20/09/2019, 07:10 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/07/2005 المكان: الدوادمي
مشاركات: 41,601
| |
الثمر المجتنمى - مختصر شرح أسماء الله الحسنى الثمر المجتنى
مختصر شرح أسماء الله الحسنى
في ضوء الكتاب والسنة
تأليف الفقير إلى الله تعالى
د . سعيد بن علي بن وهف القحطاني
رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة
إن الحمد لله , نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مٌضلًّ له , ومن يُضللْ فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله , وأصحابه , وسَلَم تسليماً كثيراً ,
أما بعد :
فقد طلب مني يعض المحبين للخير أن أختصر - كتابي «شرح أسماء الله الحسنى» ليستفيد منه عامّة الناس , ويٌقرأ على المصلٍّين بعد الصلوات , فأجبته لذلك , واقتصرت على
شرح أسماء الله الحسنى , ومَن أراد الزيادة , فليرجع إلى الأصل .
ولا شك أن الأسماء الحسنى لا تذخل تحت حصر ولا تُحدٌّ بعددٍ , فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده , لا يعلمها ملك مقرب , ولا نبي مرسل , كما في
الحديث الصحيح «أسألك بكل أسم هو لك , سمّيت به نفسك , أو علَّمته أحداً من خلقك , أو أنزلته في كتابك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك» أخرجه أحمد .
فجعل اسماءه ثلاثة أقسام :
• قسم سمّى به نفسه , فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم , ولم ينزل به كتابه .
• وقسم أنزل به كتابه , فتعرف به إلى عباده ,
• وقسم استأثر به في علم غيبه , فلم يطلّع عليه أحد من خلقه , ولهذا قال : «استأترت به» , إي : انفردت بعلمه , وليس المراد انفراده بالتسمي به , لأن هذا الانفراد ثابت في
الأسماء التي أنزل بها كتابه , ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : «فيفتح عليّ من محامده بما لا أحسنه الآن» وتلك المحامد هي تفي بأسمائه وصفاته
.
ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا أحصي ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك» , وأما قوله صلى الله عليه وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسماً , من أحصاها دخل
الجنة» فالكلام جملة واحدة , وقوله : «من أحصاها دخل الجنة» صفة لا خبر مستقبل , والمعنى له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة , وهذا لا ينفي أن يكون
له أسماء غيرها , وهذا كما تقول : لفلان مائة مملوك قد أعدّهم للجهاد , فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدّون لغير الجهاد وهذا لا خلاف بين العلماء فيه .
والله أسألُ أن يجعل هذا المختصر خالصاً لوجهه الكريم , وأن ينفعني به في حياتي , وبعد مماتي , وأن ينفع به من انتهى إليه , فإنه تعالى خير مسؤول , وأكرم مأمول , وهو
حسبنا ونعم الوكيل , وصلى الله وسلّم , وبارك على نبيّنا محمد , وعلى آله وأصحابه , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أبو عبد الرحمن
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حُررَ في يوم الأربعاء الموافق 1427/3/12هـ يتبع
↓↓ |