مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 22/03/2004, 01:45 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
srabالهلال srabالهلال غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أطفالنا بين جهل الآباء وخبث الأعداء 1 / 2 - إعداد:الأستاذة / إيمان الوزير
(العدد67/صفر/1424هـ)




تنادى المربون في السنوات الأخيرة لرصد خطر أفلام الكرتون القادمة إلينا من بعيد ، وأصبحت من أهم عوامل التأثير في الأطفال ، ولأن الأدب هو نتاج الفكر والمعتقد فإنه من المؤكد أن يتأثر نص الفلم والسيناريو بثقافة وعقيدة الكاتب ونظرته للحياة ، ومن هنا تأتي أهمية الإنتاج الكرتوني الخاص بنا نحن المسلمين..





قصص كثيرة سمعناها تستدعي إعلان حالة الطوارىء في أواسط النخب الثقافية للإسراع في تقديم البديل الإسلامي ، ولا أقول المواجهة الثقافية لأن العقل الإنساني لديه احتياجات معرفية وخيالية وما لم نملأه بالمفيد فإنه سيمتلأ بما هو موجود.



في هذا الإطار جاءت بعض صيحات التحذير من بعض الأفلام التي تصور الله سبحانه تعالى بأنه وحشٌ شريرٌ يكره الإنسان ، وهذا يتفق مع نظرية الصراع مع الآلهة التي قامت عليها الحضارات الأوروبية القديمة، ولازالت آثارها مسيطرة على الأدب هناك حتى اليوم.



ومع الوعي الغربي الرائع لأهمية فلم الكرتون أصبحت غزارة الإنتاج نتيجة طبيعية لهذا الوعي، وإذا ما أردنا أن نستدرك الأمر فما علينا إلا أن نبدأ ـ وبسرعة ـ بتوعية الرأي العام بخطط تستهدف كل الشرائح الاجتماعية حتى نشجع المستثمر ، ونشد من أزر الأديب والفنان، ونطمئن العاملين في هذا المجال على قوتهم وقوت عيالهم، وحينئذ ستكون لنا صناعتنا الكرتونية الخاصة والقوية وبسرعة تذهل كل المراقبين.



لقد حمي الوطيس وغزت أمريكا العراق بعد أن مهد لها الذين قتلوا في هذه الأمة كل عناصر الهوية قتلوا كرامة الإنسان ، وتآمروا على دينه وتاريخه ، وفهمه للأحداث الجسام ، ودفنوا المبدعين أحياء في قبور الكآبة والاستياء..



فكان من ضمن الحطام إنتاج هزيل لأفلام الكرتون لا يقوى على منافسة الأفلام العالمية المدعومة من حضارة يمثلها من يعتز بهويته وثقافته.



لقد مهدت أفلام الكرتون والثقافة الغربية الواردة إلينا منذ عشرات السنين لاستقبال السوبرمان ورجل الكوبوي الأمريكي!!!



في حينها حذر المفكرون ، وكتبوا ، وقالوا ولكن لا حياة لمن تنادي..



واليوم وبعد أن وقع الفأس على الرأس هل نسارع للبدء واستدراك ما فات في أهم مجال لصناعة الإنسان والمستقبل (أفلام الكرتون) ؟ أم أن من مفرزات ضياع الإيمان ضعف فهم الولاء والبراء ، ولابد من فؤوس بعد الفأس !!



الطفولة في القرآن والسنة



أولى الإسلام النشء جانبا كبيرا من اهتمامه.. لأنهم رجال المستقبل قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ...)



ولئلا تتعكر براءة الطفولة، قال أيضاً: (لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ والَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ...). وقال صلى الله عليه وسلم محذراً الآباء من مغبة تفريطهم في أولادهم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ....»



وكان عليه السلام لا يأنف أن يوجه الغلمان ، فقد قال: «ياغلام ..سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك...».



وقال لابن عباس رضي الله عنه: (ياغلام: إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك... الحديث) .. كلمات في صلب العقيدة!



ويلعب عليه السلام مع فريقين من الأطفال في الحديث المشهور..



وتراه يقبل بعضهم .. ويحمل بعضهم فوق ظهره الشريف.. وينثر في وجه أحدهم الماء.. ويسأل الآخر عن حال طيره ، ويتألم أن أحد صحابته لم يقبِّل أولاده العشر..



وهكذا نرى معلم البشرية يعلم كل أطباء النفس وكل المختصين الاجتماعيين أن هذا الطفل يتأثر بما يسمع ويرى.. وأن شخصيته المقبلة ستكون نتاجا لما يغذى به من مفاهيم أيام صباه لا كما يقول الكثير من الناس هذه الأيام (يكبر ويتعلم)!!



