تحتوي على كتب ذات مستويات مختلفة ، تصلح للكبار والصغار ، والرجال والنساء ، وكتب من أجل الإهداء للضيوف وأصدقاء الأولاد ، وزوار العائلة مع الحرص على الطبعات الجذابة المحققة والمخرجة الأحاديث ، ويمكن الاستفادة من معارض الكتاب لإنشاء مكتبة البيت بعد استشارة أهل الخبرة بالكتب . ومما يساعد في العثور على الكتاب ترتيب المكتبة حسب الموضوعات ، فكتب التفسير على رف ، والحديث على آخر .. والفقه على ثالث .. وهكذا ، ويقوم أحد أفراد العائلة بعمل فهرس ألف بائي وموضوعي ، لتسهيل البحث عن الكتب . وقد يتساءل كثير من الحريصين عن أسماء كتب إسلامية لمكتبة البيت .
وهاك أخي القارئ اقتراحات بهذا الشأن :
التفسير : تفسير ابن كثير ، تفسير ابن سعدي ، زبدة التفسير للأشقر ، بدائع التفسير لابن القيم ، أصول التفسير لابن عثيمين ، لمحات في علوم القرآن لمحمد الصباغ .
الحديث : صحيح الكلم الطيب ، عمل المسلم في اليوم والليلة " أو الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة " ، رياض الصالحين وشرحه نزهة المتقين ، مختصر صحيح البخاري للزبيدي ، مختصر صحيح مسلم للمنذري والألباني ، صحيح الجامع الصغير ، وضعيف الجامع الصغير ، صحيح الترغيب والترهيب ، السنة ومكانتها في التشريع ، قواعد وفوائد من الأربعين النووية لناظم سلطان .
العقيدة : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " تحقيق الأرناؤوط " ، أعلام السنة المنشورة للحكمي " محقق " ، شرح العقيدة الطحاوية تحقيق الألباني ، سلسلة العقيدة لعمر سليمان الأشقر "8" أجزاء ، أشراط الساعة د. يوسف الوابل .
الفقه : منار السبيل لابن ضويان مع إرواء الغليل للألباني ، زاد المعاد ، المغني لابن قدامة ، فقه السنة ، الملخص الفقهي لصالح الفوزان ، مجموعة فتاوى العلماء " عبد العزيز بن باز ، محمد صالح العثيمين ، عبد الله بن جبرين " ، صفة صلاة النبي r للشيخ الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز ، ومختصر أحكام الجنائز للألباني .
الأخلاق وتزكية النفوس : تهذيب مدارج السالكين ، الفوائد ، الجواب الكافي ، طريق الهجرتين وباب السعادتين ، الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب لابن القيم ، لطائف المعارف لابن رجب ، تهذيب موعظة المؤمنين ، غذاء الألباب .
السير والتراجم : البداية و النهاية لابن كثير ، مختصر الشمائل المحمدية للترمذي اختصار الألباني ، الرحيق المختوم للمباركفوري ، العواصم من القواصم لابن العربي تحقيق الخطيب والاستانبولي ، المجتمع المدني 1-2 للشيخ أكرم العمري ، سير أعلام النبلاء ، منهج كتابة التاريخ الإسلامي لمحمد بن صامل السلمي .
كما أن هناك عدد من الكتب الجيدة في المجالات المختلفة ، فمنها : كتب الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وكتب العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، وكتب الشيخ عمر بن سليمان الأشقر ، وكتب الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم ، وكتب الأستاذ محمد محمد حسين ، وكتب الشيخ محمد جميل زينو ، وكتب الأستاذ حسين العوايشة في الرقائق ، و كتاب الإيمان لمحمد نعيم ياسين ، والولاء والبراء للشيخ محمد سعيد القحطاني ، والإنحرافات العقدية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر لعلي بن بخيت الزهراني ، المسلمون وظاهرة الهزيمة النفسية لعبد الله الشبانة ، المرأة بين الفقه والقانون لمصطفى السباعي ، الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتليفزيون لمروان كجك ، المرأة المسلمة إعداداتها ومسئولياتها لأحمد أبا بطين ، مسئولية الأب المسلم في تربية ولده لعدنان باحارث ، وحجاب المسلمة لأحمد البرازي ، وكتاب وجاء دور المجوس لعبد الله محمد الغريب ، وكتب الشيخ بكر أبو زيد ، وأبحاث الشيخ مشهور حسن سلمان .
وغير هذا كثير من النافع الطيب ، وما ذكرناه على سبيل المثال لا الحصر ، وهناك في عالم الكتيبات أشياء كثيرة نافعة ، سيطول بنا المقام إذا أردنا السرد ، فعلى المسلم الاستشارة والتمعن للانتقاء . ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .
نصيحة " 10 " : المكتبات الصوتية في البيت
المسجل في كل بيت ممكن أن يعمل في الخير أو في الشر ، فكيف نؤثر في استخدامه ليكون مرضيا لله ؟ من الوسائل لتحقيق ذلك : عمل مكتبة صوتية في البيت تحوي طائفة من الأشرطة الإسلامية الجيدة ، للعلماء والقراء والمحاضرين ، والخطباء والوعّاظ . إن سماع أشرطة التلاوة الخاشعة من أصوات بعض أئمة صلاة التراويح مثلا ، له تأثير عظيم على الأهل في البيت ، من جهة تأثرهم بمعاني التنزيل ، أو حفظهم من جراء تكرار ما يسمعون ، وكذلك من جهة حمايتهم بالسماع القرآني عن السماع الشيطاني من الألحان والأغاني ، لأن الآذان والصدور لا يصلح أن يختلط فيها كلام الرحمن بمزمار الشيطان . وكم لأشرطة الفتاوى من أثر في تفقيه أهل البيت بالأحكام المختلفة ، التي يتعرضون لها يوميا في حياتهم ، ومما يقترح في هذا الجانب سماع الفتاوى المسجلة للعلماء أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز،والشيخ محمد ناصر الدين الألباني ،والشيخ محمدالعثيمين والشيخ صالح الفوزان،وغيرهم من الثقات في العلم والدين .ولابد أن يعتني المسلمون بالجهة التي يأخذون عنها الفتوى ، لأن هذا دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، فالأخذ عمن عُلم بصلاحه وتقواه ، وورعه واعتماده على الأحاديث الصحيحة ، وعدم تعصّبه المذهبي ، وسيره مع الدليل ، والتزامه بالمذهب الوسط فلا تشدد ولا تساهل ، هو الخبير الذي نسأله " الرحمن فاسأل به خبيرا " سورة الفرقان الآية : 59 . والسماع للمحاضرين الذين يعملون على توعية الأمة ، وإقامة الحجة ، وإنكار المنكر ، أمر مهم في بناء شخصية الفرد في البيت المسلم . والأشرطة كثيرة والمحاضرين كثر والمهم أن يعرف المسلم سمات المنهج الصحيح للمحاضر حتى يحرص على أشرطته ويطمئن لسماعها . ومن تلك السمات : أن يكون على عقيدة الفرقة الناجية ، أهل السنة والجماعة ، ملتزما بالسنة مفارقا للبدعة ، وسطا في منهجه لا من الغالين ولا من المفرطين المتساهلين . أن يعتمد الأحاديث الصحيحة ويحذر من الأحاديث الضعيفة والموضوعة . أن يكون على بصيرة بحال الناس وواقع الأمّة ، يضع الدواء على موضع الداء ، ويقدّم للناس ما يحتاجون إليه . أن يكون قوّالا للحق ما أمكنه ، لا يتكلم بالباطل ولا يرضي الناس بسخط الله وكم وجدنا في أشرطة الأطفال من تأثير كبير عليهم ، سواء في حفظهم لسور متعددة من قارئ صغير يتلو ، أو أذكار اليوم والليلة وآداب إسلامية ، وأناشيد هادفة ، ونحو ذلك . إن وضع الأشرطة في أدراج بطريقة مرتبة تُسهّل الوصول إليها من ناحية ، وتحافظ على الأشرطة من التلف وعبث الأطفال من ناحية أخرى ، ولابد أن نسعى في نشر الشريط الجيد إهدائه أو إعارته للغير بعد سماعه . ووجود مسجل في المطبخ يفيد ربة البيت كثيرا ، وكذا في غرفة النوم يساعد على الاستفادة من الوقت لآخر لحظة .
نصيحة " 11 " : دعوة الصالحين والأخيار وطلبة العلم للزيارة في البيت
﴿ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا للمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تباراً ﴾ سورة نوح الآية : 28 إن دخول أهل الإيمان بيتك يزيده نورا ، ويحصل بسبب أحاديثهم وسؤالهم والنقاش معهم من الفائدة أمور كثيرة ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، وجلوس الأولاد والإخوان والآباء وسماع النساء من وراء حجاب لما يُقال فيه تربية للجميع ، وإذا أدخلت خيّرا منعت سيّئا من الدخول والتخريب .
نصيحة " 12 " : تعلم الأحكام الشرعية للبيوت
ومن ذلك :
الصلاة في البيت : أما الرجل فيقول r في شأنه : " أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " رواه البخاري ، الفتح رقم 731 فالواجب أن تصلي في المسجد إلا من عذر ، وقال رسول الله r أيضا : " تطوع الرجل في بيته يزيد على تطوعه عند الناس ، كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده " رواه ابن أبي شيبة ، صحيح الجامع 2953 . وأما المرأة كلما كان مكان صلاتها أعمق كان أفضل ، لقوله r " خير صلاة النساء في قعر بيوتهن" رواه الطبراني، صحيح الجامع 3311 . أن لا يؤم غيره في بيته ، ولا يقعد في مكان صاحب البيت إلا بإذن : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يُؤَمُّ الرجل في سلطانه ، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه " رواه الترمذي رقم 2772 . أي لا يتقدم عليه بالإمامة ولو كان غيره أقرأ منه في مكان يملكه ، أو له فيه سلطة كصاحب البيت في بيته أو إمام المسجد ، وكذلك لا يجوز لأحد أن يجلس في الموضع الخاص بصاحب البيت من فراش أو سرير إلا بإذنه الاستئذان : ﴿ يا أيها الذي آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون "27" فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم ﴾ سورة النور الآيتين 27،28 ﴿ وأتوا البيوت من أبوابها ﴾ سورة البقرة الآية : 189 جواز دخول البيوت التي ليس فيها أحد بغير استئذان إذا كان للداخل فيها متاع كالبيت المعد للضيف : ﴿ ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ﴾ سورة النور الآية 29 عدم التحرج في الأكل من بيوت الأقرباء والأصدقاء ، وما ملك المرء مفتاحه من بيوت الأقرباء والأصدقاء من بيوت الآخرين إذا كانوا لا يكرهون ذلك : ﴿ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً ﴾ سورة النور الآية 61 أمر الأطفال والخدم بعدم اقتحام غرفة نوم الأبوين بغير استئذان في أوقات النوم المعتادة : قبل صلاة الفجر ، ووقت القيلولة ، وبعد صلاة العشاء ، خشية أن تقع أعينهم على ما لا يناسب ، ولو رأوا شيئاً عرضاً في غير هذه الأوقات فيغتفر ، لأنهم من الطوافين الذين يشق منعهم ، قال تعالى : ﴿ يا آيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ﴾ سورة النور الآية 58 . تحريم الاطلاع في بيوت الآخرين بغير إذنهم : قال رسول الله r : " من اطلع في بيت قوم بغير إذن ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص " رواه أحمد ، المسند 2/385 وهو في صحيح الجامع 6046 عدم خروج ولا إخراج المطلقة الرجعية من بيتها طيلة وقت العدة مع الإنفاق عليها : قال تعالى : ﴿ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ﴾ سورة الطلاق الآية 1 . جواز هجر الرجل لامرأته الناشز في البيت أو في خارج البيت حسب المصلحة الشرعية : فأما هجرها في البيت فدليله قول الله تعالى : ﴿ واهجروهن في المضاجع ﴾ سورة النساء الآية 34 ، وأما هجرها خارج البيت فكما وقع لرسول الله r حينما هجر نسائه في حُجرهن ، وأعتزل في مشربة خارج بيوت نسائه رواه البخاري ، كتاب الطلاق باب في الإيلاء . ولا يبيت وحيداً في البيت : عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي r نهى عن الوحدة ، أن يبيت الرجل وحده أو أن يسافر وحده رواه أحمد في المسند 2/91 وهذا النهي لما في الوحدة من الوحشة ونحوها ، كهجوم عدو أو لص أو مرض ، فوجود الرفيق معه يدفع عنه طمع العدو واللص ويسعفه عند المرض انظر الفتح الرباني 5/64 . لا ينام على ظهر بيت ليس له سور حتى لا يسقط : قال رسول الله r : " من بات على ظهر بيت ليس له حجار ، فقد برئت منه الذمة " رواه أبو دود ، السنن رقم 5041 ، وهو في صحيح الجامع 6113 وشرحه في عون المعبود 13/384 وذلك أن النائم قد يتقلب في نومه فإذا كان على سطح ليس له حجار أو حجاب يحجب الإنسان عن الوقوع ويمنعه من التردي والسقوط ، فقد يسقط فيموت ، فعند ذلك لا يؤاخذ أحد بموته فتبرأ منه الذمة ، أو أنه قد تسبب بإهماله في عدم كلاءة الله له وحفظه إياه ، لأنه لم يأخذ بالأسباب . قطط البيوت لا تنجس الإناء إذا شربت منه ولا الطعام إذا أكلت منه : عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه وُضع له وضوءه فولغ فيه السنور " الهر " ، فأخذ يتوضأ ، فقالوا : يا أبا قتادة ! قد ولغ فيه السنور ، فقال : سمعت رسول الله r يقول : " السنور من أهل البيت ، وأنه من الطوافين ، والطوافات عليكم " رواه أحمد في المسند 5/309 وهو في صحيح الجامع 3694 ، وفي رواية : " إنها ليست بنجس إنها من الطوافين والطوافات عليكم " رواه أحمد في المسند 5/309 وهو في صحيح الجامع 2437
الاجتماعات في البيوت
نصيحة 13 : إتاحة الفرصة لاجتماعات تناقش أمور العائلة : ﴿ وأمرهم شورى بينهم ﴾ سورة الشورى الآية 38 . عندما تتاح الفرصة لأفراد العائلة بالجلوس سوياً في وضع مناسب لمناقشة أمور داخلية أو خارجية تتعلق بالعائلة ، فإن ذلك يعد علامة على تماسك الأسرة وتفاعلها وتعاونها ، ولا شك أن الرجل الذي ولاه الله أمور رعيته في بيته هو المسئول الأول ، وصاحب القرار ولكن إتاحة المجال للآخرين - وخصوصاً عندما يكبر الأولاد - يكون فيه تربية لهم على تحمل المسئولية بالإضافة إلى ارتياح الجميع لإحساسهم بأن آراءهم ذات قيمة عندما يُسألون إبداءها ، ومن الأمثلة على ذلك مناقشة الأمور التي تتعلق بالحج أو عمرة رمضان وغير ذلك من الإجازات ، والسفر لصلة رحم ، أو ترويح مباح ، وتنظيم الأعراس ووليمة الزفاف ، أو عقيقة المولود ، أو الانتقال من بيت لآخر ، ومشروعات خيرية ، كإحصاء فقراء الحي ، وتقديم المساعدات ، أو إرسال الطعام لهم ، وكذلك مناقشة أوضاع العائلة ومشكلات الأقارب وكيفية الإسهام في حلها وهكذا .. ، تجدر الإشارة هنا إلى نوع آخر مهم من أنواع الاجتماعات ، وهو جلسات المصارحة بين الأبوين وأولادهما ، فإن بعض المشكلات التي تعرض لبعض البالغين لا يمكن حلها إلا بجلسات انفرادية ، يخلو الأب بابنه يناجيه في مسائل تتعلق بمشكلات الشباب ، وسن المراهقة ، وأحكام البلوغ ، وكذلك تخلو الأم بابنتها لتلقنها ما تحتاج إليه من الأحكام الشرعية ، وتساعدها في حل المشكلات التي تعرض في مثل هذه السن ، واستهلال الأب والأم الكلام بمثل عبارة " عندما كنت في مثل سنك .. " له أثر كبير في التقبل ، وانعدام مثل هذه المصارحات هو الذي يقود هؤلاء لمفاتحة قرناء السوء وقرينات السوء ، فينتج عن ذلك شر عظيم .
نصيحة 14 : عدم إظهار الخلافات العائلية أمام الأولاد :
يندر أن يعيش جماعة في بيت دون نوع من الخصومات ، والصلح خير والرجوع إلى الحق فضيلة . ولكن مما يزعزع تماسك البيت ، ويضر بسلامة البناء الداخلي هو ظهور الصراعات أمام أهل البيت ، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر ، ويتشتت الشمل ، بالإضافة إلى الأضرار النفسية على الأولاد وعلى الصغار بالذات ، فتأمل حال بيت يقول الأب فيه للولد : لا تكلم أمك ، وتقول الأم له : لا تكلم أباك ، والولد في دوامة وتمزق نفسي ، والجميع يعيشون في نكد . فلنحرص على عدم وقوع الخلافات ، ولنحاول إخفاءها إذا حصلت ، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب .
