كنـت أمـارس رياضـة المشــي ((للضرورة )) بعـد صـلاة الفجــر عندمــا كــان
الجـو منـاسبـــا. وبعــد دخــول البــرد أضطــررت لتغييـر الـوقــت إلـى بعـد
العصــر. كـان المشـي بعـد الفجـر أفضـل بكثيـر ، فـرغــم النفـايـات التـي يتـركهــا
بعـض النـاس بعدهـم وما تسبّبـه مـن ألـم فـي التنفـس وسـوءٍ في المنظـر وكـرهٍ فـي
الرائحـة إلا أن المكـان يكـاد يكــون خاليـا من البشــر، ممـا يجعلـك تأخــذ راحتـك.
أما بعــد العصـر فـإن المكـان يمتلـئ بالنـاس بمختلــف فئاتهـم. ومـع مـا يمكــن أن
تـراه مـن العجـب ، بيــن مستعـرض وعـارض. إلا أنـك أحيانــا تقـع فـي مأزق مثل
الـذي تعـرّضـت له البارحــة... حيــن رأيــت إمـرأة مقبلـة نحــوي ، ففكــرت
أنهـا قريبتـي القريبـه ، حيـث كـانـت تشبهـهـا إلـى حـد التطابـق حتـى فـي طـريقـة
المشـي ، ومـا أن اقتربـت منهـا وناديتهـا باسمهـا إلا وهـي تسمّـي علـي وتقـول:
بسـم الله عليـك ، رح رح الحـق الصـلاة وصـل بالنــاس ، تـرى خويـك المطــوع
مـاهـو فيـه. والله إنـك أنت وايـاه من طينـة واحــدة... الله يخلــف !
رجعـت أحـرث بأقدامــي في الرصيـف ورأسـي يكـاد يطيـح متجهـا نحــو المسجــد
ولـم أتذكــر أننــي لسـت علـى وضـوء إلى بعـد أن كبـرت تكبيــرة الإحــرام!!