ويؤكد الدكتور ميسرة طاهر: على اهتمام الإسلام برعاية الطفل فيقول: الباحث عن موقع الأطفال في اهتمام النبي عليه السلام يجد أنهم احتلوا مقاما عظيما من الرعاية والمداعبة والصبر والاهتمام وحفظ الكرامة بل إن واحدا ممن خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين مثل أنس بن مالك لم يقل له النبي عليه السلام عن فعل فعله لِم فعلته ولا عن فعل تركه لِم تركته ، وهذا نمط من التربية لا يزال يحير الكثيرين ممن اعتادوا على قولة لم لا تفعل ولم فعلت مئات المرات في اليوم الواحد.



ولا يحتاج الأمر لأكثر من مراجعة بسيطة لأي كتاب في سيرة المصطفى عليه السلام لنجد مواقف كثيرة توجه اهتمام المربين نحو العناية بالطفل .



وحديثه عليه السلام: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» يضع قاعدة رئيسة يتحمل من خلالها المربون أيا كان موقعهم مسؤولية عظيمة في التأثير في المعتقد وما يترتب عليه من سلوكيات.ولقد وصل اهتمام هذا الدين بالإنسان حداً يجعلنا نؤكد أن أمر التربية لا يمكن أخذه بسطحية كما يفعل بعضنا لأن تكريم الله لهذا الإنسان يقتضي تنفيذ أمره عز وجل بالسير في الأرض والبحث عن كل المخلوقات، قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ).



أهمية التلفاز في إعلام الطفل



في الاستبيان الذي أجرته المنار في ثلاث مدارس للأطفال (ذكورا وإناثا) تتراوح أعمارهم مابين السادسة إلى الثانية عشر عاما تبين أن61% من الأطفال يعتمدون على القنوات الفضائية التلفازية في مشاهدة أفلام الكرتون الأمر الذي يؤكد لنا خطورة الدور الذي يلعبه هذا الجهاز الصغير داخل بيوتنا، وأنه لم يعد من الكماليات بل أصبح من الأولويات التي تحرص كافة الأسر على اختلاف طبقاتها على امتلاكه، والجلوس أمام شاشته الصغيرة.



تقول الأستاذة فدوى كركشان: إن التلفزيون أصبح من أخطر المصادر الموجهة للطفل لما له من جاذبية خاصة بسبب سهولة نيله وإدراكه فهو ينمي الجانب الاجتماعي في الطفل حين يتبادل مع أقرانه الحديث عما شاهده في التلفاز، إضافة إلى كونه عاملاً مهماً في صقل وجدان الطفل وأحاسيسه بما يغمره من جو الترفيه والتسلية ، كما أنه مصدر للمعرفة ومزود قوي للخبرات والمهارات وعامل مهم في إثارة خيال الطفل بما يقدمه من صور موسيقية وتمثيليات بألوان ومؤثرات جذابة.



كما يرى الدكتور حسان المالح إن التأثير الذي يظهر على الفرد بشكل عام يكون أكثر وضوحا من خلال التلفاز أو الصورة المرئية كالسينما والفيديو لما تمتلكه هذه الأجهزة من مؤثرات سمعية وبصرية وتقنيات ذات جودة عالية.



وفي حالة الأطفال- ومازال الحديث للدكتور المالح - فإنهم عادة ما يكونون أكثر استجابة لتلك المؤثرات.



أهمية الأفلام الكرتونية



وحول سؤال عن عدد الساعات اليومية التي يقضيها أولادنا في مشاهدة أفلام الكرتون أتت الإجابات كالتالي:



ويرى د. أسامة جستنية أن أفلام الكرتون من أهم وسائل التثقيف للطفل عندما يتم مقارنتها بالوسائل الأخرى مثل الكتاب والكاسيت والوسيلة التعليمية.. الخ لإمكانية تحقيق التشويق من خلال قدرة هذه الوسيلة لتنفيذ أي فكرة، خاصة الأفكار الخيالية، فإن فلما كرتونيا واحدا لمدة ثلاثين دقيقة يساوي في أثره آلاف الكتب وهذا لا يعني التقليل من شأن الكتاب الذي يأتي في مقدمة الوسائل التعليمية التثقيفية الترفيهية الهامة وهو ليس مجال نقاشنا الآن، ولكن لا بد أن نواكب العالم ولو في جانب إنتاج أفلام الكرتون التي تواكب التطور المذهل في عالم تقنية المعلومات،، لقد أتى رأيي هذا من خلال مباشرتي اللصيقة لعالم ثقافة الطفل والذي أؤكد من خلاله أن الأمر في غاية الأهمية ولابد أن نتكاتف لإنتاج عمل ذي هدف واضح ومحدد مع ضمان استمرارية العمل حتى نتستطيع أن نجذب الطفل المسلم إلى المفاهيم الإسلامية الأصيلة. كما تؤكد الأستاذة اعتماد الشريف أن العديد من الأهالي يقومون بتشفير قناتي سبيس تون ووالت ديزني لأبنائهم ويعتمدون عليهما كمصدر أساسي في مشاهدة أفلام الكرتون وغيرها.