نصيحة 15 : عدم إدخال من لا يُرضى دينه إلى البيت : قال رسول الله r : " ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير " قطعة من رواية أبي داود " 4829 " . وفي رواية البخاري : " وكير الحداد يُحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة " رواه البخاري الفتح 4/323 . أي والله يحرق بيتك بأنواع الفساد والإفساد ، كم كان دخول المفسدين والمشبوهين سبباً لعداوات بين أهل البيت ، وتفريق بين الرجل وزوجته ، ولعن الله من خبّب امرأة على زوجها ، أو زوجاً على امرأته ، وسبب عداوة بين الأب وأولاده ، وما أسباب وضع السحر في البيوت أو حدوث السرقات أحياناً وفساد الخلق كثيراً إلا بعد إدخال من لا يُرضى دينه ، فيجب عدم الإذن بدخوله ، ولو كان من الجيران ، رجالاً ونساءً ، أو من المتظاهرين بالمصادقة رجالاً ونساءً ، وبعض الناس يسكتون تحت وطأة الإحراج ، فإذا رآه على الباب أذن له ، وهو يعلم أنه من المفسدين . وتتحمل المرأة في البيت جزءاً عظيماً من هذه المسئولية ، قال رسول الله r " يا أيها الناس أي يوم أحرم ؟ أي يوم أحرم ؟ أي يوم أحرم ؟ ؟ " قالوا : يوم الحج الأكبر ، ثم قال r ، في ثنايا خطبته الجامعة في ذلك اليوم : " فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون " رواه الترمذي 1163 وغيره عن عمرو بن الأحوص وهو في صحيح الجامع 7880 .فلا تجدي في نفسك أيتها المرأة المسلمة إذا منع زوجك أو أبوك دخول إحدى الجارات إلى البيت ، لما يرى من أثرها في الإفساد ، وكوني لبيبة حازمة إذا عقدت لك مقارنات بين زوجها وزوجك ، تنتهي بدفعك لمطالبة زوجك بأمور لا يطيقها . والنصح عليك واجب لزوجك إذا لاحظت أن من ندمائه في بيته أناساً يزينون له المنكر . هدية : حاول أن تكون موجوداً في البيت كلما استطعت ، فوجود ولي الأمر في بيته يضبط الأمور ، ويمكنه من الإشراف على التربية وإصلاح الأحوال بالمراقبة والمتابعة ، وعند بعض الناس أن الأصل هو الخروج من البيت ، فإذا لم يجد مكاناً يذهب إليه رجع إلى البيت ، وهذا مبدأ خاطئ ، فإذا كان خروج المرء من بيته لأجل طاعات ، فعليه الموازنة ، وإذا كان خروجه للمعاصي وضياع الأوقات أو الانشغال الزائد بالدنيا ، فعليه أن يخفف من المشاغل والتجارات ، ويحسم اللقاءات الفارغة . بئس القوم يضيعون أهليهم ، ويسهرون في الملاهي .. ، ونحن لا نريد الانسياق وراء مخططات أعداء الله ، وهذه فقرة فيها عبرة : جاء في نشرة المشرق الأعظم الماسوني الفرنسي المنعقدة عام 1923م ما يلي : " وبغية التفريق بين الفرد وأسرته ، عليكم أن تنتزعوا الأخلاق من أسسها ، لأن النفوس تميل إلى قطع روابط الأسرة والاقتراب من الأمور المحرمة ، لأنها تفضل الثرثرة في المقاهي على القيام بتبعات الأسرة " .
نصيحة 16 : الدقة في ملاحظة أحوال أهل البيت
من هم أصدقاء أولادك ؟
هل سبق أن قابلتهم أو تعرفت عليهم ؟
ماذا يجلب أولادك معهم من خارج البيت ؟
إلى أين تذهب ابنتك ومع من ؟
بعض الآباء لا يدري أن في حوزة أولاده صوراً سيئة ، وأفلاماً خالعة ، وربما مخدرات ، وبعضهم لا يدري أن ابنته تذهب مع الخادمة إلى السوق ، وتطلب منها أن تنتظر مع السائق ثم تذهب لموعدها مع أحد الشياطين ، والأخرى تذهب لتشرب الدخان عند قرينة سوء تعبث معها ، وهؤلاء الذين يفلتون أولادهم لن يفلتوا من مشهد يوم عظيم ، ولن يستطيعوا الهرب من أهوال يوم الدين : " إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " حسن رواه النسائي 292 ، وابن حبان عن أنس وهو في صحيح الجامع 1775 ، السلسة الصحيحة 1636 .
وهنا نقاط مهمة :
يجب أن تكون المراقبة خفية .
لا لأجواء الإرهاب . يجب أن لا يحس الأولاد بفقدان الثقة . ينبغي أن يراعى في النصح أو العقاب أعمار الأولاد ومداركهم ودرجة الخطأ . حذار من التدقيق السلبي وإحصاء الأنفاس . روى لي شخص أن أحد الآباء عنده كمبيوتر يخزن فيه أخطاء أولاده بالتفصيل ، فإذا حصل خطأ أرسل إليه استدعاء وفتح الخانة الخاصة بالولد في الجهاز ، وسرد عليه أخطاء الماضي مع الحاضر .
التعليق : لسنا في شركة ، وليس الأب هو الملك الموكل بكتابة السيئات ، وليقرأ هذا الأب المزيد في أصول التربية الإسلامية . وأعرف في المقابل أناساً يرفضون التدخل في شئون أولادهم بتاتاً بحجة أن الولد لن يقتنع بأن الخطأ خطأ والذنب ذنب إلا بأن يقع فيه ، ثم يكتشف خطأه بنفسه ، وهذا الاعتقاد المنحرف ناتج عن رضاع من لبن الفلسفة الغربية ، وفطام على مبدأ إطلاق الحريات المذموم فتعست المرضعة ، وبئست الفاطمة ، ومنهم من يفلت الزمام لولده خشية أن يكرهه بزعمه ، ويقول : أكسب حبه مهما فعل ، وبعضهم يطلق العنان لولده كردة فعل عما حصل له مع أبيه في السابق من نوع شدة خاطئة ، فيظن أنه يجب أن يعمل العكس تماماً مع ولده ، وبعضهم يبلغ به السفول لدرجة أن يقول : دع الابن والبنت يتمتعان بشبابهما كما يريدان ، فهل يفكر مثل هؤلاء بأن أبناءهم قد يأخذون بتلابيبهم يوم القيامة فيقول الولد : لِمَ تركتني يا أبي على المعصية ؟!
نصيحة 17 الاهتمام بالأطفال في البيت
ولهذا جوانب عديدة منها : تحفيظ القرآن والقصص الإسلامية : لا أجمل من جمع الأب أولاده ليقرئهم القرآن مع شرح مبسط ، ويقدم المكافآت لحفظه ، وقد حفظ صغار سورة الكهف من تكرار تلاوة الأب لها كل جمعة ، وتعليم الولد من أصول العقيدة الإسلامية كمثل التي وردت في حديث : " احفظ الله يحفظك " ، وتعليمه الآداب والأذكار الشرعية ، كأذكار الأكل والنوم ، والعطاس والسلام ، والاستئذان ، ولا أشد تنبيهاً وأقوى تأثيراً في الطفل من سرد القصص الإسلامية على مسامعه . ومن هذه القصص : قصة نوح عليه السلام ، والطوفان ، وقصة إبراهيم عليه السلام ، في تكسير الأصنام وإلقائه في النار ، وقصة موسى عليه السلام في نجاته من فرعون وإغراقه ، وقصة يونس عليه السلام في بطن الحوت ، ومختصر قصة يوسف عليه السلام ، وسيرة محمد r مثل البعثة والهجرة ، وشيء من الغزوات كبدر والخندق ، وغيرها كقصته r مع الرجل والجمل الذي كان يُجيعه ويُجهده ، وقصص الصالحين ، كقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع المرأة وأولادها الجياع في الخيمة ، وقصة أصحاب الأخدود ، وقصة أصحاب الجنة في سورة "ن" ، والثلاثة أصحاب الغار ، وغيرها كثير طيب ، يلخص ويبسط مع تعليقات ووقفات خفيفة ، يغنينا عن كثير من القصص المخالفة للعقيدة والخرافية أو المخيفة التي تفسد واقعية الطفل ، وتورث فيه الجبن والخوف . حذار من خروج الأولاد مع من هب ودب : فيرجعون إلى البيت بالألفاظ والأخلاق السيئة ، بل يُنتقى ويُدعى من أولاد الأقرباء والجيران من يلعب معهم في المنزل . الاهتمام بلعب الأولاد المسلية والهادفة : وعمل غرفة ألعاب أو خزانة خاصة ، يرتب فيها الأولاد ألعابهم ، وتجنب الألعاب المخالفة للشريعة : كالأدوات الموسيقية وما فيه صلبان أو نرد . ومن الجيد توفير ركن هوايات للفتيان كالنجارة والإلكترونيات ، والميكانيكا ، وبعض ألعاب الكمبيوتر المباحة ، وبهذه المناسبة ننبه إلى خطورة بعض أشرطة الكمبيوتر المصممة لتعرض صور النساء في غاية السوء على شاشة الجهاز ، أو ألعاب فيها صلبان ، حتى ذكر أحدهم أن إحدى الألعاب هي لعبة قمار مع الكمبيوتر ، وينتقي اللاعب صورة فتاة من أربع فتيات يظهرن على الشاشة تمثل الطرف الآخر ، فإذا فاز في اللعبة خرجت له صورة الفتاة في أسوأ منظر جائزة الفوز . التفريق بين الذكور والإناث في المضاجع : وهذا من الفروق في ترتيب بيوت أهل الدين وغيرهم ممن لا يهتمون بهذا .
الممازحة والملاطفة : كان رسول الله r يداعب الأطفال يمسح رؤوسهم ، ويتلطف في مناداتهم ، ويعطي أصغرهم أول الثمرة ، وربما ارتحله بعضهم . وفيما يلي مثالان على مداعبته r للحسن والحسين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله r ليدلع لسانه لحسن بن علي ، فيرى الصبي حُمرة لسانه فيبهش له " أي أعجبه وجذبه فأسرع إليه . رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي r وآدابه ، انظر السلسلة الصحيحة رقم 70 . وعن يعلى بن مرة أنه قال : خرجنا مع النبي r ودعينا إلى طعام ، فإذا حسين يلعب في الطريق ، فأسرع النبي r أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ، ويضاحكه النبي r حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه ، والأخرى في فأس رأسه فقبله . رواه البخاري في الأدب المفرد رقم 364 وهو في صحيح ابن ماجه 1/29 .
نصيحة 18 الحزم في تنظيم أوقات النوم والوجبات :
بعض البيوت حالها كالفنادق لا يكاد قاطنوها يعرف بعضهم بعضاً ، وقلما يلتقون .
بعض الأولاد يأكل متى شاء وينام متى شاء ، ويتسبب في السهر ومضيعة الوقت ، وإدخال الطعام على الطعام ، وهذه الفوضوية تتسبب في تفكك الروابط ، واستهلاك الجهود والأوقات ، وتنمي عدم الانضباط في النفوس ، قد تعذر أصحاب الأعذار ، فالطلاب يتفاوتون في مواعيد الخروج من المدارس والجامعات ، ذكوراً وإناثاً ، والموظفون والعمال وأصحاب المحلات ليسوا سواء ، ولكن ليست هذه الحالة عند الجميع ، ولا أحلى من اجتماع العائلة الواحدة على الطعام ، واستغلال الفرصة لمعرفة الأحوال والنقاشات المفيدة ، وعلى رب الأسرة الحزم في ضبط مواعيد الرجوع إلى المنزل ، والاستئذان عند الخروج ، خصوصاً للصغار - صغار السن أو صغار العقل - الذين يُخشى عليهم .
نصيحة 19 : تقويم عمل المرأة خارج البيت
شرائع الإسلام يكمل بعضها بعضاً ، وعندما أمر الله النساء بقوله :﴿ وقرن في بيوتكن ﴾ الأحزاب /33 ، جعل لهن من ينفق عليهن وجوباً كالأب والزوج . والأصل أن المرأة لا تعمل خارج البيت إلا لحاجة ، كما رأى موسى عليه السلام ، بنتي الرجل الصالح على الماء تذودان غنمهما تنتظران، فسألهما:﴿ ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يُصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ﴾ القصص الآية 23 ، فاعتذرتا حالاً عن خروجهما لسقي الغنم ، لأن الولي لا يستطيع العمل لكبر سنه ، لذا صار الحرص على التخلص من العمل خارج البيت حالما تسنح الفرصة﴿ قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ﴾ القصص الآية 26 .
فبينت هذه المرأة بعبارتها رغبتها في الرجوع إلى بيتها لحماية نفسها ، من التبذل والذي قد تتعرض له بالعمل خارج البيت . وعندما احتاج الكفار في العصر الحديث لعمل النساء بعد الحربين العالميتين ، لتعويض النقص الحاصل في الرجال ، وصار الوضع حرجاً من أجل إعادة إعمار ما خربته الحرب ، وواكب ذلك المخطط اليهودي في تحرير المرأة ، والمناداة بحقوقها بقصد إفساد المرأة ، وبالتالي إفساد المجتمع تسربت مسألة خروج المرأة للعمل . وعلى الرغم من أن الدوافع عندنا ليست كما هي عندهم ، والفرد المسلم يحمي حريمه وينفق عليهن ، إلا أن حركة تحرير المرأة نشطت ، ووصل الأمر إلى المطالبة بابتعاثها إلى الخارج ، ومن ثم المطالبة بعملها حتى لا تذهب هذه الشهادات هدراً وهكذا ، وإلا فالمجتمعات الإسلامية ليست بحاجة لهذا الأمر على هذا النطاق الواسع الحاصل ، ومن الأدلة على ذلك وجود رجال بغير وظائف مع استمرار فتح مجالات العمل للنساء . وعندما نقول : " على هذا النطاق الواسع " ، فإننا نعني ذلك لأن الحاجة إلى عمل المرأة في بعض القطاعات كالتعليم والتمريض والتطبيب بالشروط الشرعية حاجة قائمة ، وإنما قدمنا تلك المقدمة لأننا لاحظنا أن بعض النساء يخرجن للعمل دون حاجة ، وأحياناً براتب زهيد جداً ، لأنها تحس أنها لا بد أن تخرج لتعمل حتى ولو كانت غير محتاجة ، ولو في مكان غير لائق بها ، فوقعت فتن عظيمة . ومن الفروق الرئيسية بين المنهج الإسلامي لقضية عمل المرأة ، والنهج العلماني أن التصور الإسلامي للقضية يعتبر أن الأصل هو " وقرن في بيوتكن " والخروج للحاجة " أُذن لكن أن تخرجن في حوائجكن " والنهج العلماني يقوم على أن الخروج هو الأصل في جميع الحالات . ولأجل العدل في القول نقول : إن عمل المرأة قد يكون حاجة فعلاً ، كأن تكون المرأة هي المعيل للأسرة بعد زوج ميت ، أو أب عاجز ، ونحو ذلك ، بل إنه في بعض البلدان نتيجة لعدم قيام المجتمع على أسس إسلامية تضطر الزوجة إلى العمل لتغطي مصروف البيت مع زوجها ، ولا يخطب الرجل إلا موظفة ، بل اشترط بعضهم على زوجته في العقد أن تعمل !! والخلاصة : فقد يكون عمل المرأة للحاجة أو لأجل هدف إسلامي ، كالدعوة إلى الله في مجال التعليم ، أو تسلية كما يقع لبعض من ليس لها أولاد . وأما سلبيات عمل المرأة خارج البيت فمنها : ما يقع كثيراً من أنواع المنكرات الشرعية ، كالاختلاط بالرجال ، والتعرف بهم والخلوة المحرمة ، والتعطر لهم ، وإبداء الزينة للأجانب ، وقد تكون النهاية هي الفاحشة . عدم إعطاء الزوج حقه ، وإهمال أمر البيت ، والتقصير في حق الأولاد " وهذا موضوعنا الأصلي " . نقصان المعنى الحقيقي للشعور بقوامة الرجل في نفوس بعض النساء فلنتصور امرأة تحمل شهادة مثل شهادة زوجها ، أو أعلى " وهذا ليس عيباً في ذاته " ، وتعمل براتب قد يفوق راتب زوجها ، فهل ستشعر هذه المرأة بشكل كاف بحاجتها إلى زوجها وتتكامل لديها طاعة الزوج ، أم أن الإحساس بالاستغناء قد يسبب مشكلات تزلزل كيان البيت من أساسه ، إلا من أراد الله بها خيراً ، وهذه مشكلات النفقة على الزوجة الموظفة والإنفاق على البيت لا تنتهي . الإرهاق الجسدي والضغط النفسي والعصبي الذي لا يناسب طبيعة المرأة . وبعد هذه العرض السريع لمصالح ومفاسد عمل المرأة نقول : لا بد من تقوى الله ، ووزن المسألة بميزان الشريعة ، ومعرفة الحالات التي يجوز فيها للمرأة أن تخرج للعمل ، من التي لا تجوز ، وأن لا تعمينا المكاسب الدنيوية عن سلوك سبيل الحق ، والوصية للمرأة لأجل مصلحتها ، ومصلحة البيت ، وعلى الزوج ترك الإجراءات الانتقامية وألا يأكل مال زوجته بغير حق .
نصيحة 20 : حفظ أسرار البيوت : وهذا يشمل أموراً منها : عدم نشر أسرار الاستمتاع .
عدم تسريب الخلافات الزوجية . عدم البوح بأي خصوصية يكون إظهارها ضرر بالبيت أو أحد أفراده . فأما المسألة الأولى فدليل تحريمها : قوله r : " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " رواه مسلم 4/157 . ومعنى يفضي : أي يصل إليها بالمباشرة والمجامعة كما في قوله تعالى : ﴿ وقد أفضى بعضكم إلى بعض ﴾ سورة النساء الآية 21 . ومن أدلة التحريم أيضاً حديث أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله r ، والرجال والنساء قعود فقال : " لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها " فأرم القوم " أي سكتوا " فقلت : إي والله يا رسول الله ، إنهن ليفعلن ! وإنهم ليفعلون !! قال : " فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون " رواه الإمام أحمد 6/457 وهو مخرج في آداب الزفاف للألباني ص 144 . وفي رواية لأبي داود : " هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه ، وألقى عليه ستره ، واستتر بستر الله ؟ قالوا : نعم ، قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا ، فعلت كذا ، فسكتوا ، ثم أقبل على النساء ، فقال : هل منكن من تحدث ؟ فسكتن ، فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتها ، وتطاولت لرسول الله r ليراها ويسمع كلامها ، فقالت : يا رسول الله إنهم ليحدثون ، وإنهن ليحدثن ، فقال : هل تدرون ما مثل ذلك ؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطاناً في السكة ، فقضى حاجته والناس ينظرون إليه " سنن أبى داود 2/627 وهو في صحيح الجامع 7037 .
