ميكروسوفت على طريق العظمة

البقاء للاقوى وهذه سنة الحياة ، تتوراد على المواقع المختلفة بالشبكة العنكبوتية و في الاوساط الاقتصادية و المهتمة بعالم العاب الفيديو خبر شراء عملاق البرمجيات ميكروسوفت لحوالي 52 % من اسهم شركة رير البريطانية ، وان تمت الصفقة التي كشفت المواقع عنها و نقلها موقع الالعاب العربي عن اقتراب انتهائها فان هذا يعني ان شركة ميكروسوفت على طريق العظمة و ستكون المنافس الاشد قوة لمجموعة شركات سوني في السنوات المقبلة .

وهذا هو نص الخبر الوارد بموقع الالعاب العربي حول هذا الموضوع :

(( اليوم الجمعة ، ذكرت وكالات الانباء ان ميكروسوفت قد اكلمت صفقة شراء 52 % من اسهم شركة رير البريطانية Rare في اكبر صفقة تجارية في عالم العاب الفيديو لهذا العام 2002 م ، و رغم ان المصادر تؤكد الخبر بنسبة لا تقبل للشك و لكن علينا انتظار التصريح الرسمي من مجلس ادارة رير و ميكرسوفت في الاسبوع المقبل .

وقد اشارت المصادر ان المالكين السابقين لشركة رير وهما الاخوين ستمبر Stamper قد باعا حصتهما البالغة 52 % لشركة ميكروسوفت لتصبح ميكروسوفت بذلك اكبر مالك للاسهم في شركة رير البريطانية Rareو تتمكن من ابعاد نينتندو عن التحكم بالشركة .يذكر ان نينتندو قد رفضت في العام الماضي شراء شركة رير بالكامل بسبب عجز نينتندو عن دفع مبالغ مالية ضخمة ، في المقابل يبدو ان ميكروسوفت ستتمكن من السيطرة على رير بالكامل حيث ترجح المصادر الى ان ميكروسوفت ستسعى في الاشهر القادم الى شراء حصة نينتندو المتبقية من رير البريطانية .

نينتندو اليابانية الضخمة و التي تمتلك 49 % من اسهم الشركة البريطانية رير من جهتها علقت على هذا الخبر ( الكارثي ) بالنسبة لها ، حيث قالت ان هذا البيع لن يؤثر على الشركة خصوصا مع امتلاك نينتندو 49 % من اسهم الشركة البريطانية بفارق 1،5 % فقط عن ميكروسوفت ، لكن الامر المعروف الان ان نينتندو لن تسيطر على رير بعد اليوم ابداً ، و سيحصل الاكس بوكس على شركة طرف اول من الطراز المرعب

شركة Rare البريطانية تعرف بانها شركة مساندة لشركة نينتندو و قد بدات منذ زمن طويل على اجهزة السوبر نينتندو بالعاب دونكي كونغ و اشتهرت بعد تقديمها لالعاب غولدن اي 007 و برفكت دارك و بانجو كازويي لجهاز النينتندو 64 ، و لكن هذه الشركة بدت وكانها تمر بعلاقة طلاق مع نينتندو في الفترة الاخيرة حيث قامت بتاجيل مشاريعها على جهاز النينتندو غيمكيوب و لم تظهر الشركة سوي مشروعين كبيرين وقامت بتاجيل العاب كبانجو كازويي الثالثة و كيمو و لم تقم بالاعلان الرسمي عن برفكت دارك زيرو حتى اليوم ..وقد واجهت الشركة مصاعب مالية كبيرة منذ بداية العام 2001 م . الخبر ورد هذا الصباح من قبل وكالات الانباء و شركة نينتندو علقت عليه بشكل رسمي لذا فهو خبر صحيح ولا يقبل الشك ، ولكن الاعلان الرسمي و التصريح الرسمي سيطلق خلال الاسبوع القادم . ))

نذكر ان سعر الصفقة وصلت الى 350 مليون دولار امريكي .