ويعتبر الأستاذ إدريس الكنبوري: أن لأفلام الكرتون رسالة تثقيفية وحضارية فيقول: إن أي منتج ثقافي، مهما تنوع مرسلوه أو المرسل إليهم، هو رسالة حضارية وثقافية تحمل مضمونا معينا يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة.



كما أكدت الأستاذة غادة عنقاوي على تأثير أفلام الكرتون في شخصية الطفل فقالت: الأمر الثابت الذي ينبغي على المربي معرفته هو أن الصور والأصوات ترتب في ذهن الإنسان بمواقف وتجارب الحياة، وبالحالة النفسية التي يكون فيها لحظة المشاهدة أو الاستماع، وهو ما يسمى في علم البرمجة بالرابط أو الإرساء، وهو أمر طبيعي يحدث في كل لحظة من لحظات حياتنا.



كما أكدت الدكتورة فوز عبداللطيف كردي هذه الأهميةلأفلام الكرتون في صياغة شخصية ونفسية الطفل فقالت: إن الطفل-كما هو معلوم- مولع بالمحاكاة التي يعتمد عليها كثيرا في تعلمه والتي تثبت دراسات التعليم فاعليتها كطريقة في إكساب المهارات والاتجاهات .وقد أثبتت أفلام الكرتون القليلة التي انتهجت هذا المنهج نجاحا باهرا لاعتمادها على الصوت والصورة والقصة وهي ثلاثة جوانب يحبها الطفل ولها أثرها في التربية والتعليم.



إيجابيات أفلام الكرتون



يقول الأستاذ إدريس الكنبوري: إن أفلام الكرتون تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه وتنسج علاقاته بالعالم من حوله. وتؤثر في وجدان الطفل، إلى الحد الذي يحقق معها حالة تماثل قصوى، لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية الحضارية، فالصورة في نهاية الأمر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه.



بينما ترى د. فوز كردي صعوبة في تحديد نقاط إيجابية في قولها: ربما من الصعب تحديد نقاط إيجابية ونسبتها لأفلام الكرتون عموما، إنما لفيلم خاص بعينه.. فهناك مثلا أفلام كرتونية تخدم جوانب هامة في حياة الطفل ، وفي الوقت نفسه تهدم جوانب أخرى!!



سلبيات أفلام الكرتون (المستوردة)



وقبل أن نطلع القراء الكرام على الدراسة التي أعدتها المنارعلى سلبيات أفلام الكرتون (المستوردة) نحب أن نؤكد أن بعض هذه الأفلام تقدم بعض الإيجابيات للطفل - كما سبق-إلا أننا نراها كمن يضع السم في العسل إذ أن هناك العديد من السلبيات التي يمتصها أطفالنا



نلمس هذا الأمر في كلمات د. ميسرة طاهر حين قال محذرا من الآثار الناتجةعن اعتماد أفلام الكرتون على الإثارة والعنف ويؤكد أن تلك الآثار تخزن في العقل غير الواعي للطفل مما يجعل احتمال تأثيرها السلبي واردا ولو بعد حين.



أجرت المنار استبيانا على مجموعة من الأباء والأمهات معظمهم من المثقفين وطرحت عليهم السؤال التالي



هل تشعر بخطر على طفلك من مشاهدة أفلام الكرتون؟ فتبين أن:



مما يؤكد أن أكثر من50% لديهم الاستعداد للتفاعل مع أي دراسات أو توصيات تصدر في هذا الشأن مما يلقي المسؤولية على المؤسسات الأكاديمية المعنية.



الخطر العقدي



تمثل العقيدة جانبا هاما ومحركا في حياة الأفراد والمجتمعات. وبعد أن أوضح استبيان المنار أن55% من المستطلعين أبدو تخوفهم على عقائد أبنائهم، توجهت المنار للدكتورة فوز كردي بالسؤال التالي:



هل هناك خطر عقدي يستهدف الطفل المسلم من أفلام الكرتون ؟



فقالت: أحذر من خطورة تقبل أبناء أمةالإسلام لثقافات الشرق والغرب كالثقافة الأمريكية والصهيونية واليابانية والصينية، ومن ثم انتشارها فكريا بين أبنائنا مما يعني وجود غزو فكري لأن هذه الأفلام قائمة على الصراع الدائم بين أمير الخير وأمير الشر وإن كانت في أصولها الأجنبية تمثل (آلهة الخيروآلهة الشر) مما يشير إلى ثمة علاقة بينها وبين بعض الديانات الشرقية كالطاوية والشنتوية والبوذية في الطقوس والحرب. كما يلاحظ وجود بعض الأفكار والأسماء الوافدة مع الألعاب تحمل غموضا يُخشى من ورائه وجود أفكار دينية من بوذية وكنفشيوسية وأديان التبت بشكل عام كفكرة التأمل لاستمداد الطاقة من قوة عليا!!! وبعضها يحوي أفكاراً غامضةً في التطور والنمو ويُخشى أن يكون غرضها خدمة النظرية الداروينية التي تتصادم مع الدين الإسلامي في فكرة خلق الإنسان....