وأما الأمر الثاني ، وهو تسريب الخلافات الزوجية خارج محيط البيت ، فإنه في كثير من الأحيان يزيد المشكلة تعقيداً ، وتدخل الأطراف الخارجية في الخلافات الزوجية يؤدي إلى مزيد من الجفاء في الغالب ، ويُصبح الحل بالمراسلة بين اثنين هما أقرب الناس لبعضهما ، فلا يلجأ إليه إلا عند تعذر الإصلاح المباشر المشترك وعند ذلك نفعل كما أمر الله : ﴿فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ﴾ سورة النساء الآية 35.
والأمر الثالث : وهو الإضرار بالبيت أو أحد أفراده - بنشر خصوصياته - وهذا لا يجوز لأنه داخل في قوله r : " لا ضرر ولا ضرار " رواه الإمام أحمد 1/313 وهو في السلسلة الصحيحة رقم 250 . ومن أمثلة ذلك ما ورد في تفسير قوله تعالى : ﴿ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ﴾ التحريم الآية10 ، فقد نقل ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ما يلي : " فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت أهل المدينة ممن يعمل السوء " تفسير ابن كثير 8/198 . أي ليأتوا فيعملوا بهم الفاحشة .
الأخلاق في البيت
نصيحة 21 : إشاعة خلق الرفق في البيت : عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r : " إذا أراد الله - عز وجل - بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق " رواه الإمام أحمد في المسند 6/71 وهو في صحيح الجامع 303 وفي رواية أخرى : " إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق " رواه ابن أبى الدنيا وغيره وهو في صحيح الجامع رقم 1704 . أي صار بعضهم يرفق ببعض ، وهذا من أسباب السعادة في البيت ، فالرفق نافع جداً بين الزوجين ، ومع الأولاد ، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال r : " إن الله يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه " رواه مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب رقم 2593 .
نصيحة 22 : معاونة أهل البيت في عمل البيت
كثير من الرجال يأنفون من العمل البيتي ، وبعضهم يعتقد أن مما ينقص من قدره ومنزلته أن يخوض مع أهل البيت في مهنتهم . فأما رسول الله r فقد كان " يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم " رواه الإمام أحمد في المسند 6/121 وهو في صحيح الجامع 4927 . قالت ذلك زوجته عائشة رضي الله عنها لما سُئلت ما كان رسول الله r يعمل في بيته فأجابت بما شاهدته بنفسها وفي رواية : كان بشراً من البشر يفلي " يُنقي " ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه . رواه الإمام أحمد في المسند 6/256 وهو في السلسلة الصحيحة 671 . وسُئلت رضي الله عنها أيضاً ما كان رسول الله r يصنع في بيته ، قالت : كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . رواه البخاري ، الفتح 2/162
فإذا فعلنا ذلك نحن اليوم نكون قد حققنا عدة مصالح :
اقتدينا برسول الله r.
ساعدنا أهلينا .
شعرنا بالتواضع وعدم الكبر . وبعض الرجال يطالب زوجته بالطعام فوراً ، والقدر فوق النار ، والولد يصرخ يريد الرضاع ، فلا هو يمسك الولد ، ولا هو ينتظر الطعام قليلاً ، فلتكن هذه الأحاديث تذكرة وعبرة .
نصيحة 23 : الملاطفة والممازحة لأهل البيت
ملاطفة الزوجة والأولاد من الأسباب المؤدية إلى إشاعة أجواء السعادة والألفة في البيت ، ولذلك نصح رسول الله r جابراً أن يتزوج بكراً ، وحثه بقوله : " فهلا بكراً تُلاعبها وتُلاعبك وتضاحكها وتضاحكك " الحديث في عدة مواضع في الصحيحين ومنها البخاري مع الفتح 9/121 وقال r : " كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع ، ملاعبة الرجل امرأته .. " رواه النسائي في عشرة النساء ص 87 وهو في صحيح الجامع . وكان r يلاطف زوجته عائشة وهو يغتسل معها ، كما قالت رضي الله عنها : " كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد ، فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي ، قالت : وهما جنبان " مسلم بشرح النووي 4/6 . وأما ملاطفته r للصبيان فأشهر أن تذكر ، وكان كثيراً ما يلاطف الحسن والحسين كما تقدم ، ولعل هذا من الأسباب التي تجعل الصبيان يفرحون بمقدمه r من السفر فيُهرعون لاستقباله كما جاء في الحديث الصحيح : " كان إذا قدم من سفر تُلقي بصبيان أهل بيته " صحيح مسلم 4/1885-2772 وانظر الشرح في تحفة الأحوذي 8/56 وكان r يضمهم إليه كما قال عبد الله بن جعفر : " كان النبي r إذا قدم من سفر تُلقي بنا ، فتُلقي بي وبالحسن أو بالحسين ، قال : فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة " صحيح مسلم 4/1885-2772 ، وانظر الشرح في تحفة الأحوذي 8/56 . قارن بين هذا وبين حال بعض البيوت الكئيبة لا فيها مزاح بالحق ، وملاطفة ولا رحمة . ومن ظن أن تقبيل الأولاد يتنافى مع هيبة الأب فليقرأ هذا الحديث ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبّل رسول الله r الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً ، فنظر إليه رسول الله r ، ثم قال : " من لا يرحم لا يُرحم " .
نصيحة 24 : مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت :
لا يخلو فرد من الأفراد في البيت من خلق غير سوي كالكذب أو الغيبة والنميمة ونحوها ، ولابد من مقاومة هذه الأخلاق الرديئة . وبعض الناس يظن أن العقوبة البدينة هي العلاج الوحيد في مثل هذه الحالات ، وفيما يلي حديث صحيح تربوي في هذا الموضوع ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله r إذا اطّلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة " انظر مسند الإمام أحمد 6/152 ونص الحديث في صحيح الجامع رقم 4675 . ويتبين من الحديث أن الأعراض والهجر بترك الكلام والالتفات من العقوبات البليغة في مثل هذا الحال ، وربما كان أبلغ أثراً من العقاب البدني ، فليتأمله المربون في البيوت .
نصيحة 25 : ( علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ) أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/332 وهو في السلسلة الصحيحة برقم 1446 .
التلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية ، ولذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت ، وفي رواية أخرى قال رسول الله r : " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ، فإنه آدب لهم " أخرجه الطبراني 10/344-345 وهو في السلسلة الصحيحة برقم 1447 .
ورؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفاً أن ينالهم منه نائل ، ويكون باعثاً لهم على التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، قال ابن الأنباري : " لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحداً ، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم". انظر فيض القدير للمناوي 4/325 . والضرب ليس هو الأصل أبداً ، ولا يلجأ إليه إلا عند استنفاد الوسائل الأخرى للتأديب ، أو الحمل على الطاعات الواجبة ، كمل قوله تعالى : ﴿واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرهن في المضاجع واضربوهن ﴾ النساء الآية 34 . على الترتيب ومثل حديث : " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " سنن أبي داود 1/334 وانظر إرواء الغليل 1/266 . أما استعمال الضرب دون الحاجة فإنه اعتداء ورسول الله r نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لأنه لا يضع العصا عن عاتقه أي ضراب للنساء ، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقاً تقليداً لبعض نظريات الكفار في التربية ، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية .
المنكرات في البيت
نصيحة 26 : الحذر من دخول الأقارب غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها .
نصيحة 27 : فصل النساء عن الرجال في الزيارات العائلية . نصيحة 28 : الانتباه لخطورة السائقين والخادمات في البيوت . نصيحة 29 : اخرجوا المخنثين من بيوتكم .
نصيحة 30 : احذر أخطار الشاشة . نصيحة 31 : الحذر من شر الهاتف .
نصيحة 32 : يجب إزالة كل ما فيه رمز لأديان الكفار الباطلة أو معبوداتهم وآلهتهم .
نصيحة 33 : إزالة صور ذوات الأرواح . نصيحة 34 : امنعوا التدخين في بيوتكم .
نصيحة 35 : إياك واقتناء الكلاب في البيوت .نصيحة 36 : الابتعاد عن تزويق البيوت .
البيت من الداخل والخارج
نصيحة 37 : حسن اختيار موقع البيت وتصميمه : لا شك أن المسلم الحق يراعي في اختيار بيته وتصميمه أمراً لا يراعيها غيره . فمن جهة الموقع مثلاً : أن يكون البيت قريباً من مسجد وفي هذا فوائد عظيمة لا تخفى ، فالنداء يذكر ويوقظ للصلاة ، والقرب يمكن الرجل من إدراك الجماعة ، والنساء من سماع التلاوة والذكر من مكبر المسجد ، والصغار من إتيان حلقة تحفيظ القرآن وهكذا .. أن لا يكون في عمارة فيها فساق أو مجمعات سكنية فيها كفار يتوسطها مسبح مختلط ونحو ذلك . أن لا يكشف ولا يُكشف ، ولو حصل يستعان بالسواتر وتعلية الجدر . ومن جهة التصميم مثلاً : أن يراعى فيه فصل الرجال عن النساء من الزوار الأجانب من ناحية المدخل ، وصالات الجلوس ، وإن لم يحصل فيستعين بالستائر والحواجز . ستر الشبابيك : بحيث لا يظهر من في الغرف للجار ، أو لرجل الشارع ، وخصوصاً في الليل عندما تضاء الأنوار . أن لا تكون المراحيض باتجاه القبلة عند استخدامها . أن يختار المسكن الواسع والدار كثيرة المرافق ، وذلك لأمور منها : " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " حديث رواه الترمذي رقم 2819 وقال : هذا حديث حسن . " ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاء ، فمن السعادة : المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ، ومن الشقاء : المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون قطوف ، فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك ، والدار قليلة المرافق " حديث رواه الحاكم 3/262 وهو في صحيح الجامع برقم 3056 .
الحرص على الأمور الصحية كالتهوية ودخول الشمس ، وهذه وغيرها مقيدة بالقدرة المادية والإمكانات المتاحة .
نصيحة 38 : اختيار الجار قبل الدار
وهذه مسألة تحتاج إلى إفراد لأهميتها . فالجار في عصرنا له مزيد من التأثير على جاره ، بفعل تقارب المساكن ، وتجمع الناس في البنايات والشقق ، والمجمعات السكنية . وقد أخبر رسول الله r عن أربع من السعادة وذكر منها : الجار الصالح، وأخبر عن أربع من الشقاء وذكر منها : الجار السوء رواه أبو نعيم في الحلية 8/388 وهو في صحيح الجامع 887 . ولخطر هذا الأخير كان r يتعوذ منه في دعائه فيقول : " اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة " أي الذي يجاورك في مكان ثابت " فإن جار البادية يتحول " رواه الحاكم 1/532 وهو في صحيح الجامع 1290 . وأمر المسلمين أن يتعوذوا من ذلك فقال : " تعوّذوا بالله من جار السوء في دار المقام ، فإن الجار البادي يتحول عنك " رواه البخاري في الأدب المفرد رقم 117 واللفظ في صحيح الجامع 2967 . ويضيق المجال للحديث عن أثر جار السوء على الزوجين والأولاد ، وأنواع الإيذاء التي تصدر عنه ، ومنغصات العيش بجانبه ، ولكن في تطبيق الأحاديث السابقة على الواقع كفاية للمعتبر ، ولعل من الحلول العلمية ما ينفذه بعض الطيبين من استئجار السكن المتجاور لعائلاتهم ، لحل مشكلة الجيرة ولو على حساب بعض الماديات ، فإن الجيرة الصالحة لا تقدر بمال .
نصيحة 39 : الاهتمام بالإصلاحات اللازمة وتوفير وسائل الراحة
من نعم الله علينا في هذا الزمان ما وهبنا من وسائل الراحة التي تسهل أمور المعيشة في هذه الدنيا ، وتوفر الأوقات كالمكيف والثلاجة والغسالة .. إلخ ، فيكون من الحكمة توفيرها في البيت بالجودة التي يستطيعها صاحب البيت من غير إسراف ولا مشقة ، ولابد من التفريق بين الأمور التحسينية المفيدة والكماليات الزائفة التي لا قيمة لها . ومن الاهتمام بالبيت إصلاح ما فسد من مرافقه وأجهزته ، وبعض الناس يهملون ، وتشتكي زوجاتهم من بيوت تعج فيها الحشرات ، وتفيض فيها البلاعات ، وتفوح القمامة بالروائح الكريهة ، وتتناثر فيه قطع الأثاث المكسور والتالف . ولا شك أن هذا مما يمنع حصول السعادة في البيت ، ويسبب مشكلات زوجية وصحية ، فالعاقل من عالج ذلك .
نصيحة 40 : الاعتناء بصحة أهل البيت وإجراءات السلامة
" كان رسول الله r إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات " رواه مسلم رقم 2192 . " وكان r إذا أخذ أهله الوعك " المرض " أمر بالحساء " المرقة المعروفة " فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، وكان بقول : " إنه ليرتق " يشد " فؤاد الحزين ، ويسرو " يكشف " عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها " رواه الترمذي رقم 2039 وهو في صحيح الجامع رقم 4646 ،
وعن بعض إجراءات الوقاية والسلامة :
قال رسول الله r : " إذا أمسيتم فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، فغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً " مثل العود ونحوها " وأطفئوا مصابيحكم " رواه البخاري الفتح 10/88-89 . وفي رواية لمسلم : " أغلقوا أبوابكم ، وخمروا آنيتكم ، وأطفئوها سرجكم ، وأوكئوا أسقيتكم " شدوا رباطها على أفواها " فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، ولا يكشف غطاء ، ولا يحل وكاء ، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله " " أي تسحب فتيل السراج فيشتعل البيت " رواه الإمام أحمد في المسند 3/301 وهو في صحيح الجامع 1080 .وقال r :" لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون " رواه البخاري،الفتح 11/85 .
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22/03/2004, 01:39 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية ...
1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،،، 3- لقمة الحب
4- لمسة الحب ،،،، 5- دثار الحب ،،،،،، 6- ضمة الحب
7- قبلة الحب ,,,,,,, 8- بسمة الحب