رير ..لماذا ؟

اولاً قبل الخوض في تحليل ما حدث علينا تفهم مسيرة الشركة البريطانية Rare ware في السنوات الاخيرة ، في العام 1993 بدأ ظهور شركة رير البريطانية بقوة مع تقديم مسلسل العاب دونكي كونغ ، و لكن ظهور هذه الشركة بالشكل الاسطوري بدا مع انتاج نينتندو اليابانية ( المالكة لاكثر من ثلث اسهم البريطانية ) لجهاز النينتندو 64 حيث بدأت شركة رير البريطانية و عبر المصمم البريطاني - الامريكي الجنسية مارتن هولز العمل على انتاج لعبة Golden EYE 007 و هي اللعبة التي تمكنت من حمل جهاز النينتندو 64 على الانتعاش بعد خسائر متعددة .لم تفعل رير هذا فقط فقد ساعدت رير شركة نينتندو على الصمود في العام 1998 عندما قدمت مشروعات متعددة و قوية كان لعبة Banjo Kazooie من اشهر الالعاب الدافعة لصمود النينتندو 64 في الاسواق وحتى ان الكثير من النقاد وصف شركة رير بانها الشركة الحلم حيث نجحت هذه الشركة في اثبات نفسها رغم مستوى جهاز النينتندو 64 المتواضع ، و هي اثبتت هذا الكلام بشكل قاطع عندما انتجت لعبة Perfect Dark تلك اللعبة التي تحدت قدرات جهاز النينتندو 64 و اثبتت انها اللعبة الاكثر روعة في مسيرة رير البريطانية بلا منازع ، انهت رير مشوار نجاحاتها المتعددة بلعبة كونكر Conker التحفة ، و التي انتقلت بعدها رير الى مشاكل لا تحصى و لا تعد .

بدأت شركة رير في الدخول الى نفق المشاكل مع مشكلة حدثت في رأس الشركة حيث غادر السيد مارتن هوليز Martin Hollis مصمم لعبتي العين الذهبية Golden EYE 007 و الظلام الدامس Perfect Dark غادر هولز الشركة نهائياً و مفضلاً التوجه الى شركة Eidos البريطانية الشهيرة و ذلك بسبب مشاكل مالية و ادارية بالشركة حيث ان التعليقات الاولية انصبت في عدم تقدير هذا المصمم حيث لم يذكر اسمه في الحملة الاعلانية التي قامت بها رير للعبة برفكت دارك و لكنه ذكر ان المشكلة ادارية ( تتعلق بالرواتب ) فقدان المصمم مارتن هولز افقد الشركة بريقها لدى مختلف الشركات الاخرى حيث ان هذا الرجل هو الذي صنع اقوى لعبتين لدى رير البريطانية و تركه يغادر بهذه السهولة يعد مشكلة .

مشاكل اخرى بدأت منذ العام 2001 م عندما طلب الاخوين ستمبر Stamper من السيد هيروتشي ياماتشي ( مالك شركة نينتندو و الرئيس السابق لمجلس الادارة ) شراء باقي اسهم الشركة و لكن ياماتشي رفض ، هذا الطلب و هذا الرفض الذي قابله كان يرجع الى مشكلة هي مواجهة رير بمشاكل مالية و ديون عديدة ظهرت بعد تسويق لعبة Conker s Bad Fur Day و البدء التي سببت الكثير من الخسائر لرير البريطانية بالاضافة الي مشروع فيلم برفكت دارك و الذي ادى الى خسائر مالية تحملها الاخوين ستيمبر المالكين للشركة البريطانية .

هذه المشاكل المتتالية لم تمنع الشركة البريطانية Rare ware او كما يحب لعشاقها تسميتها Big R ( تيمنا بـBig N و هي نينتندو ) من اعلان الكثير من المشاريع لجهاز النينتندو GamesCube فكان اعلانها لجزء ثاني من لعبة برفكت دارك تحت اسم Perfect dark Zero و لعبة الار بي جي البوكيمونية الطابع Kemo مع بانجو كازويي الثالثة و Star Fox ولكن للاسف لم تظهر سوى لعبة شركة نينتندو و التي تطورها رير لحساب نينتندو Star Fox Adventures و التي يشرف ايجي انوما Eiji Aonuma عليها وهو مصمم لدى شركة نينتندو (صمم لعبة زيلدا ماجورا ماسك ) ، بعد ذلك انتقلت شركة رير البريطانية الى مراوغة عشاق النينتندو خلال معرض E3 لعامي 2001 و 2002 حيث لم تظهر هذه الشركة اي من العابها القوية لجهاز النينتندو المكعب و بدأت بالتراخي في تقديم مشروعاتها و لم تظهر الشركة تلك القوة المدمرة التي ظهرت عليها خلال اربع سنوات متتالية مع جهاز النينتندو 64 و التي دفعتها لمصاف الشركات الكبرى ، فجاة اصبح الجميع يعلم ان نينتندو تمر بعلاقة طلاق مع شركة رير البريطانية .