وتضيف الدكتورة فوز: إن أهم آثار الرسوم المتحركة يكمن في الأخطاء العقدية حيث فكرة القوة الخارقة والقدرات المستحيلة لدى سوبرمان أو ميكي ماوس القادم من السماء لخدمة المظلومين وفيه منازعة لصفات الربوبية لله تعالى كما أن فيها إيحاء للأطفال بمفاهيم غير صحيحة تقدح من ثم في اعتقادهم وتوكلهم على الله وغير ذلك..



شاهدت الله!!



في قصة روتها أم فطوم لمحررة المنار تحدثت من خلالها عن بداية متاعبها مع أفلام الكرتون حين جاءت لها ابنتها التي لم تتجاوز الثمانية أعوام تقول لها أنها شاهدت الله !!!..فسارعت الأم إلى سؤالها أين..وكيف ؟ فردت رأيته وحشا يصارع رجلا صعد إلى السماء على ساق نبتة الفول....إنه مخيف يا أمي!!! فكانت هذه الكلمات التي سمعتها الأم من ابنتها بمثابة ناقوس عقدي يدق محذرا من غزو خبيث يقتحم عقول أطفالنا !! وهذه القصة ليست فريدة من نوعها بل أصبحت متداولة وهناك الكثير من القصص غيرها . فقد أخبرتنا أم أحمد أنها تخوفت كثيرا من رؤية أبنائها لفيلم الكرتون الشهير(ميكي ماوس)ذلك الفأر الذي يعيش في الفضاء، ويكون له تأثير واضح في الخير والشر، وإنزال الأمطار، والتحكم في البراكين، ووقف الرياح، ومساعدة الآخرين..وقد تساءلت لِم يصورهذا الفيلم قوة فأر يتحكم بظواهر لا يمتلك التحكم بها إلا الله؟!! خاصة إذا عرفنا أن الشركة المنتجة لهذا الفيلم (والت ديزني)لديها ميول صهيونية واضحة ظهرت جليا في معرضها الذي أقامته قبل ثلاثة أعوام خصصت خلاله جناحا من معرضها لخدمة دولة الكيان الصهيوني تحت شعار(القدس عاصمة إسرائيل الموحدة)!!



وفي المقابلات التي أجرتها محررتنا السيدة / رانية جمبي.



تساءلت أم دلال في معرض حديثها عن الأخطار العقدية:



أيُسجَدُ لغير الله ؟ : تقول هذه السيدة: هذا ما حصل في الفلم الكرتوني(الملك الأسد)عندما قامت كل الحيوانات بالسجود لـ (سمبا) عند ولادته وقام بعدها القرد بعرض(سمبا)على ضوء الشمس وكأنه يستمد قوته منها. ألا يكون ذلك دعوة لعبادة الشمس التي تمدهم بالقوة؟ ألا يكون لذلك أثر في نفوس أطفالنا نحو مصدر القوة التي يستمدونها،فيحدث عندهم الخيال الشاطح مع تناقض الواقع؟! نترك لكم الجواب!!!



وقد أثار كلام أم فطوم السابق ذكره محررتنا«رانيةجمبي» فاستقصت الأمر من الطفلة نفسها (العمر: 10سنوات) فقالت:



رأيت رجلا يأتي، ويضع بذرة في الأرض، ثم تكبر النبتة، وتشق السماء، ثم يتسلق عليها فإذا وصل السماء وجد رجلاً كبيراً ثم تبدأ الحرب بينهم، بين العملاق والرجل الصغير.



وأنت تشاهدين هذا الفلم الكرتوني هل جاء في خلدك أن هذا الرجل الذي في السماء هو الله؟



نعم، ولكني عندما سألت أمي قالت لي: إنه ليس الله.



صفي لي هذا العملاق الذي في السماء ؟



لقد كان كبيرا!! ومخيفا!! وغاضباً !! ، بل وطماعا!!يجمع الذهب في خزانته!!



تقول المحررة رانية بعد مشاهدتها لبعض الأفلام الكرتونية:هناك دعوة صريحة إلى النصرانية! في فيلم (سالي):عندما تذهب (سالي) في وقت حاجتها وشدة محنتها إلى الكنيسة لتصلي وتطلب من الرب أن يفك ضائقتها، ألا يكون ذلك دعوة للنصرانية ؟ أليس في ذلك تأثير في فطر أطفالنا السليمة ؟ هذا ما يجب أن نسأله أنفسنا!!!!



