22/05/2014, 12:13 PM
|
| مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ قهوة الثلاثاء - 53 ] .. علقوا أحذيتكم أكرمكم الله ؟! ( 1 - 3 ) في زيارة مؤخرا الى بلجيكا وتحديدا في مدينة ( خينت ) حيث جمعتني الصدفة بهذه المدينة من غير ميعاد ! .. فلم تكن هذه المدينة ضمن مخطط رحلتي التي قمت بها مؤخرا الى اوروبا وكان اختياري لها عشوائيا لأنها فقط تقع في منتصف المسافة بين مدينتين في مخطط الرحلة ! حللت مساء في ذلك الفندق والذي يبدو إنه كان فيلا سكنية سابقا لزوجين طاعنين في السن قررا في لحظة ما ان يجعلوه محطة للمسافرين حتى يأنسوا بمن يأتيهم مساء وبمن يغادرهم صباحا عوضا ان يقضوا المساء وهم يتسامرون مع الجن ويتبادلون القهقه عاليا ! .. هذا اذا ما افترضنا ان الجن يجيدون القهقه ويستمتعون بها ! استقبلني حين الوصول شاب رفيع الجسم ضيق الثياب ذو شعر منسدح على الطرف الإيمن مع أمكانية ان ينسدح على الطرف الإيسر وفق اتجاهات التيار الهوائي ! .. فقد كان لديه ما شاء الله خصلات شعر صفراء من عينة ( فل أوبشن ) تتوافق مع المقاييس ومواصفات البيئة البلجيكية ! حملت اغراضي والقيت بها غير مأسوف عليها في غرفتي المختارة وعدت مجددا الى الشاب في مكتب الاستقبال امام اعين الرجل العجوز صاحب الفندق وزوجته واللذان كادا ان يصابا بجلطة قلبية مفاجأة من زود الفضول الذي بدى عليهما من جحوظ عينيهما ! .. توجهت بحديثي للشاب وانا اقول له : اين يمكن أن أسهر هذا المساء ؟! .. للحظات شعرت انني الزير برلسكوني في احدى حانات ايطاليا ! .. رمقني الشاب بكل هدوء وهو يحضر خريطة للمدينة ويشير بيده نحو قلبها الذي كاد ان يدميه من فرط حماسه ! .. لم أعلق أو أجادل أو أنبس ببنت شفه ! .. فقط حملت نفسي وغادرت دون حتى كلمة أوروفوار ( مفردة فرنسية تعني الى اللقاء ) او قلعوك الجن ( جملة يمنية تعني صباح الورد ) ! كنت في قلب ( خينت ) كما اقترح علي ذلك الشاب الفندقجي ! .. وكنت اسير فيما يشبه المدينة التاريخية والتي تمكنت أن تفتنني من الرمقة الأولى كشاب عابث وجد غجريته على قارعة الطريق فحملها بين ذراعيه ورحلا بعيدا بعيدا بعيدا .... واترك الباق لخيال الشعراء حول ما حدث بعد ذلك ؟! .. فالحقيقة انني قد مللت من متابعة رحيلهما وصرفت نظري الى ما هو مهم ،،، وبينما كنت اتسكع في حواري المدينة التاريخية كان ان شد انتباهي بين نوافذ الادوار العليا للأبنية السكنية تلك الحبال الممتدة بين النوافذ والأبنية كما حبال الغسيل ! .. والتي عوضا ان يضعوا عليها الملابس التي تم غسلها كما يحدث في الاقطار العربية كان لدى البلجيكيون وجهة نظر أخرى حينما استبدلوا الملابس بوضع الأحذية أكرمكم الله ! .. كان منظرا غير متوقع وغير مألوف خاصة انني سارعت لسؤال اول شخص يمر بجانبي عن معنى ذلك ؟ .. والذي أكتفى ان مط شفته العليا .. وقام بعملية ارتجاج لشفته السفلى .. رافعا ذراعيه في وضع راقص فرعوني تم تحنيطه في احد المتاحف .. جاعلا جفنه العلوي غير مكتمل الاغلاق مع جفنه السفلي عند حدقة عينيه .. وكاد ان يأخذ وضع الأوزه في رقصة الباليه الشهيرة ! .. لولا ان تداركته بان أخلص علينا عوضا عن تحضير الأرواح الذي تمارسه ؟! .. فتبين ان كل ما قام به هو تعبير عن كونه لا يعرف لماذا يعلقون الأحذية ! .. غادرته مسرعا وانا افكر حول ماذا سيكون الحكم القضائي في بلجيكا اذا ما قررت تعليق أحدهم في حبل الأحذية ؟!
|