[ قهوة الثلاثاء - 32 ] .. الحريـة في المجلـس العـام ! - صفحة رقم 2 - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

هلالي من ارض اليمن · #1 27/03/2012, 10:59 AM

يبدو لي في بعض الاحيان اننا كمجتمعات وعقول عربية نعاني من التطرف الشديد في افكارنا ومشاعرنا ! .. مما كان له بالغ الأثر على شريحة واسعة منا في تبني اقصى اليمين من خلال مشاعر الحب الجياشة او تبني اقصى اليسار من خلال العداء المطلق بالرغم ان القرآن الكريم يصفنا بأننا أمة وسطا ،،،

فإذا ما كنا متدينيين جنح البعض منا نحو كراهية الآخرين وتحري كشف عوراتهم .. في سلوك لا يتوافق مع قيم واخلاقيات الإسلام .. وإذا ما كنا ليبراليين او علمانيين جنح البعض منا نحو الدعوة للفسوق والمجاهرة بالمعاصي .. وكأن هذه القيم الغربية وجدت حصرا للعناية ما بين السرة والركبة !

حتى غير المسلمين من العرب ليسوا ببعيد عن مشاعرنا التي أصفها بأنها ( حراقة ) ! .. فايجال عامير الشاب الذي اقدم على قتل رئيس وزراء الكيان الصهيوني ( اسحاق رابين ) في وقت سابق كان من اليمن ! .. ولقد قتله لأنه رأي ان رابين خالف تعاليم الرب ! .. حتى النصارى في دول العالم الآخر يرون نصارى العرب بشئ من الرهبة والخوف لأنهم يرونهم متطرفين جدا .. ففي الوقت الذي قد ينتقل اي نصراني من دول العالم الى الاسلام بكل قبول إجتماعي في أوطانهم ولو كان على مضض .. فأن النصراني في العالم العربي اذا ما قرر الإسلام فأن نهايته غالبا ستكون القتل !

حتى الحرية .. هذه المفردة التي أصبحت حاضرة في المشهد العربي منذ العام الماضي قمنا بالتعامل معها وفق العقلية العربية بشئ من العدوان والتعسف ! .. فاصبح من الحرية ان نتبادل السباب والشتم ! .. واصبحت من الحرية اتهام الآخرين في ذممهم واعراضهم ! .. واصبحت من الحرية اشاعة الفوضى والفساد في الأرض ! .. واصبحت من الحرية الرفض ونكران الآخرين لمجرد الرغبة ! .. واصبحت الحرية ان يقلد كل منا نفسه منصب الرئيس والوزير والقائد والقاضي والمفكر وايضا زير النساء عند الفراغ ! .. في حالة لم تعد ذو صلة بالحرية والتي لا تعني مطلقا العبث الذي نمارسه في سلوكياتنا وعقليتنا بأحتراف !

في مجلسنا العام نحن لسنا ببعيد عن الاخرين في التعاطي مع مفردة ( حرية ) ! .. فالبعض منا يريد ان يسب ويشتم الاخرين دون قيد او شرط ! .. والبعض منا يريد ان يجعل المجلس مكانا للتشكيك في ذمم الآخرين والنيل منهم ! .. والبعض يريد ان يرتدي عباءة البطولة ودور ( جيفارا ) العرب الثائر على كل شئ ! .. والبعض يتناول قضية عامة يفترض انه يناقش اسبابها وطرق علاجها والتنبيه من الوقوع فيها فنجده فجأة يترك محور الموضوع ويطمر مطامره لكي ينال من الحكومة والنظام وكل من يسير على الأرض ! .. وكل ذلك بحجة الحرية الشخصية ووجهة النظر التي يرفض مصادرتها ! .. بل ان البعض منا يقوم يجلب مقطع فيديو او مقال اجنبي او رابط موقع ويدعونا لمشاهدة ما يمكن ان يطلق عليه ( فضيحة ) ! .. دون ان يمنح نفسه الفرصة بالتفكر ماذا لو كان الآخرين يكذبون أو يبحثون للعبث بنا !

الحرية لا تعني ابدا الإساءة .. ولا تعني مطلقا تداول الاشاعات .. ولا تعني مطلقا العبث في عقول الاخرين ومشاعرهم .. ولا تعني مطلقا ان نكون ادوات قد يغرر بها الآخرين بأسم مفرد لطيفة إسمها ( الحرية ) !

الحرية طالما نحن مسلمون .. هي مسؤولية اخلاقية وفق القيم والاخلاقيات التي نعتنقها .. هي امانه نجتهد ان لا نكون فيها ادوات للعبث .. هي كلمة او فعل نحاول من خلالها ان نوثق في انفسنا قيم الفضيله .. هي تناول المشكلات التي تعترض حياتنا بموضوعية دون اساءة شخصية او اقلال من قدر الآخرين وجهدهم .. هي وعي وأدراك يقف حائلا امام من يرغبون ان نشك في كل ما يحيط بنا حتى نصل الى الشك في أنفسنا ! .. الحرية هي أداة نبحث من خلالها عن الخير والسعادة للجميع دون فتنة أو مضرة ،،،

ودمتـم في خيـر