في حين وصفت لنا المعلمة ياسمين مرحلة خطيرة مرت بها في طفولتها حين تأثرت بالفيلم الكارتوني ساندريلا ورأت في قوة الساحرة التي منحت ساندريلا إمكانات سريعة مكنتها من حضور الاحتفال الذي يقيمه الأمير فباتت تتمنى لو أن تلك الساحرة تظهر لها وتحقق معها أحلاما كانت تراودها مما دفعها في بعض الأحيان إلى رغبة ملحة في ظهور مارد جني يتبنى أحلامها كما حدث مع سندريلا !!!



بينما ذكرت أم وليد التي كان أطفالها يحبون مشاهدة أفلام الرعب الكرتونية دراكولا أن ابنهاكان يقوم بحركات «التصليب» حين يشعر بالخوف من شيء ما !!!!



هذا الأمر دفعنا لتوجيه السؤال إلى بعض أرباب التربية وعلم النفس المهتمين بهذه القضية



فأكدت د. خيرية أبو بكر المحضار أن هناك بلبلة عقدية تحدثها الأفلام الكرتونية المدبلجة في عقول أطفالنا !!!



فيما أشار الدكتور ميسرة طاهر فيقول: إن حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» يضع قاعدة رئيسية يتحمل من خلالها المربون أيا كان موقعهم مسؤولية عظيمة في التأثير في المعتقد وما يترتب عليه من سلوكيات.



الخطر النفسي



تلعب أفلام الكرتون دورا هاما في نفسيات الاطفال بحكم قدرتها على مداعبتهم عبر حركات شخصياتها وألوانها إضافة إلى جاذبيتها



ففي تساؤل ألقاه دكتور ميسرة طاهر حول خطورة التأثير النفسي لأفلام الكرتون على الأطفال



قال: هل من الناحية النفسية يجوز لناأن ندع أطفالنا أمام التلفزيون بلا تحديد لساعات المشاهدة ؟ فأجابته المنارعبر الاستبيان الذي أجرته مع شريحة من الأطفال تم سؤالهم عن عدد الساعات التي يقضونها في مشاهدة أفلام الكرتون ..تبين أن:



فكان رده: من المتفق عليه وفقا لنتائج البحوث العلمية أن عدد ساعات المشاهدة المسموح بها للطفل لا ينبغي أن تزيد عن 4 ساعات أسبوعيا وإلا فإن الأضرار الصحية والنفسية والعقلية ستزداد مع زيادة عدد هذه الساعات ومع نوعية المادة المشاهدة. فهناك العديد من الملاحظات العيادية التي نلحظها في العيادات النفسية والمتعلقة باضطرابات سلوكية فكثيرٌ من الناس لا يعرفون أن الأطفال صغار السن لا يفرقون بين المشاهد الحقيقية والمشاهد الخيالية التي تبثها أفلام الكرتون.



يؤكد هذه الحقيقة العلمية د. حسان المالح الذي قال: الأطفال بحكم تكوينهم أكثر استجابة للانفعالات التي تعرضها أفلام الكرتون على مختلف أشكالها والتي يمكنها أن تؤثر سلبا على الطفل لأن قدرات الطفل على تحليل الموضوعات، ومن ثم هضمها، ثم ترتيبها ضعيفة..فهو يقف عاجزا عن استيعاب الأحداث الخطيرة مثل الحروب والمجاعات، والمشاهد الخيالية تسبب له انفعالات سلبية تتميز بالخوف والقلق والفزع والارتباك، وقد تستمر أياما أو زمنا طويلا.



بينمايعلوصوت التحذير في كلمات د. فوز كردي حين تذكر أن بعض أفلام الكرتون تهبط بالذوق العام لدى الأطفال وتجعلهم يحبون أشكالا قبيحة شبه ممسوخة ويقتنونها مثل البوكيمون وأبطال الديجيتل فهي تنمي الوهم والخيال غير الواقعي فالأبطال في هذه الأفلام الخرافية هي مزيج من حيوانات وأناسي تتطاير وتمشي على الماء.



الخيال



من الواضح أن الخطر على صحة الطفل النفسية واردٌ ومحتملُ مع تزايد عدد الساعات التي يقضيها الطفل في مشاهدة أفلام الكرتون يضاف إلى ذلك نوعية الأفلام الكرتونية التي يشاهدها الطفل فقد اتضح أن هناك24% من الأطفال يحبون مشاهدة الكرتون الخيالي مثل جريندايز وبات مان وغيرها فهل يعني هذا أن الخيال يشكل خطرا على الأطفال؟



عن هذا السؤال يجيب الأستاذ محمد الحسناوي



الخيال شيء رئيسٌ في الرسوم المتحركة ، ولكن يبقى للخيال حدوداً معينةً بحيث يكون تجاوزها خطرا على ذهنية الطفل.



