** سعادة الأستاذ خلف ملفي,,,
القضية التي تحدثت عنها لا تقتصر فقط على نجوم الرياضة بل انها معضلة يعاني منها المجتمع السعودي بأسره .. والمعضلة تتبلور في تحاشي المناسبات الاجتماعية الرسمية واعتبار حضورها (( مضيعة وقت )) ان لم يكن (( عيباً )) ..
الموظفين .. نجوم الملاعب .. وحتى طلاب المدارس أصبحوا يبحثون عن (( المصلحة الذاتية )) .. ان لم تكن أسماءهم مدرجة ضمن لائحة المكرمين في ذلك الحفل فسيعتبرون [حضورهم من عدمه] .. أصبحوا لا يعيرون أي اهتماماً لتلك المناسبات (( الاجتماعية )) ان لم يكن لهم فيها مصلحة شخصية ومباشرة وفورية..
قبل بضعة أشهر كنت أحضر اجتماعا (( للتعارف )) جمع طلاب وأساتذة القسم الذي أنتمي اليه في الجامعة .. حضر على الأقل 95% من المتوقع حضورهم .. يوجد في ذلك القسم ما يزيد عن 25عربياً .. كنت أحد اثنين من العرب الذين حضروا ذلك الاجتماع .. ببساطة معظم الذين تغيبوا كانوا من العرب .. لماذا تغيبوا؟؟ لأن ذلك الاجتماع لن يعود اليهم بنفع (( مباشر )) .. أو بالأحرى لأن ذلك اللقاء لن يعود اليهم بأي نفع (( مادي )) .. وهم بذلك متجاهلين المنفعة (( الاجتماعية )) الهامة له .. للأسف أننا نعاني من هذا التفكير (( السطحي )) في مجتمعنا ككل .. أو دعني أستبدل عبارة (( التفكير السطحي )) بعبارة (( قصر النظر )) ..
مجتمعنا يعيش تطوراً سريعاً في شتى المجالات .. انما أننا في أحيان كثيرة نسعى الى التطور في مسائل معينة فتكون النتيجة [عكسية] .. هنا تكمن المعضلة .. سوء [الفهم] وبالتالي سوء [التصرف] ..
أعتقد أنني (( شطحت )) عن الموضوع الرئيس كثيراً .. عودة الى (( رسوب )) نجوم الملايين في اختبار (( الوفاء )) .. قبل أن أتعمق في هذا المحور سوف أحكي مثالاً آخر حصل لي شخصياً قبل عدة سنوات - ها أنا ذا أشطح مرة أخرى عن لب الموضوع
- .. ماعلينا .. كنت في أيام المراهقة الصعبة وكان من المقرر أن يكون في تلك الليلة مأدبة عشاء لأحد الأقارب بمناسبة تخرجه من الكلية العسكرية .. حصل أن أكون من ضمن المدعوين مع عائلتي لتلك المأدبة ولكني كنت عاقداً العزم على (( التطنيش )) .. علم والدي بأني سوف أتجاهل المأدبة .. ثارت ثائرته وألقى علي محاضرة أبوية صارمة محورها الرئيسي أنه يتوجب علي الحضور لكي أجد التقدير من صاحب الدعوة وبالتالي يكون أول الحاضرين لأي مناسبة أكون فيها ضيف الشرف .. لم تكن محاضرة والدي مقنعة لي في ذلك الوقت ولكن بعد سنوات أيقنت أهمية تلك المناسبة التي هممت على تجاهلها .. قد تكون مهمة لذلك الشخص ولكن مع مرور الأيام أصبحت (( أكثر أهمية )) لي شخصياً عندما جاء الموعد الذي أصبحت فيه على كرسي التكريم ..
هكذا هي الحياة الاجتماعية .. (( أخذ وعطاء )) .. نجوم الملايين الذين تجاهلوا حفل تكريم منسوبي النادي القدامى سوف يصبحوا في يوم من الأيام تحت أضواء التكريم .. سوف يصبحون في يوم من الأيام من اللاعبين (( القدامى )) وربما سيقام حفل تكريم لهم .. عندها سوف يبحثون عن نجوم الملايين في ذلك العصر .. سيبحثون عن الشخصيات المهمة التي سوف يفتقدها الحفل .. سوف يبحثون عن الذين (( طنشوا )) حفل تكريمهم قبل سنوات .. عندها فقط سيشعرون بأهمية ذلك الحفل للمكرمين وحتى للمدعوين .. انها سلسلة طويلة مشابهة لفرضية (( كما تدين تدان )) ..
**وكما أسلفت أستاذي الكريم ::
| إقتباس | | | | | | | | |
أما تكريم القدامى من اللاعبين والإداريين، فإن حضور النجوم الحاليين وكذلك الإداريين، يعزز العلاقة بين الأجيال، ويقوي من نجاح الحفل التكريمي، وأهدافه السامية التي من بينها التعرف على الماضي الرياضي جيدا | | | | | |
أتمنى أن يراعي (( نجوم الملايين )) مثل تلك المناسبات الاجتماعية التي توطد العلاقة بين محبي هذا الكيان وتظهر الترابط الكبير بين الهلاليين وحرصهم على الاحتافاء ببعضهم البعض على جميع الأصعدة .. لا أرى أي مشقة جسمانية على اللاعبين من حضور مثل ذلك الحفل لا سيما وأن اللاعبين يتمتعون باجازة (( بعيداً عن التمارين )) .. أي أن البعد عن التمارين والمباريات يعتبر [سببا] لـحـضـورهـم لا [ذريعة] لـغـيـابـهــم ..
بقي أن أشكرك أستاذ خلف كل الشكر على هذا الموضوع الشيق .. هذا الموضوع (( الوفي )) الذي لا يمثل سوى غيض من فيض حبك ووفاءك الغير مستغرب لهذا الكيان العظيم ..
تقبل خالص تحياتي وعذراً على الاطالة ....
-------------------------------- -------------------------------- --------------------------------
أخوكم,
أبوسعد