الأولى : كلمة الحب .

كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة ) .
إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلاّ فلا .
بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ] .




الثانية : نظرة الحب .

اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يافلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يافلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية .




الثالثة : لقمة الحب .

لاتتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الآبتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض (ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي) بعد هذا سيقبلها .




الرابعة : لمسة الحب .

يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه.




الخامسة : دثار الحب .

ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة ... إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟
فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه .
في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل .
بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا .




السادسة : ضمة الحب .

لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له .




السابعة : قبلة الحب .

قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك .
أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام .




هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ماتعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لانغيره .
وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء .



جزى الله خيرا من لخص المحاضرة وبارك فيه
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22/03/2004, 01:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
التربية بالحب ( للدكتور ميسرة طاهر )

--------------------------------------------------------------------------------

بات شائعاً لدى الكثير منا أن مانحمله من أفكار بشأن العلاقة مع أبنائنا ينبغي أن يحاكم وأن يوضع في الميزان وهناك اتفاق على أنه ينبغي أن نعيد النظر في كثير من أشكال تربيتنا لأبنائنا كما ينبغي أن نفكر جدياً للحصول على إجابة سؤال مهم هو .. كيف ينبغي أن تكون هذه التربية ؟؟
فأنا مضطر في كثير من الأحيان لدراسة الواقع الذي أعيشه و أبحث بأسلوب علمي ، حتى أثبت أن أسلوباً ما في التربية له نتائج ضارة .
وهناك قواعد كثيرة حددها الوحي قد انتبه إليها وقد لا انتبه .

والآن يمكن أن نطرح السؤال التالي .. هل نستطيع أن نربي بالحب ؟؟ وهو سؤال يترتب عليه جملة من الأسئلة أهمها ... ماهو الحب ؟؟ وكيف يولد في نفوس الناس ؟؟ وما أنواعه ؟؟ وما معيار الحب الحقيقي ؟
وهل للحب لغة ؟؟

نحن نعلم أن الناس جميعاً لديهم جملة من الحاجات العضوية كالحاجة إلى الطعام و الشراب و النوم و الراحة و الحاجة الجنسية ،، وليهم أيضاً جملة من الحاجات النفسية : منها .. الحاجة إلى الحب .
و كِلا النوعين من الحاجات لابد من اشباعها حتى يشعر الفرد منا بالتوازن ، ذلك أن عدم إشباعها يجعلنا نحس بفقدان التوازن أو إختلالها .

ولكن ما الفرق بين الحاجات العضوية والحاجات النفسية ؟؟

الفرق في نقطة مهمة "إن عدم إشباع معظم الحاجات العضوية يؤدي إلى الموت ،، ولكن الحاجات النفسية ليست كالحاجات العضةية التي ذكرناها . فعدم إشباع الحاجات النفسية لايؤدي إلى الموت ولكنه يترك أثراً خطيراً على الشخصية ،، يبدو هذا الأثر في سلوك الفرد ومقدار سعادته ، كما يبدو أثناء تعامله مع غيره "


فالحب إذن ... عاطفة إنسانية تتمركز حول شخص أو شيء أو مكان أو فكرة وتسمى هذه العاطفة باسم مركزها فهي تارة عاطفة حب الوطن حين تتمركز حول الوطن وتارة أخرى عاطفة الأمومة حين تتمركز عاطفة الأم حول طفلها ,, وهكذا .

كل مافيه الحب فهو وحده الحياة , ولو كان صغيراً لا خطر له , ولو كان خسيساً لا قيمة له ، كأن الحبيب يتخذ في وجودنا صورة معنوية من القلب ، والقلب على صغره يخرج منه كل الدم ويعود إليه كل الدم .

والحب أيضاً حاجة نفسية تحتاج إلى إشباع باستمرار فكيف تتكون هذه العاطفة التي بتكوينها عند الأم تشبع الحاجة للحب عند الطفل .
دعونا نقف عند حديث قدسي ،،، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي { وما تقرب إلي عبدٌ بأحب إلي مما افترضته عليه و مايزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها } .

في هذا الحديث القدسي عدة قواعد لابد لنا من الوقوف عندها ...
أولاً " حب الله لأداء عبده للفرائض "
ثانياً "النوافل طريقٌ لتقرب العبد العبد إلى الله "
ثالثاً " تقرب العبد إلى الله بالنوافل مدعاة لحب الله للعبد "
ومن نتائج حب الله للعبد ،، أن العبد يملك عنئذٍ جملة من وسائل التمييز فلا يرى ولا يسمع إلا مايرضي الله ولا يمشي ولا يفعل إلا ما يرضي الله .
وايتمشى مع موضوعنا ، أن مايقدمه العبد من أداءٍللنوافل هو الطريق لمحبة الله تباركت أسماؤه .
بمعنى آخر : أن حب الله وهو الغني عن العباد هو نتيجة لما يقوم به العبد من أداءٍ للنوافل .