الخطورة في تقديري ليست في الخيال أو طبيعته، وإنما في(المحمولات) التي (يحملها)هذا الخيال.



فيما يشير د. ميسرة طاهر إلى سمة تميز الأطفال صغار السن وهي أنهم وحتى السنة الرابعة لا يفرقون بين الواقع والخيال ، وبالتالي فإن المشاهد التي يرونها في أفلام الكرتون تنتقل إلى عالم واقعهم من ناحية كما أنها تساهم بشكل فعال في تنمية الخيال وأحلام اليقظة لديهم، ولا يعني هذا أن كل خيال مرفوض أو كل حلم يقظة ممجوج، ـ ويؤكد د. ميسرة ـ أن زيادة مساحة الخيال وأحلام اليقظة يخشى أن تكون وسيلة يهرب بواسطتها من مواجهة مشكلات الحياة، وربما ساعدت طول فترة المشاهدة بلا رقيب على تنمية هذه الآلية الهروبية لدى الطفل.



يدعم هذا الرأي د. مصطفى السعدني حيث يرى أن الطفل من حقه أن يعيش في عالم الخيال ولكن لا بد من الحدود المقننة لهذا الخيال فمن الطبيعي أن يعيش الطفل في عالم الخيال من سن 3 إلى 9 سنوات ولكن الأفلام الكرتونية تزيد من الخيال بدرجة غير مفيدة تخلو من الإبداع ولا تتماشى مع النمو الطبيعي للطفل فهي تقحمه في عالم أحلام اليقظة الذي قد يتطور معه إلى مرحلة الوهم أو الخوف المرضي الذي قد يظهر على الطفل نتيجة رؤية أفلام خيالية كرتونية والخوف على الطفل في هذه المرحلة يكون من محاولته تقمص هذه الشخصيات الخرافية مثل (السبايدر مان) أو (السوبر مان) أو (الباتمان) التي لا تنتمي للواقع بشيء.



التقليد



يعتبرالتقليد أخطر الجوانب التي يخشاها التربويون على حياة الطفل.



وقد حذر د. مصطفى السعدني من خطورة وصول الخيال إلى مرحلة التقليد في حين أفادت د. منى الحارثي قائلة: الخيال جانب مهم في حياة الطفل يساعده في بناء شخصيته وهذا الجانب منبعه القدوة الحسنة والتي تتمثل أمام الطفل ، وللأسف الشديد فقدوة أطفالنا اليوم- ومازال الحديث للدكتورة منى- باتت الشخصيات المتمثلة في أفلام الكرتون وبالتالي فإن تأثيرها الخيالي على جانب كبير من الخطورة في تكوين الطفل.



بهذا الصدد تتحدث لنا د.خيرية أبو بكر المحضار فتقول: يحاول العديد من الأبناء تقليد الحركات الرياضية من قفز وارتقاء وجري مبالغ فيه وهي في الأصل حركات غير واقعية لذا فإن محاولات الأبناء لتقليدها تؤدي بهم إلى الكسور أو تمزق العضلات.



في معرض سؤال المنار لبعض الأمهات عن خطورة التقليد أفادت أم قيس أنها كادت أن تخسر طفلها لولا رحمة الله فقد أراد أن يقلد شخصية بات مان فقفز من أعلى الدرج في الطابق الثالث مما كاد أن يودي بحياته وقد قطعت بعض أجزاء من لسانه ولولا العناية الإلهية في سرعة نقله إلى المستشفى لما أمكن إنقاذه!!!



في قصة أخرى روتها لنا أم مهند حين ظل ابنيها يتابعان فيلم كرتوني عن مصاص الدماء (دراكولا)فكانت النتيجة أن الطفلين أصبحا يستهويهما مص دماء بعضهما البعض أثناء الشجار!!



وفي دردشة أجرتها محررتنا رانية جمبي مع الطفل مهند عسيري (9 سنوات) سألته إن كان شاهد فلما كرتونيا مرعبا؟!



فقال مهند ببراءة ممزوجة بنظرات خوف وحيرة: نعم (فلم روزفرد)



وماذا كان يعرض ؟



وحوش ودماء وأموات وموسيقى مخيفة جدا؟



هل تتخيلهم عندما تكون لوحدك ؟



نعم..فأخاف..لأني أتخيل الدماء والأموات والوحوش!!



فإذا أمكن للأسر إنقاذ ابنائها من خطر عقدي محتمل فهل بالإمكان السيطرة على قدراتهم الخيالية والتي حتما ستتنامى بشكل سلبي مع المؤثرات المتزايدة وربما جعلت منهم ضحايا أفلام الكرتون؟



الخطر الصحي



إذا كان اهتمامنا قد وصل إلى الجانب النفسي من صحة الطفل فإن أفلام الكرتون تفرز سلبيات صحية تؤثر في اطفالنا.