دخول ميكروسوفت المفاجئ على الخط لم يكن مفاجاة حقيقية ، فرئيس مجلس الادارة و شقيقه الاخوين ستمبر Stamper بشركة رير لا يريدون الخوض الطويل بمجال العاب الفيديو لوقت طويل و محاولتهم بيع الشركة بالكامل الى نينتندو التي قبلت بالرفض كانت فرصة لاي شركة اخرى للدخول للمشاركة مع نينتدو برير البريطانية ، 350 مليون دولار امريكي ها هو بيل جيتس قد فعلها قبل الجميع .

رير - ميكروسوفت ...هل نشهد ولادة عملاق جديد ؟

بدأت ميكروسوفت منذ فترة التخطيط البعيد المدى للسيطرة على الحصص الاضخم في السوق ، مع شراء اسهم عدد كبير من الشركات كشركة اوددي و بانجي ستيديو و التعاون مع شركات يابانية ضخمة كمونولايث و كونامي و سيغا ، و الاعلان عن جهاز الاكس بوكس الثاني ، هذا يجعل ميكروسوفت تتجه لتكون الشركة الرقم 2 في اسواق العاب الفيديو بعد اربع سنوات فقط ( خصوصا ان ايواتا رئيس نينتندو الجديد قد صرح بان الغيمكيوب هو اخر جهاز العاب منزلي للشركة ) ...حسناً لا ادعى معرفة المستقبل و لكن حصول ميكروسوفت الامريكية على شركة رير البريطانية يعني الكثير خصوصا ان ميكروسوفت الامريكية تحتاج حالياً فعلاً الى شركة العاب من الطراز الاول تجهز جهاز الاكس بوكس بالعديد من الالعاب الحصرية المتالقة و الرائعة وذلك لمواجهة السيل الجارف من العاب الشركات التابعة و المملوكة لمجموعة سوني كمبيوتر انترتينمت اليابانية الضخمة ، لذا قد نرى الكثير من الالعاب التي ستتوجه نحو الاكس بوكس من شركة رير وهي الالعاب التي لا تحمل رخص التسجيل لدى نينتندو و كمثال لعبة برفكت دارك و كونكر و حتى بانجو كازويي .

الشركات الكبرى ...تبتلع الاسماك الصغيرة ...

ما حدث بين ميكروسوفت و رير البريطانية ليس بجديد على عالم العاب الفيديو ، فقد كان دخول شركة سوني على عالم العاب الفيديو في البداية صعباً كما هو الان حال شركة ميكروسوفت مع تواضع خبرتها في الالعاب ، لذا فقد سعت سوني اليابانية في بداياتها منذ العام 1996 الى شراء الشركات الصغيرة المتخصصة في مجال تصميم العاب الفيديو و كان تركيز سوني على بعض الشركات الاوروبية التي تعاني من بعض الديون المالية و كانتا شركة 989 و شركة بيسيغونيسس و التي تمكنت من ابتلاعهم و تأسيس قسم سوني اوروبا و قسمته فيما بعد الى نظام الستيدوهات كستيديو سوهو و غيره ، بالاضافة الى اننا نرى ان سوني سابقاً عمدت الى كسب الكثير من الشركات بدفع الكثير من الاموال لكسب الكثير من الالعاب الحصرية لدعم الجهاز و اعطائه طابع معين و هذا ما تفعله ميكروسوفت الان .

الاسئلة التي تطرح نفسها الان هي :
هل بدأت قوة الاجهزه تقاس باموال الشركة المنتجه للجهاز ؟
ما هو مصير الشركات الصغيرة في ظل عولمة عالم العاب الفيديو ؟
ما وضع نينتندو اليابانية مع شراء ميكروسوفت للحصة الاكبر من شركة رير و هي الشركة الافضل بين الشركات الداعمة لنينتندو ؟
ما مدى الدعم الذي سنراه من رير لجهاز الاكس بوكس ؟ و هل سيكون اكبر من نظيره على الغيمكيوب ؟


وسؤال اخير ، لماذا لا يقوم احد الاثرياء العرب بشراء احدى الشركات المنتجة للالعاب ؟ احلام صنع الالعاب العربية واقعاً لا توقعاً مجرد احلام و جميع الالعاب العربية المنتجه حالياً ذات مستوى متواضع و ركيك و جميعها العاب ( رماية للشخص الاول ) لم لا يقوم احد بشراء هذه الشركات التي تعاني من ديون و ضائقات مالية كسكوير سوفت اليابانية و روكستار البريطانية و بانجي و بتفول سنديكات و تايتو و غيرها ...اليس هذا افضل من الانشغال و الاشتغال بتجميع و شراء الحانات و الفنادق الاوروبية ؟


واترك النقاش حول هذا الموضوع لكم ..