ويمكن صياغة هذه القاعدة بالآتي [ إن العطاء طريق الحب ] .والعطاء يقدمه العبد والحب من الرب .
مع أن الله تبارك وتعالى غنيٌ عن أداء كل العباد لفروضهم ناهيكم عن نوافلهم . ولكنها قاعدة أراد الله وهو الأعلم أن يعلمنا إياها وهي ((أن من يريد أن يكسب الحب فليبدأ هو بالعطاء)) ، أي فليقدم العطاء ،، عطاءٌ فوق المفروض عليه ،، عطاءٌ يتعدى الواجب أداءه لله ، والنافلة هنا وهي عمل فوق المفروض كانت سبباً لمحبة الله .
وفي موقع آخر يؤكد رب العالمين على لسان من اقتدروا على الحب الحقيقي أن عطاءهم لوجه الله وليس ابتغاء مردود يحصلون عليه من الناس { إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكُوراً } .
وإذا عدنا إلى علاقة الحب بين الأم وولدها ، لتبين لنا أن حب الأم وولدها ، لتَبيّن لنا أن حب الأم لولدها ، مثل النوع الأول من الحب (الحب الحقيقي) الحب الذي لاتبغي الأم من ورائه مردود أو نتيجة ، إنما هو حبٌ مغروس في أصل خلقتها ، إنه حبٌ فطري جُبلت عليه ولم تتعلمه وإن كان هذا الحب قد يفسد بسبب التربية غير السليمة للأم ، فيتحول إلى مايمكن تسميته بحب كشف الحساب . ذلك الحب الذي يتمركز حول من يقدمه وليس حةل من يُقدم له وهو مايمكن تسميته

بالحب النرجسي

إذاً الحب النرجسي هو حبٌ أناني ، حبٌ للذات وليس للآخر ، حبٌ يعتمد على الأخذ فيحيل صاحبه إلى فردٍ ذو شخصية دوامية تبتلع مايحيط بها . إن من كانت شخصيته ذو حبٍ نرجسي فإنه يريد أن يبتلع كل ماحوله ليصب في ذاته .
شخصية من هذا القبيل تحب غيرها ..نعم ، ولكن طالما أن الغير يحقق لها ماتريد ويشبع حاجاتها ورغباتها ويعظمها ويبجلها ويعطيها وحين يتوقف الآخر عن العطاء ولو كان توقفاً بسيطاً أو يقصر ولو قليلاً .. يتوقف الحب مباشرةً .
و كِلا النوعين من الحب النرجسي والحقيقي فيهما عطاء ، ولكن الحب الحقيقي عطاءٌ دائم ومستمر هدفه مصلحة المحبوب ،،، تماماً كما تفعل الأم مع طفلها .
وفي الثاني أيضاً عطاء ولكنه عطاٌ مشروط بجملة من الشروط ، حبٌ فيه يتوقف المحب عن العطاء بمجرد توقف المحبوب عن الرد ، حبٌ يدور حول ذات المحب وليس حول ذات المحبوب ، حبٌ يجعل المحب يصدر كشف الحساب فوراً ودون تردد ، ويريه كم ضحى من أجله وكم أعطاه وكم حرم نفسه من النعيم من أجله . حبٌ يظهر كشفاً طويلاً من العطاء كما يُظهر كماً كبيراً من الجحود من قِبلِ المحبوب ، حيث يعتمد عل إظهار المن في العطاء من المحب والجحود من المحبوب .


ودعونا نقرأ الحديثين التاليين لنتعرف أكثر على هذين النوعين ولنعرف هل حبنا لأبنائنا حبٌ حقيقي أم نرجسي .
سمع أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ، فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنكِ وقالت الأخرى إنما ذهب بابنكِ أنتِ فتحاكمتا إلى داوود فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان بن داوود فاخبرتاه فقال : ائتوني بالسكين اشقه بينهما . فقالت الصغرى : لاتفعل يرحمك الله هو ابنها ,, فقضى به للصغرى ] .
لن نقف عند هذا الحديث كثيراً لأنه واضح وضوح الشمس و أوضح مافيه أن الأم الحقيقية وهي الصغرى رضيت أن يؤخذ ابنها منها طالما أنه سيبقى حيّاً سليماً ، وذلك من شدة حبها لها وخوفها عليه ولو أدى ذلك الإبعاد إلى حزنها الشديد .
لقد ضحت هذه الأم بوجود ابنها معها في سبيل مصلحته الكامنة في بقائه على قيد الحياة ، وهذا بالطبع ما تريده كل أم .

حب الأم في تسميته كالشجرة تغرس من عود ضعيف ثم لاتزال به الفصول و آثارها و لاتزال تتمكن بجذورها وتمتد بفروعها حتى تكتمل شجرة بعد أن تفني عِداد أوراقها ليالي وأيام .
هذا عن الحب الحقيقي .

أما الحب النرجسي فنرى مثلاً جليّاً له بسلوك فرعون مع موسى { قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت من عمرك سنين . وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين . قال فعلتها إذاً وأنا من الضآلين . ففرتُ منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين . وتلك نعمةٌ تمنها عليّ أن عبدّتَ بني اسرائيل }
والملاحظ أن فرعون استخدم أسلوب كشف الحساب حين قال لموسى { قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت من عمرك سنين . وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين . }
إن الحب الفرعوني حب نرجسي واضح المعالم ، حبٌ يعتمد على المن و الأذى وما أراد أن يقوله فرعون لابنه هو بالضبط ما يقوله الكثير من الآباء و الأمهات لأبنائهم حين يتوقف الأبناء عن السير في أطراف الدوامة . عندها نسمع كلاماً من قبيل ... ألا تذكر مافعلته لك ؟ ألا تذكر أني حرمتُ نفسي من كثير من المزايا في سبيل تأمين ما تريده ؟ ألم أعطك من وقتي وعمري ؟ ياحسرتى على عمري وتربتي لك لو ربيتُ قطةً لكانت خيراً منك .

ليس بحبٍ إلا ماعرفته ارتقاءً شخصياً تعلو فيه الروح بين سماوين من البشرية وتبوح منها ،، كالمصباح بين مرآتين يكون واحداً فترى منه العين ثلاثة مصابيح ، فكأن الحب هو تعدد الروح في نفسها وفي محوبها .

ولنقرأ هذه الحادثة التي سطرتها لنا كتب التاريخ .. اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة لعمته خديجة بنت خويلد فلما تزوج رسول الله بخديجة وهبته له فتبناه الرسول . فخرج أبو زيد وعمه لفدائه فلما وصلا لمكة سألا عن النبي صلى الله عليه وسلم وذهبا إليه وخاطباه بلغة راقية جداً ، قالا : يا ابن عبد المطلب يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون الأسير و تطعمون الجائع و تغيثون الملهوف وقد جئناك في ابن لنا عندك فامنن علينا بفدائه فإنا سندفع لك في الفداء ما تشاء . قال رسول الله ومن هو ؟؟ فقالا : زيد بن حارثة . فقال عليه الصلاة والسلام فهلاّ غير ذلك . قالا: وماهو ؟؟ قال : أدعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فما أنا بالذي اختار على من يختارني أحداً . فقالا : قد زدتنا على النصف و أحسنت .
فدعاه و قال له هل تعرف هؤلاء ؟؟ قال : نعم . قال : من هذا ؟؟ قال : هذا أبي ومن هذا ؟؟ قال : هذا عمي .
فقال لزيد : فأنا من قد علمتَ فاخترني أو اخترهما . " ولم يقدم كشف حساب طويل. "
هذا الكلام مهم أيها الإخوة و الأخوات ، مهم جداً . لأنه يمثل مفتاح التربية بالحب.
قال زيد : ما أنا بالذي يختار عليك أحداً ، أنت مني مكان الأب والعم.

الحب الصحيح ليس له فوق ، و لايشبه من هذه الناحية إلا الإرادة الصحيحة فليس لها وراءٌ ولايمين ولا شِمال ، وماهي إلا أمام أمام .

** إذا غضبنا على أولادنا هل ندعو عليهم أم لهم ؟؟ وهذا معيار من معايير الحب .
** الحب يكون من الإنسان وهو في أحلك حالات الضعف تماماً كما يبدو والإنسان في أشد لحظات القوة .

إن من حق الجميع على أولادهم أن يبروهم أي أن يردوا جميلهم وصنيعهم و إحسانهم بإحسان . وإن لم يفعل ذلك الأبناء فقد خسروا خسراناً كبيراً .
ولكن لاينبغي التوقف عن الإحسان إليهم إذا أساءوا أو أخطأوا إن كنا نحبهم حباً حقيقياً .


لقد عرفنا الآن أيها الأحبة أنواع الحب و أهمية الحب و معيار الحب ،، ويبقى شيءٌ واحد لابد من معرفته وهو لغة الحب . فهل للحب لغة ؟؟
__________________
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22/03/2004, 01:45 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أطفالنا بين جهل الآباء وخبث الأعداء 1 / 2 - إعداد:الأستاذة / إيمان الوزير
(العدد67/صفر/1424هـ)




تنادى المربون في السنوات الأخيرة لرصد خطر أفلام الكرتون القادمة إلينا من بعيد ، وأصبحت من أهم عوامل التأثير في الأطفال ، ولأن الأدب هو نتاج الفكر والمعتقد فإنه من المؤكد أن يتأثر نص الفلم والسيناريو بثقافة وعقيدة الكاتب ونظرته للحياة ، ومن هنا تأتي أهمية الإنتاج الكرتوني الخاص بنا نحن المسلمين..





قصص كثيرة سمعناها تستدعي إعلان حالة الطوارىء في أواسط النخب الثقافية للإسراع في تقديم البديل الإسلامي ، ولا أقول المواجهة الثقافية لأن العقل الإنساني لديه احتياجات معرفية وخيالية وما لم نملأه بالمفيد فإنه سيمتلأ بما هو موجود.



في هذا الإطار جاءت بعض صيحات التحذير من بعض الأفلام التي تصور الله سبحانه تعالى بأنه وحشٌ شريرٌ يكره الإنسان ، وهذا يتفق مع نظرية الصراع مع الآلهة التي قامت عليها الحضارات الأوروبية القديمة، ولازالت آثارها مسيطرة على الأدب هناك حتى اليوم.



ومع الوعي الغربي الرائع لأهمية فلم الكرتون أصبحت غزارة الإنتاج نتيجة طبيعية لهذا الوعي، وإذا ما أردنا أن نستدرك الأمر فما علينا إلا أن نبدأ ـ وبسرعة ـ بتوعية الرأي العام بخطط تستهدف كل الشرائح الاجتماعية حتى نشجع المستثمر ، ونشد من أزر الأديب والفنان، ونطمئن العاملين في هذا المجال على قوتهم وقوت عيالهم، وحينئذ ستكون لنا صناعتنا الكرتونية الخاصة والقوية وبسرعة تذهل كل المراقبين.



لقد حمي الوطيس وغزت أمريكا العراق بعد أن مهد لها الذين قتلوا في هذه الأمة كل عناصر الهوية قتلوا كرامة الإنسان ، وتآمروا على دينه وتاريخه ، وفهمه للأحداث الجسام ، ودفنوا المبدعين أحياء في قبور الكآبة والاستياء..



فكان من ضمن الحطام إنتاج هزيل لأفلام الكرتون لا يقوى على منافسة الأفلام العالمية المدعومة من حضارة يمثلها من يعتز بهويته وثقافته.



لقد مهدت أفلام الكرتون والثقافة الغربية الواردة إلينا منذ عشرات السنين لاستقبال السوبرمان ورجل الكوبوي الأمريكي!!!



في حينها حذر المفكرون ، وكتبوا ، وقالوا ولكن لا حياة لمن تنادي..



واليوم وبعد أن وقع الفأس على الرأس هل نسارع للبدء واستدراك ما فات في أهم مجال لصناعة الإنسان والمستقبل (أفلام الكرتون) ؟ أم أن من مفرزات ضياع الإيمان ضعف فهم الولاء والبراء ، ولابد من فؤوس بعد الفأس !!



الطفولة في القرآن والسنة



أولى الإسلام النشء جانبا كبيرا من اهتمامه.. لأنهم رجال المستقبل قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ...)



ولئلا تتعكر براءة الطفولة، قال أيضاً: (لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ والَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ...). وقال صلى الله عليه وسلم محذراً الآباء من مغبة تفريطهم في أولادهم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ....»



وكان عليه السلام لا يأنف أن يوجه الغلمان ، فقد قال: «ياغلام ..سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك...».



وقال لابن عباس رضي الله عنه: (ياغلام: إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك... الحديث) .. كلمات في صلب العقيدة!



ويلعب عليه السلام مع فريقين من الأطفال في الحديث المشهور..



وتراه يقبل بعضهم .. ويحمل بعضهم فوق ظهره الشريف.. وينثر في وجه أحدهم الماء.. ويسأل الآخر عن حال طيره ، ويتألم أن أحد صحابته لم يقبِّل أولاده العشر..



وهكذا نرى معلم البشرية يعلم كل أطباء النفس وكل المختصين الاجتماعيين أن هذا الطفل يتأثر بما يسمع ويرى.. وأن شخصيته المقبلة ستكون نتاجا لما يغذى به من مفاهيم أيام صباه لا كما يقول الكثير من الناس هذه الأيام (يكبر ويتعلم)!!



ويؤكد الدكتور ميسرة طاهر: على اهتمام الإسلام برعاية الطفل فيقول: الباحث عن موقع الأطفال في اهتمام النبي عليه السلام يجد أنهم احتلوا مقاما عظيما من الرعاية والمداعبة والصبر والاهتمام وحفظ الكرامة بل إن واحدا ممن خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين مثل أنس بن مالك لم يقل له النبي عليه السلام عن فعل فعله لِم فعلته ولا عن فعل تركه لِم تركته ، وهذا نمط من التربية لا يزال يحير الكثيرين ممن اعتادوا على قولة لم لا تفعل ولم فعلت مئات المرات في اليوم الواحد.



ولا يحتاج الأمر لأكثر من مراجعة بسيطة لأي كتاب في سيرة المصطفى عليه السلام لنجد مواقف كثيرة توجه اهتمام المربين نحو العناية بالطفل .



وحديثه عليه السلام: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» يضع قاعدة رئيسة يتحمل من خلالها المربون أيا كان موقعهم مسؤولية عظيمة في التأثير في المعتقد وما يترتب عليه من سلوكيات.ولقد وصل اهتمام هذا الدين بالإنسان حداً يجعلنا نؤكد أن أمر التربية لا يمكن أخذه بسطحية كما يفعل بعضنا لأن تكريم الله لهذا الإنسان يقتضي تنفيذ أمره عز وجل بالسير في الأرض والبحث عن كل المخلوقات، قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ).



أهمية التلفاز في إعلام الطفل



في الاستبيان الذي أجرته المنار في ثلاث مدارس للأطفال (ذكورا وإناثا) تتراوح أعمارهم مابين السادسة إلى الثانية عشر عاما تبين أن61% من الأطفال يعتمدون على القنوات الفضائية التلفازية في مشاهدة أفلام الكرتون الأمر الذي يؤكد لنا خطورة الدور الذي يلعبه هذا الجهاز الصغير داخل بيوتنا، وأنه لم يعد من الكماليات بل أصبح من الأولويات التي تحرص كافة الأسر على اختلاف طبقاتها على امتلاكه، والجلوس أمام شاشته الصغيرة.



تقول الأستاذة فدوى كركشان: إن التلفزيون أصبح من أخطر المصادر الموجهة للطفل لما له من جاذبية خاصة بسبب سهولة نيله وإدراكه فهو ينمي الجانب الاجتماعي في الطفل حين يتبادل مع أقرانه الحديث عما شاهده في التلفاز، إضافة إلى كونه عاملاً مهماً في صقل وجدان الطفل وأحاسيسه بما يغمره من جو الترفيه والتسلية ، كما أنه مصدر للمعرفة ومزود قوي للخبرات والمهارات وعامل مهم في إثارة خيال الطفل بما يقدمه من صور موسيقية وتمثيليات بألوان ومؤثرات جذابة.