فترى الأستاذة غادة السقا أن عالمنا أصبح اليوم مليء بالإشعاعات الضارة كالجوال والمايكرويف ويضاف إليها أيضا الإشعاعات القادمة من شاشة التلفزيون والتي يمكن أن تؤثر في صحة الطفل سلبا نتيجة لكثرة جلوسه أمام التلفاز.



وليس هذا فحسب بل إن بعض الأمهات شكت من عادات غذائية ضارة بصحة الطفل إذ لا يخلو الاستمتاع بالفيلم من مصاحبة للشكولاتة والمشروبات الغازية ناهيكم عن الشيبس حتى إذا ما حلّ وقت الوجبة الرئيسة فإن الطفل لا يجد لديه القابلية لتناول الوجبة الرئيسة..



وقد تلاحظ عزيزي القارئ تزايد البدانة المكتنزة بين أبناء الجيل الحالي أو النحافة المتزايدة والتي يفتقر بينهما أطفالنا إلى التوازن الجسدي الصحيح.



الخطر الاجتماعي



تشكل الحياة الاجتماعية للأطفال جانبا هاما في بناء شخصيتهم والتي من خلالها يمكنهم أن يساهموا في بناء مجتمعاتهم وبالتالي بناء أوطانهم الأمر الذي سيخدم الأمة بأسرها لذا فإن أفلام الكرتون تلعب دورا سلبيا في حياة الطفل الاجتماعية.



تقول الأستاذة فدوى كركشان تقتل أفلام الكرتون وقت أطفالنا وتبعدهم عن ممارسة هواياتهم في القراءة واللعب والتسامر مع الأهل والأصدقاء..وقد تساعد في تطوير صفة السلبية لدى الطفل والتي قد تستمر حتى مرحلة الشباب وقد تصل إلى درجة الكسل واللامبالاة بعامل الوقت والتي قد تؤدي بدورها إلى الشرود الذهني..وقد يتعدى ذلك إلى اضطراب أوقات الفراغ والتسلية والنوم ونظام الحياة اليومية..وهي بشكل عام تؤدي بالطفل إلى المحاكاة والتقليد والتحلل من القيم.



يتحدث د. مصطفى السعدني عن خطورة أفلام الكرتون على الطفل اجتماعيا فيقول: تعمل أفلام الكرتون على عزل الطفل والتأثير على نموه الطبيعي، فالطفل برؤيته لأفلام الكرتون يستخدم حاستين فقط هما السمع والبصر ولكن هناك حواس أخرى مثل التذوق والشم واللمس والحركة وكافة النشاطات الاجتماعية تكون معطلة وينشأ عن ذلك عزلة اجتماعية فتصبح أفلام الكرتون هي كل حياته وهو ما يسمى بإدمان أفلام الكرتون، وخطورتها أنها قد تنقل الطفل من إدمان لأفلام الكرتون إلى إدمان لل(بلاي ستيشن) وبعدها إلى الإنترنت أي من شاشة إلى شاشة فالطفل في مرحلة معينة من حياته لا يستطيع العيش بدون رؤية فيلمه الكرتوني المفضل ، وقد صادفني بعض الأطفال يكرر فيلمه المفضل ويتابعه بكل اهتمام ويستمر في تكرار الفيلم لدرجة أنه يحفظ كل حركة وكلمة تحدث في الفيلم ويتنبأ حتى بكل خطوات الفيلم بصورة تؤدي إلى قتل الإبداع في التفكير وجعله محدودا في إطار هذا الفيلم.



فيما يؤكد الأستاذ محمد بسام ملص أن صانعي الرسوم المتحركة هم من ثقافات متعددة طبعت بحسب قيمهم التي عاشوا بها والخطورة تكمن في هذا الأمر لأنها حتما ستتحدث عن ثقافة الآخر فالأفلام ذات المضامين الاجتماعية في مجملها تشكل خطرا على أطفال الأمة حيث تساهم في تكوينهم ونشأتهم.



وفي جواب الآباء على سؤال المنار إن كانت أفلام الكرتون تستأثر بأولادهم وتقطعهم من الصلة بالأسرة تبين أن:



فمعنى ذلك أن هناك أخطار عزلة اجتماعية واردة على الطفل إذا ما قارناها بعدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة الأفلام الكرتونية،وقد لاحظت المنار أن العديد من الأسر تشكو من رفض أبنائها الخروج مع الأسرة في زيارات اجتماعية للأقارب بحجة أن موعد الزيارة يتعارض مع موعد فيلمه المفضل!!! وقد لفت انتباه المنار من خلال مخاطبتها لعدد من المشرفين الاجتماعيين في مدارس البنين والبنات أن تدني المستوى الدراسي ودرجات التحصيل لدى العديد من الأطفال يعود في أحد أسبابه إلى التلهي عن الدراسة والتلهف نحو مشاهدة أفلام الكرتون مما ينعكس سلبا على مستوى التعليم خاصة إذا كانت تلك الأفلام الكرتونية لا تخدم في أهدافها العملية التعليمية المراد إكسابها للطفل.



