19/01/2012, 02:36 PM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
حياك الله اخي العزيز STS2005 
في البداية اسعدني حضورك ووجهة نظرك والمعلومات الغنية التي اثريتنا بها .. وجزاك الله كل خير
من جانب آخر .. يبدو لي ان الجانب العاطفي في حياتنا قد يكون مخطئا او يجانب الصواب اذا ما خالف نصا شرعيا يفقدنا التمييز بين الصواب والخطأ أو يجعلنا ننتصر للباطل بالرغم من معرفتنا للحق .. هنا سأعترف لك ان العاطفة مقياس خاطئ  .. ولكن ان تستعشر معاناة الناس والآمهم وتتبنى قضاياهم الشرعية وتطلب انصافهم بناء على قيمنا الدينية العظيمة .. فهنا سأقول اننا في مجتمعاتنا نحتاج لهكذا عاطفيين يساعدونا في ان يضعوا قسوة الحياة من على كواهلنا
نحن بشر ولسنا رجال آليين ولا يمكن لنا ان نكون كذلك .. يتملكنا الشعور بالفرح والحزن والسعادة والألم ... الخ المشاعر الانسانية التي قد تجعل اعيننا تدمع في صلاتنا او تدفعنا للتضحية في سبيل ما نحب كنصرة الدين .. ولطالما كان الخطاب العاطفي الذي لا يرتجي ظلما او عدوانا دافعا لأرواحنا لمزيد من الخير والعمل الصالح ومحاسبة النفس .. وبالتالي اذا رأيتني عاطفيا .. فأنا كذلك 
القصة التي وردت في موضوعي .. لا تبحث عن نصرة السيدة ( ع ) .. ففي حياتنا الكثير من هذه العينات التي قد نراها او نسمعها .. ولكن الغاية ان كل منا اذا ما قدر الله له ذات يوم ووجد هذه السيدات او سيدات أخر او رجال وكان مصير احدهم بين يديه .. فلزاما على كل منا ان يحرص كل الحرص ان يجتهد في تحقيق العدل والانصاف الذي افتقدناه في بعض جوانب حياتنا لأننا اجتهدنا في البحث عن مبررات اخطاؤنا أو تجاهلها بأكثر من حرصنا على تجاوز هذه الاخطاء وتلافيها ،،،
وقف سيدنا علي كرم الله وجهه وهو امير المؤمنين بين يدي القاضي في قصة شهيرة مع شخص يهودي ! .. حكم القاضي في تلك القضية لصالح اليهودي !
لاحظ معي ..
الخصم سيدنا علي كرم الله وجهه .. هو خليفة المسلمين في حينها .. وهو صهر رسول الله عليه الصلاة والسلام .. وابن عمه رضي الله عنه .. ووالد سيدا شباب اهل الجنة وحفيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام وهما الحسن والحسين عليهما السلام .. وايضا هو رابع المبشرون بالجنه .. وأول من أسلم من الصبيان .. والذي افتدى بنفسه الرسول عليه الصلاة والسلام .. والمناقب والصفات والأولويات لا تعد ولا تحصى في هذه الشخصية العظيمة من شخصيات رجال الاسلام ..
بالمقابل كان غريمه شخص يهودي .. كافر .. ملعون في القرآن الكريم .. وبني دينه حاربوا الرسول عليه الصلاة والسلام .. معروف عنهم الكذب والخداع والخيانة باوصاف صريحة وردت في القرآن الكريم .. والحديث عن اليهود يطول ،،،
لم يتمهل القاضي ويقول ان اليهودي من رعية سيدنا علي كرم الله وجهه .. لم يقل لليهودي يا لئيم يا ابن الئيم وعمك فعل وجدك ترك ! .. لم يبرر الحادثة ويسندها بالآية الكريم حول طاعة ولي الأمر .. لم يقل هذا مسلم خير من هذا الكافر اليهودي .. لم يقل دعونا نؤجل القضية ليوم ويومين وشهر وسنه حتى يمل اليهودي او يخاف او خلافه
كان لدى القاضي مبررات عديدة ينصف فيها سيدنا علي كرم الله وجهه وسيجد الجميع يصفق له ويقول بأسا لليهودي لعنه الله
مع ذلك .. وكل ذلك .. حكم القاضي لليهودي .. وهذا ما يمكن ان نطلق عليه العاطفة نحو الحق .. وهذا ما نطلق عليه روح العدالة في الاسلام .. ونسأل الله ان يرزقنا واياك ذلك .. فنحن بشر نخطئ ولكن من الجميل ان نجتهد ،،،
إجمالا .. يفترض دوما على القاضي ان يحتضن الجميع ويبحث في دفع الضرر عن من يقع عليه الضرر .. جميل ان تجتهد في الصلح ولكن دون اخلال في ايقاع الحق .. جميل ان نتريث ولكن ليس ان نماطل .. جميل ان لا نكتفي بوجهة النظر الواحدة ولكن يفترض ان نفرض على الطرف الثاني الحضور لكي يطرح وجهة نظره طالما يتهرب من ذلك .. جميل ان نمنح انفسنا الوقت والجهد والفكر اللازمين لتطبيق امر الله على العباد دون ضرر او ضرار .. ولا اعتقد ان ايا منا سيقبل ان يأتي اخيه الكبير على سبيل المثال ويجلده أو يعتدي عليه بالضرب والاهانه وعندما يشتكي لأباه يجده يطلب منه التريث او القبول بالأمر الواقع احتراما لمقام الأخ الكبير وحتى لا يحدث الشقاق بين الأخوين .. حيث ان الاسلام يفرض على الصغير احترام الكبير !
سعدت جدا بحضورك ومشاركتك ي غالي .. واحترم جدا وجهة نظرك .. ولعلك مصيب وانا مخطئ .. وانما الاعمال بالنيات
في رعاية الله ،،،
|
تارة نلطمها في الفرن وتارة نلقى بها بين موائد اللئام ! .. وتصبح بعدها اللؤلؤة مجرد عجينة جاهزة للألتهام !
الوضع العادي