كما يرى الدكتور حسان المالح إن التأثير الذي يظهر على الفرد بشكل عام يكون أكثر وضوحا من خلال التلفاز أو الصورة المرئية كالسينما والفيديو لما تمتلكه هذه الأجهزة من مؤثرات سمعية وبصرية وتقنيات ذات جودة عالية.



وفي حالة الأطفال- ومازال الحديث للدكتور المالح - فإنهم عادة ما يكونون أكثر استجابة لتلك المؤثرات.



أهمية الأفلام الكرتونية



وحول سؤال عن عدد الساعات اليومية التي يقضيها أولادنا في مشاهدة أفلام الكرتون أتت الإجابات كالتالي:



ويرى د. أسامة جستنية أن أفلام الكرتون من أهم وسائل التثقيف للطفل عندما يتم مقارنتها بالوسائل الأخرى مثل الكتاب والكاسيت والوسيلة التعليمية.. الخ لإمكانية تحقيق التشويق من خلال قدرة هذه الوسيلة لتنفيذ أي فكرة، خاصة الأفكار الخيالية، فإن فلما كرتونيا واحدا لمدة ثلاثين دقيقة يساوي في أثره آلاف الكتب وهذا لا يعني التقليل من شأن الكتاب الذي يأتي في مقدمة الوسائل التعليمية التثقيفية الترفيهية الهامة وهو ليس مجال نقاشنا الآن، ولكن لا بد أن نواكب العالم ولو في جانب إنتاج أفلام الكرتون التي تواكب التطور المذهل في عالم تقنية المعلومات،، لقد أتى رأيي هذا من خلال مباشرتي اللصيقة لعالم ثقافة الطفل والذي أؤكد من خلاله أن الأمر في غاية الأهمية ولابد أن نتكاتف لإنتاج عمل ذي هدف واضح ومحدد مع ضمان استمرارية العمل حتى نتستطيع أن نجذب الطفل المسلم إلى المفاهيم الإسلامية الأصيلة. كما تؤكد الأستاذة اعتماد الشريف أن العديد من الأهالي يقومون بتشفير قناتي سبيس تون ووالت ديزني لأبنائهم ويعتمدون عليهما كمصدر أساسي في مشاهدة أفلام الكرتون وغيرها.



ويعتبر الأستاذ إدريس الكنبوري: أن لأفلام الكرتون رسالة تثقيفية وحضارية فيقول: إن أي منتج ثقافي، مهما تنوع مرسلوه أو المرسل إليهم، هو رسالة حضارية وثقافية تحمل مضمونا معينا يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة.



كما أكدت الأستاذة غادة عنقاوي على تأثير أفلام الكرتون في شخصية الطفل فقالت: الأمر الثابت الذي ينبغي على المربي معرفته هو أن الصور والأصوات ترتب في ذهن الإنسان بمواقف وتجارب الحياة، وبالحالة النفسية التي يكون فيها لحظة المشاهدة أو الاستماع، وهو ما يسمى في علم البرمجة بالرابط أو الإرساء، وهو أمر طبيعي يحدث في كل لحظة من لحظات حياتنا.



كما أكدت الدكتورة فوز عبداللطيف كردي هذه الأهميةلأفلام الكرتون في صياغة شخصية ونفسية الطفل فقالت: إن الطفل-كما هو معلوم- مولع بالمحاكاة التي يعتمد عليها كثيرا في تعلمه والتي تثبت دراسات التعليم فاعليتها كطريقة في إكساب المهارات والاتجاهات .وقد أثبتت أفلام الكرتون القليلة التي انتهجت هذا المنهج نجاحا باهرا لاعتمادها على الصوت والصورة والقصة وهي ثلاثة جوانب يحبها الطفل ولها أثرها في التربية والتعليم.



إيجابيات أفلام الكرتون



يقول الأستاذ إدريس الكنبوري: إن أفلام الكرتون تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه وتنسج علاقاته بالعالم من حوله. وتؤثر في وجدان الطفل، إلى الحد الذي يحقق معها حالة تماثل قصوى، لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية الحضارية، فالصورة في نهاية الأمر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه.



بينما ترى د. فوز كردي صعوبة في تحديد نقاط إيجابية في قولها: ربما من الصعب تحديد نقاط إيجابية ونسبتها لأفلام الكرتون عموما، إنما لفيلم خاص بعينه.. فهناك مثلا أفلام كرتونية تخدم جوانب هامة في حياة الطفل ، وفي الوقت نفسه تهدم جوانب أخرى!!



سلبيات أفلام الكرتون (المستوردة)



وقبل أن نطلع القراء الكرام على الدراسة التي أعدتها المنارعلى سلبيات أفلام الكرتون (المستوردة) نحب أن نؤكد أن بعض هذه الأفلام تقدم بعض الإيجابيات للطفل - كما سبق-إلا أننا نراها كمن يضع السم في العسل إذ أن هناك العديد من السلبيات التي يمتصها أطفالنا



نلمس هذا الأمر في كلمات د. ميسرة طاهر حين قال محذرا من الآثار الناتجةعن اعتماد أفلام الكرتون على الإثارة والعنف ويؤكد أن تلك الآثار تخزن في العقل غير الواعي للطفل مما يجعل احتمال تأثيرها السلبي واردا ولو بعد حين.



أجرت المنار استبيانا على مجموعة من الأباء والأمهات معظمهم من المثقفين وطرحت عليهم السؤال التالي



هل تشعر بخطر على طفلك من مشاهدة أفلام الكرتون؟ فتبين أن:



مما يؤكد أن أكثر من50% لديهم الاستعداد للتفاعل مع أي دراسات أو توصيات تصدر في هذا الشأن مما يلقي المسؤولية على المؤسسات الأكاديمية المعنية.



الخطر العقدي



تمثل العقيدة جانبا هاما ومحركا في حياة الأفراد والمجتمعات. وبعد أن أوضح استبيان المنار أن55% من المستطلعين أبدو تخوفهم على عقائد أبنائهم، توجهت المنار للدكتورة فوز كردي بالسؤال التالي:



هل هناك خطر عقدي يستهدف الطفل المسلم من أفلام الكرتون ؟



فقالت: أحذر من خطورة تقبل أبناء أمةالإسلام لثقافات الشرق والغرب كالثقافة الأمريكية والصهيونية واليابانية والصينية، ومن ثم انتشارها فكريا بين أبنائنا مما يعني وجود غزو فكري لأن هذه الأفلام قائمة على الصراع الدائم بين أمير الخير وأمير الشر وإن كانت في أصولها الأجنبية تمثل (آلهة الخيروآلهة الشر) مما يشير إلى ثمة علاقة بينها وبين بعض الديانات الشرقية كالطاوية والشنتوية والبوذية في الطقوس والحرب. كما يلاحظ وجود بعض الأفكار والأسماء الوافدة مع الألعاب تحمل غموضا يُخشى من ورائه وجود أفكار دينية من بوذية وكنفشيوسية وأديان التبت بشكل عام كفكرة التأمل لاستمداد الطاقة من قوة عليا!!! وبعضها يحوي أفكاراً غامضةً في التطور والنمو ويُخشى أن يكون غرضها خدمة النظرية الداروينية التي تتصادم مع الدين الإسلامي في فكرة خلق الإنسان....



وتضيف الدكتورة فوز: إن أهم آثار الرسوم المتحركة يكمن في الأخطاء العقدية حيث فكرة القوة الخارقة والقدرات المستحيلة لدى سوبرمان أو ميكي ماوس القادم من السماء لخدمة المظلومين وفيه منازعة لصفات الربوبية لله تعالى كما أن فيها إيحاء للأطفال بمفاهيم غير صحيحة تقدح من ثم في اعتقادهم وتوكلهم على الله وغير ذلك..



شاهدت الله!!



في قصة روتها أم فطوم لمحررة المنار تحدثت من خلالها عن بداية متاعبها مع أفلام الكرتون حين جاءت لها ابنتها التي لم تتجاوز الثمانية أعوام تقول لها أنها شاهدت الله !!!..فسارعت الأم إلى سؤالها أين..وكيف ؟ فردت رأيته وحشا يصارع رجلا صعد إلى السماء على ساق نبتة الفول....إنه مخيف يا أمي!!! فكانت هذه الكلمات التي سمعتها الأم من ابنتها بمثابة ناقوس عقدي يدق محذرا من غزو خبيث يقتحم عقول أطفالنا !! وهذه القصة ليست فريدة من نوعها بل أصبحت متداولة وهناك الكثير من القصص غيرها . فقد أخبرتنا أم أحمد أنها تخوفت كثيرا من رؤية أبنائها لفيلم الكرتون الشهير(ميكي ماوس)ذلك الفأر الذي يعيش في الفضاء، ويكون له تأثير واضح في الخير والشر، وإنزال الأمطار، والتحكم في البراكين، ووقف الرياح، ومساعدة الآخرين..وقد تساءلت لِم يصورهذا الفيلم قوة فأر يتحكم بظواهر لا يمتلك التحكم بها إلا الله؟!! خاصة إذا عرفنا أن الشركة المنتجة لهذا الفيلم (والت ديزني)لديها ميول صهيونية واضحة ظهرت جليا في معرضها الذي أقامته قبل ثلاثة أعوام خصصت خلاله جناحا من معرضها لخدمة دولة الكيان الصهيوني تحت شعار(القدس عاصمة إسرائيل الموحدة)!!



وفي المقابلات التي أجرتها محررتنا السيدة / رانية جمبي.



تساءلت أم دلال في معرض حديثها عن الأخطار العقدية:



أيُسجَدُ لغير الله ؟ : تقول هذه السيدة: هذا ما حصل في الفلم الكرتوني(الملك الأسد)عندما قامت كل الحيوانات بالسجود لـ (سمبا) عند ولادته وقام بعدها القرد بعرض(سمبا)على ضوء الشمس وكأنه يستمد قوته منها. ألا يكون ذلك دعوة لعبادة الشمس التي تمدهم بالقوة؟ ألا يكون لذلك أثر في نفوس أطفالنا نحو مصدر القوة التي يستمدونها،فيحدث عندهم الخيال الشاطح مع تناقض الواقع؟! نترك لكم الجواب!!!



وقد أثار كلام أم فطوم السابق ذكره محررتنا«رانيةجمبي» فاستقصت الأمر من الطفلة نفسها (العمر: 10سنوات) فقالت:



رأيت رجلا يأتي، ويضع بذرة في الأرض، ثم تكبر النبتة، وتشق السماء، ثم يتسلق عليها فإذا وصل السماء وجد رجلاً كبيراً ثم تبدأ الحرب بينهم، بين العملاق والرجل الصغير.



وأنت تشاهدين هذا الفلم الكرتوني هل جاء في خلدك أن هذا الرجل الذي في السماء هو الله؟



نعم، ولكني عندما سألت أمي قالت لي: إنه ليس الله.



صفي لي هذا العملاق الذي في السماء ؟



لقد كان كبيرا!! ومخيفا!! وغاضباً !! ، بل وطماعا!!يجمع الذهب في خزانته!!



تقول المحررة رانية بعد مشاهدتها لبعض الأفلام الكرتونية:هناك دعوة صريحة إلى النصرانية! في فيلم (سالي):عندما تذهب (سالي) في وقت حاجتها وشدة محنتها إلى الكنيسة لتصلي وتطلب من الرب أن يفك ضائقتها، ألا يكون ذلك دعوة للنصرانية ؟ أليس في ذلك تأثير في فطر أطفالنا السليمة ؟ هذا ما يجب أن نسأله أنفسنا!!!!



في حين وصفت لنا المعلمة ياسمين مرحلة خطيرة مرت بها في طفولتها حين تأثرت بالفيلم الكارتوني ساندريلا ورأت في قوة الساحرة التي منحت ساندريلا إمكانات سريعة مكنتها من حضور الاحتفال الذي يقيمه الأمير فباتت تتمنى لو أن تلك الساحرة تظهر لها وتحقق معها أحلاما كانت تراودها مما دفعها في بعض الأحيان إلى رغبة ملحة في ظهور مارد جني يتبنى أحلامها كما حدث مع سندريلا !!!



بينما ذكرت أم وليد التي كان أطفالها يحبون مشاهدة أفلام الرعب الكرتونية دراكولا أن ابنهاكان يقوم بحركات «التصليب» حين يشعر بالخوف من شيء ما !!!!



هذا الأمر دفعنا لتوجيه السؤال إلى بعض أرباب التربية وعلم النفس المهتمين بهذه القضية



فأكدت د. خيرية أبو بكر المحضار أن هناك بلبلة عقدية تحدثها الأفلام الكرتونية المدبلجة في عقول أطفالنا !!!



فيما أشار الدكتور ميسرة طاهر فيقول: إن حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» يضع قاعدة رئيسية يتحمل من خلالها المربون أيا كان موقعهم مسؤولية عظيمة في التأثير في المعتقد وما يترتب عليه من سلوكيات.



الخطر النفسي



تلعب أفلام الكرتون دورا هاما في نفسيات الاطفال بحكم قدرتها على مداعبتهم عبر حركات شخصياتها وألوانها إضافة إلى جاذبيتها



ففي تساؤل ألقاه دكتور ميسرة طاهر حول خطورة التأثير النفسي لأفلام الكرتون على الأطفال



قال: هل من الناحية النفسية يجوز لناأن ندع أطفالنا أمام التلفزيون بلا تحديد لساعات المشاهدة ؟ فأجابته المنارعبر الاستبيان الذي أجرته مع شريحة من الأطفال تم سؤالهم عن عدد الساعات التي يقضونها في مشاهدة أفلام الكرتون ..تبين أن:



فكان رده: من المتفق عليه وفقا لنتائج البحوث العلمية أن عدد ساعات المشاهدة المسموح بها للطفل لا ينبغي أن تزيد عن 4 ساعات أسبوعيا وإلا فإن الأضرار الصحية والنفسية والعقلية ستزداد مع زيادة عدد هذه الساعات ومع نوعية المادة المشاهدة. فهناك العديد من الملاحظات العيادية التي نلحظها في العيادات النفسية والمتعلقة باضطرابات سلوكية فكثيرٌ من الناس لا يعرفون أن الأطفال صغار السن لا يفرقون بين المشاهد الحقيقية والمشاهد الخيالية التي تبثها أفلام الكرتون.