الخطر السلوكي والاخلاقي



تقول د. خيرية ابو بكر المحضار: إن أفلام الكرتون تساهم في قلب المفاهيم عند الناشئة رأسا على عقب وتجعل أفكارهم وطموحهم في أضيق حدود خاصة ما تقدمه الأفلام الرياضية التي تجعل فوز الفريق هو أقصى اهتمام لهم وهو ذروة طموحهم وتقدمهم!!!



كما تحدثت عن هذا الجانب د فوز كردي فقالت: فيلم لولوه الصغيرة مثلا يخدم جوانب اجتماعية طيبة مثل مساعدة الآخرين ولكنه يهدم جوانب أخرى كالحس الجمالي وآداب السلوك الشخصي وغيرها الكثير ... وتذكر د. فوز مثالا أخر عن فيلم اجتماعي كرتوني اسمه «ابنة الأعمى» فتقول: إن هذا الفيلم نجده يشوه صورة المجتمع الإسلامي ويعطي أحكاما خاطئة عن معنى النذر وكيفية الوفاء به ويجعل خروج الفتاة مع أغراب وبيعها نفسها لهم مقابل وفائها بنذر والدها عملاً مجيدا وممدوحا.



لندع محررتنا رانية جمبي تخبركم عن تأثير فلمين مشهورين- يحبهما الأطفال- في أخلاق أولادنا:



الأول: فلم (بباي): أو إن شئت قلت: الصراع من أجل امرأة: هذا ما يدعو إليه الفيلم الكرتوني (بباي) حيث يقوم رجلان بالمصارعة والمشاجرة والمقاتلة وعمل المكائد والمقالب من أجل التفرد بامرأة، فهل سيكون لذلك تأثيرٌ في بناء شخصية أطفالنا في المستقبل؟ هل سيكون لذلك تأثيرٌ في سلوكياتهم من أجل الغريزة؟ هل فكرنا في هذه الآثار على مبادئ أطفالنا وسلوكهم؟



الثاني: (جزيرة الكنز) أو إن شئت قلت: القتال من أجل الكنز: هذا ما يصوره الفيلم الكرتوني جزيرة الكنز حيث تقتتل جماعتان على كنز واحد ويقتل في سبيل الوصول إليه البعض ويردد بطل القصة رئيس القراصنة وأتباعه في كل وقت (خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق) أليس في هذا تأثير ماديا في نفوس أطفالنا يقتل معه جوانب الإيثار والتضحية وحب البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله ..سؤال يطرح نفسه..فهل من إجابة ؟



في تعليق لابي أحمد ـ أحد الآباء ـ قال: الفيلم الكرتوني عبر شخصياته يصور الخبث على كونه ذكاء يجدر استخدامه لأنه نافع بينما يعرض الطيبة على أنها بلاهة وسذاجة وهذا الأمر على جانب خطير من الأهمية في تشكيل سلوكيات الأطفال.



فيما تؤكد أم ابراهيم وهي من محبي متابعة أفلام الكرتون مع أبنائها أنها لاحظت اعتماد الفيلم الكرتوني الاجتماعي على إثارة الجانب العاطفي عند الطفل مثل (سالي) و(زينة ونحول) و(هايدي)و (ساندي بيل) إذ يشترك جميعهم في فكرة البحث عن الأم الضائعة وتشرد الأبناء وفقدانهم للأمان وهذا الأمرلا يتفق مع مجتمعنا الإسلامي الذي يعتمد أساسا على مبدأ التكافل الاجتماعي وعدم ترك الأبناء سلعة للتشرد إذا ما فقدوا أمهاتهم أو أبائهم.



وتلاحظ الأستاذة إعتمادالشريف أن سلوك الجيل الحالي تدهور عن الجيل السابق فهم يفتقرون إلى احترام الكبار وهذا ناتج من أن القدوة أو المثل الأعلى للأطفال أصبحت الشخصية الكرتونية المفضلة التي يحب مشاهدتها.



يقول الدكتور ميسرة طاهر مبينا خطر الأفلام الكرتونية على سلوك أبناءنا:



في إحدى التجارب تم تقسيم مجموعة من الأطفال إلى خمس مجموعات فرعية على النحو التالي:



المجموعة الأولى: كانت ترى نموذجا إنسانيا حيا يمارس العدوان بحق الآخرين .



المجموعة الثانية: شاهدت فلْما سينمائياً فيه مشاهد عدوانية كثيرة .



المجموعة الثالثة: شاهدت فلماً كرتونياً به مشاهد عدوانية .
اضافة رد مع اقتباس