( 2 - 3 )
عدت الى الفندق في منتصف الليل اعالج بوابة الحديقة الخارجية للفندق ومن ثم الباب الرئيسي بعد ان افادوني انني لن اجد من سيفتح لي الابواب بعد الـ 10 مساء ! .. لذلك لم يترددوا ان يمنحوني المفاتيح اللازمة ولم اتردد ان اجد نفسي كلص منازل يستخدم علاقات مفاتيحه في منتصف الليل ! .. وكان الأسوء في الموضوع حينما بدأت الصعود الى الطابق الأول عبر السلم الخشبي والذي كان مع كل خطوه يصدر اصوات حشرجة كفيلة بايقاظ الموتى في قبورهم ! .. لذلك وجدت نفسي مضطرا للزحف مثل إي تمساح محترم يرتدي الجينز والتي شيرت ! .. حتى اذا ما كان الصباح قفزت من سريري بسروالي وفلينتي العظيمتان ! .. وبوجه متخم باثار النوم وشعر منتصب من اثار الشحنات الكهربائية على المخدة وتوجهت الى الاستقبال بثقة مطلقة ! .. حتى اذا ما شاهدني موظف الاستقبال قام بافادتي على الفور ان لدي حمام مستقل في غرفتي اكرمكم الله وانني لست في حاجة لاستخدام الحمام العمومي ! .. فحدثت نفسي : كم هؤلاء البلاجكة مستفزين حينما يتظاهرون بالذكاء ! .. تبادلنا بعض الشتائم من باب صباح الخير نتيجة استقباله الغير لائق لي صباحا وأثر ذلك على مشاعري المرهفة ! .. ثم قاطعته بعد ان ايقنت بان المعركة الكلامية معه خاسرة حيث اظهر لي مهاراته في الشتائم بخمس لغات عالمية بينما كنت اكتفي بقول ( تبا لك ) وفق ترجمة معامل انيس عبيد كما ورد على لسان حبيبنا المشاغب ! .. قلت له مقاطعا يا أبن حواري بلجيكا وازقتها ومجاريها : ماذا تعني الاحذية المعلقة على حبال الغسيل ؟!
قام موظف الاستقبال بتدارك نفسه حينما شعر بأن تساؤلي بالغ الأهمية ! .. لذى عاد الى مظهره الحضاري بعد ان قام بتصفيف شعر رأسه الذي انتصب مثل عنق كلب عقور أكرمكم الله ! .. واعاد تهذيب هندامه الذي كان مبعثرا دون معركة ! .. وأظنها طريقة بلجيكية للتهيئة النفسية قبل الالتحام بالسلاح الأبيض ( القتال بالسكاكين او السيوف او فوهات البنادق ) فقال لي : لا ادري ! .. وحقيقة انني سعدت باجابته فقد كنت اخشى ان يقوم بتلك الحركات التي قام بها من سبقه للتعبير الجسدي عن عدم المعرفة ! .. فقلت له بكل ود وأحترام ورجاء : يجب أن تعرف .. والآن ؟! .. واطلقت لأطراف اصابعي العناني تطرق الطاولة تحذيرا انها قد تنتقل من الطاولة الى منتصف الجبهة ! .. ولم أخفى عليه ان جماعة ( بوكو حرام ) اصدقائي وسوف يسعدهم ان يستضيفوك في نيجيريا بعض الوقت ؟!
يبدو ان ملامح وجهي كانت تحمل الكثير من الصدق لذلك وجدته يحمل هاتفه على عجالة يتصل بشخص ما ثم ثان دون ما يبدو ان هنالك من يعرف سر الحذاء المعلق ؟! .. ثم توجه نحو جهاز الكمبيوتر وهو يفتح صفحة الموسوعة جوجل للبحث عن تساؤلي فكان ان تنفس الصعداء وهو يقول لي : ان الطلاب والمجرمين يفعلون ذلك ؟!
لم تروقني الإجابة ! .. فهي لم تكن كافية لأنها لم تقدم معلومة ؟! .. ومن الناحية اللغوية فقد بادر بوضع المبتدأ ولكنه لم يكمل الخبر ؟! .. فكرت ان امارس معه التحقيق بطريقة الجستابو ( جهاز مخابرات الجيش النازي في عهد هتلر ) .. ولكنني حدثت نفسي ان هذا الاسلوب لم تعد طريقة متبعة الا في العالم العربي الاقل تحضرا ورقيا من اوروبا الان ! .. لذلك اكتفيت ان وجهت له صفعتين مع لكمتين خطافيتين مع ركلة عميقة في المعدة مع كوع خاطف في منتصف الجمجمة ولم احرمه من بعض الارتجاج بالتيار الكهربائي وتركته بعد ذلك وانا أظن انني كنت حضاريا معه بما فيه الكفاية وشعرت بالفخر لكونني عربي متحضر يحمل الكثير من الدين والاخلاق والقيم !!!