يؤكد هذه الحقيقة العلمية د. حسان المالح الذي قال: الأطفال بحكم تكوينهم أكثر استجابة للانفعالات التي تعرضها أفلام الكرتون على مختلف أشكالها والتي يمكنها أن تؤثر سلبا على الطفل لأن قدرات الطفل على تحليل الموضوعات، ومن ثم هضمها، ثم ترتيبها ضعيفة..فهو يقف عاجزا عن استيعاب الأحداث الخطيرة مثل الحروب والمجاعات، والمشاهد الخيالية تسبب له انفعالات سلبية تتميز بالخوف والقلق والفزع والارتباك، وقد تستمر أياما أو زمنا طويلا.



بينمايعلوصوت التحذير في كلمات د. فوز كردي حين تذكر أن بعض أفلام الكرتون تهبط بالذوق العام لدى الأطفال وتجعلهم يحبون أشكالا قبيحة شبه ممسوخة ويقتنونها مثل البوكيمون وأبطال الديجيتل فهي تنمي الوهم والخيال غير الواقعي فالأبطال في هذه الأفلام الخرافية هي مزيج من حيوانات وأناسي تتطاير وتمشي على الماء.



الخيال



من الواضح أن الخطر على صحة الطفل النفسية واردٌ ومحتملُ مع تزايد عدد الساعات التي يقضيها الطفل في مشاهدة أفلام الكرتون يضاف إلى ذلك نوعية الأفلام الكرتونية التي يشاهدها الطفل فقد اتضح أن هناك24% من الأطفال يحبون مشاهدة الكرتون الخيالي مثل جريندايز وبات مان وغيرها فهل يعني هذا أن الخيال يشكل خطرا على الأطفال؟



عن هذا السؤال يجيب الأستاذ محمد الحسناوي



الخيال شيء رئيسٌ في الرسوم المتحركة ، ولكن يبقى للخيال حدوداً معينةً بحيث يكون تجاوزها خطرا على ذهنية الطفل.



الخطورة في تقديري ليست في الخيال أو طبيعته، وإنما في(المحمولات) التي (يحملها)هذا الخيال.



فيما يشير د. ميسرة طاهر إلى سمة تميز الأطفال صغار السن وهي أنهم وحتى السنة الرابعة لا يفرقون بين الواقع والخيال ، وبالتالي فإن المشاهد التي يرونها في أفلام الكرتون تنتقل إلى عالم واقعهم من ناحية كما أنها تساهم بشكل فعال في تنمية الخيال وأحلام اليقظة لديهم، ولا يعني هذا أن كل خيال مرفوض أو كل حلم يقظة ممجوج، ـ ويؤكد د. ميسرة ـ أن زيادة مساحة الخيال وأحلام اليقظة يخشى أن تكون وسيلة يهرب بواسطتها من مواجهة مشكلات الحياة، وربما ساعدت طول فترة المشاهدة بلا رقيب على تنمية هذه الآلية الهروبية لدى الطفل.



يدعم هذا الرأي د. مصطفى السعدني حيث يرى أن الطفل من حقه أن يعيش في عالم الخيال ولكن لا بد من الحدود المقننة لهذا الخيال فمن الطبيعي أن يعيش الطفل في عالم الخيال من سن 3 إلى 9 سنوات ولكن الأفلام الكرتونية تزيد من الخيال بدرجة غير مفيدة تخلو من الإبداع ولا تتماشى مع النمو الطبيعي للطفل فهي تقحمه في عالم أحلام اليقظة الذي قد يتطور معه إلى مرحلة الوهم أو الخوف المرضي الذي قد يظهر على الطفل نتيجة رؤية أفلام خيالية كرتونية والخوف على الطفل في هذه المرحلة يكون من محاولته تقمص هذه الشخصيات الخرافية مثل (السبايدر مان) أو (السوبر مان) أو (الباتمان) التي لا تنتمي للواقع بشيء.



التقليد



يعتبرالتقليد أخطر الجوانب التي يخشاها التربويون على حياة الطفل.



وقد حذر د. مصطفى السعدني من خطورة وصول الخيال إلى مرحلة التقليد في حين أفادت د. منى الحارثي قائلة: الخيال جانب مهم في حياة الطفل يساعده في بناء شخصيته وهذا الجانب منبعه القدوة الحسنة والتي تتمثل أمام الطفل ، وللأسف الشديد فقدوة أطفالنا اليوم- ومازال الحديث للدكتورة منى- باتت الشخصيات المتمثلة في أفلام الكرتون وبالتالي فإن تأثيرها الخيالي على جانب كبير من الخطورة في تكوين الطفل.



بهذا الصدد تتحدث لنا د.خيرية أبو بكر المحضار فتقول: يحاول العديد من الأبناء تقليد الحركات الرياضية من قفز وارتقاء وجري مبالغ فيه وهي في الأصل حركات غير واقعية لذا فإن محاولات الأبناء لتقليدها تؤدي بهم إلى الكسور أو تمزق العضلات.



في معرض سؤال المنار لبعض الأمهات عن خطورة التقليد أفادت أم قيس أنها كادت أن تخسر طفلها لولا رحمة الله فقد أراد أن يقلد شخصية بات مان فقفز من أعلى الدرج في الطابق الثالث مما كاد أن يودي بحياته وقد قطعت بعض أجزاء من لسانه ولولا العناية الإلهية في سرعة نقله إلى المستشفى لما أمكن إنقاذه!!!



في قصة أخرى روتها لنا أم مهند حين ظل ابنيها يتابعان فيلم كرتوني عن مصاص الدماء (دراكولا)فكانت النتيجة أن الطفلين أصبحا يستهويهما مص دماء بعضهما البعض أثناء الشجار!!



وفي دردشة أجرتها محررتنا رانية جمبي مع الطفل مهند عسيري (9 سنوات) سألته إن كان شاهد فلما كرتونيا مرعبا؟!



فقال مهند ببراءة ممزوجة بنظرات خوف وحيرة: نعم (فلم روزفرد)



وماذا كان يعرض ؟



وحوش ودماء وأموات وموسيقى مخيفة جدا؟



هل تتخيلهم عندما تكون لوحدك ؟



نعم..فأخاف..لأني أتخيل الدماء والأموات والوحوش!!



فإذا أمكن للأسر إنقاذ ابنائها من خطر عقدي محتمل فهل بالإمكان السيطرة على قدراتهم الخيالية والتي حتما ستتنامى بشكل سلبي مع المؤثرات المتزايدة وربما جعلت منهم ضحايا أفلام الكرتون؟



الخطر الصحي



إذا كان اهتمامنا قد وصل إلى الجانب النفسي من صحة الطفل فإن أفلام الكرتون تفرز سلبيات صحية تؤثر في اطفالنا.



فترى الأستاذة غادة السقا أن عالمنا أصبح اليوم مليء بالإشعاعات الضارة كالجوال والمايكرويف ويضاف إليها أيضا الإشعاعات القادمة من شاشة التلفزيون والتي يمكن أن تؤثر في صحة الطفل سلبا نتيجة لكثرة جلوسه أمام التلفاز.



وليس هذا فحسب بل إن بعض الأمهات شكت من عادات غذائية ضارة بصحة الطفل إذ لا يخلو الاستمتاع بالفيلم من مصاحبة للشكولاتة والمشروبات الغازية ناهيكم عن الشيبس حتى إذا ما حلّ وقت الوجبة الرئيسة فإن الطفل لا يجد لديه القابلية لتناول الوجبة الرئيسة..



وقد تلاحظ عزيزي القارئ تزايد البدانة المكتنزة بين أبناء الجيل الحالي أو النحافة المتزايدة والتي يفتقر بينهما أطفالنا إلى التوازن الجسدي الصحيح.



الخطر الاجتماعي



تشكل الحياة الاجتماعية للأطفال جانبا هاما في بناء شخصيتهم والتي من خلالها يمكنهم أن يساهموا في بناء مجتمعاتهم وبالتالي بناء أوطانهم الأمر الذي سيخدم الأمة بأسرها لذا فإن أفلام الكرتون تلعب دورا سلبيا في حياة الطفل الاجتماعية.



تقول الأستاذة فدوى كركشان تقتل أفلام الكرتون وقت أطفالنا وتبعدهم عن ممارسة هواياتهم في القراءة واللعب والتسامر مع الأهل والأصدقاء..وقد تساعد في تطوير صفة السلبية لدى الطفل والتي قد تستمر حتى مرحلة الشباب وقد تصل إلى درجة الكسل واللامبالاة بعامل الوقت والتي قد تؤدي بدورها إلى الشرود الذهني..وقد يتعدى ذلك إلى اضطراب أوقات الفراغ والتسلية والنوم ونظام الحياة اليومية..وهي بشكل عام تؤدي بالطفل إلى المحاكاة والتقليد والتحلل من القيم.



يتحدث د. مصطفى السعدني عن خطورة أفلام الكرتون على الطفل اجتماعيا فيقول: تعمل أفلام الكرتون على عزل الطفل والتأثير على نموه الطبيعي، فالطفل برؤيته لأفلام الكرتون يستخدم حاستين فقط هما السمع والبصر ولكن هناك حواس أخرى مثل التذوق والشم واللمس والحركة وكافة النشاطات الاجتماعية تكون معطلة وينشأ عن ذلك عزلة اجتماعية فتصبح أفلام الكرتون هي كل حياته وهو ما يسمى بإدمان أفلام الكرتون، وخطورتها أنها قد تنقل الطفل من إدمان لأفلام الكرتون إلى إدمان لل(بلاي ستيشن) وبعدها إلى الإنترنت أي من شاشة إلى شاشة فالطفل في مرحلة معينة من حياته لا يستطيع العيش بدون رؤية فيلمه الكرتوني المفضل ، وقد صادفني بعض الأطفال يكرر فيلمه المفضل ويتابعه بكل اهتمام ويستمر في تكرار الفيلم لدرجة أنه يحفظ كل حركة وكلمة تحدث في الفيلم ويتنبأ حتى بكل خطوات الفيلم بصورة تؤدي إلى قتل الإبداع في التفكير وجعله محدودا في إطار هذا الفيلم.



فيما يؤكد الأستاذ محمد بسام ملص أن صانعي الرسوم المتحركة هم من ثقافات متعددة طبعت بحسب قيمهم التي عاشوا بها والخطورة تكمن في هذا الأمر لأنها حتما ستتحدث عن ثقافة الآخر فالأفلام ذات المضامين الاجتماعية في مجملها تشكل خطرا على أطفال الأمة حيث تساهم في تكوينهم ونشأتهم.



وفي جواب الآباء على سؤال المنار إن كانت أفلام الكرتون تستأثر بأولادهم وتقطعهم من الصلة بالأسرة تبين أن:



فمعنى ذلك أن هناك أخطار عزلة اجتماعية واردة على الطفل إذا ما قارناها بعدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة الأفلام الكرتونية،وقد لاحظت المنار أن العديد من الأسر تشكو من رفض أبنائها الخروج مع الأسرة في زيارات اجتماعية للأقارب بحجة أن موعد الزيارة يتعارض مع موعد فيلمه المفضل!!! وقد لفت انتباه المنار من خلال مخاطبتها لعدد من المشرفين الاجتماعيين في مدارس البنين والبنات أن تدني المستوى الدراسي ودرجات التحصيل لدى العديد من الأطفال يعود في أحد أسبابه إلى التلهي عن الدراسة والتلهف نحو مشاهدة أفلام الكرتون مما ينعكس سلبا على مستوى التعليم خاصة إذا كانت تلك الأفلام الكرتونية لا تخدم في أهدافها العملية التعليمية المراد إكسابها للطفل.



الخطر السلوكي والاخلاقي



تقول د. خيرية ابو بكر المحضار: إن أفلام الكرتون تساهم في قلب المفاهيم عند الناشئة رأسا على عقب وتجعل أفكارهم وطموحهم في أضيق حدود خاصة ما تقدمه الأفلام الرياضية التي تجعل فوز الفريق هو أقصى اهتمام لهم وهو ذروة طموحهم وتقدمهم!!!



كما تحدثت عن هذا الجانب د فوز كردي فقالت: فيلم لولوه الصغيرة مثلا يخدم جوانب اجتماعية طيبة مثل مساعدة الآخرين ولكنه يهدم جوانب أخرى كالحس الجمالي وآداب السلوك الشخصي وغيرها الكثير ... وتذكر د. فوز مثالا أخر عن فيلم اجتماعي كرتوني اسمه «ابنة الأعمى» فتقول: إن هذا الفيلم نجده يشوه صورة المجتمع الإسلامي ويعطي أحكاما خاطئة عن معنى النذر وكيفية الوفاء به ويجعل خروج الفتاة مع أغراب وبيعها نفسها لهم مقابل وفائها بنذر والدها عملاً مجيدا وممدوحا.



لندع محررتنا رانية جمبي تخبركم عن تأثير فلمين مشهورين- يحبهما الأطفال- في أخلاق أولادنا:



الأول: فلم (بباي): أو إن شئت قلت: الصراع من أجل امرأة: هذا ما يدعو إليه الفيلم الكرتوني (بباي) حيث يقوم رجلان بالمصارعة والمشاجرة والمقاتلة وعمل المكائد والمقالب من أجل التفرد بامرأة، فهل سيكون لذلك تأثيرٌ في بناء شخصية أطفالنا في المستقبل؟ هل سيكون لذلك تأثيرٌ في سلوكياتهم من أجل الغريزة؟ هل فكرنا في هذه الآثار على مبادئ أطفالنا وسلوكهم؟



الثاني: (جزيرة الكنز) أو إن شئت قلت: القتال من أجل الكنز: هذا ما يصوره الفيلم الكرتوني جزيرة الكنز حيث تقتتل جماعتان على كنز واحد ويقتل في سبيل الوصول إليه البعض ويردد بطل القصة رئيس القراصنة وأتباعه في كل وقت (خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق) أليس في هذا تأثير ماديا في نفوس أطفالنا يقتل معه جوانب الإيثار والتضحية وحب البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله ..سؤال يطرح نفسه..فهل من إجابة ؟



في تعليق لابي أحمد ـ أحد الآباء ـ قال: الفيلم الكرتوني عبر شخصياته يصور الخبث على كونه ذكاء يجدر استخدامه لأنه نافع بينما يعرض الطيبة على أنها بلاهة وسذاجة وهذا الأمر على جانب خطير من الأهمية في تشكيل سلوكيات الأطفال.



فيما تؤكد أم ابراهيم وهي من محبي متابعة أفلام الكرتون مع أبنائها أنها لاحظت اعتماد الفيلم الكرتوني الاجتماعي على إثارة الجانب العاطفي عند الطفل مثل (سالي) و(زينة ونحول) و(هايدي)و (ساندي بيل) إذ يشترك جميعهم في فكرة البحث عن الأم الضائعة وتشرد الأبناء وفقدانهم للأمان وهذا الأمرلا يتفق مع مجتمعنا الإسلامي الذي يعتمد أساسا على مبدأ التكافل الاجتماعي وعدم ترك الأبناء سلعة للتشرد إذا ما فقدوا أمهاتهم أو أبائهم.



وتلاحظ الأستاذة إعتمادالشريف أن سلوك الجيل الحالي تدهور عن الجيل السابق فهم يفتقرون إلى احترام الكبار وهذا ناتج من أن القدوة أو المثل الأعلى للأطفال أصبحت الشخصية الكرتونية المفضلة التي يحب مشاهدتها.



يقول الدكتور ميسرة طاهر مبينا خطر الأفلام الكرتونية على سلوك أبناءنا:



في إحدى التجارب تم تقسيم مجموعة من الأطفال إلى خمس مجموعات فرعية على النحو التالي:



المجموعة الأولى: كانت ترى نموذجا إنسانيا حيا يمارس العدوان بحق الآخرين .



المجموعة الثانية: شاهدت فلْما سينمائياً فيه مشاهد عدوانية كثيرة .



المجموعة الثالثة: شاهدت فلماً كرتونياً به مشاهد عدوانية .
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22/03/2004, 01:52 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
غدي / بورتريه جميل لطفلك بريشتك - بقلم : عزة مصلي
(العدد78/ محرم /1425هـ)
يقولعالمالذرةالعربيزويلفي مقابلة أجريت معه على إحدى الفضائيات عندما سئل عن تأثير الأسرة والتربية التي تلقاها في تكوين شخصيته ونجاحه المميز وبلوغه الدرجات العلمية العليا فقال:




:أن أفراد أسرته كانوا ينادونه ويلقبونه بـ «الدكتور» فشعر بقيمة نفسه وأصبح حلمه أن يصبح عالما، وأن يكون جديرا باللقب الذي أطلقوه عليه ، وهذا الدور المهم للأسرة مع أطفالها هو ما أكدت عليه الدراسات الحديثة حيث تقول بعض الدراسات النفسية إن شخصية الطفل تتكون وتوضع أسسها من سن سنتين وحتى ست سنوات وما يبنى في تلك المرحلة العمرية هو ما يظل معه للأبد وهناك دراسات أخرى تقول إنه من الميلاد وحتى 7 سنوات يتم برمجة 90% من شخصية الطفل وأن بقية الـ100 تكتمل ما بين السابعة وحتى بلوغه الثامنة عشر من عمره، والمذهل هي تلك الدراسة التي تقول إنه وحتى سن



الـ18يكون الشخص قد تلقى ما مجموعه بالتقريب 150.000 رسالة سلبية ممن حوله وما يتراوح فـقط بين 400 -600 رسالة إيجابية! وهو ما يعادل رسالة إيجابية واحدة فقط لكل 250 رسالة سلبية



وروى لي أحد المتخصصين قصة عن شاب مراهق شك والداه ومدرسوه وحتى مدرسوه الخصوصيون في قدراته العقلية وذهب ليفحص مستوى الذكاء لديه، ولما انتهى أخبره الطبيب المختص أن مستوى ذكائه عادي فما مشكلته مع الدراسة والتحصيل..أجاب الولد بالحرف «أنا لا أستطيع المذاكرة ولا يمكن أن أحفظ أو أفهم» ولما طلب منه تبريراً معقولاً قال «لأنني حمار لا أفهم» ...فمن زرع فيه هذه الفكرة عن نفسه؟ من ساعد في تكوين تلك الصورة الداخلية القبيحة عن ذاته رغم أنه طبيعي مثله مثل غيره من أقرانه ؟ يقول رسولنا الكريم «ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ» فكيف لو كان هذا الطعن أو ما مثله مع أبنائنا .



أخي المربي



راجع عباراتك التي تنتقد بها أبناءك



راجع الألقاب التي تطلقها عليهم



راجع ألفاظك التي تخاطبهم بها



ثم اسأل نفسك...



ما هو نتاج كل ما تلفظت به بعد سنين!



أي شخصية أكون قد كونت جراء ما قلت؟



إن كان ما كنت تقوله لهم هو... يا حمار أو أنت غبي ، أو لماذا فعلت كذا أنت عمرك ما تسوي شي صح أبداً!



فانتظر نتيجة مطابقة لما قلت .... حتما بدون شك شخصية تساوي أصفارا، وشخص ليس لديه أي فعل يخلو من الانحراف لأنه «ما يسوي أي شي صح أبداً» .



ليست هذه دعوة لتأنيب الذات وجلدها على ما مضى... لكنها دعوة للتغيير نحو الأفضل فالحكمة ضالة المؤمن.



ومن الأشياء البسيطة التي يمكن أن نفعلها مع أبنائنا لنساعدهم في رسم صورة داخلية جميلة عن أنفسهم .



. طفلك ليس بحاجه إلى رأيك في أفعاله ...تجنب أن تقول : مثل ما تقدر.. أو أنت دائما كده فاشل وغيرها ، هو بحاجة إلى تشجيع... قل له حاول مرة أخرى بالممارسة ستتقنها... أو فكر واسأل كيف تستطيع عملها وبحول الله ستنجح ، اقبل بالنقص البشري كشيء حتمي ولا تسخط عليه... كل شخص يتحسن بالتشجيع .



. حقق أحلام ابنك بشهادات مستقبليه تحمل تاريخا مستقبليا باسمه وبشكر على إنجازاته وعلى بلوغه الهدف المرجو ، كأن تكتب له شهادة شكر بتاريخ السنة القادمة على حفظه أجزاءً كاملة من القرآن بإتقان أو على تفوقه في مادة يحبها.



. اكتب عبارات جميله مثل «أنا السباق دوما إلى الرحمن» و«أنا مسلم قدوة لأصدقائي بحسن تصرفاتي» و«أنا صاحب همة عالية» و«أستطيع تحصيل علامات عالية في مادة الرياضيات» أو أي ماده يستصعب هو فهمها ومذاكرتها وهكذا من العبارات الإيجابية التي تحمل معان تسعى للوصول إليها وتعزيزها لديه، وعلقها في أماكن تقع عينه عليها وسترى الفرق في القريب العاجل بإذن الله.



. جمَع الصفات الجميلة التي فيه، والصفات التي تتمنى أن يكتسبها واكتبها بجانب صورة له، وعلقها في غرفته أمام سريره أو حتى اطبعها على قميص يلبسه ويتباهى به أمام الناس.



ملحوظة: احرص على أن تكون العبارات ايجابية بعيدة عن النفي كمثال «أنا بار بوالدي» وليس «أنا لا أعصى والديّ» تستطيع كتابة شيء مثل «يستحيل أن أساوم على مبادئي» أو «أنا ابعد ما يكون عن المشاجرات» وذلك لأن المقصود تعزيز وغرس المعنى وليس نفيه فقط ، كما أن علماء النفس يقولون إن العقل الباطن يصعب عليه فهم النفي بينما يسهل عليه تقبل وفهم الإيجاب .



. لقب أبناءك بـ يا دكتور ، يا مهندس ، يا بطل ، يا شجاع والأهم على الإطلاق يا حبيبي وما شابهها من الألقاب المحببة إليهم والمحفزة لهم على النجاح



يروى أن أحد الأئمة من السلف الصالح اعتاد سماع المطربين عندما كان صغيراً، وكان يسعى خلفهم ويتمنى أن يصبح عازفا ومطربا مثلهم ، ولكن والدته كانت على صلاح و صاحبة طموح عال، وأحبت أن ينفع الله بابنها الإسلام والمسلمين ، وبدلا من التأنيب ذهبت للسوق، واشترت له زي العلماء وألبسته إياه وأصبحت تردد على مسمعه أنت عالم وفقيه كبير حتى غرست في نفسه هذه الصفة فالتصق بالمساجد وحلقات العلم والدين وأصبح أحد علماء الدين في عصره .



«من تراث الوالدين»



نتعب أنفسنا كثيرا في شرح العواقب الوخيمة التي تنتج عن أشياء نرفض أن يفعلها أطفالنا رغم أننا سنوفر الكثير على أنفسنا لو تركنا لهم المجال للتجربة والخطأ ، فالتعلم من الخطأ أوقع أثراً في النفس من النصائح ،كنت قد تعودت أن أملي على أطفالي دوما ألا يسكبوا الكثير في كوب العصير أو الماء الذي أمامهم حتى لا ينسكب عليهم، وفي مرة قررت المراقبة فقط وما حدث كان كما توقعت انسكب العصير على ملابسه فما كان مني سوى السؤال: في اعتقادك ما سبب انسكاب العصير عليك؟ فرد ببراءة لأنني ملأته حتى قمته، ولم انصع لأمرك فابتسمت ولم أرد ، لكنه لم يكررها بعد ذلك وأصبح أحد المناصرين لعدم ملء الكوب لآخره. أعط طفلك الفرصة ليجرب بنفسه ويستخلص النتائج والحكم من أخطائه في أشياء يمكن التهاون فيها ونتيجتها لا تحمل ذاك الضرر الرهيب الدائم أو غير القابل للإصلاح.



Tips 4 parents




انتبه


قبل أن تغضب من تصرفات أطفالك وإحراجهم لك أمام الناس فكر مليا في ما فعلته أنت!
الأطفال مرآة لما يحدث داخل المنزل.
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22/03/2004, 02:03 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
السؤال:


نواجه - نحن المسلمين في الغرب - صعوبات في المحافظة على أبنائنا من الضياع والانخراط في المجتمع الغربي المنحل ، ونريد بعض الخطوات العملية التي نستطيع بها الحفاظ على أبنائنا من الانحراف والضياع . وجزاكم الله خيرا .

الجواب:


الحمد لله
للمحافظة على كيان الأسر المسلمة في بلاد الكفر ينبغي توفير عدد من الشروط والمتطلبات داخل المنزل وخارجه :



أ - داخل المنزل :

1- لابد من محافظة الآباء على الصلاة في المسجد مع أولادهم وإن لم يكن ثَمَ مسجد قريب فالصلاة جماعة في البيت .

2- ولابد لهم من قراءة القرآن والاستماع للتلاوة يوميا .

3- ولابد لهم من الاجتماع على الطعام بعضهم مع بعض .

4- ولابد لهم من التحدث بلغة القرآن بقدر الإمكان .

5- ولابد لهم من المحافظة على الآداب الأسرية والاجتماعية التي نص عليها رب العالمين في كتابه ومنها ما ورد في سورة النور .

6- وعليهم عدم السماح لأنفسهم أو لأولادهم بمشاهدة الأفلام الخليعة والفاجرة والفاسقة .

7- ولابد للأولاد من المبيت داخل المنزل والعيش فيه أطول وقت ممكن حماية لهم من تأثير البيئة الخارجية السيئة ، والتشديد على عدم السماح لهم بالبقاء خارج المنزل للنوم .

8- تجنّب إرسال الأولاد إلى الجامعات البعيدة لكي يسكنوا في سكن الجامعة ، وإلا سنفقد أولادنا ، الذين سينصهرون في المجتمع الكافر .

9- لا بد من الحرص التام على الطعام الحلال وأن يتجنّب الأبوان تماما تعاطي أيّ نوع من المحرّمات كالسجائر والماريوانا وغيرها مما ينتشر في بلاد الكفر.



ب - خارج المنزل :

1- لابد من إرسال الأطفال إلى مدارس إسلامية منذ الطفولة إلى نهاية الثانوية .

2- ولا بد من إرسالهم أيضا إلى المسجد بقدر الإمكان وذلك لصلاة الجمعة والجماعة ، وحضور الحلقات العلمية والدعوية والوعظية وغيرها .

3- لا بد من إيجاد النشاطات التربوية والرياضية بين الأطفال والشباب في أماكن يُشرف عليها المسلمون .

4- إقامة مخيمات تربوية يذهب إليها أفراد العائلة بكاملها .

5- أن يسعى الآباء والأمهات إلى الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج مصطحبين معهم أولادهم .

6- تدريب الأولاد على التحدث عن الإسلام بلغة مبسطة يفهمها الكبير والصغير ، المسلم وغير المسلم .

7- تدريب الأولاد على حفظ القرآن وإرسال بعضهم - إن أمكن - إلى بلد عربي مسلم لكي يتفقهوا في الدين ، ثم يعودوا بعد ذلك ليكونوا دعاة مزودين بالعلم والدين ولغة القرآن الكريم .

8- تدريب بعض الأبناء على إلقاء خطب الجمعة ، وإمامة المسلمين لكي يصبحوا قادة للجاليات الإسلامية .

9- تشجيع الأبناء على الزواج مبكرا لكي نحفظ لهم دينهم ودنياهم .

01- ولا بد من تشجيعهم على الزواج من المسلمات والعائلات والمعروفة بدينها وخلقها .

11- ترك استعمال رقم ( 911 ) ومطالبة الشرطة بالمجيء إلى المنزل لحل الخلاف ، فإن حصل خلاف فلا بد من الاتصال بأحد المسؤولين في الجالية الإسلامية أو العقلاء المسلمين للمساعدة على حل الخلاف .

21- عدم حضور حفلات الرقص والموسيقى والغناء ومهرجانات الفسق ومشاهد أعياد الكفر ومنع الأولاد بالحكمة من الذّهاب مع طلاب المدرسة النصارى إلى الكنيسة يوم الأحد .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:47 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube